- التفاصيل
الخبر:
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن نشطاءه الميدانيين رصدوا، خلال الأيام الماضية، عبور مئات الآليات العسكرية التابعة للتحالف الدولي من إقليم كردستان العراق، نحو سوريا استعدادا لمعركة الرقة. وتقود واشنطن تحالفا دوليا يضم أكثر من 60 دولة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
التعليق:
لقد تحولت أرض الشام إلى مرتع للقوات العسكرية الخارجية التي أخذت تتوافد عليها من كل حدب وصوب، يجمعها هدف واحد ومصالح متعددة وتتسابق فيما بينها لإيجاد موطئ قدم لها على الأراضي السورية تبني فيها قاعدة عسكرية هنا أو هناك، وكل هذا تحت غطاء محاربة ما يسمونه (الإرهاب)؛ متعامين عن إرهاب طاغية الشام الذي قتل أكثر من مليون مسلم وشرد الملايين من أهل الشام ودمر ممتلكاتهم، ناهيك عن السجون التي غصت بنزلائها وما يتعرضون له من شتى أنواع التعذيب و الذل والإهانة...
إن هذا ليس مستغربا على المجتمع الدولي الذي يتبع سياسة أعور الدجال عندما يتعلق الأمر بالمسلمين فلا يرى إلا بعين الحقد والكراهية ونشر الفساد والدمار، وإن الناظر إلى الحشود التي تتوافد على أرض الشام والاستعدادات لفتح معركة الرقة ضد تنظيم الدولة يظن أن هذا التنظيم هو المسؤول الوحيد عن قصف أهل الشام وهو الذي ألقى عليهم البراميل المتفجرة والصواريخ الارتجاجية والفراغية والعنقودية وهو المسؤول الوحيد عن تشريد الملايين منهم. كما يظن أن المجتمع الدولي جاء ليخلص أهل الشام من معاناتهم ومآسيهم بعد دخول ثورتهم السنة السابعة، وبعد كل هذا الدمار، لكن الحقيقة مختلفة عن الأوهام فمن يظن بالغرب الكافر خيرا فهو واهم؛ فهو الذي أعطى الضوء الأخضر لطاغية الشام لممارسة القتل والتدمير وهو الذي يقف وراءه ويسانده، فكما أنه يسانده عسكريا على أرض الميدان فهو لا شك يسانده سياسيا في حلبة المفاوضات، كيف لا وهو الذي سلطه عميلا على رقاب أهل الشام ولن يبدله حتى يجد العميل الأكثر وفاء والأكثر ولاء والذي سيحقق له مصالحه وعلى رأسها منع عودة الإسلام إلى معترك الحياة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42788.html
- التفاصيل
الخبر:
أطلقت روسيا وتركيا مرحلة جديدة في تطوير العلاقات الثنائية وصفها بوتين بأنها عودة إلى الشراكة الحقيقية، فيما أكد أردوغان أن البلدين "أنجزا عملية تطبيع العلاقات"، واتفق الجانبان على تعزيز التنسيق الأمني والعسكري في سوريا.
التعليق:
ليس غريبا أن تخطط روسيا ومعها دول الكفر كافة ضد قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بكل ما لديهم من قوة ومكر وحقد.
نعم هذا ديدن دول الكفر والحقد على الإسلام والمسلمين ولم نتوقع منهم غيره...
وما حصل البارحة في هولندا مع وزير الخارجية التركي وغيره من الوزراء من إهانة كبيرة لهم ولبلدهم بعدم السماح لطائرته بالهبوط عندهم، وعدم السماح لوزيرة أخرى بدخول القنصلية التركية وتفتيش الكلاب البوليسية لها ولمن يرافقها، ليدل دلالة قوية على مدى استخفاف الغرب والشرق بالمسلمين و"بحكامهم" ولو كانوا أولياءهم، غير مبالين بردات فعل هؤلاء الحكام، لأنهم يعرفونهم حق المعرفة ويعرفون أنهم عملاء لأسيادهم في الغرب ولن يجرؤوا على الوقوف في وجههم وقفة الرجال التي تنسيهم وساوس الشيطان كما فعل الحكام السابقون للمسلمين في دولة الخلافة حتى في أضعف حالاتها.
أما أنتم أيها المسلمون، أهلنا في تركيا، معقل الخلافة الأخير، فما أظنكم ترضون بهذا الذل والهوان، وقد طلب منكم رب العالمين أن تكونوا أعزاء وأن لا ترضوا الدنية في دينكم وأن تكونوا أشداء على الكفار رحماء بينكم، فكيف بكم تسكتون عن تعاون حكامكم مع روسيا وأمريكا وغيرهم من الكفار لقتل إخوانكم في سوريا، بل كيف لا تطلبون من حكامكم مساعدة إخوانكم في سوريا بكل ما يمكنهم من الصمود والنصر على أعدائهم، وتحاسبونهم على ذلك، فإن لم يفعلوا، ولن يفعلوا، فما عليكم سوى أن تضعوا أيديكم بيد المخلصين منكم للعمل سويا وبسرعة للإطاحة بهؤلاء الحكام الخونة، وأن تستبدلوا بهم حكما إسلاميا حقيقيا، وتنصيب حاكم تقي واعٍ ومخلصٍ يخاف الله فيكم ويمنع الكافر الطامع عنكم ولا يخشى في الله لومة لائم، وهذا لا يكون إلا إذا أعطيتم قيادتكم لحزب التحرير، الذي عرفتموه وجربتموه في التصدي للحكام وفضحهم وكشف خطط الكافر المستعمر ضد أمتنا الإسلامية.
لذلك لم يعد لدينا أي وقت نضيعه في البحث عن الحل و النهضة من جديد ولقطع دابر الكافر المستعمر... فمدوا اليد بسرعة وأمان لإخوانكم في حزب التحرير لنعمل معا للتحرير الحقيقي وقريبا بإذن الله تعالى لنعود خير أمة أخرجت للناس، وعندها فقط ننسي روسيا وغيرها وساوس الشيطان ونحقن دماء المسلمين أينما كانوا، وبذلك نكون قد عملنا بما يرضي الله عز وجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42769.html
- التفاصيل
الخبر:
خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ صباح الخميس، كشف الجنرال جوزف فوتيل (قائد القيادة الأمريكية الوسطى) أن القضاء على داعش في سوريا لا يعني بالضرورة مغادرة سوريا، موضحًا أن الأمر يحتاج لبقاء قوات أمريكية تقليدية لفترة طويلة هناك لضمان الاستقرار، ومؤكدًا أن السوريين سوف يحتاجون إلى المساعدة وضمان الانتقال السلمي للسلطة. تأتي هذه الخطوات متماشية مع وعود قطعها (دونالد ترامب) خلال تسلمه السلطة، حيث تعهد بأن "يقصف حتى الموت" تنظيم داعش، مؤكدًا بأن لديه خطة سرية لإلحاق الهزيمة بـ"الإرهابيين" بسرعة. كما أعلنت الإدارة الأمريكية الخميس عن عقد اجتماع وزاري أواخر الشهر الحالي للدول الـ68 المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش. (العربية نت)
التعليق:
ها قد بدأ الوجه القبيح لإدارة ترامب يزداد قبحًا، فقد تسارعت الأحداث في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر خاصة فيما يتعلق بسوريا، بدأ بإيعاز أمريكا لعملائها (حكام إيران وتركيا) وأداتها (روسيا) للاجتماع في أستانة، ثم اجتماع جنيف4 الذي لم يتمخض عنه شيء يذكر، بل مماطلة في الحلول وترتيب في الأوراق والأدوار، وبعدها أرسلت أمريكا ما يقارب 400 جندي جديد إلى سوريا لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" والجيش التركي في القضاء على "تنظيم الدولة" في الباب ومنبج، وليس هذا فحسب، بل تنوي أمريكا وتخطط لإرسال 1,000 جندي من قوات التدخل السريع قد أعدتهم الكويت إلى سوريا في أقرب وقت ممكن عن طريق تركيا والعراق. كل هذه الأحداث، وما يلحقها من تصريحات من أطراف كثيرة من القادة الأمريكيين بخصوص الوضع العام في سوريا والعراق، بذريعة القضاء على تنظيم الدولة، اختتمت بتصريح قائد القيادة الأمريكية الوسطى المسؤول عن تنفيذ الخطة الجديدة التي أعدها البنتاغون خضوعا لطلب أمريكا.
هكذا نستطيع أن نقرأ الأحداث الجارية على أنها ملامح جديدة للاحتلال الفعلي لأمريكا، وأنها لن تترك الأمور كما كانت عليه سابقًا معتمدة على عميلها المخلص أردوغان والمرتزقة الذين ترعاهم حكومة إيران فقط، فأمريكا تسعى إلى تكرار ما فعله المحافظون الجدد في العراق وأفغانستان مرة أخرى في سوريا بالتدخل الفعلي وبنفسها من أجل القضاء على الثورة السورية والتحكم في المنطقة، بحسب تصريحاتها المعلنة. أمر آخر قد يفهم من السياسة الجديدة للبيت الأبيض وهو السعي للتخلص من الأوراق القديمة التي تركها أوباما وكتابة أوراق جديدة وفتح ملفات أخرى تدار بشكل مختلف وبطريقة أكثر دموية، ويفهم كذلك نية الحكومة الأمريكية بجيشها الاستقرار لمدة طويلة غير محددة بزمان في سوريا سعيًا للحفاظ على نفوذها في المنطقة والتأكد من القضاء على طموح الشعب في الانعتاق والتحرر من هيمنتها واحتلالها.
على ما يبدو نحن على موعد جديد من سيل الدماء والقهر والتدمير على أيدي عملاء أمريكا وجيشها المحتل الغاصب للأرض المنتهك للأعراض الحالم بالقضاء على أحلام الشعوب. إن المحافظين الحاكمين الآن في البيت الأبيض يشتاقون للدماء الزكية التي سالت في العراق وأفغانستان، ويتعطشون لتذوقها مرة أخرى من أهل الشام. لكن هيهات لأمريكا أن تنال هذا المنال، فليس اليوم كالأمس، والدماء لا تُراق من غير حسيب ولا رقيب، والأمة ستذيقهم الويلات كما أذاقتهم في العراق وتذيقهم في أفغانستان، بل الأمة اليوم أكثر وعيًا وإصرارًا وجلدًا على أهدافها فحتى لو قضي على أغلى ما عندها وأُهرقت دماؤها فإنها لن تتوقف عن السعي لأهدافها كما لم تتوقف من قبل، وها هي تكاد تقطف الثمار، وفيها من المخلصين الكثر الساعين لقيادتها نحو أهدافها، والله سبحانه وتعالى يعينها على من عاداها. أرض الشام ليست أرض استجمام، بل هي أرض عمود الإسلام، أرض الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبًا بإذن الله، ولن تُترك فريسة سهلة لمصاصي الدماء قتلة الأطفال عبدة الأموال. إن الخلافة على منهاج النبوة عائدة لا شك على أنقاض عروش الطغاة المتعجرفين، وهذا ليس مجرد كلام، بل حقيقة تؤمن بها الأمة وتترقبها، فانتظروا أن تلقوا مصيركم على أيادينا الطاهرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42725.html
- التفاصيل
الخبر:
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 2017/3/10 بالرد على قرار هولندا منع دخول وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى أراضيها بمنع السياسيين والدبلوماسيين الهولنديين من دخول تركيا، وذلك بعدما سحبت هولندا ترخيص هبوط طائرة أوغلو الذي كان يعتزم المشاركة في تجمع بمدينة روتردام دعما للاستفتاء الدستوري في تركيا.
ووصف أردوغان في خطاب له في إسطنبول هولندا بأنها من بقايا النازية والفاشية وبأنها تدعم المنظمات الإرهابية على حد قوله، وذلك بعدما سحبت الحكومة الهولندية التصريح بهبوط طائرة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
وقال أردوغان إن "الشعب التركي سيفسد مساعي إفشال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي وصفه بالتاريخي" وتعتزم سلطات أنقرة تنظيم استفتاء يوم 17 نيسان/أبريل المقبل على التعديلات التي تنقل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي.
وقال أردوغان في تجمع حاشد في اسطنبول "امنعوا وزير خارجيتنا من الطيران كما تريدون، ولكن من الآن، لنرى كيف ستهبط طائراتكم في تركيا". ( الجزيرة نت، 2017/03/11م)
التعليق:
هولندا قالت إنها سحبت حقوق هبوط الطائرة لـ "دواعي الأمن والنظام العام" وسبق لمسؤولين أن صرحوا بأن بلادهم لا تسمح لحكوميين أجانب بالقيام بدعاية انتخابية على أراضيها. وأضاف البيان الهولندي أنه "لم يعد هناك مجال للبحث عن حل عقلاني للأزمة"، وأشارت الحكومة إلى أنها حاولت التوصل لمخرج مع السلطات التركية بشأن مشاركة وزير خارجيتها في تجمع لدعم الاستفتاء الدستوري عن طريق نقل التجمع الكبير إلى مكان مغلق مثل القنصلية التركية في روتردام، وهو ما رفضته أنقرة.
وقد سبق لألمانيا أن منعت مظاهرات حاشدة لتأييد التعديلات الدستورية التي يريدها أردوغان والتي تعطي مؤسسة الرئاسة صلاحيات واسعة.
من الملاحظ أن أردوغان يفتعل التصعيد مع أوروبا، وهو يتقن استغلال هذا الأمر ليجمع الناس حول مشروع الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وفي سبيل ذلك يكثر من الجعجعة التي لن تنتج طحينا. فهو يتقن فن التدجين.
وأمس هاجم أردوغان إحدى صحف تركيا لأنها نشرت تقريرا يفيد باعتراض جنرالات في الجيش على السماح للنساء برتب عالية بلبس الخمار (غطاء الرأس) فهدد وتوعد وأزبد وأرعد مستغلا الأمر ليدغدغ مشاعر الناس ويركب موجة الإسلام، الذي يرفضه هو كنظام للدولة ويصرح جهارا نهارا بأنه علماني يمجد العلمانية وعلى عهد مصطفى كمال حتى النخاع.
فإلى متى ستبقى جعجعات أردوغان تخدع الناس؟!
نعم سنرى إن كانت الطائرات الهولندية ستهبط في تركيا أم لا بعد الاستفتاء.
ونعم سنرى إن كان سينزل مسؤولون هولنديون في المطارات التركية بعد الاستفتاء أم لا.
كما سبق أن رأينا كيف حبا أردوغان على يديه ويمّم نحو موسكو ليعتذر عن إسقاط طائرة روسية!
وكيف يمنع مؤتمرا لتذكير المسلمين بالخلافة وبنظام الحكم في الإسلام ويعتقل منظميه، وهو في سوريا يشترك في سفك دماء المسلمين وينسق مع نظام الأسد وروسيا وأمريكا لتصفية الثورة وجر الثوار إلى مائدة الاستسلام، وهو يرسل جيشه لخدمة الأجندة الأمريكية في الشام... فهل هذه أفعال رجل طيب أم خبيث؟
وخلاصة القول نتذكر حكاية الصياد الذي ذبح العصافير فقال عصفورٌ لأخيه الكبير: انظر ما أرحم هذا الرَّجل، إنَّه يبكي شفقةً علينا، فقال له أخوه: لا تنظر إلى دموعه الَّتي تسيل، وانظر إلى ما تفعل يداه...
وهكذا يقال عن أردوغان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42724.html
- التفاصيل
الخبر:
أكد الرئيس التركي أردوغان في المؤتمر الصحفي الذي عقد في موسكو (2017/3/10) بمشاركة الرئيس الروسي بوتين، أن هناك تنسيقا وتعاونا كاملا بين تركيا و روسيا حول العمليات العسكرية والإنسانية في سوريا.
التعليق:
منذ انطلاقة عملية "درع الفرات" في شهر آب 2016، حدد الرئيس التركي أردوغان أهدافها بأنها القضاء على خطر التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري، ويعني بذلك تنظيم الدولة الإسلامية، والتنظيمات الكردية التي يعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا. وبعد تباطؤ طويل، بسبب غياب الضوء الأخضر للسماح بذلك، نجحت قوات "درع الفرات" في السيطرة على مدينة الباب. ثم كرر أردوغان مرارا أن الهدف التالي لدرع الفرات هو مدينة منبج، ومن بعدها مدينة الرقة. وصدرت تصريحات عديدة من كبار المسؤولين الأتراك التي طالبت واشنطن بتنفيذ تعهدها بإخراج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الكردية من مدينة منبج، كما هدد أردوغان أكثر من مرة بأن تركيا ستقصف القوات الكردية في منبج في حال عدم خروجها منها. ولكن مع كل هذه التصريحات العنترية، فقد بقيت حبرا على ورق أو فرقعة صوتية لا معنى لها. ثم جوبه النظام التركي بصفعة قوية حين رعت روسيا اتفاقاً بين القوات الكردية بالانسحاب من عدد من القرى في ريف منبج لصالح قوات نظام بشار الأسد. ثم وصل الأمر بأن قامت أمريكا بإرسال قوة عسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة إلى منبج. كل هذه الأحداث جعلت من تصريحات أردوغان فضيحة مدوية، فعمد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى التصريح قائلا: "لا معنى لعملية عسكرية في منبج دون تنسيق مع الجانبين الروسي والأمريكي، وفي هذا الإطار تجري اتصالات بين الخبراء العسكريين الأتراك ونظرائهم من روسيا وأمريكا".
ومن المعروف أن اجتماع رؤساء أركان كل من تركيا وروسيا وأمريكا الذي عقد في أنطاليا (2017/3/7) لم يسفر عن اتفاق لجهة وضع الإطار لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، وكان أردوغان يأمل في إقناع الرئيس الروسي بوتين بعدم السماح للقوات الكردية بالمشاركة في الهجوم على الرقة. ولكن كليهما (أردوغان و بوتين) يدركان جيدا أن الخطوط الحمر ترسم في واشنطن، وليس في أنقرة ولا موسكو.
إذاً هذه الوقائع تكشف وبشكل جلي لكل ذي بصيرة أن النظام التركي لا يملك زمام أمره، ولا يملك حرية القرار "المستقل" بل هو يتوسل موافقة واشنطن لمواجهة ما يعتبره الخطر الداهم على الأمن القومي التركي والمتمثل في قيام كانتون كردي شمال سوريا...
بعض البسطاء من الناس، وكثير من المتحمسين للنظام التركي الذي يعتبرونه نموذجا لسياسة "الأسلمة المتدرجة"، يبررون هذه المواقف المهينة لأردوغان بأن تركيا تواجه خطرا داهما، كما تجسد هذا في الانقلاب الفاشل في تموز 2016، وأن الرئيس التركي يضطر لمجاراة الواقع السياسي الدولي المتشابك في الساحة السورية وذلك فيما يسمى بالسياسة الواقعية، أي "ما لا يدرك كله لا يترك جله" فالنظام التركي، بنظر هؤلاء الغفل، معذور بسعيه لتحقيق ما يستطيعه من الأهداف بحسب الضغوطات المفروضة ضده.
وللأسف فجميع هؤلاء لا ينطلقون في نظرتهم من زاوية العقيدة الإسلامية، بل يسلمون بأن المنظومة السياسية في المنطقة التي فرضها الاستعمار الغربي بموجب اتفاقية سايكس بيكو، تحدد قواعد الصراع والسياسة. ويبررون لأردوغان خذلانه لأهل الشام بأنه "مكره أخاك لا بطل"، فهو اضطر لتسليم حلب إلى مرتزقة أمريكا وأدواتها في سبيل الحفاظ على الأمن القومي لتركيا، فهذه، أي لغة المصلحة القومية التركية، هي لغة المصالح السياسية المتشابكة، والقفز عنها، يقولون، هو سذاجة تبسط تعقيدات السياسة الدولية.
وهذا يذكرنا بقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: (ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبَدَ الدهر بين الحفرْ). فجميع هؤلاء ينطلقون من التسليم بضرورة احترام سايكس بيكو وما تفرع عنها من أوضاع.
ولو أنهم انطلقوا من زاوية العقيدة الإسلامية وأيقنوا حقا، وليس لفظا، بأن الله سبحانه أكبر من كل طغاة الأرض وزبانيتهم، ولو أيقنوا أن أمة الإسلام قادرة على الفوز ببشرى رسول الله ﷺ بفتح روما متى اعتصمت بحبل الله سبحانه، لما قبلوا بترديد هذه التبريرات الواهية التي تكشف عن ضعف الإيمان بالله، وعن عدم الفهم مطلقا لقوة الأمة الإسلامية، ولعملوا مع العاملين لنصرة دين الله وإعلاء كلمته بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42706.html