press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1622023twg

 

بعد كل معركة كان هناك رسالة ربانية يريد منا ربنا عز وجل أن نتعلمها؛ فبعد غزوة بدر نزلت الآية الكريمة: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}.

وبعد غزوة حُنَين نزل التوجيه الرباني: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين}.

أما في يوم أحد فكانت هناك العديد من الرسائل والتوجيهات: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِين}.

كما هيأ الله المسلمين لفكرة موت الرسول عليه الصلاة والسلام: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِين}.

وهذه غزوة الأحزاب وقد جمع الأعداء أمرهم وجاءوا صفاً ليقضوا على دولة الإسلام العظيم فكان النصر من الله بأهون الأسباب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، وأخيرا: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}.

وهكذا عند كل حدث يجب أن ندرك الرسائل الربانية التي يريد لنا الله أن نتعلمها.

ففي الزلزال الذي تعرضنا له الكثير من الرسائل المهمة والتي نحاول أن نجملها ونتفكر بها ونتدبرها علّنا نعي توجيهات ربنا عز وجل:
فلقد تعرضنا لزلزال شديد ..
نظر الناس ولم يجدوا أي تحرك من النظام التركي المتآمر ولا من المجتمع الدولي ولا من فصائل وحكومات الضرائب والمكوس ..

- قرّر الناس التحرك كلٌّ حسب استطاعته فهذا جهد بدني وهذا مال وهذا معدات وهذا طعام وهذا فتح بيته وآخر عيادته وغيره قدم ما يقدر عليه ..

- كانت النتيجة عملاً جماعياً جباراً ومذهلاً ..

- لمس الناس خلال هذا التحرك أن هناك معيّة واضحة من الله سبحانه معنا؛ فكمية العمل الذي تم تحقيقه أكبر بكثير من الجهد والإمكانيات المبذولة ..

- لمس الناس بكل وضوح قوتهم التي حاول الغرب إخفاءها عنهم ببث فكرة العمل الفردي وبث روح اليأس والتعلق بغير الله ..

- المجتمع الدولي والنظام التركي وأدواته أرعبهم ما حصل والآن يراقبون برعب شديد نتائج العمل الجماعي وشعور الناس بقوتها ويحاولون وأد هذا المفهوم الذي أصبح ثابتاً عند الناس ..

- نحتاج الآن إلى نقل هذا العمل الجماعي إلى عمل سياسي وعسكري منظم خارج المنظومة الفاسدة، متصلين بحبل الله المتين ومدركين لقوتنا مجتمعين؛ ويجب الحذر من محاولات النظام التركي وفصائله حصر هذا العمل الجماعي المبارك بأعمال الاغاثة فقط كما يريدون ..

- هذه الحقائق يجب إدراكها ومن لا يدركها سيعرّضنا لزلزال وسيتسبب لنا بمصائب أخرى حتى ندركها، فيجب علينا التحرك وفق هذه المفاهيم وأن نختصر على أنفسنا مصائب أكبر ، وأن نسير على هدى وبصيرة خلف قيادة سياسية واعية ذات مشروع يضمن لنا تتويج تضحيات ثورتنا بأعظم ثمرة: حكم بالإسلام على أنقاض هذا النظام البائد، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
وائل الحموي

331302237 1185859275398217 620581116925799863 n

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعزية حزب التحرير في شهداء الزلازل التي حلت في تركيا وسوريا

﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

إلى الإخوة والأخوات الأعزاء حملة الدعوة في تركيا وسوريا، وإلى حملة الدعوة بعامة...

إلى الأهل الصابرين والمحتسبين في تركيا وسوريا، وإلى أمة الإسلام بعامة...

يقدم حزب التحرير التعازي في شهداء الزلازل التي حلت في كل من تركيا وسوريا، ويسأل الله العلي العظيم أن يكتبهم عنده في شهداء الآخرة مصداقاً للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «... الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»، وصاحب الهدم أي الذي يموت تحت الهدم..

وندعو الله تبارك وتعالى أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمكلومين، شفاء عاجلاً تاماً لا يغادر سقماً..

ونسأله تعالى للذي نجا منهم حياةً طيبة يقضيها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله ﷺ فضلاً من الله ونعمة..

لقد كشفت مصيبة الزلزال هذه أن الإسلام مستقر في أعماق المسلمين، فقد كانوا وهم ينقذون إخوانهم من تحت الركام يكبِّرون، فلا يفارق التكبير ألسنتهم خاصة وهم ينقذون طفلاً ولدته أمه وتوفيت تحت الركام في جنديرس منطقة عفرين.. أو وهم يحاولون إخراج امرأة من تحت البناء المهدم في غازي عنتاب فتطلب قبل إخراجها غطاء لرأسها حتى لا ينكشف شعرها.. أو ذاك الذي ينادونه من تحت الأنقاض في مدينة كهرمان ليخرجوه فيطلب أولا الماء للوضوء والصلاة حتى لا يفوته الوقت.. وخلال كل ذلك يصدع التكبير الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..

إن المؤمن ليس مثل غيره من الناس، فهو يعلم أن قضاء الله لا راد له وأنه يكون لحكمة يعلمها الله سبحانه، ولذلك فإنه يصبر على ما أصابه طالباً رضوان ربه، يقول  في الحديث الذي رواه مسلم عَنْ صُهَيْبٍ: «عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ».

إن المصائب تنزل تترى في بلاد المسلمين، فلا يخلو بلد من بلادنا من مصاب: فزلازل وفيضانات، وجفاف وقحل، وحروب واقتتال، وفقر وجوع... ومع أن ما يسمى بالكوارث الطبيعية هي في دائرة القضاء، ولكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة والرعاية الصحيحة للمسلمين دون تقصير هي واجبة على الدولة التي ترعى شئونهم.. فلو كان للمسلمين دولة خلافة لوحدت كلمتهم ولجمعت شملهم، ولواستهم عند مصائبهم فحملت عنهم ورعت شئونهم وأخذت بيدهم إلى كل خير، ولاستغنوا بذلك كله عن معونة غيرهم.

رحم الله موتانا، وشفى الله جرحانا، وتولى الله برعايته الناجين من تلك المصيبة.. ونعيد ما بدأناه ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ وإنا لله وإنا إليه راجعون.

                                                                                                       أخوكم

الثامن عشر من رجب 1444ه                                                           عطاء بن خليل أبو الرشتة

التاسع من شباط 2023م                                                                        أمير حزب التحرير

 

المصدر: https://tinyurl.com/bdfw69m3

331130072 712965226966431 5995738514638704279 n

 

 

استفاق أهل المناطق المحررة في صبيحة الاثنين على زلزال قُدرت درجته 7.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا واستمر أكثر من دقيقة، مُخلفاً وراءه دماراً مرعباً بالإضافة لأعداد كبيرة جداً من القَتلى والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، حيث أفادت مصادر أن عدد من قُتل في الشمال المحرر قد ارتفع إلى 3 آلاف و637، وبلغ عدد المصابين 7216 وذلك حتى لحظة كتابة هذا المقال، والعدد قابل للزيادة بحسب مصادر وبحسب ما أفاد الدفاع المدني، الذي أعلن توقف البحث عن ناجين تحت الأنقاض، وذلك بعد مُضي ستة أيام. وحتى هذه اللحظة لم تصل أي مساعدات خارجية إلى شمال غرب سوريا لا لوجستية ولا غيرها.

لقد كشف الزلزال الذي حدث كغيره من الأحداث التي سبقته على مر سنوات الثورة كمية الحقد التي يحملها المجتمع الدولي وحكام الضرار للثورة وأهلها، وما تخفي صدورهم أكبر، ففي خضم الحدث يأتي قرار إغلاق المعابر، التي لطالما جاءتنا منها المصائب، ما منع وصول المساعدات التي قدمها المسلمون لمتضرري الزلزال، وكذلك كشف هذا الزلزال كيف سارعت أنظمة الضرار للتطبيع مع النظام المجرم مستغلين هذا الحدث الأليم، حقائق باتت معلومة لأهل الثورة وكانت مواقع التواصل الإلكتروني منبرهم للتعبير عنها.

أقل من دقيقتين كانت كفيلة لتظهر الكثير؛ فقد ذكرت الناس بقدرة الله على كل شيء وأظهرت رسوخ الإيمان في نفوس أهلنا في الشام من خلال طلبهم العون من الله وحده وصبرهم على مصابهم الكبير.

أقل من دقيقتين كانت كافية لكشف الكثير من الحقائق، لعل من أهمها خيرية الأمة التي عمل الغرب وأذنابه على طمسها عقودا طويلة، ولكن يأبى الله إلا أن يُظهرها، فما أظهرته الحاضنة خلال الأيام التي تلت الزلزال من تماسك وتكاتف وتعاضد كان كبيراً جداً.

لقد ظهرت خلال الأيام الماضية أفعال كثيرة تبعث في القلب فرحة وأملا كبيرين، وتظهر أن الأمة حيّة وأنها لا تزال كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

دقيقتان كانتا كافيتين لتكونا حدثا لإظهار الوجه الحقيقي للنظام التركي المتآمر، الذي أغلق الحدود ومنع وصول المساعدات، بل وكذب حين قال إن إغلاق الحدود كان نتيجة للضرر الذي وقع على الطريق، فقد دخلت جثامين المئات من أهلنا الذين قضوا تحت الأنقاض في تركيا، من تلك الطرق، فلقد كانت الطرق والحدود مفتوحة لأمر ومغلقة لأمر آخر، ناهيك عن قرار المنع الذي صدر منهم بمنع إدخال مساعدات وذلك عقابا لحاضنة الثورة التي رفضت توجه النظام التركي للمصالحة مع نظام الإجرام. موقف جديد نحمد الله سبحانه عليه حتى لا تبقى أعذار لمن تعلقت قلوبهم خلف الحدود ولمن كانوا يحملون لواء التطبيل للنظام التركي ولأفعاله التآمرية.

دقيقتان كانتا كفيلتين بإظهار حال حكومات الأمر الواقع التي كان جل اهتمامها على مر السنوات الماضية سلب الناس ونهبهم وسلخ جلودهم وفرض الضرائب والمكوس عليهم فحالها كان حال المتفرج، وظهرت حقيقتها تماماً، وكيف أنها ليست سوى مجسمات عاجزة عن أبسط الأمور، فقد كان همها زيارة مواقع الفاجعة والتقاط الصور!

وأما قادة المنظومة الفصائلية فقد استغلوا الظرف وبخاصة بعد أن وصلوا للحضيض وبدأت الحاضنة تلفظهم بعد أن كشفت دورهم الحقيقي في اللعبة القذرة التي تحيكها الدول تجاه الثورة، وأنهم مجرد أدوات لتنفيذ المقررات، هؤلاء شوهدوا في كثير من المواقع من حارم إلى جنديرس إلى غيرها في سعي منهم لإعادة تعويم أنفسهم مرة أخرى.

دقيقتان كانتا كفيلتين للكشف عن الوجه الحقيقي للمنظمات والدول، فالأمم المتحدة أوقفت مساعداتها ولم تدخلها، وقد جاء على لسان مسؤولة فيها الثلاثاء أي بعد يوم من حدوث الفاجعة "أن عملية نقل المساعدات العاجلة التي تقدمها المنظمة إلى شمال سوريا عبر تركيا تم تعليقها بشكل مؤقت"، أي حتى يتم التأكد أن الناس قد استنزفت تماما. وبعد كثير من الضغوط وبعد أيام دخلت المساعدات التي لم تكن سوى قوافل كان دخولها مُعلقا قبل حدوث الزلزال وكانت تحتوي على مواد تنظيف!

دقيقتان كانتا كافيتين لإظهار الانحطاط الذي تحمله المنظمات، فلقد شوهد أنها تعمل بحرفية عالية، ليس لمساعدة الناس، بل لاستغلال معاناتهم، وكان همّ الكثير منها السبق الإعلامي، ولو على حساب آلام الناس ومصائبهم، فترى حرصهم على تصوير مواقف وبثها حتى تستعملها في التسول مستغلة الكارثة، وتحت كذبة رفع المعاناة عن الناس.

أما رسالتنا إلى أهل ثورة الشام فنقول لهم: الحمد لله على نعمة الابتلاء، فالله سبحانه قد اختاركم من بين عباده لأمر عظيم تتجهزون له، ولأجل ذلك ترون الفتن والابتلاءات تتنزل عليكم تترى، فالصبر الصبر، فهذه سنة الله في خلقه، فإن رسول الله ﷺ أجاب عندما سئل "أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟"، قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ». أخرجه الإمام أحمد وغيره، فاصبروا على أمر الله وترقبوا الخير الكثير القادم.

فلنكن على يقين من قدرة الله ونصره، فلقد حان الوقت للتمسك بحبل الله وحده وطلب العون منه والتزام أمره حتى نحقق أهدافنا وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام بدستوره وبكافة أركانه ورموزه، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.

===

كتبه: 
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوري

 

المصدر: https://tinyurl.com/yx48hcwy

ثثصصص

 

في بداية ثورة الشام أعلن النظام السوري المجرم أن بندر بن سلطان وأردوغان هما وراء الأحداث في سوريا وكان هدفه هو دفع الثوار إلى هاتين الجهتين لأنهما يرتبطان بالمعلم الأمريكي الذي يرتبط به نظام الأسد، وهكذا اندفع الناس نحو هاتين الجهتين ووقعوا في الفخ الذي تدرج بهم من خلال الاحتضان والدعم وإدخال النقاط التركية إلى مصادرة القرار وفرض تسليم المناطق من حلب وما بعدها ثم إغلاق الجبهات واعتقال المجاهدين الرافضين للخيانة، ثم التضييق عليهم بحكومات الضرائب والمكوس وتكميم الأفواه ثم الضغط عليهم لمصالحة النظام بالترغيب والترهيب، وإعلان هذين النظامين سعيهما للتطبيع مع نظام أسد المجرم رغم أنه لم تنقطع العلاقات بينهم، حيث إن مدير مكتب الأمن القومي في النظام السوري علي مملوك، وفي أوج الثورة، عندما كانت القطيعة بين هذه الأنظمة ظاهرية زار البلدين عدة مرات، ولكن الإعلان الآن عن هذا التواصل واللقاءات وكذلك الدعوة الى المصالحات هو ضغط على الثورة وحاضنتها بأنه لم يعد لها سند تعتمد عليه وأنه لم يعد أمامها إلا خيار الاستسلام والسير في طريق المصالحات.

هذا ما حصل وهذا هو حلهم السياسي الذي يسعون إليه بالتدرج ويعتمدون سياسة الضغط على حاضنة الثورة والسير كدبيب النمل لتمرير مخططاتهم للقضاء على ثورة الشام، وما كان من مؤتمرات ومفاوضات وسواها إنما كان لكسب الوقت ولإضاعة الثورة في دهاليز المكر والخداع على مدى اثني عشر عاماً.

فهلّا أدرك أهل الشام ثورتهم واستعادوا قرارهم وقطعوا يد العابثين واعتمدوا على رب العالمين قبل فوات الأوان؟! اللهم هيئ لأهل الشام من أمرهم رشدا.

 

المصدر: https://tinyurl.com/57t4f2xw

34

 

 

 

لا تزال الدول الفاعلة في الملف السوري تحاول جاهدة رسم المشهد على مسرح ثورة الشام بما يتوافق مع مصالحها، وتهيئة الأجواء وتمهيد الأرضية للحل السياسي الأمريكي الخبيث، فلا يكاد يخلو تصريح من تصريحات ساسة النظام التركي من الدعوة إلى التصالح مع طاغية الشام، ولا يزال العمل جارياً على قدم وساق للتطبيع معه؛ عبر لقاءات ثنائية وثلاثية على مستوى وزراء الدفاع والاستخبارات، وعلى مستوى وزراء الخارجية، تمهيدا للقاء قمة يجمع كلا من الرئيس التركي أردوغان مع نظيره طاغية الشام بوساطة روسية.

يترافق مع سعي النظام التركي الحثيث لترتيب أوراقه مع طاغية الشام؛ أعمال وتحركات على الأرض ترسم ملامح مرحلة مقبلة يراد فرضها على أهل الشام، ولعل من أهم هذه الأعمال هي فتح معابر مع طاغية الشام؛ كمعبر عون الدادات الذي يفصل بين المناطق التي تسيطر عليها قوات "قسد"؛ وبين المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني في كل من جرابلس ومنبج، ومعبر الترنبة الذي يفصل بين منطقة إدلب الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام؛ وبين منطقة سراقب الواقعة تحت سيطرة طاغية الشام، وهذا الأمر وإن كان يواجه رفضاً شعبياً عارماً، إلا أن تحقيقه يعتبر خطوة مهمة في طريق المصالحة مع طاغية الشام، ولن تتوقف المحاولات لفتحها كلما سنحت الفرصة لذلك.

كما أن فتح طريق الـM4 يعتبر أحد أهم الأعمال المرتقبة في المرحلة المقبلة، حيث يعتبر بنداً من بنود اتفاق سوتشي غير المنفذ؛ رغم المحاولات الكثيرة التي باءت جميعها بالفشل، إلا أن فتح هذا الطريق يعتبر أيضاً خطوة مهمة لصالح طاغية الشام وإعادة تدويره من جديد، وربما سنشهد قريبا محاولات جديدة لتنفيذه.

كما يعتبر دمج المناطق بين ضفتي ما يسمى المناطق المحررة تحت قيادة واحدة أمراً مهماً للغاية بالنسبة للدول الفاعلة في الملف السوري، فهو يمهد الطريق للتفاوض المستقبلي مع طاغية الشام، وقد بدأت إرهاصاته بادية للعيان مع السيطرة الفعلية لهيئة تحرير الشام على منطقة عفرين، وتوغلها الأمني في معظم مناطق درع الفرات، يترافق ذلك مع قبول دولي لها بعد التغييرات الجذرية التي أجرتها على سياساتها، والتلونات الكثيرة التي رافقت مسيرتها، بداية من فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، مرورا بتسويق نفسها دولياً كأداة أساسية وعصاً غليظة ضد كل معارض للسياسات الدولية، وليس انتهاء باستعدادها لتنفيذ جميع الاتفاقيات الدولية؛ بما في ذلك فتح طريق M4 وحماية الدوريات الروسية، وفتح المعابر مع طاغية الشام.

هذه أهم ملامح المرحلة المقبلة التي يراد تنفيذها كأمر واقع، فما الذي ينتظرنا إن بقينا صامتين ونحن نشاهد الدعوات المكثفة من النظام التركي للتصالح مع طاغية الشام والخطوات المتسارعة للتطبيع معه؟!

وما الحل لليأس الموهوم المخيم على معظم الناس الناتج عن الإحساس الكاذب بالعجز، وعن الجواب الجاهز؛ ماذا أستطيع أن أفعل، وما باليد حيلة، وغيرها من الأجوبة المقولبة؟!

إن حصر التفكير بالعمل الفردي هو سبب حالة اليأس والشعور بالعجز السائد في الأوساط الشعبية، وهذا طبيعي؛ لأن الأعمال الفردية غير منتجة وضعيفة وسهلة القمع والاجتثاث، بخلاف الأعمال الجماعية الموحدة والمنظمة، فكان لا بد من توجيه العمل نحو حشد الطاقات وتوحيد الجهود وتنظيمها، فثورة الشام هي ثورة شعبية وليست ثورة فصائلية، وسكوت أهل الشام وانعزالهم والنأي بأنفسهم عما يجري من تآمر على ثورتهم لن ينصر الثورة، بل سيسرع في هزيمتها، وسيسهل الأمر على من يتربصون بها لإجهاضها، فالصمت لن يحل المشكلة بل سيعقدها.

ثم إن الحراك الشعبي الرافض لتصريحات النظام التركي الداعية للمصالحة مع طاغية الشام، هو حراك بلا شك يعبر عن حيوية أهل الشام وتمسكهم بثورتهم وثوابتها، إلا أن هذا الحراك لا يخرج عن كونه ردة فعل سرعان ما تنتهي كما انتهت سابقاته؛ عندما تحرك الناس للمطالبة بالقصاص من قاتلي الإعلامي أبو غنوم في مناطق درع الفرات، وخاصة مع وجود محاولات حثيثة لاحتوائه من قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة، وتوجيهه باتجاه حصر المطالب برفض المصالحات دون المساس بالنظام التركي، أو الدعوة لفتح الجبهات كرد عملي على رفض المصالحة.

نعم إن هذا الحراك في خطر كبير، فلا بد من تحصينه وعمل كل ما يلزم لضمان استمراره في الطريق الصحيح.

إن الانتقال من مرحلة السكون إلى مرحلة العمل الجماعي الناجح والمستمر يحتاج لتنظيم الجهود والطاقات، فكل عمل غير منظم مصيره الفشل والاندثار، فلا بد من التركيز على هذا الأمر وإعطائه الأولوية لأنه مفتاح النجاح، فلا بد لكل ثائر حر بغض النظر عن موقعه أن يعمل على تجميع القوى وتشكيلها وتنظيمها في منطقته، على أن تكون هذه التشكيلات واضحة الأهداف، لتتحول هذه التشكيلات إلى كتل صلبة تستطيع التحرك بشكل جماعي منظم مستمر، وذلك للتصدي لكل محاولة من شأنها إجهاض ثورة الشام، ولاستعادة قرار الثورة من جديد من أيدي مغتصبيه، واستعادة زمام المبادرة.

إن أهل الشام هم من دفعوا ولا زالوا يدفعون ثمن ثورتهم من دماء أبنائهم وأعراض حرائرهم، وهم من يعانون الفقر والحرمان والتشرد، وهم الخاسر الأكبر إن استسلموا لليأس وتركوا ثورتهم للأمواج تتلاطمها حيث تشاء، فلا بديل عن الاستمرار في الثورة حتى إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة الخلافة.

====

كتبه: 


رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://tinyurl.com/2jx6vys7