press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ابراهيم معاز

 



يسعد الناس بأي عملية نوعية ضد عصابة الإجرم، إلا أننا يجب أن نحذر من استغلال هذه الأعمال المباركة لمجرد تنفيس مشاعر الناس و التخفيف من احتقان الحاضنة الشعبية تجاه خيانة قادة المنظومة الفصائلية وقيادتهم السياسية المتمثلة بالمعارضة المصنعة والنظام التركي الذي يسير في طريق المصالحة مع النظام المجرم.
فهذه الإمكانيات والقدرات التي احتكرتها الفصائل لصالحها هي في الأصل ملك لأهل الثورة وأبنائها، ولم يستخدمها قادة المنظومة الفصائلية إلا في الاقتتال الداخلي ومحاولة فرض السيطرة على المعابر والحواجز و المناطق المحررة.
وكان الأولى بها أن توجّه ضد النظام المجرم المتهالك الذي يعيش اليوم أسوأ حالاته وهو أوهن من بيت العنكبوت.

لذلك كان على الصادقين من أبنائنا وإخواننا في الفصائل أن يعوا ذلك ويمنعوا قادتهم الذين يأتمرون بأمر كبير ضفادع المصالحات من استغلال تضحياتهم، كما عليهم أن ينحازوا لحاضنة الثورة للعمل مع صادقي الأمة لزلزلة عرش النظام المجرم، لا إيلامه فقط، وذلك لا يكون إلا بفتح جبهات تحرير حقيقية ضده تكون غايتها إسقاطه واجتثاثه من جذوره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.

قال تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

 

ؤ

تتواتر الأنباء عن عودة العلاقات بين حركة حماس ونظام الطاغية بشار الأسد، ففي حزيران الماضي أكّد خليل الحيّة القيادي في حماس صحة الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام عن صدور قرار للحركة سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري، ونقلت هذا الخبر صحيفة الأخبار اللبنانية التي أجرت حواراً مع خليل الحيّة ورد فيه هذا التصريح.

وكانت العلاقات بين الطرفين قد قطعها النظام في العام 2012 إثر التزام حماس بما أسمته الحياد بين النظام والثورة، ونتيجة لذلك فقد تمّ التنكيل بأفراد الحركة، فقُتل بعضهم، واعتُقل آخرون، وطُرد جميع مسؤوليها من سوريا.

وكان رئيس حركة حماس إسماعيل هنية قد نفى في العام 2018 قطع العلاقات مع النظام السوري وقال: "إنّ الحركة لم تقطع علاقاتها مع دمشق، وإنّ ما جرى قد تجاوز الفتنة، وإنّ شعب سوريا وحكومتها وقفا دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني".

والظاهر أنّه بعد ضغط إيراني شديد على حركة حماس، وبعد وساطة من حزب إيران اللبناني قرّرت الحركة استئناف علاقاتها مع هذا النظام الإجرامي، وتمّ اتخاذ قرار بالإجماع من طرف قيادة حماس بعودة العلاقات.

وأصبحت حماس بعد هذا القرار تُداهن نظام بشار كما تُداهن النظام الإيراني في كل مناسبة، فعلى سبيل المثال رحب عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق بتفاهمات إيران وروسيا وتركيا التي تمخّضت عن مؤتمر طهران ودعت إلى وحدة الأراضي السورية، وإدانة عدوان كيان يهود، مُعتبراً ذلك مكسباً لأمن واستقرار المنطقة، وبالتالي تعزيزاً لقضية فلسطين، ولحقوق الشعب الفلسطيني.

وقد انتقد حماس على قرارها هذا بإعادة العلاقات مع النظام السوري كثيرون، منهم الشيخ وجدي غنيم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، والمجلس الإسلامي السوري الذي قال بأنّ قرار حماس هذا هو قرار خطير، وأنّ حماس بهذا القرار تكون قد فضّلت المصالح على المبادئ.

إنّ تبريرات أنصار حماس باتخاذها هذا القرار هي تبريرات متهافتة وغير مستساغة وغير مقبولة، فالقول بغياب البدائل وأنّه هو الذي دفع حماس لاتخاذ هذا القرار، أو القول بأنّ سبب اتخاذ قرارها هذا كونها لم يعد لديها منفذ للحفاظ على قوتها سوى التقارب مع نظام بشار... مثل هذه الأقوال لا تستند إلى أية حجّة أو دليل وذلك للأسباب التالية:

1- إنّ لجوء حماس إلى التحالف مع نظام يحارب الإسلام علانيةً، ويحارب حركة الإخوان المسلمين بشكل خاص يتناقض مع مرجعية حماس الإسلامية، وبالذات مع اعتبارها جزءاً من الإخوان المسلمين، فشيء غير منطقي ما تقوم به حماس من التحالف مع عدو استراتيجي للحركة وللأمّة.

2- إنّ نظام بشار هو نظام ضعيف وهش، وثبت بالتجربة المقطوع بها أنه نظام عاجز لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الضربات التي يتلقاها ليل نهار من كيان يهود، فهو لن ينفعها ولن يساعدها إن تحالفت معه، ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف ستستفيد حماس من تحالفها مع هذا النظام العاجز؟! أما كان الأولى لها وللأمّة أنْ تعمل على إضعافه وإسقاطه، بدلاً من أنْ تعمل على تقويته وتلميعه؟!

3- كشفت الوثائق العديدة أنّ هذا النظام في زمن المقبور حافظ الأسد قد باع هضبة الجولان ليهود، وأعلن عن سقوطها في حرب عام 1967 قبل أنْ تسقط، فكيف تثق حماس بنظامٍ خائن فرّط في أرض المسلمين ليهود؟!

4- إنّ هذا النظام في سنوات الثورة قد قتل وهجّر الملايين من شعبه، وتآمر مع المتآمرين على ثورتهم، ولم يتورّع عن تعذيب وقتل معارضيه، ليس من السوريين وحسب، بل وحتى من الفلسطينيين، فكيف لحركة فلسطينية ترضى بأنْ تتعاون مع هذا النظام القاتل اللئيم الذي ارتكب مجازر ضد أهلها وشعبها؟!

5- إنّ هذا النظام هو نظام عميل لأمريكا منذ العام 1971، فهو يقوم بتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، وللحفاظ عليه وكّلت أمريكا روسيا بالدفاع عنه منذ العام 2015، وذلك بعد أن فشلت إيران في حمايته من الثورة قبل ذلك، فكيف تتعاون حماس مع نظام عميل لأمريكا؟!

إن الأصل في حركة حماس أن تبتعد عن هذا النظام الخائن المجرم القاتل لشعبه، وعليها أنْ تقف مع الثورة ضده، وأن تدرك أن تحالف النظام مع روسيا وتركيا ما هو إلا عبارة عن تحالف تآمري ضد الأمة وشعوبها، لا لشيء إلا لإحباط ثورتها، وإبقاء بشار المجرم في السلطة، ولا علاقة له بقضية فلسطين من قريب ولا من بعيد.

====
كتبه: أبو حمزة الخطواني

297890597 148174084525855 2850056762777596033 n

 

لا تزال فصول التآمر على ثورة الشام متواصلة منذ انطلاقتها، وليس آخر هذه الفصول قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيسين التركي والروسي، اللذين يصرّان على مواصلة فصول المؤامرة التي تستهدف القضاء على الثورة، وحماية النظام، وكل ذلك تحت كنف ورعاية أمريكا صاحبة النفوذ الحقيقي في سوريا.

فقد كان للدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا الدور الحاسم في تراجع الثورة من خلال الترتيبات التي وضعتها هذه الأطراف في محاولة القضاء على الثورة، وكان للنظام التركي الدور البارز والمهم في احتواء الثورة، ومحاولة تفريغها من مضمونها الذي قامت لأجله وهو إسقاط النظام بدستوره وكافة أركانه ورموزه، ومن بُعدِها العقائدي، لما للشام من أهمية في عقيدة المسلمين وارتباطها بأحاديث النبي ﷺ.

الأهمية الاستراتيجية والبُعد الإيماني العقائدي والنَّفَس الإسلامي للثورة المباركة كان السبب في قرع جرس الإنذار الدولي لمواجهتها، ومدخلاً مهماً لتوحد القوى الدولية في مواجهتها، فوقف النظام الدولي بقضّه وقضيضه مقابل الثورة يريد القضاء عليها، فكان أن انقسمت دول العالم بين عدو واضح العداوة للثورة، استجلب القوات والفرق والمليشيات، وبين صديق يلبس ثوب الصداقة ويدّعي دعمها، التي لم تر منه إلّا الخطابات الرنانة المغلفة بالنَّفَس الإسلامي الذي يُسهّل تمرير النفاق على أهل الشام الثائرين الطامحين لاستعادة العزة والكرامة، ولكن حبل الكذب قصير، فسرعان ما انكشف الغطاء وظهرت الحقائق.

حاولت أمريكا في البداية عبر مؤتمر جنيف وضع حجر الأساس لعملية التغيير ورسم محدداته وشكله القائم على تغيير رأس النظام والمحافظة على النظام العلماني، ودفع قوى الثورة للقبول به، لكنها رفضته في البداية جملةً وتفصيلاً لأنه لا يعبّر عن ثوابت الثورة. ولكن المال السياسي القذر استمال بعض المتنفذين من قيادات الثورة، وكان للخداع التركي الدور الحاسم، فجرّت قيادات الثورة لحضور المؤتمرات وتنفيذ ما يصدر عنها من مخرجات ومقررات، جرت الويلات على ثورة الشام؛ وذلك بعد أن ظهر أن الثورة عصية رغم تدخلات إيران ومليشياتها وحزبها، وبعدها روسيا بمباركة أمريكية.

ومع تدخل الجيش الروسي واصطدامه بقوة الثورة السورية وفشله في القضاء عليها بالمدة التي حددها بثلاثة أشهر وغرقه سنوات في المستنقع السوري، كان التدخل التركي لنجدته ومساعدته في إدارة الصراع، كون النظام التركي قد أظهر نفسه أنه صديق للثورة واستطاع أن يخدع جمهورا واسعا من أهلها، فكان الخنجر الذي طعن الثورة طعنات مسمومة أشرفت منها على الهلاك.

ورغم قيام المخلصين الواعين بالتحذير من خطر الارتماء في أحضان النظام التركي، وأن هذه الأنظمة العلمانية تهمّها مصالحها ومصالح أسيادها المستعمرين، إلّا أن هذه التحذيرات لم تلق آذاناً صاغية، فقام النظام التركي بجرّ (حلفائه) إلى مؤتمرات الخيانة والارتزاق في أستانة، التي تم في كل واحد من مؤتمراتها تسليم منطقة محررة للنظام المجرم، حتى تم تسليم جميع المناطق وتهجير أهلها إلى الشمال.

ومع كل ذلك لم يتوقف برنامج التآمر التركي، فقد لاحق الثائرين إلى الشمال يريد تسليمهم للنظام عبر فصائله التي حوّلها إلى مرتزقة لخدمة مصالح أمريكا في ليبيا وأذربيجان، فانتقل إلى عقد مؤتمرات خاصة بروسيا وتركيا انطلقت في سوتشي المحطة الجديدة، والوكر الفاعل للتآمر على الثورة وأهلها، فكان أن تم في مؤتمره الأول تسليم الطريق الدولي (إم 5) بكل مدنه التي حررها أهل الشام بدماء أبنائهم وتضحياتهم الجسيمة.

وبعد أكثر من سنتين على هذه العملية القذرة التي هجّرت مئات الآلاف من منازلهم وقراهم وأراضيهم ومصادر رزقهم، تأتي قمة مدينة سوتشي الروسية الأخيرة التي عقدها الرئيسان الروسي والتركي لتكشف عن مؤامرة جديدة تستهدف كتابة الفصول الأخيرة لثورة الشام المباركة، فقد صرح أردوغان خلال عودته من روسيا قائلا: "السيد بوتين يحافظ على نهج عادل تجاه تركيا، وبأنه سيكون دائما معنا في مكافحة الإرهاب". وأضاف: "بوتين ألمح لنا بأن الأمر سيكون أكثر دقة لو حاولنا مكافحة الإرهاب بالتعاون مع النظام السوري". ولم ينس أردوغان أن يذكّرنا بأن جهاز المخابرات لديه يتعامل مع مخابرات النظام في بعض القضايا مضيفاً أن الذي يهمه هو النتائج.

اللقاءات المخابراتية بين الدول هي التي ترسم الخطوط السياسية للدول العلمانية، بل هي أهم من اللقاءات السياسية، فهي التي تصوغ الاتفاقيات ليتم لاحقا لقاء السياسيين وإقرار ما تم الاتفاق عليه، وطالما أن أردوغان أعلنها فهي إشارة إلى انطلاق عملية التطبيع مع النظام السوري، رغم أن وزير الخارجية التركي قد أعلن قبل القمة بأيام دعم تركيا السياسي الكامل لنظام أسد في محاربة التنظيمات الإرهابية، والتي حاول بعض المطبلين والمرقعين تبريرها بأنه يقصد المليشيات الكردية التي أنشأها أصلا نظام أسد، فكيف سيدعمون داعم هذه المليشيات لمحاربتها؟!

الحقيقة أن النظام التركي لم يكن يوماً عدواً للنظام السوري المجرم، فهم مجرد أنظمة وظيفية لأمريكا تديرهم خدمة لمصالحها الاستعمارية، وهي من سمحت بدخول النظام التركي إلى سوريا بذريعة المليشيات الكردية والأمن القومي التركي، لتستهدف إجهاض الثورة السورية ومنع تحقيق أهدافها، وخلاصة ما تم الاتفاق عليه في سوتشي بين النظامين الروسي والتركي، هو التعاون والتنسيق بينهما في محاربة كافة التنظيمات الإرهابية والمقصود الفعلي بذلك هو فصائل الثورة السورية بغض النظر عن مسمياتها، وكذلك بند المحافظة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ويعني المحافظة على نظام الإجرام الأسدي، ودعم الحل السياسي الأمريكي الذي صاغته أمريكا في القرار الأممي رقم 2254 الذي يضمن استمرارية بقاء النظام العلماني العميل في سوريا بغض النظر عن رأسه، مع أن إشارات أمريكا تشي ببقاء رأس النظام رغم تلطخ وجهه ويديه بدماء المسلمين في الشام.

لذلك يجب أن تكون مسألة استعادة الثورة قرارها، والانفكاك من عباءة النظام التركي في رأس أولويات أهل الشام؛ فالنظام التركي وفصائله يعملون على جوانب عدة؛ أولها الضغط على أهل الشام وتجويعهم لنيل صك الاستسلام والقبول بالعودة لأحضان النظام، وثانيها ما يحصل في الفترة الأخيرة من تحرك المنظمات الخبيثة والأحزاب السياسية العلمانية والوطنية التي لفظها أهل الشام، وإعادة إدخالها من تركيا إلى المناطق المحررة لممارسة نشاطها لإبعاد الإسلام عن مركز تنبه المسلمين الثائرين، والذي يتم بالتنسيق بين المخابرات التركية وفصائل الثورة وهيئة تحرير الشام لدفع المسلمين للقبول بدولة علمانية تحت مسمى "دولة مدنية" تحارب الله ورسوله وتقصي الإسلام عن السياسة والدولة والمجتمع.

إن الثورة السورية منصورة رغم تكالب العالم عليها، فالأنفاس التي يحملها أهل الشام تجاه الثورة لم تتغير، ولكن الثورة في أمسّ الحاجة إلى قيادة سياسية واعية مخلصة تحمل مشروع الإسلام العظيم، فترتب صفوف الحاضنة الشعبية للثورة لانتزاع سلطانها ممن تسلّط عليها من فصائل مرتبطة وحكومات وظيفية، ودولٍ ظاهرها دعم الثورة وباطنها الغدر والخيانة.

فإلى عزّ الدنيا ونعيم الآخرة ندعو أهلنا في الشام، وندعوهم إلى تبني مشروع الدستور الذي يقدمه حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله؛ للسير بالثورة لتتويج تضحياتهم بحكم الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وذلك هو الفوز العظيم.

 

ي

 

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن الحياة في ظل هذه الأنظمة الوظيفية الوضعية هي حياة ذل واستعباد وهوان، وهي بلا شك معيشة الضنك التي أخبرنا عنها ربنا عز وجل، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

وإن سكوتكم عن أفعال الطغاة والمجرمين لن يغير من الأمر شيئا، بل سيزداد الطغاة طغياناً وظلماً، وتزدادون أنتم ذلاً فوق ذل، وهوانا على هوان، وسيبقى الطغاة يتوارثون طغيانهم؛ كلما هلك طاغية خلفه آخر، ويتوارث أبناؤنا حياة الذل والهوان جيلاً بعد جيل.

ولا بد للتغيير من تضحية وثبات إن أردتم حياة عز وكرامة في ظل الإسلام لكم ولأبنائكم من بعدكم، وها أنتم فجرتم ثورة مباركة على طاغية من أعتى الطغاة الذين عرفهم التاريخ، وقدّمتم التضحيات الجسام، فزلزلتم عرشه وكدتم أن تهدموا أركانه، وليس لنا من معين بعد الله عز وجل إلا التمسك بثوابت ثورتنا، والعمل على تصحيح مسارها، بعد أن عبث بها المتآمرون والمتاجرون، ولن يكون ذلك إلا بتبني مشروع سياسي واضح منبثق عن عقيدتكم، واتخاذ قيادة سياسية واعية صادقة تقود ثورة الشام على بصيرة إلى تحقيق ثوابتها وأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، لتفوزوا بعزّ الدنيا والآخرة، وليكتب اسمكم في عليين، ويخلد ذكركم في التاريخ، فاصنعوا خلاصكم وابنوا صرح عزكم بأيديكم، ولا تنتظروا حلاً من أعدائكم ولا من المتآمرين المخادعين الذين تسموا "أصدقاء"، فهم العدو فاحذروهم، وتوكلوا على الله وحده، واعتصموا بحبله المتين، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

مصطفى القاصر

 

 

خرجت جموع مباركة من مختلف مناطق المحرر، لتقول للعالم أجمع "أننا لغير الله لن نركع"، ولتقول للغرب المجرم وأذنابه "أننا مستمرون في ثورتنا حتى إسقاط نظام المجرم أسد من جذوره وبدستوره العلماني وبكافة أركانه ومؤسساته ورموزه" مهما مكرتم بنا وتآمرتم علينا، ولن يضرنا من خذلنا ولا من عادانا فالله معنا ولن يضيعنا.

ونقول لأهلنا الثائرين في هذه الأرض المباركة:
بارك الله بهذه الأنفاس الطيبة، وبارك الله بالرجال الذين ما زالت الثورة متجذرة في نفوسهم بعد اثني عشر عاماً من المأساة والمعاناة، مجددةً العهد ومتحديةً الغرب والشرق، صامدةً وعازمةً على إكمال المسير حتى تحقيق غايتها العظيمة فلا أنصاف ثورات تقف في منتصف الطريق.
وبعد أن شاهدنا حقيقة المكر الذي يُحاك لنا واستعجال النظام التركي في تنفيذ الحل السياسي لإنقاذ نظام العمالة في الشام، و قد ظهر سعيه الحثيث لإعادة الناس إلى أحضان نظام الإجرام، كان لا بد لأهل الثورة من المسارعة في القيام بخطوات عملية تمنع هذه المهزلة، وتنقذ السفينة من الغرق، وتضمن السير بالاتجاه الصحيح الذي فيه نجاتنا. وذلك باستعادة القرار المُغتَصَب وقطع العلاقات مع النظام التركي، والسير بالاتجاه المُعاكِس الذي هو توحيد الجهود خلف قيادة سياسية مخلصة وفتح جبهاتٍ حقيقية لقلب الطاولة على المتآمرين، وإسقاط هذا النظام الفاجر في عقر داره لنقيم حكم الإسلام على أنقاضه وأنوف أعداء الله راغمة.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى القاصر