- التفاصيل
أن توضع التصريحات التركية عن المصالحة على طاولة النقاش والتداول بين الناس فهذه الخطوة الأولى المطلوبة لدى المتآمرين على ثورتنا.
وأن يجري العمل على احتواء الحراك الثوري بحيث يكون سقف المطالب فيه (لن نصالح)، بدون ذكر فتح الجبهات وتحرير الأرض والعرض وإسقاط القادة الذين يفتحون المعابر مع النظام المجرم ويحمون الدوريات الروسية والتركية ويخفون السلاح في المستودعات لحين الاقتتالات فهذه هي الخطوة التآمرية التالية المخطط لها.
وأن يستساغ ذكر نظام الإجرام والعودة بالمصالحة لجعلها مجرد فكرة قابلة للتداول و البحث،
والعمل في نفس الوقت على تسويق القرار 2254 بقوة باعتباره البديل الأنسب من مجرد المصالحة، فهذه خطوة جديدة من خطوات التآمر على ثورة الشام.
لذلك لا يجوز أن نكتفى بالتظاهر وردات الأفعال المشاعرية فقط، دون العمل على تنظيم الحاضنة و تجميع الناس وجميع الإمكانات وتوجيهها لنصرة ثورة الشام والتحرك الجدي لإسقاط قيادة النظام التركي السياسية لثورة الشام، والإنفكاك عنها، ووضع خطط عملية لمراحل قادمة لاستعادة القرار المسلوب فهذه هي الخطوات المطلوبة لإنهاء تسلط المتآمرين و إبطال خبثهم ومكرهم. أما إذا لم نبادر للعمل الجاد فإن أعداءنا سيتقدمون علينا خطوات في مسارهم المرسوم للحل الاستسلامي النهائي للقضاء على الثورة، وعندها لن ينفعنا الندم و ستكون فاتورة سكوتنا وتقاعسنا كبيرة ندفعها من دمائنا و أموالنا و أعراضنا.
هذا مكر أعدائنا الذي يجب أن يواكبه وعي حاضنة الثورة وتكتل أهلها الصادقين خلف قيادة صادقة صاحبة مشروع واضح، تسير بنا لمواجهة مكر أعدائنا، وتغذّ الخطا بثبات لتتويج التضحيات بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، وبذلك وحده يرتد مكر الماكرين الى نحورهم ويفرح المؤمنون الصادقون بنصر الله.
وإنه لقريب بإذن الله عز وجل.
==
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني
- التفاصيل
كما هو متوقع من نظام تركيا أردوغان، الذي أوكلت إليه أمريكا الملف السوري لوأد الثورة وتثبيت نظام عميلها أسد، فقد كشر هذا النظام المتآمر عن أنيابه وتابع ما بدأه منذ أشهر من مجاهرة صفيقة بمسارعته لمصالحة نظام الطاغية أسد لإنقاذه، والعمل لفرض هذه الجريمة على أهل الشام. فمنذ أن دعا وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، في آب الماضي، ما أسماها المعارضة السورية للتصالح مع نظام الإجرام، وتصريحات النظام التركي وأفعاله متسارعة بشكل شبه يومي باتجاه واحد، وهو توطيد علاقته مع سفاح الشام، وتسخير أدواته في المحرر من قادة مرتبطين وحكومات وظيفية لتحقيق هذه الغاية، ودفع حاضنة الثورة للقبول بها طوعاً أو كرهاً، وذلك بأوامر مباشرة من أمريكا التي تزعم نفاقاً معارضتها للتطبيع مع الديكتاتور كما وصفته، وهي التي تصل ليلها بنهارها لحمايته من السقوط وتمكينه من وأد الثورة.
فقد صرح أوغلو أن بلاده مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجودها في سوريا إلى سلطة ما أسماها الحكومة السورية، وأن تركيا جاهزة للعمل المشترك مع نظام أسد لمكافحة (الإرهاب) وإنجاز العملية السياسية. في الوقت نفسه الذي تهدد تركيا بعملية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية لدفعها للارتماء بحضن أسد وتسليم المناطق إليه.
فيما قال أردوغان إنه قد يجتمع مع أسد من أجل السلام في المنطقة، وذلك بعد أيام من اجتماع ثلاثي عُقد في موسكو بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي، بحضور أجهزة استخباراتهم، علماً أن اللقاءات الاستخباراتية التركية السورية لم تنقطع يوماً منذ انطلاقة الثورة.
وقد سبق لأردوغان قوله إن "الأمور يمكن أن تعود إلى نصابها في العلاقات مع النظام السوري، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة"، ما يؤكد جدية تركيا وتنفيذها الحرفي للإملاءات الأمريكية بالعمل لتعويم نظام الإجرام والتطبيع المخزي معه، علماً أن أردوغان يستغل ذلك لتثبيت حكمه وإنجاح انتخاباته وسد ذرائع المعارضة التركية التي تحاول إحراجه وتزاود عليه، مع سعيه لتأمين أمنه وحدوده عبر مناداته بتعديل اتفاقية أضنة لتصل مسافة 30 كم بدلاً من 5 كم.
فيما قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية إن "خطوات التطبيع لن تؤثر على العقوبات الأمريكية ضد نظام أسد، وأن هذه العقوبات ستبقى ضده طالما بقي الديكتاتور رئيساً".
وبعد أن رأى النظام التركي ردة فعل حاضنة الثورة الغاضبة والرافضة للمصالحات، خرج ساسته ليتلاعبوا بالألفاظ والمصطلحات، فيقولوا إنهم لن يتخلوا عن المعارضة السورية، وأن "العلاقات بين سوريا وتركيا لن تضر بمجموعات المعارضة"، وأن سعي تركيا هو لتطبيق الحل السياسي المبني على أساس القرار الأممي 2254. وكأن هذا الحل ليس هو المصالحة الكبرى بعينها وإعادة البلاد والعباد لمقصلة الجلاد!
فيما قال أوغلو: "لن نطبع مع النظام السوري أو نعقد اجتماعاً معه رغماً عن المعارضة السورية"! أوغلو الذي حاول تقزيم ردة فعل أهل الشام وغضبهم العارم ضد الاستدارة التركية ومغازلتها لنظام أسد بقوله إن المعترضين على تقارب تركيا مع الأسد هم "جماعات قليلة جداً تتحرك وفقاً لمصالحها الخاصة"، معتبراً أن المعارضة السورية لم تبدِ أيّ رد فعل حيال ذلك. مؤكداً أنه سيعقد لقاءً منتصف كانون الثاني مع نظيريه الروسي والسوري، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيله بعد رؤيتهم لحالة الغضب العارم والرفض الشعبي في عموم المحرر لتهافت النظام التركي على طعن الثورة والتطبيع مع نظام الإجرام، وبعد الرسالة الأمريكية الواضحة التي تلقفها نظام أردوغان بأن ظروف التطبيع لم تنضج بعد، حيث جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رفض بلاده أي خطوة من شأنها أن تعيد العلاقات بين أي دولة ونظام الأسد، قائلاً: "لقد أوضحنا أننا لن نطبع ولا نؤيد أية دولة تقوم بالتطبيع مع نظام الأسد". لكنه في الوقت نفسه أكد استمرار العمل لتطبيق الوجه الآخر للمصالحة عبر القرار 2254. تصريح برايس الأخير يأتي بالتزامن مع تقارب تركي مع نظام أسد، وعمل دبلوماسي روسي مكثف وتصريحات متبادلة بين النظام وتركيا. أما ياسين أقطاي، مستشار أردوغان السابق، فخرج علينا بفرية أن حل مشكلة اللاجئين هو "استعادة حلب"، كإبرة مخدر جديدة لم تعد تنطلي على أحد.
فيما نقل عن مسؤول تركي كبير عبر رويترز أن أنقرة اطّلعت على ردود فعل فصائل المعارضة على الاجتماع لكن تركيا تحدّد سياستها الخاصة. ونقل عن آخر: "أكدنا في اجتماع موسكو أننا لم نعد نرحب بهجرة السوريين إلى تركيا".
قد يتراءى للبعض أن تحرك تركيا إنما هو انعطافة واستدارة وتحول، لكنه في حقيقته وجوهره هو الموقف الأصلي لها لدورانها في فلك أمريكا. وما حصل باختصار هو نقل ما كان يحاك بخبث تحت الطاولة إلى تنفيذ عملي فوقها.
وعلى عكس ردود أفعال صادقي الأمة التي هزت جوقة المتآمرين، كانت ردود أفعال من يزعمون زوراً تمثيل الثورة من هيئات ومجالس وقادة المنظومة الفصائلية الذين لا يعصون للداعمين أمراً، فكانت التفافية وترقيعية، في محاولة خبيثة لاحتواء غضبة الأمة، ليكملوا درب خيانتهم عندما تخبو أنفاس الثائرين حسب ظنهم، فراحوا يثمنون دور تركيا في الدعم المزعوم للثورة وأن لتركيا ظروفها ومصالحها، ولم ينسوا أن يروجوا بخبث للوجه الآخر للمصالحة ألا وهو التسويق للحل السياسي الذي تهندسه أمريكا عبر بوابة القرار الأممي 2254.
وراح بعض القادة يرعد ويزبد ويتوعد نظام الإجرام في دمشق، بزعم رفضهم للمصالحة رغم تطبيقهم لها عملياً على الأرض، فهم أنفسهم من يجمدون الجبهات ويلاحقون من يسعى لفتحها أو يدعو لذلك، وهم أنفسهم من يكممون أفواه من يدعو لإسقاط النظام وإسقاط القادة الذين يحمون جبهاته، وهم أنفسهم من أدخل القوات التركية وحمى أرتالها وأرتال المحتل الروسي، وهم أنفسهم من جعلوا فتح معابر الخزي والعار والتطبيع مع الجزار قضيتهم المصيرية، وهم أنفسهم من يمعنون في التضييق الممنهج على الناس ليخضعوهم لما يملى عليهم من حلول استسلامية تحت مسميات سياسية.
ولا يُستغرب دفع النظام التركي لأدواته نحو التوحد على باطله لإخضاع الحاضنة لمؤامراته بعد ما أبدته من ثبات وعزيمة وإصرار.
مع تأكيد أهل الشام أنهم ثوارٌ لزلزلة عرش الطاغية أسد، لا معارضة مزعومة مسلوبة القرار تسعى لتثبيته وتقاسم فتات سلطة معه، معارضة مصنّعة لا تعدو كونها شاهد زور على بيع تضحيات الثائرين. وشتان بين من اتخذ الهوى والمصلحة وشهوة السلطة والمال ديناً له وبين من اتخذ الله وحده رباً يعبده بسعي حثيث لإقامة حكمه وتطبيق شرعه عبر كيان ودولة.
لقد امتحن الله أهل الشام بكل شيء؛ بدمائهم وأموالهم وأعراضهم وبيوتهم وأراضيهم، فخاضوا كل الامتحانات والصعوبات بنجاح، وباتوا مؤهلين لاستلام الحكم على أنقاض الطاغية إن هم أحسنوا التدبير، وخاصة مع توفر عنصر الإرادة والاستعداد للتضحية، واعتبار المعركة أنها معركة إيمان وعقيدة، وتبني شعار "الشهادة أو النصر"، وهذا ما تخشاه الدول، ولذلك تدفع باتجاه المصالحة، خاصة وأن الحاضنة عند النظام باتت مستعدة لدعمك بعد أن وصلتْ حد الموت، إضافةً إلى أن بعض مناطق سيطرة النظام تكاد تكون متفلتة من سيطرته، كدرعا وحوران في الجنوب، وتلبيسة في حمص وغيرها.
ختاماً، ولتحصين حراك الأمة من الحرف والاحتواء والامتطاء، لا بد من تبيان أن القضية لا تقتصر فقط على رفض فكرة المصالحة، فهي مرحلة قد تجاوزناها، بل لا بد من أن يكون تحرك الثائرين منظماً وواعياً وخالصاً لوجه الله، وإعلان التبرؤ الكامل من ضفدع المصالحات والوصاية التركي كقيادة سياسية أرهقت ثورتنا، وإسقاط أدواته في المحرر من هيئات سياسية وقادة مرتبطين وحكومات وظيفية. وما طردُ رئيس الائتلاف من مظاهرة إعزاز إلا أول الغيث، واستمرار الأمة في حراكها حتى تستعيد سلطانها وقرارها من مغتصبيه، وإعادة الثورة لتنظيم صفوفها شعبياً وعسكرياً وسياسياً، فكل مقومات الانتصار حاضرة والنظام مهلهل متصدع الأركان والبنيان يحكي انتفاخاً صولة الأسد، فأنصاف الثورات قاتلة والقضية باتت مسألة حياة أو موت، فالبحر من أمامنا والعدو من خلفنا، وقد أحرقنا كل مراكب العودة، مع إعلان رفض الحل السياسي الذي تهندسه أمريكا على أساس القرار الأممي 2254، وضرورة رص صفوف الثائرين خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة ترسم لهم خارطة طريق تفصيلية لإسقاط النظام وتتويج التضحيات بحكم الإسلام. هذا هو الخلاص، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
المصدر: https://tinyurl.com/3p3snfa6
- التفاصيل
يسعد الناس بأي عملية نوعية ضد عصابة الإجرم، إلا أننا يجب أن نحذر من استغلال هذه الأعمال المباركة لمجرد تنفيس مشاعر الناس و التخفيف من احتقان الحاضنة الشعبية تجاه خيانة قادة المنظومة الفصائلية وقيادتهم السياسية المتمثلة بالمعارضة المصنعة والنظام التركي الذي يسير في طريق المصالحة مع النظام المجرم.
فهذه الإمكانيات والقدرات التي احتكرتها الفصائل لصالحها هي في الأصل ملك لأهل الثورة وأبنائها، ولم يستخدمها قادة المنظومة الفصائلية إلا في الاقتتال الداخلي ومحاولة فرض السيطرة على المعابر والحواجز و المناطق المحررة.
وكان الأولى بها أن توجّه ضد النظام المجرم المتهالك الذي يعيش اليوم أسوأ حالاته وهو أوهن من بيت العنكبوت.
لذلك كان على الصادقين من أبنائنا وإخواننا في الفصائل أن يعوا ذلك ويمنعوا قادتهم الذين يأتمرون بأمر كبير ضفادع المصالحات من استغلال تضحياتهم، كما عليهم أن ينحازوا لحاضنة الثورة للعمل مع صادقي الأمة لزلزلة عرش النظام المجرم، لا إيلامه فقط، وذلك لا يكون إلا بفتح جبهات تحرير حقيقية ضده تكون غايتها إسقاطه واجتثاثه من جذوره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
قال تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
بحسب نشرة الأخبار ليوم الجمعة 13/1/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا خرج المئات من أبناء مدن وبلدات الشمال السوري في مظاهرات عقب صلاة الجمعة رفضاً لتطبيع النظام التركي مع نظام أسد. ورصدت 9 نقاط تظاهر في مدن وبلدات إدلب وإسقاط وحارم وكفر لوسين وعفرين وإعزاز ومارع ودابق وجرابلس. وأكد المتظاهرون على ثوابت الثورة وإسقاط النظام، ورفضهم لكل المخططات التي تهدف إلى تعويم هذا النظام المجرم. وطرد المتظاهرون رئيس الائتلاف العلماني السوري سالم المسلط من المظاهرة التي خرجت في مدينة إعزاز شمالي حلب. وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً أظهر عدداً من المتظاهرين يطردون المسلط من المظاهرة ويلاحقونه في أحد شوارع المدينة مرددين عبارة (شبيحة شبيحة). وتعرّض المسلط، للدفع من أحد المتظاهرين قبيل صعوده إلى السيارة. وفي مدينة إدلب، أحرق المتظاهرون صور رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، ورئيس الائتلاف السابق أنس العبدة.
المصدر: https://tinyurl.com/4puc5yph
- التفاصيل
تتواتر الأنباء عن عودة العلاقات بين حركة حماس ونظام الطاغية بشار الأسد، ففي حزيران الماضي أكّد خليل الحيّة القيادي في حماس صحة الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام عن صدور قرار للحركة سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري، ونقلت هذا الخبر صحيفة الأخبار اللبنانية التي أجرت حواراً مع خليل الحيّة ورد فيه هذا التصريح.
وكانت العلاقات بين الطرفين قد قطعها النظام في العام 2012 إثر التزام حماس بما أسمته الحياد بين النظام والثورة، ونتيجة لذلك فقد تمّ التنكيل بأفراد الحركة، فقُتل بعضهم، واعتُقل آخرون، وطُرد جميع مسؤوليها من سوريا.
وكان رئيس حركة حماس إسماعيل هنية قد نفى في العام 2018 قطع العلاقات مع النظام السوري وقال: "إنّ الحركة لم تقطع علاقاتها مع دمشق، وإنّ ما جرى قد تجاوز الفتنة، وإنّ شعب سوريا وحكومتها وقفا دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني".
والظاهر أنّه بعد ضغط إيراني شديد على حركة حماس، وبعد وساطة من حزب إيران اللبناني قرّرت الحركة استئناف علاقاتها مع هذا النظام الإجرامي، وتمّ اتخاذ قرار بالإجماع من طرف قيادة حماس بعودة العلاقات.
وأصبحت حماس بعد هذا القرار تُداهن نظام بشار كما تُداهن النظام الإيراني في كل مناسبة، فعلى سبيل المثال رحب عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق بتفاهمات إيران وروسيا وتركيا التي تمخّضت عن مؤتمر طهران ودعت إلى وحدة الأراضي السورية، وإدانة عدوان كيان يهود، مُعتبراً ذلك مكسباً لأمن واستقرار المنطقة، وبالتالي تعزيزاً لقضية فلسطين، ولحقوق الشعب الفلسطيني.
وقد انتقد حماس على قرارها هذا بإعادة العلاقات مع النظام السوري كثيرون، منهم الشيخ وجدي غنيم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، والمجلس الإسلامي السوري الذي قال بأنّ قرار حماس هذا هو قرار خطير، وأنّ حماس بهذا القرار تكون قد فضّلت المصالح على المبادئ.
إنّ تبريرات أنصار حماس باتخاذها هذا القرار هي تبريرات متهافتة وغير مستساغة وغير مقبولة، فالقول بغياب البدائل وأنّه هو الذي دفع حماس لاتخاذ هذا القرار، أو القول بأنّ سبب اتخاذ قرارها هذا كونها لم يعد لديها منفذ للحفاظ على قوتها سوى التقارب مع نظام بشار... مثل هذه الأقوال لا تستند إلى أية حجّة أو دليل وذلك للأسباب التالية:
1- إنّ لجوء حماس إلى التحالف مع نظام يحارب الإسلام علانيةً، ويحارب حركة الإخوان المسلمين بشكل خاص يتناقض مع مرجعية حماس الإسلامية، وبالذات مع اعتبارها جزءاً من الإخوان المسلمين، فشيء غير منطقي ما تقوم به حماس من التحالف مع عدو استراتيجي للحركة وللأمّة.
2- إنّ نظام بشار هو نظام ضعيف وهش، وثبت بالتجربة المقطوع بها أنه نظام عاجز لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الضربات التي يتلقاها ليل نهار من كيان يهود، فهو لن ينفعها ولن يساعدها إن تحالفت معه، ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف ستستفيد حماس من تحالفها مع هذا النظام العاجز؟! أما كان الأولى لها وللأمّة أنْ تعمل على إضعافه وإسقاطه، بدلاً من أنْ تعمل على تقويته وتلميعه؟!
3- كشفت الوثائق العديدة أنّ هذا النظام في زمن المقبور حافظ الأسد قد باع هضبة الجولان ليهود، وأعلن عن سقوطها في حرب عام 1967 قبل أنْ تسقط، فكيف تثق حماس بنظامٍ خائن فرّط في أرض المسلمين ليهود؟!
4- إنّ هذا النظام في سنوات الثورة قد قتل وهجّر الملايين من شعبه، وتآمر مع المتآمرين على ثورتهم، ولم يتورّع عن تعذيب وقتل معارضيه، ليس من السوريين وحسب، بل وحتى من الفلسطينيين، فكيف لحركة فلسطينية ترضى بأنْ تتعاون مع هذا النظام القاتل اللئيم الذي ارتكب مجازر ضد أهلها وشعبها؟!
5- إنّ هذا النظام هو نظام عميل لأمريكا منذ العام 1971، فهو يقوم بتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، وللحفاظ عليه وكّلت أمريكا روسيا بالدفاع عنه منذ العام 2015، وذلك بعد أن فشلت إيران في حمايته من الثورة قبل ذلك، فكيف تتعاون حماس مع نظام عميل لأمريكا؟!
إن الأصل في حركة حماس أن تبتعد عن هذا النظام الخائن المجرم القاتل لشعبه، وعليها أنْ تقف مع الثورة ضده، وأن تدرك أن تحالف النظام مع روسيا وتركيا ما هو إلا عبارة عن تحالف تآمري ضد الأمة وشعوبها، لا لشيء إلا لإحباط ثورتها، وإبقاء بشار المجرم في السلطة، ولا علاقة له بقضية فلسطين من قريب ولا من بعيد.
====
كتبه: أبو حمزة الخطواني