- التفاصيل
الخبر:
في خبر تناقلته وسائل إعلامية أنه تم التوافق بين وفد النظام ووفد الثوار بشأن إخلاء منطقة مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، والاتفاق ينص على تسليم كافة الأسلحة وتسوية أوضاع المسلحين ومن لا يرغب بتسوية وضعه يتم ترحيله إلى الشمال السوري برعاية أممية.
التعليق:
ما بين أنه تم التوافق على إفراغ خان الشيح من المقاتلين وخبر أنها ما زالت صامدة في وجه الهجمة الشرسة عليها يتوالى سقوط المناطق واحدة تلو الأخرى بفضل مبادرة دي ميستورا بهدن المناطق ومباركة بعض المراهقين السياسيين لها عن جهل وسوء تقدير.
فخان الشيح كحال مثيلاتها من المناطق تذبح ولكن ليست بصمت وإنما على أعين الجميع ولا يستطيع أحد التحرك لنصرتها ليس لعجز إمكانيات وعدم قدرة بل لارتباطات ألزمت الفصائل نفسها بها فأصبحت كما الحبل السري الموصول بالجنين إن قطع مات.
هذه حال المرتهنين للمال السياسي ولغرف العمليات؛ تراهم ينتظرون دورهم بالذبح بعد أن ينتهي النظام من ذبح أخيهم أمام أعينهم وهم ينظرون!
فقصة خان الشيح ليست الأولى وحتما لن تكون الأخيرة ما دام الثعلب دي ميستورا يصول ويجول بفكرته وما دامت الفصائل ترهن قراراتها للداعمين، وما زال الهواة المراهقون بالسياسة يفتون بما لا يعلمون فتكون نتيجة فتواهم مصائب لا بد أن يتحملها الناس.
المرض معلوم للجميع ولم يعد يخفى على ذوي الألباب والعقول، والعلاج كذلك معلوم للجميع وليس بحاجة لشرح مطول؛ فأهلنا في الشام يذبحون كل ساعة ويعانون شتى أنواع العذاب من حال فصائلهم، وما زالوا ينظرون بعين الأمل القريب أن يعودوا لحالهم الأول الذي بدأوا عليه، فلا منجي لحالنا إلا بالرجوع إلى الله والتوكل عليه والصبر؛ فليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40741
- التفاصيل
الخبر:
أدلى الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقده في ليما عاصمة البيرو يوم 2016/11/21 بتصريحات ورد فيها ما يتعلق بسوريا قائلا: "لست متفائلا بشأن آفاق المستقبل على المدى القريب، فور أن اتخذت روسيا وإيران قرارا بدعم الأسد وشن حملة جوية وحشية بشكل خاص إسكات حلب...".
التعليق:
نريد أن نبرز النقاط التالية في تصريحات الرئيس الأمريكي:
1- هذا التصريح يدل على فشل أمريكا في القضاء على ثورة الأمة في الشام، حيث إن أمريكا خافت من عواقب تدخلها المباشر حيث تمرغ أنفها في رمال العراق وثرى أفغانستان، فأرسلت إيران وأحزابها وأشياعها إلى سوريا نيابة عن أمريكا للمحافظة على عميلها بشار أسد، ومن ثم أرسلت روسيا بتوكيل رسمي منها لتقوم بما لم تقدر عليه إيران وتوابعها المشحونة بأحقاد طائفية، حيث اجتمع الرئيس الأمريكي أوباما مع نظيره الروسي بوتين في نيويورك يوم 2015/9/29، وفي اليوم التالي بدأ العدوان الروسي على أهل سوريا. فأوباما متشائم حيث إن ما كان يحلم به أن يتحقق على عهده من القضاء على ثورة الأمة قبل مغادرته البيت الأسود لم يتحقق، ولن يتحقق بإذن الله في الأيام المعدودة لحكمه الفاشل، ولن يتحقق على عهد خلفه السيئ ترامب بحول وقوة من الله الجبار.
2- أشار أوباما إلى فشل عملائه المحليين قائلا "إنه من الصعب رؤية طريقة لكي تحافظ المعارضة السورية المعتدلة والمدربة (أمريكياً) على مواقعها لوقت طويل". فهذه المعارضة التي تتقاضى المعاشات من أمريكا أو من عملائها في المنطقة كنظام آل سعود و تركيا أردوغان وتلحقها إمارة قطر الإنجليزية تقاتل في سبيل الطاغوت، فهي ضعيفة جدا، لأنها مرتزقة ولا تقاتل عن عقيدة وإيمان. ولذلك فإن عدم تفاؤل أوباما بالمستقبل الذي تريده أمريكا بفرض حلها المشؤوم على أهل سوريا طبيعي! فكان يتوهم أن هذه الحثالة المرتزقة ممن يطلق عليهم المعارضة المعتدلة ستثبت وتحقق له شيئا، بل هم يفرون من المعركة إذا رأوا الخطر على أرواحهم أو إذا لم تصلهم الأجور! وأما الأبطال الذين يقاتلون في سبيل الله عن عقيدة وإيمان في ثورة الشام فهم الذين يجعلون الأمة الإسلامية تتفاءل بالمستقبل الزاهر لها بإقامة حكم دينها على أرضها وتطهيرها من رجس العلمانية و الديمقراطية وكل الأفكار الغربية الفاسدة والمفسدة.
3- وقال أوباما إنه "يشعر بقلق عميق من إراقة الدماء في سوريا، وإنه من الضروري وقف إطلاق النار". غريب نفاق هذا الرجل! فهو الذي دفع المجرمين الروس والإيرانيين وعصاباتهم المجرمين لإراقة الدماء في سوريا ومن ثم يتباكي على ذلك! وهو الذي يأمر القوات الأمريكية المجرمة بضرب أهل سوريا المسلمين بذريعة محاربة (الإرهاب) والتطرف وتنظيم الدولة وجبهة النصرة وغيرهما، فتريق قواته المجرمة دماء المسلمين الزكية، وقد فعلت القوات الأمريكية المجرمة أضعاف ذلك في أفغانستان والعراق وما زالت تفعل. فيظن أوباما أنه يستطيع أن يخدع أحدا بالتباكي على هذه الدماء! فهو كما يقول المثل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"!
4- وأضاف أوباما: "نحتاج في هذه المرحلة لتغيير في كيفية تفكير كل الأطراف في هذا الأمر من أجل إنهاء الوضع هناك". وهو يقصد الثوار، حيث يعمل هو ومن معه من قوى إقليمية عديدة وجيش من المنافقين والمذبذبين والمترددين ومرضى النفوس سواء في وسائل الإعلام أو على المنابر المختلفة أو في الفنادق التي تقطنها المعارضة المعتدلة أو في الحركات التي تنازلت وباعت آخرتها بدنيا أمريكا، حيث يعمل أوباما وهؤلاء الأتباع على كسر شوكة الثوار، وجعلهم يرضون بالحل الأمريكي ويقبلون بالنظام العلماني الكافر. فهذا الذي لم تنجح به إدارة أوباما على مدى خمس سنوات هي ومن تابعها، حيث يستعملون أساليب خبيثة لحرف الثوار عن فكرهم الإسلامي، وإذا بدأ خلفه السيئ ترامب يستعمل أساليب هجومية على الثوار فإن ذلك سوف يزيد من عزيمتهم بإذن الله ويجعلهم يتمسكون بثوابت ثورتهم من إسقاط النظام الجائر نظام العلمانية إلى إقامة النظام العادل المنبثق من عقيدتهم الإسلامية.
5- وكشف أوباما عن سبب فشله وتشاؤمه بقوله: "ما من شك في أن قوى متطرفة موجودة في سوريا والمناطق المحيطة بها لأنها ستبقى حالة فوضى لبعض الوقت". فهو يصرح علنا أن مشكلته هي مع المسلمين الرافضين للحلول الأمريكية والمتمسكين بالحل الإسلامي فيطلق عليهم القوى المتطرفة. فيدّعي أن سوريا و المنطقة ستبقى في حالة فوضى! علما أن سبب الفوضى هو التدخل الأجنبي الأمريكي والروسي وأتباعهم وحلفاؤهم، وإلا لو تركوا أهل سوريا يقررون مصيرهم بأنفسهم لسقط نظام بشار أسد منذ زمن بعيد ولانتهت حالة الفوضى وحصل استقرار وأمن وسلام في المنطقة، وكل ذلك لا يتحقق إلا بسيادة الإسلام دين الهدى والحق والعدل.
6- واعترف أوباما بأنه "يصارع مسألة التدخل الأمريكي في سوريا منذ خمس سنوات". أي أنه يتردد في التدخل وعدمه، فلم يستطع أن يحدد ماذا يجب عليه أن يفعل، وذلك دليل الفشل، فقد أعلن الخطوط الحمر وتراجع عنها بشأن استعمال الكيماوي عندما استعملها عميلهم طاغية الشام عام 2013، فقد أرسل بوارجه للتدخل ولكنه تراجع عندما رأى أن النظام هش سيسقط ويفر الطاغية وزبانيته حيث وقع الخوف في قلوبهم من أن سيدتهم أمريكا ربما تتخلى عنهم كما تخلت عن عميلها حسني مبارك. ورأت أمريكا أنه لا يوجد بديل، وإنما هناك قوى مخلصة ربما تستلم الحكم فتراجعت، فأبقت على عميلها حتى اليوم ولم تستطع أن تقنع الثوار بقبول النظام العلماني حتى تستبدل بعميلها عميلا آخر.
7- وادّعى أوباما أنه "ليس لدى الولايات المتحدة أساس قانوني للتدخل العسكري في سوريا وأن فعل ذلك سيكون خطأ استراتيجيا في ضوء الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان والعراق والحاجة لمحاربة تنظيم الدولة". علما أن أمريكا تدخلت في البوسنة وكوسوفا ومن ثم في أفغانستان وفي العراق من دون وجود أساس قانوني للتدخل العسكري، فهي عندما تريد أن تتدخل تضرب بكل الأسس القانونية عرض الحائط، وعندما لا تريد أن تتدخل تدّعي مثل ذلك وتتذرع به، وذلك لأنه حسب حساباتها يكون خطأ استراتيجيا يسقط عملاءها من دون أن تأتي بالبديل.
8- وقال إنه أبلغ خادمه بوتين أن "وزير خارجيته جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يجب أن يواصلا القيام بالمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري". وهذا يثبت أن أمريكا والغة في الدماء الزكية التي تراق في سوريا، فمن جهة يتظاهر كأنه ينتقد روسيا ومن جهة أخرى يطلب منها مواصلة العمل مع أمريكا والقيام بالمبادرات! وكأن لروسيا مبادرات! فهي تنتظرها من أمريكا، فلم نر روسيا تبادر وإنما تنتظر دائما التكليف بالقيام بالعمل من أمريكا. فروسيا هي كالدب المتوحش الهائج الذي يدفعه صاحبه للهجوم.
9- وقبل ساعات من تصريحات أوباما، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "الرئيس الروسي بوتين اجتمع مع نظيره الأمريكي أوباما، واتفقا على ضرورة استخدام الشهرين الباقيين قبل تغيير الإدارة الأمريكية للبحث عن سبل تسوية الأزمة السورية". هذا ما يؤكد كذب وخداع أوباما الذي لا ينطلي إلا على السذج أصحاب العقول الصغيرة. فأوباما يريد أن يسجل نجاحا ولو جزئيا قبل أن يغادر بيته الأسود بعد شهرين، ولذلك يحث الروس بجانب عملاء أمريكا من نظام بشار أسد وإيران وحزبها على مواصلة الضرب والقتل في حلب آملا في أن يستسلم أهلها والثوار ويخرجوا منها ليدّعي أوباما أنه حقق نصرا بهزيمة "المتطرفين" في حلب. ونسأل الله أن يخيب فأله ويفشله مع الروس ومع العملاء وأن يثبّت أهل حلب و أهل سوريا والثوار المخلصين كافة، وأن يجعلهم يتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40738
- التفاصيل
الخبر:
أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أسس ثماني شركات في السعودية ترتبط بإمبراطوريته الفندقية في آب/أغسطس 2015، بعد فترة وجيزة من إعلانه ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة. وأضافت أن إحدى الشركات تحمل اسم تي إتش سي جدة هوتيل، فيما تسمى أخرى دي تي (دونالد ترامب) للخدمات الفنية. ونسبت «واشنطن بوست» معلوماتها إلى نماذج إفصاح مالي تخص الرئيس المنتخب. ودأب ترامب على تسمية شركاته باسم المدينة التي يختار العمل فيها. وأضافت أنه عند تقديم ترامب نماذج إفصاحه المالي للسلطات الأمريكية في أيار/مايو 2016 كانت أربع من تلك الشركات التي يرأس ترامب مجالس إداراتها ناشطة. (صحيفة عكاظ، 23/11/2016)
التعليق:
ربما لا يحتاج الخبر مزيد تعليق، فهو يعلق على نفسه بنفسه لكل ذي لب وبصيرة...
لقد نشرنا قبل أيام قليلة خبرا وتعليقا يستنكر هوان حكومة آل سعود في مسارعتها لتهنئة ترامب رغم كل إساءاته للمسلمين ومقدساتهم، عدا عن إساءاته المباشرة لبلادنا المباركة... وها هو هذا الخبر يأتي ليؤكد أن العلاقة الحميمية بين آل سعود وترامب لم تكن وليدة لحظة نجاحه في الانتخابات، أي في اللحظة التي قد يعتبر فيها البعض أن التعامل معه قد أصبح أمرا واقعا لا بد منه، بل جاء هذا الخبر ليثبت أن العلاقة معه بدأت بعد بضعة أشهر فقط من تولي الملك سلمان حكم البلاد، في دلالة واضحة على عمق هذه العلاقة وتأصلها...
لقد خُدع كثيرٌ من الناس بما حملته "رؤية 2030" من مشاريع اقتصادية، رافقها بعض حملات التضييق على الكثير من المؤسسات الاقتصادية، ظنا من هؤلاء المخدوعين صدق دعوى "التوطين" التي أوهموهم بها... ولكن الله يأبى إلا أن يفضح آل سعود دائما، فتأتي مثل هذه الأخبار لتكشف زيف تلك الدعاوى وتثبت أن تلك الرؤية الاقتصادية ليست إلا ترسيخا لقدم شركات وحوش الرأسمالية الأمريكية على حساب المستضعفين من أصحاب المشاريع البسيطة، والبسطاء من العمال الباحثين عن قوت يومهم، بل وعلى حساب المخدوعين من أبناء هذا البلد، حالهم كحال إخوتهم المسلمين الذين يقيمون فيه...
لقد قلنا مرارا إن عمالة آل سعود لأسيادهم الأمريكان، ومن قبلهم البريطانيين، متجذرة منذ تأسيس الدولة على أنقاض الخلافة، فتأتي مثل هذه الأخبار لتؤكد صدق ذلك...
ولقد قلنا مرارا إن المشاريع التي يأتي بها آل سعود لا تراعي إلا مصالحهم ومصالح أسيادهم، ولا تأبه بابن بلد أو غيره، عدا عن مصادمتها الصارخة لدين الله الذي يحرم موالاة الكافرين وتمكينهم من ثروات البلاد ورؤوس العباد، كما يقطع نصا ودلالة أن لا فرق بين مسلم وآخر، فلا يوجد في دين الله ما يسمى "سعودة" أو "توطين"، كما أن دين الله يوجب أن تكون ثروات البلاد ملكا لرعاياها، يعملون فيها لكسب رزقهم، بدلا من أن تهدى لترامب وأشكاله وتصب في جيوبهم...
إننا على يقين أن مثل هذه الأخبار ستوقظ يوما كل مخدوع بآل سعود وحكمهم، وهذا ما نراه بأعيننا حتى لو كان ببطء، وسيأتي اليوم الذي ينقلب فيه مكرُهم ويلاتٍ على رؤوسهم...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40681
- التفاصيل
الخبر:
قالت مصادر في مكتب أردوغان إن الرئيس التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ناقشا في اتصال هاتفي اليوم الجمعة الصراع بسوريا، واتفقا على تعزيز الجهود لحل الأزمة الإنسانية في حلب.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر قولها إن أردوغان وبوتين تبادلا الآراء والمعلومات بشأن الهجوم الذي استهدف جنودا أتراكا أمس الخميس في منطقة الباب (شمالي حلب)، في إطار عملية" درع الفرات" التي أطلقتها تركيا يوم 24 آب/أغسطس الماضي.
ونقلت وكالات: أن أنقرة هددت، الخميس، بالرد على غارة جوية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من الجيش التركي، وإصابة 10 آخرين، قرب مدينة الباب في ريف حلب، بعد أن أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي أن الغارة نفذت من قبل طائرات النظام السوري.
التعليق:
أعمال القتل الوحشية والغارات الجوية ضد أهل حلب بأطفالها ونسائها وشيوخها مستمرة في حلب من قبل روسيا الإرهابية والأسد المجرم، والنظام التركي يناقش مع القتلة الذين تلطخت أياديهم بدماه أهل الشام وخاصة أهل حلب، سبل إيصال المساعدات لأهالي الشهداء والجرحى والمحاصرين، أليس هذا بالأمر العجاب؟!.
إن أجداد أردوغان في دولة الخلافة العثمانية الذين يتغنى بهم دوما لكسب التعاطف الشعبي خاضوا حروبا طاحنة مع روسيا استمرت ما بين 1568م وحتى 1918م لأسباب أقل بكثير من الجرائم التي ترتكبها روسيا في الشام، هؤلاء الخلفاء لقنوا روسيا وقادتها وجيشها دروسا في الأدب ووقفوا سدا منيعا أمام أطماعها في أراضي الدولة العثمانية، فما بال أردوغان اليوم يتنكر لأجداده وللمسلمين جميعا ويتحالف مع قتلة المسلمين، ورئيس وزرائه يطلق التهديدات الفارغة بالرد على مقتل الجنود الأتراك؟!
إن تهديدات تركيا لا يأخذها أحد على محمل الجد، وما يدل على ذلك التصريحات الأخرى المتعلقة بالاجتماعات بين القادة الروس وقادة تركيا للتنسيق بين روسيا وتركيا في محاربة (الإرهاب)، أي محاربة المسلمين، وكذلك تاريخ النظام التركي مع كيان يهود الغاصب لفلسطين وقاتل الأتراك في حادثة مرمرة التي انتهت بتقوية العلاقات مع القتلة وإرسال الطائرات التركية لإطفاء الحرائق المشتعلة حاليا داخل كيان يهود وفي الحريق السابق.
إن قادة تركيا ومعهم حكام مصر و الأردن و السلطة وغيرهم من الحكام يخذلون المسلمين في كل مكان ويسارعون لنصرة يهود وإطفاء حرائقهم، فساء ما يصنعون!
ولكننا على يقين بأن أمة الإسلام ستنتقم من هؤلاء الحكام حين تستعيد سلطانها المغتصب وتنصب مكانهم خليفة للمسلمين في خلافة راشدة على منهاج النبوة تناصر المسلمين وتحارب المحتلين وتؤدب المعتدين وتحرر فلسطين كاملة وتعيدها إلى سلطان المسلمين بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40716
- التفاصيل
الخبر:
في كلمته الترحيبية برئيس الهيئة التركية الدكتور محمد كورماز رئيس الشؤون الدينية التركية، أثناء زيارته إلى مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، أشار د. القرضاوي رئيس الاتحاد إلى أهمية تركيا ودورها في العالم الإسلامي، مشيدا بدور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى. وقال إن قطر تقوم بدور كبير لمصلحة الأمة الإسلامية، مشيدا بدور العلماء واتحادهم في حمل رسالة الإسلام الكبرى.
واختتم قائلا: "لولا قطر وتركيا لضاع العالم الإسلامي". وأشار إلى دور العرب في بداية الإسلام ثم دور الأتراك ابتداء من السلاجقة الذين حفظ الله بهم بلاد المسلمين بعد غزو الصليبيين حيث كاد الإسلام أن يضيع بهجومهم لولا تصدي السلاجقة لهم. الشرق
التعليق:
أشاد الدكتور القرضاوي، بدور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، إن قوله "كي تجتمع الأمة مرة أخرى" يعني أن سماحته يقصد أن الأمة كانت مجتمعة قبل ذلك، وهذا كلام صحيح، لكن وعبر تاريخ الأمة الإسلامية منذ نشأتها، منذ حوالي أربعة عشر قرنا، لم يجتمع العرب والترك، بل والأمة جمعاء، ولم تتوحد دولتهم وكلمتهم، ولم تكن رايتهم واحدة، وحربهم وسلمهم واحدة، إلا في ظل الدولة الإسلامية الأولى التي أنشأها رسول الله ﷺ، ومن ثَمَّ في ظل دولة الخلافة إلى أن هُدمت عام 1924م. والسؤال، ما الذي فعلته وتفعله تركيا وقطر كي تجتمع الأمة مرة أخرى، هل هما تسعيان لأن تستأنفا الحياة الإسلامية في واقع حياة المسلمين ودولتهم ومجتمعهم؟!، هل هما تسعيان لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي لن يتوحد المسلمون إلا بها، ودلائل ذلك ثابتة شرعا وعقلا؟! وهل هما تسعيان لأن تكون دولة المسلمين واحدة، ورايتهم واحدة، وخليفتهم واحداً، وحربهم وسلمهم واحدة من دون الناس؟!، والجواب قطعا لا. بل كلتاهما تعملان على تكريس الدولة القطرية الوطنية، التي نهانا عنها رسول الله ﷺ، وعلى ترسيخ حدود سايكس بيكو التي فرضها علينا الغرب الكافر المستعمر، بعد هدمه لدولة الخلافة العثمانية. إذًا، فأين هو دور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، الذي يشيد به الدكتور يوسف القرضاوي غفر الله لنا وله؟!!.
ثم أين هو الدور الكبير الذي تقوم به قطر لمصلحة الأمة الإسلامية؟!، فهل هي تحكم بالإسلام، وتطبق أنظمته؟!. بالطبع لا، وهل هناك مصلحة للأمة الإسلامية أولى وأفضل وأعظم من أن تحكم بنظام الإسلام المنبثق من عقيدتها؟!، ثم هل جيشت قطر جيشها لتحرير الأقصى وكل فلسطين من رجس يهود، أم أنها اعترفت بكيان يهود على أكثر من 80% من أرض فلسطين؟!، وهي إن لم تكن قد اعترفت بكيان يهود قولا فقد اعترفت به عمليا، على الأقل من خلال اعترافها بالسلطة الفلسطينية، أي إقرارها بأن فلسطين هي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، أم لعل المساعدات التي تقدمها قطر لأهل فلسطين من فتات موائدها هو ما يعتبره سماحته الدور الكبير الذي تقوم به قطر لمصلحة الإسلام والمسلمين؟!، أم تُراها قد استنفرت قواتها لنصرة المسلمين في ميانمار و كشمير و أفغانستان و العراق وتركستان الشرقية و أفريقيا الوسطى وغيرها... وغيرها من البلاد التي يُظلم المسلمون فيها، ويُعتدى فيها على معتقداتهم ومقدساتهم، وتُمتهن كرامتهم؟!، ثُمَّ أليست قطر هذه تشارك أمريكا في حلفها الصليبي على سوريا، وكذلك تغدق المال السياسي القذر على بعض الفصائل المسلحة هناك لإجهاض الثورة، ومنع إقامة الخلافة على منهاج النبوة في سوريا؟!
نعم إن قطر تقوم بدور كبير، لكنه ليس لمصلحة الإسلام والمسلمين، وإنما لمحاربة الإسلام والمسلمين، دور رسمه لها الغرب المستعمر، وهي تلعبه بإتقان وإخلاص، حتى باتت تكنى بوكر المؤامرات الغربية الاستعمارية على الأمة الإسلامية.
أما تركيا وإن كان حقا كما تفضل الدكتور يوسف القرضاوي، أنها قدمت للإسلام خدمات جليلة وعظيمة طوال 400 عام، ولكن ذلك كان زمن الخلافة العثمانية، أما منذ أن هدمت الخلافة فحدث ولا حرج، حيث قد تغيرت الحال وتبدلت الأحوال، وأصبح النظام في تركيا نظاما علمانيا معاديا للإسلام؛ وذلك منذ عهد الهالك مصطفى كمال لعنه الله وإلى يومنا هذا في عهد صِنوه أردوغان، وما قلناه عن قطر ينطبق تماما وحرفيا على تركيا؛ وإضافة إلى ذلك أن تركيا تعترف بكيان يهود علنا، وتقيم معه علاقات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى، وأنها تشارك في حلف الناتو، وترأسته وهو يكيل جام حقده على المسلمين في أفغانستان، ودخلت إلى شمال سوريا بقواتها بأوامر أمريكا، لقتال أهل سوريا، وإرغامهم على الخضوع لمشاريع أمريكا السياسية، وهي أيضا تملك من العدة والعتاد أضعاف ما تملكه قطر، ما يمكنها من رفع الظلم والضيم عن أهل سوريا، ولكنها لا تفعل بل تكرسه، ويمكنها من تحرير فلسطين كل فلسطين، ولكنها لا تفعل بل تعترف بالمحتل الغاصب، وتقيم معه علاقات صداقة ومودة.
فصحيح أن لتركيا دورا كبيرا لكنه للأسف في الكيد على الإسلام والمسلمين، وليس لمصلحتهم، وتوحيدهم.
أما الإشادة بدور العلماء واتحادهم في حمل رسالة الإسلام الكبرى، فلعمر الحق إنها إشادة ليست على سواء، لأن رسالة الإسلام الكبرى إنما هي في تعبيد الناس جميعهم لرب الناس، اعتقادا وحكما، وإلا فحكما؛ وذلك لا يكون إلا إذا كان للإسلام سلطان، وسلطان الإسلام لن يكون إلا بإقامة دولة الإسلام، وعليه فإن رسالة الإسلام الكبرى التي يجب على العلماء حملها، هي الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإلا فستبقى تأدية الأمانة، وتبليغ الرسالة في أعناقهم، يحاسبهم الله عليها يوم القيامة.
وأختم فأقول إنه بسبب قطر وتركيا، وأضرابهما من دويلات الضرار، كاد الإسلام يضيع، لولا أن تغمد الله سبحانه وتعالى المسلمين برحمته، ويسر قيام حزب التحرير، الذي يغذ الخطى واصلا ليله بنهاره، في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، فعلا لا قولا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40679