- التفاصيل
ظن النظام التركي الذي أحكم سيطرته على قيادات المنظومة الفصائلية أن الطريق أصبح أمامه مفتوحاً لإكمال الدور الذي أوكلت أمريكا له القيام به وهو سلب قرار ثورة الشام والقضاء عليها و تسليمها من جديدة لنظام الإجرام. فأطلق بقوة فكرة المصالحة عبر التصريحات و اللقاءات ، و لكن حاضنة الثورة التي تجذرت الثورة في نفوسها وهم أولياء الدم و أصحاب كلمة الفصل قالوا كلمتهم عبر مظاهرات جماهيرية عارمة رفضا للتصريحات والأعمال التركية بل أيضاً رفضاً لقيادتها السياسية لثورة الشام
التي استلمتها بالمكر و الخداع و الدعم المسموم.
و رغم محاولات بعض القيادات السياسية المصنعة و قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة بالنظام التركي، لاحتواء الناس وركوب الموجة للسيطرة على الحراك الشعبي ومن ثم حرفه عن مطالبه الحقيقة باستعادة القرار و إسقاط القيادات السياسية و العسكرية الحالية و اتخاذ قيادة سياسية جديدة واعية و صادقة من أبنائهم و إخوانهم إلا أنهم لم ينجحوا فقد انكشف دورهم المتاجر المتخاذل، و طرد رئيس الائتلاف سلم المسلط من بعض المظاهرات ومنع بعض القادة العسكريين من إلقاء كلمات في مظاهرات أخرى خير دليل على سقوط هذه القيادات في نظر الحاضنة الشعبية.
لقد سلب قادة المنظومة الفصائلية سلاح الثورة و سلموا قرارها للنظام التركي و يعملون على التضييق على الناس لترويضهم لقبول المصالحة و الحل السياسي.
من أجل ذلك كله، لابد أن يتأكد أهل الشام أن الحل بأيديهم.
و أن أولى مطالبهم يجب أن تكون استعادة قرارهم المغتصَب. فهم أهل التضحيات وأولياء الدم، وهم أصحاب القرار لا سواهم، مع ضرورة قطع العلاقة مع الدول الداعمة التي سلبت القرار وكبلت الفصائل عبر غرف العمليات المظلمة ومنعت كل تجمع يهدف لتحقيق أهداف الثورة، والعمل على تبني رؤية واضحة وقيادة سياسية مخلصة تسير بأهل الشام لتحقيق أهداف ثورتهم بعد كل هذه التضحيات،
و عند ذلك تتعافى ثورة الشام و تواصل السير على هدى وبصيرة حتى إسقاط نظام الإجرام و إقامة حكم الإسلام.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد الحمصي
- التفاصيل
إن الناظر اليوم لما وصلت إليه ثورة الشام المباركة من مكر وخداع ومؤامرات، واجتماع الأعداء عليها من كل حدب وصوب ومن كل بقاع العالم ومعهم أعداء الداخل والمنافقين والمتسلقين على هذه الثورة اليتيمة، فالذي ينظر للأفق المادي لهذه الثورة يرى أنها أوشكت على السقوط ويرى أن نهايتها قد اقتربت ويكاد يقول "إنا لمدركون" ..
أما الناظر لهذه الثورة على أنها ثورة مباركة خرجت من أجل الإسلام ومن أجل تحكيم شرع الله وفي سبيله سبحانه فيرى أنها منصورة لا محالة بإذن الله، ويقول: "كلا إن معي ربي سيهدين".
ولنا في سيرة سيدنا موسى وقومه بني إسرائيل والطاغية فرعون عبرة على أن النصر يأتي في أشد الظروف وأصعبها وعند اليأس وغياب الأفق المادي للنجاة ..
فسيدنا موسى عليه السلام وقومه عانوا ما عانوه من الطاغية فرعون من ظلم وتعذيب وقتل وانتهاك للأعراض، قال تعالى:
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}..
فعندها جاء الأمر لسيدنا موسى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ}..
هنا ذهب سيدنا موسى وقومه ورحلوا بأمر الله، وفرعون وجنوده يتبعونهم إلى أن وصلوا البحر، فانظر يرعاك الله إلى هذه المحنة، فالبحر من أمامهم ومن ورائهم جيش لا يعرف أوله من آخره يريد الإنقضاض عليهم، ولا يمتلكون من الأسباب المادية للنجاة أي شيء، فقال بعضهم "إنا لمدركون" أي هالكون، وهنا انظر لإيمان سيدنا موسى وثباته ويقينه بنصر الله حيث أخبرنا ربنا بقوله:
{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
فجاء أمر الله لموسى:
{فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}..
فعبر سيدنا موسى وقومه البحر ولحقهم فرعون، فنجا سيدنا موسى وقومه وغرق فرعون ومن تبعه، وهنا حكمة الله واختباره لعباده المؤمنين، أن يعلموا أن النصر من عند الله لا من عند غيره ولا بقوتهم المادية، فلو قال لهم منذ البداية إن البحر سينفلق وينجون ويغرق فرعون لتبعه الجميع، ولكن أراد الله أن يمحص ويختبر قلوبهم وإيمانهم ويعلم الصادقين منهم.
وعودة لثورة الشام وإلى ما وصلت إليه، فها هو البحر من أمامها والأعداء من خلفها، وهي في بقعة صغيرة تكاد تنعدم فيها أسباب الحياة ولا يأمنون على أنفسهم، فمن جهة قصف النظام وطائراته ومن جهة نظام المصالحات التركي والموت على الحدود، وقادة فصائل مرتبطون وحكومات مصنعة مرتبطة تعمل على الضغط على أهل الثورة لقتل روح الثورة عندهم تمهيداً لسوقهم لمقصلة الجزار فيقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم ويدمر بلادهم ويمعن في حرب دينهم وينتقم منهم شر انتقام، فهذا هو الحال الذي وصلت إليه الثورة ..
أما سبيل الخلاص فهو أننا لا بد أن نعلم أن النصر من عند الله وأنه أتٍ لا محالة وأن هذا امتحان ليميز الله به الصادقين المخلصين من المنافقين، فاستحقاق النصر لهذه الثورة بحاجة إلى أمرين؛ أولها الاستجابة لأمر الله لا أوامر الداعمين، وثانيها الاعتماد على قوة الله ومدده لا القوة المادية التي نمتلكها، وتبني قيادة سياسية مخلصة تحمل مشروعاً سياسياً مبلوراً تقدم مشروع دستور إسلامي خالص يرضي الله ورسوله، قيادة تقود مركب الثورة إلى هدفها المنشود ألا وهو إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، لعل الله يرضى بذلك عنا فيكرمنا بعونه ومدده ونصره سبحانه، فنتخلص من فراعنة العصر وطغاته، ونعطي بيعتنا لإمام عدلٍ يسير بنا لكل خير، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
أولاً: جميعنا يعلم بأن قادة المنظومة الفصائلية في الشمال وفي إدلب حالهم واحدة في المضمون ولو اختلفوا بالأشكال والمسميات، فهم يتبعون بشكل مباشر للمعلم التركي عبر مخابراته المتواجدة على الأرض، وهذا الأمر يشكك بإخلاص أي عمل عسكري محدود ضد النظام المجرم وأي تصريح وخطاب سياسي يصدر عن أولئك القادة.
ثانياً: إن السلاح الذي تمتلكه المنظومة الفصائلية اليوم قادر على تذخير وتجهيز أعمال عسكرية كبيرة تجاه النظام من شأنها أن تهزّ أركانه وتحرر الأرض من ذلك النظام وتعيد للثورة روحها من جديد، وإن ما يمنعهم من ذلك أنهم قد سلموا قرارهم للقيادة السياسية والمخابراتية التركية، التي سلبت منهم قرارهم فباتوا لها أتباعاً وأذناباً لا يعصون لها أمراً .
ثالثاً: جميعنا قد عاش فترة سقوط المناطق المحررة ضمن اتفاقات وتفاهمات بين الدول الضامنة المتآمرة على الثورة، وكان دور قادة المنظومة الفصائلية أثناءها هو السير وفق الخط السياسي المرسوم لهم دون أن يحيدوا عنه قيد أنملة، لا تحركهم آلام المهجرين ولا معاناتهم ولا شظف العيش الذي يعيشونه نتيجة التضييق المدروس الممنهج الممارس عليهم..
فهل يمكننا تجديد الثقة بمن سلم المناطق و البلدات لنظام الإجرام بالأمس القريب!!
رابعاً: إن الاقتتالات التي حصلت في السابق ومنذ فترة قصيرة قد أظهرت مدى انصياع قادة المنظومة الفصائلية لأوامر المخابرات في تنفيذ تلك الأعمال القذرة، لزرع اليأس و القنوط في نفوس حاضنة الثورة لتتخلى عن ثورتها.
وهو يبرز أيضا مدى تهاون هؤلاء القادة وإعراضهم عن أوامر الله سبحانه في تحريم إراقة الدماء. والإعداد الكبير عندهم هو لقتال بعضهم، أما ردهم الخجول فيقومون به ضد نظام إجرام النظام حتى لا يفقدوا سيطرتهم على عناصرهم وحتى يجمّلوا صورتهم أمام الناس.
خامساً: تصريحات النظام التركي الأخيرة بخصوص المصالحة مع نظام الإجرام واعتبار أن ذلك الأمر هو الحل الوحيد، لم يلق إلا ردوداً خجولة من قادة المنظومة الفصائلية، فالبعض اكتفى بالصمت وأخذ وضعية المزهرية من تلك التصريحات والبعض الآخر راح يشجب ويندد بالبيانات وهو الذي يملك أعتى الأسلحة والترسانات!
سادساً: تشكيل حكومات من قبل تلك الفصائل وفرضها الضرائب والمكوس والرسوم على أهل الثورة للتضيق عليهم ووضع المعابر التي زادت من معاناة الناس الاقتصادية فوق كارثة النزوح وعيشة الخيام، لدفع الناس للترحم على أيام العيش زمن النظام المجرم.
سابعاً: نتيجة لما سبق، فقد أصبح هناك مفهوم لدى أهل الثورة بأن قادة المنظومة الفصائلية اليوم أصبحوا مسلوبي القرار لا يستطيعون التحرك خارج إملاءات الداعمين، فلا يعول عليهم بتحرير أرض ولا بإسقاط نظام ولا بالدفاع عن الناس وقد ثبت ذلك الأمر عملياً على الأرض، ما يوجب تحرك الحاضنة على هدى وبصيرة لاستبدالهم وتوسيد الأمر لأهله لتحقيق الغاية وبلوغ المراد.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود
- التفاصيل
قرأت بعض التحليلات التي لا ترتقي لأن تكون كذلك، تتحدث عن استدارة أمريكية نحو تركيا وذلك تعليقا على زيارة وزير الخارجية التركي إلى واشنطن وأن هذه الزيارة لن تكون في صالح روسيا وإيران، وأن أميركا سترضخ للمطالب التركية في المنطقة.
الحقيقة أن هذه التحليلات تفتقر للمطابقة مع الواقع الذي ينطق بغير ذلك أبداً، فالنظام التركي والإيراني يعيشون أفضل الأيام وعلاقاتهم تتطور بشكل كبير، وزيارة وزير الخارجية الإيرانية إلى أنقرة ولقاءه جاويش أوغلو قبل مغادرته باتجاه واشنطن تحمل في طياتها رسائل مهمة بل يبدو أن هناك خطة ما يتم حياكتها للثورة بعد الفشل المتلاحق في الفترة الماضية، وأنه تم فرز المواقف مما ستقرره الولايات المتحدة للمرحلة القادمة في التعامل مع الثورة.
النظامان التركي والإيراني يدوران في فلك الولايات المتحدة ورغم بعض الخلافات في وجهات النظر من قضايا المنطقة وخصوصا في سوريا فإن ذلك لا يؤثر على العلاقة الثنائية بين البلدين، وهما يسعيان لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، وكما أن أميركا استقدمت إيران ومليشياتها لمساندة نظام الإجرام عسكريا للقضاء على ثورة الشام.
كما أنها أوكلت دورا قذرا للقوات الروسية في أواخر عام 2015 و لكنها جميعا فشلت في القضاء على ثورة الشام .
ما لا يعلمه الكثيرون أن جميع القوات العسكرية الموجودة في سوريا استدعتها أميركا لحماية نظام عميلها بشار وأن الجميع بمن فيهم تركيا يتململون ويريدون إغلاق الملف بشتى الوسائل لأنه أصبح يستنزف الجميع، فالحرب الروسية الأوكرانية لا يمكن التكهن بنهايتها، والنظام الإيراني على صفيح ساخن، والنظام التركي يتحضر للعنة؛ كما سبقه إليها خامنئي، ويمكن أن تتفاجأ هذه القوى بحراكات غير متوقعة في المنطقة في ظل التضخم وفقدان العملات المحلية قيمتها وتدهور اقتصاد المنطقة وحالة الشلل الاقتصادي والفقر الذي يضرب العالم و اتجاه جموع الشعوب نحو الفقر في ظل الهيمنة الرأسمالية الأمريكية على ثروات الشعوب ونهبها المنظم.
هناك حقائق لا يمكن تجاوزها أثناء النظرة السياسية للواقع ومحاولة تحليلها وهي أن ثورة الشام أصبحت رقماً صعباً ليس من السهل تجاوزه ولكنها للأسف لم تهتدِ حتى الآن لقيادة حقيقية حرة تستطيع استثمار قوتها في تحقيق مصالحها ومصالح أبنائها، وإن من نافلة القول أن جميع الكتل السياسية والعسكرية التي تصدرت المشهد لم تتمكن من تحقيق مصالح الثورة، بل إنها انحدرت إلى أن تكون أدوات رخيصة بيد النظام التركي يستثمرها في لقاءاته مع القوى الكبرى الأخرى دون النظر لمصالح أتباعه في الثورة.
الثورة ما زالت في طرف والجميع في طرف آخر ما بين صديق وعدو؛ وهم في طرف مصالحهم المعقدة مع القوى الدولية، وهذا دافع مهم للبحث عن قيادة سياسية تعبّر عن مصالح الثورة الحقيقة و لن يكون ذلك إلا باستعادة قرارها والتمسك بأهدافها و ثوابتها ، وهي -أي الثورة- تملك من أوراق القوة الشيء الكثير لو اهتدت للقيادة السياسية الفذة التي تستطيع استثمار هذه الإمكانات للسير بالثورة الى أهدافها.
اللقاءات الدولية الكثيفة التي تبحث ملف الثورة هذه الأيام تخشى تفلتها وانزياحها إلى جانب يخشونه أكثر مما يخشون بعضهم، وهناك حوادث كثيرة تشير إلى أن هذه اللقاءات حصلت نتيجة التطورات الأخيرة في المناطق المحررة، بداية من الرفض الشعبي لتصريحات أوغلو عن المصالحة والهيجان الشعبي الهائل، ولاحقاً إفشال تسليم مناطق الشمال حتى الآن لهيئة تحرير الشام التي أصبحت خادماً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط كما عبّر عن ذلك مسؤول أميركي في وقت سابق، وانتهاءً بما حصل مع سالم المسلط رئيس الائتلاف الأمريكي. الأمر الذي دق جرس الخطر عند جميع الدول بأن الثورة تحاول جدياً هذه المرة الخروج من تحت عباءة النظام الدولي، وهذا بعرفهم لا يبشر بخير، لأنهم يدركون أن طرد رئيس الإئتلاف ليس بحدث عابر بل هو حدث مفصلي له ما بعده ويمكن أن يتكرر مع جميع الأدوات من حكومات وقادة فصائل مرتبطة، بمعنى أن الموقف يعبّر عن الحالة الثورية المتعاظمة وليس الحالة التي كان يُراد لها بعد أكثر من عقد من الضعف والتشتت التي عملت جميع القوى المحلية والدولية على ترسيخها.
إن الفشل الذي أصبح عنوان جميع التحركات ضد الثورة في الفترة السابقة ينبئ بأن الخير لا يزال كامن في الثورة وحاضنتها، وأن حالة الجمود التي وصلت لها الثورة بدفع من جميع الدول والأدوات الرخيصة قد شارفت على الانتهاء.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الثورة انتصرت انتصاراً مهما في معركة الوعي، وهو مقدمة جيدة ومشرقة لما ستكون عليها قادم الأيام بإذن الله بعد انكشاف جميع الأدوات واحتراقها من طرف وسقوط جميع التيارات الفكرية التي حاولت احتواء الثورة وكبح جماحها ومنعها من مواصلة السير من طرف آخر، وكل هذا يعبر بصدق عن اقتراب الموجة الثانية من الثورة الراشدة التي وعت الدرس بعد اثنتي عشرة سنة وفهمت أنه لا يمكنها الاستمرار في طريقها بدون قيادة سياسية مبدئية لا تفاوض ولا تهادن ولا تقبل بأنصاف الحلول مهما كبرت فاتورة التضحيات.
قال تعالى:
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين)
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد معاز
- التفاصيل
بوقاحة فظة يصر النظام التركي على السير ضمن خطوات الحل السياسي الأمريكي، فقد حث خطوات التقارب مع نظام الإجرام، ساعيا لتنفيذ الحل السياسي عبر إيجاد فكرة القبول به والتفاوض معه، من خلال التصريحات المتكررة حول وجوب التصالح والحوار معه، وأخيراً عقد اللقاء الثلاثي بين وزراء تركيا وروسيا وسوريا، وكذلك التصريحات بعقد لقاءات أكثر على مستويات أعلى.
يأتي هذا الإصرار بعد سلسلة من المكائد التي حاكها النظام التركي لثورة الشام وأهلها، فلقد كانت اتفاقيات أستانة المتعددة، وما لحقها في سوتشي وطهران والرياض، نتج عنها تسليم مناطق شاسعة للنظام المجرم بدءاً بمدينة حلب وانتهاء بمدينة درعا، ثم طريق أتوستراد حلب دمشق وما يحيط به من مدن وقرى في مطلع عام ٢٠٢٠م.
هذا التاريخ من الخذلان والمكر بثورة الشام، وما رافقه من الإمساك بزمام قادات الفصائل والحكومات الوظيفية، جعل النظام التركي يشعر بقدرته على السير أكثر ضمن خطوات الحل السياسي، حتى إن وزير خارجيته اعتبر أصوات الناس التي خرجت ترفض تصريحاته أنها قلة ترفضها انطلاقاً من مصالحها الشخصية، كذلك جعله لا يأبه بأصوات الرفض، ويستمر بتصريحاته المستفزة.
ومن عجيب التطبيل، وغريب التبرير أن يُقال إن النظام التركي يسعى للتقارب مع النظام المجرم بحثاً عن مصالحه، أو لتحقيق مكسب انتخابي، فما الذي يملكه النظام المجرم المتهالك حتى يعطيه له، سواء من حيث المصالح أو لدعم العملية الانتخابية؟ ثم كيف يفسر كل عمليات التسليم السابقة التي ما كان ليحصل عليها النظام المجرم لولا الاتفاقيات السياسية في أستانة وسوتشي؟
إن سنوات الثورة التي قاربت على الاثنتي عشرة كانت كفيلة لتصنع وعياً على كثير من أبجديات الثورات، فقد بات مُدركاً لدى الكثير أن الثورة التي تقبل أن تأخذ المال فإن مصيرها إلى زوال، وأن أنصاف الثورات تعني تضييع التضحيات، وأن قرار الثورة لا بدّ أن يبقى بيد أهلها، وأن ترتيب الصفوف والعمل الجماعي هو من أهم الأسس التي تبقي الثورة متماسكة، وأنه لا بد أن تتصف القيادة السياسية للثورة بالوعي والإخلاص، إضافة لضرورة أن تمتلك مشروعاً واضحا مبلوراً، وكذلك تصوراً كاملا للطريق المُوصل إلى الغاية، وتحقيق الأهداف المرجوة.
إن تشكّل الوعي على كل هذه الأمور يعتبر خطوة مهمة في طريق النصر، إلا أنها بالتأكيد ليست كافية، بل لا بد من السير ضمن خطوات عملية من شأنها أن تحقق هدف استعادة قرار الثورة، حيث إن هذا الهدف لا بد له من عمل جماعي، وأي عمل جماعي يبدأ بفرد أو عدة أفراد يدركون أهمية استعادة القرار، ويشعرون بالخطر المحدق بالثورة نتيجة سلبها قرارها، فيتحرك أو يتحركون لجمع الناس من مثلهم، ليتوافقوا على رسم مسار الثورة بما تشكل لديهم من وعي على أبجدياتها.
هذه الخطوات العملية يجب أن يكون نبراسها ومستندها قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾، فإن هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى يجب أن يعمل به ضمن ميزان مستقيم يميز بين الصادق وبين الكاذب، فليست الخطوات المطلوبة مجرد عملية تجميعية دون أسس واضحة، أو دون تمحيص دقيق لمن هو أهل لأن يكون جزءاً من خارطة الطريق لاستعادة القرار.
ويجب أن لا يغيب عن الأذهان ولا بأي حال بأن النصر الذي نرنو إليه هو من عند الله الواحد الأحد، وهو سبحانه قد حذرنا من حبس النصر، وفقد ولايته حال الابتعاد عن الصادقين والميل نحو الظالمين، فقد قال تعالى: ﴿وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن أَولِياءَ ثُمَّ لا تُنصَرونَ﴾.
كتبه: منير ناصر
المصدر: https://tinyurl.com/mrx4533v