- التفاصيل
قائد فصيل هيئة (تحرير) الشام أبو محمد الجولاني الذي يحاول تسويق نفسه دولياً في أول تصريح سياسي له بعد تحرير حماة يفتح الباب لبقاء القوات الأمريكية في سوريا، وبشكل قانوني أو شرعي هذه المرة، من خلال دعوته لأمريكا لعقد اتفاقية بينه وبينها تقونن وتشرعن هذا التواجد غير القانوني وغير السليم إلى هذه اللحظة، وقد بدأ حديثَه بالمبرِّر لوضع تلك الاتفاقية، وهي المصالح العليا لسوريا..
فهذا ما قاله الجولاني في لقائه مع قناة ال cnn البارحة بعد تحرير حماة بخصوص موقفه من تواجد القوات الأمريكية في سوريا:
"بعد إسقاط النظام لا حاجة لوجود قوات أجنبية في سوريا إلا إذا كان يصب في المصالح العليا لسوريا، ويكون بوثائق فيها نوع من التفاهم، ذات خلفية قانونية، كي تكون مرجعاً يتحاكم إليه في حال حصل خلاف. والوجود الحالي لأغلب القوى الأجنبية غير سليم، يحتاج إلى صيغة قانونية لقوننة هذا التواجد، أو يخرجوا جميعاً ويكونوا على قدم وساق في إعانة سوريا على أن تعود آمنة ومستقرة وناهضة بإذن الله". انتهى كلام الجولاني.
والسؤال الآن للجولاني على الملأ: متى كان وجود القوات الأمريكية في سوريا يا جولاني يصب في المصالح العليا لها؟! وكيف تفتح الباب أمام الولايات المتحدة لشرعنة وجودها العسكري في سوريا عبر الطلب منها أن يكون ذلك التواجد بوثائق ذات خلفية قانونية؟! وما الفرق بين تلك الوثائق التي تدعو لتوقيعها مع أمريكا عن الوثائق الموقعة بينها وبين أي نظام حكم تابع لها وعميل يخدم مصالحها بدعوى أنها اتفاقيات تحالف مشترك؟! ألا تذكر يا جولاني اتفاقيات الحماية التي عقدتها بريطانيا في بداية القرن الماضي مع محميات الخليج العربي وشرعنت على أساسها احتلالها العسكري لها وهيمنتها السياسية والاقتصادية عليها التي دامت إلى هذه اللحظة؟!
والسؤال التالي إلى المجاهدين الذين حرروا حلب وحماة ودرعا ويستعدون لتحرير حمص ودمشق وإلى عموم أهلنا الثائرين: بعد أن علمنا كيف تحرر البلاد في ساحات الوغى، متى سنعلم كيف تُباع في الغرف المغلقة وعلى مكاتب العملاء؟!.
أ. عبدالحميد عبدالحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
2024/12/7م
- التفاصيل
بعد تجميد للجبهات دام خمس سنوات، وبتاريخ 27/11/2024م، أُعلن عن بدء عملية عسكرية ضد النظام المجرم، تضم تشكيلات عسكرية متعددة، انطلاقاً من ريف حلب الغربي، الواقع تحت سيطرة هيئة تحر.ير الشام، تحت عنوان "ردع العدوان"، وأهداف تتلخص بـ"إيقاف اعتداءات النظام المجرم وإبعاد خطر المليشيات الإيرانية عن المناطق المحررة وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الناس إلى أرضهم". ليتلوها بعد أيام إطلاق عملية جديدة في ريف حلب الشمالي الواقع تحت سيطرة الجيش الوطني، تحت عنوان: "فجر الحرية".
وما إن اندلعت المعارك حتى بدأ الناس يستعيدون حماس وأنفاس انطلاقة الثو.رة الأولى وصيحات التكبير فيها، وراح مخلصو الثوار والمجاهدون، بعزائم قوية وهمم تعانق السماء، يسطرون أروع ملاحم البطولة في تحرير المناطق والقرى والبلدات من سيطرة النظام المجرم، وخاصة مع إكرام الله سبحانه وفتحه لهم أبواب رزقه من غنائم عدوهم وأسلحته من كل أنواعها، ومع وقوف الحاضنة الشعبية ومؤازرتها لهم على شتى الصعد، فكان أن حرروا مدينة حلب وأتبعوها بتحرير سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وعدد كبير جداً من المدن والبلدات في ريفي حلب وإدلب، ليفتح الله عليهم وتتساقط أمامهم المناطق تباعاً حتى وصلوا، حتى لحظة كتابة هذا المقال، إلى مشارف مدينة حماة بعد أن حرروا الكثير من قرى وبلدات الريف فيها، وذلك بالتزامن مع جهود وفزعات أبطال حمص ودرعا الذين مرغوا أنف النظام في التراب بعد أن هاجموا حواجزه الأمنية وثكناته العسكرية، ورعب حقيقي يعشعش في قلوب حاضنة النظام المجرم وجنده وشبيحته. كل ذلك أوجد الخوف عند أمريكا وأدواتها من أنظمة الضرار في بلادنا، والتي راحت تعلن مساندتها للنظام المجرم في (محاربة الإرهاب) والحرص على وحدة الأراضي السورية واستقلالية القرار. وليس أدل على أن المقاول الأمريكي الكبير هو من يوزع أقذر الأدوار على اللاعبين الصغار من قول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي: "نراقب عن كثب ما يحدث في سوريا ونحن على تواصل مع شركائنا في المنطقة بهذا الشأن"! فيما صرحت الخارجية التركية بالقول إن "الاشتباكات في سوريا تصعيد غير مرغوب فيه"، وقال وزير الخارجية التركي لنظيره الأمريكي: "ندعو لعملية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة لاستعادة السلام". طبعاً هذا مكر المجرمين ومكر الله بهم أكبر.
يأتي تحرك الأمة المبارك وما تبعه من نتائج ليثبت معية الله لعباده، ويثبت المعدن الحقيقي للثوار والمجاهدين بأنهم جند الله الذين لا ينامون على ضيم، ويثبت أيضاً عجز أعداء الأمة عن كسر إرادة أهل الشام الثائرين وإيمانهم بقدرتهم على التغيير. مع التأكيد على أنه في زحمة الأحداث وتسارعها والتحليلات وكثرتها، هناك ثابت واضح وحقيقة سياسية صارخة وهي أن نظام الإجرام متهالك، متصدع الأركان والبنيان، بل هو أوهن من بيت العنكبوت، مهما حاول أن يحكي انتفاخاً صولة الأسد. ولولا تسخير أمريكا لأدواتها من الأعداء و(الأصدقاء) والمؤامرات ومقررات المؤتمرات، لسقط منذ زمن بعيد.
من أجل ذلك كله، فإنه حريٌّ بصادقي الثوار والمجاهدين الأحرار أن يكملوا طريقهم دون توقف لزلزلة النظام المهلهل قبل أن يلتقط أنفاسه، في خاصرته الساحلية الرخوة وعقر داره دمشق، حيث الفصل والملحمة بإذن الله.
إلا أنه في ظل أجواء النصر التي نعيشها، وما إن انقضى يومان على بدء المعارك، حتى خرج علينا تصريح صاعق لما يسمى "إدارة الشؤون السياسية في المناطق المحررة" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" يعتبر روسيا الصليبية، التي ولغت في دماء أهل الشام وأمعنت فيهم قتلاً وتشريداً وتهجيراً وما زالت، "شريكاً محتملاً في بناء مستقبل مشرق"، ويدعوها إلى "عدم ربط المصالح بنظام أسد أو شخص بشار"!
فأين يذهب كتّاب البيان بالدماء التي أريقت والأشلاء التي مُزقت والأعراض التي اغتُصبت والأسواق والمشافي والمدارس التي دُمّرت؟! لا غرابة، فقد سبقهم إلى ذلك قبل أسابيع أحمد طعمة، رئيس الوفد التفاوضي لما تسمى "المعارضة" في أستانة، فطالب روسيا، بشكل وضيع، بـ"دور أكبر في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام"!
هذا وقد كثرت التساؤلات بين الناس والمحللين والمتابعين عن طبيعة هذه المعركة وعن كونها ذاتية مخلصة أم أنها بضوء أخضر أمريكي تركي للدفع باتجاه الحل السياسي الذي تهندسه أمريكا لتثبيت نظام الإجرام العلماني ووأد الثورة. علماً أن بعض المحللين الذين أشاروا إلى "ضوء أخضر" قالوا بأن من أعطاه لم يتوقع أن تتفلت الأمور بهذه الطريقة وانهيار خطوط دفاع النظام، وخاصة مع الطاقات والإمكانات والمؤهلات الكبيرة للثوار والظروف المواتية التي تصب في صالحهم لصعق عدوهم.
ولكن باختصار، من المؤكد أن المعركة جاءت بعد رأي عام ضاغط من حاضنة الثورة لفتح الجبهات واستعادة القرار السياسي والعسكري، وخاصة في ظل تدهور أوضاع النظام على شتى الصعد وانشغال حلفائه بأنفسهم، روسيا وإيران وحزبها في لبنان.
وأي مكر من أعدائنا بحق ثورتنا يجب أن يقابله وعي أهل الثورة وتحركهم على الأرض لإبطال هذا المكر.
إن ما يقدمه أهل الثورة والجهاد اليوم على أرض الشام من صبر ومصابرة وبطولات وتضحيات ودماء وأشلاء، يجب أن تكون ثمرته في سبيل الإسلام لا في سبيل أعدائه، في سبيل إسقاط النظام المجرم لا في سبيل الجلوس معه في تسويات سياسية قذرة تدفع باتجاهها أمريكا وتضغط لتنفيذها عبر أدواتها وعلى رأسهم النظام التركي عراب المصالحات مع الطاغية أسد. فقد أدرك أحرار الأمة ضرورة وحتمية الاستمرار في مقارعة النظام دون توقف قبل أن يلتقط أنفاسه، وزلزلة حصونه الكرتونية التي يتحصن بها، لا تقديم أوراق اعتماد مذل ومخز لهذه الدولة أو تلك، فكلها دول وأنظمة ومنظمات دولية حاقدة على الإسلام وثورة الشام، وهم يمكرون ليل نهار لإعادتنا لنظام الإجرام عبر فرض الحلول الدولية القاتلة لثورة الشام.
ونقول لأهلنا الثوار والمجاهدين الأحرار: الحذر الحذر مما يمكر بكم لوأد ثورتكم وتضحيات جهادكم، فأنتم حراس الإسلام وأمل الثورة بعد الله سبحانه، فغُذّوا السير على بركة الله، نحو الجنوب، نحو العاصمة دمشق، لقلب الطاولة على المتآمرين وجعل النظام المجرم أثراً بعد عين، لعل الله يكرمنا على أنقاض هذا النظام البائد بحكم الإسلام ودولته الخلافة على منهاج النبوة، فذلك وحده ما يكافئ أهل الشام وتضحياتهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
----------
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
لقد تكشَّفت مخططات الغرب الكافر وظهرت نواياه الخبيثة بوضوح، سواء من خلال تصريحاته الرسمية أو عبر تحركات عملائه من حكام المسلمين، الذين لا يمثلون إلا ذيولاً مذعنة لمصالح الغرب وأهدافه، لا استقلالية لهم ولا كرامة. وإن المرحلة التي نمر بها اليوم شديدة الخطورة، تتطلب وعيًا عميقًا وحراكًا سريعًا لإفشال هذه المؤامرات التي تستهدف الأمة الإسلامية بأكملها، لا ثورة الشام وحدها.
بالأمس، انعقدت جلسة "أستانا 22" لتكون محطة جديدة من محطات التآمر، وقبلها القمة العربية التي لا تُعقد إلا لخدمة المشاريع الغربية، كما أننا نرى اليوم قادة المنظومة الفصائلية صامتين عن الرد على انتهاكات النظام المجرم وميليشياته، بينما يخرج من بين إعلامييهم من يُطبل للغرب مصرحاً أن غاية أسياده حماية "النظام العالمي" وحدود "الناتو"، وكأن دماء أهل الشام وأعراضهم لا قيمة لها في معاييرهم.
وفي الوقت الذي يقبع فيه الثوار الصادقون ظلماً في سجون عملاء التحالف منذ أكثر من سنة ونصف، نجد المجاهدين مُكبَّلين داخل خنادق ودشم لايسمح لهم لا بالاقتحام ولا بالرد. بعد أن بات قادة الارتباط درعاً لحماية النظام المجرم وحراسة جبهاته.
ألم يكن من الأولى أن تُستخدم هذه المواقع للرد على جرائم النظام وميليشياته؟ وكان حرياً بالمواقع المتقدمة أن تكون منطلقاً لفتح معارك حقيقة تستهدف خاصرة النظام المجرم في الساحل وقلبه في دمشق؟ ولكن قادة المنظومة الفصائلية يثبتون أنهم أدوات بيد الغرب لإبقاء هذا النظام على قيد الحياة، وحماية مصالح أمريكا في أرض الشام.
وإن تصريحات الغرب حول قضية الثورة لم تُخفِ يومًا نواياهم الحقيقية؛ فقد أعلنوا صراحةً أنهم يسعون لحلّ سياسي يحفظ "مؤسسات الدولة"، في إشارة واضحة إلى حماية النظام المجرم طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بهدف إبقاء الهيمنة الغربية على الثورة، ومنع أي مشروع إسلامي حقيقي من النهوض.
ونقول للمسلمين الصادقين على أرض الشام إن مسؤوليتكم اليوم أعظم من أي وقت مضى. فيجب أن تتحركوا بوعي وإخلاص وفقاً لما أمر الله به، لا وفق أجندات قادتكم الذين كبلوكم وكبلوا بنادقكم، فاعملوا لإسقاطهم وارفضوا كل المشاريع التي تُبقي الأمة مكبلة ترزح تحت نير الاستعمار.
إن نجاتنا لا تكون إلا بالعمل لاستعادة القرار العسكري من مغتصبيه لفتح جبهات التحرير لإسقاط نظام الإجرام وتحكيم الشريعة عبر إقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهي السبيل الوحيد لتحرير الأرض، وحماية العرض، وقطع دابر الكافرين وعملائهم.
وهي كائنة قريباً بإذن الله.
قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا:
عبد الهادي خيَّال
- التفاصيل
انطلقت يوم الاثنين 11/11/2024م، في العاصمة السعودية الرياض، أعمال ما سمي بالقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة عدد من حكام البلاد الإسلامية، من بينهم الطاغية أسد، وأردوغان الذي يسارع للتطبيع معه، بزعم تنسيق موقف عربي وإسلامي موحد إزاء التصعيد العسكري في غزة والأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك، ووقف التصعيد والتهجير القسري وإنهاء الأزمة وضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين من عمليات كيان يهود العسكرية، والدعوة إلى تعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى دعوتهم للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967م في سياق حل الدولتين (الذي يقر يهود على اغتصاب فلسطين)، بالتوازي مع التسويق لحل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يثبت نظام الإجرام ويحارب كل من خرج ثائراً عليه.
وبالتوقيت نفسه أيضاً، انطلقت في العاصمة الكازاخية أستانة، الجولة 22 من اجتماعات "مسار أستانة" بشأن سوريا، بمشاركة وفود من دول التآمر "الضامنة"، تركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى ممثلي النظام المجرم والمعارضة المدجّنة وممثلين عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي، ومراقبين من الأردن ولبنان والعراق، بزعم إيجاد حل للأزمة السورية، وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف، وإعادة الإعمار وعودة السوريين إلى بلادهم.
وسبق ذلك لقاءات واجتماعات عدة ضمت ضباطاً من المخابرات الروسية والتركية في قرية ترنبة غرب مدينة سراقب، للحديث عن إدلب وتخفيف التوتر والعمل على فتح الطرق الدولية والتجارية (M4) و(M5)، وسبقت هذه الاجتماعات لقاءات تركية مع الفصائل المعارضة في السياق ذاته.
بعد عام من القتل والدمار لم تشهد البشرية له مثيلاً، وإجرام ممنهج طال البشر والشجر والحجر، تأتي قمة الرياض كحلقة جديدة من حلقات التآمر على الأمة الإسلامية ومقدساتها، فغزة العزة تذبح منذ أكثر من سنة، وشلال الدماء فيها لم يتوقف، وأطفالها يدفنون أحياء، أو يموتون جوعاً بلا مأوى ولا ماء ولا غذاء، تحت مرأى الحكام العملاء المتراقصين على جراحها، بل بمشاركتهم وحراستهم لحدود كيان يهود المجرم من غضب الأمة وثورة البركان في صدور أبنائها، يريدون بذلك إكمال ذبح غزة واستكمال تنفيذ ما يحوكه الغرب الصليبي الحاقد من مؤامرات على شعوبنا وفرضهم لواقع جديد علينا.
وما استقبالهم للطاغية بشار، بضوء أخضر بل بأمر من أمريكا، إلا لتعويم نظامه المتهالك وتثبيت أركانه المتصدعة المهترئة وإعطائه شرعية كاذبة، وهو الذي ولغ في دماء أهل الشام وارتكب بحقهم أفظع المجازر وأمعن في قصفهم وتهجيرهم وتدمير مدنهم وقراهم.
مكر كبّار لتصفية الثورة ونسف تضحيات أهلها وإعادتهم صاغرين لمقصلة الجلاد وقهره وبطشه، وقد خسئوا بإذن الله.
أما اجتماع أستانة وتآمر المؤتمرين فيه، فهو حلقة مكر جديدة من مسلسل تآمري يستهدف وأد الثورة وتركيع أهلها وتسليم مناطقها المحررة، ويعين أعداءنا على ذلك "معارضة" مخترقة وتابعة ذليلة، لا ترد يد لامس، الثورة منها ومن خبثها وإجرامها براء لأنها الوجه الآخر لنظام الإجرام، ولا أدل على ذلك من الموقف المخزي لأحمد طعمة، رئيس وفد المعارضة في اجتماعات أستانة، الذي أشار، وفق ما ورد من أنباء، إلى أنه طلب من روسيا "دوراً أكبر في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام"، مؤكداً أنه "إذا أدى التقارب بين دمشق وأنقرة إلى إيجاد حل في سوريا، فنحن مع التقارب"!
إن دماء أهل غزة تستنصر المسلمين وتستصرخ فيهم عزة الإسلام ونخوة المعتصم. وإن ثورة الشام تستنهض همم أهلها لضبط البوصلة وتصحيح المسار من جديد. ونقول لأهلنا الثائرين: ها أنتم ترون أنظمة الضرار ودول العالم مجتمعة لا تدخر جهداً في حربنا والتآمر علينا والكيد بثورتنا للقضاء عليها، وإن سكوتكم اليوم عن عملية البيع الموصوفة التي تتم عن سابق إصرار وترصد من المتآمرين هو انتحار سياسي قد يساهم بإنهاء الثورة ونسف تضحياتكم، والواجب عليكم هو التبرؤ من الدول المتآمرة ومشاريعها القاتلة وتبني المشروع الذي فيه عزنا ونصرنا وخلاصنا، مشروع مفصل مبلور منبثق من صميم عقيدتنا، به نرضي ربنا ونستحق معيته.
فحري بكل مخلص من أبناء ثورتنا، الذين قدموا عظيم التضحيات، وجادوا بالدماء وأشلاء الشهداء، أن يوحدوا جهودهم وينظموا صفوفهم ويستعيدوا قرارهم ويتمسكوا بثوابت ثورتهم ويعتصموا بحبل الله وحده. ونؤكد عليهم أن هلمّ بنا لنبذ كل حاقد يكيد لنا ويمكر بثورتنا، هلمّ لاستعادة قرارنا والاعتماد على أنفسنا والتمسك بثوابت ثورتنا لنكمل مشوارنا في زلزلة النظام المجرم المتهالك الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسد، لإسقاطه في عقر داره وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضه وأنوف أعداء الله مجتمعين راغمة، فمعية الله بإذن الله معنا، وهو ناصرنا بإذنه ولو كره الكافرون، فهو القائل في كتابه سبحانه: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
---------
بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
عندما خرجت ثورة الشام في بدايتها من بيوت الله، وكان قرارها حراً، حمل الثوار السلاح الخفيف للدفاع عنها فحررت المناطق وكانت الفتوحات في عموم مناطق سوريا، حتى وصلت نسبة المحرر إلى 80 %، لكن بعد أن تدخلت الدول وتشكلت الفصائل وغرف العمليات المخابراتية بحجة دعم الثورة، كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، هدفها احتواء الثائرين وإغلاق الجبهات ورهن القرار العسكري لغرف المخابرات.
وفي موازاة ذلك عقدت المؤتمرات التآمرية، جنيف وأستانا وسوتشي. فسُلب القرار العسكري وبدأ تسليم المناطق للنظام المجرم، بعد تعمد فتح معارك المحور الواحد لاستنزاف المجاهدين، وإغلاق جبهات الساحل ودمشق لحماية النظام المجرم. وما إغلاق الجبهات منذ سنوات، باستثناء إغارات فردية، إلا ذر للرماد في العيون وامتصاص لغضب الناس المطالبين بفتح الجبهات.
فحري بالثوار والمجاهدين الصادقين أن يرتبوا صفوفهم خارج عباءة المنظومة الفصائلية وقادتها المرتبطين، ليكون قرارنا بأيدينا لا بأيدي الأعداء، وعليه، فلا خيار إلا استعادة القرار العسكري، الذي يعني كسر الخطوط الحمراء وفتح جبهات حقيقية ضد النظام المتصدع، في الساحل كمقدمة للوصول إلى دمشق بإذن الله.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود أبو حسن