- التفاصيل
الخبر:
أنقرة (رويترز) - قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين (2016/2/8) إن بلاده ستسمح بدخول نحو 30 ألف شخص يحتشدون على الحدود التركية السورية "عندما تقتضي الضرورة" مضيفا أنه لا يجب التهاون مع الهجوم الجوي الروسي على أساس أن تركيا سترحب باللاجئين.
التعليق:
لا نعرف كيف يفسر رئيس الوزراء التركي "الضرورة"؟ ونحن على ثقة أنه لو أمضى ليلة في العراء مع النازحين الهاربين من جحيم الإجرام الأسدي-الروسي المغطى أمريكيا لربما أفاقت إنسانيته (على فرض وجودها) على حقيقة المأساة التي يعاني منها أولئك النازحون.
طبعا هذا التصرف من حكام تركيا (أوغلو وصاحبه أردوغان) ليس مستغربا، فهم يتبعون السياسة الميكيافيلية العلمانية، ولا يهمهم أن تتضارب أقوالهم مع أفعالهم، فالغاية تبرر الوسيلة عندهم.
ولا يسعنا هنا أن نحصي جملة التصريحات العنترية التي سبق لكل منهما أن أدلى بها منذ بداية انتفاضة أهل الشام ضد طغيان عميل أمريكا بشار الأسد، من قبيل المثال نذكر تصريح أردوغان في حزيران 2011 بأنه لن يسمح بحماة ثانية في سوريا، وتصريحه في أيلول 2011 بأن تركيا لا تستطيع أن تستوعب أكثر من 100 ألف نازح من سوريا، ووصفه في 2013/5/24 الشعب التركي بـ"الأنصار"، ولاجئي سوريا بـ"المهاجرين"، داعيا شعبه إلى تحمل جميع مسؤولياته تجاه إخوانه أهل سوريا الذين فروا من ظلم نظام الأسد، ولجأوا إلى تركيا، قائلا "نحن أحفاد المهاجرين، وأحفاد الأنصار أيضا".
وهذا موقف كرره أمام لاجئي سوريا في ولاية "غازي عنتاب" في 2014/10/7 حين أعرب عن سروره وفخره باستضافة تركيا للاجئي سوريا، واصفاً إياهم بالمهاجرين الذين أُرغموا على ترك وطنهم، وأن الشعب التركي هم الأنصار، ولم يستح من تكرار كذبه في 2015/6/20 إذ أكّد استمرار بلاده في انتهاج سياسة الباب المفتوح مع اللاجئين، الذين أسماهم "المهاجرين"، قائلا "سنستمر في لعب دور الأنصار".
كل هذا بينما حمام الدماء في مسلسل الإجرام الأسدي-الأمريكي مستمر في سوريا، تحت سمع وبصر "المجتمع الدولي" الذي غض الطرف عن هذا الإجرام، تحت ذريعة "أخف الضررين" أي أن إجرام بشار العلماني لا يقارن مع شر الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة والتي ضخمت في محاولة لجعل العالم يتغاضى ليس فقط عن آلاف البراميل المتفجرة التي سبق لمجلس الأمن أن نص على تجريمها وتحريم استخدامها في قراره 2139، بل أيضا لتبرير مشاركة روسيا في المزيد من الإجرام بحق أهل الشام (بعد أن عجزت إيران عن القضاء على الثورة برغم دخولها بثقلها وتوليها قيادة العمليات الميدانية اليومية بعد انهيار قوات النظام).
فهل هذا دور الأنصار يا حكام تركيا؟!
كيف ارتضيتم لأنفسكم خذلان أهلنا في الشام، ووقفتم موقف المتفرج بينما علوج الصليبيين الأمريكان و الروس يستبيحون بلادنا ويتخذوا منها مسرح تدريب لتجربة آلات القتل و الأسلحة الفتاكة؟!
لقد كان بوسعكم من 2011 أن تقضوا على طغيان بشار وما زال هذا بإمكانكم حين تعتصمون بحبل الله وتخشونه وتتبرؤون من العلمانية الكافرة التي ورثتموها من نظام مصطفى كمال...
وإلى المسلمين الصادقين في تركيا نتوجه بالقول:
يا أحفاد العثمانيين العظام الذين شرفهم الله بالذود عن الإسلام قرونا مديدة ورفعوا راية الجهاد حتى قلب أوروبا:
نناشدكم الله ألا تخذلوا أهليكم في الشام، وأن تأخذوا على أيدي الحكام السفهاء في تركيا وتقصرونهم على الحق قصرا فتلزمونهم بنبذ العلمانية الكافرة، وبتطبيق شرع الله كاملا غير منقوص، وبالعمل على رفع الظلم عن أهلكم في الشام وبإنهاء طغيان بشار الأسد وزبانيته...
فهلموا إلى هذا الشرف العظيم لكم فتفوزوا بمرضاة الله وعز الدنيا والآخرة...
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾
نعم لقد تكفل الله لرسوله بالشام وأهله، ومن يتكفله الله فلن يضيعه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
3 جمادى الأولى 1437هـ
1216م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35456
- التفاصيل
الخبر:
لقد أجبر التصعيد الأخير نتيجة للقصف الجوي على مختلف مناطق مدينة حلب السورية الذي تقوم به القوات الروسية والنظام السوري، أجبر ذلك عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من المنطقة والبحث عن ملجأ عند الجارة تركيا. إلا أن الحكومة التركية القومية العلمانية قد أغلقت حدودها في وجه هؤلاء اللاجئين اليائسين – ومن بينهم الأطفال الصغار والرضع، مما جعلهم عالقين في الأراضي الوعرة على الجانب السوري من الحدود التركية السورية، واضطرهم ذلك إلى مقاساة درجات الحرارة المنخفضة والأمطار الغزيرة، ولا يتوفر لهم في الغالب أي مأوى ولا حتى أي حماية من ظروف الشتاء التي لا تطاق. والكثير من هذه العائلات هي من بين أكثر العائلات فقرًا في سوريا، وقد مكثوا في منازلهم خلال هذه الحرب الوحشية التي ما زالت مستمرة منذ 5 أعوام بسبب عدم قدرتهم المادية على النزوح. غير أن وحشية الهجمات الجوية الروسية واحتمال مواجهة حصار النظام السوري الذي سيقودهم إلى الموت جوعًا مثلما يحدث لأهل مضايا، لم يترك لهم ذلك أي خيار سوى مغادرة المدينة. وقد استشهدت الصحيفة البريطانية تلغراف بحالة علي الذي يبلغ من العمر 29 عامًا والذي كان يتوسل حراس الحدود عند معبر باب السلامة من أجل السماح لأمه المعاقة بالعبور إلى مكان آمن. وكان قد خسر بالفعل 7 من أفراد عائلته في الحرب. ورغم علمه بالواقع البائس، فقد قال سليمان تابسيز، محافظ مقاطعة كيليس التركية الحدودية إنهم سيفتحون أبوابهم لهؤلاء اللاجئين فقط في حالة وقوع "أزمة غير عادية". وقد قال بعض أهل سوريا الذين التقتهم صحيفة تلغراف إنهم يعتقدون أن حرس الحدود قد حصلوا الآن على تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يحاول عبور الحدود. وأفادت التقارير أيضًا أن السلطات التركية قامت في الأسبوع الماضي بإطلاق النار على فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا وأصابوها في رأسها لأنها كانت تحاول أن تقوم بالسفر مع عائلتها من سوريا إلى تركيا.
التعليق:
من الواضح أنه ليس تركيا فحسب، بل جميع أنظمة الكفر في العالم الإسلامي عديمة الإحساس، ولا تحمل أي مظهر من مظاهر الإنسانية، وهي تتصرف بعجرفة مطلقة تجاه مفاهيم الأخوة الإسلامية وتزدريها ازدراءً تامًا. ولم تصمت هذه الأنظمة فقط عن ترويع المسلمين في سوريا لمدة 5 أعوام من الذبح والقتل، وإنما تتنافس أيضًا فيما بينها لمنع لجوء المسلمين إليها. وما هي قيمة إدانة النظام التركي القومي العلماني عندما يتعرض أكثر من ربع مليون مسلم للذبح، وعندما يتعرض أكثر من 11 مليون مسلم بريء للتشريد، وعندما يلوح في الأفق الآن احتمال إبادة جميع أهل حلب، وهل كل ذلك لا يشكل "أزمة غير عادية" لا تستوجب السماح لهؤلاء اللاجئين بالدخول إلى البلاد!!!
إن أنظمة الكفر في تركيا والسعودية والأردن وقطر وغيرها من الأنظمة في العالم الإسلامي قد خالفوا أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]
وقد خالفوا بشكل تام أمر رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وعلاوة على ذلك، أعلنت الحكومة السعودية في الأسبوع الماضي أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في أي عملية يوافق عليها التحالف الذي تقوده أمريكا – كما لو أن الالتزام بأحكام الإسلام لحماية إخواننا المسلمين يجب أن توافق عليه واشنطن! وفي الوقت نفسه، فإن تركيا عمليًا قد قبلت أخذ رشوة من الاتحاد الأوروبي بنحو 2 مليار يورو للقيام بواجبها الذي تفرضه مفاهيم الأخوة الإسلامية؛ من أجل إيجاد ظروف معيشية إنسانية للاجئي سوريا في أراضيهم بحيث لا يحتاجون للمخاطرة بحياتهم للسفر إلى أوروبا نظرا لتردي معايير الحياة الفظيعة التي يقاسونها في تركيا. وقد أشارت الحكومة التركية أيضًا أنه قد بلغت حدًا لا تستطيع بعده استقبال أي مسلم سوري؛ كما لو أن الالتزام بمفاهيم الأخوة الإسلامية والقيام بواجباتها تقدر بحصة معينة، مثل مفهوم حقوق الإنسان في الدول الغربية العلمانية التي يبلغ فيها الشعور بالإنسانية حد الإشباع بعد استقبال بضعة آلاف فقط من اللاجئين!! وعلاوة على ذلك، فإن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عندما اتهمته روسيا بالإعداد لهجوم عسكري ضد قوات أسد، فقد رد على الاتهام بأنه "مثير للسخرية". لا حول ولا قوة إلا بالله! ونحن نسأل أردوغان... هل فكرة تعبئة وحشد إخواننا المسلمين في الجيش التركي لحماية مئات الآلاف من المسلمين وتخليصهم من الذبح هي فكرة "مثيرة للسخرية"؟!
لقد قتلت الأنظمة العلمانية القومية وأنظمة الكفر الأخرى في بلاد المسلمين مفهوم الأخوة الإسلامية. إن صمتهم على انتهاك شرف ودماء المؤمنين قد شجع أعداء الإسلام على ارتكاب أشد الجرائم الدموية ضد المسلمين. وإنها تحرك جيوشها لخدمة أهداف القوى الأجنبية ولتحقيق مصالحها القومية الأنانية ولكن ليس استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى في حماية هذه الأمة من الذبح. إن الواجب الآن الذي لا بد من القيام به دون تأخير هو هدم هذه الأنظمة الجبانة العميلة وإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضها، فدولة الخلافة هي الدولة الوحيدة التي تقدر فعلًا مفهوم الأخوة الإسلامية، وهي التي ستبين الأهمية العظيمة للالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى من خلال الأفعال الحقيقية بدلًا من التصريحات الفارغة. ففي القرن السادس عشر، عندما كان المسلمون يتعرضون للاضطهاد على يد حكام النصارى، فقد قام الخليفة سليمان الأول بفتح حدود دولة الخلافة أمام المسلمين المضطهدين، وقام أيضًا بخطوة استباقية لإنقاذهم من محنتهم. فقد بعث أسطولًا مكونًا من 36 سفينة إلى إسبانيا لإنقاذ 70000 مسلم وأسكنهم في الجزائر. لذلك نحن نقول لأبناء جيوش المسلمين... اخلعوا حكام العار الذين يعتبرون أن حماية الأمة الإسلامية أمرًا "مثيرًا للسخرية"؛ وتحركوا دون تأخير لحماية مسلمي سوريا وأعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة التي في ظلها ستكتسبون المكانة الحقيقية كحماة لإخوانكم المسلمين بدلًا من أن يمنعكم هؤلاء الحكام الخونة من الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
3 جمادى الأولى 1437هـ
1216م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35455
- التفاصيل
الخبر:
قبل عشر سنوات، تعرضت السفارة الدنماركية في دمشق - سوريا، لهجوم بسبب الرسوم المسيئة للرسول ﷺ. أثارت هذه "الذكرى"، عدداً من المقالات والتعليقات من الساسة الدنماركيين للتذكير بالحادثة وفترة وقوعها. البعض ركّز على الأحداث كونها وقعت من "مسلمين متطرفين"، والبعض الآخر ركّز على دور النظام السوري، وكون أن السفارة الدنماركية لم تُحرق وإنما التي تم إحراقها هي السفارة النرويجية، نظرا لأنها كانت في الطابق الأرضي بينما السفارة الدنماركية كانت في الطابق الأول خلف الأبواب الأمنية.
التعليق:
في عام 2006، استغلت وسائل الإعلام والسياسيون الدنماركيون الحادث لمهاجمة كل المسلمين الذين ينتقدون الرسومات وجعلوهم مسؤولين عن الحادث الذي وقع في دمشق. لقد أظهروا صورا للمبنى المحترق لأيام عدة، مع علمهم أن السفارة الدنماركية لم تُمس بسوء تقريبا، وذلك لمجرد إثارة مناخ سلبي من شأنه إسكات جميع المنتقدين. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يمكن اعتباره خدعة رخيصة وغير أخلاقية من قبل وسائل الإعلام والسياسيين، إلا أن ذلك يعد هامشيا مقارنة بالدروس الأخرى التي يمكن استخلاصها من هذا الحادث وعلى مدى السنوات العشر التالية.
في عام 2010، أظهرت الوثائق الأمريكية السرية المسربة عبر موقع ويكيليكس، أن النظام السوري كان وراء الحادث، من أجل استغلال مشاعر المسلمين لإزالة الاستياء والغضب المتزايد ضده، وتوجيهها نحو عدو خارجي. في الوقت نفسه كتب رجل سوري مؤثر اسمه، الشيخ صلاح كفتارو، رسالة إلى وكالة المخابرات المركزية، ذكر فيها أن الأسد يرسل الرسالة التالية إلى العالم: "نحن الوحيدون الذين نقف بينك وبين جحافل الإسلاميين (...) وهذا ما ستحصل عليه، إذا سمحت لديمقراطية حقيقية وسمحت للإسلاميين بالوصول إلى السلطة ".
تلك الرسالة التي كررها بعد 5 سنوات عندما ثار الناس في النهاية ضده.
إن استخدام الرسومات ومشاعر المسلمين التي أثاروها، كصمام لإعادة توجيه الاستياء المتزايد، لم يكن خاصاً بسوريا، بل استخدمه الطغاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وهو يبين لنا أننا كمسلمين، في حاجة ماسة إلى الوعي السياسي، حتى لا يتم تضليلنا وحرف بوصلتنا عن طريق الظلمة المخادعين المستغلين لمشاعرنا، وحتى لا نستنزف طاقتنا في أعمال ليس لها تأثير حقيقي.
لأنه أولا، ربما كان ذلك أحد العوامل التي حافظت على الطغاة في السلطة لبضع سنوات أخرى قبل بدء الانتفاضات في وقت لاحق بأربع سنوات. ثانيا، أن الهجوم على السفارة لم يكن له تأثير حقيقي على الدولة التي كانت وراء الرسومات، مما زاد فقط الكراهية والاضطهاد وحملة الملاحقات ضد المسلمين منذ ذلك الحين.
إن الأمة الإسلامية، تريد التغيير وهي تستحقه، وهذا التغيير لا يكون بدون ثمن.
وقد تم بالفعل دفع ثمن باهظ في سوريا وغيرها، فعلينا أن لا نجعل ذلك يذهب هدرا عن طريق تضليلنا مرة أخرى من قبل الغرب وعملائه، مثلما هو جارٍ الآن في إطار مفاوضات جنيف 3، أو في المستقبل.
لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية، كم هو مهم لنا نحن المسلمين البدء في زيادة الوعي لدينا. أولا، من خلال التركيز على فهم الواقع السياسي الذي يحيط بنا، وثانيا بفهم الأحكام الإسلامية المتعلقة بهذا الواقع، من أجل تحقيق تغيير حقيقي واستعادة درعنا الواقي وحامي شرفنا؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في إسكندينافيا
1 جمادى الأولى 1437هـ
1016م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35426
- التفاصيل
الخبر:
نقلت الصفحة الإخبارية الإلكترونية " عربي21" بتاريخ 2016/02/06 تصريحات تلفزيونية للسيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك، وبصراحة متناهية قام السيناتور بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء تمسك الغرب ورفضه سقوط بشار الأسد ونظامه في سوريا، ولعل أبرز تلك الأسباب كما ذكر هو "المخاوف الأمريكية من رؤية رايات "الفزع" السوداء والبيضاء للدولة الإسلامية ترفرف فوق العاصمة دمشق وما سيمثله هذا من تهديد على أمن أوروبا"، وأوضح السيناتور الأمريكي أن "سوريا هي مركز الثقل للحضارة الغربية"، محذراً من "أن سقوط الأسد يعني قدوما سريعا وخاطفا للإسلام إلى أوروبا"، وأنه يتوقع "حملة وهجمة تاريخية للإسلام تجاه أوروبا، تفضي في نهاية المطاف إلى احتلال أوروبا على أيدي المسلمين".
التعليق:
إن موقف أمريكا من ثورة الشام واضح منذ اليوم الأول، وهو يتمثل بإبقاء النظام على ما هو عليه، مع إمكانية إجراء بعض التعديلات الطفيفة كاستبدال طاغية بآخر وعميل مستتر بعميل مفضوح، وهذا الموقف لم يتغير ولن يتغير، وقد جاء كلام هذا السيناتور ليؤكد ثبات أمريكا والغرب الكافر المستعمر على هذا الموقف.
فإلى المهرولين للارتماء في أحضان أمريكا والغرب نقول: ها هو شاهد آخر من أهل " البيت الأسود" يقول لكم ولغيركم: لا، لن نرضى أن تُحكم سوريا بغير الذي حكم به آل الأسد المجرمون، فهي آخر معاقل العلمانية بالنسبة للغرب، فالأسد عميلهم وهم مَن أرسى دعائم نظام حكمه الفاشي، ولذلك لا عجب في حمايتهم له والدفاع عنه، أما قول السيناتور أن المقصود بأصحاب الرايات السوداء والبيضاء هو تنظيم الدولة، فهذا محض هراء وحجة واهية لم تعد تنطلي على عاقل، فتنظيم الدولة لم يسبق له أن رفع اللواء الأبيض مطلقا، ولذلك فإن خشيتهم الحقيقية إنما هي من خلافة قادمة ستهز أركان العالم والبيت الأبيض خاصة هزا، لا من خلافة لا وجود لها إلا في مُخيلة بعض المُغَرّر بهم، ولذلك فإن كلام السيناتور يؤكد الحرب الصليبية ضد الإسلام والتي سبق أن أعلنها بوش الابن و رامسفيلد وغيرهم، يوم حذّروا من امبراطورية إسلامية تمتد من إندونيسيا إلى إسبانيا، أبعد كل هذا الوضوح وهذه الصراحة لم يزل في المعارضة السورية السياسية منها والعسكرية مَن يثق بأمريكا ويقف على بابها مستجديا يعرض عليها دماء الشهداء بأبخس الأثمان؟! إن من يفعل هذا قد ضل السبيل وخان الله ورسوله والمؤمنين وجعل من سفاح الشام قدوة له لا عدوا، فهو يقتل ويسفك الدماء الزكية تمسكا بكرسي معوج لا قوائم له، وأنتم كذلك تبيعون هذه الدماء الزكية طلبا لذات الكرسي..!!
أما لسيناتور بلاك وأهله وكل التحالفات التي أنشأتها أمريكا من أجل إجهاض ثورة الشام والمحافظة على عميلها بشار نقول: اخشوا واحذروا كما يحلو لكم، واستلوا سيوفكم واختاروا أمضاها وأصلبها، فهي لن تغني عنكم في هذه الحرب من الله شيئا، وإن محاولاتكم الحثيثة لإجهاض مولود هذه الأمة ستبوء كلها بالفشل، ذلك لأن هذا المولود هو وعد من الله عز وجل وبشرى من رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وإن الخلافة على منهاج النبوة التي تحذرون قد بزغ فجر ميلادها بإذن المولى تعالى، وإن الساعين لإقامتها لن يكلوا ولن يملوا ولن يفتر لهم عضد حتى يتحقق وعد الله أو يهلكوا دونه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل
2 جمادى الاولى 1437هـ
1116م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35443
- التفاصيل
الخبر:
ورد على موقع روسيا اليوم بتاريخ 2016/02/07 خبر جاء فيه: "أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأحد 7 شباط/فبراير أن المملكة مستعدة للدفاع عن بلاد المسلمين، داعيا الآخرين إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
جاء هذا في كلمة العاهل السعودي لدى استقباله ضيوف المهرجان الوطني للتراث و الثقافة في دورته الثلاثين، وقال الملك السعودي في كلمته "نتعاون مع إخواننا العرب و المسلمين في كافة الأنحاء في الدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم".
وأضاف العاهل السعودي (ديننا الإسلام دين عدل ووسطية ورحمة وما نشاهده من إرهاب ممن يدعون الإسلام، لا يمت للإسلام بصلة إطلاقا، الإسلام دين محبة وتعاون)."
التعليق:
ما أكثر ما نسمع التصريحات والتعليقات، كلمات هنا، وهناك، وكلٌّ له مغزى، واحد ينفذ سياسة أسياده وآخرُ يطم في رضاهم، وغيره يبتغي العزة لكنّها عزة بالإثم ستودي به إلى الهاوية.
وهذه تصريحات ملك آل سعود، الذي يدّعي أنه يدافع عن المسلمين، كيف وهم يشرّدون ويقتلون، وتنتهك أعراضهم، وينام صغارهم في العراء، دون مأوى أو لقمة عيش، أغلقوا حدودهم ومنعوا عنهم أدنى مقومات الحياة، وتصريحاته أين جاءت؟! وفي أي مناسبة؟! إنها في احتفالاتهم اللعينة ومهرجاناتهم الماجنة الساقطة، التي من ضمن أهدافها: "التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق وإعطاء صورة عن الماضي بكل معانيه الثقافية والفنية".. أيّ موروث هذا؟!! وأيّ ماضٍ الذي تدّعون؟!! تريدون إعطاء صورة واضحة عن ماذا؟!!.. فلتكن عن عز المسلمين، وعن نصرة دين الله، وعن أبطال قاتلوا لإعلاء كلمة الله، وعن الإمام العادل الذي يأبى أن يغمض له جفن ورعيته جياع، وعن البكاء خشية أن يسأله الله عن الأمانة، هل أدّاها بحقّها أم ماذا؟!!. عن تجهيز جيش عرمرم لأجل صرخة امرأة، وعن قطع رأس من تسوّل له نفسه أن يؤذي المسلمين ولو بكلمة؟!! أين التجسيد المحسوس من هذا؟؟ أم هو كلام أُريد به زرع الباطل وإفساد وإشغال الأمة حتى تبقى غارقة في الأحلام، لا تدري ما يُحاك لها في دهاليزكم أنتم وأسيادكم، "عليكم من الله ما تستحقّون يا عُبّاد الغرب"!!
إن إدانتهم تأتي من أفواههم، يسعون لاستقلال البلدان وانفصالها حتى لا تقوم قائمة للأمة وحتى لا تعود كلها جسداً واحداً، برأس واحد، يريدون الحفاظ على الأنظمة العميلة الخائنة لله ورسوله، الساعية لنهب خيرات الأمة وتكديسها تحت أرجل أسيادهم، وفي مصارفهم، ﴿قاتلهم الله أنّى يُوفكون﴾.
الله سُبحانه وتعالى يقول: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾، لقد جعل الله أمة الإسلام أمة العدل والخيرية، وكرّمها بأنها ستكون شاهدة على الأمم يوم القيامة بأنّ رُسلهم قد بلغوهم رسالات ربهم. هذه ميزة أمة الإسلام، الأمة التي قال فيها الله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.
فكيف تُؤولون كلام الله، وتفترون عليه الكذب؟!! إنكم يا عبدة الطاغوت لن تفلحوا أبداً؛ لأنّ عداءكم لملك الملوك، ولشريعته السمحاء، التي ارتضاها للبشرية جمعاء، أنتم كسحرة فرعون، ولن يفلح الساحر حيث أتى، والله لن نسامحكم أبداً، وسنحاسبكم أمام الله، وكلّ ما فعلتموه سيكون وبالاً عليكم، وستنالون الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
ونصر الله آتٍ لا محالة، لأنه وعدٌ وبشرى، وعدٌ من الحقّ الذي لا يخلف الميعاد، وبشرى من حبيبه وصفيّه ﷺ، «ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، وستعلمون أنتم وأتباعكم لمن العقبى، وسيأتي القول الفصل، والله لن نقبل بأقلّ من قطع أعناقكم جزاء بما اقترفت أيديكم، ولسان حالكم يقول: ﴿يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة
1 جمادى الأولى 1437هـ
1016م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35428