- التفاصيل
مما تذكره كتب الأدب واللغة العربية أن قوماً خرجوا إلى الصيد، في يوم حار، فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهي الضبع، فطردوها حتى ألجؤوها إلى خيمة أعرابي، فاقتحمتها. فخرج إليهم الأعرابي فقال: ما شأنكم؟
فقال: صيدنا وطريدتنا.
قال: كيف وقد دخلت بيتي واستجارت بي؟ كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي، فرجعوا وتركوه، فقام إلى شاة له فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء، فأقبلت مرة تشرب من هذا ومرة تشرب من هذا حتى عاشت واستراحت، فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه فبقرت بطنه، وشربت دمه، وأكلت حشوته وتركته.
فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال في ذلك:
ومن يصنع المعروف في غير أهله . . . يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر.
وأم عامر هي كنية الضبع،
فلأجل هذا قالت حكماء العرب: إن المعروف إلى الكرام يعقب خيراً، وإلى اللئام يعقب شراً، ومثل ذلك مثل المطر، يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤاً، وتشرب منه الأفاعي فيعقب سماً. وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.
ولعمري لا نرى شبهاً لهذه الأمثال العربية إلا ما نراه اليوم ممن يسمون أنفسهم لجنة السلم الأهلي.
فهم مثل ذاك الأعرابي الذي أجار الضبع من القتل، ثم أطعمها وسقاها، فقامت بقتله وأكله. فقد أطلقوا الشبيحة والمجرمين والوالغين بالدماء والهاتكين للأعراض، يبتغون عندهم العزة والمنعة، ويبتغون رضى الدول الغربية عنهم في التعامل مع ما يسمى بالأقليات، وقد غفلوا عن قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].
ألا يدركون أن ما يفعلونه معناه أن الحاضنة الشعبية الثورية ستنفض عنهم وتتركهم ولن تقف معهم وستتخلى عنهم!
ألا يدركون أنهم إن فعلوا ذلك فإن هؤلاء الشبيحة سيكونون هم المعول الذي يهدم بنيانهم!
ألا يدركون أنهم يتزلفون للقتلة المجرمين على حساب دماء الشهداء التي ستلعن من ضيعها وساوم عليها وباعها في سوق النخاسة!
ألا يدركون أنهم قد فعلوا جريمة شنعاء ستكون وصمة عار عليهم إلى يوم الدين!!
ألا يدرك هؤلاء أن هذه السياسة تجاه الشبيحة والقتلة والمجرمين هي مثل قول العرب قديماً: سمّن كلبك يأكلك!
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود عبدالرحمن
- التفاصيل
المنصب في الإسلام ليس تشريفًا، بل تكليفٌ عظيمٌ وحملٌ ثقيل، أدرك ذلك الخلفاء الراشدون جيدًا، ووعاه الناس من بعدهم، فقاموا يراقبون ويحاسبون، لا بدافع الفتنة ولا بغرض التشويش، بل لأن الإسلام جعل السلطان للأمة، فهي صاحبة الحق في تعيين من ينوب عنها لتطبيق أحكام الشرع، على اعتبار أن السيادة للشرع والسلطان للأمة.
ومن هذا الفهم نشأ حق الأمة في المحاسبة، وهو جزء أصيل من نظام الحكم في الإسلام، وقد فهم الخلفاء هذا الحق وعملوا به. فكانت أبوابهم مفتوحة، وآذانهم صاغية، وقلوبهم راضية بالحق مهما كان صاحبه.
وقد جسد عمر بن الخطاب هذا المفهوم في أكثر من موقف، فقام سلمان الفارسي يوقفه وهو على المنبر، سائلاً إياه عن ثوب زائد عن حصته في القماش، فلم يغضب عمر ولم يقمعه، بل طلب من ابنه عبد الله أن يخبر الناس بالحقيقة، فقام وقال: "إن أبي أخذ ثوبي فضمّه إلى ثوبه"، فقال سلمان: "الآن نسمع ونطيع".
وفي موقف آخر، حين أراد عمر أن يحدد المهور، اعترضته امرأة من عامة الناس، وقالت له: "يعطينا الله وتمنعنا؟ ألم يقل الله: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا﴾؟"، فوقف عمر أمام رأيها وقال بكل تواضع: "أصابت المرأة وأخطأ عمر".
والملاحظ أنه لم يخرج أحد من الصحابة ليرد على من أنكر في هذين الموقفين باتهامه بأنه "صاحب فتنة"، أو القول بأن "الخليفة حكيم لا يخطئ، وأفعاله مدروسة، وهو أدرى بالمصلحة". لم يقل أحد ذلك، لأنهم كانوا يدركون أن للأمة حقًا مقدسًا في المحاسبة والمساءلة.
كفانا اليوم تبريرًا لأخطاء الحكام، وكفانا تصدّيًا لكل من ينكر منكرًا أو يعارض ظلمًا، وكفانا وصف من يقول كلمة الحق بأنه "مفتن" أو "لا يفقه"، وكأن الدولة معصومة، وكل قراراتها منزّهة ومدروسة بعناية لا تقبل النقاش.
إن مثل هذه الأقوال لا تضيف للدولة حكمة، ولا تمنحها هيبة، بل تكرّس الاستبداد وتغلق باب الإصلاح، فإنما نهضت أمة الإسلام يوم كان فيها من ينكر، ومن يقوّم، ومن يُسمع صوته في وجه الباطل دون أن يُخوّن أو يُتهم.
وهذه هي خيرية الأمة التي حدّدها الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال عزّ وجل: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].
وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية هذا الدور في الحديث الشريف: (مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعًا). [رواه البخاري].
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
وائل مسعود
- التفاصيل
منذ استلام الإدارة السورية الجديدة إدارة البلاد نهاية عام 2024م وأمريكا تحاول دفعها تدريجياً للتطبيع مع كيان يهود، فقد صرّح أحمد الشرع بتاريخ 16/12/2024 لصحيفة التايمز أن إدارته ملتزمة باتفاق 1974 مع الكيان، والذي نصّ على "وقف إطلاق النار بين سوريا و(إسرائيل) وتحديد حدود مناطق فصل الأطراف المتحاربة"، مع تأكيد الإدارة السورية مراراً أن أراضيها لن تكون منطلقاً للهجوم على كيان يهود، تزامن ذلك مع تغلغل قواته جنوب سوريا واحتلالها قمة جبل الشيخ وعددا من بلدات وقرى محافظة القنيطرة، وتشمل منطقة عازلة أنشأها خوفاً من تفلت الأمور وهجوم محتمل ضده.
وأما التطور الخطير في القضية، فقد ظهر أثناء لقاء الشرع مع ترامب في الرياض يوم 14/5/2025م، الذي دعاه إلى الانضمام لاتفاقيات التطبيع الإبراهيمية مع كيان يهود. وقال ترامب، وهو عائد على متن طائرته، إن الشرع أجاب بـ"نعم" عندما سُئل عن الانضمام إلى الاتفاقية في نهاية المطاف، كما ظهر ذلك في فيديو قصير انتشر في وسائل الإعلام.
وهذا الاتفاق ليس اتفاقاً للتطبيع السياسي فقط، بل يمتد ليكون تطبيعاً شعبياً يشمل جميع أطياف المجتمع؛ إذ يقضي بالاعتراف بالكيان كجزء شرعي يستوطن بلاد المسلمين، ومنع أي نوع من رفض (شرعيته) أو محاولة اقتلاعه، وترسيخ ذلك من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية، مع تجاهل تام لجرائم يهود بحق المسلمين في فلسطين.
وفي حين تؤكد الإدارة السورية الجديدة أن المحادثات غير مباشرة، إلا أن رويترز نقلت في 27/5/2025 عن خمسة مصادر مطلعة أن كيان يهود وسوريا على اتصال مباشر، وأجريا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه، بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وقد صرح الكاتب ورجل الأعمال الأمريكي جوناثان باس، الذي التقى الشرع، بأن لدى سوريا وكيان يهود أعداء مشتركين، وأنه يمكنهما لعب دور رئيسي في الأمن الإقليمي.
إن أية خطوات تكون مقدمة للتطبيع مع كيان يهود هي شر مستطير وجب الحذر منه والتحذير من عواقبه، وهو جريمة لا تُغتفر، فكيف وهو ما زال يمارس حرب إبادة بشعة ضد أهلنا في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023؟! فكل يوم يسقط ما لا يقل عن مائة بين شهيد وجريح، وما زال حكام المسلمين يتخذون وضع "المزهرية"، بل كثير منهم شريك في صنع مأساة أهلنا في غزة الجريحة.
إن التطبيع مع كيان يهود حرام شرعاً وخطر داهم عقلاً وواقعاً وسياسةً، وانسلاخ عن الأمة وعقيدتها وتنكر لثوابت ثورة الشام، فهو كيان غاصب لأرض إسلامية، يجب اقتلاعه من جذوره، فلا سلام بيننا وبينه، بل هي الحرب ولا شيء غير الحرب والجهاد الذي أمر الله به. قال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
إن كيان يهود كيان هزيل، وجنوده جبناء منهزمون نفسياً، وقد رأينا كيف انهارت فرقة غزة خلال ساعات قليلة أمام ضربات ثلة مجاهدة قليلة العدد والعتاد. وإن الواجب على الإدارة السورية الجديدة إعداد العدة لإعلان الحرب عليه، لا التطبيع معه. وكدولة من دول الطوق يجب عليها نجدة إخوانها في غزة الذين يستصرخون الأمة منذ أكثر من سنة ونصف، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
إن تضحيات أهل الشام في خضم ثورة دامت 14 عاماً، خرج أهلها ضد ظالم مجرم يقهرهم ويعذبهم ويرتكب المجازر بحقهم، والتي تكللت بسقوطه، يجب ألا تقف عند حدود وطنية وتنتهي بتطبيع مع كيان يهود الغاصب، الذي لا يقل إجراماً عن نظام بشار البائد. فهذا الكيان الذي يجثم على صدر الأمة الإسلامية ويرتكب المجازر بحق المسلمين في فلسطين، يجب ألا نرضى إلا بإنهاء وجوده وتخليص الأمة من شروره.
وإن مجرد إعلان الحرب على كيان يهود، سيجعله ينهار خلال أيام. وهو عين ما حصل عندما أعلنت المعركة ضد جيش بشار المنهار، حيث سيتقاطر المسلمون من كل حدب وصوب، ومن مشارق الأرض ومغاربها، لحرب كيان يهود وإنهاء وجوده.
وختاماً فإن صحت أخبار اللقاءات الرسمية بين الإدارة السورية الجديدة وكيان يهود، تحت ستار "التهدئة" أو "منع التصادم"، فإن ذلك بمثابة خيانة كبرى لله ولرسوله وللمؤمنين، وطعنة نجلاء في ظهر ثورة الشام المباركة، وتفريط صريح بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين.
إن كيان يهود كيان غاصب لا يُقر له بشرعية ولا يُعقد معه سلم، بل يقاتَل حتى يزول، وإن السبيل لذلك، يكمن في إعلان الجهاد صراحة، وتوحيد صف الأمة تحت راية الإسلام، فيعود المسجد الأقصى وسائر فلسطين المباركة إلى حضن الأمة الإسلامية، عزيزاً محرراً بإذن الله.
- التفاصيل
مقتطف من بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بعنوان:
فتح قنوات التواصل والمسالمة والتطبيع مع كيان يهود
منزلق خطير وشر مستطير يأباه ديننا والصادقون من إخواننا
منذ سقوط النظام البائد وكيان يهود يعربد في الشام مستبيحاً أرضها وسماءها، ومستهدفاً بشكل سافر مقدراتها وأسلحتها وثكناتها ومطاراتها، يحتل أجزاء من أراضيها، ويتدخل بكل صفاقة وفجور لدعم بعض الأطراف، تحت ذريعة حماية الأقليات، واتخاذهم أدوات لتحقيق مصالحه لا مصالحهم، دون أن يواجه هذا العدوان الصفيق برد مبدئي حازم يؤدب يهود ومن وراء يهود ويرسل رسالة تحدٍّ و عز، مفادها أن من أكرمه الله بإسقاط طاغية جبار وقف معه كل أعداء الإسلام لقادرٌ أن يُنسي يهود (أجبن خلق الله في الحرب والمواجهة) وساوس الشيطان؛ ولكن بدلاً من هذا الرد المبدئي الحاسم، كانت سياسة استجداء المجتمع الدولي لإيقاف هذا العدوان رغم أن المجتمع الدولي من أوجد هذه البؤرة السرطانية على أرض فلسطين، وهو الذي يحميها ويعطيها الضوء الأخضر لحرب الإسلام وأهله خوفاً من عودة دولته وحكمه وسلطانه، وهو الذي يمدها بكل أنواع الأسلحة، وعلى رأسه أمريكا، لمواجهة ثلة مؤمنة صادقة مجاهدة في غزة، أسقطت هيبة النتن والكيان وجيشه وجنوده ومرغت أنوفهم جميعاً في التراب، رغم شح الزاد وقلة العدة والعتاد وخذلان القريب والبعيد.
إن المطلوب من ثورة الشام بعد أن أكرمها الله و منّ عليها بإسقاط النظام البائد، وما هو متوقع منها، وهي التي ذاقت مرارة الخذلان، أن تبادر لحشد طاقات الأمة وتوحيد عوامل قوتها لإقامة حكم الإسلام ودولته، لتبنّي قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها نصرة أهلنا في فلسطين، بل العمل على تحريرها من رجس يهود، وهو ما كان ينتظره منا أهل غزة بل كل فلسطين بما فيها القدس الأسيرة والأقصى الحزين، بأن يكون أهل الشام أول المسارعين لإنهاء حقبة عقود ظالمة مظلمة من احتلال الكيان المسخ لأرضنا ومقدساتنا تحت مرأى ومسمع جيوش الأمة التي يحاول حكام أنظمة الضرار تقزيم دورها بحماية عروشهم لتبقى خط الدفاع الأول عن يهود الذين لا يصمدون جولة نزال واحدة إذا جد الجد وحمي الوطيس وثارت ثائرة الأمة وأهل القوة فيها فتحركت الجيوش مهللين مكبرين لجعل الكيان أثراً بعد عين.
إن الخوف يعشعش في نفوس ساسة كيان يهود رغم استعراض بطولاته وعضلاته، فتَفَوّقُه موهوم منكسر وكيانه بإذن الله مهدوم مندحر، طال الزمان به أو قصر، كيانٌ مسخ لا ينفع معه إلا اجتثاثه وقطع دابره المنتفش.
ولطالما قلنا أن هذا الكيان لا ينفع معه خطاب المسالمة ولا المداهنة ولا الملاينة ولا رسائل السلام، إنما هو حل واحد لا ثاني له مسطور في كتاب الله وسورة الإسراء، آيات تتلى إلى يوم الدين: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
وإن ما نراه من تحركات ونسمعه من تصريحات التعايش مع الجوار والانفتاح على الفجار كمقدمة للتطبيع و "سلام الشجعان" لينذر بخطر عظيم يتهدد أهل الشام وينقلب على أهداف ثورتهم وثوابتها التي قدموا ملايين الشهداء والمهجرين من أجلها.
إن مجرد التفكير ومحاولة التواصل مع كيان يهود لهو، مهما كانت تبريراته، جريمة كبرى، ومنزلق خطير ووصمة عار يجب ألا يسكت عنها أبناء ثورة قدمت عظيم التضحيات.
إن المواقف البراغماتية يأباها دينُنا وأنَفَةُ رجالنا، ويصنفها مسلمو سوريا أنها من الكبائر الموبقة التي يجب إنكارها والوقوف في وجهها لأنها منزلق خطير ومقدمة للسير في مستنقع التنازلات أملاً في رفع العقوبات، ولتثبيت أركان الحكم على شفا جرف هار. فالحكم ما لم يكن أساسه عقيدة الإسلام وسنده الصادقون من أبنائه، فمآله الانهيار، بعد أن يخدم مصالح الدول المتآمرة.
- التفاصيل
قال مصدر رسمي في كيان يهود لصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، الأربعاء، إن الكيان وتركيا توصلا إلى تفاهمات بشأن تنسيق أنشطتهما العسكرية في سوريا بهدف منع الاحتكاك بين القوات من الجانبين. (روسيا اليوم)
الراية: لقد بات واضحا أن نظام تركيا أردوغان هو عرّاب أمريكا ومنفذ مشاريعها في المنطقة، وخاصة في سوريا، وأنه هو الذي جر الثورة إلى سلسلة المفاوضات التي أدت إلى حرف الثورة عن مسارها ثم انحسارها ووصولها إلى ما وصلت إليه في سنواتها الأخيرة، حيث سلب قرارها وتحكم بسيرها القادة الذين تنكروا لثوابتها، ولما كان يرفعونه من شعارات.
إن التعامل مع كيان يهود هو خيانة لله سبحانه وتعالى ولرسوله ﷺ وللمسلمين، ففي الوقت الذي يرتكب هذا الكيان المجرم المجازر بحق أهل قطاع غزة والضفة الغربية ويستبيح لبنان وسوريا واليمن، ترى نظام تركيا يبرم معه الاتفاقيات العسكرية والسياسية وعلى أرض حررها المجاهدون بدمائهم، ليكون بذلك شريكاً له في جرائمه ضد الأمة الإسلامية.
إن هذه الأنظمة القائمة في بلادنا هي أنظمة موالية للغرب الكافر المستعمر، وإن كيان يهود هو ظلها، وإذا زال الشيء زال ظله، وهي فرصة لجيش تركيا وكل جيوش المسلمين لكسر حدود سايكس بيكو ونصرة أهل غزة ولتحرير بيت المقدس من يهود وباقي بلاد المسلمين المحتلة.