press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1692019othma

 

لم يعد خافيا على كل ذي بصر ما آلت اليه الأيام في ظل الثورة المباركة حين تتسارع الأحداث وتتوارد الأخبار ويصبح الحليم حيرانا في تفسيرها. ومعلوم عن تاريخ الشعوب وعقول العامة أنها تفكر بسطحية ولا تحتفظ في ذاكرتها إلا باليومي من الأحداث والأسبوعي من الأخبار، فلهذا نجد أن الناس في المحرر وما يتعلق به غدوا يفكرون في أمور جانبية عرضية قد أُخبروا بها خلال أيامهم الأخيرة، فانشغلوا بها عما هو الخطر بعينه -مع ما يصاحبه من الفساد العام والأفعال الأمنية المشينة-.

أما الخبيث القريب ومن ورائه العدو البعيد فهو يحاول أن يغطي هذا الخطر بكل ما أوتي من قوة وأن يشغل الناس عنه بالسفاسف وأن يستغل هموم الناس في معيشتهم بأن يمرر عليهم مخططاته ومقررات مؤتمراته. وإننا في آخر شهر من شهور مأساتنا المحزنة قد مرت علينا أخبار لم نتخذ تجاهها أي فعل يذكر مع أنها الخطر العظيم المحدق بنا من كل جانب، حيث مؤتمر أستانا الأخير وما تبعه من أستانا ١٣ وما بعده من لقاءات بين أردوغان وصديقه بوتين حول الملف السوري، هذه الاجتماعات أفرزت أعمالا وأوامر للنظام وأطيافه بأن يتقدم لمساحات جرى التفاوض عليها وهي بالأساس من المناطق المحررة، فجرى اقتطاعها وضمها تحت سيطرة النظام المجرم مع تهجير عام لأهلها ودمار عام لضواحيها وأحيائها. وبين يدي هذا التقدم الغريب للنظام مع السكوت الغريب عنه فإننا نتساءل ونسأل: من ولي أمر المحرر الذي سلم نفسه مسؤولية رقاب العباد فيه؟ إلى أين تمضي؟ وما مسعاك؟ وماذا تبغي بعد أفعالك الواضحة؟

فأنْ نرد صيال النظام على أهل الشام فهو حق وواجب، وأن نسقط النظام في عقر داره في دمشق حق وفرض أيضا، لكن أن نبغ غير ذلك السبيل سبلا مبهمة لا نصل معها إلا لحضن النظام المجرم، وأن نعود كما وكأننا لم نعاهد الله وأنفسنا وأمتنا على المضي في هذا السبيل الواضح البين فإن ذلك هو الانتحار السياسي بعينه.

أخيرا، يا أصحاب القوة والسلطان في بلادنا: لقد كلفكم ربكم ولم يشرفكم بحمل أمانتنا وعظيم المسؤولية عنا، وإنه لإحدى السبيلين تسلكون فهاكم الخيار:
-أن تحملوا الأمانة بحق كما عهدناكم، أسودا في النزال، أبطالا في رد الصيال، ماضين في هدفكم لا يردكم عنه مال سياسي قذر ولا أمر داعم متحكم، حتى تسقطوا النظام وتحكّموا الإسلام في دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترضي الله في أرضه.
-أو أن تبقوا على ما أنتم عليه من خداع للناس ومكر بهم وأخذ لأموالهم بغير الحق والتسلط على رقابهم وخطفهم بكثير حُجج، وذلك هو الخسران المبين في الدنيا والاخرة.

ختاما، إلى أهل الشام الثائرين في خير أرض:
إنكم والله لمنتصرون مهما كاد أعداؤكم ومكر من يدّعي صداقتكم، لكن الله تعالى شأنه يريد منكم موقفا تجاه ما يحاك لكم، فالله الله في بلادكم وأعراضكم ودمائكم أن تذهب كما ذهب دم كثير من دماء شعوب وثورات سبقتكم! فأحسنوا النية وصححوا الهدف ودققوا في المسار، ولا تُبقوا أيّا من مخلفات الجاهلية الظالمة بين أظهركم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
مصطفى حاج محمد

 

 

1192019raya

 

ثمة منعطفات خطيرة تمر بها ثورة الشام؛ تزيد من معاناة أهلها؛ وتضيق الخناق حول رقابهم شيئا فشيئا، حتى لم يعد لهم سوى متنفس واحد وربما يكون المتنفس الأخير ينبعث هواه من الشمال السوري.

تكلمنا كثيرا فيما مضى عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحال؛ والطريق الذي سلكه الغرب لإيصال أهل الشام إلى ما وصلوا إليه، فلا حاجة لإعادة الحديث عنها بشكل مفصل؛ فقد أصبحت واضحة للعيان وبديهة في الأذهان، ولا حاجة لنا للوقوف على الأطلال؛ واستدعاء الماضي وما يحمله من ذكريات جميلة أو أليمة؛ فلا زلنا نعيش تفاصيله ونعاني تداعياته.

والذي يهمنا اليوم في الدرجة الأولى؛ هو حاضرنا الذي نعيشه، والذي سوف يؤسس لمستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا.

لقد شاهد الناس بذهول ما حصل على أرض الشام بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس التركي أردوغان؛ بنظيره الروسي بوتين، هذا اللقاء الذي جعل التقدم الأخير لطاغية الشام وما شهدته المناطق من قصف عنيف ترجمة عملية لما اتفقا عليه.

فقد تقدم النظام المدعوم دوليا وليس فقط روسيا؛ وسيطر على مناطق واسعة في مدة قياسية؛ ودون مقاومة تذكر، حتى سيطر على مدينة خان شيخون؛ ومن ثم سقطت باقي المناطق تباعا؛ كمدينة اللطامنة وكفرزيتا ومورك وغيرها من القرى والبلدات التي تمتلك رمزية كبيرة عند أهل الشام، فكانت السيطرة على هذه المناطق كالصاعقة التي نزلت على رؤوس أهل الشام؛ لتدمر جزءاً لا يستهان به مما تبقى لهم من آمال في استعادة الثورة زمام المبادرة، ومما زاد من شدة الواقعة، وجود نقطة للجيش التركي ضمن المناطق التي سقطت والتي سيطر عليها النظام مؤخرا؛ وخاصة بعد أن كان قسم كبير من الناس يعول على هذه النقاط؛ ويعتبرها خط دفاعه الأول، ليكتشف لاحقا أنه الخط الدفاعي الأخير؛ وأن هذه النقاط لم تكن سوى وهمٍ عاشه فترة من الزمن؛ ليستيقظ على كابوس ساهم في قطع أعضاء جديدة من الجسد المثقل بالجراح.

كل هذا وإن كان يشكل صدمة قوية؛ لكنها ستكون صدمة الإنعاش بإذن الله، لتستمر الحياة وتستمر الثورة حتى إسقاط النظام المجرم، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، فأن تستيقظ متأخرا خير لك من ألا تستيقظ أبدا، فلربما تدرك ما فاتك قبل فوات الأوان، ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

إن الدروس العملية التي تلقاها أهل الشام خلال سنوات الثورة؛ كافية لتحصنهم من جميع المؤامرات، ولتجنبهم جميع الفخاخ؛ ولتكسبهم مناعة ضد جميع الأمراض، فقد استيقظوا من وهم المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية؛ وعلى رأسها منظمة حقوق الإنسان، واستيقظوا من وهم الدول (الصديقة) ودعمها المزعوم، ونقاطها الخادعة، ومالها السياسي القذر، وتجلت أولى حركات الاستيقاظ هذه بالمظاهرات العارمة الغاضبة على النظام التركي، والتي ترجمت غضبها بمحاولة اقتحام جدار الفصل العنصري الذي بناه على طول الحدود التركية السورية؛ وحرق صورة أردوغان، واستيقظوا من وهم الهدن القاتلة المخدرة، التي ساهمت في قطع أعضاء مناطقهم مرة بعد مرة، واستيقظوا من وهم قيادات الفصائل، التي أثبتت أنها لم تكن سوى أدوات لتنفيذ مخططات أسيادها، وتجلت أولى حركات هذا الاستيقاظ في فقدان الثقة بهذه القيادات والدعوة للخروج عليها وإسقاطها؛ والعمل على إيجاد تشكيلات جديدة بعيدة عنهم؛ مستقلة غير مرتبطة بدول مهما كانت الأسباب.

إن هذه الدروس كفيلة لإعادة ترتيب الأوراق بشكل صحيح؛ فنتفادى ما كان سببا في حرف الثورة عن مسارها كالمال السياسي القذر والهدن والمفاوضات وعدم الركون للظالمين ونبذ القيادات الفاسدة، وكفيلة لنستثمر ما في أيدينا من طاقات بعد التوكل على الله وحده والاعتصام بحبله المتين، فالمخلصون كثر لكن يلزمهم التوحد خلف قيادة مستقلة غير مرتبطة؛ مخلصة وواعية، وهذا كفيل لاحتضان الناس لهم؛ ودعمهم بما يستطيعون، حتى يستطيعوا كسر الطوق الذي فرض عليهم؛ وينطلقوا مهللين مكبرين ومستبشرين بنصر الله سبحانه وتعالى.

وقبل ذلك لا بد من معرفة الخطط والأهداف التي يسعى لتحقيقها الغرب الكافر، وهي في الحقيقة باتت معروفة للجميع، ولكن ضغط الظروف وكثرة التفاصيل صنعت غمامة أحاطت بها من كل جانب؛ فتوارت عن الأنظار وانصرفت عن الأذهان. أضف إلى ذلك أن بُعد خطر هذه الخطط بالنسبة للخطر اليومي القريب؛ يجعل الإحساس بها أضعف نسبيا، وبالتالي إدراك أبعادها وأخطارها والتفكير بإفشالها بعيداً عن الأذهان بعض الشيء، فكان لا بد من وضع الهدف الرئيس للغرب الكافر ووضع مراحل التنفيذ على طاولة البحث لتحفيز الإحساس عند الناس بخطرها في مقدمة لإدراك هذا الخطر والعمل على تفاديه.

إن الهدف الرئيس للغرب الكافر؛ هو إعادة أهل الشام إلى حظيرة عميله طاغية الشام بأي شكل من الأشكال، ومهما كلفت النتائج، فهذا الهدف يجب أن لا يغيب عن الأذهان أبدا؛ ويجب تفسير كل أعمال الغرب الكافر المتعلقة بثورة الشام؛ وأعمال أدواته من الحكام العملاء على هذا الأساس، وهذا الهدف واضح من أساليبه وكيفية تعامله مع ثورة الشام؛ وكيفية تعامله مع عميله المجرم طاغية الشام.

لقد أكد الغرب الكافر مرارا وتكرارا أن الحل في سوريا هو حل سياسي، وأعطى لحله صبغة دولية ليكسبه (الشرعية)، ثم أخذ يمارس المكر والخداع ونصب الفخاخ والاحتواء؛ حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وهو سوف يتابع السير في طريقه حتى تحقيق هدفه إن استطاع، فهو يعمل على فرض وقف لإطلاق النار في آخر منطقة من مناطق المحرر؛ وإيجاد منطقة عازلة تضرب طوقا حول هذه المناطق، كما يعمل على فتح الطرقات الدولية - وهذه مرحلة من المراحل حصل الاتفاق عليها في مؤتمر سوتشي - ثم بعد ذلك يعمل على تبريد المناطق عن طريق فرض واقع جديد من الاستقرار تحت حكومات معينة شكلية تحميها فصائل تملك النفوذ والسيطرة، ثم يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد؛ وذلك بعد استكمال لجنة صياغة الدستور، ثم تدخل البلاد في مصالحة مع قاتلها ومنتهك أعراضها، وتدخل في تسوية مع جلادها تحت مسميات عدة ولكن هذه المرة بدون باصات خضراء، فتعود البلاد والعباد إلى حظيرة الجلاد من جديد ولو بوجوه جديدة فيكون بذلك قد حقق هدفه وأجهض الثورة وأضاع التضحيات.

نعم هذا ما يهدف له الغرب الكافر؛ ولكن لأهل الشام هدفهم المختلف؛ فهم خرجوا لإسقاط النظام المجرم، ثم تبلورت مطالبهم فأضافوا لها حكم الإسلام، وقدموا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ورغم كل الأعمال التي قام بها الغرب الكافر؛ والتي استهدفت روحهم المعنوية لثنيهم عن متابعة طريقهم ودفعهم للاستسلام للحلول الغربية؛ إلا أن نورا من الأمل لا زال يضيء في آخر النفق؛ وثورة جديدة لتصحيح المسار تلوح في الأفق، وهذا واضح من الانفجارات المتعددة هنا وهناك والتي تؤذن بالانفجار الكبير لبركان ثائر، يصهر بحممه الملتهبة كل متآمر وعميل، ويشق طريقه للوصول إلى هدفه المنشود وما ذلك على الله بعزيز.

 

بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب

 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2lPyn12

 

 

492019raya2

 

أدركوا سفينة ثورتكم قبل فوات الأوان فقد اتسع الخرق... وأنقذوا تضحيات شهدائكم ودمائهم التي بُذلتْ قبل أن تباع في بازارات الإجرام والعهر السياسي في جنيف وأستانة وسوتشي.

إننا إخوانكم في حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله: نخاطبكم خطاب الأخ الناصح الذي يدلكم على الخير الذي فيه رضا ربنا وصلاح أمرنا،

ندعوكم كي تستعيدوا قراركم وسلطانكم الذي سُلب منكم بالظلم والتسلط، وأن تقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم وكل من يريد المتاجرة بتضحياتنا وبدماء أبنائنا في سوق الهدن والمؤتمرات،

ندعوكم أن تعملوا جاهدين أنتم ومن حولكم لنصرة مشروع الإسلام العظيم "مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" ففيه وحده عزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة، فهو الوحيد القادر على جمع شتاتنا وتوحيد صفوفنا وتصحيح مسارنا لنحقق الأمن الحقيقي والخلاص الحقيقي مما نعانيه ونكابده من ظلم وقهر، فخلاصنا بأيدينا لا بأيدي الدول الإقليمية أدوات أمريكا وأذنابها في ديارنا...

إننا ندعوكم أن تتخذوا مواقف الرجال الرجال التي ترضي ربكم وتليق بكم لتكونوا كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وغيرهم من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا يقولنَّ أحدُنا: (ليس لنا من الأمر شيء وليس باليد حيلة) فالأمر خطير والكيد عظيم ونحن جميعا في مركب واحد إما أن نهلك جميعا أو ننجوا جميعا.

إن تغيير نظام الطاغية وإقامة حكم الإسلام هو واجب على كل مسلم ويجب الاستمرار في ذلك حتى تحقيق الهدف المنشود بإذن الله، ومن الخطأ الوقوف في منتصف الطريق بحثاً عن الحلول الوسط، وإلا كان المصير مظلماً وما حدث في مصر وتونس فيه عبرة لمن يعتبر.

فاحذروا مكر أعدائكم، وارفضوا مقررات مؤتمراتهم التآمرية، وخذوا على يد من يسلب سلطانكم، ويصادر قراركم، ويتاجر بمعاناتكم واسألوهم دائما وعند كل تصرف واستحقاق بلهجة صاحب الحق المحاسب (وماذا عن إسقاط النظام؟) واستمعوا نصح إخوانكم وكونوا كما أراد لكم ربكم ففي ذلك الفوز والفلاح والنجاة.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

جرسدة الراية: https://bit.ly/2jYi6qh

492019raya3

 

 

واصل نظام بشار أسد هجماته على منطقة إدلب بدعم مباشر من روسيا، فتمكن من السيطرة على ريف حماة الشمالي وخان شيخون يوم 20/8/2019، وأمريكا هددت برد سريع إذا استعمل الكيماوي، وتركيا أردوغان الضامن لخفض التصعيد تتفرج من خلال نقاط المراقبة التي أقامتها في المنطقة، وقام أردوغان بالاتصال بالرئيسين الأمريكي والروسي أعقبها بزيارة لموسكو يوم 27/8/2019. فيتساءل المرء عما يجري وحقيقة مواقف هذه الأطراف الفاعلة وما تهدف إليه؟

إن الإجابة عن كل تلك التساؤلات تطول، ولكن سأختصر ما أمكن، فقد كثف النظام الإجرامي هجماته بدعم روسي مباشر منذ بداية شهر أيار الماضي بعد انتهاء جولة أستانة 12 يوم 26/4/2019 ليعيد السيطرة على بعض المواقع في جنوب إدلب، علما أنه استأنف هجماته في شهر آذار الماضي وبشكل مفاجئ على المنطقة وبدعم جوي روسي مكثف، فأعلنت يومئذ متحدثة الخارجية الروسية زاخاروفا بأن "الوضع في إدلب خطير ويتدهور بسرعة" مما يشير إلى أن روسيا صممت على مهاجمة إدلب. وحدث أن قام أردوغان بزيارة عمل لموسكو استغرقت يوما واحدا يوم 23/1/2019 ليتحدث مع بوتين حتى لا يقوم بمثل هذا الهجوم، ومن ثم قام يوم 14/2/2019 بزيارة ثانية لروسيا ليلتقي مع بوتين وروحاني في سوتشي، ومن ثم قام بزيارة موسكو يوم 8/4/2019 ليتحدث حول الموضوع حيث يظهر أن روسيا قد نفد صبرها بسبب عدم تنفيذ اتفاق سوتشي الذي أجرته مع تركيا يوم 17/9/2018 وبطلب من أمريكا كما أعلن رئيسها ترامب لوقف اجتياح منطقة إدلب. ومن بنوده إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15-20كم، وقيام تركيا بإخراج ما أطلقوا عليه الفصائل (المتطرفة والإرهابية) من المنطقة ونزع أسلحتها الثقيلة ما بين يومي 10 و15/10/2018، ومن ثم فتح الطرق بين حلب واللاذقية وبين حلب وحماة الموصلة لدمشق بحلول نهاية عام 2018.

وتأتي أهمية بلدة خان شيخون من موقعها الجغرافي على الطريق السريع الذي يمر بإدلب ويربط حلب بدمشق. وكأن هناك تواطؤا بين هذه الأطراف لتنفيذ بند فتح تلك الطريق، لأن هناك معارضة من الناس قادها حزب التحرير ضد فتح هذه الطريق التي تعيد للنظام شرايين الحياة. وقد انسحبت الفصائل المسلحة التي تأتمر بأوامر تركيا من ريف حماة الشمالي المحاذي للبلدة قبل محاصرته وادّعت هيئة تحرير الشام في بيان أصدرته أن "ذلك إعادة انتشار للقوات" وكان تسليما للمنطقة! إذ إن هذه الهيئة وفصائل أخرى ارتبطت بتركيا التي تنسق مع روسيا والتي أمنت سقوط حلب لروسيا وللنظام عام 2016. ولا يستبعد أن يجري تسهيل سيطرة النظام على أطراف هذه الطريق حتى يتم تنفيذ أحد بنود سوتشي لتعزيز سيطرة النظام على تلك الطرق ومن ثم سيطرته على عموم سوريا ليسوم أهلها سوء العذاب.

لم تتحرك تركيا لوقف الهجوم الأخير ولديها نقطة مراقبة في مورك بريف حماة، وقد طوقتها قوات النظام من دون أن تمسها. وقد اتصل أردوغان هاتفيا بنظيره الروسي بوتين الذي أعلن يوم 23/8/2019 أنهما "اتفقا على تفعيل الجهود المشتركة بشأن إدلب". وصرح وزير خارجية روسيا لافروف يوم 26/8/2019 أن "الهجوم لا يخالف أي اتفاق مع تركيا". وأعلن وزير خارجية تركيا عن اجتماع ثلاثي تركي روسي إيراني مرتقب يوم 11/9 القادم. ورغم ذلك فإن أردوغان قام بزيارة موسكو والتقى مع بوتين يوم 27/8/2019 لمناقشة الأمر. وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا قال فيه بوتين: "اتفقنا مع الرئيس التركي على القضاء على الإرهابيين في إدلب والقيام بما يلزم في هذا الخصوص"، وقال "إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لتركيا خطوة إيجابية من حيث وحدة الأراضي السورية" مما يدل على أن مخطط أمريكا المتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة والذي تنفذه مع تركيا هو لصالح النظام. ومن جانبه قال أردوغان: "المسؤوليات الملقاة على عاتقنا بموجب اتفاقية سوتشي لا يمكن الإيفاء بها إلا بعد وقف هجمات النظام" وقال: "هدفنا وقف إراقة الدماء وإرساء أجواء الاستقرار في جارتنا سوريا التي تتوق إليها منذ 8 سنوات بأسرع وقت".

مما يدل على أن سبب الهجوم هو نفاد صبر روسيا لتنفيذ اتفاق سوتشي، ويثبت أن أردوغان يسعى كروسيا لتثبيت النظام السوري ومنع سقوطه. وأكد صداقته لعدو الله بوتين قائلا: "إن لتركيا حق الدفاع عن النفس على حدودها وقد نقلت إصرار بلادنا على هذه المسألة بشكل شخصي إلى صديقي العزيز السيد بوتين". وذكر أن "التبادل التجاري مع روسيا البالغ حاليا 25 أي سيزيد إلى 100 مليار دولار، وذلك ليغري روسيا في تنفيذ مخططات أمريكا في سوريا. إذ إن أردوغان لا يتحرك إلا بالتشاور مع أمريكا وبموافقتها. وأكد وزير دفاع روسيا شويغو بعد لقاء الرئيسين على استمرار الاتفاقات الروسية المبرمة في أيلول الماضي (اتفاق سوتشي)".

يظهر أن هدف أردوغان من اجتماعه الأخير مع بوتين هو لتأكيد اتفاق سوتشي ومنع سقوط إدلب الآن كما خططت له أمريكا. واتفاقهما على إنهاء الجماعات (الإرهابية) في إدلب يعطي مؤشرات على أن تركيا ستقوم وتتصرف تنفيذا للاتفاق حول الموضوع، وقد أصبحت هيئة تحرير الشام المهيمنة على المنطقة طوع بنان تركيا فلا يستبعد أن تطلب منها تركيا التنازل الأخير لتحل نفسها حيث إنها ما زالت توصف بالمتطرفة وقد قدمت تنازلات كبيرة من تغيير اسمها السابق جبهة النصرة، وقطعت حبالها مع القاعدة، وتنازلت عن الأهداف الإسلامية العالمية والعمل لإقامة الخلافة، وأعلنت أنها جبهة وطنية، فمن تنازل كل هذه التنازلات فلا يستبعد أن يتنازل أكثر؛ ذلك أنه "من يهن يسهل الهوان عليه".

وهكذا تعمل أمريكا على وقف الهجوم الروسي على إدلب بينما يظهر أن روسيا مستعجلة تريد أن تخرج من مآزقها في سوريا، وأمريكا توقفها عند حدها كلما تجاوزته وتستغلها وتبقيها حتى تنفذ حلها السياسي هناك بجعل الناس يستسلمون للنظام مع تعديل للدستور وإجراء انتخابات، وتستعمل آلتها الفعالة تركيا أردوغان.

إن الذي ينقذ أهل سوريا هو نفض أيديهم من تركيا ومن تبعها من الفصائل، والعودة إلى مسار الثورة في بدايتها بالاعتماد على أنفسهم متوكلين على الله ورافضين كل الداعمين الشياطين؛ لأن دعمهم ليس دعما وإنما هو تقييد وتسليم للنظام كما حصل. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن يتوكل على الشيطان وأوليائه فهم خاذلوه ومحبطوه. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

كتبه: أسعد منصور

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2kiaoaL

 

 

492019raya

 

نظم شباب وأنصار حزب التحرير، مظاهرة مسائية في قرية السحارة بريف حلب الغربي، وأكد المتظاهرون على استمرار الثورة، رغم المكر والتآمر الدولي، وهتف المتظاهرون بدعم المجاهدين المخلصين، محذرين من القادة المرتبطين، الذين سيسلمون المناطق كما فعلوا من قبل في حلب والغوطة ودرعا، كما حذر المتظاهرون من النظام التركي ودوره القذر في التآمر مع نظيره الروسي، في تكبيل المجاهدين ومنعهم من ضرب النظام في الساحل.

 

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

جريدة الراية: https://bit.ly/2ksZmiJ