- التفاصيل
نشر موقع (بي بي سي عربية، الخميس، 27 ربيع الأول 1440هـ، 03/01/2019م) خبرا جاء فيه: "قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن سوريا "ضاعت منذ زمن"، ولم يبق فيها إلا "الرمال والموت".
وأضاف في حديثه خلال اجتماع حكومي: "لا نتحدث عن ثروة طائلة، نحن نتحدث عن الرمال والموت، ولا أريد البقاء في سوريا إلى الأبد".
وبعد تصريحاته بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا فورا، وباندحار تنظيم الدولة الإسلامية، قال إنه لم "يقرر عودة القوات بين ليلة وضحاها"، مضيفا: "نعم، سننسحب ولكن ذلك سيتم خلال فترة من الزمن"."
الراية: إنّ هذه الصراحة بل قل الوقاحة التي يتحدث بها ترامب تفضح أمريكا الصليبية والغرب الكافر المستعمر وتكشف إجرامهم وتعري سوءاتهم، فكلامه يعني بكل تأكيد أن أمريكا لم تنظر إلى سوريا إلا كمستعمرة لها، ولم يكن هناك كما يدعون قيم أو مبادئ تقف وراء تدخل أمريكا المباشر وغير المباشر من خلال العملاء والأتباع، فها هو يبرر انسحاب قواته بأنّه لم يعد هناك مقام أمن لجنوده أو ثروة طائلة ليحافظ عليها، ونزيد على ذلك بأنّ ترامب وأمريكا وجدت من يقاتل لتحقيق مصالحها نيابة عنها كروسيا وإيران وحزب إيران وتركيا، فلماذا لا تنسحب وتكسب الرأي العام لا سيما أن الحديث يدور عن ألفي مقاتل، وهو عدد تافه إذا ما قورن بحجم القوات التي تقاتل إلى جانب الأسد في سوريا!
جريدة الراية: https://bit.ly/2QBcSuY
- التفاصيل
بعد السماح لهيئة #تحرير_الشام بالسيطرة على أغلب #الشمال الغربي المحرر، وإخراج أبرز قادة وجنود الفصائل المناوئة إلى #عفرين، وتبعية مناطقهم تباعًا لمجلس الجباية المركزي في إدلب والمسمى زورًا #حكومة_الإنقاذ، أصبح من الضروري الحديث ولو باقتضاب عن مستقبل المنطقة، وبالتالي الثورة، والإشارة إلى ما يُرسم لهما في دوائر التخطيط والمكر العالميين، وذلك لإفشال مخططات الأعداء، وعكس مجريات الأمور، والعودة بالثورة خضراء مزهرة بعد شتاء طويل أسقط الأوراق وكشف المعادن.
بدايةً يجب ألا يختلف اثنان على أن جميع ما حدث كان بموافقة من الأتراك، إن لم نقل إنه كان بأمر منهم، بحكم أنهم الآن باتوا يمسكون بمعظم خيوط اللعبة في المنطقة، ويحركونها على هوى مصالحهم ومصالح أسيادهم الأمريكان. فما مصلحة الأتراك والأمريكان في سيطرة الهيئة على الشمال الغربي المحرر، إذا علمنا أن هدف #أمريكا النهائي هو إعادة سيطرة #النظام على كل شبر من الأرض السورية التي ثارت عليه؟!
أظن أن الإجابة ستتضح نوعًا ما إذا تذكرنا كيف تم السماح لتنظيم الدولة يومًا بالتمدد في المنطقة الشرقية بعد أن أتت الأوامر من #تركيا إلى قادة الكتائب والألوية العاملة وقتها في تلك المنطقة بالانسحاب من أمام التنظيم، ومُنع الباقون في الشمال الغربي من ملاحقته شرقًا بعد أن وصل إلى الباب، ثم أُعطي التنظيم مهلة من الوقت ظهرت فيها عوراته، وقضى على نَفَس #الثورة في منطقته، ورتبت أمريكا خلالها أمر الفصائل التي ستحلّ محلّه، ثم جاءت تركيا بفصائلها لتحلّ محلّ الفصائل الأمريكية، وغدًا وبقرار واحد من الأمم المتحدة تخرج تركيا ليعود النظام إلى جميع هذه المناطق التي كانت شعلة الثورة فيها متقدة يومًا قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها.
أعلم يقينًا أن القياس خاطئ، وأن التعميم مرفوض، خصوصًا وأن #الهيئة تختلف عن #الدولة، فهي لم تعلن #خلافة، ولا حتى #إمارة، بل إن سقف طموحاتها قد لا يتعدى إقامة (#كيان_سنّي) كما اعتادوا على القول، في المنطقة التي يسمح لها المجتمع الدولي بإقامة هذا الكيان فيه. ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الأتراك لم يسمحوا للهيئة بالسيطرة على المنطقة لوجه الله تعالى، أو لكي تقيم حكمًا إسلاميًا راشدًا، ولا حتى كيانًا سنّيًا مِسخًا، بل لم يسمحوا لها بذلك إلا ليجعلوا من سيطرتها على المنطقة درجةً يصعدون عليها هم وأسيادهم الأمريكان للوصول إلى هدفهم النهائي، ألا وهو إعادة المنطقة كاملة إلى سيطرة النظام.
ولأننا أثبتنا لأعدائنا كشعب خلال السنين الثمانية الفائتة أننا نقع في الحفرة عشرين مرة، ونلدغ من ذات الجحر مائة مرة ومرة، ثم لا نتعلم شيئاً من أخطائنا، فإنّ أخشى ما أخشاه في هذه المرحلة ألا تعرف #هيئة_تحرير_الشام استغلال ما وصلت إليه، وألا تسير في الطريق الصحيح الذي يجب أن تسير فيه، ألا وهو مداواة الجراح، وتطييب النفوس والخواطر، وإلغاء الرسوم و #الضرائب و#المكوس التي باتت تثقل الكواهل المتعبة أصلًا، ثم الاتجاه فورًا إلى فتح المعارك في #الجبهاتالمنتجة لإسقاط النظام المتهالك المجرم، دون أن نعطي أعداءنا فرصة التفكير والتخطيط والتنفيذ، دون #هدن ولا مفاوضات، دون #جنيف ولا #آستانة، دون #رياض ولا #سوتشي.. عندها لن ترى الهيئةُ الناسَ إلا وهم مقبلون عليها أرسالًا بأموالهم وأبنائهم: خذوها وأسقطوا بها النظام وأقيموا #دولة_الإسلام.. حقيقةً إن أخشى ما أخشاه هو ألا تسير هيئة تحرير الشام في هذا الطريق.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
- التفاصيل
نشر موقع (عنب بلدي، الجمعة 5 جمادى الأولى 1440هـ، 11/01/2019م) خبرا ورد فيه: "دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى تسليم المناطق التي تنسحب منها من سوريا إلى النظام السوري.
وفي مؤتمر صحفي عقدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة 11 من كانون الثاني، قالت فيه إن عودة سيطرة النظام السوري على مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا "يجب أن يحيد المخاطر الأمنية عن جيران سوريا"، في إشارة إلى تركيا التي تتخوف على أمنها القومي من القوات الكردية السورية.
الراية: إن أمريكا ستستمر في امتطاء تركيا أردوغان إلى أن تتمكن من تطبيق حلها السياسي في سوريا، فتركيا تسير في سياستها الخارجية وفق ما تمليه عليها أمريكا وتنفيذا لمخططاتها والشواهد على ذلك تكاد لا تحصى، وهي ستقبل بالانتقال من سياسة المنطقة العازلة إلى سياسة المنطقة ذاتية الحكم، كما قبلت الانتقال من مرحلة انتقاليةٍ دون بشار إلى مرحلةٍ انتقاليةٍ بوجوده.
- التفاصيل
أسقطت الخلافة العثمانية في عام 1924م بعد أن امتدت لقرون طويلة عرف فيها المسلمون أن سلطانهم بيدهم، وضح ذلك من خلال أعمال بيّنها خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته كأبي بكر وعمر وعبد الرحمن ابن عوف بجملة سلوكيات تدل دلالة واضحة على ذلك، فأبو بكر خاطب الناس قائلا: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، وعمر بن الخطاب قال: "إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني"، وعبد الرحمن بن عوف شاور الناس فيمن يختارونه خليفة لعمر، خطوات وإشارات لا لبس فيها ولا ريبة تدل أن السلطان للأمة.
وبعد أن أسقط سلطان المسلمين تسلط عليهم حكام جبريون عملاء للغرب الكافر المستعمر فسلبوهم سلطانهم ومارسوا عليهم شتى صنوف العذاب خدمة لأعداء الإسلام، لضمان عدم عودة حكم الإسلام، استمر المسلمون على هذه الحال عشرات السنين وهم لا يعلمون حقوقهم ولا ينفذ عليهم شرع ربهم.
ذكريات تروى عن أحوال المسلمين منذ تاريخ إسقاط حكم الإسلام حتى هذا اليوم يندى لها جبين الإنسانية، ممارسات جل غايتها منع استعادة الأمة لسلطانها ومعرفتها لحقوقها. حتى كان عام 2011 حيث دبت الحركة في الأمة، وهبت تطالب بحقوقها وسلطانها المسلوب.
بدأت هذه الحركة من تونس مروراً بمصر معطية نفحاتها لليبيا ثم لليمن وصولاً لأرض الشام المبارك، أدرك حينها أعداء الإسلام خطورة الحدث وباتوا يفكرون كيف عليهم التعامل معه.
الجميع أصبحوا يدركون ما حصل في بلاد المسلمين وكيف سرقت ثوراتهم بوضع من يلبي مطالب الناس بحكومات شعارها الإسلام وباطنها العلمانية، فسلب سلطان الأمة من جديد ولكن هذه المرة من خلال العزف على مطالب الناس بأن أعطوا السلطان لمن ينادي بمصالحهم، ترافق مع حالة صمت من الأمة، والحال لا يختلف عن باقي بلاد الثورات حتى الوصول للشام، فبنيتها المعقدة من الثورة كانت كفيلة بأن تجعل الحيرة صفة أساسية لكل حل يقترح، والضياع ميزة لكل من أراد التدخل في الحل؛ فأسد الأب برع خلال سنوات بطشه بتفكيك بنية المجتمع وبنية الدولة في سعي منه لمنع وجود وسط سياسي معارض ينافسه بأخذ سلطان الناس لصالحه، استمر الحال على ما هو عليه حتى انفجار الثورة في آذار من عام 2011.
فخروج الشعب لينادي بإسقاط حكم أسد وهتافه بأن يستعيد ما سلب من سلطانه مع ما ذكر من غياب الوسط السياسي مقارنة مع باقي بلاد الربيع العربي، جعل أن لا حل في الأفق بائناً ولا معارضة يلقى لها السلطان فتتلقفه، وينكمش الأمر وينحسر ولا يخرج عن حده المرسوم له سابقاً في أروقة الكفر ودهاليز المكر والخداع.
رغم ما ذكر عن واقع سوريا إلا أن محاولات سلب السلطان من الناس مرة أخرى بقي الشغل الشاغل لملة الكفر وبقيت تسعى له حتى صار لها الأمر من خلال فصائل ربطتها بها إما عن طريق مندوبين دائمين لها في دول الكفر أو عن طريق غرف عمليات، كان ركيزتهم وسندهم في ذلك ما قدموه من أموال لأجل جذب ضعاف النفوس لها فكان لهم ما كان، كل ذلك في ظل تغافل الحاضنة الشعبية، فسلطانها الذي خرجت تطالب فيه بدأ يتقلص أمام توسع الفصائل وامتداد بقع نفوذها، حتى وصل الحال أن أصبح سلطان الناس مسلوباً مرة أخرى كما كان، ولكن الذي سلبه اليوم هو من خرج لحمايته بادئ الأمر ومن دافع عنه في تشابه حال بين الدول التي مرت بها رياح التغيير، فأصبح المشهد أن الثائر قد سلم نتائج ثورته المتمثل بسلطانه لشخص من صلب ثورته قام وقدم وضحى وبذل فكان سالب سلطان بحق لم يأت على آلام الناس ومعاناتهم فكان سلبه شرعياً.
سرعان ما بدأت نتائج ذلك السلب تظهر بممارسات الفصائل القمعية وفرض نظم حياة تختلف عما خرج الناس لأجله ومطالبين به.
وكان من أوضح الدلالات على سلب هذا السلطان ما تقوم به الفصائل اليوم من سوق أبناء المسلمين ليموتوا لغايات وأهداف لا تعنيهم، والزج بهم في اقتتال لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وتقديمهم قربات لأجل غايات خاصة لا تخدم سوى أعداء الإسلام، يقابله جمود عند الناس تجاه ما يحصل، في دلالة على أن سلطانهم قد تسلط عليه متسلط وسلبهم إياه.
فأصبح حال المسلمين اليوم في الشام بعد أن كان سلطانهم مسلوبا من قبل نظام أسد الوظيفي، صار مسلوباً لصالح فصائل وظيفية موجودة لأجل معين ووقت محدد ستنتهي بإنهاء مهمتها ودورها المرسوم لها وبعد أن تؤدي مهمتها بكسر إرادة الأمة لصالح ملة الكفر.
فاليوم تشابه للأحوال لما قبل آذار من عام 2011، لذلك فالحل للخروج من هذه الحال هو ما بدأ العمل به في تلكم الفترة بأن خرج الناس عن سكوتهم ورفعوا من أصواتهم ونزلوا للشوارع مطالبين بأن يعود إليهم حقهم بالسلطان.
هذا من أوجب الواجبات اليوم وبه يستطيعون أن يرجعوا حقهم المسلوب وسلطانهم المغصوب وأن لا يخشوا في الله لومة لائم ولا تمنعهم رهبة الناس أن يقولوا بما لهم من حق، وليكن مسندهم أن قول الحق لا يقرب من أجل ولا يعسر من حال، فما يحصل اليوم من المتسلط الجديد لا يمكن السكوت عنه وبخاصة أنها ستذهب بالثورة وأهلها لغياهب الظلام وستكون عنصرا أساسيا بالقضاء عليها.
ولمنع ما قد يتكرر من محاولات سلب هذا السلطان يجب أن يضعوا لهم ولسيرهم شواخص تحميهم وتحمي سلطانهم من أن يسرق؛ بتحديد ما يصبون له من هدف وخطوات عمله، يقبلون بكل من ينزل تحتها ويلفظون خارجها كل متآمر يحاول سرقتها والتسلط عليها، فما صار الحال اليوم على ما هو عليه إلا نتيجة لسكوت الناس عن حقوقهم ووقوفهم موقف المتفرج من الذين يسرقون تضحياتهم، وليحذروا أن يقعوا في دائرة المدبرين عن هذا الحق فيكون فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ».
الموقف اليوم في أضيق ساعاته ونهاية الطريق، فيا أهل الشام عموماً وأهل المحرر خصوصاً! ها قد شاهدتم تسليم المناطق السابقة للنظام بأم أعينكم وترون كيف وقف أهلها موقف المتفرج من المتسلط، واليوم وفي حال لم تتحركوا لتسترجعوا ملككم وسلطانكم فمصير ما تبقى لن يكون أفضل حالاً مما مضى، فعليكم أن ترفعوا أصواتكم وأن تتكتلوا وتنزلوا مثل نزولكم الأول، فالأمر عظيم لا يحتاج لمزيد من الصمت وإلا فالقادم أدهى وأمر.
بقلم: الأستاذ عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2B5ANh0
- التفاصيل
على الرغم من الضغط الشعبي الكبير والرافض لفتح الطرقات الدولية، إلا أن بعض المشوشين يسعون لتمرير هذا الفعل بحجج واهية الهدفُ منها كسب تأييد أبنائنا من المجاهدين الذين ستستخدمهم الفصائل في إتمام هذه المهمة، وبنفس الوقت سيكون لهم دور كبير في إفشال المخطط إن وضعت الأمور في نصابها السليم.
ولعل من أهم الأسئلة التي يطرحونها قولهم: لماذا ترون أن فتح الطرقات جريمةً في الوقت الذي نرى فيه الطرقات مفتوحة من مورك إلى المنصورة؟! خاصة أن هذا الأمر يقدم للمحرر فائدة اقتصادية، بل إن هذه الطرقات مفتوحة أصلًا، فما الذي تغير؟!
وعليه نجيب بالآتي: لو كان فتح الطرقات كما تقولون هو فتحًا للمعابر "المفتوحة أصلًا" فلماذا كانت المطالبة في مؤتمر سوتشي من قبل الروس بفتح الطرقات الدولية؟! ولماذا قالوا فتح الطرقات الدولية ولم يقولوا فتح المعابر (المفتوحة أصلًا كما أسلفنا)؟!
يضاف لذلك: هل يعتقد عاقل أن اتفاق سوتشي الروسي التركي الإيراني يعمل على إنعاشنا اقتصاديًا؟ سيقول بعض المرقعين إن النظام لن يستفيد اقتصاديًا لأنه يملك طرقات حمص وحماة وحلب ودمشق والميناء والوضيحي وغيرها. نقول نعم، لن يستفيد النظام اقتصاديًا بالقدر الذي سيستفيد منه سياسيًا ثم عسكريًا. حيث سيكون فتحُ الطرقات الضربةَ الأخيرة في إعادة الشرعية للنظام المجرم وجعْلِ وجوده طبيعيًا غير مستنكر، إذ أنه يسيطر على ما يقارب 60 بالمئة من مساحة الأرض ويستحوذ على الطرق الدولية، وإذن: انتهت الثورة وتم لبشار الأمر!
ولو عدنا للسؤال الأول فإن كل ذي عقل يدرك أن فتح المعابر شيء، وتدويل الطرقات شيء آخر. حيث إن طبيعة هذه الطرق أنها خاضعة لاتفاقات دولية وتشرف عليها الدول، مما يعني فقدان السيطرة عليها من الفصائل التي ستتحول إلى موظف ترفيق يأخذ الضرائب على ترانزيت النظام والمحرر ثم تسلمها إلى تركيا وروسيا اللتين ستشرفان على إدارتها وحمايتها بشكل نهائي.
دون أنْ ننسى أنّ عملية فتح الطرق تؤدي إلى أن يصبح هدف إسقاط النظام الماضي وأن مناطق شرقي الطريق على أبواب أن تصبح من الماضي أيضًا (لأن من يقبل بسوتشي وأستانا لن يصعب عليه الاستغناء عن شرقي الطريق مقابل معركة استنزافية وهمية في ريف حلب الجنوبي أو حلب بعيدًا عن الساحل والقرى المؤيد للأسد). وتُحوِّل -أي عملية فتح الطرقات- الفصائلَ في المحرر إلى جيوب متوزعة بين الطرقات الدولية، تعيش على فتات تلقيه لهم حكومة تمت صناعتها لتقوم بتدجين الناس وتسيطر نظريًا على 8% من سوريا وفعليًا على مادون ذلك.
وأخيرًا: لا بد أن ننوه إلى أمر مهم، وهو أن أصواتًا ستخرج لتقول -في انفصال تام عن الواقع والفهم السياسي-: لا مخافة من فتح الطرقات الدولية طالما أن سلاحنا معنا وأيدينا على الزناد ونحن أصحاب الشوكة على الأرض! وإننا نذكر من يقول هذه الكلمات بأن هذا الخطاب قيل لتبرير هدنة "كفريا والفوعة"، وأن الجميع قد رأى بعد مرور الأيام وتتابع الأحداث ما كان من أمر الهدنة، وتبين أن هذه الأقاويل لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي إلى العبث أقرب.
وفي خاتمة المطاف، نبرق رسالة سريعة إلى إخواننا شباب الفصائل:
إننا والله قد بينا لكم كل خطر، وحذرناكم من كل فخ قبل وقوعكم فيه، وإننا مددنا ولا زلنا نمد يدنا إليكم بمشروع واضح ورجال دولة أتقياء أنقياء لم تتلطخ أيديهم بمال الغرب النتن، ولم تسكر عقولَهم وعوده الكاذبة، فاستجيبوا لهم وتبنوا قيادة سياسية واضحة، ورتبوا أوراقكم وأعيدوا رص الصفوف تحت مظلة المشروع لنسير معًا إلى دمشق حتى نسقط هذا النظام المجرم ونهدم النظام العلماني على رؤوس أصحابه ونعلنها خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. (إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
مصطفى سليمان