- التفاصيل
الخبر:
طالب المجلس الإسلامي السوري بتشكيل وزارة دفاع تنضوي تحتها فصائل الثورة السورية، في ظل الأخطار القائمة والمتوقعة القادمة التي من شأنها أن تؤدي إلى إجهاض الثورة السورية. ودعا المجلس في بيان له يوم الأربعاء الثوار الأحرار - في كل أرجاء سوريا - إلى توحيد صفوفهم، ونبذ الفصائلية المقيتة، وإنهاء حالة التشرذم، نظراً لأن مواجهة الظروف الحالية تتطلب الوحدة والتكاتف. وأهاب البيان بكل الفصائل السورية أن "تستجيب لهذه الدعوة، وتشكل جيشاً ثورياً واحداً يشمل أرجاء سوريا المحررة، لأن هذا ما يقتضيه العقل و الشرع والمصلحة الوطنية" وأنه إن لم نستجب لذلك "فما نكبة أهلنا في الموصل عنّا ببعيدة" وفقاً لما جاء في البيان.
التعليق:
لطالما انطلقت دعواتٌ لتوحيد الفصائل على أرض الشام، وذلك منذ ظهور الفصائل المسلحة، والمتابع لواقع الفصائل أنها منذ البداية كانت مُتّحدة عسكرياً، فكانت معظم الجبهات يرابط عليها جميع الفصائل، مُوزّعين على قطاعات، حتى تلك المعارك التي خاضوها ضدّ نظام أسد، قلّما تجد فصيلاً ينفرد في معركة، ولكن اختلافهم يرجع لأسباب أهمها الدعم المُتدفق للفصائل، فكان الداعم الواحد يدعم عدّة فصائل ويقف أمام توحدها، وقد ذكر ذلك أحد قادة الفصائل في لقاء تلفزيوني عام 2013م، أما الاختلاف الفكري فلم يكن العقبة الأبرز، وإن حاول الإعلام ومحللوه نسبة الفرقة للاختلاف في الأيديولوجية والفكر، فإنه رغم وجود هذا الاختلاف إلا أن التنسيق العسكري كان على أشدّه، وما اقتتلت الفصائل يوماً إلّا بتوجيه الداعم، رغم إلباسه لَبوس الخلاف الفكري.
من هنا نجد أنّ دعوة المجلس "الإسلامي" السوري تأتي في سياق الحثّ على الانخراط في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف العلماني أكثر من كونها دعوة لتوحيد الصف، فلطالما كان هذا المجلس طرفاً في النزاعات الفصائلية، وبياناته شاهدة على ذلك، وهذا الانخراط في الحكومة المؤقتة هو عينُ ما سَعت له أمريكا منذ إنشائها الائتلاف ليكون وجهاً سياسياً للثورة يقودها إلى الحل السياسي الأمريكي، والذي بات واضحاً بعبارة مختصرة أنه لا يُمثل إلا "حضن الوطن".
أما العجيب في هذه الدعوة فهو التلويح بما حصل بالموصل كتهديد للأهل في الشام أنْ إياكم أن تُخالفوا ما تطلبه أمريكا، والسؤال المُوجّه للمجلس هنا، هل ستكون حمص التي دمّرها نظام أسد هي التهديد في المستقبل للقبول بالعودة لحضن النظام؟ وهل ستكون حلب التي دمّرها نظام أسد وروسيا وسلّمها له النظام التركي هي التهديد في المستقبل للقبول بما يطلبه النظام التركي؟ إن كانت النجاة من القصف والدمّار ستكون دافعاً للقبول بأي حل ترتضيه الدول الكبرى، فإن "المنطق والمصلحة الوطنية" سيقتضيان لاحقاً الاعتذار لبشار أسد، والعودة إلى حضنه أذلاء صاغرين!!!
إن توحّد الفصائل إما أن يكون على مشروع يُرضي الغرب وهذا ما يستطيع الداعم أن يُحققه، وإما أن يكون على مشروع يُرضي الله وهذا ما تستطيع الفصائل تحقيقه عندما يكون قرارها بيدها، وهذا لن يتحقق ما لم تقطع هذه الفصائل يد الداعمين العابثة في الثورة، وتتقي الله وحده وتخشاه وحده، فهو القادر القاهر فوق عباده، وهو القوي العزيز، ومنه يُطلب النصر وحده، وإليه تُرجع الأمور.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/46132.html
- التفاصيل
الخبر:
اعترفت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، بفشل استراتيجيات قوات الأسد على جبهات حي جوبر و الغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق.وأضافت: "لا تسير الأمور كما كان مخططًا لها، وهو ما يعطي التنظيمات (الإرهابية) المزيد من الوقت لتدعيم استراتيجياتها الدفاعية التي تم تطويرها على مدار ست سنوات من القتال، وتحولت فيها المعارك إلى حروب ما تحت الأرض، ما يزيد الأمر صعوبة في السيطرة عليها من خلال الطرق التقليدية" على حد تعبيرها.
التعليق:
تكشف المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية؛ هشاشة النظام وتصدع قواته تحت ضربات الفصائل المقاتلة؛ التي أذاقت قوات النخبة في جيش طاغية الشام طعم الموت بكافة أشكاله، فقتلاه يتساقطون بالجملة في كل مرة؛ رغم الدعم الجوي الكثيف الذي تتلقاه من طائرات العدوان الروسي، مما دفع قاعدة حميميم إلى هذا التصريح؛ الذي يعترف بفشل الاستراتيجية التي تتبعها قوات طاغية الشام، وهذا الأمر يضعنا أمام تساؤلات عدة تنتظر جواباً من الذين انبروا للدفاع عن دماء أهل الشام وأعراضهم؛ وأخذوا على عاتقهم مهمة إسقاط نظام طاغية الشام، بما تحمله هذه المهمة من تضحيات جسام قدمها أهل الشام على مدار سبع سنوات عجاف.والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة، إذا كان طاغية الشام يقف عاجزاً عن السيطرة على مناطق متاخمة للعاصمة دمشق؛ رغم أنها تواجهه منفردة في ظل الشلل التام الذي أصاب باقي الجبهات الذي نتج عن اتفاق وقف التصعيد الذي قادته روسيا بموافقة أمريكية من وراء حجاب؛ أليس عن مواجهة المناطق البعيدة عنه أعجز؟ وإذا كان طاغية الشام عاجزاً عن السيطرة على منطقة صغيرة محدودة؛ أليس عن السيطرة على مجموعة مناطق متوزعة على مساحات واسعة مختلفة هو أعجز؟ فلماذا تعقد الهدن والمصالحات؟! ولماذا كل هذا الخضوع؟! أليس التوحد حول مشروع سياسي واضح؛ والعمل الجاد مع المخلصين لإسقاط نظام طاغية الشام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه؛ هو من أوجب الواجبات؟ أم أن التشرذم والتفرق الذي أدى ويؤدي إلى الاقتتال فيما بيننا وسفك دماء بعضنا هو خيارنا الوحيد؟! هل حقيقة ينقصنا السلاح والعتاد؟ أم تنقصنا الإرادة المرتكزة إلى أحكام رب العباد؟! ألم نر الأثر المدمر للمال السياسي القذر على ثورتنا بعد؟ أم سكرت أبصارنا أم نحن قوم مسحورون؟ ألم تكن الهدن والمصالحات بمثابة طوق النجاة وعملية إنعاش لنظام متهالك وميت سريريا؟ فإلى متى سنستمر في السير باتجاه مذبح الحل السياسي الأمريكي؟!إن نظام طاغية الشام أوهن من بيت العنكبوت؛ رغم كل الدعم الدولي الذي يتلقاه، ولا يحتاج إسقاطه إلا لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، رجال باعوا أنفسهم لله، فيجمعوا أمرهم تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ بعد أن يقطعوا كل قيود الذل و العبودية لغير الله؛ التي قيدتهم بها ما تسمى الدول الداعمة، عندها فقط لن تستطيع قوى الكفر مجتمعة؛ أن تعيد الحياة لنظام كتب الله عليه الموت بأيد متوضئة دعمها رباني المصدر، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/45811.html
- التفاصيل
الخبر:
السبيل، 2017/04/02م - تعرض معسكر تابع لـ"جيش الإسلام" (معارض) بريف إدلب شمالي سوريا، الليلة السبت/الأحد، لقصف جوي بعدة غارات من طائرات، يعتقد أنها روسية، ما أدى إلى وقوع قتيل على الأقل وعدد من الجرحى إلى جانب أضرار كبيرة في المعسكر المستهدف.
وأفاد محمد علوش رئيس الوفد العسكري للمفاوضات التابع للمعارضة وممثل جيش الإسلام في الوفد لمراسل الأناضول، أن القصف استهدف بسبع غارات معسكراً يضم مقرات لجيش الإسلام إلى جانب فصيلي تجمع فاستقم ولواء شهداء الإسلام (الذي خرج من داريا غربي دمشق بعد تهجير سكانه بموجب اتفاق فرضه النظام)
وأعرب علوش عن اعتقاده بأن القصف تم عبر طائرات روسية حيث إن سكان المنطقة باتوا يعرفونها من أصواتها ومن دقتها وحجم الانفجارات التي تحدثها، مؤكداً أن المقر ذاته استهدف بعدة غارات قبل 10 أيام.
وأضاف علوش، أن القصف أدى لمقتل عنصر من لواء شهداء الإسلام، بالإضافة إلى أضرار في المعسكر.
يشار إلى أن جيش الإسلام واحد من أكبر فصائل المعارضة السورية، ويتركز وجوده في ريف دمشق و إدلب.
التعليق:
الكفار والملحدون لا أمن لهم ولا أمان، لا عهد لهم ولا ميثاق، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120]. وقال جل وعلا: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون﴾ [التوبة: 8]
على مدى ست سنوات وهي عمر ثورة الشام، لم يتوقف إجرام دول الكفر الصليبي عن قصف سوريا، لا تفرق بين مدنيين وثوار؛ يقتلون البشر ويدمرون الحجر ويحرقون الشجر... إلا أن أهل الشام وثوارها المخلصين واجهوا الحقد الصليبي بكل إيمان وثبات وعزيمة، متوكلين على الله سبحانه وتعالى، رافعين القرآن بيد والسلاح باليد الأخرى، لم ييأسوا ولم يستسلموا لآلة الحرب الصليبية الفتاكة.
ولكن أتت الخيانة من بعض قادة الفصائل عندما انجروا وقبلوا بالهدن والمفاوضات وقبلوا بالمال السياسي المسموم وارتموا في أحضان أمريكا العدو اللدود للإسلام والمسلمين ولثورة الشام. من هذه الفصائل التي خضعت وركعت لأمريكا الكافرة ولمشروعها السياسي الاستعماري جيش الإسلام، والذي يعتبر من أكبر الفصائل المقاتلة في الشام، فغرهم الجلوس مع من يسمون قادة وحكاماً مثل السعودية وتركيا، قبلوا الجلوس مع روسيا الملحدة التي تلقي بحمم نيران طائراتها على رؤوس أهل الشام وثوارها. وأداروا ظهورهم لأهل الشام الذين ساندوهم وأيدوهم منذ بداية الثورة، فطعنوهم في مقتل، وكافأهم الغرب الصليبي الحاقد بقصف مواقعهم وجنودهم، فماذا سيكون الرد يا جيش الإسلام على هذا القصف، والذي يقول كبيرهم محمد علوش إنه ليس الأول؟
ألم يئن الأوان أن تعودوا لرشدكم، وتعودوا لارتداء الزي العسكري زي العز والكرامة، وتعودوا لحمل السلاح وتتصدوا لهذه الحرب الشرسة التي يشنها الغرب الصليبي الكافر على أهلكم؟
ألم يئن الأوان أن تلفظوا الهدن والمفاوضات، وتعودوا للتمسك والتشبث بثوابت الثورة، التي خرج أهل الشام يهتفون بها ولا زالوا متمسكين بها بالرغم من كل الدمار والتقتيل والتهجير الذي حل بهم، وهي إسقاط نظام بشار بكل أركانه ورموزه، وإقامة شرع الله بإقامة دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة؟
يا ثوار الشام! اقطعوا حبال الغرب الكافر الحاقد، وتمسكوا بحبل الله واعتصموا به، فلا خلاص ولا نصر لثورة الشام إلا إذا تمسكتم بحبل الله، هو الناصر ولا ناصر غيره سبحانه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دعد الطويل – فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43197.html
- التفاصيل
الخبر:
أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الخميس أن حكومتها ترجح بقوة أن يكون نظام بشار الأسد مسؤولاً عن الهجوم الكيميائي على خان شيخون، في حين كشف مسؤول أمريكي عن وجود تسجيلات لمحادثات بين خبراء كيميائيين لدى النظام ترصد الاستعداد للهجوم بغاز السارين آنذاك.
وقالت ماي في بيان "نعتقد أن من المرجح بشدة أن الهجوم نفذه نظام الأسد... وبعيداً عن أي شيء آخر نعتقد أن النظام وحده هو الذي لديه القدرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم".
وفي الأثناء، قال وفد بريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال جلسة خاصة للمنظمة في لاهاي إنهم حللوا العينات التي أخذت من خان شيخون، وثبت وجود غاز السارين للأعصاب أو مادة تشبه غاز السارين. (الجزيرة، 13 نيسان 2017)
التعليق:
إن شئنا تسجيل ملاحظة على هامش الأحداث المتعلقة بمجزرة خان شيخون، فنقول إن أرباب "المجتمع" الدولي وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا و فرنسا لا يحق لهم تقمص دور الواعظ الأخلاقي الحريص على حياة البشر من أن يمسها سوء؛ أكان ذلك غازاً كيماوياً أم غباراً نووياً أم مقتلة مليونية!
هذه الدول وغيرها من الدول الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية ساهمت بشكل مباشر بتسميم الحياة البشرية بشتى أنواع السموم، الكيماوية والفكرية، وأنتجت حياة رأسمالية ميكيافيلية غاية في التوحش. ولم يكن ذلك التوحش استثناءً من مسيرة حكام وأنظمة رأسمالية ديمقراطية نشرت الخير والسلام للبشر قاطبة! بل كان التوحش وما زال طبيعة مبدئية راسخة وممارسة لرموز وقامات سياسية. ومن تلك القامات، على سبيل المثال، "أسد بريطانيا" ونستون تشرشل.
فلمن لا يعرف، فإن هذا الرمز البريطاني "العظيم" لم يجد غضاضة في استخدام الغاز السام في حروبه. وكتب رسالة بشأن قصف شمال العراق الثائر في عام 1920م جاء فيها "لا أستطيع أن أفهم الاحتشام في استخدام قنابل الغازات السامة، أنا أدعم وبقوة استخدام القنابل ضد القبائل غير المتحضرة في العراق، والتي تعارض وجودنا هناك"!
وهنا بعض المواقع للتوثيق: موقع بي بي سي، موقع ويكيبيديا.
ورحم الله شوقي حينما قال:
برز الثعلب يوماً في شعار الواعظينا *** فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا *** مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43532.html
- التفاصيل
الخبر:
نقلت الجزيرة نت خبرا بعنوان "تضارب أمريكي بشأن مصير الأسد"، قالت فيه: تضاربت تصريحات أمريكية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد حيث قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي إن إزاحته ليست أولوية لبلادها، بينما صرح وزير الخارجية ريكس تيلرسون من أنقرة بأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري، وقال مصدر بالبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة للجزيرة إن ما نُقل عن هالي بشأن الأسد "مضلل بعض الشيء". (31/3/2017).
التعليق:
هذا الخبر يمثل عينة من التضليل الإعلامي الممنهج الذي تمارسه أمريكا وهي تخفي مواقفها الاستراتيجية خلف تصريحات إعلامية باهتة: إذ منذ انطلاق الثورة تحرك شبيحة بشار بنَفَسٍ أمريكي وصرخوا بشعارهم: "الأسد أو نحرق البلد"، وبالفعل ظلت سياسة أمريكا قائمة على إطالة عمر نظام بشار حتى ينضج البديل أو تُنهك الثورة، فكانت الدماء وكانت المؤامرات، وكان احتواء الفصائل إقليميا تحت عين أمريكا وبصرها. ولذلك فإن الحقيقة أن أولويات أمريكا في الشام لم تتغير، بل ظلت ثابتة على الحفاظ على نظام بشار طوال سنوات الثورة، وكيف يمكن لها أن تفرط بعميلها؟ وخصوصا أن النظام السوري ظل يحمي حدود كيان يهود طوال عقود رغم أنه يصرخ بشعارات الممانعة.
وما كان تدخل إيران ولا حزبها في لبنان - بأمر أمريكا - إلا لحفظ النظام وإسناده ومنع سقوطه، ثم أتاحت أمريكا المجال لروسيا لتقصف الأبرياء للغاية نفسها، وألحقت بها النظام العلماني المتأسلم في تركيا، الذي خاض عملية "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة، متناسيا أن جرائم نظام بشار بحق الأبرياء أقسى وأبشع، ولكنها الأجندات الأمريكية، التي حددت لهذه الأطراف الدولية والإقليمية حدود أدوارها حفاظا على عميلها بشار.
لذلك فلا يمكن الحديث عن تضارب في الموقف الأمريكي الراسخ من حيث إن إزاحة بشار لم تكن يوما على أولويات أمريكا، وهي لا يمكن أن تترك مصيره ليقرره "الشعب السوري"، ومتى أعطت أمريكا الشعوب حق اختيار حاكمها؟! وما ثورة مصر عن سوريا ببعيدة، إذ أعادت أمريكا إنتاج النظام البوليسي بصورة أشد قسوة وأشد تنكيلا ضد الشعب وضد الثورة. ولذلك فإن ذلك التصريح "مضلل بعض الشيء" (بل كل الشيء)، كما نقل عن مصدر أمريكي حسب الخبر. والحقيقة أن أمريكا لم تتخل، ولن تتخلى عن عميلها مهما كلّف من دماء، خشية أن يسقط النظام ويعود السلطان للأمة فتختار حاكمها على أساس القرآن، وخصوصا في ثورة انطلقت من المساجد ورفعت شعارها الصادع: "هي لله... هي لله".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43162.html