- التفاصيل
الخبر:
تَحَدث رئيس الجمهورية وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في مؤتمر حزبه في ولاية سيرت، وقال في خطابه الموجه للغرب لافتاً الانتباه إلى الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية: "لقد جعلوا أطفال الغوطة الشرقية اليوم شهداء مرة أخرى، وما زال هناك من يدافع عن هذا النظام في سوريا. نحن نتمرد على هذا النفاق الذي لا يرحم. أيها الغرب متى ستلتفتون إلى هؤلاء الذين يستشهدون في الغوطة الشرقية؛ حتى نقول لكم إنكم تتصرفون بعدل". (خبر ترك)
التعليق:
إن الكفار يعملون بما يقتضيه كفرهم، ولا يهمهم المقدسات، خاصة إذا كان القتلى مسلمين، فهؤلاء في نظرهم ليسوا سوى أرقام إحصائية، ولهذا السبب أنذرت أمريكا نظام بشار في السابق عند استخدامه الأسلحة الكيماوية واعتبرته خطاً أحمر، وكأنها تقول: يمكنك قتل المدنيين والأطفال بكافة أنواع الأسلحة إلا السلاح الكيماوي. لكن ذلك لم يكفهم، فبدأ النظام باستخدام السلاح الكيماوي، ففي تاريخ 21 آب/أغسطس 2013 تم تنظيم هجمات بالغازات السامة في الغوطة الشرقية بالشام أدت إلى استشهاد أكثر من 1400 شخص. فامتصت أمريكا غضب الرأي العام العالمي، وحالت دون العقوبات الدولية بمناورة اتفاقية بين واشنطن وموسكو كانت من نتيجتها موافقة نظام بشار المجرم على تسليم مخزونه من الأسلحة الكيمائية، وأشرفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الحائزة على جائزة نوبل ومقرها لاهاي؛ على عملية استلام الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا بشكل تدريجي وتدمير ما يقارب 1300 طن من مخزون هذه الأسلحة. على أن تنتفي بذلك قدرة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية مرةً أخرى. لكن نظام بشار المجرم استخدم الأسلحة الكيماوية بعد ذلك عشرات المرات، إذ عجز عن تركيع الثورة بالمذابح الكبرى التي لم تتوقف منذ بداية الثورة. واستخدم السلاح الكيميائي في مدينة دوما بتاريخ 08/04/2018. وتناقلت الأنباء بأن 70 مدنياً استشهدوا، وتضرر المئات منهم في هذا الهجوم الكيماوي.
واكتفت أمريكا في تصريح لها بالإعلان عن قلقها حيال هذا الوضع، ومن يعلم كم هو عدد المرات التي تعاقب فيها مثل هذا القلق. وأدان الرئيس الأمريكي ترامب الذي قصف حفل تكريم حفظة القرآن الكريم في أفغانستان الأسبوع الفائت على حسابه على تويتر؛ الهجوم على دوما، وقال: "إن الأسد سيدفع الثمن غالياً مقابل هذا الهجوم". وصرح إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس أردوغان: "يجب على الدول التي لها تأثير على النظام السوري أن تتخذ الخطوات اللازمة. ويجب على النظام السوري أن يدفع ثمن هذه الهجمات التي لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال". أي قال بصريح العبارة لا تنتظروا منا أي دعمٍ، ورمى الكرة في ملعب ترامب وبوتين، وترك بذلك الإسلام والمسلمين في قبضة أعداء الإسلام. أي ترك الشعب السوري والمسلمين تحت (رحمة!) دولتين قاتلتين.
ورئيس النظام التركي أردوغان الذي لم يصدر منه أي تعليق أو إدانة للعمليات التي قامت بها أمريكا بقتل الناشئة الصغار حفاظ كتاب الله تعالى في أفغانستان؛ يذرف الآن دموع التماسيح على أطفال الغوطة، وكأنه لم يكن هو الذي أعطى صورة السعادة التذكارية مع رؤساء روسيا وإيران حماة نظام بشار المجرم والقتلة المأجورين نيابة عن أمريكا قبل أسبوع مضى. وكأنه لم يكن الشخص الذي يقف إلى جانب بوتين أثناء تصريحه الصحفي الذي قال فيه: "قمنا بعملية (أي مجزرة) لا نظير لها في الغوطة". وكأن الاتفاقية التي عقدها مع روسيا وإيران التي تدير الحرب بالوكالة عن أمريكا لا يعد دعماً للنظام. ثم بعد كل هذا يتحدث عن نفاق الغرب! طبعاً الغرب ذو وجهين، ولكن هل يعتقد رئيس النظام التركي أردوغان أنه يستطيع أن يخفي وجهه الآخر من خلال صيحاته "أيها الغرب"؟ هل يعتقد أنه يستطيع تبرير تعاونه مع أمريكا وروسيا وإيران؟ عجباً هل ينظر إلى المرآة وهو يقول: "إنه لا يزال هناك من يدافع عن هذا النظام"؟ فإن لم يكن ما يقوم به من التعاون مع تلك الجوقة من القتلة الأصلاء والمأجورين هو دفاعاً عن النظام، فماذا عساه يكون؟! إن جميع دول العالم اليوم، ورؤساء الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي خاصة، شركاء في المذابح التي تجري في سوريا. إنهم شركاء في قتل المسلمين بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والكيماوية، وحملهم على الهجرة والتغيير الديموغرافي، ناهيك عن عدم رغبتهم بعودة الإسلام إلى الحياة، وعدم تحملهم سماع المطالب بدولة إسلامية، ناهيك عن خلافة إسلامية راشدة بأي شكل من الأشكال. لكن الخوف لن يغير الأجل! وستستمر الشام في بقائها عقر دار الإسلام، وسيمضي تدبير الله فوق تدبير البشر، وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وستشرق شمس الخلافة الراشدة على البشرية عما قريب بإذن الله، وسيذوق الكفرة والظالمون من غضب الله في الدنيا على يد هذه الخلافة ما شاء، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان أبو أروى
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51321.html
- التفاصيل
الخبر:
طالب الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب المجتمع الدولي بـ"رد حازم" على الهجوم الكيمياوي على مدينة دوما في سوريا، بحسب ما أفاد قصر الإليزيه مساء الاثنين، يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس ترامب أن الهجوم الكيمياوي على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في غوطة دمشق سيتم الرد عليه "بقوة" والقرار بشأن طبيعة هذا الرد سيصدر "الليلة أو بعد ذلك بوقت قصير جداً"، بحسب تعبيره، وكان الرئيسان الأمريكي والفرنسي تعهدا، الاثنين، "بردّ قوي ومشترك" على الهجوم الكيمياوي الذي تعرضت له مدينة دوما. ( الحدث نت)
التعليق:
صدق من قال عنهم وقحون وعيونهم تفضحهم، وهم كذلك وقحون وأفعالهم تدينهم. إن هذه التصريحات التي تخرج من أوكار الكفار والحاقدين على الإسلام والمسلمين لا تعدو كونها ذرائع مكشوفة لتنفيذ مخطط قذر ضد أهلنا في سوريا والقضاء على ما تبقى من الثوار. لقد اعتدنا على هذه التصريحات من أفواه الحاقدين، وقراراتهم وأفعالهم تثبت مدى تآمرهم على الإسلام والمسلمين، ففرنسا التي تجرأت على الإسلام وقائد المسلمين محمد بن عبد الله ﷺ هي نفسها التي احتلت البلاد وأذلت العباد لسنين طوال، فكانت من أوائل المحتلين، لسوريا والجزائر والمغرب... والعديد من بلاد المسلمين، وما زال احتلالها بيد أعوانها شاهداً في شرق البلاد وغربها، وليست أفريقيا بمعزل عن جرائم فرنسا، والتاريخ لا يستطيع أحد محوه أو تغييره أو تبديله، ولن ينسى التاريخ المليون شهيد الذين قتلوا بأيدي جنودها في الجزائر، فكيف بها اليوم تدعي اكتراثها لما يحدث للمسلمين أو حتى للبشر في أي بقعة من الأرض، أليست متاحفها مليئة بجماجمنا وجثثنا؟! كفاكم نفاقا وتصنعا للمواقف، كتماسيح تبكي فريستها!
أما أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين الأولى، فحدث عنها ولا حرج، منذ دعمها لأوروبا في احتلال بلاد المسلمين أثناء الحرب العالمية، إلى جلبها جيشها إلى أرض الرشيد وبلاد الأفغان كالمغول محرقة الأرض والبشر، إلى حروبها على المسلمين التي لم تتوقف ودعمها لليهود واحتلاله، إلى دعمها للظالمين وشرعنتهم وتجنيد العملاء المخلصين لها من أبناء الأمة، كأردوغان والسيسي... أبعد هذا تريدنا أن نصدق أنها تشتاط غضبا وتأسف لفعل الجزار بشار بأهلنا في سوريا؟! أليس هو عميلها الباقي بدعمها المباشر وغير المباشر عن طريق أدواتها إيران وحزبها في لبنان وتركيا و الدب الروسي، أم أنها تستبسط عقول الناس وتحسبهم إمعات لا تدرك ولا تفكر؟! كلا، وألف كلا، إننا أمة تعي وتعلم علم اليقين مَن هو عدوها وأساليبه القذرة، إننا أمة تصل الليل بالنهار من أجل نهضتها واستعادة عزتها ومكانتها، إننا أمة ستقطع أيادي المجرمين وتحاسبهم على ما اقترفوا في حقها في القريب العاجل، وتنسيهم وساوسهم، أمة تقاتل من وراء خليفة وتتقي به، إننا أمة قوية بالله، وأعداؤها لا حول لهم أمامها، أمة تعلم أن الأيام القادمة لا محالة لها وأعداؤها يلفظون آخر أنفاسهم، ففي آخر الخندق الغلبة لنا، وخلافتنا قائمة، وخليفتنا لن يعفو عنهم ولو استمسكوا بستار الكعبة. فانتظروا نهايتكم على أيدينا الطاهرة النقية لتريح البشرية منكم ومن أعوانكم الظلمة، فالمسألة مسألة وقت، ولو دامت لغيركم ما وصلت لكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51270.html
- التفاصيل
الخبر:
توعد الرئيس الأمريكي ترامب بأن بشار الأسد "الحيوان" سيدفع ثمنا باهظا جراء الهجوم الكيماوي الذي شنه على سكان دوما يوم السبت 7 نيسان 2018. ووعدت بريطانيا و فرنسا بالمشاركة في الهجمات المتوقعة.
التعليق:
أجمع المراقبون والمحللون على أن الضربة الأمريكية، لو حصلت، لن تؤثر كثيرا في مجريات الصراع في سوريا، على غرار الهجوم الصاروخي على مطار الشعيرات قبل عام من الآن، حين أمر ترامب، في 7 نيسان 2017، بإطلاق 59 صاروخ توماهوك كروز ردا على الهجوم الكيماوي الذي شنته عصابات النظام السوري على خان شيخون في إدلب. تلك الضربة الصاروخية التي كانت مجرد عرض عضلات للكاوبوي الأمريكي، لتسجيل موقف وإرسال رسالة بأنه يستطيع التدخل كيف يشاء ومتى يشاء، بغض النظر عن خرقة الشرعية الدولية المتمثلة بقرار مجلس الأمن. وفعلا ففي اليوم التالي لضربة مطار الشعيرات استأنف سلاح الجو السوري ضرباته المعتادة وكأن شيئا لم يحصل.
والآن يتساءل المراقبون ماذا يريد ترامب من هذه الضربة، التي يتفقون على أنها ستكون تكرارا لضربة الشعيرات وإن كان بجرعة أقوى وأشد، كما أنهم يتفقون على أن الهدف من توجيه ضربة هذه المرة لن يكون بحال إسقاط نظام بشار، دون أن يصدحوا بحقيقة عمالة نظام سفاح دمشق لأمريكا، وأن أمريكا هي التي حمته ومنعت سقوطه مرارا منذ بدء الثورة في سوريا.
الجديد في الرد الأمريكي على هجوم دوما يستشف من خلال مواقف الدول المعنية: فرنسا وبريطانيا و روسيا وايران، بل والصين؛ فقد صرح وزير الدفاع الصيني الجديد أنه توجه في أول زيارة خارجية له إلى روسيا، لكي يُظهر للعالم "المستوى العالي لتطور علاقاتنا الثنائية وعزم قواتنا المسلحة على تعزيز التعاون الاستراتيجي". وليس هذا فقط، بل وصل الوفد العسكري الصيني إلى موسكو لكي يبعث منها رسالة إلى أمريكا ويؤكد دعم بلاده لروسيا. وقال: أتينا لكي نُخطر الأمريكيين بالعلاقات الوثيقة بين القوات المسلحة للصين وروسيا، وخاصة في الوضع الحالي. جئنا لندعمكم. (وكالة سبوتنيك 6/4/2018)
وكان ترامب قد صرح، في 29/3/2018، بأنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا بعد أن تمت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، بل وقام بمنع صرف مبلغ 200 مليون دولار كانت مرصودة لأعمال تأهيل البنية التحتية في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات الأكراد شرق سوريا. ولكن قراره هذا سرعان ما واجه معارضة من القادة العسكريين، ومنهم الجنرال جوزيف فوتيل، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، الذي صرح بأن المهمة الصعبة لم تبدأ بعد في سوريا، وأن هناك حاجة ماسة للقوات الأمريكية للبقاء إلى حين استكمال المهمة، ووافقه في ذلك برت ماكغورك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، بأن "المهمة لم تنجز بعد، وما زال أمامنا الكثير من العمل". أما جيمس دوبنز، أحد دبلوماسيي إدارة أوباما، فدعا إلى أن تربط أمريكا سحب قواتها من سوريا بصفقة تتضمن سحب القوات الإيرانية منها، مع إعطاء النظام ضمانات للأكراد. (موقع المونيتور 6/4/2018)
من الواضح أن أمريكا لا تستهدف من الضربة العسكرية لا تحطيم النظام السوري، ولا الدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا في سبيل الانتقام لضحايا الهجوم الكيماوي في دوما. وإنما تأتي في سياق رسم الأدوار في صياغة مرحلة ما بعد الأسد. فكل من الدول الطامعة من روسيا و إيران إلى فرنسا وبريطانيا تتزاحم للحصول على حصة من كعكة إعادة إعمار سوريا، وأيضا حصة من النفوذ السياسي والاقتصادي. أما معاقبة بشار، وشركائه في الجريمة، فآخر ما يخطر ببال الساسة الأمريكان. نعم إن التصريح الصيني لافت للنظر ويدل على تطلع الصين لتبوّئ مكان على طاولة النظام الدولي الـ"متعدد الأقطاب"، فالصين اليوم غير الأمس، وتريد أن يكون لها كلمة في تقرير الشؤون الدولية، وصوتا مسموعا مهما كان ضئيلا.
هذه المواقف المتسارعة من هذه الدول تذكرنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
فلا عجب، في ظل غياب دولة الخلافة التي تردع الأعداء الطامعين في ديننا وأمتنا، أن نرى تداعي هذه الدول، سواء الكافرة أو أنصارها من حكام الأنظمة في العالم الإسلامي الساعين في مرضاة قادة دول الكفر، ومعهم مشايخ السوء المشغولون بمباريات "البلوت" أو الغارقين في تبيان أحكام الحيض والنفاس، بينما هم صم بكم عمي عن تداعي هذه الذئاب الضارية المتنافسة في سفك دماء المسلمين وهتك أعراضهم ونهب ثرواتهم! فأصبحت أمة المليار ونصف المليار مسلم كالأيتام على مائدة اللئام، فلا معتصم يلبي استغاثة المكلومين، ولا خليفة يقاتَل من ورائه ويُتقى به!
اللهم قيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويقتص فيه من الظالمين المجرمين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51240.html
- التفاصيل
الخبر:
تقوم أمريكا بحشد قواتها البحرية والجوية والصاروخية في البحر المتوسط بحجة الرد على سوريا لاستخدام حكامها الأسلحة الكيميائية والغازات السامة ضد أهل سوريا.
التعليق:
أول ما يتبادر إلى ذهن كل واع أن سبب الحشد العسكري الكبير من أمريكا في البحر المتوسط لا يمكن أن يكون بدافع إنسانيتها ولا خوفا من أي دولة على مصالحها فهي لا تعرف الإنسانية ولا تبني سياستها على شيء من الإنسانية بل على المصالح فقط.
لذلك يتبادر إلى الذهن فورا في مثل هذه الظروف والأحداث أن الدولة الأولى في العالم لا يمكن أن تحشد كل هذه الطاقات العسكرية الكبيرة وتحرك الأساطيل البحرية وتهدد روسيا وإيران إلا وتهدف من وراء ذلك تحقيق أهداف سياسية في سياستها الدولية.
فالحرب أو التهديد بها لا تقوم بها أمريكا ولا غيرها من الدول الكبرى إلا من أجل تحقيق هدف سياسي. فما هو هذا السبب الذي جعل أمريكا تلجأ إلى حشد كل هذه الطاقات العسكرية الكبيرة وتحرك الأساطيل البحرية وتهدد بالمزيد منها في البحر المتوسط؟ ومن المقصود بالتهديد ومن سيدفع التكاليف الباهظة لكل هذه الحشود وبخاصة أننا نعرف أمريكا وجشعها ووضعها المالي المزري.
فهل يعقل أن تقوم أمريكا بكل ذلك وتتكبد التكاليف المالية الباهظة من أجل عيون أهل سوريا كما تدعي أم أن لها مآرب أخرى سنفصلها بما يلي:
أول ما يتبادر إلى الذهن من الأعمال السياسية التي تهم أمريكا في الوقت الحاضر هو:
علاقتها بروسيا واستخدامها لها وإيران في سوريا خدمة لمصالحها، والآن جاءت الفرصة المناسبة بنظرها لتفهم الجميع ومن يهمه الأمر في العالم أن أمريكا هي صاحبة الشأن الأول في سوريا وأن على روسيا وغيرها من الدول الكبرى كالصين مثلا أن تدرك ذلك وتضع في حسابها أن أمريكا يمكن أن تقوم بكل شيء لتحقيق مصالحها بما في ذلك الأعمال العسكرية الكبيرة.
إن رسالة أمريكا هذه لا يمكن أن تكون موجهة إلى حاكم سوريا فهو لا يحتاج لأقل من ذلك بكثير ولا حتى لحكام إيران لقدرتها على وضعها ضمن سياستها دون عناء كبير.
اما الهدف الحقيقي عند أمريكا فيعود إلى إغراق روسيا وإيران وتركيا في الوحول السورية.
ولكن الهدف الآخر والذي لا يقل أهمية عند أمريكا في الوقت الحاضر وهو الهدف المالي لتنشيط الاقتصاد عندها والذي وجدت ضالتها في ذلك عند حكام الخليج وبخاصة ابن سلمان الذي دفع لها الكثير من أموال الأمة ولا يزال مستعدا لدفع المزيد من أموال الأمة لعدوها الأكبر أمريكا بحجة الوقوف في وجه إيران التي تقوم بتخويف دول الخليج بإيعاز من أمريكا إن لم يكن بطلب منها. ولو كان عند حكام الخليج بعض الوعي السياسي لما استطاعت أمريكا أن تبتزهم وتسرق أموال الأمة بهذا الشكل الوقح.
بقي أمر مهم لا بد أن تعرفه أمتنا الإسلامية وهو أن حالنا سيبقى على هذا النحو الذي لا يرضي الله ولا عباده إذا بقينا غير مبالين بما يحصل لنا في كل بلادنا الإسلامية وإن لم نحاسب ونعمل مع المخلصين من أبناء أمتنا في حزب التحرير الذي يعمل منذ سنين طويلة لإقامة الخلافة التي تجمع المسلمين في دولة واحدة. فعندها وعندها فقط تبدأ أمريكا وغيرها بوضع حساب لرد الخليفة على سرقة أموال الأمة وعلى التدخل بكل شؤونها نيابة عن الأمة الإسلامية.
والمخلصون من أبناء أمتنا الإسلامية سيقومون بما هو لازم في القريب العاجل بعون الله سعيا وراء نيل رضاه سبحانه وتعالى وعندها تقطع يد أمريكا ومن معها بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51276.html
- التفاصيل
الخبر:
وفقا لصحيفة واشنطن بوست:
(تعهد الرئيس ترامب اليوم الاثنين بأن أمريكا ستتخذ إجراءات سريعة ردا على هجوم يشتبه في أنه استخدام للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا، وسط دبلوماسية متعجلة تشير إلى أن الضربات العسكرية المتحالفة قد تكون وشيكة.
بدأت إدارة ترامب، التي تدعمها فرنسا و بريطانيا، في اتخاذ قضية ظرفية بأن تتحمل سوريا وشركاؤها الروس والإيرانيون المسؤولية المباشرة عن استشهاد ما لا يقل عن 49 شخصا في نهاية الأسبوع في مدينة دوما - مركز المعارضة - الواقعة خارج العاصمة السورية دمشق.
"لقد كان هجوما وحشيا، وكان الأمر فظيعا". هذا ما قاله ترامب في بداية اجتماع مجلس الوزراء الذي يعد واحدا من عدة تجمعات في البيت الأبيض يوم الاثنين حيث تمت مناقشة العمل العسكري المحتمل.
وتشمل الخيارات نوعا من الغارات الجوية الرمزية التي طلبها ترامب قبل عام ردا على هجوم كيماوي مماثل ألقي اللوم فيه على الرئيس السوري بشار الأسد، أو هجوم أوسع وأكثر خطورة.
وأضاف ترامب "إننا ندرس هذه الحالة عن كثب وبشكل وثيق للغاية. ونحن نجتمع مع قواتنا العسكرية والجميع، وسنقوم باتخاذ بعض القرارات الرئيسية خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة".
وقال الرئيس في لهجة كئيبة "نحن نقلق جدا عندما يحدث شيء من هذا القبيل". "هذا شيء يتعلق بالإنسانية نحن نتحدث عن الإنسانية ولا يمكن السماح بحدوث ذلك".)
التعليق:
النظام الاستبدادي لبشار الأسد، مثله مثل نظام والده من قبله، لا يحترم أي حدود في السعي إلى الهيمنة والسيطرة الكاملة على سوريا. وفي المرحلة الأخيرة من سحقه وتدميره الوحشي للثورة، يتبع النظام شكلا من أشكال التطهير الأيديولوجي للسكان في الغوطة، ويستهدف مباشرة السكان المدنيين لإرغامهم على النزوح والهجرة من المنطقة. ومن الواضح أن سرعة الإجلاء لا تروق لهم، وهذا ما دفعهم إلى نشر أسلحة كيميائية لضمان تحقيق نتائج فورية.
ويتجاوز مدى فظائع الحرب المرتكبة في عصرنا تلك التي ارتكبت في العصور السابقة. فالحروب لا تنشب الآن بين الجيوش المحترفة التي تتقيد بقواعد السلوك الأخلاقية، ولكنها بدلا من ذلك تشن الحرب على السكان المدنيين دون فرض أي قيود على تدمير الأرواح والممتلكات. نعم، نحن تعلمنا في التاريخ عن سفك وإراقة المغول للدماء على سبيل المثال. ولكن كانت هذه استثناءات. ولهذا السبب احتفظ السجل التاريخي بهذه الأعمال التي ارتكبت منذ قرون. ولكن في هذا العصر الذي تهيمن فيه الحضارة الغربية على العالم، أصبحت هذه الفظائع مجرد أمر شائع، والأخبار المتعلقة بهجوم الأسلحة الكيماوية في سوريا ليست سوى أحداث أضيفت إلى سلسلة كاملة من العديد من الأخبار السابقة، وهي قصة قادرة على ملء صفحات الصحف وشاشات التلفزيون لبضعة أيام على الأقل. والذي يقف وراء وتوجيه الحرب في سوريا هي القوة العظمى الوحيدة في العالم، أمريكا، وبطل الحضارة الغربية، والرئيس دونالد ترامب الذي يختار الرعب للتأثير في الأعمال التي قام بها والعقوبات التي فرضتها بلده ضد الأمة الإسلامية.
إن أمريكا هي التي تهيمن على العالم الإسلامي في هذا الوقت، وأمريكا هي التي لديها مخاوف كثيرة من الثورة في سوريا. ولكنها ما زالت في حالة صدمة بعد نضالها في الاحتلال المباشر للعراق وأفغانستان، وقد اختارت أمريكا نهجا مختلفا لإدارة سوريا، وذلك باستخدام الروس وقائمة كاملة من الأنظمة والجماعات في البلاد الإسلامية لخوض الحرب بالنيابة عنها. وفي الوقت نفسه تقف أمريكا وراءها، وتشرف على كل جانب من جوانب العمليات، وتحدد الذين يقاتلون فيها، وتتحكم في ما يأخذون. وبالتالي فإن أمريكا هي التي قررت أن المناطق المحيطة بدمشق يجب أن تكون للمجرم بشار وحده، لذلك فإن أمريكا هي التي سمحت له بتنفيذ إرهابه الوحشي على المسلمين في سوريا.
إذن لماذا يدين دونالد ترامب بنفاق الهجوم الكيماوي الذي سمحت به سياسته السورية؟ ببساطة لان أمريكا تسعى إلى الحفاظ على الرأي العام العالمي ضد جميع العناصر الأخرى في المسرح السوري، لإبقائهم جميعا تحت سيطرتها. وقد تحتاج أمريكا إلى التحرك في أي وقت ضد أي واحد منهم، وستسعى بالتأكيد إلى الحد منها حالما يكتمل دورها. إن دونالد ترامب أقل اهتماما بالإنسانية التي أشار إليها في تعليقاته. إنها الحرب الشريرة التي تخوضها أمريكا وإنه من واجب الشر أن يتولى عملاء أمريكا القيام به بموجب التعليمات الأمريكية ولن يجنوا إلا الخسارة في الدنيا والآخرة.
يشعر الغرب أن هيمنته على العالم تقترب من نهايتها. ويسعى الغرب إلى استخدام مفهوم العلمانية لإقناع الناس بالدين لتبني أسلوب حياة مجرد من الروحانية وبناء حضارة مشربة بالقيم الإلحادية للحرية و الديمقراطية. بالتجرد من الروحانية، تجاوز الرجل الغربي جميع القيود المفروضة على أخيه الإنسان سعياً لتحقيق أهدافه المادية. ولكن، وبإذن الله، سيشهد العالم قريبًا قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستبطق الإسلام وأحكامه وتحمل نورها للعالم بأسره، مظهرة حضارة مبنية على الروحانية ونمط حياة يتوافق تمامًا مع الفطرة البشرية.
يقول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51202.html