press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

354666251 191957650495970 6116099728791807611 n

 

الحقائق كثيرة ولكن ما يعنينا في هذا الموضوع هو الحقائق #الشرعية وفهم الواقع. لأن فهم الواقع يجعلنا نضع التشخيص الصحيح، وفهم النصوص الشرعية يجعلنا قادرين على إنزال هذه الأحكام على الواقع المراد تغييره وبذلك يتم العلاج والشفاء و #التغيير الصحيح والمرجو. ولذا كان إنكار الحقائق أو تجاهلها من أعظم الظلم.


فإذا فهم النص الشرعي كما ينبغي ثم تنكّر الإنسان له كان كافرا. قال تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾.
وإذا فهم الواقع جيدا ثم تنكر الإنسان لهذا الفهم ضل وظلم نفسه وظلم الآخرين، لأن #الأحكام_الشرعية والنصوص تتنزل على الواقع لتعالجه، فإذا فهمت الواقع جيدا ثم خالفت هذا الفهم استنادا لضرورة ما أو للمشاعر أو المصلحة أو خشية بطش أو ظلم فإن هذا يعني أن الأحكام الشرعية ستتنزل على فهم مغلوط للواقع فستكون مغلوطة من حيث استخدامها في غير مراد الشارع، ﴿وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.


ولذا فإن إنكار #الحقيقة أو تجاهلها هو من أبشع أنواع الظلم لأنه سيترتب على ذلك إما مخالفة النص الشرعي بصورة مباشرة وهذا كفر، أو إنزال الأحكام الشرعية والنصوص على وقائع لا تناسبها وهذا ظلم، والاستمرار بذلك إمعان في الظلم وهو فجور.


لأن الأحكام الشرعية جاءت لتعالج وقائع بعينها، فكل حكم شرعي متخصص بواقع معين، تماما مثل الدواء والعلاج مع الأمراض، يأتي الدواء المعين لمرض مخصوص فيعالجه فيبرأ المريض، أما أن تخطئ في التشخيص أو تعالج مرضا ما بدواء لا يناسبه فإن المريض لن يبرأ وهذا استنادا لقاعدة ربط الأسباب بمسبباتها.


وهكذا هي الأمور في السياسة وتدبير مصالح الرعية، ليس للعواطف ولا للرغبات علاقة بفهم الواقع أو فهم الحكم المناسب له، فأي خلل في فهم الواقع أو أي إنكار للحقائق التي توصلت إليها في فهم الواقع معناه الظلم بعينه، فمخالفة فهم الواقع أو مخالفة العلاج المنصوص له سيؤدي لاضطراب وبلبلة وخسارة عظيمة في الدنيا وخسران عظيم يوم القيامة بسبب الظلم الذي حصل وما ترتب عليه.


أيها المخلصون في #هيئة_تحرير_الشام: الواقع الماثل أمام أعينكم هو أن النظام التركي بقيادة أردوغان هو القوة الناعمة التي تتحكم أمريكا من خلالها بالمسلمين. #أردوغان موافق منذ مجيئه على لعب هذا الدور من أجل مصلحة #تركيا التي هي حدودها وعدم قيام دولة كردية في المنطقة. أمريكا وعدته بذلك مقابل أن يقوم بالسيطرة على فصائل #الشام، هذا هو الواقع.


إن مخالفة هذا الفهم ليس هو مخالفة لحزب التحرير، وإنما مخالفة هذا الفهم هي مخالفة لفهم الواقع، فمخالفة حزب التحرير ليست ظلماً، وإنما مخالفة الواقع هي الظلم بعينه. فنحن في #حزب_التحرير نرحب بالاختلاف في الآراء، وليست هناك مشكلة في ذلك ولكننا لا نتساهل في مخالفة فهم الواقع لأنه ظلم، فالحل سيكون بناء على هذا الفهم، فالآيات والأحاديث ستنصب على فهم الواقع الصحيح وبذلك سيكون العلاج الصحيح وإلا كان عكس ذلك. ولقد حصل ذلك من قبل فضاعت حلب تحت رعاية وإشراف النظام التركي، ألا تذكرون ذلك؟!


أيها المخلصون من جبهة تحرير الشام: إن فهم هذا الواقع يقتضي التصرف على أساسه، وإن معرفة حقيقة أن النظام التركي هو أداة بيد #أمريكا لتركيع #الثورة وإرجاعها لحضن عميل أمريكا بشار أسد، تقتضي تصرفا شرعيا مخالفا تماما للتصرفات والأعمال السياسية التي تقومون بها من التنسيق معه، فهذا التصرف منكم يخالف فهم الواقع ويخالف ما يريده الشرع و #الثورة_السورية منكم، وهذا ما يحاول أن يبصركم به شباب حزب التحرير.


إن النظام التركي لديه أجندة سياسية واضحة المعالم وهي تتعارض وتتناقض مع ما تريدون، بل إنه سيستخدمكم لمصالحه الوطنية والقومية ثم يبيعكم ويبيع الثورة وأهل الشام بثمن بخس لنظام أسد وأمريكا، وهذا أيضا بدت معالمه واضحة من لقاءات النظام التركي و #التطبيع مع نظام أسد بأوامر من أمريكا.


إن ما يدعوكم إليه حزب التحرير هو أن تبتعدوا عن مخالفة الواقع، حتى لا تظلموا أنفسكم وتظلموا من معكم وتظلموا الثورة السورية التي خرجتم لنصرتها. ها أنتم اليوم تجلدون أهلها وتظلمون حملة الدعوة لأنهم يبصرونكم بظلمكم حيث خالفتم الفهم الصحيح للواقع، وإن هذا لظلم وجور والاستمرار به فجور.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾

=====
كتبه: د. فرج ممدوح

 

المصدر: https://tinyurl.com/yc4ytmpb

photo 2023 06 14 15 20 56

عجز المتآمرون جميعا رغم عظم إمكانياتهم عن تركيع ثورتنا بالقوة العسكرية
فالثورة لا يُخشى عليها من جانب الإمكانات المادية بل يُخشى عليها من المكر السياسي و عدم امتلاك من توسّد أمر قيادتها للوعي السياسي المطلوب ليكون على قدر المسؤولية
فقد تلقت ثورتنا ضربات موجعة آلمتنا جميعا و سقط من توسد أمرها في فخاخ الدول المتآمرة على الرغم من تحذيرات حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لهم فقد حذرهم ابتداء مما يسمى بأصدقاء الشعب السوري، و حذرهم من جرائم الاقتتال الداخلي الذي كان هدفه قتل الثورة من الداخل وإضعافها، إلى تحذيره من جرائم الهدن والمفاوضات التي نفذها قادات الثورة العسكريين منهم والسياسيين إلى الدور التركي الخبيث والذي يكاد يكون أخطر عدو يلبس ثوب الصديق وغيرها الكثير من المكائد التي أوردت ثورتنا المهالك .
ولذلك من هذا المنطلق على الثورة اليوم بوجهائها وفعالياتها وشيوخ عشائرها وأبنائها الأحرار والثوار أن يتحصنوا خلف قيادة سياسية واعية تملك مشروعا واضحا ورؤية ثاقبة للخروج من هذه الأزمة الخطيرة التي تمر بنا في ظل إقبال الحكام الخونة على التطبيع مع النظام المجرم وجاهزية الحكومات في المحرر وقياداتها السياسية والعسكرية للجلوس مباشرة مع النظام المجرم والمصالحة معه و هم يحاولون اسكات كل من يريد أن يقف بوجه هذا التيار الداعي للمصالحة والتطبيع بالاعتقال والتشبيح وهتك الحرمات كما يحصل على أيدي مخابرات وشبيحة من سمت نفسها (هيئة تحرير الشام ).
===
شادي العبود

يي

 

 

 



جرت سنة الله أن يكون في كل زمان وعصر فرعونُه إن لم يكن فراعنته، ولكل زمان وعصر هامانه إن لم يكن هاماناته، ولكل عصر وزمان جنود فرعون وهامان إن لم يكن جيوشهما. هكذا هو الحال في كل عصر وزمان، جنود الباطل والظلم دائما ما يوجدون ليواجهوا الحق ويدافعوا عن الظلم والجور و #الفساد. ﴿سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾.

وعادة ما كان الأنبياء هم من يتصدون لظلم وفساد الفراعنة والطواغيت، ولكن بعد انتهاء النبوة وانقضائها بعد آخر نبي؛ سيد الخلق محمد ﷺ، فإنه لا نبي بعده، وإنما خلفاء وحكام لدولة الخلافة يقودون #الأمة لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولما هدمت دولة الخلافة العثمانية عام 1924م صار حملة الدعوة، يعملون عمل الأنبياء وعمل الخلفاء، فيقومون وهم عزل ودون قوة مادية بالقيام بأعمال التصدي للباطل والصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان عملهم شاقا وحملهم ثقيلا. عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».

مكان عظيم وإرث أعظم، يضع حامل الدعوة فيه اليوم نفسه مكان الأنبياء والمرسلين، ينافح ويدافع عن دين الله ويتصدى للظلمة والمعتدين باذلاً الغالي والرخيص في سبيل الله ودعوة الحق. يا له من إرث ذلك الذي تدافعون عنه، تدافعون عن الدين وعن أرض الإسلام من أن تضيع، وعن تراب #الشام الذي اختلط بدماء #الصحابة العظام الفاتحين الأوائل رضي الله عنهم، وحشركم الله معهم بعملكم العظيم، اللهم آمين. وجزاكم الله كل الخير ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

يا شباب حزب التحرير ومن ناصرهم في المحرر: نذكركم بقول موسى عليه السلام لقومه ضد بطش وظلم فرعون وهامان وجنودهما ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، فاستعينوا بالله واصبروا واتقوه سبحانه، فإن من سيبقى في المحرر أو في #سوريا أو في الشام كلها ومن سيحكمها هذا كله يقرره الله عز وجل المالك القادر المعز والمذل، فهو من يورث الأرض من يشاء، وأما مواقف الحق والبطولة والدفاع ونصرة دين الله، والتوكل على الله والاستعانة به وحده، والصبر على الأذى والثبات على الحق فهذه الأمور كلها هي التي بأيديكم واختياركم وأنتم من يسطرها، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، وهنيئا لكم صدعكم بالحق وصبركم على الأذى، وهنيئا لكم الأجر العظيم وحسن العاقبة بإذن الله والحشر مع النبيين والصديقين و #الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ونذكر إخوتنا المخلصين في #هيئة_تحرير_الشام أن عدوكم ظاهر واضح في دمشق، ومن ورائه #أمريكا، وأدواتها وعلى رأسهم #أردوغان، ومن ارتبط به من قاداتكم للأسف. يا إخوتنا الكرام من أبناء الهيئة المخلصين إن مشروع تسليم الشام كلها للطاغية قد بدت مظاهره واضحة للجميع جلية ماثلة أمام أعينكم، فالنظام السوري وعلى رأسه بشار قد أعيد #التطبيع معه وإرجاعه لحظيرة #الجامعة_العربية، وفرضت أمريكا على الجميع التطبيع معه ومن بينهم #تركيا أردوغان، فما الذي لا ترونه بعد؟! إنهم يعدون #الجولاني وغيره من قاداتكم ويمنونهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.

لقد انكشف المستور وباتت الخطة الأمريكية واضحة ولم يبق فيها إلا تسليم المحرر عبر أردوغان والسذج من القيادات في الهيئة فماذا تنتظرون؟! هل تنتظرون أن تروا آخر خطوة بأم أعينكم والعياذ بالله؟! ما الذي تفعلونه بتكتيم أفواه حملة الدعوة واعتقال شباب #حزب_التحرير الذين يصدعون بالحق ويحاولون تبصرتكم بكل ما أوتوا من قوة؟! ألا تعودون عن غيكم وتصحون من غفلتكم؟! أم أنكم ستنتظرون أن تحشروا مع الظلمة والمنافقين؟! ما الذي تنتظرونه؟! متى رأيتم نظام أردوغان يفي بوعوده؟! متى رأيتم أمريكا و #روسيا يفيان بوعودهما؟!
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾

====
كتبه: د. فرج ممدوح

المصدر: https://tinyurl.com/2c22mp2m

353854978 213328371646556 2411011395313264761 n 

لقد كان مشهد إعادة المجرم أسد إلى حظيرة الجامعة العربية، مخزياً إلى الحد الذي يجعل حكام العرب يسقطون عن عوراتهم ورقة التوت التي تستروا بها طوال السنين الماضية، يصاحبه مشهد من التطبيع والتنسيق بين النظام التركي ونظام الإجرام في الشام.

يعتبر هذا المشهد هو الأخير في الفصل الأخير من مسرحية أطلق عليها اسم "أصدقاء الشعب السوري" والتي بدأت فصولها مع انطلاقة ثورة الشام في مطلع عام ٢٠١١م، ومرت بمراحل شتى وصلت ذروتها أن ادعت هذه الأنظمة عزمها على إسقاط النظام المجرم عسكرياً، إن تعذّر إسقاطه سياسياً.

ولقراءة المشهد وتأثيراته على ثورة الشام ومسارها، لا بد من الإقرار بحقيقة المتحكم الرئيس في الملف السوري، إذ تُعد أمريكا هي التي حافظت على النظام المجرم ومنعت سقوطه، عبر مسار طويل من التآمر تخلله الخداع من جانب، وإتاحة الفرصة للدول لتقديم الدعم المباشر لطاغية الشام.

وكان دور الخداع هو الأبرز في كل مشاهد التآمر، بدءاً من جعجعات حكام أمريكا التي ترسم الخطوط الحمراء لنظام الإجرام، ثم ما يلبث أن يتجاوزها، لتقوم بفرض عقوبات لا تسمن ولا تغني من جوع، وأخيراً أعطت الضوء الأخضر لمن سمتهم يوماً "أصدقاء الشعب السوري" ليعيدوا تدوير النظام عبر الاعتراف بشرعية حكمه للبلاد، والتعامل معه للقضاء على ما تبقى من ثورة الشام.

إن أمريكا ما كان لها أن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن اطمأنت أن أدواتها التي صنعتها وجعلتها تتحكم بقرار الثورة قد باتت جاهزة لإطلاق الرصاصة الأخيرة على ثورة الشام، فها هو ما يسمى الائتلاف الوطني لا يجرؤ أن ينبس ببنت شفة تجاه عملية التطبيع الوقحة التي يرأسها النظام التركي، وكذا قادات الفصائل الذين لا يزالون يصرون على وصف النظام التركي بالحليف، وما هو إلا سيد لهم ينفذون خطوات التطبيع التي يمليها عليهم.

كل هذا جعل أمريكا تجرّ أُجراءها وأدواتها للسير بخطوات عملية في طريقها لإجهاض الثورة وقتلها، فها هي التصريحات التركية تتوالى لتؤكد حقيقة التدخل التركي في الثورة منذ عام 2016م، وها هي الجامعة العربية قد فتحت حضنها لاستقبال قاتل الملايين ومغتصب الأعراض، ظناً من أمريكا أن هذه الخطوات ستزرع اليأس في قلوب الثائرين فتجعلهم جاهزين للاستسلام وللمصالحة الكبرى التي تسمى الحل السياسي.

وهنا لا بد أن نذكر بحقيقة هذا الحل المسموم الذي نسجت خيوطه أمريكا وفرضته على كل المتدخلين في الشأن السوري، فتجد أن كل الدول سواء التي ادعت صداقتها أو أظهرت عداءها، يطالبون بتطبيق الحل السياسي، وكذا تفعل المعارضة المصطنعة، ومعها قادة الفصائل، وهذا ما أكدته الجامعة العربية حتى بعد استضافتها للمجرم أسد، فقد أكدت عودة النظام المجرم أنها تسهم بشكل كبير في تطبيق الحل السياسي.

وهنا تبرز لنا حقيقة هذا الحل، فهو ليس نصاً يفسره كل طرف كما يشاء، إنما هو قرار مبرم واضح المعالم، وإن أخفاها البعض، يؤكد أن الحل في سوريا هو ببقاء المجرم ونظامه وأجهزة مخابراته وجيشه، أما باقي التفاصيل فما هي إلا ذر للرماد في العيون، ومحاولة للالتفاف وإقناع الناس بضرورة هذا الحل، وضرورة القبول به وتطبيقه.

لكن وبفضل الله فإن هذا الحل لم يجد حتى اليوم سوى قادات أنذال باعوا دينهم بعرض من الدنيا، ينادون بتطبيقه أو يطبقونه بحذافيره، أما أهل الشام وثوارها فإنهم لا يرون حلاً سوى الاستمرار في الثورة وكنس المجرمين، وهذا الذي بدأ الناس يشعرون بضرورة السير فيه، وترتيب الصفوف وفقه، بعيداً عن إملاءات الداعمين، أو ترهيب أدواتهم الرخيصين.

فإن كانت أمريكا تهدف من خلال تعويم النظام وفرض الاعتراف به أن تجعل أهل الشام يستسلمون ويستعدون للمصالحة مع المجرمين، فإن أهل الشام باتوا اليوم أقرب ما يكونون إلى استعادة قرارهم، والاستسلام بالنسبة لهم خيار قد أُسقط من قاموسهم إلى غير رجعة، وما بقي عليهم سوى إدراك ضرورة الاعتصام بحبل الله حول قيادة سياسية واعية تقود الجهود وتسيرها نحو إسقاط النظام المجرم.

وهذا ما يفسر قيام مخابرات هيئة تحرير الشام، وفي اليوم نفسه الذي أقرت فيه إعادة المجرم أسد للجامعة العربية، بحملة شعواء تستهدف حملة الدعوة الواعين على كل ما يمكر بالثورة وأهلها، إذ بات حملة الدعوة ومعهم أهل الشام عقبة كأداء أمام تمرير المؤامرات، التي تهدف للقضاء على ثورة الشام وتضييع تضحيات أهلها، إذ إن التآمر لا يمر إلا إن خلت البلاد ممن يرسم الطريق المستقيم بجانب الخطوط المعوجة.

وأخيراً لا بد أن نعلم أن إعادة تدوير النظام وإن كان يرى بأنه طعنة في خاصرة أهل الشام، وخذلان لهم ولشهدائهم، إلا أنه يعتبر انكشافاً لحقيقة هذه الأنظمة التي مارست الخداع والدجل طوال هذه السنوات، وهذا أمر لا بد منه كي لا يتعلق أحد بعد اليوم بهذه الأنظمة أو ينتظر منها نصراً أو عزاً؛ إذ إن الركون إليهم مانع من النصر، والاعتصام بحبل الله وحده بداية طريق النصر، إذ إن نصر الله لن يتنزل إلا على من قطع حباله مع غيره ووصل حبله مع الله وحده، وهذا بات إلى أهل الشام أقرب من قبل، يقول تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.

 

كتبه: 

3

 

بعد إعادة النظام المجرم إلى مقعده في جامعة الدول العربية وكشف المواقف الحقيقية التآمرية لهذه الأنظمة تدخل ثورة الشام مرحلة جديدة تتمايز فيها صفوف الصادقين من صفوف المنافقين المخادعين في الداخل والخارج فكأنها تنفي خبثها وينصع طيبها.

أما على مستوى الخارج فبعد تصريحات قادة الدول ووزراء خارجيتهم ممن زعموا صداقة الشعب السوري ودعم ثورته ووجوب أن يرحل النظام المجرم وإلا سيرحلونه بالقوة، ها هم يلعقون تلك التصريحات ويستبدلون بها أن الحل في مصالحة النظام والتطبيع معه وإعادة المهجرين الذين هجرهم النظام إلى مناطقهم دون سؤال أو محاسبة عن الأعراض التي انتهكت والمعتقلين الذين غيبوا والمجازر التي ارتكبت بالكيماوي والبراميل المتفجرة والدماء التي سفكت والأموال التي نهبت والمدن التي دمرت... كل هذا غيبوه عن أذهانهم لأنهم والنظام المجرم من طينة واحدة؛ فهم عملاء أذلاء لأمريكا التي وزعت عليهم أدوار الخداع والدجل على الثورة، كما أوعزت لإيران ومليشياتها بمساندة النظام، وأعطت الضوء الأخضر لروسيا بمناصرته بالقوة الجوية، فيما ذهبت هي تمارس هوايتها في التصريحات الرنانة الفارغة في دعم الثورة والتنديد بالنظام وصنعت مليشيا (قسد) لتكون خنجرا في خاصرة الثورة وملهاة عن قتال النظام، ومنعت عن الثورة كل سلاح فتاك يمكن أن يؤثر على سير المعارك.

لقد حذرنا في بداية الثورة من الركون أو الوثوق بهذه الأنظمة ومن يشغلها من دول الغرب المستعمر الكافر، ولكن قليلاً من سمع نداء العقل، والأغلب ممن لهث وراء الدعم من المال السياسي المسموم متغافلين عن قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

أما على مستوى الداخل فها هم كثير من قادة الفصائل الذين استقطبوا أبناء الأمة بشعار الجهاد في سبيل الله وإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة شرع الله وتحكيم شريعته، وبعد أن استشهد عشرات الآلاف من خيرة أبناء الأمة وقتل النظام أكثر منهم من النساء والأطفال والشيوخ وهجّر منهم الملايين، ها هم يقبلون بالحل السياسي الأمريكي المذل الذي يجعلهم شركاء لهذا النظام بفتات سلطة كان يعطيها لمن يصفقون له دون ثورة ولا تضحيات.

إن القبول بالحل السياسي الأمريكي وقراره رقم 2254 هو بيع لكل تلك التضحيات وخيانة لله ورسوله وللمسلمين، وخيانة للشهداء والمعتقلين والأعراض التي انتهكت، ولأجل تنفيذ استحقاقات هذا الحل السياسي أشعل الاقتتال بين الفصائل حتى تمت تصفية أغلبها قتلا واعتقالا وتشريدا وتفكيكا ليقدّم المنتصر أوراق اعتماده للقوى الكبرى عله يحافظ على ما غنمه من ثروة في هذه الثورة. كما سلمت أغلب المناطق المحررة بمعارك استنزاف وهمية قتل فيها المخلصون من المجاهدين الذين تركوا لسبيلهم على الجبهات دون دعم عسكري أو لوجستي من قيادتهم المتآمرة. كما فتحت المعابر التجارية والإغاثية لتكون بواكير أعمال تطبيعية مع النظام. وأنشئت حكومات تقوم بالتضييق على الناس بفرض الضرائب والمكوس والرسوم على كل شيء ليمل الناس ويكرهوا ثورتهم وينظروا إليها أنها هي سبب بلائهم وفقرهم وتشريدهم في المخيمات فيفكروا بالمصالحات.

ولم يكتف قادة الفصائل وحكوماتهم بهذا الحال بل من أجل استكمال استحقاقات المصالحة والتطبيع مع النظام لا بد من إعادة الناس إلى مربع الخوف الأول الذي خرجوا عليه وإسكات أي صوت حق يرفض المصالحة والتطبيع مع النظام وخنق كل صوت حر شريف واع ومخلص يكافح هذه المؤامرات التي تماهى الخارج مع الداخل فيها بعد عودة النظام المجرم إلى جامعة الدول العربية وخطوات التطبيع التركية، فكانت الهجمة الشرسة الأخيرة على حزب التحرير وعلى المستقلين من المجاهدين الذين يريدون فتح الجبهات، بالاعتقالات والمداهمات بطريقة تأباها أخلاق الجاهلية فضلا عن أخلاق الإسلام فكسرت الأبواب واقتحمت البيوت ودخل إلى غرف النوم وهتك ستر الحرائر ونهبت الأموال وانتهكت كل المحرمات... هذا الجنون يدل على عبيد ينفذون أمر أسيادهم لعلهم يقبلونهم في مجتمعهم الدولي الكافر المنحط.

نعم هذا البلاء الذي حل بأهل الشام ليميط اللثام وليميز الخبيث من الطيب والمنافق من الصادق فتتمايز الصفوف بين من يريدون الحياة الدنيا ومن يريدون الله والدار الآخرة، قال تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.

أيها المسلمون يا أهل ثورة الشام: إن ثورتكم أمام مرحلة مفصلية وأمام مفاصلة ومنازلة كبرى بين من يريد حرفها والقضاء عليها وإعادتنا إلى حظيرة النظام المجرم وبين من يريد إيصالها إلى هدفها الذي يرضي الله ورسوله ﷺ ويحقق صالح الأمة والمسلمين، فانظروا يرحمكم الله أي الفريقين تختارون ومن تنصرون؟ فالأمر جد لا هزل وخطر لا سهل، واعلموا أن الله ناصر دينه ومظهر أولياءه كما قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.

بقلم: الشيخ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)

 

المصدر: https://tinyurl.com/yu4c2439