press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

rayah310518

يترأس النظام السوري "المؤتمر الدولي لنزع السلاح" في سويسرا ابتداءً من يوم الاثنين 28 أيار الحالي ولمدة 4 أسابيع في مدينة جنيف السويسرية، ويستمر المؤتمر لغاية يوم 24 حزيران/يونيو القادم بحضور 65 من دول العالم من بينها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، على أن تكون مدة رئاسة النظام للمؤتمر 4 أسابيع، هذا الخبر نضعه في ملعب المحسوبين على الثورة الذين ما زالوا يريدون من الثائرين في الشام أن يتعاملوا مع النظام الدولي ومجتمعه المجرم، الذي أثبت أنه العدو الأول للثورة وأن نظام المجرم بشار ليس سوى بيدق في مواجهة الثائرين في الشام، وأن من يطالب الثوار بالاستماع إلى المجتمع الدولي هو أحمق غبي إن لم نقل إنه مجرم عميل.

لقد مرت على الثورة سنوات عصيبة ذاق فيها أهلنا في الشام شتى صنوف العذاب والقهر في سبيل التخلص من عصابة النظام وطغمته، وبوصولنا لمشارف العام الثامن ومع انكشاف الصادق من الكاذب والأمين من الخائن، وإزالة ورقة التوت عن النظام الدولي المجرم الذي ما زال الراعي الرسمي لجرائم العصابة النصيرية في الشام، بل إن هذه العصابة هي المحاضر والرئيس لمؤتمر دولي لنزع السلاح! الذي هو في الحقيقة لإعطاء الدول الأخرى عصارة تجارب هذا النظام في كيفية استعماله ضد شعب أعزل.

إن ما نشهده من تكالب دولي على ثورة الشام وثوارها الصادقين المخلصين يؤكد أنه لا مجال للولوج في المنظومة الدولية المجرمة هذه، وأن على الثائرين أن يفكروا جيداً وأن يحمدوا الله كثيراً أن فضح منظومة الكفر والعهر على رؤوس الأشهاد، وأن من يقود العالم هم عبارة عن عصابة مجرمة حاقدة على البشرية، وأن ما تدعيه من حقوق إنسان وحريات ليست سوى (مكياج) يغطي حقدهم وإجرامهم، ليس على المسلمين وحسب بل على الإنسانية جمعاء.

ولذلك كله فإن ما حصل في الثورة في الفترة الأخيرة من تراجع وتسليم مناطق وتسليم السلاح الثقيل في دمشق والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، كان نتيجة حتمية للارتباط بين فصائل الثورة بالقوى الخارجية العاملة تحت مظلة النظام الدولي، وهذه الكارثة التي حلّت بأهلنا كان سببها مَن تسلم زمام أمور الثورة وأثبت فشله في قيادتها إلى النصر، لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود الرؤية والتصور لما بعد إسقاط النظام، وتنفيذ إملاءات الداعمين من قبل قادة الفصائل، ولو على حساب الدماء والأعراض، في صورة تكشف قبح هذه القيادات وتواطؤ شرعييها بعد أن غرفوا من المال القذر الذي أذهب النخوة من رؤوسهم وجعلهم أدوات رخيصة في مشاريع النظام الدولي في وجه رغبة أهلهم وثورتهم في التخلص من الطغاة المجرمين.

يا أهلنا في الشام! لقد رأيتم بأم أعينكم كيف تم اقتلاعكم وتهجيركم من أرضكم وبلادكم فقط لأنكم خرجتم على عميل رخيص لهذا النظام الدولي، فكيف تسمحون لأبنائكم بأن يستعينوا به فينطبق عليكم المثل القائل "كالمستجير من الرمضاء بالنار"؟! وأن يمدوا يدهم لمن يريد القضاء عليكم، لقد انكشف زيف الدول وبانت أهدافها وليس هذا بجديد علينا ولكن الذي يجب أن يكون جديداً هو كيف نسير بثورتنا بعد الآن؟ وكيف نعالج الأخطاء؟

إن ثورة الشام المباركة التي خرجت لله ولتحكيم شرع الله ليس لها إلا طريق واحد للانتصار وتحقيق أهدافها بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام "خلافة راشدة على منهاج النبوة"، وهذا الطريق يكون بداية بتغليظ المواثيق فيما بيننا وبين الله أولاً، وبيننا وبين أنفسنا ثانياً، على إقامة الخلافة الراشدة،وهذا لا يكون إلا باتخاذ قيادة سياسية واعية وصادقة ومخلصة، تسير بنا إلى مرضاة الله جل جلاله بداية، واستنزال نصره وتمكينه لقلع النظام المجرم وأذنابه وعملائه...

أيها الأهل في الشام! إن الحالة التي أوصلكم لها ضفادع الثورة ومن خلفهم من يأس وقنوط يريدون بكم أن تستسلموا وتخضعوا هو حلقة في مسلسل القضاء على الثورة التي ما زالت قوية عبر بث سموم اليأس والخضوع والاستسلام والخنوع، وهو آخر سلاح في جعبة الغرب وأذنابه بعد أن رأوا صبركم وإصراركم وعزيمتكم رغم سقوط الفصائل وقادتها وشرعييها، ومن يقف خلفها من تيارات فكرية وسياسية، فعلينا أن ننبذ اليأس ونبتعد عن القنوط، فالأرض أرض الله والعباد عباده والنصر نصره، وما علينا إلا الانقياد لشرع الله والاستنان بسنته، وهذا حزب التحرير بينكم يعمل معكم ويقدم لكم مشروع الخلاص لثورتكم مشروع الخلافة الراشدة التي توحد صفنا وتجمع شملنا للقيام بالثورة الحقيقية التي تكون ليس فقط على رموز النظام وأركانه وأجهزته القمعية، بل حتى على أفكاره وقوانينه وقيمه، وما انبثق عن هذا النظام من مجتمع دولي حاقد على الإسلام والمسلمين.

أخيراً لن نقول لكم يا أهلنا صبراً وثباتاً فأنتم من علّمتم الناس معنى الصبر في هذه الأيام الصعبة، لكننا نذكركم بأن الفرصة ما زالت في متناول الثائرين الأبطال والوعي الذي تشكل في هذه السنوات العجاف هو أقوى سلاح للثورة إذا تم استثماره بالشكل الصحيح، فالثورة لم تخرج من أجل تغيير شكلي أو تغيير ظالم بظالم آخر، بل لتغيير الواقع الفاسد الذي يعيشه المسلمون بعامة وفي الشام بخاصة، وهم الذين يعرفون نظامهم أكثر من غيرهم، هذا النظام الذي لا يمتلك ذرة شرف أو أخلاق ودينه وديدنه الكذب والفجور، هذا النظام الذي يريد لنا الغرب الصليبي أن نبقى تحت ربقة ظلمه وعدوانه، هذا النظام الذي لا يمت لنا ولا لعقيدتنا بأي صلة، والتغيير الحقيقي عليه يكون بتبني مشروع سياسي كامل واضح يكون دستوراً لنا مستقبلاً، هذا الدستور الذي استنبطه حزب التحرير من الكتاب والسنة ليكون منهاجاً لدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله.. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد معاز بتاريخ الأربعاء 31 أيار/مايو 2018
المصدر: https://goo.gl/YoMMWY

sham310518

يراد اليوم لأهل الشام أن يخيم على مشهد ثورتهم صور قاتمة سوداوية، كي يتسرب اليأس إلى نفوس الثوار فيفت في عضدهم ويكسر شوكتهم ويهدّ عزيمتهم فينفرد حلف النظام المجرم بهم ويقضي على ثورتهم ويتابع محاولة إنعاش النظام المجرم ونفخ الروح فيه بعد أن كاد يسدل الستار عليه ويمحى ذكره...

فمشاهد الانتصارات الوهمية للنظام المجرم هي في حقيقتها استسلام من الفصائل المرتبطة وتسليم، ومشاهد التقدم الزائف للنظام المجرم في مناطق مختلفة من شامنا هو في حقيقته مخطط تنفيذي لمؤتمر أستانة8؛ مؤتمر تسليم المناطق... فقد وقعت عليه فصائلنا المرتبطة سابقا، وأما الآن فتمكر لتنفيذه عبر مسرحيات هزلية في معارك شكلية محبوكة سلفا لصالح النظام المجرم ولكن يجري تنفيذها بأيدي الفصائل المرتبطة فتوصل البلاد للتسليمات المتوقعة.

نعم تغيرت خطوط التماس، وحدث تغير في الجبهات وانتقلت أراضٍ بالتسليم من أيدي الفصائل المرتبطة إلى يد النظام المجرم، وتغيرت نسبة توزيع الأراضي بين النظام المجرم وبين الفصائل المرتبطة، كما يصورها الإعلام ويضغط بها علينا، لكن رغم كل ذلك لم تتغير المعادلة على الأرض، رغم الضخ الإعلامي ورغم الحرب النفسية ورغم تواطؤ الدول ومحطاتها الإعلامية... ورغم كل هذه المشاهد المؤلمة في الشام إلا أن المعادلة على الأرض لا تزال قائمة لم تتغير لصالح النظام كما يصور... أجل لم تتغير ولا تزال لصالح الثورة.

فلو تمعن أحدنا في صورة النظام المجرم وواقعه لوجده لا يزال ضعيفا هشا؛ فقواه البشرية لا تقدر على إسناده ليواكب تغيرات الواقع على الأرض؛ فالنظام حتى الآن لم يثبت أنه انتزع أرضا منا بقوته، لا في الشمال ولا في الوسط ولا في الغوطة. ومع أن النظام استلم المناطق من الفصائل المرتبطة تسليما إلا أنه لا يزال ليس لديه من القوة ما يمكنه من السيطرة عليها، وإلى الآن لم يستطع الدخول إلى كثير من تلك المناطق، وليس لديه القوة لبسط سيطرته عليها.

وأكثر من ذلك، فإن كل عملية تسليم جديدة لمناطق أخرى من أيدي الفصائل تضع النظام أمام تحديات جديدة لا يقدر عليها، فهو لا يستطيع أن يفرز قوة كافية لضبط السيطرة على المنطقة الجديدة المستلمة ولا تكفي قوة صغيرة للحفاظ على أمن المنطقة فيمضي حلف النظام المجرم لذلك ويتبع سياسة التهجير وإفراغ المناطق من سكانها. لكن هذه العمليات لا تسعف النظام، فلا يتخلى أصحاب الديار عن ديارهم لمجرم اغتصب أعراضهم وقراهم وقتل أبناءهم مهما توالت السنون، وفوق ذلك لا يملك النظام المجرم خطة ناجحة ليحمي نفسه من تجمع المجاهدين والثوار في مناطق الاستقبال، فلو نجحوا في وضع خطة لتحركهم لكانت كارثية على النظام.

حقا ذلك يشكل للنظام تحديا لا يقدر على خوضه؛ ولهذا نراه يزداد ضعفا على ضعف، ولولا أن النظام ضعيف لما فكرت الدول المجرمة بإدخال قوات للمناطق المحررة، فلولا عجز النظام وعدم قدرته على السيطرة لما أدخلت أمريكا تركيا بمسرحية عفرين ولم تستطع تركيا التي تنفذ خطة أستانة لصالح النظام، لم تستطع الدخول لولا جهود وأيدي الفصائل الآثمة التي أدخلتها لمناطقها بحمايتها، وما تسريبات أمريكا لإدخال قوات عربية للجنوب لجس نبض الحاضنة إلا إشعار بعجز النظام عن أن يدخل الجنوب أو يبسط السيطرة عليه، فهل بعد هذا يأتي من يقول بقوة النظام وينخدع بما يذاع عن أخباره في الشام؟!

بالمقابل رغم أن الثورة ظاهريا فقدت مناطق في الشمال والوسط والجنوب بسبب الفصائل المرتبطة، ورغم أنه جرى نقل الكثير من المجاهدين من حول دمشق وإبعادهم إلى الشمال بعيدا عن عاصمة النظام لتأمينها له، ورغم خسارة الثورة لمخازن الأسلحة والذخيرة التي كانت تستطيع بها فصائل الغوطة منفردة أن تسقط النظام في دمشق لو تحررت من ارتباطاتها وتخلصت من ارتهان قرارها، ورغم أن النظام جيش عملاءه في المناطق المحررة كي يرتفع صوت المصالحات الآثمة مع المجرم، ورغم أن اليأس بدأ يتسرب إلى نفوس البسطاء الذين أسقط في أيديهم بعد أن صدمتهم مشاهد التسليم على أيدي الفصائل الكبيرة المرتبطة، ورغم انكشاف وجود مشايخ الضفادع وهم المرتبطون مع النظام المجرم، إلا أن الثورة كسبت المزيد من القوة والمزيد من التماسك.

فأن ترى الثورة بالعين الباصرة أن الفصائل المرتبطة تسلم الأعراض والبلاد في مشهد قاس لا يردعها عنه رادع ولا إيمان، فتعرف الثورة عن قرب خطر الارتباط على وجودها وخطر الفصائل المرتبطة على مصيرها فتسعى لتحجيم الفصائل ونزع قرار الثورة المرتهن من أيديها وإعادة القرار إلى الثورة فهذا إعادة بناء داخلي للثورة لا بد منه وهو نفسه قوة للثورة. وأن تقوم الثورة بالتعرف على نقاط الضعف الموجودة فيها وكشف خطر مشايخ الضفادع المرتبطة مع النظام المجرم؛ لإزالة هذا الخطر المحدق بالحاضنة. هذا عامل قوة للثورة يزيد من تماسكها. وأن تبحث الثورة عن قيادة لها مخلصة بعيدة عن الارتباط والدول، واعية على الطريق والهدف فهذا عامل قوة للثورة. وأن تقوم الثورة مدركة ضرورة إيجاد بديل للفصائل المرتبطة قبل أن تكمل الفصائل مشروع تسليم الثورة للنظام، فتخلص الثورة للمجاهدين الصادقين وترص صفوفهم وتضع عليهم قيادة عسكرية مخلصة من الضباط الثوريين غير المرتبطين أصحاب الأيادي البيضاء والخبرة فهذا قوة للثورة.

بالمحصلة ليس فَقْدُ شبرٍ من الأرض هو الخسارة، وليس الضربة التي تلقتها الثورة على أيدي الفصائل المرتبطة هو النهاية، فالضربة الموجعة إن لم تقضِ عليك فاعلم أنها تزيدك قوة، وكذلك الثورة؛ حقا تلقت ضربات من الفصائل المرتبطة وكان وقع هذه الضربات مؤلما عليها لكنها صحّت الحاضنة ووعت على خطورتها فلم تعد تنخدع بالارتباط ولم تعد تنخدع بدور الفصائل ولا بأعمالها من اقتتالات بينها.

فيا أهلنا في الشام صبرا صبرا، وثباتا ثباتا، فالنصر له ثمن وها أنتم تدفعونه، والنصر له موعد وموعده قد آن أوانه بإذن الله ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ولقد أوصاكم نبيكم أن امتازوا عن المنافقين. فليس ينتصر فسطاط فيه المنافقون غالبون، فاسحبوا قراركم من أيدي الفصائل المرتبطة ولتخرج قيادة منكم تقود حاضنتكم على ثوابت ثورتكم بما يرضي ربكم وأعيدوا رص صفوف مجاهديكم المخلصين تحت قيادة عسكرية مخلصة.

﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾

كتبه لجريدة الراية: م. كامل الحوراني بتاريخ الأربعاء 31 أيار/مايو 2018
المصدر: https://goo.gl/yqTGtw

alraiah100518إن أمريكا هي رأس الشر في المؤامرة الكبرى على أرض الشام، وعلى رأس أهدافها الشريرة في هذه المؤامرة الإجرامية (وأد المشروع الإسلامي العظيم)؛ في إقامة الدولة الإسلامية على أرض الشام؛ حيث جنّ جنونها، وطار صوابها؛ وهي تسمع وترى أهل الشام يُجمعون ويضعون هذا المشروع العظيم في رأس سلم أولوياتهم... فقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق أوباما في مقابلة له مع صحيفة (نيويورك تايمز) 9/4/2014 قال: (لن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما في سوريا والعراق، لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرين على ملء الفراغ..)؛ويقصد بذلك الحلول السياسية الموازية... وفي السياق نفسه ذكر بوتين في 12/6/2017 عندما سئل عن سبب مشاركة قواته في سوريا؟ قال: (إنهم سينشرون الخلافة من جنوب أوروبا إلى آسيا الوسطى.. موسكو لن تسمح أن تكون روسيا دولة الخلافة)... وضمن هذا الهدف الخبيث كانت قرارات مؤتمر فينا2 وجنيف1؛ بخصوص قضية الشام؛ (.. حيث قررت قوى الشر العالمية بقيادة أمريكا وأتباعها السياسيين، وعملائها أن الدولة القادمة في أرض الشام بعد رحيل نظام الأسد هي دولة علمانية تعددية ديمقراطية ترفض الإرهاب وتحاربه..) وبمعنى آخر ترفض قيام دولة إسلامية على أرض الشام!!

وبرغم كل الاختلافات والاجتهادات بين القوى المتصارعة في أرض الشام، واختلاف أشكال مشاريعها السياسية إلا أن الجميع متفقون على مشروع (وأد الإسلام ودعاته)، الساعين لإقامته في أرض الواقع!!

لقد حاولت روسيا من خلال أعمالها العسكرية والسياسية - أن تجعل لها شأنا ومشروعا سياسيا يُشعر أمام شعبها، وأمام المجتمع الدولي بأنها دولة عظمى؛ إلا أن أمريكا - بدهائها ومكرها السياسي - استطاعت أن تجعل كل أعمال روسيا العسكرية والسياسية في خط سيرها، وفي اتجاه بوصلتها المتجهة إلى مشاريعها السياسية في الشام وعلى رأسها - كما ذكرنا - وأد المشروع الإسلامي العظيم. إن أعمال روسيا في الشام سواء العسكرية منها أو السياسية لا تخرج عن سيطرة أمريكا وأدواتها في تركيا وإيران وحزبهااللبناني والنظام نفسه.

إن الأخطر من الدور الروسي (سياسيا) في الشام هو الدور التركي؛ فهو الدور الرئيس والمحوري في كل حدث يجري في الشام، سواء أكان ذلك عن طريق التوجيه السياسي للفصائل المجاهدة، أم كان بتمثيل الفصائل سياسيا في المؤتمرات الدولية والإقليمية، أم كان بالدعم العسكري والمالي في طريق احتواء الفصائل سياسيا.. أم كان بوضع الفصائل تحت جناحها لما هو آت قريبا؛ في مشروع التصفية النهائي، وإنهاء قضية الشام وحسمها نهائيا لصالح مؤامرة أمريكا الكبرى ووأد المشروع الإسلامي.

لكن السؤال هنا: ما هو مصير الوجود الروسي على أرض الشام بعدما بذله من أعمال عسكرية، وما أنفقه من أموال طائلة وما خسره من جنود؟ هل ستخرج روسيا بخفي حنين لا تمسك بشيء، ولا تقرر شيئا؟ ماذا سيحصل لهيبتها الدولية، وبماذا ستقنع الشعب الروسي؟...

إن المتابع لمجريات الأحداث في الآونة الأخيرة؛ وخاصة ما تقوم به أمريكا من مشاريع على رأسها وضع الفصائل جميعا (تقريبا) تحت جناح تركيا.. وفي الوقت نفسه إحراج روسيا والنظام معا بالتنديد دوليا وإقليميا بقسوة الأعمال وشناعتها وخاصة في منطقة الغوطة، والتنديد باستخدام الأسلحة الكيماوية وكثرة القتل والتدمير.. إن الناظر لكل ذلك يرى أن أمريكا قد نجحت في الإعداد لما هو قادم في فرض الحل السياسي على الشاكلة التي وضعتها ورسمتها مسبقا..

والدور الأول والأخير الآن موكول لتركيا في الإعداد العملي على الأرض لهذا الأمر؛ عن طريق الفصائل الموالية وبدعم سياسي مبطن من قبل أمريكا وعملائها عن طريق المؤتمرات الدولية في جنيف وغيرها؛ لأنها - كما ذكرنا - قد هيأت نفسها بدعم دولي وإقليمي لهذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الصراع السوري..

إن المصيبة العظمى، والطامة الكبرى هي أن بعض المسلمين ما زالوا ينخدعون برموز النظام في تركيا؛ رغم كل ما فعلته على أرض الشام؛ من خذلان للفصائل أمام روسيا الصليبية، ورغم مساعيها السياسية في تمهيد الطريق لمشاريع الغرب في الحيلولة دون بروز الإسلام.. وتمهيد الطريق للحسم العسكري والسياسي في الشام.. ورغم تنسيق حاكم تركيا واستقباله لقادة الكفر على أرض الشام؛ أمثال بوتين ممن سفك الدماء الطاهرة ودمر وخرب.. واستقباله لقادة إيران معه ممن كان يتهمهم سابقا بالمؤامرة على الشام... (فعدو الأمس أصبح صديق اليوم) بل شريكا في الحرب على (الإرهاب) كما ذكر ذلك أردوغان في المؤتمر الصحفي مع رئيسي إيران وروسيا في إسطنبول...

انه ليعز على الغيورين من أبناء هذه الأمة أن تسفك دماء المسلمين بيد أبنائها، وأن تصفى قضاياهم السياسية لصالح الكفار أيضا بأيدي أبنائها... ويعز كذلك عليهم ما يجري من سفك للدماء الزكية الطاهرة؛ دون ثأر ولا محاسبة، ولا ردة فعل تشفي صدور المؤمنين... إن هذا كله ليذكرنا أولا: أنه لا يوجد في بلاد المسلمين أحد من الحكام الرويبضات يغار على المسلمين ودمائهم.. ولا يوجد كذلك من يثأر للمسلمين؛ كما كان يحصل في عهد المعتصم وهارون الرشيد وقتيبة بن مسلم وغيرهم.. ويذكرنا أيضا بأن الأمة بحاجة إلى من يغار عليها وعلى دمائها وأموالها.. بحاجة إلى الراعي الأمين، والحامي الرصين وإلى البيضة المنيعة، وإلى الحضن الذي يحتضن كل أمة الإسلام، ويحنو عليها بجناحه الدافئ... إنها بحاجة إلى خلافة راشدة على منهاج النبوة كما كان سابق عزها ومجدها... نسأله تعالى - ونحن في ذكرى هدمها - أن يمن على أمة الإسلام بالنصر والتمكين.


 كتبه لجريدة الراية: حمد طبيب، بتاريخ الأربعاء 9 أيار/مايو 2018م
المصدر: https://bit.ly/2rtS1z6

alraiah160518

قام كيان يهود فجر الخميس 10/5/2018م بتوجيه ضربات جوية وصاروخية تفوق المئة ضربة لما يُعتقد أنها مواقع عسكرية لإيران في سوريا منها مطارات ومعسكرات تدريب ومخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وتجمعات عسكرية، وقد سبق هذه الضربة ضربات متفرقة لمواقع وشحنات صواريخ... فما الهدف من هذه الضربات في هذه المرحلة؟

إن السياسي الواعي المتابع لمجريات الأمور من خلال الصراع في الشرق الأوسط يُدرك أن إيران تدور في الفلك الأمريكي (أي تابعة لها في السياسة الخارجية) وظهر هذا جلياً في تعاون إيران مع أمريكا في احتلال العراق و أفغانستان، بل لقد صرح الرئيس السابق لإيران محمد خاتمي أنه لولا تعاون إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وأفغانستان، بل إنه من الواضح أن أمريكا سلمت العراق لإيران بعد احتلاله، ولقد جاء الرئيس الأسبق أحمدي نجاد إلى المنطقة الخضراء في العراق وهي تحت الحراسة الأمنية الأمريكية حيث السفارة الأمريكية والمستشارون والقيادات الأمريكية في تلك المنطقة التي لا يدخلها أحد إلا من ترضاه أمريكا، وإن دخول إيران ومليشياتها العراقية واللبنانية إلى سوريا كان بضوء أخضر أمريكي لحماية عميلها نظام أسد من السقوط.

لكن هذا التدخل مكّن إيران ومليشياتها من السيطرة على مفاصل عسكرية وأمنيّة وسياسية واقتصادية كثيرة في الدولة السورية خصوصاً بعد التدخل الروسي بالضربات الجوية للثورة، مما مكّن إيران ومليشياتها من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا ما أكسبها نفوذاً عسكرياً كبيراً على الأرض.

إن هذا الوجود العسكري الإيراني والذي تسعى إيران إلى توسيعه يشكل خطراً في السيطرة على سوريا والتحكم بالنظام بشكل كبير، بل يكاد يكون احتلالاً غير معلن وهو ما يشكل عقبة أمام الحل السياسي الذي تطبخه أمريكا لأنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في ظل هذه الهيمنة الإيرانية على الأرض وعلى قرار النظام السوري.

كما أن هذا الوجود يشكل تهديداً لكيان يهود خصوصاً الوجود في دمشق والجنوب السوري المتاخم لحدود الجولان المحتل ومزاحماً ومنافساً له في الهيمنة على المصالح في المنطقة، إن إيران تدور في الفلك الأمريكي وتتماهى وتتساوق مع ما تريده أمريكا في سياستها الخارجية على مستوى العالم عموما والشرق الأوسط خصوصاً، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تعطي أمريكا الضوء الأخضر لكيان يهود للقضاء على نفوذ إيران العسكري في سوريا؟

إن أمريكا تستخدم الدول العميلة لها والدول التي تدور في فلكها لتحقيق مصالحها ولكن من طبيعة الدول أن تتمادى وتحاول أن تلعب دورا أكبر مما هو مسموح لها به وتحاول أن تتغول وتوسع نفوذها، لذلك تقوم أمريكا باستخدام أدواتها من الدول الأخرى لتحجيمها بعد أن تؤدي الدور المطلوب منها كما هو حال إيران في سوريا...

ومن هنا جاءت ضربات كيان يهود لإيران في سوريا بضوء أخضر أمريكي لإخراج إيران عسكريا من سوريا بعد أن انتهى دورها أو كاد مع الإبقاء على مصالحها الاقتصادية، وهذا يضعف دورها في تعقيد الحل السياسي الذي تسعى إيران أن يكون لها النفوذ الأكبر على حساب الأفرقاء الآخرين مما يعقد الحل السياسي الذي تسعى أمريكا إلى تركيبه من مكونات متعددة من العملاء الجدد وبقايا النظام المجرم.

إننا نقرأ مما تقدم أن أمريكا تستخدم الدول العميلة والتابعة والحليفة بل والمنافسة لها كروسيا ودول أوروبا في تحقيق مصالحها ثم تحجم تلك الدول بواسطة بعضها بعضا فهي تحجم أوروبا بواسطة روسيا وتحجم روسيا بواسطة أوروبا وتحجم إيران بواسطة كيان يهود وتحجم الكيان المسخ بواسطة إيران وحزبها اللبناني وتستخدم الأمم المتحدة وقوانينها... وهكذا تستفرد بقيادة العالم حسب أهوائها ومصالحها، وضربات كيان يهود من هذا القبيل فضلاً عن أن لكيان يهود هاجسه الأمني ومصالحه في المنطقة.

هذا هو حال الدول العميلة والتابعة؛ دورها أن تقدم أرواح أبنائها وأموالها في خدمة أسيادها ثم يتم تحجيمها وإرجاعها إلى حجمها المطلوب أن تبقى عليه بعد أن تنفذ المطلوب منها مقابل مصلحة لا تعوض عشر معشار ما قدمت من دماء أبنائها وأموالهم، هذا هو حال الدول الوضيعة ودورها القذر في ضرب بعضها بعضا لصالح أعداء الأمة كما فعلت إيران للحفاظ على عميل أمريكا ونفوذ أمريكا في سوريا.


 كتبه لجريدة الراية: الشيخ محمد سعيد العبود، بتاريخ الأربعاء 16 أيار/مايو 2018م
المصدر: https://bit.ly/2Ik87Xn

maqal020518 1

بداية لا بد من العودة بالذاكرة إلى الوراء أي إلى ما قبل  الثورة، حيث كنا نعيش تحت حكم أنظمة قمعية مجرمة، تتلقى الأوامر من الأسياد، ولا تستطيع أن تحرك ساكناً إلا بإذنهم وتحت سمعهم وبصرهم. ونحن شعب مغلوب على أمره، استباحنا الأعداء ومزقوا بلادنا، لقد كانت قلوبنا تتفطر عندما كنا نشاهد أهلنا في  فلسطين و  العراق وبورما وغيرها من البلاد الإسلامية، نراهم يُذبحون ويهجرون وتستباح حرماتهم وأموالهم، ولا نستطيع التخفيف عنهم أو نصرتهم، لأن حالنا ليس بأفضل من حالهم.

لكن كنا نخاطب أنفسنا لأننا لم نكن لنجرؤ على البوح بما في داخلنا، كنا نقول لماذا لا تتحرك جيوش المسلمين في سوريا وتركيا والأردن والسعودية وغيرها؟ أليست الجيوش من أبنائنا، وسلاحهم وذخيرتهم من أموالنا؟ والأصل أن تكون هذه القوة الضاربة هي للدفاع عنا؟ لماذا لا تتحرك هذه الجيوش للدفاع عن دمائنا وأعراضنا ومقدساتنا؟ لماذا لا ينصرون المستضعفين في بورما وفلسطين، ويحررون الأقصى من دنس يهود المجرمين؟!!

لقد أدركنا لاحقاً أن حكام المسلمين وهذه الأنظمة الجاثمة على صدورنا، ما هم إلا نواطير أوجدهم الكافر المستعمر لحماية الحدود، ولقمع أي تحركات تهدد عروشهم وعروش أسيادهم. لكن لم نكن نتصور أنهم سيُجبرون أبناءنا على قتلنا أو قمعنا، ويستخدمون السلاح الذي جمعناه من دمنا، يستخدمونه ضدنا، ويوجهونه إلى صدورنا!! نعم عشنا هذا الواقع المرير، ولم نكن نعرف كيف يمكن تغيير هذا الواقع، بالرغم من النداءات التي وجهها إخواننا في حزب التحرير لنا.

كنا نقول هل يعقل أن يتغير هذا الواقع المرير؟ هل يعقل أن تتحرك الشعوب المقهورة ضد هذه الأنظمة المجرمة؟ أنَّى يحيي الله هذه  الأمة بعد موتها؟! نعم كنا نظن أن أمتنا قد ماتت ولا حياة لمن تنادي، ولكن سرعان ما دبّت الحياة بهذه الأمة ونهضت من جديد، واكتشفنا أن الأمة تمرض لكنها لا تموت. وكما هو معلوم للجميع أنّ أي قوة في العالم مهما بلغت، لا تستطيع السيطرة على ثورة الشعوب. وبالفعل لم تستطع الأنظمة بقضها وقضيضها وإمكانياتها المتطورة، لم تستطع قمع الثورات ولا السيطرة عليها في بداية الأمر لأن الناس قالوا كلمتهم ولن يتراجعوا عنها.

لذلك لجأ الغرب الكافر بمساعدة حكام المسلمين الذين سموا أنفسهم أصدقاء الشعوب، وما هم إلا ألدّ أعدائها، لجأوا بمكرهم إلى احتواء  الثورات في أغلب البلدان وبقيت ثورة الشام عصية عليهم. ولم يعرفوا كيف يتعاملون معها. فقرروا تحويلها من ثورة شعبية إلى ثورة فصائلية ليسهل التعامل معها، وطلبوا من الثوار تشكيل فصائل عسكرية وتكفلوا هم بدعمها وتمويلها بالسلاح والأموال. وكعادته فإن حزب التحرير قد انبرى لهذه المؤامرة وفضحها على رؤوس الأشهاد وحذر  أهل  الشام الثائرين من هذا الفخ العظيم.

كان وقتها تشكيل أي فصيل عسكري ليس بالأمر الصعب فهو لا يتطلب سوى مجموعة صغيرة تقوم ببيان مصوّر تُعلن فيه عن اسم فصيلها، وتقوم بإرسال المقطع إلى غرف المخابرات في الأردن أو تركيا، لتُرسل لهم الدعم لاحقاً. وكان الثوار يتساءلون: لماذا كل هذا السخاء من هذه الدول التي ما شهدنا عليها إلا محاربة الحق وأهله، وقمع أي تحرك يهدد أمنها؟! هل غيرت نهجها؟ هل قررت الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة مع أن شعوبهم نفسها مظلومة؟ وكيف نفهم قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾؟ وماذا نفسر قوله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾؟

هل التبس علينا فهم هذه الآيات، أم أنها آيات قطعية لا تحتمل تعدد الأفهام؟ هنا جاء دور المُشرعنين الذين يزينون الباطل ويزركشونه بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. ولكن الله تعالى سرعان ما فضحهم، وزادت قناعة الناس بسنة الله تعالى وأنها لا تتحول ولا تتبدل، واكتشف الناس سذاجة المرقعين وسذاجة عقولهم القاصرة وفهمهم الخاطئ للإسلام الذي جرّ علينا الويلات.

نعم لقد كنا ضحية هذا الدعم المسموم، الذي أفسد ثورتنا وأعادنا إلى المربع الأول أي إلى ما قبل الثورة، نتيجة الفتاوى المضللة. واستطاع الغرب أن يُسيطر على الثورة من خلال الترويج لبعض الأفكار التي بثها (الشرعيون) وأفسدوا عقول الناس بفهمهم الخاطئ لهذه القواعد "تقاطع المصالح" و"الضرورات تبيح المحظورات" و"ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح" وغيرها...

نعم لقد استطاع الغرب السيطرة على الفصائل التي صنعها على عينه وللأسف. وها هي الفصائل تُهادن وتفاوض، وتسلم المناطق تارة، وتقتتل فيما بينها على حطام الدنيا تارة أخرى، والفتاوى جاهزة تحت الطلب. مما جعل الثورة تلتقط أنفاسها الأخيرة وجعل الناس المظلومين في حيرة من أمرهم، رغم عظيم تضحياتهم التي قدموها، إلا أنهم لم يروا بصيص أمل يلوح في الأفق. وقد فقدوا الثقة بالفصائل التي باتت منفصلة عنهم وبعيدة عن تضحياتهم. وبدأت آثار السُّم تظهر على جسد الثورة. فكان لا بد من البحث عن الترياق وطلب العلاج قبل فوات الأوان.

إنه ومن رحمة الله تعالى ولطفه بعباده، أنه أنزل لهم نظاماً متكاملاً، لم يترك مشكلة إلا وبين علاجها وحلها. فمن تمسك بحبل الله فاز ونجا، ومن أعرض عن شرع الله خاب وخسر. لقد حذرنا الله من طاعة الكفار وبيّن لنا غدرهم فقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾. وقد أمرنا بالاعتصام بحبله المتين فقال سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾.

فالواجب هو العمل بما بين أيدينا من السلاح وهو كفيل بإذن الله لإسقاط النظام إن كان بعيداً عن قرارات الخارج. وقد أمرنا الله تعالى أن نتحرك بوصفنا جسداً واحداً ونهانا عن التنازع لأنه سبب الفشل. وطلب منا أن نسير على بصيرة، نعرف الهدف والطريق الموصل إليه، والخطة التي تمكننا من عدم هدر الطاقات وتضييع الجهود. وقد تكفل إخوانكم في حزب التحرير بكل هذا، وتبين لكم صدق ما قاله الحزب منذ سنوات وتبيّن لكم وعي الحزب على المؤامرات الدولية، وهو لا يزال حارساً أمينا لكم ولثورتكم، وها هو الحزب يُقدم لكم مشروعه السياسي، الذي يُعتبر جسر النجاة لتعبروا من خلاله بثورتكم إلى بر الأمان، فهلمّ ولا تتأخروا فالأمر جلل والمصاب عظيم. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبد اللطيف الحريري بتاريخ 2 أيار/مايو 2018
المصدر: https://bit.ly/2HFxq5I