- التفاصيل
لقد عملت أمريكا طوال سنوات الثـ..ـورة السورية للحفاظ على عميلها بشار أسد فأوعزت لإيران ومليشياتها بالتدخل لمساندة النظام، وأعطت الضوء الأخضر لروسيا للتدخل وضرب الثـ..ـوار جواً، فاستطاعت بهذه الطريقة أن تحافظ على عميلها بشار ومؤسساته الأمنية والعسكرية إلا أنّ ذلك أوجد تعقيدات على الأرض في الداخل عند النظام، حيث أصبح من الصعب السيطرة على المليشيات، وهي إحدى العقبات أمام الحل السياسي الأمريكي، إضافة إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق نفوذ، هي: مناطق سيطرة نظام الإجرام ومليشيات إيران، ومناطق الثـ..ـوار في إدلب ودرع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، ومناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وتديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكل فريق متمسك بما يراه حقاً مصيرياً بالنسبة له.
هذه التعقيدات دفعت أمريكا وعملاءها لوضع الحل السياسي على نارٍ هادئة والعمل على تذويب الثـ..ـورة السورية بواسطة الدول المتدخلة بصفة داعم للثـ..ـورة. فعملت على مؤامرة خفض التصعيد على مدى خمس سنوات لتسليم المناطق للنظام المجرم وإغلاق الجبهات ومحاولاتِ فتح المعابر تنفيذاً لاتفاقيات سوتشي وأستانة. وكذلك أوجدت حكومات مصطنعة للتضييق على الناس اقتصادياً بفرضِ الضرائبِ والرسومِ، وأمنياً باعتقال الصادقين الرافضين لإغلاق الجبهات واعتقال أصحاب الرأي من أهل كلمة الحق الرافضين للحل السياسي الأمريكي ومضايقة كل صوت يرفض الوضع الذي خطط له الداعمون للقضاء على الثـ..ـورة وفرض المصالحة مع نظام الإجرام.
واستُخدم الخداع التركي والقصف الروسي في فرض هذا الواقع على الثـ..ـوار، فيما أوعزت أمريكا بالتنسيق مع الروس والنظام لضرب الميلشيات الإيرانية بواسطة كيان يهـ..ـود لإخراجها من سوريا بعد أن انتهت مهمتها في قتال الثـ..ـورة السورية، ما ولّد صراعات بين إيران ومليشياتها من جهة والروس والنظام من جهة أخرى.
كما سلّطت أمريكا تركيا للضغط على الأكراد باحتلال بعض المناطق والقصف الجوي للكوادر ليصرفوا نظرهم عن الانفصال ويتنازلوا لصالح الحل السياسي الأمريكي بعد أن انتهت مهمتهم في حرب تنظيم الدولة وإضعاف الثـ..ـورة السورية.
وبعد أن طال الوقت في عملية ضبط الثـ..ـورة وتذويبها والتضييق على الناس سياسياً واقتصادياً وأمنياً احتقن الناس وانفجر الحراك الثوري في موجته الثانية في إدلب منذ أكثر من عام، على إثرِ اعتقالِ نحوِ خمسين من شباب حزب التحرير وأنصاره، بعد هدم جدار الخوف الذي بناه الجولاني وجهاز أمْنِهِ العام، ما دفع بعض المسؤولين الأمريكيين والمبعوثين الأمميين للتصريح بأن الوضع في سوريا خطير ويحتاج إلى حلٍ سريع، ما جعل الأتراك يعملون على تسريع الحل فأكثروا من التصريحات الداعية لمصالحة نظام بشار مع النظام التركي ومع المعارضة. واتخذت القيادة التركية خطوات تسريعية للتطبيع بين المعارضة ونظام الإجرام في دمشق عبر محاولات إدخال الروس إلى مناطق الثـ..ـوار بحجج خدمية واهية، ومحاولة فتح معابر مع النظام المجرم، ما ولّد ردة فعلٍ عند الثـ..ـوار بمنع دخول الروس والتحرك الشعبي الواسع لمنع فتح معبر أبو الزندين وضد المصالحات. ما دفع النظام التركي للضغط على الثـ..ـوار عبر حملات الترحيل للاجئين السوريين والتساهل مع العنصريين الأتراك الذين يهاجمون السوريين في تركيا كأداة ضغط عليهم، ما جعل الأمور تنفلت من عِقالها وتنفجر انتفاضة الشمال ضد النظام التركي، رافق ذلك مهاجمة مؤسساته المدنية والعسكرية وإنْزال الأعلام التركية والمطالبة برحيلِ الأتراك.
هذه الانتفاضة أرعبت النظامين التركي والسوري ومن ورائهم أمريكا، وأظهرت أن الثـ..ـورة لا تزال حيةً وأنها جمرٌ تحت الرماد، وبركانٌ سينفجر ليحرق كل المتآمرين وحلولهم السياسية الترقيعية. مع وجود مليشيات حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا والتي تسعى للانفصال، ولو تحت مسمى الحكم الذاتي حيث تمارس هذه المليشيات القمع والظلم بحق أبناء المنطقة من عرب وكرد ما فجر ثـ..ـورة العشائر ضدها في دير الزور وولّد احتقاناً في بقية المناطق ما جعل أمريكا والتحالف يتخوفون من انفجار الوضع، ما دفعها إلى تعزيز قواتها في قواعدها في الحسكة ودير الزور، واستحداث قاعدة غرب محافظة الرقة على الفرات وجلب قوة مشتركة مع (قسد) في مقر الفرقة السابعة عشرة في شمال الرقة، واستحداث مركز لها في قلب المدينة للتواصل مع أعيانها للإمساك بالوضع بشكل قوي.
ومن التعقيدات التي طرأت على المشهد السوري مذكرة الاعتقال الفرنسية بحق بشار أسد وأخيه ماهر، هذه المذكرة التي لها أثر سياسي ولو كان خفيفاً أكثر مما لها أثر تنفيذي، إذ يصعب تنفيذها ولكنها تشوش على مشهد الحل السياسي الذي أحد أطرافه مجرم حرب، وهذا من باب المناكفة السياسية للحلول الأمريكية، علماً أن أمريكا هي من تمسك بكامل الخيوط بعد أن أبعدت أي تأثير لخصومها الأوروبيين.
إن هذا الواقع للمشهد السوري يدل على أن الأمور أعقد مما تظن أمريكا وأن الحل السياسي بعيد المنال وأن الأمور لا يمكن التحكم بها وفق ما تشتهي هي وعملاؤها.
وأمام هذا الواقع المتأزم في سوريا يبرز نشاط الحراك الثوري كأخطر عمل على ترتيبات أمريكا وحلها السياسي، حيث أبرز هذا الحراك المفاصلة بين مشروعين؛ مشروع الإسلام العظيم، الذي يريده أهل الشام، ومشروع جحر الضب الأمريكي الذي أدخلت فيه أمريكا وعملاؤها قادة الفصائل وأدوات الحل السياسي من ائتلاف وحكومات مصطنعة مدجنة، ومنصات سياسية لا تمثل إلا نفسها.
إن الواقع في سوريا يدل على أن ثـ..ـورة الشام تسير بإذن الله بخطا ثابتة نحو هدفها المنشود وأنها عصية على الاستيعاب والاستئصال مصداقاً لقول الرسول ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».
قال تعالى: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
- بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود
- التفاصيل
وقعت مساء الأحد 30/6/2024م حوادث عنفٍ عنصرية عدة تعرض لها لاجئون سوريون في ولاياتٍ تركية عدة، وُصِفتْ بأنها "أكبر اعتداء جماعي ضد اللاجئين السوريين حتى الآن"، كان أبرزها وأشرسها ما وقع في ولاية قيصري، حيث تم الاعتداء على لاجئين سوريين والهجوم على منازلهم وحرق محلاتهم وكسر سياراتهم، مع توجيه أقذع العبارات العنصرية ضدهم، وقد سبق ذلك تصريحات مسؤولي النظام التركي للمصالحة مع بشار أسد ومحاولات "الضامن" التركي فتح معابر بين المناطق المحررة ومناطق نظام الإجرام في دمشق. لتنفجر على إثرها موجة احتجاجات عارمة غاضبة في الشمال السوري المحرر ضد وصاية النظام التركي وضد سياسته بحق الثـ..ـورة واللاجئين السوريين ودعوته للتطبيع والتصالح مع نظام الطاغية أسد ودفعه باتجاه فتح معابر التطبيع معه، وصلت إلى حد المواجهة المسلحة المحدودة مع القوات التركية الموجودة في الشمال السوري، راح ضحيتها أكثر من 7 أشخاص وعدد من الجرحى.
ليخرج علينا الرئيس التركي أردوغان يوم الاثنين 1/7/2024م بالقول: "الخطاب المسموم للمعارضة هو أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري، ولا يمكننا قبول أعمال التخريب وإضرام النار في الشوارع... ولا يمكن لنا أن نتقدم أو نحقق هدفا من خلال معاداة الأجانب في المجتمع أو ممارسة العنصرية أو اللجوء لاستخدام لغة الكراهية ضدهم"، مضيفاً: "إنه من العجز اللجوء للكراهية لتحقيق مكاسب سياسية"!
فيما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عن توقيف 474 شخصاً بعد الأعمال "الاستفزازية" التي استهدفت سوريين في تركيا، ليتبين لاحقاً أن 285 من المعتقلين لديهم سجلات جنائية في جرائم مثل المخدرات والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي! اعتقالٌ محدود بقصد التبريد وليس حل المشكلة أو قطع جذورها، خاصة بعد توجس النظام التركي من انتفاضة الشمال السوري المحرر الذي راح ينادي أهله برفع وصاية النظام التركي عن الثـ..ـورة وكف يده عنها.
أما تصريحات #أردوغان فأقل ما يقال عنها إنها استثمار للحدث لصالحه وليس غضبة للاجئين السوريين أو انتصاراً لقضيتهم. فالنظام والمعارضة شريكان في ظلم اللاجئين ودفعهم للرحيل من البلاد طوعاً أو كرهاً، ولكن بأساليب وأفعال وأقوال مختلفة. فيما نُقل عن أوميت أوزداغ، رئيس حزب "النصر" العنصري المعارض، عن تراجعه عن وعوده السابقة بترحيل اللاجئين قسرياً، ودعا الناس إلى العودة لمنازلهم وعدم إحداث شغب، مشدداً على أهمية توجيه غضبهم نحو صناديق الاقتراع.
إن من أخطر ما ابتلي به المسلمون بعد هدم دولتهم هو نجاح الكافر المستعمر في تمزيقهم دولاً وقوميات ووطنيات، وتغييب رابطة العقيدة الإسلامية لتحل محلها روابط عنصرية بغيضة ومنحطة كالقومية والوطنية.
لقد كان أهل الشام وإخوانهم الأتراك يعيشون في دولة واحدة أيام الخلافة العثمانية، فكانت حـ..ـربهم واحدة وسلمهم واحد، وقد اختلطت دماء أهل الشام بدماء الشهداء في حـ..ـرب جناق قلعة. وكانت علاقات الأخوة والمصاهرة حاضرة، وكذلك التداخل بين المناطق والسكان، فكانت غازي عنتاب موصولة بحلب، وكان أهل الشام يسافرون إلى إسطنبول كما كان الأتراك يزورون "شام شريف" كما كانوا يحبون تسميتها، فلم يكن هناك حدود ولا تمييز بين عربي أو تركي أو كردي، بل كانوا ينظرون لبعضهم أنهم شعب واحد وإخوة في الإسلام، فكما كان التركمان منتشرين في كامل مساحة سوريا كانت هناك قبائل عربية كثيرة منتشرة في تركيا، كديار بكر وغيرها، إلى أن ابتلينا بأفعال عنصرية هي من ثمار الاستعمار ويقودها أذنابه بعد أن باتت القومية والوطنية ورقة عنصرية بيد الأنظمة في لعبة التحالفات الداخلية والانتخابات دون اكتراث بأرواح الناس ومصائرهم.
ومع انطلاق ثـ..ـورة الشام وما رافقها من إجرامٍ للنظام بحق أهل الشام، اضطر عدد كبير من الناس للهرب من تحت القصف والبطش والملاحقة والاعتقال، وتفرقوا في أصقاع الأرض، فمنهم من قصد لبنان ومنهم من لجأ إلى الأردن والعراق ومنهم من قصد تركيا التي تضاعفت أعداد السوريين فيها بعد أن قصدها ما يقارب 3.5 مليون لاجئ.
فكان موقف النظام التركي من الثـ..ـورة السورية متوافقاً مع خارطة الطريق الأمريكية لاحتواء الثـ..ـورة ومن ثم الانقلاب على أهلها حال تغير ظروفها وانقلاب أحوالها، فرفع شعار "المهاجرين والأنصار"، وكانت الأريحية وتقديم التسهيلات، وكان استقبال السوريين الذين عاشوا سنوات مستقرة بداية الثـ..ـورة حين كان أردوغان ينادي برحيل الأسد تحت ضغط الثـ..ـورة وسقفها العالي، إلى أن كان المكر والأمر الأمريكي بالاستدارة نحو الطاغية أسد للتصالح والتطبيع معه، فاشتدت المحنة على أهلنا اللاجئين في تركيا، وزاد الضغط والتضييق عليهم حتى وصل مرحلة الترحيل القسري تحت مسمى "العودة الطوعية" لتركيع الناس وإخضاعهم لحلول أعدائهم.
فكان موقف أردوغان استثمارياً لا علاقة له بالمبدئية أو الإنسانية، فاستثمر اللاجئين السوريين انتخابياً واقتصادياً، وأخذ الأموال من الاتحاد الأوروبي وغيره من الجهات والمنظمات والهيئات، المحلية والدولية والأممية، في الوقت الذي كان يظهر فيه التشكّي من تكاليف استقبال اللاجئين السوريين وزعم إنفاق 40 مليار دولار عليهم، ما زاد في تهييج الرأي العام ضدهم خاصة مع اتهامهم من قبل المعارضة أنهم سبب الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع في البلاد.
أما موقف المعارضة التركية فكان عنصرياً وتحريضياً بشكل فاق الوصف، مع كم هائل من ضخ أفكار ومشاعر الحقد والكراهية والغضب ضد اللاجئين السوريين، حتى صاروا ورقة انتخابية يتاجَر بهم ويُستثمرون وفقاً لمصالح النظام والمعارضة. فالمعارضة تقوم بتهييج الرأي العام عبر تحميل السوريين مسؤولية أزمات البلاد، رغم أن سبب الأزمة الاقتصادية هو النظام العلماني الرأسمالي الذي يزيد الفقير فقراً والغني غنىً. فيما يقوم النظام بالمزاودة على المعارضة في موضوع الترحيل، وراح يسابقها في اتخاذ إجراءات تضييق على اللاجئين السوريين علّه يسترجع صوت الناخب التركي الذي خسره لصالح المعارضة التي فازت في الانتخابات البلدية لتبنيها سياسة إعادة اللاجئين. ورغم كل ما بثته المعارضة العنصرية من سموم إلا أن النظام التركي لم يتخذ أي إجراء حقيقي لإيقاف هذه الجريمة وهذا الحقد وهذه المهزلة، لدرجة اتهامه من كثيرين أنه يتقاسم مع معارضته أقذر الأدوار للضغط على اللاجئين السوريين للخضوع للحلول الاستسلامية.
ورغم كل ذلك، إلا أن موقف الشعب التركي المسلم بشكل عام تجاه قضية اللاجئين السوريين كان مختلفاً عن موقف النظام ومعارضته، حتى إن أصواتاً وتصريحات من داخل البرلمان التركي أدانت جريمة الخطاب العنصري والأفعال العنصرية بحق اللاجئين السوريين.
إن المتتبع للأحداث يرى بما لا يدع مجالاً للشك أن كل ما يمارس بحق اللاجئين من اعتداء وتضييق وعنصرية وترحيل قسري، سواء أكان ذلك في تركيا أو لبنان أو العراق وغيرها، إنما ينسجم مع المكر الدولي لتركيع أهل الشام، ويهدف لإعادة السوريين لمقصلة الجلاد وحكم الطاغية وإنهاء ملف اللاجئين كخطوة في خطة خبيثة لوأد الثـ..ـورة ونسف تضحيات أهلها.
وإن كل ما سبق ذكره يتوافق وينسجم مع تهافت أردوغان للتطبيع مع نظام الطاغية أسد بتوجيهات أمريكية وتنسيق مع روسيا، خاصة بعد دعوته للطاغية أسد لزيارة تركيا واستعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية معه.
إن الحكم الشرعي يوجب على الحكومة التركية والمسلمين أن يتعاملوا مع اللاجئين كإخوة لهم في الدين، وأن ينصروهم وينتصروا لهم، لا أن يخذلوهم أو يتعاملوا معهم كلاجئين أجانب، فهذه النظرة هي من أفكار الاستعمار الذي أوجد سايكس بيكو، ولذلك يحرم التعاطي على أساسها أو على أي أساس وطني أو قومي أو عرقي، وإن موقف الإسلام من هذه الاعتداءات هو الإثم العظيم لمرتكبيها واعتبارها كبيرة من الكبائر، سواء من باشر الاعتداء أو شجّعه أو سوّق له أو دفع باتجاهه، وإن الوزر الأعظم تتحمله الحكومة التركية لأنها قادرة أن تحل المشكلة من جذورها ولكنها لم تفعل لأسباب باتت واضحة كالشمس في رابعة النهار.
- بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
أعلن المجلس المحلي في مدينة الباب الأربعاء 26/6/2024م، عن العمل لفتح معبر أبو الزندين التجاري تجريبياً، لاعتماده كمعبر تجاري رسمي لاحقاً. وهو معبر يربط مناطق نفوذ "الجيـ.ـش الوطني" مع مناطق سيطرة نظام المجرم أسد. وزعم المجلس كذباً أن هذا القرار يعكس حرصه على تحسين الظروف المعيشية لأهالي المنطقة، وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، وتنشيط الحركة التجارية، وزيادة موارد المجلس المحلي، لإنفاقها للصالح العام وإعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة، ليتم الإعلان يوم الخميس عن دخول أول قافلة تجارية من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة نظام أسد المجرم عبر معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
لينتفض بعدها أهل الثـ.ـورة في عموم المحرر، معبرين عن سخطهم وشدة غضبهم ورفضهم لفرض المؤامرات عليهم، عبر حراكٍ جاد للحيلولة دون تنفيذ هذه الخطوة الخيانية الخطيرة، وخاصة أهلنا في مدينة الباب وما حولها الذين زحفوا بشتى أطيافهم إلى المعبر، فكان لهم موقفهم، في مشهد تجلت فيه عزة الأمة وقوة تأثيرها حين تتحرك لتحقيق مصالحها والمطالبة بحقوقها والأخذ على أيدي العابثين بثورتها. ورافق ذلك نشاط كثيف على مواقع التواصل أظهر رأياً عاماً كاسحاً ضد جريمة فتح المعابر بشكل عام ومعبر أبو الزندين بشكل خاص.
ولنا مع هذا الخبر وقفات:
أولاً: إن فكرة فتح المعابر ليست جديدة، إنما كانت هناك محاولات كثيرة قبلها، فشلت، بسبب موقف الناس الرافض للفكرة، كما حصل في معارة النعسان الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام قبل سنوات، عندما تم دهس المتظاهرين واستشهد أحدهم.
ثانياً: إن هذه الخطوة التطبـ.ـيعية لا يمكن أن تكون قراراً محلياً ذاتياً، إنما هي نتاج للاتفاقيات والتفاهمات التركية الروسية التي تخدم طاغية الشام، وما محاولة تصوير الأمر على أنه محلي، إلا خوفاً من ردة فعل الناس، الرافضين لأي خطوات مصالحة أو تطبـ.ـيع مع النظام المجرم. كما أن محاولة فتح المعبر تتزامن مع تغزل أردوغان بعلاقته مع الطاغية أسد، حيث صرح مؤخراً بالقول إنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامة علاقات مع سوريا، مؤكداً أنه "كما في السابق كانت العلاقات التركية السورية جيدة، والتقيت في السابق مع الأسد، وبالتالي من الممكن أن نلتقي مجدداً في المرحلة المقبلة، ومستعدون لذلك".
ثالثاً: إن فتح هذا المعبر ليس مسألة محلية تخص مدينة الباب وحدها، إنما هو قرار على مستوى الثـ.ـورة، يمس أهل الثـ.ـورة بكل أطيافهم، وبالتالي فإن تقزيم الأمر ونسبه لجهة لا تملك من أمرها شيئا هو مكر وخداع مفضوح.
رابعاً: إن فتح المعبر يعتبر قبلة حياةٍ للنظام المتهالك وشرعنةً له ومحاولة ترويض رخيصة ليستمرئ الناس التعامل مع نظامٍ سفاحٍ قاتلٍ للنساء والأطفال والشيوخ وهاتكٍ للأعراض ومنتهكٍ للحرمات لا تزال زنازينه المظلمة تغص بالمعتقلين الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالا.
خامساً: إن غاية فتح المعبر ليست إنعاشاً اقتصادياً لمنطقة معينة، ولا تحسيناً لظروف الناس المعيشية كما يزعمون، فهذا آخر ما يفكر به المنتفعون أصحاب المصالح، إنما هي عملٌ سياسي خبيث من قادةٍ مأجورين، أذنابٍ للنظام التركي وأدواتٍ رخيصة له، وتمهيدٌ لمشروع المصالحات الذي يسوّقه النظام التركي بتوجيهات أمريكية، وخطوةٌ في خطةٍ خبيثة لدفع عجلة التطبـ.ـيع مع النظام، تتلوها خطوات أكثر خبثاً ومكراً وخطورة.
وأخيراً: إن الكرة اليوم في ملعب أهل الثـ.ـورة وأولياء الدم وصادقي المجاهدين والمهجرين من شتى المدن السورية وسكان مخيمات النزوح التي لا تليق بالبشر، فهم وحدهم أصحاب القضية، وهم القادرون بإذن الله على إيقاف هذه المهازل، عبر الأخذ على أيدي كل ظالم وعابث ومتآمر، وعبر العمل الجذري لإنهاء المعاناة التي طالت وفتح الأبواب التي أغلقت، عبر انتفاضةٍ للأحرار لا تبقي ولا تذر، تتجلى في الموجة الحالية الثانية من الثـ.ـورة، انتفاضة عزٍّ وعنفوان ترفع الصادقين وتقلب الطاولة على المتآمرين، وتعيد للأمة سلطانها وقرارها من مغتصبيه؛ رجالات النظام التركي وأذنابه الذين رهنوا قرارهم له بكل ذلّةٍ ومهانة ضاربين بالثـ.ـورة وتضحيات أهلها عرض الحائط، ومن ثم غذّ الصادقين الخطا لفتح جبهات تحريرٍ حقيقية ضد نظام الإجرام، لإسقاطه في عقر داره وتتويج التضحيات بحكم الإسلام، وهذا يوجب على أهل الثـ.ـورة أن تكون لهم قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل همّ الأمة ومشروع خلاصها القائم على أساس عقيدة الإسلام، بعد أن سقط النظام التركي بنظر الناس كقيادة سياسية أوردت ثورتنا المهالك، قيادة صادقة حقيقية تحذرهم من المؤامرات والمطبات، قيادة تجمعُ شتاتهم وتوحد جهودهم وترسم لهم خارطة طريق واضحة المعالم لقطف ثمرة ثباتهم وعظيم تضحياتهم، لعل الله يرضى بذلك عنا فينصرنا بإذنه سبحانه، وعسى أن يكون ذلك قريباً.
بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
في لقاء صحفي أجراه رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا الأستاذ محمود كار حيث قال:
إن مما لا شك فيه أن الأحداث التي حصلت في تركيا وفي سوريا من هجوم على منازل اللاجئين في قيصري وباقي المناطق وحرق محلاتهم وكسر سياراتهم. وما حصل في الشمال السوري من الهجوم على شاحنات الأتراك وتكسير السيارات هي فتنة كبيرة وندعوا التركي والعربي والكردي إلى عدم الانجرار وراء هذا وأننا نؤكد أن دعوى القومية هي من الأفكار التي ابتليت بها الأمة الإسلامية
دولة الخلافة العثمانية التي فتحت وأغلقت حقبة والتي ركعت الإمبراطوريات وكانت الحلم المخيف للظالمين وحامي المظلومين قبل نحو مائة عام ، أصيبت بهذا السم العنصري ثم انهارت. في ذلك الوقت، نشرت القوى الاستعمارية الغربية فكرة القومية التركية من جهة، والقومية العربية من جهة أخرى. قسموا الرعايا العثمانيين بهذه الفكرة. لقد قوضوا ولاءهم بهذه الفكرة. عندما استولى الاتحاد والترقي على السلطة من خلال انقلاب، قوبل التمييز والإقصاء والتهميش الذي ظهر ضد العرب بانتفاضة عربية، تماما كما أراد الغرب. ومع ذلك، فإن ماتسمى الانتفاضة العربية، التي يزعم أنها تعاونت مع الانكليز، لم تجد أبدا دعما بين العرب. بل على العكس قد اختلطت دماء أهل الشام بدماء الشهداء في حرب جناق قلعة.
وفي جبهة فلسطين عندما اضطر الجيش العثماني إلى الانسحاب من الجبهة بسبب تفككك الجيش كانت العشائر العربية تحمي ظهر الجيش العثماني من أي هجوم بريطاني .
العنصرية لا تحقق النهضة في أي مجتمع! بل على العكس من ذلك، فإنه يسرع الانهيار الاجتماعي.
عملية انهيار الخلافة العثمانية واضحة! لقد مزقت التركية والعروبة والكردية الأمة الإسلامية. لقد تحطمت وحدة الأمة، وأصبح المسلمون ضعفاء وغير فعالين في السياسة العالمية ومنفتحين على جميع أنواع الحروب.
وفي حديثه عن الجريمة وكيف تكون قال : هي عمل شخصي. من يرتكب الجريمة سيعاقب ولكن لا يصح أن تعاقب العائلة كلها وهذه العقوبة تصدر عن السلطات القضائية وليس الشعب. ولو كان الأمر كذلك، لكان القتلة الذين اغتصبوا المرأة السورية وهي حامل عندما اغتصبوها في سكاريا عام 2017، ثم سحقوا رأسها حتى الموت بحجر، وخنقوا طفلها البالغ من العمر 10 أشهر حتى الموت، هم أتراك. هل تمت مداهمة منازل وأماكن عمل الأتراك المقيمين في سكاريا بسبب الجريمة التي ارتكبها هؤلاء القتلة؟ إن جريمة هؤلاء القتلة لا تجعل عائلاتهم وأقاربهم وغيرهم من الأشخاص من نفس العرق مذنبين. ولذلك فإن جريمة التحرش والاغتصاب التي يرتكبها شخص سوري لا تتطلب إدانة جميع المهاجرين السوريين. كيف يكون مداهمة منازل الأبرياء وحرق ونهب أماكن عملهم؟ أي نوع من التخريب وأي نوع من النهب هذا. انظروا لتصريحات وزير الداخلية علي يرليكايا؛ اعتقال 474 شخصاً شاركوا في أعمال استفزازية ضد السوريين وتبين أن 285 من المعتقلين لديهم سجلات جنائية في جرائم مثل المخدرات والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي. هل هؤلاء من سيحمون تركيا هل سيحمون الأطفال من التحرش والمغتصبين؟
إن الأزمة الاقتصادية التي نعانيها سببها النظام العلماني( الرأسمالي) حيث يزداد مال الغني ويزداد فقر الفقير فلا يصح أن نقطع فاتورة الأزمة الاقتصادية للاجئين السوريين والأفغان
وذكر كار إن ، فالمسؤول الرئيسي عن هذه الحملات ضد اللاجئين هي الحكومة بالطبع. ولم تتخذ الحكومة أي خطوات قضائية ضد الشائعات التي لا أساس لها من الصحة المنتشرة حول السوريين. وتتعمد بعض المجموعات نشر أخبار كاذبة مفادها أن السوريين يحصلون على رواتب ولا يدفعون ضرائب ويستفيدون من الخدمات الصحية مجاناً ودون الانتظار في الطوابير. والتزمت الحكومة الصمت أمام كل هذه المعلومات المضللة، بل وأعلنت أنها أنفقت 40 مليار دولار للاجئين، داعمة لهذه الشائعات. ومن ناحية أخرى، لم يتم ذكر المساعدات المالية ودعم المشاريع من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتم تقديمه وكأن الأربعين مليار دولار المذكورة جاءت من جيوب هؤلاء. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تم فتح البوابات الحدودية في عام 2020 لأن الاتحاد الأوروبي لم يفي بالتزاماته النقدية؟ إذاً لماذا تم إغلاقه عندما أرسل الاتحاد الأوروبي الأموال؟ ما حجم المساعدات التي أرسلها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين حتى الآن؟ كم مليار دولار ساهم بها رجال الأعمال القادمون إلى تركيا من سوريا في الاقتصاد التركي؟ يجب على الحكومة أن تشرح هذه الأمور واحدة تلو الأخرى. ولو كانت الحكومة قد اتخذت رد الفعل اللازم على المواقف العدوانية تجاه اللاجئين في المقام الأول، ولو لم تسمح بالخطابات العنصرية، ولو أنها طبقت العقوبات اللازمة، لما حدثت هذه الأحداث اليوم. ولكن، كما هو الحال مع كل قضية أخرى، تستخدم الحكومة قضية اللاجئين كأداة للسياسة الداخلية والخارجية. يتصرف بالطريقة التي تصب في مصلحته. ولذلك نرى الحكومة تارة تدافع عن اللاجئين وتارة تطردهم.
- التفاصيل
واصل الحراك الثوري المطالب بإسقاط الجولاني، وإطلاق المعتقلين، فعالياته الشعبية في مناطق إدلب وريف حلب، تزامناً مع إقامة صلاة الجمعة في إحدى ساحات مدينة بنش، تحت أشعة الشمس، بعدما عزلت "حكومة الإنقاذ" خطيب أحد المساجد بسبب موقفه المناهض للجولاني.
فقد خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة وأخرى ليلية في أكثر من 30 نقطة تظاهر على امتداد المناطق المحررة في منطقة إدلب وريف حلب، وكان أبرزها مظاهرة حاشدة أمام معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب شرق حلب رفضا لفتحه مع النظام المجرم، إضافة لمظاهرات حاشدة في مدن وبلدات إدلب وبنش وأريحا وتفتناز وأرمناز وكفرتخاريم وقورقنيا وابلين وكفرلوسين ومخيمات أطمة في منطقة إدلب ودارة عزة والسحارة ومعارة الأتارب وإعزاز وصوران وكفرة بريف حلب.
وطالب المتظاهرون بإسقاط الجولاني وجهاز أمنه العام، كما نددوا بالتصريحات التركية الداعية للتطبيع مع النظام، ورفض فتح معبر أبو الزندين التطبيعي، كما طالبوا بفتح الجبهات لإسقاط النظام المجرم.