- التفاصيل
رفع مصرف سـوريا المركزي، الأحد 5 شباط، سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، من 6650 إلى 6800 ليرة. وجاءت التسعيرة الجديدة بعد مضي ثلاثة أيام فقط، من رفع المركزي سعر صرف الدولار من 4522 إلى 6650 ليرة سورية. وفي شهر كانون الثاني/يناير الماضي، رفع مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار الرسمي إلى 4522 ليرة سورية، بدلاً من 3015 ليرة، وتهاوى سعر صرف الليرة السورية، في افتتاح تعاملات الأحد 5 شباط/فبراير، بنحو 50 ليرة متجاوزا عتبة 7 آلاف ليرة، أمام الدولار الأمريكي.
يأتي هذا الانهيار في قيمة الليرة السورية في ظل شلل البلاد وغياب الخدمات وانقطاع الكهرباء المتواصل وفقدان الوقود في الوقت الذي تمر به البلاد بموجة برد وثلوج تغطي معظمها. ويترافق الانهيار الاقتصادي مع التصريحات التركية الوقحة والمتواصلة عن التطبيع والمصالحة مع نظام بشار السفاح الذي دمّر البلاد وهجّر الناس وأوصل الحالة الاقتصادية لمن بقي منهم إلى حافة الهاوية، فحوّل البلاد إلى أرض لا يمكن العيش فيها.
وفي هذا المقال أريد تسليط الضوء على الجانب الاقتصادي بسبب التحذيرات الكبيرة التي بدأت تصدر بداية عام 2023 وتوقّع انهيار النظام السوري اقتصاديا، وقبل ذلك يجب معرفة واقع هذا الاقتصاد وبنيته والأساس القائم عليه.
فقد أصدر طاغية الشام قانون الموازنة العامة لعام 2023م بمبلغ إجمالي 5,4 مليار دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 3015 للدولار الواحد، وكان مصرف سوريا المركزي قد أعلن في 2/1/2023 أنه خفض سعر صرف الليرة الرسمي مقابل الدولار إلى 4522 ليرة، واتبعه بعد أيام قليلة قرار مصرف سوريا المركزي خفض سعر صرف الليرة إلى 6650 ليرة سورية للدولار وهو قريب من سعر الصرف الحقيقي في السوق السوداء والمستخدم في معظم الأنشطة الاقتصادية والبالغ حاليا 6900 ليرة، وهي نتيجة كان لا بد من الوصول إليها بعد شن النظام حربه المجنونة على أهل الشام المطالبين بتغيير النظام، واستدعاء المليشيات والجيوش من الخارج وصرف أموال الدولة على تمويل هذه الحرب.
يصنف البنك الدولي الاقتصاد السوري على أنه ذو أدنى مستوى دخل متوسط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالاقتصاد السوري تديره الدولة بشكل أساسي، ومع استلام بشار دفة الحكم خلفا لأبيه عام 2000م قام بخصخصة عدد من القطاعات الاقتصادية، ومع ذلك بقي الاقتصاد السوري يرزح تحت مجموعة من القوانين الاقتصادية الاشتراكية التي تلغي جميع الملكيات وتحافظ على ملكية الدولة، وبوصول بشار للحكم بدأت حقبة جديدة من التحول نحو الاقتصاد الحر والسماح بالملكية الخاصة ما فتح جزئيا وبشكل بسيط للاستثمارات الخارجية ودخول البنوك الخاصة حتى وصلت إلى 14 بنكا عدا عن البنوك العامة التابعة للدولة.
تقول بيانات البنك الدولي إن الناتج المحلي لسوريا بلغ 57,2 مليار دولار عام 2010، وتمثل الزراعة ما نسبته 32% منه، والصناعة 30%، والخدمات 46%، وفق إحصائيات عام 2009، وقد كان للحرب التي شنها النظام على أهل الشام منذ عام 2011م أثر كبير على الاقتصاد السوري حيث أشارت التقديرات إلى عطالة ما يزيد عن 60% من الأيدي العاملة بالتزامن مع وصول خط الفقر الكلي إلى 83% عام 2014 مقارنة مع 12,4% عام 2007 وهو ما تسبب في انعدام القدرة الشرائية، وهذه الإحصائية قديمة فما بالنا بالعام 2023، وبحسب البنك الدولي فإن الأسباب الأساسية للفقر في سوريا هي فقدان الممتلكات والوظائف وانعدام إمكانية الحصول على الخدمات العامة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتشير أبحاث إلى أن الخسائر الاقتصادية المتراكمة منذ اندلاع الثورة عام 2011م وصلت إلى 229% من الناتج الإجمالي المحلي لسوريا في عام 2010م، حيث كانت صادرات السلع والخدمات 35% من الناتج المحلي أو 20,9 مليار دولار، وتصدّر سوريا الوقود بشكل أساسي وخامات الحديد والمعادن وبعض المنتجات الزراعية كالفواكه وألياف القطن والملابس واللحوم والقمح والحيوانات الحية، أما وارداتها بشكل أساسي فهي الآلات ومعدات النقل والكيماويات، وهذا يؤشر إلى أن التوازن المالي لسوريا سلبي منذ سنوات، ونظرا لاستمرار العنف وتدهور الاقتصاد أصبح الميزان المالي أسوأ من أي وقت مضى، ومع تراجع الإيرادات وبقاء مستوى الإنفاق الحكومي عاليا أدى لزيادة العجز المالي، فقد هبطت إيرادات السياحة التي تشكل 10% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2010م بشكل عمودي، حيث هبط شغل الفنادق في دمشق من 90% إلى 15% خلال عام واحد، فبينما شهد العام 2010 نموا كبيرا مقارنة بالعام 2009 بزيادة 40%، فقد بلغ عدد السياح 8,5 مليون لكنه سرعان ما تراجع عام 2011 إلى 5 ملايين سائح و2,9 مليون عام 2012 وكل هذه الإحصائيات بحسب المجلس العالمي للسياحة والسفر، التي تحدثت عن اختفاء 190 ألف وظيفة خلال عامين.
أما الزراعة وهي جزء مهم من الاقتصاد السوري وكانت تمثل 22,9% من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2009. فإن حوالي ثلاثة أرباع المساحة الكلية للأراضي هي أراضٍ زراعية، معظمها يستخدم كمراعٍ، 25% من المساحة الكلية للأراضي صالحة للزراعة ولكن مساحات واسعة منها مهملة بسبب نقص المياه، وتمتد الأراضي الزراعية على مساحة 13,864 هكتار، 10% منها أراضٍ مروية، و67% بعلية، و11% أراضٍ بور، وتتركز الأراضي الزراعية في الغالب على طول نهر الفرات وبشكل أقل على نهر العاصي وفي المناطق الساحلية والوسطى، وتشكل المراعي 45% من الأراضي وتشمل هذه النسبة الصحراء السورية. والمنتجات الزراعية هي القمح والقطن وحليب البقر وحليب الغنم والزيتون والبندورة والبطاطا والفستق وبيض الدجاج، وبلغت الصادرات من المنتجات الزراعية عام 2010 ما مجموعه 2 مليار دولار.
وعلى المستوى الصناعي فإن الاقتصاد السوري مشوّه بعد أن تحوّلت معامل القطاع العام إلى خردة، بينما فكّك القطاع الخاص ما استطاع من معامله ونقلها إلى تركيا ومصر والأردن. كما دمّرت الحرب معظم الجسور والطرق والخطوط الحديدية، في حين تراجع إنتاج الكهرباء بنسبة 90%، وكذلك الغاز والنفط الذي استعاد النظام جزءا منه ولكنه أصبح بيد الدول الداعمة إيران وروسيا، ويقوم النظام بشراء النفط من إيران التي بدأ شغلها الشاغل تحصيل الديون من حكومة النظام، حيث تتجه للاستحواذ على ما تبقى من مؤسسات ومصانع واستثمارات ما يعني خسارة الدولة لما تبقى من قطاعات إنتاجية وخدمية كانت تدر بعض العائدات المالية، في الوقت الذي تبدو فيه روسيا قد اكتفت بما حصلت عليه من موانئ وحقول غاز ونفط وفوسفات ومطارات إدراكا منها لحجم الانهيار الاقتصادي المقبل على النظام المجرم. فقد قدّر المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف تكلفة إعادة إعمار سوريا بنحو 800 مليار دولار أمريكي.
وبعد هذا الاستعراض البسيط لواقع البلاد السيئ قبل انطلاق الثورة والأعوام الأولى لانطلاقتها، فكيف حالها اليوم وقد تحوّلت إلى جحيم في ظل تصنيفها البلد الأول في إنتاج وتهريب المخدرات دوليا، حيث تشير بعض التقارير أن إيرادات النظام من صناعة وتجارة المخدرات تبلغ نحو 17 مليار دولار تدخل في حسابات وجيوب الطاغية وأزلامه في الوقت التي يزداد فقر أهل الشام وتصل بهم الحال لأن لا يجدوا الغذاء والدواء ويقتلهم البرد.
إن المصالحة التي يدعو لها النظام التركي مع النظام السوري المشلول بدفع من أمريكا ومباركة روسيا هي إنقاذ لبشار المجرم، وظلم كبير لأهل الشام، حيث يقوم نظام تركيا أردوغان بالحديث عن عودة آمنة وطوعية إلى كنف نظام هزيل غير قادر على تأمين الخبز والكهرباء لمواليه، فكيف سيكون مصير العائدين إلى بلد أقل ما يقال فيه إنه لم يعد صالحا للعيش البشري؟!
إن نظام الطاغية أسد نظام مهترئ آيل للسقوط رغم دعم كل دول ومنظومات المكر والتآمر والإجرام، وما على صادقي الأمة إلا أن ينظموا صفوفهم ضمن عمل جماعي منظم خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تقودهم على هدى وبصيرة لإسقاط هذا النظام المجرم، وتتويج التضحيات بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه: الأستاذ أحمد معاز
المصدر: https://tinyurl.com/4by39amm
- التفاصيل
لقد غابت عن حادثة الزلزال مسألة الهروب من المسؤولية وعدم تحملها، فوجدنا كل من يستطيع أن يسد ثغرا من الناس قام بذلك باذلاً أقصى جهده، فنتج عن ذلك الأمر النجاح والتوفيق والخروج من تلك المحنة الصعبة، رغم الألم وعظم المصاب، بأقل ما يمكن من أضرار، بتكاتف الناس مع بعضهم البعض..
كما لاحظنا غياب عبارات "الناس تعبت" أو ما شابهها من عبارات، ولم يكن مطروحاً الحال الاقتصادي الصعب في ذلك الوقت رغم انقطاع الدعم وإغلاق المعابر الحدودية ،
بل على العكس، جاد الناس بما يستطيعون من أموالهم وجهودهم، ومن هنا يجب علينا أن نربط بين حادثة مواجهة الزلزال وكيف استطعنا اجتيازها وبين الزلزال الأكبر المتمثل بنظام الإجرام..
إن أهم ما ينقصنا هو أن نضع القضية ضمن أولى الأولويات لدينا ونعتبرها قضية مصيرية لا تؤجل، وننظم أعمالنا ونجمع جهودنا على كامل المستويات، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، كما فعلنا مع محنة الزلزال وكيف استطعنا تجاوزها، ونحن نعتمد على أنفسنا بعد أن نتوكل على الله وحده لا سواه، ونعلنها هي لله ولتحكيم شرع الله، فمن رأى قوة الله سبحانه و قدرته لا يمكن أن يحسب حسابا لقوة غيره ولا يخشى غيره سبحانه، فلم ننتظر من مجتمع دولي مساعدة عندما أخرجنا الناس من تحت الأنقاض، ولم ننتظر من نظام التآمر التركي معابر ليفتحها عندما تحركنا لننتشل من هو عالق تحت الأنقاض.
و لكن كل ذلك لا يكون بالصورة الصحيحة إلا بتنظيم الجهود وتكاتفها ضمن أعمال منظمة هادفة يقودها من يخشى الله في العباد، قيادة سياسية صادقة ترشد الناس لكل خير، لعزّ الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، لإسقاط نظام الطغيان وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود
- التفاصيل
بداية، لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الشهداء وشافى الجرحى وآجرنا في مصيبتنا وألهمنا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن ما أصيب به أهل الشام من زلازل من صنع الظالمين والمجرمين منذ سقوط دولة الخلافة وطيلة هذه الثورة من القتل والدمار والتشريد لم ينقص من عزيمة أهل الشام وصبرهم ولم يتنازلوا قيد شعرة عن مطالبهم وأهدافهم المتمثلة بإسقاط النظام المجرم بدستوره العلماني وبكافة أركانه ورموزه وإقامه حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة على أنقاضه، وهذا كله بفضل الله ومنته على أهل الشام وعلى ثورتهم المباركة.
فكيف إن كان المصاب من عند رب رحيم كريم لطيف بالعباد.
لقد استقبل أهل الشام هذا المصاب بكامل الرضى والتسليم بقضاء الله وقدره مؤمنين بالله صابرين ومحتسبين، طامعين بالأجر والثواب من عند رب العالمين الذي لن يضيع صبرهم وثباتهم، ليس فقط في هذا الزلزال، بل أيضاً بإذنه سبحانه لن يضيع تضحياتهم في هذه الثورة طيلة هذه السنين وما قدموه في سبيله ورفعة دينه وتحكيم شرعه وإقامة دولته.
فلله دركم يا أهل الشام على ما قدمتموه في هذا المصاب من تكاتف وترابط وبذل وعطاء لإخوانكم وكيف كنتم يداً واحدة ولم تنتظروا العون والمدد من أحد، لا من منظمات دولية ولا من حكومات ولا من أنظمة ضرار، واكتفيتم بعون الله ومدده لكم وبعون إخوانكم الذين قدموا الغالي والنفيس لنصرة إخوانهم الذين أظهروا للعالم أجمع أن أمة الإسلام أمة حية تضحي بكل ما تملك وتقدم الغالي والنفيس في سبيل الله وفي سبيل نصرة إخوانهم في الدين.
فهذا الزلزال ظاهره عذاب وباطنه رحمة وخير للمسلمين عامة ولأهل الشام خاصة.
لقد كشف هذا الزلزال حقيقة المجتمع الدولي وإنسانيته المزيفة واستغلال هذا الأمر للتطبيع مع النظام المجرم وتعويمه وإنقاذه مما هو فيه. فلقد رأينا كيف أن أعداءنا اكتفوا بتقديم المساعدات لمناطق سيطرة النظام وتقديم بيانات التعزية من قبل الأنظمة العربية والدولية للنظام المجرم وإلغاء العقوبات عنه، أما عندما يتعلق الأمر بالجانب الآخر أقصد الشمال المحرر، فلا دعم ولا مساعدات، إنما مكر وخذلان وتآمر.
وهذا الأمر يفرحنا ولا يحزننا لأنه يكشف الحقائق ويضع النقاط على الحروف، فنحن لسنا بحاجة لهم ولا لمساعداتهم المسمومة، ولقد رأينا خطرها على ثورة الشام طيلة هذه السنين وأنها تفرق ولا تجمع، فخطرها أكبر من نفعها، وإن كان خفياً لا يظهر في البداية إلا لأصحاب الفكر المستنير من أبناء هذه الأمة..
كما أكدت كارثة الزلزال المدمر لأهل الشام أن خلاصهم بأيديهم، وبين لهم أهمية العمل الجماعي وحتمية نجاحه بإذن الله.
وختاماً:
نقول لأهلنا وإخواننا: أعظم الله أجركم وتقبل منكم فأنتم مقبلون على خير كبير ونصر عظيم بعد هذه الإبتلاءات والمحن، فقد أظهرتم للعالم أجمع بعملكم الجماعي أنكم لستم بحاجة لأحد بعد اليوم، وما تحتاجونه فقط قيادة سياسية مبدئية، مخلصة وواعية، تقودكم وتقود مركب ثورتكم لبر الأمان، لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ}
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
استفاق أهل الشام فجر يوم الاثنين 6/2/2023م، على زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، استمر لقُرابة الدقيقتين مُخلّفاً وراءه دماراً مرعباً في كثير من المناطق في المدن السورية، وموقعا كذلك آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين.
بهذا الصدد قال بيان صحفي أصدره رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب مخاطبا المسلمين في أرض الشام المباركة: لقد كشف الزلزال عن الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي ومنظماته الأممية الذي لم يُلق بالا للكارثة العظيمة التي حلت بأهل الشام، كما عرّى حقيقة أنظمة الضرار العميلة والحكومات الوظيفية، فبدل أن يسارعوا لفتح المعابر وإرسال الفرق الإغاثية قاموا بإغلاقها متذرعين بالطرق التي كانت مفتوحة فقط لمرور جثث أهل الشام الذين قضوا في تركيا، ثم وقفوا مكتوفي الأيدي وماطلوا في إدخال فرق الإنقاذ إلى اليوم الخامس من وقوع الزلزال، أي بعد تضاؤل الأمل في العثور على ناجين، إمعانا منهم في زيادة أعداد القتلى، ثم عندما قرروا إرسال مساعدات للشمال السوري حاولوا إرسالها عن طريق عصابة طاغية الشام في محاولة منهم لإعادة تعويم نظام القتل والإجرام.
وعن دور النظام الدولي في زيادة معاناة أهل الشام وكسر إرادتهم بهدف إخضاعهم لمشاريعه الإجرامية قال البيان الصحفي: إن المتتبع لسلوك المجتمع الدولي وكيفية تعاطيه مع الكارثة؛ يدرك أن المجتمع الدولي يسعى لزيادة معاناة أهل الشام وزيادة الضغط عليهم في محاولة منه لكسر إرادتهم وإخضاعهم لسياساته، وخاصة بعد الحراك الكبير الذي شهدته المناطق المحررة الرافض للمصالحة مع طاغية الشام.
أما عن قدرة أهل الشام على الثبات والصمود وعلى الاعتصام والتوحد في مواجهة الصعاب واجتياز النكبات فقد قال البيان الصحفي موجها خطابه أيضا للمسلمين في الشام عقر دار الإسلام: لقد أثبتم للعالم أجمع أنكم قادرون بتوحدكم على مواجهة الصعاب واجتياز المحن، وأن إيمانكم بالله عز وجل وبوعده ونصره سبحانه راسخٌ رسوخَ الجبال الراسيات، وهذا ما أرعب الغرب الكافر؛ الذي عجز حتى الآن عن كسر إرادتكم وقتل روح الثورة في نفوسكم، فإياكم أن تطلبوا المساعدة والعون إلا من الله عز وجل، فالدول الكافرة لم تتّحد إلا للحرب على الإسلام والمسلمين وقتلهم ونهب ثرواتهم، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. هذه هي حقيقتهم وهذا هو هدفهم. فاعتصموا جميعا بحبل الله وحده وتوحدوا على طاعته، وليكن عملكم عملا جماعيا منظما فهو العمل المنتج، وهذا ما لمستموه في هذه المحنة العظيمة.
ومؤكدا على الاعتصام بالله والالتفاف حول قيادة سياسية واعية مخلصة تجتاز بهم العراقيل وتبلغهم الهدف قال البيان: واتخذوا لكم قيادة سياسية واعية وصادقة ومخلصة تتبنى مشروعا سياسيا واضحا منبثقا من عقيدة المسلمين، تقودكم نحو بر الأمان وسط هذه الأمواج المتلاطمة، ففي ذلك النجاح والفلاح، ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
وختم البيان معزيا ومواسيا المكلومين من هذا الحدث الجلل، بقوله: أعظم الله أجركم وغفر لأمواتكم وجبر مصابكم وشافى جرحاكم وألهمكم الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: https://tinyurl.com/2p8nj76e
- التفاصيل
إن إصرار أمريكا على تطبيق الحل السياسي في سوريا، هو للحفاظ على نظام الطاغية بشار فهذا ما تريده من تطبيق الحل السياسي: تثبيت النظام القائم بأفرعه الأمنية ومؤسساته العسكرية والأمنية، وكان من أحد أسباب تأخر تنفيذ هذا الحل هو تجذر فكرة الثورة في النفوس ولأن أمريكا تريد القضاء على فكرة الثورة والنفس الثوري عند أهل الشام عامة وأهل المحرر خاصة، وهذا ما دفعها للسعي للقضاء على فكرة الثورة سياسياً لا عسكرياً. والآن ما يفسر مسارعة النظام التركي للمصالحة مع النظام المجرم هو للحيلولة دون سقوط النظام وإعادة تعويمه من جديد لإكمال مشروع المصالحة الذي يسير به النظام التركي عبر أدواته في المحرر لتسليم هذه المناطق للنظام المجرم وإغلاق ملف الثورة والمحافظة على النظام قبل سقوطه، فأمريكا الآن تتبع سياسة الضغط والتجويع مع أهل المحرر كوسيلة لتركيعهم والقضاء على فكرة الثورة واستئصالها من النفوس، تمهيداً للمصالحة وتنفيذاً للحل السياسي الأمريكي.
إن موقف أهل الشام من هذا الحل الخياني معروف وهذا ما أثبته خروج الناس في المحرر ضد التصريحات التركية وضد فكرة المصالحة مع النظام المجرم، وكيف تصاعدت الاحتجاجات وتعالت الأصوات وتحولت إلى غضب شعبي عارم ضد كل من يتكلم بهذه الفكرة أو يروج لها، فهذا النفس الثوري التي تمتلكه الحاضنة الشعبية هو ما يؤخر تنفيذ الحل السياسي الأمريكي والمصالحة مع النظام وهو الذي أبقى الثورة صامدة إلى الآن، فهو نابع عن الفكرة التي خرجت الثورة من أجلها وهي إسقاط النظام وتحكيم الإسلام.
ونقول لأهل الشام إنهم هم أصحاب القرار والسلطان وأصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، فلا تسمحوا لعدوكم بالالتفاف على مطالبكم والتسلق على ثورتكم وبيع تضحياتكم وأعراضكم وقتل النفس الثوري في قلوبكم بإيهامكم أنه الطرف الأقوى وأنتم الأضعف، فعدوكم يألم كما تألمون، وما عليكم إلا أن تكونوا يداً واحدة في وجه الأعداء والمنافقين وأن تستعيدوا سلطانكم المسلوب وأن تتبنوا قيادة سياسية تدير دفة الثورة وتنسي أعداءها وساوس الشيطان وتقودكم نحو النصر بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام، فهذا والله هو النصر في الدنيا والفوز العظيم بالآخرة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُون وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز