press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

القناة الرسمية لحزب التحرير ولاية سوريا على تيليغرام

https://t.me/hizbtahrer

ثورة الشام والتخصص

 

 

 

لقد عمل أعداء ثورة الشام على إبعاد أهل الاختصاص عن العمل باختصاصهم بما يعود بالخير على ثورة الشام .
فأول مكر مكروه بها تنصيب قيادة سياسية لها لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي تشكيلة من العقليات المتناقضة المنتفعة التي لا يمكن أن تتفق إلا على بحث كل شخص منهم عن مصلحته الشخصية ، و تنفيذه لمطالب الدول المتآمرة مما جعل الثورة حقيقة بلا قيادة ، بل صُنّعت لها أدوات تتلاعب بها الدول حسب مصالحها .

والمكر الثاني هو إبعاد الضباط المنشقين عن قيادة العمليات العسكرية ، وتجميدهم في مخيمات الضباط في تركيا ، ودعم أشخاص لا علاقة لهم بالعمل العسكري ولا باحترافيته وانضباطه ، مما أسهم في فشل العمل العسكري رغم عظم التضحيات ، بل مما زاد الطين بلة أن هؤلاء القادة العسكريين أخذوا يمارسون أدواراً أخرى غير العسكرة ، فأصبحوا سياسيين و إداريين وأمنيين ، فقد أنشؤوا مجالس محلية وحكومات وإدارات يديرونها ، ويتدخلون بكل شاردة وواردة وفق العقلية العنيفة التي تكونت لديهم من خلال العمل العسكري الأهوج .

والمكر الثالث العمل على عزل وإبعاد أصحاب الاختصاص في السياسة و محاولة فصلهم عن الثورة و حاضنتها ، فحورب حزب التحرير حامل المشروع السياسي الإسلامي العظيم ، وصاحب الخبرة والوعي الفكري والسياسي على قضايا الأمة و قضيتها المصيرية ، والمدرك للموقف الدولي وتآمره على قضايا المسلمين ، وذلك لمنع الثورة من الاستفادة من خبراته والانقياد له ولمشروعه الإسلامي ، بل دفع البعض بعلم أو بجهل لممارسة الخطاب الديماغوجي ضده ، كالطلب منه أن يتحول من حزب سياسي إلى فصيل عسكري أو جمعية خيرية تجمع التبرعات وتوزعها على المحتاجين ، محاولين إخراجه عن اختصاصه ، بل يسأله البعض بكل بلاهة كم معركة خضت أو كم نقطة رباط عندكم بعد إغلاق الجبهات ، وهو سؤال يشبه من يسأل المهندس كم عملية جراحية عملت بدل أن يسأله عن مشروعه الهندسي الإنشائي .

إن الثورة لا يمكن أن تنجح حتى تأخذ بأسباب النجاح ، وهي وضع كل ذي اختصاصٍ باختصاصه والسير على الطريق المستقيم ، وهذا يبدأ باتخاذ قيادة سياسية مختصة كحزب سياسي يحمل مشروعاً سياسياً ينبثق من عقيدة الأمة ، لتدير القيادة السياسية حراك الثورة بإعطاء كل جهة عملها فيما اختصت به وخصوصاً العسكرة .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وألهمنا اجتنابه ، وأرشدنا لأحسن أمرنا إنك عليم حكيم .

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد سعيد العبود

الراية2

يُعتبر ما حدث في السابع من أيار/مايو 2023 حدثاً مفصلياً من أحداث ثـ..ـورة الشام، والذي أطلق شرارة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات في المناطق المحررة إثر قيام جهاز الأمن التابع للجولاني بحملة اعتقالات همجية استهدفت عدداً كبيراً من شباب حزب التحرير في ولاية سوريا، وما رافق ذلك من أسلوب وحشي باقتحام للبيوت، وتسور للأسوار، وكشف على حرمات المسلمين، وترويع للآمنين من النساء والأطفال.
نعم، هذا الحدث لم يكن حدثاً عادياً، فقد أكد للناس أن بلطجة أمنيات الجولاني تحاكي إجرام نظام الطاغية بشار وقمعه لكل من هو ثائر على تشبيحه وبلطجته، فما كان إلا أن انفجرت المظاهرات في مناطق إدلب وريف حلب الغربي وامتدت إلى مناطق ريف حلب الشمالي من عفرين وصولاً إلى مدينة الباب بحكم أن روح الثـ..ـورة واحدة، وبلغ عدد نقاط التظاهر العشرات؛ شبابٌ غاضب ثائر ضد الظلم والتجبر، وحماسٌ لإعادة الثـ..ـورة سيرتها الأولى، مع نشاطٍ واضح مؤثر للحراك النسائي الذي أفقد الجولاني وعصابته صوابهم، فبدأوا بالتعرض للنساء، محاولين التضييق عليهن ومنعهن من الوصول إلى نقاط التظاهر، كما حاولت أمنيات الجولاني بكل ما أوتيت من قوة قمعَ تحرك الرجال، واستخدموا في سبيل ذلك أساليب عدة بلغت حد إطلاق الرصاص الحي، مع استمرار حركة الاعتقالات التي كانت تستهدف شباب حزب التحرير بهدف إخماد الحراك بأي طريق ممكنة.
كانت مطالب المتظاهرين واضحة منذ البداية، حيث طالبوا بإسقاط الجولاني ومحاسبته على جريمة اقتحام البيوت، كما خاطب المتظاهرون المجـ..ـاهدين المخلصين في هيئة تحرير الشام بأخذ دورهم ووجوب نصرتهم للمظلوم والأخذ على أيدي الظالمين ومنعهم من الاستمرار في اعتقال أحرار الأمة الساعين لنهضتها والعاملين لتحقيق أهداف ثورتها، وطالبوا بالإفراج الكامل عن جميع المعتقلين فوراً ودون تأخير أو شروط مسبقة.
لم تمنع أعمال جهاز الأمن العام التشبيحية والقمعية المتظاهرين من الاستمرار في مظاهراتهم اليومية. وبدأت هيئة الجولاني تتقهقر، وبدأت بالإفراج عن بعض المعتقلين في محاولة بائسة منها للتخفيف من حدة الحراك، ولكنها لم تفلح، وبدا موقف الجولاني وعصابته الأمنية حرجاً، خاصة بعد فتح ملف العملاء والحديث عن خلايا كبيرة منهم داخل الهيئة.
وبعد عشرة أشهر من الحراك المتواصل برز ملف جديد من الملفات الساخنة، ألا وهو ملف المعتقلين الذين قضوا نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الجولاني، وذلك بعد تكشف قضية أبو عبيدة تلحدية التابع لجيـ.ـش الأحرار الذي يعتبر جزءاً من هيئة تحرير الشام، والذي مات تحت التعذيب في زنازين سجون الجولاني المظلمة.. إلى أن انفجرت موجة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات، ودخلت مدن وبلدات جديدة على الخط وانخرطت في الحراك ووُضعت ثوابت للحراك سُطرت في بنود تم أخذها من مطالب حراك أيار 2023 وهي: إسقاط الجولاني ومحاسبته، وحل جهاز الأمن العام ومحاسبته، وتبييض السجون من جميع المعتقلين المظلومين، واستعادة قرار الثـ..ـورة وفتح الجبهات لإسقاط النظام.
هنا أحس الجولاني وجوقته أن الأمور بدأت تتفلت من أيديهم وأن الزخم الشعبي للحراك يزداد يوماً بعد يوم، فكان أن حركوا جميع أوراقهم دفعة واحدة في فترة زمنية قصيرة وحرقوا أوراقهم مجتمعة في محاولة يائسة وبائسة لإنهاء الحراك أو التخفيف من حدته، فقد طرحت مبادرات إصلاحية ترقيعية التفافية ممن حاولوا حرف الحراك إلى منزلق التفاوض والرضا بالحلول الترقيعية التي تضمن بقاء الجولاني وزبانيته، فتم رفضها مباشرة، وحاول الجولاني القيام بجريمته الكبرى وهي جر العسكريين لقمع أهلهم ولإرهـ.ـاب الحاضنة ففشل في ذلك خاصة مع أخبار عن رفض العسكريين قمع أهلهم من المتظاهرين السلميين، كما رفضوا أن يقوموا بالدور التشبيحي الذي تقوم به أمنيات الهيئة، التي قامت بفض اعتصام إدلب وحاولت دعس المتظاهرين في بنش بالمصفحات، فانفجر المحرر بمزيد من المظاهرات.
ثم حاول عبثاً أن ينسب بعض أعمال القتل والتخريب للحراك فكانت كذبة مفضوحة متهافتة!
وآخر ما قام به هو شن حملة اعتقالات طالت شخصيات بارزة لها تأثيرها في تحريك الناس في كل من إدلب وبنش وجسر الشغور وقورقانيا وغيرها، ثم اضطر تحت الضغط الشعبي للإفراج عنهم جميعاً في أقل من شهر، ما أظهر قوة تأثير الحراك وشدة ضعف الجولاني وتخبطه في مواجهة الحراك المبارك.
إن ما تمر به ثـ..ـورة الشام من مطبات وأخطاء يوجب على الثائرين الاستفادة منها وعدم تكرارها، والسعي لضبط البوصلة من جديد وتصحيح المسار، خاصة مع وجود حزب سياسي دائم النصح والتوجيه والتحذير من الفخاخ السياسية التي يواجه بها الطغاة أيّ حراك شعبي يهدف لاقتلاعهم.

وإن التمسك بثوابت الحراك وعدم الحيد عنها مهما عظمت الضغوط له دورٌ بارز في ثبات القائمين على الحراك واستمرار جذوته وبدء تساقط جدار الخوف الذي بنته المنظومة الفصائلية في عموم المحرر.
هذا وقد برزت في عموم المحرر تأكيدات أن مطلب إسقاط الجولاني يشمل أيضاً كل قادة الفصائل المرتبطين، وأن الغاية هي إسقاط منظومة الارتباط والتبعية لأعداء الثـ..ـورة، وليست القضية فقط إسقاط أشخاص واستبدال غيرهم بهم، ممن يحمل نفس عقلية الارتباط والتفريط بالثـ..ـورة وتضحيات أهلها.
إن موجة الثـ..ـورة الجديدة في أرض الشام تبشر بخير عظيم، مع التذكير بضرورة أن تكون لها قيادة سياسية تحفظ تضحياتها وتستثمر طاقاتها وتحصنها من المنزلقات ومكر الأعداء المتربصين بأهل الثـ..ـورة، فذلك هو السبيل الكفيل لنجاح هذا الحراك المبارك في تحقيق أهدافه وتتويج تضحياته، وهذا يوجب التمسك بحبل الله وحده والثبات على ثوابت الثائرين، مع توسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً، لعل ذلك يحدث التأثير المطلوب في صادقي عناصر المنظومة الفصائلية، فينحازوا لحراك أمتهم ويسعوا مع الصادقين من أبناء الأمة لكسر القيود وتذليل العقبات لفتح الجبهات والزحف من جديد نحو العاصمة لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، ففي ذلك وحده الفلاح والنجاح بإذن الله، ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

- بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني

452377799 122155864616091646 2112150882279312101 n

 

 

مع تسارع وتيرة تصريحات النظام التركي للتطبـ.ـيع مع نظام الطاغية أسد، بالتزامن مع أحداث قيصري، شهد اليوم الأول من شهر تموز/يوليو الحالي حالة غليان في الشارع الثوري في ريف حلب الشمالي، حيث اندلعت هذه الاحتجاجات القوية في كافة مناطق الشمال امتداداً من مدن جرابلس مروراً بالباب وصولاً لعفرين، وفي عفرين توجه المتظاهرون إلى مبنى السرايا الذي يوجد فيه الوالي التركي حيث فتح عناصر الجيش التركي النار على المتظاهرين فارتقى عدة أشخاص وسقط عدد من الجرحى.
وصل لهيب هذه الاحتجاجات الشعبية إلى مناطق ريف حلب الغربي وإدلب، ما يدلل على تجذر الثـ.ـورة في نفوس أبنائها جميعا.
ومع توسع الحراك قام النظام التركي فجأة بفصل الإنترنت عن كامل الشمال السوري المحرر لتهدئة الوضع الذي بدا بين ليلة وضحاها ساحة مشتعلة ومواجهة أشبه بانتفاضة شاملة.
جاء هذا الحدث بعد ليلة مرعبة عاشها المهجّرون السوريون في مدينة قيصري التركية حيث قامت مجموعات عنصرية بالهجوم على أحياء يقطنها لاجئون سوريون وأضرموا النيران بالبيوت والمحلات واعتدوا على الأهالي ما ساهم في تأجيج موجة الغضب العارمة في الشمال السوري، وأدى إلى هذه الانتفاضة الثورية الجديدة، وخاصة بعد محاولة النظام التركي عبر أتباعه في المحرر من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطين، فتح معبر أبو الزندين بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة نظام الإجرام، ومحاولة النظام التركي إدخال ضباط روس إلى مدينة الباب.
ومع أن حدث قيصري كان شرارة إضافية لهذا الحراك الشعبي الواسع إلا أنه كان حدثاً تراكمياً سبقته أحداث متتابعة وتصريحات لمسؤولي النظام التركي الذي يدفع للتطبـ.ـيع مع نظام أسد وفرض المصالحة على الشعب الثائر في سوريا في خطوة اعتبرها الثوار تمهيداً واضحاً لتسليم المناطق المحررة إلى جزار الشام بهدف وأد الثـ.ـورة ونسف تضحيات أهلها.
كل هذه الخطوات قوبلت بالرفض الشعبي، وتحركَ الناس لمنع دخول الروس وفتح معبر أبو الزندين رغم إصرار الشرطة العسكرية وقادة الفصائل المرتبطين بالمخابرات التركية على فرض ما يطلبه المعلم التركي.
أما تصريحات النظام التركي وخاصة رأس النظام أردوغان فهي تكاد تكون شبه يومية؛ فتارة يريد أن يجتمع بأسد في روسيا وتارة في العراق، وتارة يصرح بقبوله لزيارة أسد في دمشق وأنه مستعد لاستقباله في أنقرة، في حالة هستيرية من أردوغان تظهر مدى تخبطه واستعجاله في تحقيق أي تقدم ملحوظ خدمة لسيدته أمريكا التي قد تستثمر أي تقدم في الملف السوري وحلها السياسي المسموم.
وبعد صمت نظام أسد لمدة أسبوعين على دعوات الرئيس أردوغان وبعد الحراك الشعبي الواسع الرافض لهذه التصريحات أتت تصريحات نظام أسد الجديدة القديمة مؤكدة على أن شرط دمشق للموافقة على لقاء الرئيسين هو أن تعمل أنقرة على سحب كافة قواتها من الأراضي السورية في الشمال، في تصريحات جاءت منقذة للنظام التركي وليتم تأجيل اللقاء وما يتبعه من تطبـ.ـيع إلى إشعار آخر، مع تأكيد النظام التركي على اقتراب هذه اللحظة "الحاسمة".
لا شك أن تحرك الناس وانتفاضتهم ورفعهم شعارات واضحة لرفض الوصاية التركية وإسقاط القيادات المرتبطة بالتركي قد أزعج النظام العميل في دمشق المتناغم في تصريحاته للتطبـ.ـيع والمصالحة مع النظام التركي، بل أكثر من ذلك فإن هذا التحرك المبارك قد جاء كصفعة قوية للنظام التركي جعله يعيد جميع حساباته بعد أن ظن أن الشعب السوري يائسٌ مستكينٌ وأنه جاهزٌ للعودة لنير العبودية وحظيرة النظام المجرم، ليكتشف أنه شعبٌ أبيٌ، وما زال نفَسه الثوري متقداً ووعيه السياسي عالياً على كيد ومؤامرات الدول التي تعمل على وأد الثـ.ـورة وعلى رأس هؤلاء المتآمرين النظام التركي.
حاول بعض المدفوعين من النظام التركي ركوب الموجة وتصدروا لقيادة الحراك بهدف احتوائه وإخماده لكنهم لم يصلوا لمرادهم، وما زالت الساحة مفتوحة ليكون للمخلصين والصادقين دور في توجيه دفة الحراك للاستمرار والثبات حتى يصل إلى هدفه في رفع الوصاية التركية على الثـ.ـورة وإسقاط القادة المرتبطين وإيجاد قيادة سياسية وعسكرية صادقة تسير بالثـ.ـورة إلى بر الأمان.
كما أن لحراك الشمال المبارك دوراً في إعطاء زخم إضافي لحراك إدلب ضد الجولاني الذي هو أداة من أدوات النظام التركي حيث أصبحت التحركات الشعبية والمظاهرات اليومية توجه ضرباتها للأداة وللمعلم في آن واحد في صورة تظهر قوة الحراك ووعيه وارتفاع سقف مطالبه.

إن الأيام القادمة تبشر بخير وخاصة مع وجود حزب سياسي مبدئي يعمل على توجيه دفة الحراك الذي أضحى يشمل كافة المناطق المحررة، حيث يقوم شباب حزب التحرير بالمشاركة في جميع الفعاليات ويقدمون النصح والتوجيه لكل من يرون فيه خيراً من أهل الثـ.ـورة، يؤكدون فيه على وجوب تبني ثوابت واضحة للحراك ومنع حرفه وإضعافه، وحشد جهود الثائرين نحو الاستمرار في الثـ.ـورة حتى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام وعدم الاستسلام للواقع المرير ومكر الدول التي تعمل على إجهاض الثـ.ـورة والقضاء عليها خدمة لأمريكا وقوى الشر والمكر العالمية.

بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني

الراية

 

 

قال الرئيس التركي أردوغان يوم 5/7/2024 "قد ندعو السيد بوتين ومعه بشار أسد. إذا تمكن السيد بوتين من القيام بزيارة لتركيا، فيكون ذلك بداية لعملية جديدة"، وادّعى كاذبا أن "داعـ.ـش والتنظيمات الكردية الانفصالية هم فقط من يعارضون تطبيع العلاقات التركية السورية"، مخفيا أن أغلبية أهل سوريا يرفضون النظام والتطبيع معه. وقال "إن أجواء السلام التي ستعم سوريا ضرورية أيضا لعودة ملايين الناس إلى بلادهم"، ما يعني طرد اللاجئين السوريين من بلدهم الثاني تركيا.
وجاءت تصريحات أردوغان فور عودته من كازاخستان ولقائه بوتين هناك وبحثه الملف السوري معه. وكان قد أعلن فجأة يوم 28/6/2024 استعداده لتطوير العلاقات مع سوريا، إذ كانت جيدة في السابق وكان يلتقي بشار أسد مشيرا إلى رغبته بلقائه مجددا، ولهذا ذهب للقاء بوتين.
وقد استنكر أهل سوريا ذلك، ففاجأهم وفجعهم بأحداث يوم 30/6/2024 بشن هجمات وحشية على اللاجئين السوريين في مدينة قيصري التركية التي لا يستبعد أن تكون لمخابراته يد فيها. إذ أعلنت وزارة داخليته أن نحو 472 من المهاجمين هم من أصحاب السوابق. فمن جمع هؤلاء الأشرار ووجههم إلى هناك؟! وذلك لتهديد السوريين المعترضين على توجهه لمصالحة النظام، وليعلمهم أنه لا مكان لهم في تركيا، وعليهم الرحيل، وإلا فإنه سيسلط عليهم أشراره، ناكثا بوعوده عندما استقبلهم بالبداية أنهم ببلدهم! بل ليتمكن من الإمساك برقابهم ويطعن ثورتهم بسهام مسمومة.
وقد بدأت الحملة ضد اللاجئين السوريين منذ أكثر من سنتين، وكانت ردود فعل أردوغان كالواعظ، وليس كرئيس دولة يقوم ويتخذ إجراءات حاسمة، بل كان عاملا مساعدا للحملة بقوله أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية والمحلية، إن من أهدافه إرجاع السوريين إلى بلادهم. وبدأ يعلن استعداده للقاء الطاغية بشار، وأرسل رئيس مخابراته ووزيري خارجيته ودفاعه ليلتقوا بنظرائهم في نظام الطاغية.
وأظهر الطاغية بشار استعداده للقاء نظيره أردوغان بعدما زاره ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي يوم 3/7/2024 معلنا "انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا، وأن الغاية هي النجاح في عودة هذه العلاقات، وضرورة محاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته".
ويظهر أنه خطط لذلك في اجتماع أردوغان مع سيده الرئيس الأمريكي بايدن على هامش قمة السبع بإيطاليا يوم 14/6/2024، لأنه لا يمكن أن يتصرف دون موافقة أمريكا حيث يدور في فلكها. وأمريكا تبدي رغبتها بالانسحاب من سوريا، وذلك لتعزيز سلطة النظام التابع لها حيث تدخلت من أجل ذلك ودفعت تركيا وغيرها للتدخل. وقد تعثر تطبيق حلها السياسي واستصدارها لدستور سوري جديد حتى الآن. وهي الآن مشغولة بالانتخابات الرئاسية وبموضوع غـ.ـزة، بجانب الحرب في أوكرانيا ومحاولاتها لاحتواء الصين.
وبجانب ذلك يظهر أن أردوغان أراد تحويل الأنظار نحو سوريا وإشغال الناس بما يتعلق بها، ولينسوا خذلانه لأهل فلسطين، حيث بقي يتفرج على الإبادة الجماعية في غـ.ـزة كالعاجز، وهو قادر على فعل الكثير لو أراد، ما أسقطه من عيون الناس، وتوهم أن تطبيعه مع كيان يهـ..ـود وتعزيزه العلاقات معهم سيكون عاملا مساعدا للضغط عليهم لوقف الإبادة، ولكن وهمه تبخر.
وبالتوازي مع ذلك فإنه يثير الفتن والاقتتال في الشمال السوري، فهو مسؤول عما يجري لوجود قواته ومخابراته هناك وارتباط فصائل به، وهو من وراء الاعتقالات للمخلصين الرافضين للتطبيع مع النظام والمطالبين باستئناف الثـ.ـورة ليسكتهم وليحدث فوضى تجعل الناس يتمنون عودة النظام إلى مناطقهم!
وأحزاب المعارضة التركية وخاصة حزب الشعب الجمهوري وحزب السعادة، حزب أربكان، تلعب دور المعارضة ضد أردوغان، فقامت وأيدت النظام السوري واتصلت به، وهي ضد الثـ.ـورة لأنها ترفض عودة الإسلام إلى الحكم وإسقاط النظام العلماني في سوريا، وهي تدافع عن مثيله في تركيا، وهي تابعة لبريطانيا التي تتفق مع أمريكا في هذه الأهداف، وتختلف في المصالح، فتعمل على إيجاد دور فعّال لها في سوريا وتستخدم أتباعها قطر والإمارات والأردن.
إن الحقيقة تقول إن أي ارتباط بأية دولة إقليمية أو دولية هو انتحار سياسي، لأن هذه الدول تعمل لتحقيق مصالحها فحسب، فهي تستخدم المرتبط بها لتحقيق مصالحها، وإذا اقتضت المصلحة التخلي عنه فإنها تبيعه وتخذله وتسلمه. وفي الوقت نفسه، فإنها كلها متفقة على منع عودة الإسلام إلى الحكم، وعلى بقاء التقسيم الاستعماري للمنطقة والحفاظ على النظام الدولي القائم ومنه الحفاظ على كيان يهـ..ـود.

وبالنسبة لسوريا خاصة فإن هذه الدول لم ترد نجاح هذه الثـ.ـورة بأي شكل من الأشكال، لأنها أخذت طابعا إسلاميا، وتخشى إن نجحت أن تشجع شعوب البلاد الإسلامية على الثـ.ـورة على الأنظمة العميلة لإسقاطها وإقامة الخلافة. وهذا ما صرح به وزير خارجية سوريا الهالك وليد المعلم بأن الثائرين يريدون إقامة خلافة تشمل المنطقة. ومثل ذلك صرح مسؤولون روس وأمريكان حول خطر إقامة الخلافة في سوريا. ولهذا مكروا بهذه الثـ.ـورة مكرا تزول منه الجبال، فمدّوا أيديهم إلى الفصائل المسلحة بخديعة دعمها، فوقعت تلك الفصائل فريسة في شباكهم وهي لا تشعر وهي تلعب في الشباك وتأكل من الطعم وتظن أن صاحب الشباك يدعمها، إلى أن جاء اليوم الذي حان قطاف رؤوسها، فبدأت تصفيتها من كافة المناطق وحشرت بمنطقة إدلب ليتم بيعها للنظام المجرم!
فكان تآمر الداعمين وخاصة تركيا والسعودية أشد ضررا من أعداء الثـ.ـورة المباشرين من النظام السوري وإيران وأشياعها وروسيا التي أوعزت لها أمريكا بالتدخل لضرب الثـ.ـورة. فتصريحات أردوغان النارية ضد بشار أسد ووصفه بالقاتل وأنه لن يلتقي معه، ولن يسمح بحماة ثانية، وقضية سوريا هي قضية داخلية لتركيا، ولبسه ثوب المتدين ووصفه بالإسلامي، كل ذلك ساعده في عملية الخداع وتصديق الناس له ووقوعهم في شباكه.
فبدأت تكتمل حلقات تنفيذ المؤامرة بتدخل تركيا في سوريا عسكريا بإيعازات أمريكية لتسلم حلب لروسيا عام 2016 ومن ثم اتفاقيات خفض التصعيد وتسليم المناطق وسحب الفصائل وحشرها في الشمال.
وكل المؤتمرات والاتفاقيات المتعلقة بالشأن السوري في جنيف وفينّا والرياض وأستانة وموسكو وسوتشي وقرار مجلس الأمن 2254، وهو مشروع أمريكي، كلها لم تنص على إسقاط النظام وبشار أسد، بل ما نصت عليه هو الحفاظ على النظام العلماني السوري ومؤسساته، ودعت لوقف إطلاق النار أي وقف الثـ.ـورة والتفاوض مع النظام!
نسأل الله أن يكون هذا الوضع دافعا للناس للالتفاف حول القيادة السياسية الواعية المخلصة التي حذرتهم من أول يوم من كل ذلك ولا تزال تدعوهم للعمل على إسقاط النظام العلماني الجائر وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

- بقلم: الأستاذ أسعد منصور