press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

mqal070418

في مؤتمر الحوار الذي عقد في " سوتشي " بتاريخ 30 كانون الثاني 2018 كان أهم ما نتج عنه رغم تمثيلية مقاطعة المعارضة له هو تركيز العمل على صياغة دستور جديد لسوريا يفرض على أهل الشام .
وأصبح موضوع إخراج دستور جديد من أهم أوليات المؤتمرات القادمة في جنيف
في ظل القتل والتدمير والتهجير والدعم المباشر وغير المباشر لنظام الإجرام في دمشق ليبسط سيطرته على كثير من المناطق التي كانت محررة وخاصة الغوطة الشرقية ، في مثل هذه الظروف يصر المجتمع الدولي المتآمر على ثورة الشام على فرض دستور علماني وضعي لا يختلف عن سابقه إلا ببعض الجزئيات الصغيرة ولكنه يضمن الحفاظ على علمانية الدولة ويبعد أي صبغة إسلامية عنها .
وكأن استبدال دستور علماني بآخر على شاكلته هو المشكلة التي قامت ثورة الشام ، وقدمت مئات آلاف الشهداء وملايين المهجرين والبيوت المهدمة خلالها ، ويزداد العجب إذا كنا نعلم أننا في بلاد لا وزن لها لأي دستور أو قانون قبل قيام ثورة الشام ضد نظام السفاح فكيف يكون الحال بعد أن سيطرة الميليشيات وشذاذ الآفاق والمرتزقة .

ولكن العجب يزول إذا علمنا أن أعداءنا يدركون أن الصراع على أرض الشام هو صراع بين مشروعين لا ثالث لهما ولكل دستوره وأدواته ورجاله ، وأن انتصار المشروع الإسلامي الذي طالب به أهل الشام يعني بداية النهاية للمشروع العلماني الغربي وخاصة لدوله الوظيفية العميلة في المنطقة . لذلك نرى حجم التآمر على ثورة الشام من الدول الكبرى ، ومن حكام الضرار عملاء الغرب والكافر وأدواته .

ولذلك نرى إصرار هذه الدول على فرض دستور علماني ، بذريعة صياغته من قبل لجنة مشتركة صورية مؤلفة من أطياف " الشعب السوري " .
ولذلك نرى إصرار هذه الدول الحاقدة والمتآمرة على الإسلام وعلى ثورة الشام على المحافظة على نظام الإجرام العلماني العميل في دمشق ، لأنه يمثل آخر سد في وجه المشروع الإسلامي كما تم التصريح عن ذلك منذ بدايات الثورة . لقد أدركت الدول الحاقد والمتآمرة حقيقة الصراع على أرض الشام فأدارت الصراع فيها انطلاقا من هذه الحقيقة .
ولكن الكثيرين منا لم يدركوا هذه الحقيقة ولم يتبنوا أي مشروع ، بل رفضوا أن يستمعوا الى إخوانهم الذين يبصرونهم بحقيقة الصراع ، ويقدمون لهم المشروع الإسلامي " مشروع الخلافة على منهاج النبوة " الذي يجب أن يتبنوه ويخوضوا الصراع على أساسه .
لذلك ظلوا يسيرون على غير هدى ، ويتخبطون في مكائد أعدائهم ويتقلبون في فخاخهم ، وزاد الطين بلة أنهم اتخذوا لأنفسهم على المستوى السياسي والعسكري قيادات مصنعة ومرتبطة ومسلوبة الإرادة ، خاضعة لأعدائنا ، لا تؤمن بأي تغيير إلا وفق ما يسمح به هؤلاء الأعداء . فحولوا الثائرين الى أدوات ، أو الى مسلوبي الإرادة عن طريق رهن القرار لغرف الدعم ومخابرات الدول المتآمرة .
وستبقى ثورتنا تسير في طريق التراجع والانحدار في هذا المنزلق الخطير الماثل للعيان ما لم ندرك حقيقة الصراع ونتبنى مشروعنا الذي ينبثق من عقيدتنا ويرضى ربنا ، وما لم نتخذ من الواعين من إخواننا قيادة لنا نسير معهم على بصيرة لنصرة ديننا . وما لم نقطع حبائل كل العابثين بثورتنا ونعتصم بحبل الله وحده ، وبذلك ننقذ أنفسنا وثورتنا ، ونحقق عزنا و نصرنا على المشروع العلماني الكافر
قال تعالى : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 22 ) ( الملك )

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب

art310318

إن أهم ما حققته ثورة الشام المبارك أنها أوصلت أهلها، بل والأمة بأسرها إلى تصور جلي عن تاج الفروض " الخلافة " وعن كيفية إقامتها، لاستئناف الحياة الإسلامية في ظلها. فعلم أولو الألباب والأبصار أن العودة لطريق العزة لن تكون إلا بإقامة هذا الكيان العظيم، و الحكم الراشد الموعود على منهاج الصادق المصدوق، فهو الفرض والوعد والبشرى.

ليس غريبا أن تمر ثورتنا اليتيمة وهي تمر بفترة التمحيص والاختبار بضعف بعد قوة، فلله حكمة بالغة،وذلك ليميز الخبيث من الطيب، وليظهر الغث من السمين.

وقد رأى أهل الشام كيف حيكت المؤامرات والمؤتمرات كجنيف وأستانا وأشكالها، فنتاجها لا يخفى على أحد من أهل الشام، تسلم القرى وتسقط البلدات بالمئات لنظام زائل بائد، من حلب إلى إدلب إلى الغوطة المغتصبة، و كأن هذه المناطق وآخرها الغوطة لم تحرر ولم يدفع ثمنها دماء زكية.

لدينا ذخائر كثيرة ومستودعات كبيرة وعدة وعدد وعتاد ولكن الأرض تسلم لمن هتك العرض وسفك الدماء وارتكب المجازر واستباح كل شيء، حتى البشر والحجر والشجر لم يسلم من حقده الدفين.

ثورة الشام وأهلها المضحون الصابرون، لم ينسوا داريا العزيزة التي طالما أوجعت الطغاة وأثخنت فيهم وعلمتهم دروسا، ولن ينسوها إلى الأبد، أن هذه العزيزة ما ذهبت إلا بعد خمس سنوات، سبحان الله فارق كبير في فترة الصمود والثبات وهم يعرفون سر هذا الفارق.

ولكن السؤال ما الذي يجري يا فصائل الشام أما جاءكم الرائد الذي لا يكذب أهله بخبرته فكان لكم من الناصحين فأخبركم بنتيجة الدعم الخطير، وشر المال المستطير، والارتباط الخبيث بالدول المتآمرة، والجبهات المتناحرة. وأخبركم عن خطر الدولار ومهمته بإسكات الجبهات وكمِّ الأفواه.

فها هم القادة ومنظوماتهم الفصائلية يقفون صامتين ينفذون أوامر دول الداعمين، ونظام الفجور والإجرام لا يرقب في مؤمن إلَّاً و لا ذمة، يُقتَّل إخوانهم ويُبطش بأهلهم، ورغم ذلك تراهم ماضين على ما هم عليه من الذل والعار،هانت عليهم التضحيات الجسام التي تجعل الولدان شيبا، ولم يبق شيء عندهم من ثوابت الثورة الفاضحة التي خرج أهلها من أجلها على مرأى من العالم كله. 

ولن يصحح المسار وتشفى الصدور وتهدأ النفوس إلا إذا عدنا للتمسك بثوابت ثورتنا من جديد وهي:

1 - إسقاط النظام بكافة رموزه وأركان.

2 - وقطع العلاقات مع دول الكفر والتحرر منها والتخلص من تآمرها.

3 - وإقامة حكم الإسلام على منهج خير الأنام بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


فنحن عندما تمسكنا بهذه الثوابت ورفعناها شعارا لنا أرعبنا أنظمة الكفر قاطبة وزلزلنا عملاءهم، وما علينا إلا أن نعود من جديد الى التمسك بثوابت ثورتنا التي تُرضي ربنا، ونصبر من أجل تحقيقها مستعينين بالله وحده فالبشرى لنا إن نصرنا ربنا بإذن الله.

وهنا أورد صورة من أحسن القصص، موسى عليه السلام كان صغيرا ضعيفا رضيعا فلم يغرق ولم يقتل وهو في قمة ضعفه، وحفظته عناية الله، أما فرعون فكان في جبروته وطغيانه وقمة الاستعلاء فغرق وهلك ونفق.

نعم إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، فالحقيقة في معادلة النصر واضحة كالشمس في رابعة النهار قال تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. فقط علينا أن نسلم أمرنا لله ونثق بوعده، ونحسن التوكل عليه وحده جل وعلا. 


فيا صفوة خلقه على خير أرضه كلنا يدرك أن السفينة ستغرق إن لم يكن لها منارات وثوابت تهتدي بها، وإن لم يكن لها ربان خبير صادق يصحح مسارها ويوجه بوصلتها حتى يوصلها إلى أهدافها.

وكذلك ثورتنا لن تفلح إن لم تجدد التمسك بثوابتها، وإن لم تتخذ لها قيادة سياسية تصدق أهلها، وتتولى أمرها وتأخذ بيدها إلى سبيل الرشاد والسداد فتحقق هدفها وهذا هو الدواء الذي ينقذنا فلنسارع إليه ولنتدارك ثورتنا قبل أن نبكي عليها وعلى ما فرطنا فيها.

وها هم إخوانكم في حزب التحرير يقدمون لكم وللأمة جمعاء مشروعا متكاملا " مشروع الخلافة على منهاج النبوة " فيه خلاصكم ونجاتكم فلا تبخلوا على أمتكم الميمونة بأن تضعوا أيديكم بأيديهم، ليقوم كلٌّ بدوره من أجل نصرة دينه وخلاص أمته ونجاح ثورتنا على أرض الشام.

وأنتم يا إخوتنا في الفصائل فقد آن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق بأن تلفظوا قياداتكم المرتبطة لفظ النواة، وأن تتخذوا المخلصين والصادقين قادة لكم فهم الذين يحافظون على دمائكم وتضحياتكم. ويقودونكم الى ما يرضي ربكم ويشفي صدوركم.

وعندها ستعود ثورة الشام عزيزة كريمة، وستعود أيام النصر بعون الله القوي المتين وهمة العاملين وإخلاص المخلصين  ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
محمد أبو حذيفة

ahdath300318

أعلنت الثورة في حوران في أذار من عام 2011 وكانت شرارة لتحرك شمل كل شبر من أرض الشام جاء بعد سنوات من تسلط الأنظمة الوظيفية العميلة، ثورة قامت بوجه أعتى الأنظمة الاستبدادية في زمانها،وحال أهل الشام يشرح ويوضح ذلك من سنوات عاشوها تحت مظلته. وما إن أُعلنت الثورة وانتشرت وعمت كل أرض الشام، حتى تكالب الغرب مباشرة من أجل وأدها والقضاء عليها فمارس شتى أنواع الألاعيب ومارس الخدع والمكر ودست الدسائس وحيكت المؤامرات.

ولكن ثورة الشام صمدت وقاومت وضحت وقدم الناس فيها أعز ما يملكون. ولكن وكعادتها تحركات الشعوب ليست كلها بدرجة صفاء واحدة، فقد اُخترقت الثورة من قبل ضعاف النفوس وعُبّاد الأموال وهذا ليس أمرا غريبا، بل هو سنة الله في خلقه أن يسقط الزبد ويذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس، وأن يحصل التمايز بين الخبيث والطيب وبين فسطاط الإيمان وفسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه. فكم أسقطت الثورة من شخصيات وتوجهات وقيادات أقل ما يقال فيها أنها لو انتصرت الثورة لما حققت على أيدهم إلا حسرة وندامة وبعدا عن ثوابتنا وما توجبه علينا عقيدتنا. شخصيات لا توصف إلا أنها باعت نفسها وتضحيات أهلها بسراب الوعود الكاذبة ممن يتربص بثورتنا شرا أو من أجل التمسك بالإمارة والسلطة والجاه.

وقد آزر كلَّ قائد فصيل أو صاحبَ هوى شرعيون مرقعون يحرِّف النصوص ويستدلون بها على غير ما أُنزلت له ليبرروا كل انحراف أو يُروجوا لكل خطة نكراء تستحل فيها الدماء ويُتنازل فيها عن ثوابت ثورة الشام، بل و يُمكّن للكافرين من خلال فتاواهم على المسلمين. 


ونحن نرى ما وصلت إليه اليوم الفصائل من ارتباط، وكيف أصبحت ألعوبة بيد الداعمين يحركونها يمنة ويسرى كما يرغبون ويريدون، حتى غدا الداعم يتحكم بسير العمل العسكري فيشعل حربا ويطفئ أخرى و أصبح المتتبع العادي يدرك ذلك بكل وضوح.

ولم يتم إدراك مدى خطورة هذا الأمر إلا في أوقات متأخرة من قبل الكثير من الناس، بسبب إعراضهم عن الناصحين المحذرين لهم من إخوانهم، فلم يدركوا خطورة ذلك إلا حين كان السرطان قد استشرى وتفشى في معظم الجسد، و بعد أن سُلمت مناطق وهُجرت قرى وبلدات وسقطت جبهات.

ولكن هل هذا يعني نهاية المطاف بثورة الشام...؟

هل يعني ذلك أن ثورة الشام التي خرجت وكسرت نير العبودية للقاتل المجرم، وحطمت جدار الخوف من البطش والظلم والقهر وبدأت تعي طريق خلاصها وتبلور أهدافها قد آن وقت إجهاضها...؟ أما أننا في وقت التمحيص وزمن التمايز واشتداد الكرب قبل انبثاق فجر الأمل والنصر؟


إن المتابع يرى أن ثورة الشام عادت لمهدها درعا حيث ستكون أمام اختبار جديد على أرض حوران، فهل سيحصل فيها كما حصل مع أخواتها، أم ما زال هناك للخير بقية ستنطلق وتهلّ بشائره من جديد كما هلَّت بشائرُ ثورة الشام من أرض حوران..؟

حوران اليوم أمام مشهد عظيم يعود بذاكرتها للأيام الأولى للثورة فقد كانت تدرك بطش الأسد وتسلطه وقوته وتمكنه ورغم ذلك أبت العيش بذلة ومهانة فخرجت عليه تنادي بإسقاطه، وترفع في وجه مجرميه شعارها الخالد (الموت ولا المذلة).

وما أشبه اليوم بالأمس فحالها لا يختلف ففصائلها مرتبطة عميلة هزيلة تمارس عليها تسلطا وظلما، ويشاهد أهلنا في حوران وفي بقية المناطق المحررة ما حصل في المناطق التي كانت الفصائل فيها مرتبطة كيف سقطت ودخلتها قطعان الذئاب فهل سنبقى كما نحن على حالنا ننتظر ما حل بإخواننا من مصير..؟ أم أننا سنبدأ كما بدأنا ضد نظام السفاح نثور على المرتبطين والخانعين وننبذ المصالحين والمهادنين، نصحح مسارنا ونعيد التمسك بثوابتنا ونحدد أهدافنا ونتخذ من إخواننا الصادقين الناصحين قيادة واعية صاحبة مشروع ينبثق من عقيدتنا، وعندها فقط نجدد العهد مع الله وحده بنصرة دينه والعمل من أجل تحكيم شرعه فننال شرف نصره وتمكينه؟


إن ثورتنا اليوم أمام اختبار عظيم، ومفترق للتمايز واضح ومبين، فهي إما إلى نهاية وضياع، وإما إلى تمايز وعزة وانتصار... فهل ننجح بالاختبار ونجدد العهد ونصحح المسار؟!



للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عبدو الدلي أبو المنذر 
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا

alraiah310318

دخلت ثورة الشام المباركة هذه الأيام عامها الثامن وهي ما زالت تعاني وتدفع أثماناً باهظة من الدماء ومقدرات البلاد في ظل صمت وتخاذل المسلمين وتآمر حكامهم مع الغرب الكافر، تدخل الثورة في العام الثامن لها وما زالت تسير على غير هدى خصوصاً ممن تتولى قيادة فصائلها، فمن الغوطة الشرقية وعمليات التهجير الجماعي لأهلها وسكانها وثوارها، إلى الاقتتال البغيض بين فصائل الشمال السوري، إلى ركون فصائل الجنوب في درعا والقنيطرة إلى الداعمين الذين حولوهم إلى دجاج ينتظر دوره بالمذبحة المستمرة في طول البلاد وعرضها.

لقد دفع أهل الشام ثمناً كبيراً بسبب تولي قيادة الثورة من أناس أقل ما يقال فيهم إنهم غير واعين سياسياً إن لم نقل إنهم عملاء لأعداء الثورة، فالتخاذل الذي تمر به الغوطة لم يكن لها وحدها فقد سبقتها في ذلك حمص وحلب وداريا و الزبداني وغيرها، فقادة الفصائل المرتبطون بأجندات خارجية مع الدول الإقليمية لم تحركهم صرخات المستضعفين ونواح الثكالى واليتامى، ولن تحركهم!! فمن لم يتحرك لدينه وعرضه فيما سبق من المدن التي هجّرت لن يتحرك الآن...

إن هذا المرض العضال كان حزب التحرير قد وضع له العلاج قبل أن يستفحل، ولكن أبى قادة الفصائل أن يستمعوا لصوت العقل والحكمة، حيث وضع حزب التحرير ثوابت للثورة وطالب الثائرين أن يلتزموا بها لضمان نجاح الثورة وعدم وصولها إلى ما وصلت إليه، هذه الثوابت التي تبدأ بالانفكاك عن الخارج وأجنداته وماله السياسي المسموم والذي كان القنبلة الموقوتة التي أدخلها الغرب عبر عملائه من حكام تركيا و السعودية وقطر إلى داخل الثورة ففخخها، وأدى إلى النتائج الكارثية التي شهدتها الساحة وتشهدها، وبدلا من التمسك بقرار الشعب في إسقاط النظام توجه قادة الفصائل ومعهم ائتلافهم العميل إلى مفاوضة النظام، وبدلاً من التحرر من دول الكفر ومنظومتهم الدولية الظالمة ناموا على أعتابها، فحولوا هدف الثورة من التخلص من العلمانية و الديمقراطية التي تحارب الله ورسوله إلى إقامة الدولة الإسلامية (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة).

إن مأساة أهل الشام الذين غرقوا بدمائهم يتحمل جانباً كبيراً منها قادة الفصائل الذين قبلوا بالارتهان للمنظومة الدولية وربطوا قرارهم بها وبمؤتمراتها وبمبعوثيها، وأوصلهم إلى القبول أن يكون العدوان الروسي والإيراني ضامنيْن لاتفاقات خفض التصعيد، فأصبحوا الخصم والحكم، ونحن الآن لن نغرق في تفاصيل الواقع الذي عاشه أهل الشام طوال سني ثورتهم وذاقوا فيه جميع أنواع الخذلان والتآمر، فالسياسي الفذ هو الذي يعطي أمته ترياقاً ودواءً للمشاكل التي تعترضها، رغم الكم الكبير للتدخل الخارجي على الأرض ليس من طرف النظام وحسب بل وحتى من طرف الثائرين، فالثورة بحاجة ماسة إلى من يجمع شتاتها مرة أخرى ويوحد قواها ليس بالطريقة التي اعتادت عليها الفصائل ألا وهي التوحد على الدعم الخارجي، بل التوحد على مشروع يوصلها لبرّ الأمان ويسقط النظام المجرم ويسحقه، وهذا لن يكون إلّا بقيادة سياسية واعية مخلصة تحمل المشروع السياسي الكامل والواضح والمنبثق من عقيدة الأمة، تقود دفة الثورة فتحشد تحت جناحيها القوة العسكرية والحاضنة الشعبية، وهنا علينا أن نذكّر أن أركان الدولة هم الفكرة، أي المشروع السياسي ورجاله، والحاضنة الشعبية المطلعة على المشروع وتفاصيله وأدواته ورجالاته وطريقة إيجاده في الواقع، والقوة العسكرية التي تعطي النصرة لهذا المشروع وللثلة التي تحمله، وبذلك يتم التوحد الحقيقي لقوى الثورة الذي يطالب الثائرون به منذ سنين.

إن القيادة السياسية هي الضامن الحقيقي للسير بالثورة إلى هدفها الذي خرجت من أجله، وهو الذي ما زال يفتقده الثوار منذ انطلاق الثورة إلى الآن رغم أنه أمامهم وبينهم، يحمله ثلة من أبناء الأمة المخلصين الذين عاهدوا الله ألا تضعف لهم عزيمة أو تلين لهم قناة حتى يحققوا النصر الموعود مستمسكين بحبل الله ومقتدين بسيرة سيد الخلق محمد ﷺ، صاحب العزيمة والأسوة الحسنة، إنهم شباب حزب التحرير الذين نذروا أنفسهم ليكونوا شموعاً يضيئون درب أمتهم إلى النهوض والعزة والكرامة.

أيها المسلمون في العالم عامةً وفي الشام خاصةً! إنكم ترون بأم أعينكم أن خلاص المسلمين من أعدائهم وأذنابهم من بني جلدتنا لا يكون بالعمل الفردي غير المنتج ولا بجمعيات ومنظمات وفصائل وغيرها... بل يكون بإقامة دولة القرآن لتعيد ترتيب صفوف المسلمين وتحدد أولوياتهم وتسخر طاقات الأمة الجبارة في مواجهة أعدائها، ويجب على الأمة بكافة أطيافها ومثقفيها ومفكريها أن يعلموا أن الله قد اختارهم من بين كل أمم الأرض لمواجهة الكفر العالمي الذي أهلك الحرث والنسل، وآن لهذه الأمة أن تمسك بزمام أمورها وأن تمكّن الواعين المخلصين من قيادة سفينة الإسلام إلى حيث يحب الله ورسوله.

أما أنتم يا أهلي في الشام، فقد أثبتم أنكم أهل الصبر والمصابرة، وأهل التضحية والفداء، فاثبتوا على ما خرجتم لأجله ولن يتركم الله أعمالكم، ولم يبق إلّا القليل فنصر الله آتٍ لا محالة، وإنها أيام ابتلاء وتمحيص... فقولوا كلمتكم واستفرغوا وسعكم في تصحيح مسار ثورتكم بالتغيير على قادة الفصائل المرتبطين عسى أن ينزّل الله علينا نصراً يشفي صدور قوم مؤمنين ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أ. أحمد معاز، بتاريخ الأربعاء 28 آذار/مارس 2018م
المصدر: https://bit.ly/2IYaED9

art290318

مما لا شك فيه أن الحرب النفسية هي من أهم عوامل التغلب على الخصم وحسم المعركة. وها هو النظام المجرم في الشام قد لعب على هذا الوتر، تؤازره في ذلك الدعاية الإعلامية للدول المتآمرة على ثورتنا مهما تعددت أسماؤها واختلفت أدوارها. وكان الحدث الأبرز الذي أرادوا استغلاله للتأثير على الثورة وحاضنتها الشعبية وخاصة في حوران ومناطق الجنوب،هو ما حدث مؤخرا في الغوطة من تدمير وتقتيل ومجازر أمام العالم الذي يبارك قتلنا، ويسعى لتهجير من يرفض الخنوع لطاغية الشام الى مناطق الشمال. 

وقد كثف نظام القتل والإجرام ومن يسانده و يدعمه جرائمه ومجازره في الغوطة لهدفين اثنين:
أولهما: التخلص من أرق الغوطة لأنها أكثر الأماكن خطورة على نظام السفاح لقربها من رأس الأفعى في العاصمة دمشق.
والهدف الثاني: هو استثمار ما حدث لأهلنا في الغوطة في الحرب النفسية على جميع مناطق الثورة عموما، وعلى مهد الثورة في درعا وشرارة البدء وصاحبة الرمزية، رغم تخاذل فصائلها عن نصرة الغوطة بأوامر الداعمين، بشكل خاص. 

هذه الحرب النفسية ترافقت مع ظاهرة نلمسها بشكل مباشر في الجنوب هي ظاهرة "الضفدعة "، نسبة إلى الخائن "بسام ضفدع" عميل نظام الإجرام، الذي كان مندسا بين الثوار، وظهر فجأة مع مجموعته المسلحة ليغدر بالثوار في لحظة قاتلة.


فبدأت في بعض بلدات حوران تظهر تحركات شرذمة السوقة، وعبيد القتلة، للتسويق لحذاء سيدهم الذي استطابوا العيش في كنفه. وهنا بدأت معالم الحرب النفسية تلوح في الأفق، بين ترهيب النظام ونقيق ضفادعه بالتلويح بما يشبه حال الغوطة من دمار وقتل وتشريد وتهجير، أو المصالحة؛ وبعبارة أخرى تسليم الرقاب للجزار يعمل بها ما يحلو له، فتضيع الدماء والأعراض والتضحيات، وتنكسر الثورة في مهدها، ونبوء بالخسران المبين في الدنيا قبل الآخرة.


فيا أهل الشام المؤمنين الصادقين، ونخص بالذكر أهل حوران أصحاب النخوة والشهامة : لا تسمحوا لنقيق الضفادع أن يعلو فوق صدعكم بالحق، وما عليكم إلا أن تأخذوا على أيدي أولئك المخذِّلين والمثبطين والمتآمرين مع القتلة والمجرمين، فإنما هم والله مكمن الوهن وموطن الذل ومنبت الغدر والخيانة. 

أعلنوها مدوية لا لمصالحات العار، لا للعودة إلى المنظومة الأمنية التي سامت المسلمين في الشام سوء العذاب فأنتم أول من صدحت حناجرهم بشعار (الموت ولا المذلة) فكيف ترضون بالعودة لعيش الذل والهوان تحت ظل نظام مجرم، قتل أبناءكم ودمر بيوتكم وهجَّركم في الآفاق.

واعلموا أن نظام الإجرام أوهى من بيت العنكبوت، وهو لا يحتاج إلا لضربة صادقة مخلصة منفكة عن المنظومة الفصائلية الحالية المقيتة، وعن قرارات الداعمين وخطوطهم الحمراء.

ونظام الإجرام لا يسعى للمصالحة إلا لأنه عاجز عن فتح حرب على جبهة حوران المفتوحة، وقد جرب الهزيمة سابقا في المنشية، فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم،تمسكوا بثوابت ثورتكم والتي فيها الحصانة من كل تنازل والضمانة من كل تخاذل وتحقيق معادلة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ألا وهي:
- إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.
- والتخلص من التبعية لدول الكفر وأعوانها من الدول الإقليمية وإنهاء نفوذها.
- وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم.

واعلموا (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وقد قال رسولنا عليه السلام (لن يغلب عسرٌ يسرين) وقال: (إنما النصر صبر ساعة).


فاصبروا على ما أصابكم واثبتوا على ثورتكم وتمسكوا بثوابتها وانصروا ربكم ينجز لكم وعده ويرد كيد أعدائكم عنكم وفي ذلك خلاصكم وعزكم وفي غيره هوانكم وذلُّكم وضياع تضحياتكم. 

 


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عامر السالم أبو عبيدة