- التفاصيل
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} [الشورى: 52].
ذكر الله تعالى في هذه الآية صفة القرآن: أنه روح.
أما تسمية القرآن (روحا)
وذلك لأن الروح هي سبب الحياة، والقرآن هو سبب حياة هذه الأمة. فالأمة من دون هذا القرآن كالجثة الهامدة من دون روح، فإذا فارقت الروح الجسد مات وأكله الدود وتعفن وصار عظاماً ورفاتاً لا قيمة له،
وكذلك إذا فارق القرآن هذه الأمة فإنها تموت وتتعفن وتأكلها ديدان الدول الكبرى وتنهب خيراتها وتأكل لحمها وهي لا تشعر.
والأمة إن كانت تحمل القرآن في صدورها، ولكن لا تطبقه في حياتها هي مثل النائم الذي فيه الروح ولكنه غافل عما حوله،
والأمة إن كانت تتلو القرآن بألسنتها، ولكنها لا تتلوه بأفعالها هي مثل المشلول الذي فيه الروح ولكنه لا يستطيع الحركة.
فالقرآن هو حياة الأمة وهو سبب وجودها وهو سبب حركتها، فإذا ذهب القرآن من الأمة ذهبت حياتها ووجودها ومكانتها.
وكذلك سُمّي القرآن روحاً، لكون القرآن سببا للحياة الأخروية الموصوفة في قوله: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}. [العنكبوت/ 64]، ولكن هذه الحياة الأخروية لا تتحصل إلا بهذه الحياة الدنيوية، أي بجعل القرآن حياً في القلوب والأقوال والأعمال، في الفرد والمجتمع والدولة.
فالعيش في الحياة الدنيوية مع القرآن وفق أحكامه هو الذي يوصل إلى الحياة الأخروية.
----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود عبدالرحمن
- التفاصيل
عند الحديث عن وحدة البلاد، لا بد من الدفع باتجاه استعادة السيطرة على المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة، وعلى رأسها مناطق سيطرة "قسد" التي تغص بالثروات التي تحتاجها الدولة للوقوف على قدميها، وذلك لضرب فكرة التقسيم والفدرلة التي تدعمها الدول المتآمرة وكيان يهود، وهذا لا يتطلب إلا قراراً حازماً، وخاصة مع وجود نفسٍ ثوري جهادي قوي ذاخر بخيرة رجال الثورة والجهاد الذين صقلتهم الصعاب على مدار 13 عاماً.
مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
مؤتمر الحوار الوطني السوري ما بين ضغوطات الدول وإملاءاتها وتطلعات أهل الثورة وتضحياتهم
ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
التعامل بحزم مع تصريحات الاستعلاء الاستفزازية لكيان يهود التي يتبجح بها نتنياهو وجوقته، بعيداً عن سياسة المسايرة والملاينة التي لا تنفع معهم، ولا مكان في هذا المقام للشجب والاستنكار والاحتفاظ بحق الرد الذي كان يتقنه النظام البائد، من الأسد المقبور إلى الجرذ الهارب، خاصة وأن لدينا قوة جهادية لا يستهان بها تتوق لرؤية الأقصى الأسير محرراً من يهود وعربدتهم، وتتوق لخطاب: "يا عدو الله.. الجواب ما تراه لا ما تسمعه"، وإلا فمن أمن العقاب أساء الأدب، وقد تمادى كيان يهود في غطرسته وعربدته رغم أنه أوهى من بيت العنكبوت.
الحديث عن حصر السلاح بيد الدولة وبناء "جيش احترافي" يكون عند اكتمال أركان جيش عقائدي مخلص للإسلام وعامل لتحكيمه عبر دولة، وعندما يتم فرض الاستقرار والقضاء على فلول النظام وشبيحته، واستعادة المناطق الشرقية الخارجة عن سيطرة الدولة وغيرها من مناطق الجنوب المتأرجحة. فالسلاح يجب ألا يكون في الأيدي الخطأ ممن يشكل خطراً على استتباب الأمن واستقرار الدولة، ويجب توجيهه نحو صدور الأعداء الذين تسول لهم أنفسهم مس الدولة بأي سوء. وقد بين النبي ﷺ أن أرض الشام هي أرض رباط وجهاد.
الأصل في المؤتمر ألا يبحث شكل نظام الحكم لأن الأصل فينا أن يحكمنا نظام الإسلام ودولة الإسلام ودستورها المستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بعيداً عن أي مصدر وضعي أو رابطة بعيدة عن ضوابط الإسلام، وحريّ بأي مؤتمر يجتمع فيه أعيان البلاد أن يبحث في اختيار من سيحكم البلاد في ظل نظام إسلامي خالص.
إن أهل الشام، قدموا التضحيات الجسام من أجل إرضاء الله وتحكيم شرعه وحده سبحانه، ولا يجدر بهم أن يُحكموا بنظام وضعي من تشريع البشر تحت ظل دولة مدنية وطنية علمانية تقصي الإسلام عن الحكم والدولة والمجتمع، ترضي الغرب الكافر وتسخط الله الذي حملتنا معيته سبحانه إلى دمشق منتصرين.
إن الممثلين الحقيقيين للأمة يجب أن يكونوا من أهل الدين والنزاهة والأهلية والكفاية، سواء من مخلصي الشام في كل مكان أو من أهل الثورة الذين جادوا بدمائهم وأبنائهم وأموالهم وهجّروا من ديارهم وعاشوا السنوات الطوال في الخيام، ليعيشوا تحت عدل الإسلام، فهؤلاء هم الأحق بتقرير مستقبل الشام، وذلك حتى لا تعود فلول النظام البائد وشبيحته ومطبّلوه ونظامه العلماني.
إن أي نشاط أو حوار أو مؤتمر يجب أن يكون هدفه إرضاء الله، وحسن رعاية أهل الشام بشرع الله، لا يكون فيه مجال لإرضاء دول تتآمر علينا ولا استجابة لضغوطها ومطالبها، ومعلوم إصرار كل من تواصل مع الإدارة الجديدة على علمانية الدولة وإبعاد كل ما له علاقة بالإسلام عن أن يكون له دور حقيقي مؤثر في مستقبل سوريا.
يجب أن ندرك أننا ما خرجنا إلا لإرضاء الله عز وجل الذي أكرمنا بالنصر وحملنا إلى دمشق بعونه وتوفيقه بعد أن قذف الرعب في قلوب فلول النظام البائد وشبيحته ومن كان معهم من مليشيات حاقدة على الإسلام وأهل الشام وثورتهم. فعلينا أن نثق بمعية الله وأن نتوكل عليه وحده وأن نسعى لما يحقق رضاه من تحكيم شرعه بإقامة دولة الإسلام، لا أن نسعى لرضا دول الغرب الحاقدة التي تريدنا أذلاء ضعفاء متفرقين لا تقوم لنا قائمة، فرضا الله ورضا أعدائه من الدول المتآمرة ضدّان لا يلتقيان.
إننا ندعو الجميع أن يحذروا من مصير من سبقهم من الثورات في تونس ومصر وغيرهما، عندما حاولوا استرضاء الغرب الكافر، فعادت الثورة المضادة وسمومها وعادت الفلول المجرمة وأنيابها، فضاعت التضحيات وعادت أنظمة الحكم أسوأ مما كانت عليه قبل الثورات.
أهلنا المسلمين في سوريا، أرض الرباط والثبات، أرض والجهاد والاستشهاد:
أنتم أبناء أمة عظيمة لا تنهض إلا بالإسلام الذي كان الحكم به على رأس ثوابت ثورتكم؛ أنتم أرقى من أن تضيعوا ثمرة جهادكم بنظام جمهوري يكون التشريع فيه للبشر من دون الله، ودولة مدنية ديمقراطية علمانية يدفع باتجاهها أعداء الله؛ أنتم أعظم من أن تقيّدكم رابطة الوطنية وحدود وهمية خطها الكافر المستعمر بيديه لينسينا أننا أبناء أمة واحدة آن لها أن تجمعها دولة مرهوبة الجانب، يقف أمامها المتجبرون بأدب بعد أن طغوا وتفرعنوا وعاثوا في الأرض الفساد. أنتم ملح الأرض التي آن لجحافل الجيوش أن تتحرك منها بعد أن تكون منطلقاً ونواة لدولة عظمى تجتمع بأخواتها في بلاد الإسلام، لتنشر الأرض عدلاً ورحمة بعد أن ملأها الكافرون ظلماً وجوراً، فذلك والله وحده ما يكافئ عظيم تضحياتكم ودماء شهدائكم، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
- التفاصيل
كانت أوروبا في العصور الوسطى تتبنى العقيدة النصرانية المحرَّفة التي تمنح الحاكم حق التشريع وتمنح تشريعاته وكافة أعماله قدسية تمنع محاسبته والتغيير عليه فيما يعرف بالتفويض الإلهي، والذي يعني أن الملك يمثل إرادة الله في الأرض، فكانت العقيدة النصرانية المحرفة هي الأساس الذي مكن للملك إصدار التشريعات والقوانين وأكسبها قوة الإلزام للأتباع.
وأسّس ذلك للاستبداد باسم الدين، وبسببه ولما نتج عنه من ظلم ثار الصراع بين رجال الكنيسة والمفكرين الداعين للتخلص من فساد الحاكم وسيطرته مع الكنيسة على حياة الناس ومقدراتهم، وانتهى هذا الصراع بتبني الناس عقيدة فصل الدين عن الحياة، فيما أصبحت التشريعات الناظمة للعلاقات بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة تصدر عن مجلس تشريعي يجسد إرادة الناس وتكون السيادة فيه للشعب لا للدين.
وإذا ما رجعنا إلى بداية الإسلام مع بعثة الرسول ﷺ نجد أن أهل يثرب بعدما تبنوا الإسلام في عقيدته وشريعته، وبعد إعطاء الأنصار النصرة لرسول الله ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وضع رسول الله وثيقة المدينة، فكانت الدستور الناظم للحياة في المدينة المنورة.
وفي سوريا أصدرت قيادة المرحلة الإعلان الدستوري بتاريخ 13/3/2025 متضمناً 53 مادة دستورية تكرس العقيدة الرأسمالية العلمانية وهي ذاتها عقيدة نظام أسد الذي ثرنا عليه لإسقاطه، إلا أن ما حصل بعد ذلك يدل على أن الطاغية سقط ولكن دستوره لم يسقط.
وإذا وقفنا مع بعض المواد الواردة فيه للتدليل على ذلك التناقض:
ففي المادة الأولى ينص على أن (الجمهورية العربية السورية دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وهي وحدة جغرافية وسياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جزء منها)، فقد أقرت شكل نظام الحكم الجمهوري المنبثق عن العلمانية والتشريع فيه للبشر من دون الله. والإيمان بالله يقتضي الإيمان بحقه الحصري في التشريع: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
وفي الكلمة الثانية (العربية) كرست العصبية القومية التي تفرق بين المسلمين على أساس قومياتهم وأعراقهم وتخالف قوله عليه ﷺ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ، إلَّا بِالتَّقْوَى». والقومية تخالف ولا تساوي بين المسلمين في الحقوق والواجبات، فالمسلم العربي وَفْقَها يحق له ما لا يحق لغيره من بربر أو تُرك، وتوجب عليه ما لا توجبه على غيره.
وفي الكلمة الثالثة (السورية) كرّست الوطنية المنحطة التي تفرق بين أبناء الأمة وتجعل الولاء للأرض ومحصورة داخل الحدود التي خطها الكافر المستعمر لتمزيق الأمة.
واذا ما انتقلنا إلى تتمة المادة (... دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وهي وحدة جغرافية وسياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جزء منها)، فهل هي دولة مستقلة عن ضغوط النظام الدولي أم أنها مستقلة بمعنى منفصلة عن بقية البلاد الإسلامية؟! وبالتالي فإن هذا الاستقلال هو تكريس للتفرقة التي خطها وأسس لها المستعمر الغربي في اتفاقية سايكس بيكو. فالجميع يقولون إن الأعداء يتعاملون معنا وفق قاعدة (فرق تسد)، ثم ترى الكثيرين لا يدركون أن هذه الأنظمة تحفظ وترعى هذه التفرقة بل وتزيدها!
وفي المادة الثانية (دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي هو المصدر الرئيس للتشريع) فعبارة المصدر الرئيسي المذكورة تجعل الإسلام أحد مصادر التشريع فيقرّ وجود مصادر أخرى، وهذا فيه اتهام مبطن للشريعة الإسلامية بالقصور وعدم اشتمالها على كافة الأحكام اللازمة للإنسان في حياته وينافي قوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، فإن كان هناك قصور فهو قصور عن فهم أحكام الإسلام الناظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم قدرة على الاجتهاد لاستنباطها.
وبالانتقال إلى الباب الثالث من الإعلان الدستوري:
أولاً- يمارس السلطة التشريعية مجلس الشعب: ففي هذا الباب مناقضة مباشرة ومخالفة للعقيدة الإسلامية، والدليل على ذلك أن رسول الله ﷺ بينما كان يتلو قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـهاً وَاحِداً لَّا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ إذ دخل عليه عدي بن حاتم وكان قبل الإسلام نصرانياً، فقال (يا رسول الله ما عبدناهم) فرد عليه رسول الله ﷺ: (ألم يحلوا الحرام ويحرموا الحلال؟)، قال: بلى، قال: وأطعتموهم؟، قال: بلى، قال: فتلك عبادتكم إياهم). وهذا بيان منه ﷺ لمعنى العبودية ألا وهي الطاعة والخضوع للمشرع. ويكون مجلس الشعب هو مجلس أرباب يشرعون من دون الله.
والمادة 30 من الإعلان الدستوري تقول يتولى مجلس الشعب المهام التالية:
أ- اقتراح القوانين وإقرارها.
ب- تعديل وإلغاء القوانين السابقة.
فبحسب هاتين الفقرتين فإن لمجلس الشعب حق اقتراح القوانين وإقرارها، مع أن القوانين والتشريعات في الإسلام تؤخذ باجتهاد صحيح من مصادر التشريع المعتبرة، وهي الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي. أما إلغاء القوانين وتعديلها فإنه عدا عن مخالفته للعقيدة الإسلامية وشريعتها فإنه يجعل الأعمال التي كانت بالأمس ممنوعة ومحرمة، مسموحة وحسنة اليوم. وهذا يؤدي إلى اضطراب الحياة رغم أن طبيعة البشر تميل إلى الاستقرار في الزواج والسكن والعمل وجميع العلاقات، ولا يضمن ذلك الاستقرار إلا ثبات التشريع، أما التغيير فيه فيحيل الحياة ضنكاً وشقاءً، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىَ﴾.
ولو تتبعنا جميع المواد الواردة في الإعلان الدستوري المذكور فلن يتسع المقام لبيان المخالفات الشرعية التي تضمنتها، ولهذا سأكتفي بما ذكرته.
وإنني أتوجه بالخطاب لأمتي العظيمة عامة، ولأهل ثورة الشام خاصةً، إننا عشنا ردحا طويلا من الزمن تحت حكم هذه الأنظمة التي كانت تحكمنا وتغذينا بمفاهيم الغرب وعقيدته العلمانية، مع تضليل متعمد وتجهيل ممنهج بالمفاهيم الإسلامية، خاصة ما يتعلق منها بأنظمة الحكم والاقتصاد والاجتماع، حتى صار شكل الدولة في الإسلام ونظام حكمه غريباً عن المسلمين بل مستهجناً عند بعضهم.
ورسالتي إلى إدارة المرحلة الحالية في سوريا، ما زال بمقدوركم تدارك الأمر، والرجوع عن الذنب فضيلة، ورجوعكم إلى تبني الدستور القائم على أساس العقيدة الإسلامية وتطبيق شريعته واجب من الله تعالى الذي منَّ على أهل الثورة بالنصر منه وحده، فأروا الله من أنفسكم خيرا.
وتبنيكم للدستور الإسلامي واجب أيضاً عليكم وفاءً بما عاهدتم عليه مجاهدينا وشهداءنا من غير تبديل به ولا تنكب عنه، فتكونون: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.
وبهذا فقط نؤدي واجب الشكر لله على نصره ونصون التضحيات لئلا تضيع على عتبات المجتمع الدولي، فلا نصل إلى رضا الله سبحانه وتعالى إلا بتطبيق شرعه، ولن نصل إلى رضا الغرب إلا باتباع عقيدته وشريعته: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والحمد لله رب العالمين.
--------------
بقلم: الأستاذ مرعي الحسن
المصدر: https://tinyurl.com/nhhc8bww
- التفاصيل
عندما تقوم الثورات فإنها تثور لتغيير واقع تراه فاسداً ترعاه أنظمة وقوانين تشرعنه وتحميه، فإذا انتصر أهل الثورة على النظام السابق فإن أقرب شيء يتبادر لأذهانهم ليس فقط التخلص من الحكام الذين كانوا حراساً لتلك الأوضاع الفاسدة، بل وأيضاً للتخلص من تلك القوانين التي شرعنت الفساد. وما لم يتم تغيير هذه النظم والقوانين فإن الثورة لا تكون قد حققت شيئاً سوى استبدال لأشخاص الحكام الذين سيتحولون لحراس جدد لنفس النظم الفاسدة السابقة.
فالمطلوب من قيادة المرحلة في دمشق اليوم هو حمل وجهة نظر أهل الثورة المسلمين لتطبيقها في واقع الحياة حتى لا يكونوا منفصلين عن حاضنة الثورة وأهلها فيكونوا في وادٍ وهم في واد آخر .
وعليهم ألا يدفعوا أهل الثورة لتجاوز دورهم الذي يأملونه منهم.
ففي حدث سابق شاهدنا كيف قام بعض المجاهدين بحلق شعر شاب تعرض لإحدى الفتيات وصوروه وهو يتجول بشوارع دمشق وهو ينادي (كنت عم لطش بنت) فمفهوم أهل الثورة عن النساء هو مفهوم الإسلام بأنهن أمهات وبنات وعرض يجب أن يصان، ولهذا يجب أن توضع التشريعات المنبثقة عن عقيدة الإسلام ومفاهيمه موضع التطبيق .
ولو فعلوا ذلك لكان قرار إلغاء هذه الأماكن المشبوهة المحرمة هو من أول القرارات دون مراعاة لأي حسابات أخرى لأنها أماكن يمارس فيها شتى أنواع المحرمات شرعاً.
فالعودة إلى الحاضنة والتعبير عن تطلعاتها هو المطلوب، عبر تبني الإسلام بتشريعاته ومقاييسه التي تجعل الحاضنة متحدة حول مشروع الإسلام الذي يعيدنا عباداً لله تعالى لا عباداً للمصالح والأهواء.
------------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مرعي الحسن
- التفاصيل
أعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علناً. وقالت إن الولايات المتحدة تريد من السلطات السورية نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة، مضيفةً أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجراءاتها بناء على نمط سلوكها، يجب على القيادة الأساسية أن تتجاوز ماضيها".
مقتطف من بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بعنوان:
استمرار عربدة يهود في غزة والشام توجب التحرك الفوري لاجتثاث الكيان لا مسالمته على خطى "سلام الشجعان"!
لقد شكلت تصريحات الشيباني التي تعكس توجه الإدارة السورية الحالية صدمةً كبيرة بل صاعقةً لأهل الشام الذين يرون عربدة كيان يهود وغطرسته في المدن السورية في ظل غياب واضح للموقف المبدئي الرادع الذي ينسي النتن وكيانه وساوس الشيطان. ومع تواتر التصريحات المسالمة لكيان يهود فقد حقّ لأهل الشام أن يدقوا ناقوس الخطر كونها مقدمة لخطوات عملية على الأرض، وخاصة مع غياب أي نفي رسمي من الإدارة الحالية لتصريحات ميلز وستوتزمان حول التطبيع مع يهود والانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"!
مواقف وتصريحات تعلن بوضوح سقوط الشعارات التي رفعت على مدار سنيّ الثورة، وتعكس حالة التنكب والانتكاس والتحول من تصريحات سابقة تعلن أن سقوط نظام الطاغية أسد يتبعه سقوط تل أبيب إلى التصريحات الجديدة التي هي مقدمة للمسالمة مع كيان يهود ورسائل تطبيع مع قتلة الأنبياء الذين أعلنوا الحرب على الله وشرائعه وعباده وأمعنوا قتلاً في مسلمي غزة وأخواتها بكل صلف وغطرسة وغرور!
أين نذهب بآيات الله التي تحضنا على قتال الكفار ورفع راية الجهاد لتكون مشارق الأرض ومغاربها تحت حكم الإسلام وقيادة إمام دولته؟!
أين نذهب بأحاديث رسولنا الكريم ومنها: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ)؟!
أين نذهب بحماس أمة الجهاد والاستشهاد وبسالة أبنائها الذين صقلتهم الشدائد والصعاب؟!
لقد بيّن الله سبحانه طبيعة الصراع وحقيقته مع كيان يهود، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلى رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وعن حكمه في يهود بني قُريظة. إنه صراع وجودي مبدئي تفرضه العقيدة وثوابت المبدأ ويصدّقه الواقع الذي ينطق بجرائم يهود الذين راح كبيرهم يرعد ويزبد ويهدد بأنه لن يسمح بعودة الخلافة، لأنه يعلم يقيناً أن إقامتها سيجعل منه ومن كيانه أثراً بعد عين.
إن المسارعة في استرضاء المجتمع الدولي، وعلى رأسه أميركا التي تمد كيان يهود بكل أنواع الأسلحة حتى تبقى رأس حربة الكفر في محاربة الإسلام، هو استعجالٌ للانزلاق نحو الهاوية ونسف تضحيات ما يقرب من مليوني شهيد كان شعارهم وأملهم إقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد ومن ثم تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود.
سياسةٌ تنذر بخطر فقدان معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتنذر بفقدان الحاضنة الشعبية السند الطبيعي الأول والقوة الأصيلة التي بيدها تغيير القوى والموازين حال الحيد عن ثوابتها التي أعلنتها على مدار سنيّ الثورة.
إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!
إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!
لقد كانت أميركا هي رأس من حمى نظام الطاغية أسد وأمدته عبر الأدوات والعملاء والصنائع بكل أساليب وأدوات ووسائل البطش بأهل الشام حتى يتراجعوا عن ثورتهم ومطلبهم بإسقاط النظام البائد، فهل تحولت أمريكا فجأة من ذئب مفترس ووحش ضارٍ إلى حمل وديع بل إلى صديقٍ ترجى مودته والسعي لنيل رضاه؟!
إن اتخاذ المواقف المبدئية وخاصة في القضايا المصيرية هو واجب الوقت وضرورة المرحلة، وإن رمزية الشام وثورتها في قلب كل مسلم، كيف لا وهي التي أحيت فيهم الأمل وحماس العمل لتوحيد المسلمين في ظلال دولة تحكّم فينا القرآن وتعيد لنا ذكريات معارك الفرقان.
إن صراعنا مع يهود هو صراع حتمي، والمواجهة الحاسمة قادمة مهما تأخرت. وإن قضية فلسطين قضية إسلامية خالصة، يتحمل مسؤوليتها أبناء الأمة وعلى رأسهم ضباط الجيوش وأهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام من مشارقها إلى مغاربها، الذين آن لهم أن يقفوا وقفة لله ثم للتاريخ، بأن يسقطوا العروش التي تحمي كيان يهود ويحركوا الجيوش لهدم خطوط الدفاع الأولى عن كيان يهود، ويقيموا دولة الإسلام ويعيدوا عزة المسلمين، فلن يحررنا من استعباد أمريكا والغرب ولن يحرر فلسطين سياسات خزي ولا خذلان ولا استرضاء أعداء الدين والقرآن؛ إنما التحرير يكون عبر دولة الخلافة التي تقيم الدين بحق وتجيّش الجيوش نصرة للدين ومستضعفي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فإلى هذا الخير العظيم ندعو المسلمين ونحن نذكّرهم بوعد الله بعلو هذا الدين ووعدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة وأنوف النتن والكيان وجنودهما ومن يحميهم ومن يقف في صفهم راغمة.