press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2592019raya4

 

إنّ واقع الثورة - أي ثورة - يعني إحداث تغيير سياسي شامل في الدولة، فمعنى الثورة مُنحصر في التغيير الشمولي، والعناصر الأساسية التي يشملها التغيير هي: الفكر والنظام والأجهزة والأشخاص، فإن اقتصر التغيير على الأشخاص فقط يكون انقلاباً ولا يرقى إلى مُستوى الثورة بحال.

وتغيير العناصر الأربعة هو ما حصل بالفعل في جميع الثورات المشهورة في التاريخ، كالثورة الفرنسية التي قضت على الملكية بعناصرها الأربعة، الفكر والنظام والأجهزة والأشخاص وعلى رأسهم آخر ملوكها لويس السادس عشر الذي أعدم بالمقصلة في 21/1/1793 في ساحة الثورةبالعاصمة الفرنسية باريس، وكالثورة البلشفية التي قضت على نظام القيصر الإقطاعي في روسيا وأتت بنظامٍ شيوعي جديد، بفكره وأجهزته ورجاله، وكالثورة الأمريكية التي أنهت حكم الاستعمار البريطاني بكل أفكاره ورموزه وأشكاله وشخوصه ومُتعلقاته وارتباطاته، وأقامت دولة جديدةً قويةً تمدّدت ما بين المحيطين الأطلسي والهادي.

ومن هنا كانت الدول القائمة من ألدّ أعداء الثورات، لأنّها إنْ قبلت بوجود الثورات فهذا يعني قبولها بفكرة التغيير بشكلٍ تلقائي، وقبولها به يعني إقرارها بفرضية التغيير السياسي بداخلها، وهو ما لا يمكن تقبّله.

لذلك وقفت الأنظمة في هذه الدول - وعلى اختلاف مشاربها وتبعياتها - وقفاتٍ صارمة في مُعاداة الثورات، ومُواجهتها بكل الأساليب المُباشرة وغير المُباشرة، وكانت السبب المُباشر في حرف الثورات عن مساراتها، وإجهاضها، والالتفاف على أهدافها.

وثورة الشام أوضح مثال على هذه الحقيقة، فقد وجدنا كيف أنّ جميع دول العالم قد ناصبتها العداء، الكبيرة منها والصغيرة، التابعة منها والمتبوعة، القوية منها والضعيفة، فكل الدول رمتها عن قوسٍ واحدة، وعلى رأس هذه الدول أمريكا التي أمسكت بكل خيوط اللعبة فخطّطت ووضعت برنامجا كاملا مُنظما لإحباطها، وأعطت لكل دولة دوراً تلعبه في برنامجها هذا، واستخدمت بشكل مباشر بعض المليشيات العميلة والغبية لتحقيق أهدافها، ثمّ عرضت على الثوار بعض الحلول الترقيعية، والدساتير المستنسخة من بقايا الدساتير الوضعية بهدف الإلهاء والتشتيت، وحافظت بذلك على نظام الطاغية بشار بكل الوسائل والإمكانيات، فمنعت السلاح عن الثوار، وسلّطت على الثورة الدول العميلة.

ومن هذه الدول مَنْ جيّش الجيوش علناً لمحاربة الثورة كروسيا وإيران، ومنها من اشترى قيادات فصائلها بالنفوذ والمال السياسي القذر كالسعودية وقطر والأردن، ومنها من حاربها بوسائل الإعلام المأجورة كمصر والجزائر والمغرب، واعتبرها سبباً رئيسياً للفتن ونشر الفوضى وسفك الدماء، ومنها من ظاهرها ببعض الشعارات الكلامية البرّاقة ضد النظام ليستميل قياداتها ومن ثمّ قام بطعنها من الخلف طعنات قاتلة كتركيا.

إنّ أكبر خطأ بل خطيئة وقعت فيها الثورة أو قيادات فيها هي ركونهم لهذه الدول وتعاونهم معها، لقد كان هذا التعاون مقتلاً حقيقياً لها، فأين هو "جيش الإسلام" الذي كان يمتلك عشرات الآلاف من الجنود المدربين، وأين هي دباباته ومركباته وأسلحته وذخائره؟ لقد أصبح أثراً بعد عين، والسبب هو ركونه إلى السعودية، فاحتفظ بالغوطة إلى حين، ثمّ سلّمها للنظام ورحل، وهذا مثال ينطبق على الكثير من الفصائل التي كانت يوماً تُعتبر من أعمدة الثورة.

إنّ تعاون الفصائل مع الدول والأنظمة الحاكمة لا يمكن أنْ يُفضي إلى أي تغيير، وما يحدث الآن بين هيئة تحرير الشام وتركيا ما هو سوى نموذج مُكرّر مُستنسخ لما كان قد حصل مع "جيش الإسلام"، وسينتهي الأمر بالهيئة إلى الزوال والاندثار في قابل الأيام كما حصل مع سلفها، فهذه نتيجة مؤكدة لا تتخلّف.

لقد انفضح الدور السعودي والقطري في وقت مُبكر من عمر الثورة، وانفضح معه دور الفصائل التي ارتبطت ورهنت نفسها لمالهما السياسي، واليوم ينكشف الدور التركي بوضوح فتخرج المُظاهرات الصاخبة مُندّدةً برأس النظام، وهاتفةً بسقوطه، وتقوم الأجهزة الأمنية التركية في المعابر الحدودية بمحاولة تفريق المتظاهرين بالرصاص والغاز، ويكتشف حتى العوام من مُناصري الثورة حجم التآمر التركي على ثورتهم، حيث رأوا بأمّ أعينهم كيف أنّ بعض النقاط العسكرية التركية تُحاصَر وتُهان على أيدي رجال بشّار، ويركض أردوغان مُستنجداً بالمجرم بوتين للإبقاء على ماء وجهه، ومُستجدياً إياه عدم مس نقاطه العسكرية التي نشرها بفضل هيئة تحرير الشام لحماية النظام المجرم من هجمات الثوار.

وكانت الصورة المعبّرة عن فشل أردوغان وعجزه في سوريا بُعيد اجتماعه ببوتين حيث تمّ تلقيمه بمضغةٍ من (الآيس كريم) لعلها تُبرّد ما طرأ عليه من ارتفاع حرارة فشله السياسي، ثمّ تأتيه الإهانة من جماهير الحاضنة الثورية الذين يهتفون بسقوطه، فيما تختزل إحدى المتظاهرات الرد بطريقةٍ عفوية فتُعلّق على صورة أردوغان مع بوتين وهما يلتهمان (الآيس كريم) فتقول: إذا كانت مشكلته تكمن في (البوظة) فنحن نعطيه إيّاها من عندنا ولماذا من روسيا؟!

إنّ أردوغان قد رهن سياسة بلاده لأمريكا وروسيا، فبالنسبة لإدلب وما حولها فلا يستطيع الخروج قيد أنملة عن مُقررات أستانة وسوتشي، وبالنسبة لشرق الفرات فلا يستطيع التحرك في المنطقة (الآمنة) على الحدود سنتيمتراً واحدا من دون موافقة وإشراف الضباط الأمريكان، وهذا الواقع السياسي يُدركه كل من كان يفهم شيئاً من السياسة، ومن هنا فإنّ تعاون الفصائل الوطنية والفصائل المحسوبة على بعض الحركات الإسلامية وزعاماتها كأنس العبدة رئيس الائتلاف السوري، إنّ تعاونها مع تركيا يعني تخليها عن الثورة، ولهاثها وراء مراكز ومناصب زائفة موعودة لا تُقدّم ولا تؤخّر في أي تغيير حقيقي، ومثلها هيئة تحرير الشام التي ترتكب جرماً أكبر بسبب محاربتها للثوار، ومُحاولتها احتكار العمل العسكري والثوري بمفردها.

لكنّ العجيب أنّ ثورة الشام وبالرغم من كل هذه المؤامرات، ومن كل هذا السقوط، فما زالت صامدة وثابتة على أهدافها، ولعلّ أفضل محصولات حصادها هو انفضاح أمر الأنظمة المخادعة لها كالنظام التركي، وانكشاف أمر الفصائل الخائنة وآخرها هيئة تحرير الشام التي تقوم بأعمال شبيهة بما تقوم بها الأنظمة الحاكمة من بطش واعتقال ومصادرة لأجهزة وأموال مُكوّنات مُخلصة في الثورة كحزب التحرير، وكتمٍ لصوت الحق الذي يصدح به.

إنّ الثورة في الشام لم تنتهِ، وما زالت جذوتها مُشتعلة، وما زال فيها قابلية للاستمرار والوقوف على قدميها، فحاضنتها باتت أكثر نُضجاً، وثوابتها التي خطّها لها حزب التحرير أصبحت أكثر وضوحاً وتقبلاً، وقياداتها المخلصة بدأت تتقدّم الصفوف، وبالجملة فإنّ الثورة اليوم تنفض عنها أثواب المذلة، وينفي كيرها خبثها، فهي في كل يوم تُجدّد مسيرتها، وتخطو بخطاً واثقة نحو غايتها.

كتبه: أبو حمزة الخطواني

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2lC4bHd

2592019raya3

 

منذ أن اندلعت ثورة الشام قبل حوالي تسع سنوات، أدركت الدول الاستعمارية وبخاصة أمريكا خطورة هذه الثورة، وخطورة مطالبها، التي ألهبت المشاعر الإسلامية في نفوس الناس، فاندفعت جموع الناس تواجه آلة الإجرام بصدور عارية، وأيقظت في النفوس التطلع إلى إقامة دولة تطبق نظام الإسلام من جديد، الأمر الذي ظن الكافر أنه قد اندثر في هذه الأمة إلى الأبد.

وقد أدركت الدول الاستعمارية، أنه إن كُتب لهذه الثورة النجاح، فإنها ستقتلع جذورهم جميعاً، ليس فقط من الشام، بل ومن كافة بلاد المسلمين، الأمر الذي أقض مضاجعهم، وجعلهم يصلون الليل بالنهار للكيد والتآمر على هذه الثورة حتى يحولوا دون انتصارها وتحقيق ما تتطلع إليه من أهداف.

فقد حاكت رأس الكفر أمريكا، بالتعاون مع جميع الدول ومن خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها وكر المؤامرات مجلس الأمن ما أطلقت عليه الحل السياسي للأزمة السورية، والذي حاكت نواته في جنيف والذي ينص بشكل واضح على المحافظة على أسس النظام من خلال المحافظة على الجيش والأجهزة الأمنية التي سامت الناس سوء العذاب على مدى عقود مضت فضلاً عن التقتيل والتدمير والتهجير وشتى أنواع التنكيل الذي طال معظم أهل الشام الصابرين المحتسبين.

وقد كانت الظروف حين عقدت نواة الحل السياسي في جنيف غير مواتية لقبوله من أهل الشام الثائرين، فقد أدركوا وقتها بأن جنيف مؤامرة للالتفاف على ثورتهم، حيث كانت أغلب المناطق خارج سيطرة النظام، وكان قد أشرف على السقوط، ونشوة النصر تجعل النفوس تعانق السماء، بقرب انتصار الثورة.

عندها أدركت رأس الكفر أمريكا، بأن عليها ترويض هذا الشعب، ليكون عبرة لغيره من الشعوب، وذلك عبر العمل على إفساد الثورة من الداخل، وتحويل الجهاد من جهاد شعب ثائر إلى قتال فصائل ومجموعات مرتبطة بداعم ينفذ أوامر أمريكا، فظهرت الفصائل المرتبطة، وأُغدق عليها المال السياسي المسموم، وفُرضت عليها الخطوط الحمراء التي جُعلت للمحافظة على النظام من السقوط، وفي المقابل أطلقت أمريكا يد إيران وحزبها ومليشياتها الطائفية ليعيثوا فساداً وتقتيلاُ من أجل المحافظة على النظام المجرم، ولمّا فشلت، جلبت روسيا وأطلقت يد آلتها العسكرية المجرمة ظناً منها أنها بقوتها التدميرية الهائلة تستطيع أن تركع أهل الشام خلال ثلاثة أشهر. لكن أهل الشام الصابرين الثابتين، لم ترعبهم آلة الروس الوحشية ورأيناهم يتندرون في مقاطع مرئية أدخلت الرعب في نفوس المجرمين.

فما كان منهم إلا أن لجأوا إلى المكر والحيلة، إلى المؤامرات والمؤتمرات، وشكلت أمريكا لهذه المهمة ثالوث الإجرام التركي والإيراني والروسي، وبدأت سلسلة أستانة التي اشتركت فيها الفصائل المقاتلة والتي كانت نتيجتها كارثية، فقد سُلّمت المناطق للنظام بمعارك وهمية خاضتها الفصائل بطريقة دراماتيكية، تحت قصف بربري طال بشكل أساسي الناس الآمنين، والهدف كان ولا يزال واضحاً جلياً وهو تركيع الناس للقبول بالحل السياسي.

ولا ينبغي لنا أن ننسى كذلك الدور الخطير الذي لعبته دول الكفر عبر السماح بتمدد تنظيم الدولة من الموصل إلى الرقة ومناطق واسعة في سوريا وادعائه بإقامة "خلافته المزعومة" وبممارساته المرعبة التي أريد منها تشويه صورة الخلافة لدى المسلمين، مع إعطاء المبرر للقضاء على أي توجه إسلامي لثورة الشام تحت ذريعة محاربة (الإرهاب).

وعندما أمّنت أمريكا عاصمة النظام وما حولها عبر أدواتها وخاصة الثالوث المجرم، بدأت مرحلة جديدة في آخر معاقل الثورة ظناً منها أن الناس قد وصلوا بعد الحملة الهمجية الأخيرة والتي تم بموجبها قضم مساحات واسعة في ريفي حماة وإدلب، وموجة التدمير الوحشي التي قادتها طائرات الإجرام الروسي ضد الناس الآمنين وشردت مئات الآلاف ورمت بهم في العراء في محافظة إدلب وفي مخيمات بجانب جدار "الفصل العنصري الذي بناه نظام أردوغان" لا يملكون أدنى مقومات الحياة.

وفي هذه الأثناء تلوح في الأفق مرحلة خطيرة، تهدف أمريكا عبر أدواتها وخاصة النظام التركي، للقضاء على ما تبقى من أمل في نفوس الناس لتحقيق أهداف ثورتهم والتي لا يزال أبرزها إسقاط النظام المجرم.

فقد دخلت أمريكا الميدان مباشرة وذلك عبر استهداف مقرات لفصائل اعتبرتها إرهابية، وقامت بتصنيف فصائل أخرى على أنها إرهابية، وتهدف من وراء ذلك إلى إحداث فرز جديد للفصائل في المحرر والتوطئة لافتعال اقتتال جديد، يوهن الجميع ويقضي على بقية الأمل في نفوس الناس، ويترافق ذلك مع عقد هدنة طويلة الأمد مع النظام المجرم لمنع الفصائل من القيام بأي عمل نحوه، تُفتح بموجبها الطرقات الرئيسية، التي ستقسم المناطق المحررة وتضعفها وتجعلها تحت رحمة النظام المجرم وحلفه، وستكثر عندها حوادث الاغتيال والتفجيرات، مع تفعيل بعض الخطوات العملية على الجانب السياسي مثل "اللجنة الدستورية" من أجل إعداد دستور علماني جديد يؤكد على علمانية الدولة وضرورة المحافظة على أجهزتها الرئيسية من جيش وأجهزة أمنية بقطع النظر عن الأشخاص، وهذا عين الحل السياسي الذي بدأته أمريكا في جنيف منذ سنوات، وبذلك تضمن أمريكا نفوذها في الشام وتضمن القضاء على بذور هذه الثورة التي شيبت رؤوس زعمائها.

فعلى أهل الشام الصابرين المحتسبين خيرة أمة محمد ﷺ أن ينتبهوا لمكر الماكرين، وأن يقطعوا الطريق على من يتربص بهم وبثورتهم الدوائر وينسوه أحلامه، ويكون ذلك عبر اتخاذ قيادة سياسية واعية مخلصة صاحبة مشروع مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ يكون أساساً للنظام البديل عن نظام الإجرام، وكذلك بتجميع المخلصين من المجاهدين، وهم كثر والحمد لله، تحت قيادة مخلصة واعية خبيرة غير مرتبطة، تنظم صفوفهم وتفتح الجبهات وخاصة الاستراتيجية منها، وتضع نصب عينيها عقر دار النظام، غير آبهة بالخطوط التي وضعها الداعمون لحماية النظام. ولا يجب أن ينسوا كذلك قطع يد وحبال كل دول الكفر وأدواتهم من حكام المسلمين المجرمين، والتشبث بحبل الله عز وجل، فمعركتنا مع دول الكفر هي معركة مصيرية، إنها معركة بين الحق والباطل، معركة إسلام وكفر، هم أرادوها كذلك ويخوضونها على أساس أنها معركتهم المصيرية، وعلينا أن ننظر إليها كذلك، وأن نخوضها على هذا الأساس فلا يوجد أنصاف ثورة ولا أنصاف إسلام، فلنؤمن أن النصر بيد الله سبحانه وتعالى وليس بيد أمريكا ولا أدواتها، ولن يتنزل النصر إن نحن تخلينا عن نصرة الله ونصرة دينه ورضينا بالحل السياسي الأمريكي وخضعنا لمقرراتهم وتوجيهاتهم، يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [سورة محمد: 7]. فانبذوا أمريكا وحلها المدمر ووعود الضامنين والداعمين الكاذبة، واعتصموا بحبل الله جميعاً، واعلموا أن النصر مع الصبر وأن العاقبة للمتقين وأن مع العسر يسراً.

 

بقلم: د. محمد الحوراني

 عضو لجنة الاتصالات لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2mDOgYT

 

 

2592019raya1

 

 

نشر موقع (رويترز، الخميس، 20 محرم 1441هـ، 19/09/2019م) خبرا جاء فيه: "استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) يوم الخميس في مجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة عشرة فيما يتعلق بالملف السوري لتمنع بذلك المصادقة على مشروع قرار يدعو للهدنة في شمال غرب سوريا لأنه لا يستثني الهجمات على الجماعات المتشددة المدرجة على قائمة الأمم المتحدة السوداء.

كما دعمت الصين الموقف الروسي بمنع القرار. وهذه هي المرة السابعة التي تستخدم فيها الصين الفيتو بشأن الصراع السوري. وامتنعت غينيا الاستوائية عن التصويت. أما الدول الأعضاء الباقية في مجلس الأمن الدولي وعددها 12 دولة فقد صوتت بالموافقة".

الراية: ماذا سيتغير بعد اجتماع الذئاب في مجلس الأمن عقب اجتماع ثلاثي الإجرام في أنقرة؟ لن يتغير شيء سوى سفك مزيد من دماء أهل الشام الزكية. بينما البلاد تُسلم لمجرم العصر طاغية الشام بالحرب والدمار أو بالهدن والمفاوضات، ولا غرابة في ذلك فهم جميعهم أعداء ثورة الشام وأهلها. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل حقاً ما زال بين أهل الشام من ينتظر مقرراتهم، ويظن أنهم سيقدمون لهم خيرا، رغم تاريخهم الحافل بالخذلان والإجرام؟!

يا أهل الشام! عليكم أن تتداركوا ثورتكم قبل أن تتخطفها أيادي المجرمين الماكرين، بدءاً بالوعي على ما يُحاك لكم، والتحرك بالاتجاه الصحيح حيث العمل وفق أوامر الله، والتبرؤ ممن هم سواه، وليجتمع المخلصون من المجاهدين ليقلبوا الطاولة على المتآمرين، لا أن ينتظروا هجوم المجرمين فيقفوا عاجزين أمام آلة الإجرام في ظل قادة المحور الواحد.

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

جريدة الراية: https://bit.ly/2n4MjVQ

 

2592019raya2

 

شهد ريف حلب الغربي عقب صلاة الجمعة الماضية فعاليات شعبية رفضا لمؤتمرات المجتمع الدولي، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين عند أمنية هيئة تحرير الشام. فقد نظم أهالي بلدة بابكة وقفة رفعوا فيها لافتات تقول: "لا نستغرب اعتقال نظام الإجرام شباب حزب التحرير بل نعجب أن يعتقلهم من يرفع شعار الإسلام" وأن "الدعوة لإقامة الخلافة عز وفخار وطريق انتصار لا جريمة يزجّ دعاتها في سجون الأمنيات". وشددت لافتات أخرى على: أن المجتمع الدولي شريك نظام الإجرام في قتلنا لا يُستجدى ولا يُستعطف بل يوضع في خانة الأعداء. مشيرة إلى: أننا لم نقم بثورتنا لنفاوض النظام أو نهادنه بل خرجنا لإسقاطه وإقامة حكم الإسلام، وما قدمنا الدماء والأشلاء لجريمة فتح الطرق الدولية وخيانة تنعش نظام الإجرام وتئد ثورة الشام، مسائلة من يرتجي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خيرا!: هل يُرجى من الشوك العنب؟ أما في بلدة السحارة بريف حلب الغربي أيضا، فقد كانت وقفتها بعنوان لا حل للثورة إلا بقيادة مخلصة، وأكدت اللافتات: أن ثورة الشام بحاجة إلى قيادة مستقلة غير مرتبطة بالدول ترتبط بحبل الله، وتجمع المخلصين. لتسقط الهدن والمفاوضات والمؤتمرات، وأكدت أن المؤتمرات التي تتم بالتنسيق مع الصديق التركي أعطت الضوء الأخضر للروس والمجوس لتسليم مزيد من المناطق. وفي السياق ذاته، شهدت بلدة كفر تعال بريف حلب الغربي مظاهرة رفضا لمؤتمرات المجتمع الدولي ودعما للمجاهدين المخلصين، وخاطبت شعاراتها مجاهدي الشام! فقالت: "اعلموا أن المؤتمرات لا تنفذ إلا بالتنسيق مع المرتبطين، فانبذوا المؤتمرات واخلعوا القادة". وركزت الشعارات على أن: اجتماع ثلاثي الإجرام في أنقرة والذئاب في مجلس الأمن يعني تسليم مناطق جديدة للمجرمين، فافتحوا الجبهات وافضحوا المتخاذلين. أما بريف إدلب الشمالي وتحديدا في مخيمات الغاب في بلدة دير حسان وتحت شعار: لا ضامن إلا الله وليسقط كل الضامنين من دونه. فقد خرجت مظاهرة أكدت لافتاتها: أن الهدن والمفاوضات لا تعيد أرضا ولا تسقط نظاما، وأن ارتباط قيادات الفصائل بالنظام التركي معضلة كبيرة تواجه أهل الشام وتهدد ثورتهم بالضياع، فهل يتداركون الموقف ويصححون المسار قبل فوات الأوان بخلع قيادات الفصائل التي سارت مع النظام التركي، الذي ما زال مستمرا في لعب دوره للقضاء على ثورة الشام؟ من جانب آخر، نفذت مجموعة من حرائر مخيم ريف حلب الجنوبي، وقفة طالبت محكمة أطمة التابعة لأمنية تحرير الشام بإطلاق سراح المعتقلين حسن العساف، ومحمد العزو، وعبد الرحمن الحسن، وناشدت أهل النخوة والحمية من أبناء ريف حلب الجنوبي، متسائلة: إلى متى السكوت؟ وأين أنتم من ظلم أبنائكم؟ في المقابل، شهدت مدن: إدلب، وكفر تخاريم، ومعرة النعمان، وساحة معبر باب الهوى في محافظة إدلب الجمعة خروج مظاهرات، كان سقفها قرارات مجلس الأمن الدولي المنحازة، ورغم ذلك طالبت المجتمع الدولي بحماية المدنيين والمنشآت الحيوية من قصف النظام وروسيا. المحافظة التي تشهد حالياً وقف إطلاق نار، تلتزم به قيادات الفصائل دون أن تبدي موقفاً رسمياً منه.

 

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

جريدة الراية: https://bit.ly/2l1NG75

 

 

1892019raya

 

يجب على قيادة هيئة تحرير الشام أن تدرك أن مشكلتها ليست مع حزب التحرير، بل مع الأمة الإسلامية بأسرها بعد أن تسلطت وتجبرت عليها، وتحكمت بمصير المنطقة المحررة عسكريا وسياسيا. إن كل ما في الأمر هو أن حزب التحرير جزء من هذه الأمة، يسعى لأن تسترد سلطانها وتستعيد قرارها المسلوب، وإن كان هذا يزعج الهيئة فلتعلم إذن أنها إن لم تعطِ الأمة سلطانها، وترفع عنها الظلم والتسلط فلن تفلح في علاج أي مشكلة. إن اعتقالات الهيئة لشباب حزب التحرير، لا تلغي أفكار الحزب بل تزيد من وهجها ومن تأكيد صحتها وانتشارها. فالأفكار لا تُسجن ولا تُقيد مهما قُيّد أصحابها ومهما ضُيّق عليهم. ولئن كانت قيادة الهيئة جادة في تدارك الأمر فدونها الأمة فلتصلح علاقتها معها، وإن لم تكن كذلك فإن المواجهة ليست بينها وبين حزب التحرير، بل بينها وبين الأمة وفي مقدمتها حزب التحرير، ولم ولن يفلح أحد قط في مواجهة أمته، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

 

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2lWoQFG