- التفاصيل
الخبر:
الجزيرة نت - اجتمع وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم الثلاثاء، بينما رفض وفد النظام السوري تحديد موعد للقاء المبعوث الدولي، لكنه التقى غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي. وقالت مصادر دبلوماسية للجزيرة إن وفد النظام السوري امتنع عن الموافقة على تحديد موعد للقاء دي ميستورا بعدما كان جدول الأعمال يتضمن مسألة نقاش سلة الحكم الواردة في جدول الأعمال. وامتنع مكتب دي ميستورا في اتصال مع الجزيرة تحديد أسباب عدم جدولة موعد للقاء وفد النظام مع المبعوث الدولي الذي عاد مساء أمس من الأردن إلى جنيف. وفي هذه الأثناء، قال مصدر في وفد النظام إن لقاء الوفد مع نائب وزير الخارجية الروسي تناول مجريات جولة المفاوضات، معتبرا أن زيارة غاتيلوف إلى جنيف "رسالة قوية تدل على اهتمام روسيا بدفع المسار التفاوضي إلى الأمام". كما اجتمع رئيس الوفد بشار الجعفري مع وفد إيراني يتابع مسار المفاوضات. وعلى خط أعمال المفاوضات، عقد وفد المعارضة السورية برئاسة نصر الحريري اجتماعا مغلقا مع دي ميستورا. وقبل اللقاء ذكر مصدر في المعارضة لمراسل الجزيرة أن الوفد سيناقش مع المبعوث الدولي مسألة حوكمة الأمن في سوريا خلال المرحلة الانتقالية، التي تتضمن آليات إدارة الأجهزة الأمنية وتنظيم مهامها خلال عملية الانتقال السياسي.
قناة العربية - اتفق ممثلون عن حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، المرتبطين بتنظيم القاعدة، من جهة، مع ممثلين عن الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله على إخلاء سكان "كفريا والفوعة" في ريف إدلب، مقابل إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا وبلودان بريف دمشق والمئات من المعتقلين لدى النظام السوري، نقلاً عن قناة "العربية" الثلاثاء. وبحسب الاتفاق، فإن أول عملية إخلاء من بلدات الفوعة وكفريا ستتم في 4 نيسان/أبريل المقبل، والثانية في 6 من الشهر ذاته. بالمقابل سيُسمح لمقاتلي مضايا والزبداني وبلودان بالخروج إلى أية منطقة يريدونها، مع بقاء مَن يريد في منطقته من دون ملاحقة أمنية. ويشمل الاتفاق إطلاق سراح 1500 معتقل لدى النظام السوري، بالإضافة إلى هدنة لمدة 9 أشهر تشمل مدينة إدلب ومعرة مصرين وتفتناز ورام حمدان، وعدة بلدات أخرى في ريف إدلب الشمالي، وكذلك بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا جنوب دمشق.
التعليق:
لم يكن دي ميستورا الأكثر سوءاً على ثورة الشام رغم اندفاعه لتنفيذ خطط سيدته أمريكا لتثبيت نظام القتل في دمشق وإضفاء الشرعية دولياً عليه في كل فرصة سنحت، ومن ذلك مشاركته قمة عمان الهزلية، هذه القمم التي أصبحت كشجرة الزقوم، تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين، لا نرى منها إلا الإجرام والمزيد من القذارة السياسية ضد الأمة الإسلامية، بل إن من ساعد ويساعد النظام في الهدن والتسويات التي تعيد الدماء إلى شرايينه الميتة والتي تعطيه مقويات في جسده المتهالك الآيل للسقوط هو أسوأ من دي ميستورا وأسوأ من الداعم الخارجي الذي ما زال يملي شروطه ورغباته على قادة الفصائل الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من النظام الساقط!
وتبقى ثورة الشام -هدية الرحمن - لأمة لم يبق لها من حراك فيه التغيير مأمولاً إلا هذه الثورة اليتيمة الشامخة والسائرة بقدرة مولاها. فسيري يا ثورة المظلومين فإن عين الله ترعاكِ، وستبقى هذه الثورة ثورة كاشفة فاضحة وناضحة، تنضح بما فيها ليظهر المستور تحتها، إن كان خائناً أو مندساً أو مخلصاً، فكل إناء بما فيه ينضح.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43103.html
- التفاصيل
الخبر:
أعلن عن أن أمريكا طلبت المزيد من التنازلات من السلطة الفلسطينية تضمنت رؤية أمريكا لعملية السلام للحفاظ على كيان يهود وتقويته. منها عقد مؤتمر إقليمي بين العدو و الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية، وعدم مناقشة المشاريع الاستيطانية السابقة وعدم وقفها في المستقبل، ومحاربة المحرضين على العدو بما في ذلك تغيير المناهج المدرسية ووسائل الإعلام، وعدم دفع رواتب أسر الأسرى و الشهداء، وجعل الأجهزة الأمنية الفلسطينية أكثر فاعلية في الحفاظ على كيان يهود وحراسته على مدار الساعة.
التعليق:
جاء المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات لينقل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أفكار الإدارة الأمريكية كما كشف عن ذلك نايف حواتمة أحد قادة المنظمات الفلسطينية الاستسلامية لصحيفة الحياة الصادرة يوم 2017/3/24. فذكر أن من بين هذه الأفكار الأمريكية، بل الإملاءات الأمريكية:
"الدعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي تحضره الأنظمة العربية و كيان يهود والسلطة الفلسطينية لإطلاق حوار عربي - (إسرائيلي) مباشر، وأن يصبح آلية دائمة يتم استدعاؤها عند الحاجة أو باتفاق بين الطرفين الفلسطيني و(الإسرائيلي)، ومنها عدم العودة إلى مناقشة المشاريع الاستيطانية السابقة، وتأسيس لجنة أمريكية - (إسرائيلية) لمناقشة خطط الاستيطان اللاحقة بهدف تقليصه دون أن يكون هناك وقف كامل للاستيطان، وأن تتحمل السلطة المسؤولية عن وقف كل أشكال الدعوات إلى العنف والتحريض ضد (إسرائيل) بما في ذلك في المناهج المدرسية، وألا يتم الاكتفاء بإدانة عمليات العنف، بل تطلب الإدارة الأمريكية من السلطة الفلسطينية إجراءات محددة وعملية بينها ملاحقة المنفذين والمخططين ومحاكمتهم، ووقف كل أشكال التحريض في وسائل الإعلام الفلسطينية، ووقف دفع رواتب أسر الشهداء والأسرى باعتبار أن هذا يدخل ضمن تشجيع العنف، وتغيير جداول مناوبات الأجهزة الأمنية وعملها لضمان فاعلية أوسع على مدار الساعة".
فالعدو لا يتنازل عن شيء بل إنه يتمادى في غيه وعدوانه ويطلب منهم المزيد من التنازل حتى يتخلوا له عن كل شيء، فكلما تنازل المتنازل طُلب منه المزيد إلى أن يبيت متوسلا إلى عدوه ليبقيه على قيد الحياة عبدا ذليلا له. هذه هي نتتيجة التنازل لا غير، وهذه حقيقة لا مراء فيها ولا جدال. فالسلطة الفلسطينية تنازلت في المفاوضات عن 80% من فلسطين للعدو، وقبلت أن تكون حارسا أمينا لكيان يهود، وبقي هذا العدو يطلب منها المزيد والمزيد من التنازلات ويذلها حتى جعلها سيفا مسلطا على رقاب أهل فلسطين، وجاءت أمريكا بإدارتها الجديدة حاضنة وحامية وراعية وممول هذا العدو لتطلب المزيد من التنازلات لحساب ولدها المدلل كيان يهود. والسلطة ستقدم هذه التنازلات وهي تقوم بقسم كبير منها، ولكنها جاءت كتأكيدات من الإدارة الجديدة على سلطة العار والخيانة.
فالتنازل يجر إلى المزيد من التنازل، فكما قال الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام
نعم فمن يهن ويتنازل ولو مرة فإنه سيتنازل مرة أخرى بل مرات، ويطمع العدو فيه بأنه سيتنازل كحال السلطة الفلسطينية. ومثله سيطلب من المفاوضين ممن يدّعون أنهم يمثلون الثورة السورية وما هم بممثليها ولكنهم يفترون حتى يستسلموا لنظام الإجرام وقد جلسوا معه يفاوضونه، وقد استسلموا لروسيا التي دعمت هذا النظام وحمته وقتلت عشرات الآلاف من أهل سوريا فاعتبروها حيادية ودولة ضامنة! وهكذا بدأوا بسلسلة التنازلات. فيا للعار... ويا للخيانة!
لقد حرم الله سبحانه وتعالى على المؤمنين التنازل وإظهار المهانة فقال عز وجل: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأًعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ﴾، وذكّر المؤمنين أنهم إن مسهم الضر فعدوهم قد مسه الضر وهو على وشك التنازل والاستسلام أو الفرار وهو يرجو العيش والبقاء على قيد الحياة، وأنتم أيها المؤمنون، ألا ترجون الجنة وتستعدون للموت والشهادة لدخولها؟! فلم التنازل إذن! فإن كان قد مسكم الضرر والعنت وشردتم وقتلتم فعدوكُم كذلك وذكّرهم بقوله سبحانه: ﴿ولاَ تَهِنُوا فِي ابْتغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُوْنُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُوْنَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
وذكّر الله المؤمنين بأنه يريد أن يمتحن إيمانهم وصبرهم ويتخذ منهم شهداء، وأنهم مرة يُغلبون ومرة يَغلبون ولكن في النهاية هم الغالبون، ويأتيهم النصر في أشد الحالات مكافأة على ما صبروا وأوذوا فقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلْيَعْلَمَ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾. هؤلاء الشهداء الذين سيدخلون الجنة بلا حساب والذين سيشفعون للمؤمنين الآخرين الذين لم ينالوا الشهادة. فلا يقال إن اليهود غلبونا وأمريكا من ورائهم والعالم كله ونحن لا معين لنا فلنتنازل ولنرضَ بالأمر الواقع ونستسلم لما يملى علينا وإلا سوف يقضى علينا أو لا نحقق شيئا، فلنأخذ شيئا ولو شبرا أفضل من لا شيء! وهم ليسوا بآخذيه! هذا القول ليس بقول مؤمن يتذكر تلك الآيات ويؤمن بأن النصر من الله وحده وأن الله سينجز وعده للمؤمنين بعد أن يبتليهم ويمحص قلوبهم.
أما هذه السلطة ومنظمتها الفلسطينية، فقد بدأت بالتنازل من أول يوم أسست فيه حيث تنازلت عن الإسلام فلم تجعله قضيتها ولم تسند قضية فلسطين إلى الإسلام ولم تبن شخصيات منتسبيها على أساس الإسلام، بل تبنت الأفكار العلمانية و الديمقراطية وهي أفكار العدو نفسه، وحاربت الأفكار الإسلامية والعاملين لتحكيم الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وكانت تطلب إقامة دولة علمانية مع يهود حسب المشروع الإنجليزي، ومن ثم قلبت ظهر المجن فقبلت بالمشروع الأمريكي بحل الدولتين. ونحن على يقين من ربنا العليم؛ بأنه لن يتحقق هذا المشروع ولا ذاك، بل سينجز الله وعده الذي أوحاه لرسول الكريم ﷺ الذي أخبرنا وبشرنا به بالقول: «لاَ تَقُومُ الساعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ الْيَهُودَ حتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُوديُّ مِنْ وَراءِ الحَجَر والشَّجَرِ، فَيَقُولُ الحَجَرُ والشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ هذَا يَهُودِيٌّ خَلْفي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إلاَّ الْغَرْقَدَ فَإنَّهُ منْ شَجَرِ الْيَهُودِ». وذلك كائن بإذن الله في ظل الخلافة التي بشر الرسول ﷺ بنزولها في بيت المقدس قائلا: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ»، ولا يستبعد أن تبدأ من مكان ما من بلاد الجوار من القاهرة ومن دمشق وعمّان حتى تصل إلى مقرها وقرارها في بيت المقدس، والله أعلم حيث يضع ملكه فيهبه لمن يشاء إنه على كل شيء قدير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43044.html
- التفاصيل
الخبر:
"محمد بن سلمان يلتقي ترامب في البيت الأبيض" (الشرق الأوسط، 2017/03/14)
"سمو ولي العهد ومدير وكالة الأمن القومي الأمريكي يبحثان تعزيز التعاون المشترك لمحاربة التطرف و مكافحة الإرهاب" (وكالة الأنباء السعودية، 2017/03/23)
التعليق:
في عام 2006 نشرت مجلَّة "لانسيت" الطبية البريطانية دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا جرَّاء الحرب الأمريكية على العراق منذ 2003 وحتى وقت الدراسة بـ 654965 قتيلا (بي بي سي) ورغم أن الأرقام يصعب تأكيدها، إلا أن المتابع لما جرى من تقتيل وتدمير لا يستبعد هذا الرقم على الإطلاق، كما أن المتتبع لجرائم أمريكا منذ نشأتها حتى يومنا هذا لا يستغرب مثل هذا العدد من القتلى على يد هذه الدولة الأكبر إجراما في التاريخ الحديث على الأقل...
لقد نشأت أمريكا على جماجم ما يفوق 100 مليون إنسان من الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية، أبادتهم الدولة الأمريكية الجديدة إبادة شاملة بشتى صنوف القتل والتنكيل، وفي عام 1945 صعقت أمريكا العالم بقتل ما يقارب 250 ألف ياباني بقنبلتين فقط أسدلت بهما أمريكا ستار 6 سنوات من الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة حوالي 85 مليون إنسان، بمشاركة بل بزعامة أمريكا، وفيما بين 1955 و1975 تسببت الحرب الأمريكية على فيتنام بمقتل ما يقارب مليون و200 ألف إنسان...
في عام 1948 كان الرئيس الأمريكي ترومان أول من اعترف بكيان يهود بعد دقائق فقط من إعلان اليهود إقامة كيانهم على أرض فلسطين المحتلة في أكبر جريمة سرقة في تاريخ البشرية وعلى أشلاء الآلاف من أهل فلسطين، ثم كان لأمريكا دور أساسي في إكمال جريمة تثبيت كيان يهود في فلسطين عام 1967 على أشلاء عشرات الآلاف من أصحاب الأرض الحقيقيين...
في عام 1979 كان لأمريكا دور أساسي في الثورة الإيرانية، ومنذ ذلك الوقت وأمريكا تشعل الحروب العسكرية والطائفية في المنطقة بأيديها مباشرة تارة وبأيدي إيران وأذنابها تارة أخرى فكان حصاد ذلك حرب الخليج الأولى وأهلكت ما يقارب مليون إنسان، وحرب الخليج الثانية راح ضحيتها ما يقارب 100 ألف قتيل، بالإضافة لحرب 2003 على العراق (حرب الخليج الثالثة) المذكورة آنفا، ومنذ ذلك الوقت نصبت أمريكا من إيران كلب حراسة على بلاد الخليج تحديدا، تهددهم بها أحيانا وتبتز بها أموالهم الطائلة لشراء الأسلحة وعقد الصفقات السياسية والاقتصادية أحيانا أخرى...
ومنذ انطلاقة الثورة المباركة في الشام وحتى يومنا هذا لم تترك أمريكا أي وسيلة لقتل المسلمين في الشام إلا واتبعتها، فقد أعطت الضوء الأخضر لعميلها بشار لوأد الثورة بالقوة مهما كلف الثمن، ثم أمرت عملاءها في إيران وأذنابها بدعمه عسكريا لقتل أهل الشام، ثم كان التنسيق مع روسيا لإرسال حممها لحرق المسلمين، ثم أمرت عميلها أردوغان بتحريك جبهة تركيا، ثم كان تشكيل التحالف الدولي بحجة محاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وفي الحقيقة ما راح ضحية ذلك إلا المخلصين والأبرياء وما حصل في حلب قبل أشهر قليلة ما زال ماثلا أمامنا، وكان نتيجة ذلك كله قتل مئات الآلاف من أبناء الشام المباركة بأيدي أمريكا وعملائها وأتباعها... وكذلك كان تدمير اليمن وليبيا وبنفس السيناريو تقريبا؛ عملاء أمريكيون يتلقون الأوامر للقتل والتدمير... وكل تلك جرائم أمريكية حية يراها كل مبصر في الواقع الحالي والتاريخ القريب، وغيرها ما لا يتسع المقام لبسطه، حتى إن الشكوك تحوم بشكل كبير حول أمريكا نفسها في الكثير من التفجيرات والأعمال "الإرهابية" التي حصلت في أمريكا نفسها وفي أوروبا وفي كل مكان والتي اتخذتها أمريكا ذرائع لحروبها في أفغانستان و العراق و الشام، وكل تلك الأرقام والإحصائيات موثقة ومتاحة لكل من يبحث في جوجل أو ويكبيديا...
وبالإضافة لكل تلك الجرائم الحربية، كانت أمريكا سببا مباشرا في الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي ما زلنا نعاني ويلاتها في بلاد الحرمين وكافة بلاد المسلمين، جراء سياسة العولمة وربط العملة بالدولار، أي باختصار جراء ربط الاقتصاد العالمي كله بالاقتصاد الأمريكي الربوي...
كما أننا في بلاد الحرمين تحديدا نعاني من تسلط أمريكا على مجتمعنا ومحاولاتها الحثيثة منذ زيارة كونداليزا رايس وقبلها وبعدها، حيث تتدخل أمريكا بشكل مباشر في شؤون المرأة والشباب ومناهج التعليم وشؤون "الترفيه" ودعوات الحريات واللبرلة في بلادنا... كما أن ترامب منذ جاء لم ينسنا من سلاطة لسانه وتصريحاته العدائية اللاذعة...
إن العاقل من اتعظ بغيره، وإن المسلم لا يلدغ من الجحر ذاته مرات، وإن مفهوم الولاء والبراء ثابت في ديننا ومفاهيم أعماقنا، وإن المسلم لا يأخذ أحكامه من عقيدة الرأسمالية القائمة على الكذب والمراوغة والمصلحة المتوهَّمة، وإنما يأخذها من أحكام الله المنبثقة عن عقيدة الإسلام النقية الواضحة، والتي تنص صراحة أنه ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وأن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾، ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾ وغيرها الكثير الكثير من النصوص التي لا أظن أننا بحاجة إلى مزيد بسط فيها في بلاد العلم والفقه التي تربى أبناؤها منذ الصغر على يد كبار الشيوخ و العلماء على مفاهيم الولاء والبراء وأحكامها، تماما مثلما أن جرائم أمريكا ليست بحاجة لذكرها، فكما أن الولاء والبراء معلوم من الدين بالضرورة يدركها كل مسلم فإن جرائم أمريكا معلومة من التاريخ والواقع بالضرورة يدركها كل مبصر، إلا أنها ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين وتقيم الحجة على سواهم...
وبعد، فهذا هو تاريخ أمريكا الإجرامي ماثل أمام أعيننا، وهذه هي أوامر الله سبحانه تجاه الكيفية الواجبة للتعامل معهم واضحة صريحة، وعلى ذلك ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42979.html
- التفاصيل
الخبر:
تحت عنوان "مستجدات الثورة السورية: قوات المعارضة تحقق المزيد من المكاسب الميدانية". كتبت الجزيرة في 2017/03/22:
"تقدم للثوار في دمشق وريف حماة شمال البلاد. تقدم ملحوظ تحققه الفصائل في سوريا في هاتين الجبهتين المشتعلتين وإن كان هناك في حسابات كل معركة على حدة. فمعارك العاصمة دمشق يقاس التقدم فيها بالأمتار وسيطرة الفصائل على مناطق عدة عند مدخل دمشق الشرقي تعني قطع أحد مداخل المدينة والاقتراب من إحدى ساحاتها الكبرى ساحة العباسيين".
التعليق:
لا شك أن الثورة في سوريا ما زالت تذيق النظام ألوان البلاء، إلا أن الأمر اللافت في هذه المرة هو تمكن الثوار من تحقيق انتصارات ولو جزئية داخل دمشق نفسها وتكبيد النظام خسائر أدت إلى أن يقوم أركان جيش النظام بتبادل الاتهامات فيما بينهم تماما كما تفعل العصابات في حروب الشوارع. عملية أثلجت الصدور وتري من جديد أن الثورة قادرة على قطع رأس الأفعى إن هي أرادت وتحركت نحو دمشق وإلى إسقاط النظام بكافة أجهزته.
إلا أن المعارضة وللأسف الشديد ما زالت تتشبث بحبال روسيا و أمريكا و الغرب. وما زالت مرتبطة بخيوط هذا وحبال ذاك. فمثل هذه العملية الناجحة في دمشق يستخدمها الجيش الحر كورقة ضغط تفاوضية برعاية روسيا وأمريكا لا لتحرير سوريا من النظام العلوي السوري المجرم. فأصل المسألة في سوريا هي تحرير البلد من نظام العلويين المدعوم أمريكياً وليس استخدام القوة كورقة ضاغطة لتسريع المفاوضات التي ترعاها روسيا بغطاء أمريكي دولي! ولذلك يجب أن يتعظ الجميع من القضية الفلسطينية وسير المفاوضات فيها وكيف حرف الصراع العسكري من قضية تحرير إلى قضية ورقة ضغط تفاوضية أدت لضياع كل فلسطين.
فالقتال يجب أن يكون للتحرير وليس ورقة ضغط لمفاوضات يرعاها مجرمون أمثال روسيا وأمريكا وعملائها. اقطعوا الحبال مع الغرب وأوقفوا المفاوضات والتحموا معا كالجسد الواحد لقطع رأس النظام وتحرير البلاد والعباد من هيمنة الغرب في الشام و المنطقة، وإلا فستكون الشام نسخة مريرة للملف الفلسطيني التفاوضي بيد اللئام والمجرمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43004.html
- التفاصيل
الخبر:
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بأن مسؤولين في وزارة الخارجية التركية سيلتقون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميتسورا في أنقرة.
واشنطن (سبوتينك) - مسؤولون في وزارة الخارجية التركية سيلتقون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميتسورا في أنقرة قبل الجولة المقبلة من مفاوضات أستانة بشأن سوريا بحسب ما قاله وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو يوم الثلاثاء.
التعليق:
قبل عدة أسابيع رفضت هولندا منح تصريح بالهبوط لطائرة وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو. كما أن هولندا لم تسمح لوزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية فاطمة بتول صايان كايا من الوصول إلى روتردام للمشاركة في تجمع جماهيري نظمته الجالية التركية هناك. وقد كان لرجب طيب أردوغان رد فعل غاضب ووجه اللوم إلى الهولنديين لفشلهم في منع قتل 8 آلاف رجل بوسني مسلم على يد القوات الصربية في سريبرينيتسا عام 1995. وقال: "نعرف طبيعة هولندا ونعرف الهولنديين من مذبحة سريبرينيتسا. نعلم مدى فساد طبيعتهم وشخصيتهم من قتلهم 8 آلاف بوسني هناك. لا ينبغي لأحد أن يعطينا محاضرات في التمدن".
إن تصريحات أردوغان هذه صحيحة وهو يعرف أيضًا بأن الهولنديين لم يعملوا بمفردهم ولكن تحت رعاية الأمم المتحدة. وكانت هذه المجزرة قد حصلت تحت إشراف الأمم المتحدة ومراقبتها! وعندما كان المسلمون على وشك تحقيق النصر، تصرفت الأمم المتحدة والقوات المسلحة الصربية على الفور وفرضوا اتفاق دايتون القائم على أساس الخطة الأمريكية.
والآن ترسل الأمم المتحدة ذاتها إلى تركيا مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا للتنسيق بشأن الخطة الأمريكية في سوريا. ما الذي جرى، هل تغير شيء في الوقت الحالي؟ هل يعهد أردوغان بالأرواح البريئة في سوريا إلى الجهة ذاتها التي يتهمها بالقتل في البوسنة وأماكن أخرى من العالم الإسلامي؟ خاصة وأن ستيفان دي ميستورا هذا تم تعيينه ممثلا خاصا للعراق عام 2007، ومن ثم كبير مبعوثي الأمم المتحدة إلى أفغانستان عام 2010. إن سجله واضح، كما أن سجل ودور الأمم المتحدة واضح كذلك وحافل في تضليل وخداع الأمة وفقا لأهواء ورغبات الولايات المتحدة.
يبدو أن أردوغان "يحسن الظن" جدا بأعداء المسلمين فيضع حياتهم ودماءهم وشرفهم في أيدي هؤلاء الأعداء ويأتمنهم عليها. أتراها الولايات المتحدة تلك التي يثق بها فيعمل معها عن كثب فيغري قوات المعارضة لتستجيب للخطط الأمريكية التي تسعى إلى إقامة نظام ديمقراطي علماني في مرحلة ما بعد الأسد فيما يشوه سمعة المعارضة التي تنشد الإسلام؟! أم تراها صديقته وحليفته روسيا التي دمرت حلب مؤخرا وسلمت سكانها المسلمين إلى نظام الأسد؟! أم أنها حليفته المقربة، إيران التي سفكت دماء آلاف المسلمين الأبرياء من أجل الحفاظ على نظام الأسد المجرم؟! أي هؤلاء أمنهم على دماء المسلمين؟
إذا كانت تركيا مهتمة فعلا بموت البوسنيين والسوريين كما تصرح، فلماذا تضع يدها بيد من قتلهم إذن! مع أنه واضح وضوح الشمس مَنْ هم الجزارون في الصراع السوري الحالي!
إذا أراد حكام تركيا شرف الدنيا والآخرة فإن عليهم أن يتخذوا موقفا صريحا فلا يقبلوا دخول أي مبعوث أممي وليقطعوا جميع العلاقات التي تربطهم بالدول الأجنبية المعادية ولتقفل القواعد العسكرية التي فُتحت أمام مؤججي الحرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42976.html