press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1

 

 

ذكرت نشرة أخبار يوم السبت 8/7/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا أنه مع دخول الحراك الشعبي شهره الثالث، تواصلت أمس المظاهرات الشعبية المنددة بأفعال مخابرات هيئة تحرير الشام وانتهاكاتها بحق أهل الثورة، فقد خرجت مظاهرات ووقفات بعد صلاة الجمعة في مدن وبلدات الباب وإعزاز وصوران وكفرة والسحارة ومخيمات أطمة الغربية بريفي حلب وإدلب، وذلك في جمعة جديدة حملت عنوان "العدو على الحدود والثوار في القيود". وندد المتظاهرون باعتقال مخابرات الهيئة للثوار وأصحاب كلمة الحق في وقت يحشد فيه النظام على تخوم المناطق المحررة، وطالبوا بإطلاق المعتقلين وفتح الجبهات، واستعادة قرار الثورة. كما خرجت مظاهرات للحرائر في بلدات أطمة والسحارة. كذلك خرجت أمس مظاهرات مسائية في مدينة إدلب ومدن وبلدات أطمة وكفر تخاريم وكللي والفوعة ومخيم ريف حلب الجنوبي ومخيم حريتان ومخيمات تجمع الكرامة بريف إدلب، ومدن وبلدات الأتارب والسحارة وبابكة والباب وعفرين بريف حلب، وأكد المتظاهرون رفضهم لخطوات التطبيع والمصالحة التي تسير بها قيادة هيئة تحرير الشام وغيرها، تنفيذا لأوامر داعميهم.

 

 

المصدر: https://tinyurl.com/y4952mbx

ضضض

 

فرض الله سبحانه وتعالى علينا فرائض كثيرة، ولم تكن الفرائض مجرد طقوس تؤدى، بقدر ما أنها موجهة لسلوك الإنسان المسلم وضابطة لأعماله، فقد قال رسول الله ﷺ: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ»، فهذه الصلاة تلزم المؤمن الامتناع عن ارتكاب المنكرات، وهكذا باقي العبادات.

وحيث إننا ما زلنا نتفيأ ظلال موسم الحج، يجب أن لا يغيب عن أذهاننا الدروس والعِبر المستوحاة من هذه الفريضة، إذ لا بد من فهم فرائض الإسلام وتطبيق الدروس المستفادة منها في واقع الحياة، خاصة فيما يتعلق بما افترضه الله علينا من وجوب إنكار المنكر وتغييره، وإسقاط النظام العلماني المجرم الذي لم يدع جريمة إلا وارتكبها خلال سنيّ الثورة الاثنتي عشرة.

وقبل الحديث عن هذه الدروس لا بد أن نذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بالأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وهي أيام أداء فريضة الحج، أقسم سبحانه بها وبالفجر وبالليل وبالشفع والوتر، ليثبت حقيقة لطالما غفل عنها المرجفون الخائفون من سطوة المجرمين، فبعد هذا القسم العظيم، جاء الله عز وجل بأمثلة عن أعظم الطغاة والجبابرة وأخبرنا عن الصفة المشتركة لهم، ألا وهي الطغيان في البلاد والزيادة في الإفساد والفساد، ثم يخبرنا بالنتيجة التي شملتهم جميعا بأن صبّ عليهم العذاب؛ فمنهم من دمرهم ومنهم من أغرقهم، ليأتي بعد ذلك بجواب القسم العظيم ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾، فهو سبحانه يترصد لكل طاغية مفسد، فيمهله حتى إذا أخذه لم يفلته.

وفي طريق مواجهة الظالمين والمفسدين لا بد أن يتحلى المؤمنون العاملون بصفة التسليم المطلق لأمر الله، فليس للمؤمن خيار في قبول أو رد أمر الله، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾. وهذا ما كانت عليه هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ: جاءَ إِبْرَاهِيمُ ﷺ بِأُمِّ إِسْمَاعِيل وَبابنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِي تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المسْجِدِ، وَلَيْسَ بمكَّةَ يَؤْمئذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوضَعَهَمَا هُنَاكَ، وَوضَع عِنْدَهُمَا جِرَاباً فِيه تَمرٌ، وسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ. ثُمَّ قَفى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقاً، فتَبِعتْهُ أُمُّ إِسْماعِيل فَقَالَتْ: يَا إِبْراهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهَذا الْوادِي الَّذِي ليْسَ فِيهِ أَنيسٌ ولاَ شَيءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلكَ مِراراً، وَجَعَلَ لاَ يلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قَالَتْ لَه: آللَّهُ أَمركَ بِهذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَت: إِذاً لاَ يُضَيِّعُنا، ثُمَّ رجعتْ.

وهكذا يكون الاستسلام لأمر الله، فهو يترافق مع الثقة التامة أن تنفيذ أوامر الله لن يضيعنا، بل فيه النجاة كل النجاة، كيف لا وهو بيده كل شيء، فمنه الأمر وعليه التكلان، فهو الذي أمرنا أن لا نركن إلى الظالمين، وهذا يقتضي قطع الارتباط بالداعمين الذين ثبت يقينا أنهم في صف نظام القتل والإجرام، ولا يقولن أحدٌ كيف نكفي أنفسنا، وكيف سنكمل ثورتنا؟! بل يجب أن نستسلم لأمر الله موقنين بأنه لن يضيعنا.

أليس في مشهد الذبح عبرة أخرى تؤكد وجوب الاستسلام التام لأمر الله؟ انظر كيف أن نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام لم يتوانيا لحظة في تنفيذ أمر الله حيث جاء في كتاب الله: ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.

وهذا جزاء كل من أحسن تنفيذ أمر الله وثبت عليه، فلن يضيعه الله.

أما الشيطان وأساليبه وتبريراته فهي كثيرة، وما على أهل الشام إلا أن يرموه وأدواته بحجر الالتزام بأمر الله، والشيطان صفة لكل من حاد عن أمر الله سواء أكان من الجن أو الإنس، فكما كانت شعيرة الحج تقتضي رمي الجمرات، اقتداء بفعل نبي الله إبراهيم عليه السلام عند سعيه في تنفيذ ما أُمر به، فكذلك يجب أن يفعل من يسعى لإسقاط النظام ملتزما أمر الله، فيرمي كل من يدعوه لحرف طريقه، أو ليفرط بدماء الشهداء، أو من يدعوه للوقوف في منتصف الطريق، فكل هذه دعوات شيطانية يجب الابتعاد عنها والتمسك بأحكام رب العالمين.

وأخيراً فإن اجتماع المسلمين على صعيد واحد، يلبون نداء ربهم، يسعون السعي ذاته، ويطوفون الطواف ذاته، يكبرون ويهللون لرب واحد، يجتمعون من كل حدب وصوب، لباسهم واحد، لا فرق بين أبيض وأسود ولا عربي وأعجمي، هذا المشهد من الوحدة والاجتماع، يرسل لأهل الشام المبتغين إسقاط النظام أن يهبوا استجابة لدينهم، ونصرة لأعراضهم، وتنفيذاً لأمر ربهم، معتصمين بحبله جميعاً، فيجتمعون على المشروع الذي يرضي ربهم، وكل منهم يأخذ دوره، واثقين بأن الله لن يخذلهم، فيستمدون منه العون والمدد، فهو القاهر فوق عباده، ﴿وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ﴾.

 

كتبه: 

ض

 

وفقا لنشرة أخبار يوم الجمعة 30/6/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا خرجت يوم الجمعة مظاهرات تحت عنوان "منتهك الحرمات لن يفتح الجبهات"، وذلك تنديدا بممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام، وتنديدا كذلك بإحراق المصحف الشريف في السويد، وانطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة في مدينة الباب وصوران إعزاز، والسحارة بريف حلب، ومخيمات أطمة الغربية بريف إدلب، وندد المتظاهرون بصمت قادة الفصائل على مجازر النظام وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، كما أكدوا أن حرق المصحف الشريف لم يكن ليتم لو كان في حكام المسلمين العملاء رجل واحد،. في السياق تواصلت أمس في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، لليوم الثالث والخمسين على التوالي، الفعاليات الشعبية ضد ممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام. فقد خرجت مظاهرات مسائية في مدن وبلدات سلقين وأطمة وكفر تخاريم، وترمانين وكللي ومخيمات دير حسان ومخيمات ريف حلب الجنوبي ومخيمات تجمع الكرامة بريف إدلب ومدن وبلدات الأتارب والسحارة والباب وإعزاز وصوران وكفرة بريف حلب.

 

المصدر: https://tinyurl.com/2ydyw372

ضض

 

أكد تعليق نشره موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: بأن حملة الاعتقالات التي قامت بها مخابرات هيئة تحرير الشام للصادعين بالحق، إنما هي تمهيد لجريمة كبرى بحق أهل ثورة الشام، سيقوم بها نظام الإجرام الأسدي مع صديقه التركي، ويترجمها أدواتهم على الأرض من القادة المرتبطين وعلى رأسهم الجولاني. وأضاف التعليق: أن الهدف من الاعتقالات هو إسكات كل صوت يطالب بفتح الجبهات ويسعى لإسقاط النظام المجرم، ويعمل على تجميع القوى لكي يكونوا مستعدين للتصدي لمؤامرة نظام الإجرام بعيدا عن قادة هذه الفصائل الذين أوكلوا أمرهم للداعم وأصبح همهم تنفيذ ما يمليه عليهم سيدهم التركي. وتابع أن: القضية باتت واضحة، فلنا في عام 2019 عبرة عندما تم اختطاف وجهاء في المحرر كانوا في اجتماع لبحث سبل دفع الخطر عن المنطقة، وتجميع القوى لدحر نظام الإجرام، وتم الخطف بالطريقة ذاتها وتم تسليم المنطقة بالكامل ومعظم الشباب كانوا في السجون. وختاما أكد التعليق: اليوم قامت الهيئة بالعمل نفسه، فهذا إنذار عظيم يدل على شيء تريد الهيئة تنفيذه خدمة لسيدها التركي، فأدركوا ثورتكم وأنقذوا أعراضكم وأنقذوا أطفالكم من القتل، وأسقطوا هذه الطغمة الفاسدة وكونوا أنتم أصحاب القرار بالرد الحقيقي على من يقتلنا لأن الجولاني أصبح رده كرد النظام على كيان يهود.

 

المصدر: https://tinyurl.com/59srzuv7

photo 2023 06 30 11 26 02

 

 

 

فرض الله سبحانه وتعالى علينا فرائض كثيرة، ولم تكن الفرائض مجرد طقوس تؤدى، بقدر ما أنها موجهة لسلوك الإنسان المسلم وضابطة لأعماله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، فهذه الصلاة تلزم المؤمن الامتناع عن ارتكاب المنكرات، وهكذا باقي العبادات.

وإننا اليوم في عيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي يترافق مع أداء فريضة الحج، يجب أن لا يغيب عن أذهاننا الدروس والعِبر المستوحاة من هذه الفريضة، إذ لا بد من فهم فرائض الإسلام وتطبيق الدروس المستفادة منها في واقع الحياة، خاصة فيما يتعلق بما افترضه الله علينا من وجوب إنكار المنكر وتغييره، وإسقاط النظام العلماني المجرم الذي لم يدع جريمة إلا وارتكبها خلال سنيّ الثورة الاثني عشر.

وقبل الحديث عن دروس الحج فلا بد أن نذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بالأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة وهي أيام أداء فريضة الحج، أقسم الله سبحانه وتعالى بها وبالفجر وبالليل وبالشفع والوتر، ليثبت حقيقة لطالما غفل عنها المرجفون الخائفون من سطوة المجرمين، فبعد هذا القسم العظيم، جاء الله عز وجل بأمثلة عن أعظم الطغاة والجبابرة وأخبرنا عن الصفة المشتركة لهم، ألا وهي الطغيان في البلاد والزيادة في الإفساد والفساد، ثم يخبرنا بالنتيجة التي شملتهم جميعا بأن صبّ الله عليهم العذاب فمنهم من دمرهم وآخرين أغرقهم، ليأتي بعد ذلك بجواب القسم العظيم، فقال: "إن ربك لبالمرصاد"، فهو يترصد سبحانه وتعالى لكل طاغية مفسد، فيمهله حتى إذا أخذه لم يفلته.

وفي طريق مواجهة الظالمين والمفسدين لا بد أن يتحلى المؤمنون العاملون بصفة التسليم المطلق لأمر الله، فليس للمؤمن خيار في قبول أو رد أمر الله، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 36] وهذا ما كانت عليه هاجر زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ: جاءَ إِبْرَاهِيمُ ﷺ بِأُمِّ إِسْمَاعِيل وَبابنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِي تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المسْجِدِ، وَلَيْسَ بمكَّةَ يَؤْمئذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوضَعَهَمَا هُنَاكَ، وَوضَع عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيه تَمرٌ، وسِقَاء فِيهِ مَاءٌ. ثُمَّ قَفى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فتَبِعتْهُ أُمُّ إِسْماعِيل فَقَالَتْ: يَا إِبْراهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهَذا الْوادِي الَّذِي ليْسَ فِيهِ أَنيسٌ ولاَ شَيءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلكَ مِرارًا، وَجَعَلَ لاَ يلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قَالَتْ لَه: آللَّهُ أَمركَ بِهذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَت: إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا، ثُمَّ رجعتْ.

وهكذا يكون الاستسلام لأمر الله، فهو يترافق مع الثقة التامة أن تنفيذ أوامر الله لن يضيعنا، بل فيه النجاة كل النجاة، كيف لا وهو بيده كل شيء، فمنه الأمر وعليه التكلان، فهو الذي أمرنا أن لا نركن إلى الظالمين، وهذا يقتضي قطع الارتباط بالداعمين الذين ثبت يقينا أنهم في صف نظام القتل والإجرام، ولا يقولن أحدٌ كيف نكفي أنفسنا، وكيف سنكمل ثورتنا، بل يجب أن نستسلم لأمر الله موقنين بأنه لن يضيعنا.

أليس في مشهد الذبح عبرة أخرى تؤكد وجوب الاستسلام التام لأمر الله؟ انظر كيف أن نبي الله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام لم يتوان لحظة في تنفيذ أمر الله حيث جاء في كتاب الله ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنّي أَرى فِي المَنامِ أَنّي أَذبَحُكَ فَانظُر ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرينَ۝فَلَمّا أَسلَما وَتَلَّهُ لِلجَبينِ۝وَنادَيناهُ أَن يا إِبراهيمُ۝قَد صَدَّقتَ الرُّؤيا إِنّا كَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ۝إِنَّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبينُ۝وَفَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظيمٍ۝وَتَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرينَ۝سَلامٌ عَلى إِبراهيمَ۝كَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ﴾ [الصافات: ١٠٢-١١٠]
وهذا جزاء كل من أحسن تنفيذ أمر الله وثبت عليه، فلن يضيعه الله.

أما الشيطان وأساليبه وتبريراته فهي كثيرة، وما على أهل الشام إلا أن يرموه وأدواته بحجر الالتزام بأمر الله، والشيطان اسم لكل من حاد عن أمر الله سواء كان من الجن أو الإنس، فكما كانت شعيرة الحج تقتضي رمي الجمرات، اقتداء بفعل نبي الله إبراهيم عليه السلام عند سعيه في تنفيذ ما أُمر به، فكذلك يجب أن يفعل من يسعى لإسقاط النظام ملتزما أمر الله، فيرمي كل من يدعوه لحرف طريقه، أو ليفرط بدماء الشهداء، أو من يدعوه للوقوف في منتصف الطريق، فكل هذه دعوات شيطانية يجب الابتعاد عنها والتمسك بأحكام رب العالمين.

وأخيراً فإن اجتماع المسلمين على صعيد واحد، يلبون نداء ربهم، يسعون ذات السعي، ويطوفون ذات الطواف، يكبرون ويهللون لرب واحد، يجتمعون من كل صوب وحدب، لباسهم واحد، لا فرق بين أبيض وأسود ولا عربي وأعجمي، هذا المشهد من الوحدة والاجتماع، يرسل لأهل الشام المبتغين إسقاط النظام أن يهبوا استجابة لدينهم، ونصرة لأعراضهم، وتنفيذاً لأمر ربهم، معتصمين بحبله جميعاً، فيجتمعون على المشروع الذي يرضي ربهم، وكل منهم يأخذ دوره، واثقين بأن الله لن يخذلهم، فيستمدون منه العون والمدد، فهو القاهر فوق عباده، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ [الحج: ٣٩]

=====
منير ناصر