press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

13112019raya2

 

عندما نقرأ عن تراجم علماء الأمة في شتى المجالات الدينية والدنيوية، فإنه يصيبنا الذهول من كثرة أسماء الكتب التي أنتجوها... هذا عن العلماء المشهورين، فما بالك بغير المشهورين، والذين هم وكتبهم أضعاف مضاعفة؟!

ونتساءل بعدها:

أين ذهبت كل هذه الكتب؟ وأين ضاع هذا التراث الفكري الهائل للأمة الإسلامية؟

ثم نقرأ في كتب الرحلات كابن جبير وغيره...

ونقرأ في كتب البلدان مثل نزهة المشتاق ومعجم البلدان وغيرها...

ونقرأ في كتب التاريخ أيضا كالبداية والنهاية والكامل وغيرها...

فنجد في هذه الكتب وصفاً عجيباً للمدن الإسلامية من الصين إلى الأندلس؛ فإن قرأت الوصف أصابك الذهول من تنظيم تلك المدن، وهندستها وقصورها وقلاعها ومساجدها وشوارعها وحماماتها ومنازلها...

ومؤلفو هذه الكتب كانوا شهود عيان، أو نقلوا عن شهود عيان، أي أنهم في كتبهم وصفوا واقعاً ملموساً محسوساً كان موجوداً، وليس أوهاماً وخيالات. ولكنك من شدة الذهول تظن أنهم يتكلمون عن مدن ليست من صنع البشر، بل من صنع جن سيدنا سليمان عليه السلام!

ثم نتساءل:

أين ذهبت تلك الحواضر حتى لا نكاد نرى إلا بقايا أطلال قليلة منها، لا تتناسب مع الكمية الهائلة التي قرأت عنها في تلك الكتب؛ ترى أين ضاعت تلك الكتب؟ وأين اندرست تلك المدن؟

ولعل الجواب يكمن في التاريخ نفسه؛ فقد تعرضت تلك الكتب وتلك المدن لنوعين من التدمير:

الأول هو التدمير الهمجي، وهذا كان من الخارج والداخل؛ فأما الخارج فحروب التتار والصليبيين وغيرهم، وأما الداخل فمثلاً في الأندلس قام الموحدون بإحراق كل الكتب التي تخالف أفكارهم، وربما كان في المشرق من هم على شاكلتهم ففعلوا مثلما فعل الموحدون.

وأما النوع الثاني من التدمير فهو التدمير الممنهج، وهذا حدث على أيادي الاستعمار الغربي، حيث إنه اتخذ تدمير المدن الإسلامية أو سرقة تراثها أو حرقه وسيلة لقطع صلة المسلمين بتاريخهم الإسلامي العريق.

ولكننا نتساءل أيضا:

لقد حدث في ألمانيا مثلما حدث للمسلمين تقريباً؛ فقد تم تدمير ألمانيا، وقامت أمريكا وروسيا وبقية أوروبا بسرقة كل إنتاجها التكنولوجي بل حتى علمائها، ولكن ألمانيا عادت فنهضت من جديد خلال سنوات قليلة من عمر الحضارات، فلماذا ألمانيا نهضت بينما المسلمون لم ينهضوا؟!

لعل الجواب يلخصه لنا مؤسس حزب التحرير وأميره الأول العلامة تقي الدين النبهاني رحمه الله في مقدمة كتاب "النظام الاقتصادي في الإسلام" حيث يقول:

"إن الأفكار في أية أمة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها إن كانت أمة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر المستنير.

أما الثروة المادية، والاكتشافات العلمية، والمخترعات الصناعية، وما شاكل ذلك فإن مكانها دون الأفكار بكثير، بل إنه يتوقف الوصول إليها على الأفكار، ويتوقف الاحتفاظ بها على الأفكار.

فإذا دُمِّرت ثروة الأمة المادية فسرعان ما يعاد تجديدها، ما دامت الأمة محتفظة بثروتها الفكرية. أما إذا تداعت الثروة الفكرية، وظلت الأمة محتفظة بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة، وترتدّ الأمّة إلى حالة الفقر. كما أن معظم الحقائق العلمية التي اكتشفتها الأمة يمكن أن تهتدي إليها مرة أخرى إذا فقدتها دون أن تفقد طريقة تفكيرها. أما إذا فقدت طريقة التفكير المنتجة فسرعان ما ترتد إلى الوراء وتفقد ما لديها من مكتشفات ومخترعات. ومن هنا كان لا بد من الحرص على الأفكار أولاً. وعلى أساس هذه الأفكار، وحسب طريقة التفكير المنتِجة تُكسب الثروة المادية، ويُسعى للوصول إلى المكتشفات العلمية والاختراعات الصناعية وما شاكلها".

وبمعنى آخر، فإن الأمة عندما تم تدمير تراثها كانت في وضع سيئ من الانحطاط الفكري وعلى رأس هذا الانحطاط كان إغلاق باب الاجتهاد، فبقيت الأمة عاجزة عن تقديم الحلول لمشاكلها، ولم تستطع النهضة من جديد، بينما كانت ألمانيا محافظة على طريقتها المنتجة في التفكير وفي ضرورة أن يكون لها وجود مؤثر عالمياً أو على الأقل أوروبياً.

لأجل هذا كان على من يسعى إلى نهضة أمته، أن يولي الأفكار المنتجة اهتمامه بالدرجة الأولى، فالأمم تنهض بالأفكار المبنية على وجهة نظرها في الحياة.

 

بقلم: الأستاذ معاوية عبد الوهاب

جريدة الراية: https://bit.ly/2NG6unR

 

 

 

1312019raya1

 

يُعتبر الإعلام سلاحاً لا يُستهان به في جميع المحافل سواء المحلية منها والدولية ما إن استُثمر بشكل جيد وكان القائم عليه ليس مقتاتاً أو عبد منفعة أو مصلحة، ومنذ أن تحرك الوسط العربي بثوراته نتيجة ما يعيش من حالة احتقان والمشاهد يرى رسائل يقدمها الإعلام لا يمكن القول فيها إلا أنه يَحرم على طالبي التغيير إلا أن يجتثوه من جذوره ويرمونه على مزبلة الثورات، فقد أثبت أنه منفصل تماماً عن الواقع وفي كل أحواله طبل من طُبول البنية الحاكمة يَدق حسب ما يناسب هواها.

إن المتتبع لبعض ما يتم تداوله على منابر الإعلام ليجد كيف يتم الوصف لمريدي التغيير تحقيراً وتسفيهاً وتقزيماً للحالة الثورية التي يمرون فيها... هذا من باب، بالإضافة للغة التبرير والتنزيه للسلطة الحاكمة وأن سبب ما يحصل ليس إلا فساد الناس وجهلها وسطحيتها، ولا يختلف الأمر كثيراً على الساحة الشامية، فقبل الثورة كان إعلام السلطة مثلما ذكرنا بل ويزيد، فحالة التقديس التي ينتهجها لإبراز القائد الملهم هي أهم أعماله، قضى الله أن يتغير الحال فليس ما يعيشه أهل الشام بأفضل حالاً من باقي أهلهم إن لم نقل وزيادة، فقامت ثورة قلبت كل المعايير وحطمت كل القواعد والأسس وخطت طريقها نحو التغيير الشامل والكامل وعلى أبرز مؤسسة كانت قائمة ألا وهي الإعلام؛ وهنا بدأ الإعلام الثوري.

يُعتبر الإعلام الثوري عنصراً أساسياً من عناصر التحفيز للواقع المراد التغيير فيه، لذلك من بديهيات عمل الإعلام الثوري هو مواكبة الثورة وأفكارها والسعي بكل جهد لنقلها من حالة لحالة أرقى،انطلاقاً من القاعدة الأساسية في الإعلام أنه متحيز وليس مستقلاً، ويضاف أنه يُعتبر جهة استقطاب للفكر الثوري القائم وساعياً لأن يعمم الحالة الثورية لتشمل كل مفاصل المجتمع فهو محفز ودافع للواقع الثوري وليس العكس، يضاف له صفة الوعي والصدق وعدم اكتفائه بالتوصيف بل يساعد كما ذكرنا ببناء الفكر الثوري والانتقال بالحشود من مرحلة لأخرى.

بناء على ما ذُكر عن واقع الإعلام الثوري فإنه يمكن القول إن كل من يُخالف هذه الأبجديات فهو بعيد كل البعد عن هذا التوصيف والحال.

وبما أن الحديث عن الثورة الشامية المباركة كان لا بد من تسليط الضوء على واقع الإعلام حتى يمكننا القول بأنه يعيش حالة الثورية أم أنه فقط لبس من التعريف الاسم فقط!

مرت الثورة السورية بسنواتها التسع الماضية بتجارب عدة وإرهاصات مختلفة تعاقبت عليها الأجواء باردة وحارة عايشت شتى الظروف والمحن، كانت تسير بخطا ثابتة نحو الهدف المنشود لا يضرها من وقف بوجهها أو من عاندها أو من تعامل معها بنفعية، ولم يكن ليظهر هؤلاء في تلك الفترة نتيجة قوة الثورة وثباتها، مارس الإعلام دوره بشكل طبيعي ولكن ليس لنصرة الثورة ولنشر الأفكار الثورية ولا حتى لتعميم الحالة الثورية بل مارس ما شُكل لأجله تنفيذ أجندات وتحقيق منفعة، كان إعلام الثورة فوضوياً بحق فهو لم يتخذ موقفاً واضحاً وثوريا من الممثلين النفعيين للثورة وكذلك لم يحذر من خطورة الارتباطات الخارجية ولم يعمل بدوره كثوري في إبراز أفكار الثورة الحقيقية بل كان يسعى لتغطية الفكر الحقيقي للثورة وإظهار الفكر المغلوط غير المقبول بل ويزيد عليه الترويج له ليكون رأياً عاما؛ فتخطى هنا حالة النزاهة والشفافية والأمانة للإعلام الثوري.

كما ولم يتفاعل الإعلام الثوري مع قضايا الأهل في الشام بضرورة حاجتهم للمشروع ولم يغط أصحاب المشروع الحق بل كان له عدواً ومشوشاً على ما يملك، تعامل الإعلام الثوري مع الحلول الخارجية المطروحة معاملة الترويج بدل من التنبيه والتحذير لها فكثُرت الأعمال التي تغطي نشاطات مندوبي الأمم المتحدة والمقترحات والحلول التي يقدمونها وكل ذلك يندرج تحت مسمى الترويج وليس التحذير.

وأما الحالات الإنسانية التي كانت تحدث على أرض الشام فكانت محط كسب ومنفعة مادية ممن سمى نفسه الإعلام الثوري، والإعلام الثوري منه براء، فكانت التقارير تُعد وتُسلط الضوء على ما يمر فيه الناس لغايتين إحداهما تحقيق ربح مادي والثانية هي أن تكون عبرة لمن أراد في المستقبل أن يُفكر بالتغيير أو يحلم به.

يُمكن القول إن حالة ضياع البوصلة والتوهان التي مر بها كثير ممن لبس الثورة لباس تغيير من مدني لعسكري لسياسي لم يكن الإعلام في مأمن منه، فجل ما يقوم به لا يشبه الثورية بشيء وجل ما يُقال عنه فوضوية تهدف لخدمة داعم وتحقيق منافع فقط.

لقد عايش أهل الشام كل ما ذَكرنا وأسقطوهم جميعاً وليس الإعلام بمأمن عن هذا الإسقاط، فحين يتعامل الناس مع الإعلامي بأنه يأتي ليصور ومن ثَم يقبض جراء عمله أموالاً طائلة، وعزوف الكثير من الناس عن التجاوب مع الإعلاميين بسبب الكسب الذي سيحققونه على حسابهم لهو دليل واضح جلي أن الناس أسقطوهم كما أسقطوا غيرهم.

لا تزال حالة الفوضوية قائمة في الجانب الإعلامي للثورة، وعلى الإعلاميين العاملين في هذا المجال أن يُدركوا ذلك تماماً وأن يوسعوا ثقافتهم حول الدور الذي يقوم به الإعلام الثوري وأن يسعوا جاهدين لأن يضعوا جل إمكانياتهم من أجل تحقيق أفكار هذا الإعلام، وأن يخرجوا من حالة الفوضوية وإلا فحالهم في تاريخ الثورة لن يَفرُق كثيراً عن حال أقرانهم، من سياسيين وقادة وعسكريين، أنهم وبال وابتلاء حل على هذه الثورة ونهايتهم إلى زوال.

وفي النهاية نقول إن الإعلام جزء أساسي من المبدأ وكما يكون المبدأ تكون مؤسساته، والثورة قامت لإرضاء الله والسعي لتحقيق طاعته وهذا كان مبدأها، ولذلك وجب أن تكون المؤسسة الإعلامية فيها قائمة على أساس تبني المصالح، ورفع الصوت بكل تقوى وأمانة؛ فالمنفعة لن تُفيد في واقع يسعى جاهداً لأن يكون في دائرة الله.

فلا تضيعوا تضحيات المسلمين بأعمال فوضوية، لا تخدم حرثاً ناهيك عن خدمة بشر، وعودوا لثورتكم فأبواب العودة مشرعة، ما لم تصل لمحطتها الأخيرة؛ وحينها لا ينفع العاصين توبتهم فلقد بلغ السيل الزبى.

بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/32IMvcc

 

 

 

 

 

11112019dostor56

 

مشروع الدستور الذي قدمه حزب التحرير للأمة الإسلامية

المادة 179 - تهيئ الدولة المكتبات والمختبرات وسائر وسائل المعرفة في غير المدارس والجامعات لتمكين الذين يرغبون في مواصلة الأبحاث في شتى المعارف من فقه وأصول فقه وحديث وتفسير، ومن فكر وطب وهندسة وكيمياء، ومن اختراعات واكتشافات وغير ذلك، حتى يوجد في الأمة حشد من المجتهدين والمبدعين والمخترعين.

 

 

19112019dostor57

 

مشروع الدستور الذي قدمه حزب التحرير للأمة الإسلامية

المادة 170 - يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس.

 

 

9112019dostor55

 

مشروع الدستور الذي قدمه حزب التحرير للأمة الإسلامية

المادة 181 - السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة. فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة.