- التفاصيل
انتهى لقاء سوتشي الذي جمع يوم الاثنين 17/9/2018م كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 إلى 20كم على طول خط التماس، وذلك في الخامس عشر من شهر تشرين الأول الحالي، ومع اقتراب موعد التنفيذ كان لا بد لنا من أن نسلط الضوء على الآثار المترتبة عن هذا الاتفاق؛ الذي يعتبر منعطفاً خطيراً يضاف إلى باقي المنعطفات التي شهدها مسار الثورة منذ انطلاقتها وحتى الآن.
بداية لا بد لنا أن نضع هذا الاتفاق في سياقه الصحيح حيث يعتبر هذا الاتفاق خطوة من الخطوات نحو تحقيق الحل السياسي الأمريكي؛ هذا الحل الذي بموجبه سيتم إجهاض ثورة الشام وتضييع جميع تضحيات أهلها، حيث سيقتصر هذا الحل على بعض التغييرات الدستورية التي تبقي أهل الشام تحت السيطرة الأمريكية؛ ولا بأس من تحجيم صلاحيات الرئيس؛ أو حتى تحييد طاغية الشام عن الواجهة...
هذا على المدى البعيد والآثار المترتبة عليه؛ أما بالنسبة للآثار القريبة المترتبة عن هذا الاتفاق فمن أهمها: جعل هدف إسقاط نظام سفاح الشام والذي يعتبر من أهم ثوابت ثورة الشام من الماضي، حيث إن المنطقة المنزوعة السلاح ستضرب طوقاً على المناطق المحررة بحيث يصعب معه أي عمل جاد من شأنه إسقاط النظام؛ أو حتى توجيه ضربات موجعة له، فهو سيكون في مأمن عن أي تهديد حقيقي وخاصة بعد أن أمّن العاصمة دمشق ومحيطها، بالإضافة إلى أنه يضع ما تبقى من المناطق المحررة في سجن كبير ريثما يتم الانتهاء من الحل السياسي الأمريكي، ليس هذا فحسب بل يمد طاغية الشام بشرايين الحياة بعد أن يتم فتح كل من الطرق الدولية التي تصل بين حلب والعاصمة دمشق وحلب واللاذقية، بالإضافة إلى أنه يهيئ المناخ المناسب ويضع المنطقة في أتون اقتتال فصائلي لا يبقي ولا يذر؛ تحت ذريعة حماية المدنيين المترتبة عن ما يسمى محاربة (الإرهاب) التي ستبقي الباب مفتوحا للقصف الروسي الذي لن يميز بين مدني وعسكري أو بين فصيل وفصيل، وهذا يعني استمرار الضربات الجوية الروسية؛ واستمرار القتل والتشريد... ليس هذا فحسب بل سيسعى الغرب الكافر لسحب السلاح من كافة الفصائل التي لا تخضع للحل السياسي الأمريكي.
وبهذا يتبين أن ما عجز عنه الروس عسكرياً أخذوه سياسياً على شكل اتفاق، وكله برعاية النظام التركي وتحت مسميات إنسانية!! هذا النظام الذي لعب دورا خطيرا للغاية فيما وصلت إليه ثورة الشام؛ وهذا الدور لن يدرك خطورته إلا من تخلى عن الأماني والأحلام، فالنظام التركي يبيع الأوهام ويسوق المنطقة نحو الحل السياسي الأمريكي، وهو كحصان طروادة قد استطاع أن يخترق قيادات الفصائل ويقيدها، ويفتح الأبواب مشرعة للغرب الكافر للسيطرة على كافة المناطق ليعيدها من جديد تحت الاحتلال بواجهة حكومات وطنية ورئيس منتخب!
وحتى ندرك ما آلت إليه ثورة الشام وخطورة ما هي مقدمة عليه؛ لا بد أن ندرك حقيقة الصراع الذي يحاول الغرب الكافر جاهداً صرف النظر عنه، فليست حقيقة الصراع هي على شخص طاغية الشام؛ رغم كل المحاولات الغربية لجعله كذلك، وإنما حقيقة الصراع هي بين الحق والباطل؛ وهو صراع بين الكفر والإيمان؛ صراع بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام، وهذه حقيقة شرعية أكدها الله عز وجل مراراً وتكراراً في كتابه الكريم حيث قال عز من قائل: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وقال سبحانه: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾. هذه هي حقيقة الصراع، وبإدراك هذه الحقيقة ندرك يقيناً أن حصر الصراع في شخص طاغية الشام هو خداع وتضليل، فما معنى أن نستبدل بطاغية الشام طاغيةً آخر؟! وهل لهذا خرجت ثورة الشام وقدمت الغالي والنفيس؟! ولكم في تونس ومصر عبرة...
وبإدراك حقيقة الصراع ندرك يقيناً أننا سنبقى نعاني الظلم والشقاء طالما بقيت هذه الأنظمة الوضعية تحكمنا لأنها صادرة عن الجاهلية بكل معانيها، قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وإن الخضوع لها والإعراض عن شرع الله إنما هو الشقاء بعينه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، فمن أراد طيب العيش والسعادة في الدنيا والآخرة لا بد له أن يدرك هذه الحقيقة جيداً؛ ويعمل جاهدا للعيش في ظل شرع الله من خلال قطع أي ارتباط مع الدول الداعمة من أجل استعادة القرار ومن ثم العمل مع المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده بسند صحيح «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ؛ ثُمَّ سَكَتَ».
وأخيرا لا بد أن ندرك أن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا؛ قد اعتمدوا الحل السياسي كطريقة نهائية لإجهاض ثورة الشام، وإن ما يحدث من اتفاقيات وما يعقد من مؤتمرات إنما هو في هذا السياق مهما اختلفت الأدوات ومهما تنوعت أساليب المكر والخداع، ولا بد أن نعلم جميعاً أن نجاح أمريكا في حلها السياسي؛ يعني تضييع دماء أكثر من مليون شهيد؛ وتضييعاً لكل التضحيات التي ضحى بها أهل الشام على مدى ثماني سنوات...
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2RzgHlQ
- التفاصيل
(يَعِدُهُم ويُمنِّيهم وَما يَعِدُهُمُ الشيطانُ إلا غُروراً)
اتفاق سوتشي بين الحقيقة والتطبيل
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هناك عدد من الحقائق الواضحة والتي يجب أن لا تغيب عن أذهاننا وهي:
- لم يستطع نظام العمالة والإجرام، وحلف اللئام الذي يدعمه يوماً أن يتقدّموا شبراً على الأرض بقوّتهم العسكرية، وإنما حصّلوا جميع المناطق بالهُدن والمصالحات.
- اتخذت الدول التي تكيد لثورة الشام ذريعة حقن الدماء وتحقيق الأمن، لتسويق الهدن والمصالحات مع نظام العمالة والإجرام.
- قام الروس ونظام السفاح بشار ومن يدعمه، بخيانة كل الوعود، والتنكر لكل شروط المصالحات التي لم تحقن دمًا، ولم تصن عرضًا ولم تحفظ كرامةً ولا أرضًا.
- كل الدول الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد والمصالحات شريكة في جريمة التآمر على أهل الشام، وإن اختلفت الأدوار والأوصاف.
- إن قادة المنظومة الفصائلية وشرعيّيهم الذين جعلوا المصلحة العقلية لهم إلهاً، يحللون ما حرم الله على أساسها، هم -بغض النظر عن نواياهم- شركاء في جريمة حرف ثورة الشام عن أهدافها وتخليها عن ثوابتها، وفقدانها لبوصلتها، وتسليمهم قرار الثورة لأعدائها والمتآمرين عليها، حتى وصل بنا الحال إلى ما لا يخفى على أحد من تراجع وانحسار.
اتفاق سوتشي بين الحقيقة والتطبيل:
إن حقيقة اتفاق سوتشي ليس كما يُروج المطبلون لتركيا، المخدوعون بسياسة سلطانها، ولا كما يتوهم الحالمون المخدوعون، بأنها نصرٌ عظيم، وفتحٌ مبين، حفِظَ الدماءَ، وأنقذ إدلب وما حولها من الدمار والخراب، بل هو نعش يُراد أن يُحمل فيه ما تبقى من جسد الثورة، بعد القضاء عليه، إلى مثواه الأخير كما يُخطط الأعداء والمتآمرون علينا، حتى يعلنوا احتفالهم الكبير بالقضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائها، الذين ثاروا على نظام العمالة والإجرام، وعلى ما خلفه من رأسمالية عفنة ونظام دولي مجرم، وتطلعوا إلى تطبيق شرع ربهم وإقامة دولة عزهم، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
- إن اختلاف طريقة القضاء على ثورة الشام واستبدال الأعمال السياسية بالأعمال العسكرية؛ لن يُغيّر من حقيقة سعي الجميع لتحقيق نفس النتيجة وإن اختلفت الطريقة والأساليب، وإذا كانت الغاية التي اتفق عليها الجميع هي موت ثورتنا والقضاء على آخر نفَس فيها؛ فمن الغباء أن نُصفّق لمن يحاول خنقنا بدعوى أنه أرحم بنا من الذي يحاول سحقنا بآلته العسكرية الفتاكة، ومن العار أن نُطبل ونصفق ونمتدح من يلف حبل الموت حول أعناقنا؛ بدعوى أنه أفضل ممن يريد قتلنا بطائراته وصواريخه، فالقتل هو القتل مهما اختلفت أساليبه وطرائقه.
- سوتشي هو كأس الموت الذي يُراد لنا أن نتجرعه مبتسمين، وهو حبل المشنقة التي يراد أن نسير نحوه فرحين ونحن نتغنى بأمجاد قاتلنا العظيم.
- أليس تسليمنا لتحصيناتنا في الخطوط الأولى؛ والتي بذلنا من أجل إقامتها الجهود والأموال والدماء، هو بمثابة تجرع السم القاتل.
- وهل سحب السلاح الثقيل من نصف المحرر باتفاقٍ سياسي يُعتبر ذكاءً من الضامن التركي ونصراً لثورتنا؛ أم هو حبل موت يلتف حول أعناقنا؟!!!.
- هل تسليم الطرقات الدولية (حلب-حماه) و(حلب-اللاذقية) ليُشرف عليها نظام الإجرام والروس والأتراك؛ مصلحةٌ للثورة أم مقتلة لها؟!!!، وهل يرضى نظام سفاح دمشق ومن يدعمه أن يُشارك الثوار بالإشراف على الطرقات الدولية التي تحت سيطرته.
- وهل وجود المنطقة العازلة [15 -20 كلم على طول خطوط الرباط]؛ التي تفصل مناطق الثوار عن مناطق نظام الإجرام؛ ليتوقف عندها الجهاد؛ وتتفرغ بعدها الفصائل للاقتتال؛ الذي تُدق طبولُه وتنعق غربانُه؛ هو نصرٌ عظيمٌ أم شرٌ مستطير؟؟!!!.
- وهل القضاءُ على فكرة إسقاطِ النظام؛ وشعارِ (الموت ولا المذلة)؛ الذي صدحت به حناجر أهل الشام نابعا من قناعتها، ليحل محله الرضى بعيش الذل والهوان والعودة إلى حظيرة نظام القتل والإجرام ليحكمنا بالكفر؛ ويسوسنا بالظلم والانتقام، هو فرج نُهلل له؛ أم عيش ذلٍّ وهوان نرتضي أن نحيا بظله؟؟!!!.
- أمَا علم المروجون لهذا الاتفاق؛ وما يتضمنه من بنود وأفكار؛ أنَّه يهدف إلى فصل المجاهدين المخلصين عن حاضنتهم الشعبية؛ وتهيئة هذه الحاضنة للوقوع في مستنقع اليأس والاستسلام؛ وبذلك يفقد الثائرون سندهم الطبيعي؛ فيسهل اجتثاثهم والقضاء عليهم، فهل هناك أخطر على الثورة وأبنائها من ذلك الخطر الداهم؟؟!!!.
ولكن الكثيرين يتساءلون عن سبب تحول طبول الحرب التي كانت تُقرع إلى ما نتج عن سوتشي من مقررات منها "مناطق منزوعة السلاح" وإعطاء تركيا الدور الأبرز في إدلب وما حولها، وسنركز على الوضع الداخلي أكثر من الوضع الدولي، حيث تريد أمريكا فرض الحل السياسي على طريقتها، واستخدام إطالة الأزمة لترويض الناس؛ والضغط على الروس من خلال إطالة أزمتهم في سورية، حتى تتوصل أمريكا لإزالة القواعد الروسية من سوريا.
أما بالنسبة للوضع داخلياً:
فقبل انعقاد مؤتمر (سوتشي) أظهر كثيرٌ من الناس استعدادهم للمعركة القادمة؛ وأنها -بإذن الله- ستكون حاسمة تقلب الطاولة؛ وما بعدها لن يكون كما قبلها، وقد برز ذلك في مشاركة الناس في تحصين نقاط الرباط؛ وفي المظاهرات التي خرجت بالآلاف تصرُّ على إسقاط النظام.
هذا النَفَس الثوري والاستعداد للتضحية؛ جعل (أمريكا وروسيا وتركيا) يُدركون أن شنّ معركةٍ جديدة سيكون حماقة يرتكبها الدب الروسي؛ فتشتعل الثورة والجهاد من جديد؛ وتنقلب الطاولة عليهم، خاصة وقد ظهر أن هناك حاضنة شعبية للثورة يجب عزلها عن المجاهدين، وهكذا وجدت تلك الدول أن نزع السلاح من نقاط الرباط؛ و"تليين دفاعات إدلب"؛ خيرٌ من حربٍ طائشةٍ قد تقلب الطاولة، فتحوِّل معركة إدلب من معركة للقضاء على آخر أنفاس الثورة إلى معركة بدء التحرير باتجاه دمشق، و يلخص ما سبق قول أحد المسؤولين الروس: "اتفاق سوتشي يهدف لتليين دفاعات إدلب".
ويحقّ لأهل الشام بعد كل ذلك أن يتساءلوا: هل وقف قائدٌ من قادة الفصائل يوماً مسائلاً (الحليف التركي المزعوم) عن خروقات اتفاق أستانة وتهجير الناس من ديارهم؟؟!!! .
يحق لهم أن يسألوا لماذا سقطت مناطق خفض التصعيد واحدة تلو الأخرى؟؟؟؛ والضامن إما مشاركٌ في قتلنا أو مباركٌ لهذه المشاركة.
يحقّ لأهل الشام أيضاً أن يَسألوا (القادة): ماذا بشأن أصابعكم التي قلتم إنها ستبقى على الزناد؟؟!!! ألم تتعهدوا منذ [اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الشاملة في 29-12-2016] أن "أصابعكم ستبقى على الزناد"؟؟؟، فهل لا زالت على الزناد؟ أم أن "الخدر" قد أصابها فقررتم معالجة ذلك بتوجيه بنادقكم باتجاه صدور إخوانكم؟!!!.
هذا واقع الحال وأس الداء فكيف يكون العلاج والدواء:
- قطع العلاقات مع الدول المتآمر سواء تلك التي تدعي صداقتنا أو تلك التي تجاهر بعداوتنا.
- إدراك مدى الإمكانيات التي نملكها؛ والوعي على ضعف أعدائنا؛ وعدم الوقوع في اليأس وفيما يروج له أعداؤنا من أن الثورة انتهت ونظام السفاح قد انتصر، والإيمان بأننا نأوي إلى ركن متين عندما نتوكل على الله وحده.
- الاعتبار والاتعاظ بحوادث التاريخ القديمة والحديثة؛ وتذكر ما حلَّ ببغداد من دمار بعد الاستسلام للتتار، وما حلَّ بأهل "سربرنيتشا" من قتل واغتصاب من قبل الصرب الأشرار؛ عندما وثقوا بوعود الأمم المتحدة وقواتها الدولية ورضوا أن يسلموا أسلحتهم لهم؛ ليُسلموهم بعد ذلك للصرب يُمعنون بهم ذبحا واغتصابا.
- رفض كل الحلول التي يطرحها علينا الآخرون؛ حيث يتم تخييرنا بين طريقتين للقضاء علينا وعلى ثورتنا، إما القصف والقتل والتدمير؛ أو الاستسلام والخنوع والرضا بالعودة إلى حظيرة نظام الطاغية من جديد.
- إيماننا أن الحل الصحيح يكون منبثقا من عقيدتنا؛ وهو ما يُوجبه علينا ربنا من العمل؛ معتمدين عليه متبعين ما أمرنا به؛ غايتنا بعد التوكل على الله نصرة دينه، وإعلاء كلمته؛ والعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- لن يصلح أمرنا إلا بما صلح به أمر أسلافنا؛ وذلك باعتصامنا بحبل الله كما اعتصم من قبلنا ليؤلف الله بين قلوبنا ويوحد كلمتنا ويمن علينا بالنصر والتمكين؛ وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله، ونحقق خلاصنا الحقيقي ونعود من التيه والضياع الذي أوصلنا إليه اعتمادنا على غير الله؛ ومحاولتنا إرضاء غيره من شرق وغرب، اتبعنا سبيلهم واستضأنا بنارهم، فأضلونا عن سبيل الهدى والرشاد؛ وأوردونا المهالك.
- لن تجتمع كلمتنا ولن يتوحد صفنا؛ إلا إذا تبنينا المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا "مشروع الخلافة الثانية على منهاج النبوة"، فلنجدد عهدنا صادقين مع الله؛ ولنضع أيدينا بأيدي إخواننا العاملين من أجل نصرة دينه وحملة مشروعه؛ ولنكن يدًا واحدةً وإخوةً في الله، نعمل متكاتفين كالبيان المرصوص؛ ليس فقط من أجل الدفاع عن إدلب والرضا بعيش الذل والهوان؛ بل نعمل من أجل نصرة دين الله؛ وتحكيم شرع الله؛ وإقامة دولة الإسلام بعد إسقاط نظام القتل والإجرام.
قال تعالى :( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أسامة أبو زيد الشامي
- التفاصيل
خرجت ثورة الشام في العام 2011 بعد خروج ثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن لكن ثورة الشام كانت ذات طابع ولون يختلف عن باقي الثورات؛ فمنذ بدايتها كان الناس يخرجون من المساجد وكانت شعاراتها تتميز عن الشعارات في مصر وباقي الدول العربية. الشعارات التي نادت بها الثورة في الشام كانت شعارات إسلامية فمنذ البداية ردد الناس (هي لله هي لله) و(ما لنا غيرك يا الله) و(قائدنا للأبد سيدنا محمد) وغيرها من الشعارات التي حددت هوية الثورة بأنها ثورة إسلامية وتنادي بالإسلام ليكون بديلا عن النظام العلماني الذي يحكم البلاد في سوريا. وسرعان ما أدرك الغرب خطورة هذه الشعارات على مستقبل حضارته العفنة ففهم من خلال هذه الشعارات الإسلامية أن أهل الشام يتوقون لاستعادة سلطانهم (سلطان الإسلام) فبدأ بالمكر والكيد لهذه الثورة للحيلولة دون تحقيق غايتها بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام.
من المعلوم لدى الجميع أن الثورة كانت في بدايتها سلمية لكن سرعان ما بدأت تتحول إلى مسلحة بسبب بطش النظام ووحشيته مما دفع الناس لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم فأخذت تتشكل مجموعة من الثائرين للدفاع عن أهلهم وحملوا ما يملكون من السلاح الخفيف وبعض الذخيرة القليلة التي إن قارناها بما عند النظام من عتاد وسلاح كانت لا شيء.
لكن معية الله والتوكل عليه وحده دون غيره يصنع المعجزات فبهذا السلاح الخفيف والذخيرة البسيطة استطاع الثوار تحرير ما نسبته 85% من الأراضي السورية وتحقيق إنجازات تعجز الجيوش عن تحقيقها من الاستيلاء على مستودعات الذخيرة والدبابات والمدافع، لكن هذه الانتصارات أخذت لاحقا بالتضاؤل والانحسار، فماذا تغير وماذا جرى؟
في الحقيقة هناك أسباب كثيرة كانت السبب في هذه الخسارة منها:
1- القبول بالدعم المشروط من قبل الثوار ما أدى إلى الالتزام بالخطوط الحمراء التي وضعها الداعم وعدم فتح أي جبهة إلا بأمره فبات قرار السلم والحرب بيد هذا الداعم.
2- عقد الهدن والمفاوضات مع النظام مما دفع النظام للمقايضة على المناطق التي كان يحاصرها وهدنة كفريا والفوعة خير شاهد على ما نقول، فقد عقدت الفصائل في الشمال هدنة مع إيران والنظام تقضي بعدم اجتياح مدينتي الزبداني ومضايا مقابل عدم اجتياح كفريا والفوعة، وما هي إلا أيام قليلة حتى تخلت إيران والنظام عن الاتفاقية وبدأوا بالقصف على الزبداني ومضايا حتى انتهى الأمر بتهجير أهالي المدينتين إلى الشمال، بالمقابل بقيت الفصائل محافظة على الاتفاق وصمتت صمت أهل القبور!
3- المجيء بقادة لهذه الفصائل يسهل التعامل معهم وربطهم بغرف المخابرات الموك والموم.
4- عدم وجود مشروع واضح المعالم لدى الثورة مما دفع لخسارة المناطق الواحدة تلو الأخرى.
5- عدم وجود قيادة سياسية لهذه الثورة مما أدى لصناعة قيادة لها في الخارج تتماشى مع تطلعات الدول التي تسمى بأصدقاء سوريا.
6- الذهاب إلى المؤتمرات الدولية والإقليمية والاجتماعات بعواصم الدول من جنيف إلى الرياض إلى القاهرة إلى مؤتمرات أستانة وسوتشي التي كانت نتيجتها ما يسمى بمناطق خفض التصعيد التي سهلت على روسيا والنظام قضم المناطق الواحدة تلو الأخرى إلى أن انحسرت المناطق من أربع عشرة محافظة إلى محافظة إدلب التي تجمع فيها كثير من المدنيين والمقاتلين الذين خرجوا من مناطقهم بسبب هذه الاتفاقيات.
إن الوقوف على المجريات التي مرت بها الثورة ليس لبث اليأس وروح الهزيمة بل لتدارك الأخطاء القاتلة التي أوصلت الثورة إلى هذا المسار.
وبعد كل الذي جرى ها هي إدلب وكل عيون الأعداء تنظر إليها من دول العالم المجرم لكي يرجعوها إلى حضن نظام الإجرام إما بالعمليات العسكرية أو بالألاعيب السياسية، فلا بد من تدارك الخطر المقبلين عليه ولا بد من اتخاذ الخطوات التالية:
أولا: وجود مشروع واضح يلتف حوله الناس بحيث يكون من عقيدة المسلمين فهو الذي يجمع شتاتهم ويوحد كلمتهم ويبلور أهدافهم.
ثانيا: لا بد لهذا المشروع من قيادة سياسية واعية مخلصة واضحة فكرتها مبصرة لطريقتها توجه الجهود نحو الأعمال التي من شأنها أن توصل الثورة إلى هدفها المنشود.
ثالثا: لا بد من تحديد ثوابت للثورة:
1- إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.
2- قطع العلاقات مع الدول الداعمة.
3- إقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض هذا النظام.
بهذه الثوابت نضمن الحفاظ على الثورة من الانحراف والضياع وتحقيق الهدف المنشود بالنصر والتمكين الذي وعد به ربنا عز وجل حيث قال:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾،
وبشر به الرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
بقلم: الأستاذ محمد حدود
المصدر:https://bit.ly/2piXTdG
- التفاصيل
أكد بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: أن المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المناطق المحررة، لتؤكد على أنّ جذوة الثورة لم تنطفئ في نفوس أهل الشام الصابرين، وأنها لا زالت شعلة متقدة، ولا زالت ثابتة ثبوت الجبال الراسيات. وأضاف البيان محذرا: من الوقوع في الأخطاء القاتلة نفسها التي تم الوقوع فيها سابقاً، والحذر كل الحذر من أن يُتَّخذ أي قرار رهناً لمصالح الدول الفاعلة على الساحة السورية، بذريعة عدم إغضابها في محاولة للحصول على سراب دعمها. وشدد البيان على: أنه لا بد للحراك الشعبي الجديد أن يحصِّن نفسه من الانحراف، حتى لا تضيع التضحيات العظيمة التي قدمها أهل الشام سدى وذلك: بوجود مشروع واضح يلتف حوله الناس بحيث يكون نابعا من عقيدتهم، وتكون المحاسبة على أساسه. ولا بد أيضاً للحراك من قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ توجهه نحو الأعمال التي من شأنها أن توصله إلى أهدافه. ولا بد من التمسك بثوابت الثورة التي تبلورت عبر مسيرتها الطويلة، والمتمثلة بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وقطع العلاقات مع الدول الداعمة، وأن يكون الهدف من كل ذلك هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وختم البيان بالقول: إن مكر الدول الكافرة بأهل الشام الصابرين وثورتهم مكرٌ كبيرٌ، علينا أن نحذر الوقوع فيه بتحصين أنفسنا، والاعتصام بحبل ربنا، والتوكل عليه، والركون إلى ركنه المتين، ففي ذلك نجاتنا وخلاصنا ونصرنا.
جريدة الراية
المصدر: https://bit.ly/2MKop95
- التفاصيل
تدقُّ طبول الحرب مرةً أخرى في سوريا، حيث إن قوات بشار الأسد ونظرائه في موسكو وطهران يستعدون لما يبدو أنه المرحلة النهائية في هذه المعركة التي دامت 7 سنوات. فهناك الآن أخبار يومية تتداول الغارات الجوية وتحركات القوات وانتقاد تركيا للهجوم المستمر والتهديد الأمريكي للتدخل في حال استخدام الأسلحة الكيميائية. فقد قدم جميع المشاركين في هذه المعركة روايتهم الخاصة لإخفاء نواياهم الحقيقية ولإظهار خلاف ما يقومون به فعلاً. نحن نعلم أن الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب وهذا يجعل الأمر أكثر أهمية في فصل الحقيقة عن الخيال.
لطالما قام أردوغان وأعوانه بأعمالهم بمساعدة الجماعات المعارضة للدكتاتور بشار الأسد. قامت تركيا منذ الأيام الأولى للثورة بإيواء منشقين من الجيش السوري وتدريبهم وتسليحهم قبل إعادتهم إلى الجيش السوري الحر. فمن خلال عملية شاه الفرات ودرع الفرات أقامت تركيا وجودًا عسكريًا في شمال سوريا وفي إدلب، كما أن لها قواعد متعددة (على الرغم من أنها تسمى بمراكز المراقبة).
ولكن على الرغم من هذا الوجود فإن تركيا لم تقم إلا بالقليل لمساعدة الجماعات المعارضة أو المسلمين في سوريا ضد النظام. لم تدعم تركيا بتاتاً أي مجموعات معارضة بالأسلحة الثقيلة والتي من شأنها أن تحدث فرقا، أو صواريخ أرض جو ولكنها تستخدمها لتحقيق أهدافها الضيقة الأخرى. في معركة حلب أجبرت تركيا الجماعات المعارضة التي دعمتها على مغادرة المدينة والقتال في عملية درع الفرات في المناطق الكردية الشمالية، مما أضعف رد الثوار في حلب مما أدى إلى سقوط المدينة. وفي وقت سابق دفعت تركيا الثوار في إدلب إلى قبول اتفاق تهدئة كانت قد تفاوضت عليه مع روسيا وإيران.
كما أصرت تركيا على أن أي حل عسكري لإدلب سيكون كارثة، لكن ليس لأنه سيؤدي إلى القتل الجماعي للشعب ولكن لسبب آخر كشف عنه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في اجتماع يوم الجمعة 14 أيلول/سبتمبر مع ممثلي فرنسا وألمانيا وروسيا، فقد كشف كالين أن "الهدف المشترك للجميع هو أن الحل يجب أن يكون سياسيًا وليس عسكريًا". وقال كالين إن هناك إجماعًا عامًا على أن عواقب أي هجوم محتمل على إدلب ستكون خطيرة جدًا وستتسبب في أزمات إنسانية وموجة جديدة من الهجرة، وأضاف: "بالطبع لن تؤدي موجة الهجرة الجديدة إلى إثقال كاهل تركيا فحسب بل قد تتسبب في سلسلة جديدة من الأزمات من هنا إلى أوروبا". إن قلق تركيا يتعلق بالهجرة التي ستؤكد حقيقة أن مسلمي سوريا يذبحون. وما يؤكد هذا هو الغارات الجوية الروسية التي تخفف الأهداف البرية للغزو البري الوشيك.
وقد جمعت روسيا أسطولًا بحريًا قبالة الساحل السوري يضم 25 سفينة وطائرة مقاتلة والسفينة الحربية مارشال أوستينوف. الأسطول هو ظاهريًا يشارك في التدريبات. لكن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين قد اعترف بأن التدريبات كانت مرتبطة مباشرة بإدلب. إن قاعدة روسيا البحرية سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم تبعد أكثر من 600 ميل عن سوريا وبين شبه جزيرة القرم وسوريا وتركيا. كل هذه الآلات الحربية أبحرت عبر البوسفور للوصول إلى سوريا. على الرغم من سماح تركيا لها بالمرور إلا أن القادة الأتراك يصرون على أنهم يدعمون الثوار! ويدعم قادة تركيا الأهداف العامة للقوى الأخرى في سوريا على الرغم من الاختلافات في تفاصيل العمليات.
وأكثر ما يمكن للولايات المتحدة حشده بشأن المذبحة القادمة كان من خلال مؤتمر صحفي في القدس حيث كشف جون بولتون: "نحن قلقون بشكل واضح من احتمال أن يستخدم الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى"، كما قال بولتون. "حتى لا يكون هناك أي ارتباك هنا: إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية فسوف نرد بقوة، ويجب أن يكونوا قد فكروا في هذا الأمر منذ وقت طويل". استخدمت روسيا وإيران والأسد أساليب الحصار والتجويع والاستسلام. وكذلك استخدموا التكتيكات والاستهداف العشوائي للمستشفيات والمدارس والبنية التحتية، لكن المسؤولين الأمريكيين يمكنهم فقط أن ينتقدوا الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية، التي شكلت حلقة مفرغة عندما استخدمها النظام عدة مرات، والولايات المتحدة فقط هددت ولم تفعل شيئًا للنظام. إذا كان هناك أي شك فبعد سبع سنوات من الحرب كانت هذه هي السياسة الأمريكية - انتقد النظام ولكن لا تفعل شيئًا، وهو في أي سيناريو هو الدعم الضمني والغطاء لإعادة العمل.
بالنسبة إلى استعادة بشار الأسد فإن إدلب ستكون انتصارا دعائيا ضخما، فعلى الرغم من خسارته معظم البلاد في عام 2015، إلا أن ذلك سيعني أنه قد استعادها تقريبا مرة أخرى وسيستخدم ذلك كرمز لأنظمته الشرعية. كما تطرح سوريا وإيران وروسيا دعاية بأنهم يحاربون (الإرهابيين) في محافظة إدلب لتغطية جرائمهم. وفي الوقت نفسه يقول الأسد بأن سوريا وتركيا لديهما أهداف متعارضة، حيث يتهم الأسد باستمرار أردوغان بدعم الجماعات (الإرهابية) ويحاول تطوير روايتهم "نحن وهم". في حين إن أردوغان والأسد لا يناقشان العديد من القضايا، إلا أنهما على نفس الصفحة حول الجماعات المعارضة (الإرهابية) ولكنهما يختلفان فقط حول طريقة التعامل معها.
لكن إعادة إدلب لن يكون عملا سهلاً. سيكون الأمر أصعب وأكثر تعقيدًا من العديد من الحملات الأخيرة الأخرى في جنوب البلاد. إنها منطقة أكبر بكثير من المناطق في الجنوب، مثل درعا والغوطة الشرقية والقنيطرة، التي استولى عليها الجيش السوري في الأشهر الأخيرة. وهي أكثر كثافة بالسكان المعارضين لأن العديد من عمليات وقف إطلاق النار التي توسطت في الجنوب سمحت بمرور المعارضين الآمن من هذه المناطق إلى إدلب. سيتعين على الأسد مواجهة عدد أكبر بكثير من المقاتلين في إدلب مما كان عليه في المعارك في جنوب سوريا، مما يجعل القتال أكثر دموية وأكثر تكلفة وأقل قابلية للتنبؤ. على الرغم من أن الأسد قد أعاد مؤخرًا تثبيت قبضته على أجزاء كبيرة من البلاد، إلا أن شريحة كبيرة من جيشه غير قادرة على القيام بعمليات هجومية لأنها تستخدم بشكل أساسي في مهام الحماية. وهذا يعني أن الخسائر الكبيرة التي يمكن أن يتكبدّها الجيش السوري ستكون بين صفوف الأسد الأكثر خبرة والمدربة تدريباً جيداً - الأمر الذي قد يشجع الثوار على تحدي النظام في مناطق أخرى، مع العلم بأن موارده ستصل إلى أقصى حد.
في الختام لقد سلب مستقبل سوريا إلى حد كبير من يد الشعب السوري. حيث تتنافس كل القوى الإقليمية والقوى العالمية المحيطة على السيطرة على الأراضي كوسيلة لتحديد التسوية النهائية لهذا النزاع المستمر منذ 7 سنوات والحفاظ على نفوذها داخل الدولة. إنه لمن العار أن نرى العالم الإسلامي يساعد في التحريض على المذبحة الوشيكة لإدلب. في طليعة هذه الخيانة تركيا، بلد تآمر سرا مع روسيا وأمريكا لجعل تدمير إدلب حقيقة واقعة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/55001.html