press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢٢٠١١٣ ٠٨١٤٠٤

 

من الطبيعي أن يفكر الناس بالصعاب والمعاناة والمآسي التي مرت بهم والأيام السوداء التي عاشوها ويعيشوها بسبب مكر المجرمين، فيصبروا ويحتسبوا.
وهناك من يرى قوة الأعداء وبطشهم وجبروتهم فيخافهم وينسى قوة الله ومكره، فيتسرب إلى داخله الضعف وتصيبه حالة من اليأس والإحباط والفتور.
فهذه الأفكار لا يجب أن تكون دافعاً لليأس والإحباط، إنما يجب أن تكون حافزاً وشعلة متقدة تسحق الظلم والظالمين ودافعاً للعمل الجاد لتحقيق الهدف المنشود.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام أسوة حسنة؛ فعلى الرغم من كل ما عانوه من ظلم وقتل وتشريد طيلة فترة الدعوة، إلا أنهم لم يلتفتوا لقسوة الماضي ولا لقوة عدوهم الذي سامهم سوء العذاب، بل صبروا واحتسبوا وزادت همتهم، ووصلوا الليل بالنهار دون كلل أو ملل أو فتور، ولم يحيدوا عن طريقهم رغم كل العقبات التي واجهتم، ولم يفكروا إلا بالوصول إلى هدفهم وتحقيق مبتغاهم، وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تجعل الإسلام واقعا حياً مجسداً بدولة تطبقه داخلياً و خارجياً و تحمله رسالةَ هدىً و نورٍ للعالمين..
فنالوا عزّ الدنيا و حققوا الانتصارات و الفتوحات العظيمة في الدنيا، وهم يسعون الى وعدٌ من الله عظيم بجنة عرضها كعرض السموات والأرض في الآخرة أعدت للمتقين.

وأنتم أيها الثائرون الصادقون اليوم على مفترق طرق؛ فإما أن تواصلوا ما خرجتم لأجله، وهو العمل لإسقاط أنظمة الضرار وإقامة دولة تحكمنا بالإسلام، دون اكتراث بالصعوبات، متوكلين على الله وحده، وإما أن تعودوا من جديد لعيش الذل و الهوان تحت حكم الكفر و الطغيان والعياذ بالله، و عند ذلك تضيع كل التضحيات و نعود الى العيش بما يسخط الله.

قال تعالى:﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾.

فعليكم بالطريق الأول، ففيه خلاصكم ونجاتكم ومرضاة ربكم.
فشمروا عن سواعد الجد وكونوا من العاملين المخلصين لهذا الدين وشرف إقامته، لتفوزوا بعز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، وليكن زادكم هو ثقتكم بوعد الله سبحانه وتعالى لعباده الصادقين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

1212022ahmad

 

أيها المسلمون في الشام عقر دار #الإسلام:
إن نظام طاغية الشام يحاول أن يسلك مسلك تيمورلنك في تعاطيه مع مدينة دمشق عندما عرض الصلح على أهلها؛ وطلب منهم تسليم السلاح والأموال، وبعد أن أجابوا طلبه نزولا عند رغبة ابن مفلح "حقنا للدماء" سفك دماءهم؛ وسبى أبناءهم؛ واغتصب نساءهم؛ وحرق منازلهم.

مقتطف من بيان صحفي بعنوان:
قيادات مرتبطة متخاذلة تورد أهل الشام المهالك


بقلم الأستاذ احمد عبدالوهاب
https://bit.ly/3ylkZCg

1312022ahamd

 

إن أردتم النجاة والعودة بالثورة سيرتها الأولى؛ فلا بد لكم من أن تدركوا أن أحفاد ابن مفلح الذين سلموا البلاد عام 2018م؛ لن يحافظوا عليها اليوم، بل سيستمرون فيما بدؤوه حتى يُكملوا مهمتهم بشكل تام، فواجبكم اليوم أن تنكروا على هذه القيادات المرتبطة والمتخاذلة، وتغيروها بالصادقين من أبنائكم وإخوانكم

271746231 145618024492828 382324408599244359 n

 

إن المتتبع لما جرى ويجري في ثورة الشام من أحداث منذ انطلاقتها حتى اليوم يتبين له بوضوح حجم محاولات أعدائنا لتثبيت نظام الإجرام عبر بوابة الحل السياسي الأمريكي.

ونستذكر بعض هذه الأحداث التي حصلت في الفترة الماضية للفت الانتباه لها والتحذير من خطرها:

- التضييق على الثائرين غير المرتبطين الذين لا زال همهم إسقاط النظام، وملاحقة واعتقال كل من يريد فتح جبهات ضده، وحادثة اعتقال أبي خولة ما زالت ماثلة للعيان. إضافة إلى محاولات خنق صوت كل صادع بالحق، واعتقال حملة الدعوة العاملين لإقامة الخلافة.

- إرهاق كاهل الناس بالضرائب والمكوس، واحتكار المحروقات وغيرها من البضائع لتجار وشركات معينة، حتى وصل الحال بالحكومات الوظيفية إلى التضييق على الناس برغيف الخبز.

- محاولة فتح المعابر مع النظام لشرعنته والتمهيد للعودة لحكمه، بإدخال المساعدات من مناطقه باتجاه المناطق المحررة.

- احتكار المنابر لخطباء على مقاس من عيّنهم، إلا من رحم ربي، حتى لا يضعوا أصابعهم على الجرح ويشخصوا مرض الأمة وطريق خلاصها.

- ملاحقة الكثير من الشرفاء والصادقين الذين يطالبون باستئناف مسيرة الثورة ودفع بعضهم لتقديم اعتذار عن قول كلمة الحق تحت الضغط والتهديد، وتغيير أقوالهم بما يناسب هوى القادة والداعمين.

- إفساد العملية التعليمية وتدني أجور المعلمين وعدم الاستجابة لمطالبهم وتوزيع كتب لطلاب المرحلة الابتدائية فيها إساءة لنبينا ﷺ، لجس نبض الشارع وقياس ردات الفعل لدى الثائرين في المحرر.

- دخول صحفيين وشخصيات غير مرغوب بها لدى أهل الشام وتجولهم في المحرر والجلوس معهم، كمارتن سميث وأضرابه، في الوقت الذي يتم فيه تهديد واعتقال من يصور معاناة الناس ويدعو لحل مشاكلهم.

- حماية دوريات روسيا الحاقدة على الإسلام والمسلمين، والتي كانت ولا تزال طائراتها تلقي بحممها بحقد على أهلنا في المحرر.

- إطباق الخناق على كل من يُخشى من خروجه من جديد في وجه الظالمين، من القرى والمدن التي لها بصمة واضحة في الثورة.

- السماح باجتماع لمجلس الكنائس في الشمال وبثه المعتقدات والأفكار التي تحارب الإسلام، والتمهيد لذلك لإفساد المجتمع وتضليل الناس.

وغير ذلك الكثير مما لا يتسع المقام لذكره، وكل ذلك ليس من قبيل المصادفة أو الخطأ، إنما هو تمهيد وترويج وتبرير للقبول بجريمة الحل السياسي الأمريكي الذي يثبت أركان نظام الإجرام ويعاقب كل من خرج في ثورة الشام.

هذا بالنسبة للمناطق المحررة، أما في مناطق سيطرة النظام، فهناك قمع لكل نفس ثائر يريد رفع صوته ضد تغول طغمة الإجرام، كما حدث في حوران والغوطة، فحصار درعا استمر ما يقرب من ثلاثة أشهر ومنع دخول أي شيء حتى الدواء، مع قصف المدينة بمختلف الأسلحة، وحشد كل الطاقات لتركيع حوران بأكملها وإخضاعها للنظام المجرم. وما حدث من اعتقالات ومداهمات في الغوطة وحمص لإخماد النفس الثوري فيها وجعل الخوف يملأ نفوس الناس دليل على استمرار إجرام النظام لتركيع الناس ومنع كل تحرك.

وأما سياسياً، فقطار التطبيع مع نظام الإجرام سائر وتزداد سرعته بدفع أمريكي. حتى إن بعض الدول العربية أعادت علاقاتها مع النظام المجرم، كالإمارات والبحرين، مع محاولات محمومة لشرعنته وإعادته إلى الجامعة العربية. واتصالات بين النظام وحكام الأردن والعراق وغيرهما، مع تمثيل رسمي له في الأمم المتحدة، وها هو وزير خارجيته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يلتقي بما يقارب العشرين من نظرائه عرباً وعجماً. كل ذلك لتمرير جريمة الحل السياسي الذي تروج له أمريكا وأدواتها على أنه سبيل خلاصنا الوحيد وهو لنا الموت الزؤام.

ومن المؤامرات أيضاً، مكيدة صياغة دستور جديد في سوريا عبر ما تسمى (اللجنة الدستورية)، تأكيداً على علمانية الدولة عبر بنود تعلن الحرب على أحكام الإسلام.

والغاية من كل ما سبق هي تثبيت أركان النظام ومؤسساته الأمنية والعسكرية، لإعادة الناس إلى حكمه وبطشه، ومحاسبة كل من سولت له نفسه الخروج عليه، وفتح أبواب الأفرع الأمنية لتستقبل الثائرين رغم أن عشرات آلاف المعتقلين والمعتقلات لا يعرف مصيرهم ولا يكاد يطالب أحد بهم.

إن مكر المتآمرين بإذن الله سيبور ولن يتحقق ما دام في مسلمي الشام عرق ينبض، فللثائرين عبرة بما حصل قبلهم في مصر وتونس وليبيا واليمن.

فالحذر الحذر يا أهل الشام وإياكم والقبول بهذا الدستور الوضعي المسموم، وإياكم والقبول بحل سياسي استسلامي ينضح بسمومه؛ حل يباركه المجتمع الدولي الذي يشاهد ما فعله النظام بكم وهو الذي يمده بكل سبل البقاء وأسباب الحياة للحيلولة دون سقوطه. واعلموا أن خلاصكم واحد لا ثاني له، ومفتاح بابه التفافكم حول مشروع خلاص ينبثق من صميم عقيدتكم، مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الذي به وحده تحافظون على دينكم وأعراضكم وكرامتكم، وبه تحافظون على أموالكم وأولادكم. وليس لكم عزة إلا به كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله". مشروع نقيم به حكم ربنا ونوحد به جموع أمتنا عبر دولة تتوق لعودتها نفوس المسلمين، ويعمل لها الصادقون؛ دولة تحفظكم وتؤمن لكم كل سبل الحياة العزيزة الكريمة، بدستور إسلامي خالص يرضي ربكم ويسخط عدوكم.

وها هو حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، والذي خبرتموه في مختلف الظروف، يمد إليكم يديه ويقدم لكم مشروع دستور مستنبط بشكل كامل من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، راجياً منكم تبنيه ونصرته، وهو يدعوكم لتبنيه والعمل لتطبيقه في ظلال دولة نقيمها على أنقاض النظام البائد بجهود الصادقين المخلصين. فهلم لعز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، لنقيم معاً حكم الإسلام رغم أنف نظام الإجرام ومن وراءه من أنظمة الكفر والقهر والطغيان، مستبشرين بقوله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا». وحسبكم وعد ربكم سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

 

كتبه: 

 

المصدر: https://bit.ly/3zNOpKW

271741964 145619507826013 6712108680196200422 n

 

إن الإنسانية تصرخ ألماً، والبشرية تتخبط في دياجير الظلام، نتيجة حكم الرأسمالية الظالمة وغياب العدل عن الأرض.

مد إبليس حبائله وضرب أطنابه وأرسل جنوده من شياطين الإنس والجن يمزقون المجتمات ويفسدون الأُسر والعائلات.

وإنْ علمنا أنه لا نبي بعد نبينا فإننا كذلك قد علمنا أننا نحن ورثته وحملة رسالته من بعده فقد تركنا على المحجة البيضاء التي تصلح حالنا.

وإنني في هذه المقالة، وعلى عجالة، سأقارن بين حال العالم قبل بعثة النبي محمد ﷺ وبين حال عالمنا اليوم.

بدايةً، لا بد من لفت الانتباه إلى أن كتب السيرة تحدثت عن حال العالم قبل البعثة للتأكيد على أن دعوة الرسول لم تكن دعوة كهنوتية بل كانت دعوة عملية سياسية تحمل نظاماً فيه رحمة للعالمين.

فذكرت كتب السير حال الروم ونظام حكمهم وأنه كان ملكياً لا دخل لدين النصرانية به (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) إلا أن الفكرة السائدة التي تدعمها الكنيسة هي أن الله اختار الإمبراطور لهذا المنصب، فأضحى بذلك موطن تبجيل وتقديس من رعاياه فإذا طلع الإمبراطور عليهم ركعوا أمامه جميعاً.

ومن الناحية الاقتصادية فقد أصيبت الدولة البيزنطية بانهيارات تجارية وزراعية نتيجة الضرائب والربا والاحتكار، وكما يقول المؤرخ بتلر: "إن حكومة مصر الرومية لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين".

أما من الناحية الفكرية والدينية فإنهم انتقلوا إلى الوثنية بعد تنصّر قسطنطين وصاروا يعبدون القديسين والصور، ووقعت بينهم خلافات كبيرة وحاول هرقل نزع الخلاف لكنه فشل.

أما من الناحية الاجتماعية والأخلاقية، فقد شاع الفساد الأخلاقي والانحلال داخل البلاط وفي أوساط الشعب، وكان الإمبراطور وقادة الجيش وكبار رجال الكنيسة يعيشون في أعلى السلم المجتمعي، في حين يقبع آلاف العبيد في المزارع الضخمة حيث يعانون من سوء التغذية وتدني مستوى المعيشة.

أما بلاد فارس، فلم تكن أحسن حالاً من جارتها وعدوتها، فحُكمها كسروي يعطي الحاكم صلاحيات ألوهية كما يدعي ودينُها اللادين فلم يؤمنوا بأي كتاب سماوي. وحالتها الاجتماعية منحطة؛ فقد شاع بينهم زواج المحارم، والمرأة عندهم كالرقيق حيث بإمكان الزوج أن يتنازل عنها لزوج آخر دون رضاها، وقد انتشرت الإباحية وعم الفساد الخُلُقي خاصة عندما انتشرت المزدكية التي دعا إليها مزدك الذي وُلد سنة 487م.

أما العرب قبل بعثة النبي ﷺ، فلم يكونوا كما اشتهر عنهم أصحاب أخلاق فاضلة لا ينقصها إلا الإسلام، فإنهم وإن كانوا ذوي نخوة وجود ومروءة أعطتهم سمعة حسنة، لكن بالمقابل لديهم الكثير والكثير من الأخلاق الفاسدة والمشينة، الربا، الغش، امتهان المرأة، اعتبار البنت عاراً، اعتقاد السحر والكهانة، الخمر، وفوق كل ذلك حماقة الوثنية.

وأما بلاد شرق آسيا فإنها كانت تغوص في هرطقات الفلسفة وضلالات المنطق.

بهذا الشكل نفهم أن العالم بحاجة إلى استنقاذ من دركات الجاهلية.

ولما بُعث رسول الله ﷺ كان رحمة مهداة ونعمة مسداة ونوراً أضاء العالمين، أقام وورّث لمن بعده دعوةً ودولةً بقي المسلمون عليها رغم ما اعتراهم من هزات في تاريخهم، حتى هدم الكافر المستعمر دولتَهم وحاول العبث بدعوتِهم وعقيدتهم، ولولا وعد الله بحفظ دينه لصار تاريخاً منسياً لكثرة ما لاقى من حرب أعدائه.

واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين، هل العالم بحاجة إلى استنقاذ؟!

لو قرأنا واقعنا السياسي كما قرأه كتاب السير لوجدنا جاهلية عمياء: تبيح الشذوذ بل وتدافع عنه وتروج له وتروج للزنا والخمر والمخدرات وتسهل مواردها وتُشرع السحاق واللواط تحت ما يسمى الحرية الشخصية.

جاهلية رأسمالية: تأكل أموال الناس بالباطل بالربا والاحتكار والتجارة في أقوات الناس وتغرقهم في الديون والتضخم المالي فتزيد الفقير فقراً والغني غنى.

جاهلية علمانية: تكرس الطبقية والعنصرية وتزرعها زرعاً في سياستها وإعلامها من أمريكا (البيض والسود) إلى أصغر بلدة وقرية من قرى هذا العالم التي يفرق بين عوائلها بالطائفية والعنصرية عن طريق الأنظمة العميلة.

جاهلية ديمقراطية: تعطي مجلس البرلمان صلاحيات التشريع الإلهي. فإن كانت فارس وبيزنطة تقدس شخص الملك أو يعبدونه فإن الديمقراطية تجعل الآلهة أكثر وتجعل الظلم والعدل أمراً متعلقاً بالأكثرية.

جاهلية نتنة بالية: أثبتت عجزها عن رعاية مصالح الناس في مرض كورونا وفي إفلاس البنوك وفي غلاء الأسعار وفي انخفاض نسب المواليد وارتفاع نسب الشيخوخة وقلة اليد العاملة من جهة وكثرة البطالة من جهة أخرى.

وكل ما سبق مثبت بإحصائيات يضيق المجال عن ذكرها ويمكنك البحث عبر شبكة الإنترنت للتأكد من حجم المصيبة والحاجة الملحة لاستنقاذ البشرية من هذا الانحطاط.

أيها المسلمون: إنكم أتباع النبي محمد وحملة دعوته. ومهمة الاستنقاذ هذه تقع على عاتقكم وسيسألنا الله تعالى عن قيامنا بهذا الفرض وعن عملنا بهذا الواجب.

فمهمتنا كما قال ربعي بن عامر: "ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".

وقد بشرنا رسول الله بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تملأ الأرض عدلاً ويكثر فيها الخير والمال بعد الملك الجبري فقال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». وقال في صحيح مسلم من حديث جابر عن خير يعقب ضيقاً: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْياً، لَا يَعُدُّهُ عَدَداً».

فاعملوا لعز الدنيا وكرامة الآخرة يرحمكم الله.

 

كتبه: 

٢٠٢٢٠١٠١ ١٠٣٥٥١

 

إن الدستور الذي نسعى لتطبيقه علينا هو بمثابة الهوية التي تثبت انتماءنا لديننا..
فكل دستور على وجه الأرض قائم على فكرة كلية وُضِع على أساسها وانبثق منها.

فدستور الجاهلية قبل الإسلام كان قائماً على أسس الجاهلية ومفاهيمها عن الحياة.

ودساتير الغرب الرأسمالي اليوم قائمة على أساس أفكاره ومفاهيمه ونظرته إلى الحياة المتمثلة بفصل الدين عن الحياة.

اما في بلادنا اليوم، فإن أساس الدستور والنظام الذي يحكمنا به حكام الضرار هو نفس أساس دساتير الغرب الكافر الذي يحارب ديننا وهويتنا ويسعى جاهداً عبر عملائه لإبقاء هذه الدساتير العلمانية الوضعية مطبقة علينا، وهي التي تعلن الحرب على أحكام الإسلام عبر إقصاء الإسلام عن الحكم والسياسة والحياة والدولة، وهو مخالف تماماً لفطرتنا وعقيدتنا.

إن دستورنا الذي يجب أن نحتكم إليه، والذي لأجله خرجنا في ثورتنا وقدمنا الدماء والتضحيات، يجب أن يكون منبثقاً من صميم عقيدتنا لا من عقيدة أعدائنا، دستوراً يكون أساسه الوحي لا أباطيل المشركين و لا ما تخطه يمين العاجزين و المأجورين.

قال تعالى:
(إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني