press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

maqal230418

لقد قامت حركات عديدة بمحاولة إنهاض المسلمين، بعد أن هدم الكافر المستعر دولتهم، ومزق كيانهم الى دويلات صغيرة، واستعمرها حينا من الزمن؛ ثم نصّب عليها حكاما نواطير لنظامه العفن ، وحراسا لمصالحه ، مهمتها المحافظة على عبودية الأمة للكافر المستعمر ، والقضاء على كل محاولات الأمة للتغيير، وذلك من خلال البطش والقمع . ولكن هذه الحركات التي قامت بمحاولات النهضة ، كانت تفتقد الى مقومات النجاح ، وتحمل بذور فشلها في داخلها بمعزل عن ممارسات الحكام القمعية وتسلط أجهزتها البوليسية والمخابراتية التي نشرت الرعب وكممت الأفواه .
فهذه الحركات السابقة ، و التي نشهدها اليوم ونعايشها أيضا ، لم تكن حركات وأحزاب مبدئية تتبنى مشروعا محددا ، وأفكارا مبلورة ، وتتخذ لنفسها طريقة مستقيمة من جنس فكرتها ، بل قامت على أفكار عامة وشعارات غير واضحة ، واتخذت طريقة ارتجالية ملتوية حسبما يسمح لها الواقع بذلك .
ولم تكن تهدف لتغيير الواقع تغييرا جذريا انقلابيا ، بل لجأت الى محاولات الإصلاح و الترقيع ، وعمدت الى مشاركة الأنظمة الحاكمة ، والدخول بلعبتها الديمقراطية ، وطرح ما يمكن أن يكون مقبولا من هذه الأنظمة ، أو ما هو تحت السقف الذي تسمح به هي وأسيادها من دول الغرب الكافر .
فمن هذه الحركات والأحزاب من اتخذ المشاركة في الحكومات الفاسدة العميلة أسلوبا للتغيير حسب زعمه، و منها من ظنَّ أن الدخول في البرلمانات أسلوبا للتغيير ، ومنهم من جعل الفرد هو الأساس ، وركز جهده على إصلاحه وفق مقولة " أصلح الفرد يصلح المجتمع " متجاهلا طبيعة تغيير المجتمعات ، وأنها تختلف عن طبيعة تغيير الفرد ، ومنهم " كحزب النور السلفي " جعل المداهنة للحاكم سبيلا للتغيير والإصلاح كما يزعمون .
ومنها من اتخذ العمل المسلح والتغيير المادي أسلوبا لتغيير الواقع ، وأراد فرض رؤيته الجزئية – إن كان يمتلك رؤية – بالقوة والتغلب . متغافلا عن الطريقة الصحيحة التي بينها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو يسعى لإقامة دولة الإسلام التي أقامها في المدينة المنورة .
فكان لابد لنا من اتباع طريقة رسولنا الكريم محمد ابن عبد الله ، عندما قام بمحاولة تغيير مجتمع مكة ، وتحويله الى مجتمع إسلامي ، فهو صلى الله عليه وسلم رفض مشاركتهم في أنظمتهم ، بل أنكر عليهم ، وسفه الهتهم وعاب عليهم تقاليدهم. و قام عليه الصلاة والسلام بإيجاد جماعة أي حزب ، و حدد طريقته وهدفه وغايته ،وبدأ يسير بهم على بصيرة كما أوحى له ربنا جلا وعلا ، وصحابته الكرام يترسمون خطاه دون الحيد عنه قيد شعرة ،و قد لاقوا في سبيل ذلك الكثير من العذاب ، فلم يجعلهم ذلك يتنازلون عن فكرة واحدة من أفكارهم ، ولم يجعلهم يحيدون قيد أنملة عن طريقتهم التي شرعها لهم ربهم ، وبقوا على ذلك حتى منَّ الله على رسوله وعليهم بأنصار المدينة أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقاموا دولة الإسلام وفتحوا بعدها الأمصار والبلدان .
إن المبدأ الإسلامي الذي أعزنا الله به من قبل ، فحوَّل العرب من قبائل متناحرة تتقاتل من أجل ناقة أو جمل ، ويتلاعب فيها الفرس والروم ، هو المبدأ الذي سينقذنا مما نحن فيه من تشرذم وتشتت وضياع وهوان على الناس ،
فلا بد لنا إن أردنا العزة والكرمة والفوز في الدنيا والآخرة ، أن نعود اليه من جديد نسعى لإقامة دولته التي تجعله واقعا مجسدا في الحياة ، وفق طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والتي تجمع الركائز الثلاثة لقيام الدولة وهي حملة المشروع الذين يجمعنا ، والذين تبلور عندهم ، فحملوه بكل تصميم وثبات صافيا نقيا وفق طريقة مستقيمة ، و الحاضنة الشعبية التي وجد فيها الرأي العام المنبثق عن وعي عام ، فكانت لذلك سندا طبيعيا لحملة المشروع ولأنصاره ، ومن ثم أنصار المشروع ، وأنصار حملته من أهل المنعة والقوة ، الذين يكونون كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة و غيرهم من الأنصار المفلحين .
ونحن في ثورة الشام أدركنا نتيجة سيرنا على غير هدى دون أن نتبنى مشرع الإسلام العظيم ، وكيف أن تضحياتنا كانت في خدمة الدول المتآمرة علينا ، الذي تريد النصر لمشروعها ، والمحافظة على نظام الكفر العميل الذي ترعاه .
وأدركنا النتائج الكارثية لمن أرادوا أن يفرضوا رؤيتهم المحدود بالقوة ، حتى لو زعموا أنها إسلامية .
ورأينا أولئك الذين وثقوا بأعدائهم وسراب وعودهم القاتلة ، وأولئك الذين سلكوا طريق الهدن والمصالحات مع من ثاروا عليه ، كيف هُجٍّروا هم وأهلوهم في البلاد ، وانتُزِع منهم السلاح ، ولن ينالوا إلا الخزي و الحسرة والندامة .
إن امتلاكنا – وخاصة في ثورتنا - المشروع المحدد الذي ينبثق من عقيدتنا ويدفعنا الى تغيير الواقع الذي نعيش فيه تغييرا جذريا ، لا مجال فيه للمساومات ولا لأنصاف الحلول ، ويجعلنا نعرف ما نريد ونسعى له بكل طاقاتنا ، يحفظنا - ما دمنا متمسكين به - من كل محاولات التضليل ، التي تهدف الى تضييع أهدافنا ، وحرف بوصلتنا ، وتغييب ثوابتنا ، والقضاء على ثورتنا .
وإن تبنينا لطريقة واضحة مستقيمة من جنس فكرتنا ، هي طريق رسولنا صلى الله عليه وسلم ، هو ما يجعلنا نسير على بصيرة نحو تحقيق أهدافنا ، وتغيير واقعنا تغييرا جذريا ، من هذه الواقع المرير الذي نعيشه ، والذي لا يخفى على أحد الى الواقع المنشود الذي يرضى عنه ساكنو الأرض والسماء .
وعندها فقط نصحح مسارنا ، ونرضى ربنا ، ونصدق الله في قولنا الذي هتفت به حناجرنا
( قائدنا للأبد سيدنا محمد )
قال تعالى : ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ﴿١٠٨ يوسف ﴾

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
أحمد إبراهيم الحسن

maqal200418

• عندما ثار الناس على نظام السفاح بشار في بديات الثورة ، كان أول شيء قاموا به أنهم كسروا جدار الخوف الذي كانت الأجهزة القمعية تسجنهم خلفه ، وتمنع كل واحد منهم من مجرد التفكير بتغيير هذا الواقع المرعب من الظلم والقمع الذي يعيشون فيه .
• وانتشرت الثورة وسقط جدار الخوف وامتلك الناس قرارهم وهتفوا ملء حناجرهم بشعارات تنبع من داخلهم ثم تنبثق من عقيدتهم معبرين عن إرادة التغيير ، الذي كانوا على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيقه .
• كانت الثورة شعبية قوية تشمل كل شرائح المجتمع اندفع الجميع من أجل انجاحها فكانت أملا للمظلومين والمقموعين والمضطهدين ، والمتطلعين لاسترجاع كرامتهم وكرامة الأمة وإقامة حكم الإسلام الذي يعيد للأمة عزتها ويحقق تحريرها من الاستعباد الداخلي والخارجي .
• بعد عسكرة الثورة ونشوء الفصائل ، أخذت الفصائل تعتبر نفسها هي الممثل الأول ويكاد يكون الوحيد للثورة ، وقد عزز ذلك عقلية التسلط وفرض الرؤيا بالقوة من جهة ، وعدم امتلاك مشروع محدد ، بل مجرد وجهات نظر جزئية محدود ، وتطلعات للسيطرة المناطقية عند قيادات الفصائل التي سيطرت عليها النظرة الضيقة ، وتملّكها غرور القوة ، وغاب عنها عقلية الرعاية ، ولم تدرك أن الحاضنة الشعبية هي السند الطبيعي الذي يجب أن تحافظ عليه .
• هذه العقلية وتلك التصرفات ، التي عززها غياب الوعي والانحراف عن الهدف الأساسي للثورة ، ومحاكاة الأجهزة القمعية التي ثار الناس عليها ، من حيث انشاء الأمنيات التي حاكت تصرفات الأجهزة القمعية عند نظام السفاح ، وتسلطت على الناس ؛ ومن حيث التصرفات التسلطية القمعية غير الواعية للكثير من حملة السلاح ، كل ذلك أدى الى حصول الفصل بين الحاضنة الشعبية من جهة ، وبين المنظومة الفصائلية بتركيبتها السائدة من جهة أخرى ، وأصبح من يُفترض أن يكون أملا للناس سيخلصهم مما كانوا يعانونه من بطش وظلم وقمع ، هو مصدر ظلمهم وقمعهم .
• كل ذلك ترافق مع ظروف قاسية عاناها الناس من قصف وقتل وتدمير وتهجير ، أدى الى زعزعة فكرة الثورة في نفوس كثير منهم ، وأدى الى اعتزال الكثيرين العمل الثوري ، وزرَع اليأس من إمكانية التغيير المنشود الذي كانت الناس تراه حتميا في بدايات الثورة ، مما جعل المنظومات الفصائلية تتمكن من سلب إرادة الناس من جديد الى حد ما .
• هذه التصرفات الفصائلية الأمنية والقمعية أدت الى سلب أرادة الناس ، وقتل الأمل في نفوس الكثيرين منهم ، ومكنت قيادات المنظومات الفصائلية في ظل غياب محاسبة الناس من الانحراف ببوصلة الثورة الى الاقتتال فيما بينها حينا ، والى التنازل عنها وبيعها في سوق المفاوضات والمؤتمرات حينا آخر . لأن الثورة فقدت قوتها الشعبية الفاعلة والمؤثرة عندما تخلت الحاضنة الشعبية عن فاعليتها ولم تعد تثق بقدرتها على التغيير والتأثير .
ولن يتم انقاذ سفينة الثورة من هذا المنزلق الخطير إلا بتحقيق الأمور التالية :

1 - إن تتبنى الثورة مشروعا محددا ينبثق من عقيدتها يبلور لها أهدافها ، ويركز ثوابتها ويجمع شتاتها
2 - أن تتخذ قيادة واعية حاملة للمشروع ، تبصر طريقها وتسير بالثورة نحو أهدافها ، وتعي على مخططات الدول المتآمرة ومكائدها .
3 - أن تعود الثورة من جديد لتشمل كل شرائح المجتمع ، وأن تأخذ الحاضنة الشعبية دورها الفاعل في نصرة المشروع وحملته وأنصاره ، وفي محاسبة المنحرفين عن نهجه ، وبذلك تستعيد سلطانها الذي فقدته من جديد .
إن المصير واحدٌ والمسؤولية كبيرةٌ ، وليس الواجب في انقاذ سفينة الثورة على فئة دون أخرة ، بل هو مسؤولية الجميع ، ويجب أن يقوم كل منا بما هو واجب عليه ، فنمتلك قرارنا ، ونتوكل على ربنا ونعتصم بحبله ، ونقوم بما أوجبه الله علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذلك ننجو جميعا من الواقع الذي نحن فيه ، لنحقق خلاصنا ونصرنا وعزنا ، وما ذلك على الله بعزيز . قال تعالى :
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) ( القصص 5 )

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب

alrayah110418

إن طبائع الشعوب وصفاتها هي التي تضع دولها في مراكزها السياسية، فتبوّئها مواقع الصدارة أو تهوي بها إلى الحضيض. والواجب أن تكون النظم السياسية هي التعبير الحقيقي عن رغبة الشعوب في أن تُحكم بهذه الطريقة أو تلك، وأن تتوجه سياسياً بهذا الاتجاه أو ذاك. فإذا حدث وكان هنالك خلل ما في قمة هرم التنظيم المجتمعي، وهو قيادة المجتمع السياسية، ولم تقم القواعد الجماهيرية بالتغيير عليها وإصلاح هذا الخلل، فهذا يعني أن الخلل كامن في تلك القواعد الجماهيرية لا غير.

وإنّ صمت أهل الثورة في سوريا اليوم على جرائم قادة فصائلها لدليل سافر على أحد أمرين: فإما على رضاهم بهذه الجرائم، وإما على خشيتهم من التغيير على المجرمين، وكلا الأمرين مؤشر خطير إلى الخطأ الذي تنطوي عليه جماهير الثورة وتحمله في أحشائها. فالله أوجب على الناس إنكار المنكر عندما يرونه، والتغيير على مرتكبه كائناً من كان، وإن تحملوا في سبيله المتاعب والمشاق. وإلا فما وظيفتهم في الحياة؟! التكاسل والتقاعس والاسترخاء والخلود إلى الراحة والنوم والنسيان، وكأن مصيبة لم تصبهم؟! وكأن القادة لم يلعبوا بدمائهم، ولم يبيعوا تضحياتهم، ولم يسمحوا للمجرمين بالتقاط الصور التذكارية مع حرائر المسلمين؟!
يمراليوم شهران كاملان على بداية الاقتتال بين الفصائل لدينا في الشمال الذي لا يزال محرراً، في ظل صمت مريع عليه من المدنيين! فهل هم موافقون فعلاً على استمراره ومتحزبون متخندقون مع أطرافه؟! أم أنهم دافنون رؤوسَهم في الرمال غير مبالين، ويظنون أنفسهم غير معنيين؟! أليست الثورة التي تُقتَل هي ثورتهم، والجنود الذين يُقتلون هم أبناؤهم؟! أم أنهم باتوا يخشون قادة الفصائل وأرتالهم، وكأن الذين ثاروا على جيش النظام هم أناسٌ غيرهم؟!

إن من أعظم مشاكل الثورة اليوم هو عدم تقدير المدنيين لأنفسهم حق قدرها في هذا الصراع، وظنّهم أنهم في مقابل العسكريين لا شيء، بينما الحقيقة تقول: إن العسكريين بدونهم هم الذين لا شيء. وهذه حقيقة يعرفها السياسيون ويجهلها المدنيون ويتجاهلها العسكريون. فالمدنيون هم حاضنة الثورة وفصائلِها، وهم من يقررون مصيرها ويحسمون أمر توجّهها. فإذا منع المدنيون أبناءهم من الاقتتال فبمن سيتقاتل قادة الفصائل؟! وإذا حيّد المدنيون مدنهم وقراهم ومنعوا مرور الأرتال منها وحدوث الاشتباكات فيها فأين سيتقاتل قادة الفصائل؟! ثم لماذا يتقاتل أصلاً قادة الفصائل؟! أليس لأجل الإجهاز على الثورة التي أنتجت هذه الفصائل ثم تسليم البلاد والعباد للمجرمين؟!

إنه لوضع مخز حقاً يدفع العقلاء إلى الانزواء خجلاً من جرّاء ظهورنا بهذا المظهر بين الأمم والشعوب. ثورة خرج أهلها من المساجد ونادوا "هي لله" وطالبوا بتحكيم الشريعة وإقامة الخلافة... ثم نرى قادتها بعد سبع سنين يجرّونها من خزي إلى خزي أكبر، ومن عار إلى عار أعظم، ثم لا محاسب لهم من الناس ولا رقيب... فهذا يفاوض في جنيف وذاك يهادن في الفوعة والثالث يصالح في برزة والرابع يتآمر في أستانة والخامس يسلّم حلب والسادس ينام على حذائه في سوتشي... أية مهازل تقومون بها؟! وأي شعب ثائر تمثلون؟! وعندما نسأل جنود الهيئة لماذا أدخلتم الأتراك؟ يقولون لأننا لا نستطيع قتالهم، وكي لا يُدخلهم الأحرار، الله أكبر! أية صفاقة ووقاحة هذه؟! لأنكم لا تستطيعون قتالهم تدخلونهم بحمايتكم؟! فأين المبادئ والثوابت، ثم ما أخبار الطواغيت؟! هل أصبحتم تتسابقون على منصب التعامل معهم؟! وتتقاتلون كي يثبت أحدكم للغرب الكافر أنه الأقوى وأنه الأجدر بخدمتهم وخيانة الأمة؟! وكل ذلك يجري والمدنيون كأن على رؤوسهم الطير، أو كأن هذه الأحداث الفظيعة تحدث في عالم آخر؟!

وأخيراً قد نلوم أنفسنا على بعض القسوة، لكن علّ قوة الطَّرق توقظ أسماعاً نائمة وتنبه قلوباً غافلة، وتدفع رجالاً مخلصين للتشمير عن ساعد الجد، والتكاتف والتعاون والعمل الحثيث لإعادة ثورتنا البريئة إلى نهجها القويم. اللهم بلّغ عنا واجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، وانصر دينك بنا وانصرنا على من عادانا، وولّ علينا خيارنا ولا تولّ علينا شرارنا، وخذ بيدنا إلى تحقيق مرضاتك إنك أنت السميع المجيب.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد، بتاريخ الأربعاء 11 نيسان/إبريل 2018م
المصدر: https://bit.ly/2GQy2AU

maqal180418

لعل كثيرا من الكلام قد تم الحديث عنه بخصوص ثورة الشام وما آلت إليه أحوالها، وقد يصل بعض الأحيان القارئ إلى الضجر من تكرار الأحداث والسرد للوقائع من باب أنها أصبحت معلومة للجميع، ولكن هل هذا يكفي...؟

نعم قد تم تكرار التفاصيل مرات عدة ولكن التجاوب والاستجابة لم تصل للمستوى المطلوب فليس المقصود هو الخبر وإنما الأفعال، فإن لم تقد الفكرة لسلوك فهذا معناه أنها لم تتجاوز كونها معلومات فقط تكون فائدتها أنها تذكر في المجالس والجلسات فقط... لذلك لزم أن تعاد الفكرة وتطرح مرات ومرات ويتكرر الحديث عنها مرة بعد مرة لأجل أن تتركز وينتج عنها سلوك يفضي لتحرك يكسر حاجز قد بني ليحول دون ذلك.

فما دام مصدر التغيير لا يستجيب مع علمه بمكمن الخلل فدلالة ذلك أن حاله يختلف عما كان عليه قبل أن يكسر حاجز الصمت الذي كان يعيش فيه. لذلك كان لزاما على الرائد الذي لا يكذب أهله أن يذكر مرات ومرات الأمة بواجبها ودفعها لاستعادة سلطانها لتضعه بمكانه الصحيح، لذلك يذكّر بالمشهد العام للثورة وتتكرر الأفكار مرات ومرات كما قطرات المطر حتى تحدث أثراً ويتحقق المقصود.

وسؤال الكثيرين المطروح هو: هل أوشكت ثورة الشام أن يقضى عليها وأصبحت على بعد خطوات من العودة لدائرة حكم النظام الوظيفي في الشام؟

إن الناظر بعين بصيرة لثورة الشام ليجد أنها منذ أيامها الأولى لم تكن بمأمن من المتربصين والخبثاء والمتسلقين والمتلونين وغيرهم من أصحاب الفكر الظلامي والانبطاحيين. فمنذ أن أعلنت ثورة الشام في آذار وحتى هذا اليوم وبعد أن مر عليها سبع سنوات ويزيد من الأيام وهي ما مر عليها يوم لم تكن فيه بين صفيحي ساخن...

فذئاب العالم أجمع تكالبت عليها؛ كل يريد أن ينهش جسدها؛ فمن طامع لأن يكون له موطئ قدم فيها بعد أن قطعت، إلى متأمل أن ينال نصيباً من خيرات بلدها، إلى قذر يرغب أن تبقى تحت مظلته سنين وسنين وما همهم أهلها ولا معاناتهم ولا ما يمارس عليهم، تلك هي علمانيتهم وهذا هو حقدهم...

كان حليفهم في ذلك أنظمتهم الوظيفية التعيسة التي وضعوها بعد أن أسقطوا حاضنة المسلمين وراعية مصالحهم، أنظمة جائرة على رعيتها مطواعة لأسيادها غايتها رضوانهم ليبقوا في مناصبهم ولو كان الأمر بسخط الله، فهذا آخر همهم وما يجول في خاطرهم، أعمتهم الدنيا عما استرعوا عليه فخانوا الأمانة وضيعوها...

فمنذ آذار من عام 2011 وأمواج الغدر والخيانة تلطم سفينة أهل الشام لمنعها من الوصول لهدفها وغايتها المنشودة. لم تترك وسيلة لم تمارس وأسلوب لم ينفذ، وكانت أدوات ذلك فرقة تلبست بلبوس الثورة لخدمة أسيادها فغدرت بأبناء الشام وطعنتهم وساهمت بحرف بوصلة ثورتهم. فمن سياسيين نفعيين علمانيين إلى قادة فصائل عملاء طماعين حتى الوصول لشرعيين وقحين مع الله ونصوصه حرفوها وزينوها برعاية شيطانية لأجل لعاعة من الدنيا لن تدوم ولكنها سبيل وصولهم لجهنم وبئس مثوى الظالمين.

أيام وسنوات مرت على أهل الشام فيها ضنك العيش ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، رافقه صبر صاحبه احتساب الحال لله فعجزت أعتى الدول ومن خلفها عن كسر إرادتهم فكانوا كما قال فيهم رسول الله ﷺ خيرة الله من عباده على خيرته من أرضه.

واليوم وبعد كل ذلك وضح الداء الذي استشرى في هذه الثورة المباركة، فبعد أن كانت ثورة أمة تتضافر جهود أبنائها ليسيروا بخطا ثابتة لإسقاط نظام الغدر والخيانة والعمالة في دمشق أصبحت ثورة فصائل جل غايتها سلطة ومالاً وجاهاً!!

حالة من الحالات التي مرت على أهل الشام وجب تجاوزها في سبيل السير للهدف المنشود الذي قامت عليه ثورتهم بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه. تشبه سابقاتها وتضاف لما برع النظام على القيام به حين يصعب عليه أن يسقط ويكسر إرادة أهل الشام.

هذا ديدن ملة الكفر؛ تسعى جاهدة لوأد أي تحرك للأمة، أدواتها أنظمة الرويبضات التي أوجدت لأجل تلك الغاية، أذون مفتوحة تعطيهم إياها ليستعينوا بأبشع الوسائل لأجل منع أي حركة صحية تسير بالأمة نحو هدفها باستعادة سلطانها المسلوب؛ حتى وإن كانت مواد محرمة دوليا كالكيماوي مثلا الذي استخدم مرات ومرات في الغوطة وخان شيخون ودوما مؤخرا.

وما يُظهر جليا سُخف هذا المجتمع وحكوماته ونياته المقصودة هي ردود الفعل بعد كل مرحلة يستخدم فيها ما يسمونه محرم دوليا، فهم يحاولون قدر الإمكان حفظ ماء الوجه من خلال تصريحاتهم وتلميحاتهم بنية التحرك ولكن أدرك القائمون على ثورة الشام والمشاركون فيها والثوريون أن العالم جله كحكومات غايته واحدة ونيته واحدة وهدفه واحد وإن تنوعت أساليبه؛ وهو منع أن تقوم قائمة لهذا الدين والسعي بكل جهد لأن يبقى لهم نفوذ في بلاد المسلمين وإن كلفهم ذلك قتل الملايين فهذا آخر همهم وهذه طبيعة مبدئهم التعيس.

يا أهلنا في الشام! كنا معكم منذ نعومة أظفار الثورة كثوريين وفاعلين ونشطاء وكنا معكم كجهاز مناعة لكم عندما حاول الجبناء سرقة ثورتكم وكنا بين صفوفكم ونلنا ما نلناه من معاناة وألم، وكنا لكم كما الأم لابنها ترعاه وتحفظه وتصونه وتوجهه لخير الطرق وسدادها. عايشنا معكم كل مراحل الثورة الساخنة والتي لم تخرج يوما من بين صفائح النار وحذرناكم من الغرب الكافر ونيته إجهاضها وأساليبه التي قد يتبعها لأجل ذلك، فكنا رائدا لا يكذب أهله ويصدقه، ونذيرا عريانا في مراحل الخطر الكبير، واليوم وغدا وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وسنبقى رائدا لا يكذب أهله ويسير أمامهم في سبيل الوصول لوعد الله وبشرى رسوله خلافة راشدة على منهاج النبوة.

يا أهل الشام! لا تيأسوا من هذا الحال الذي وصلت له الثورة فإنما هي سنة الله في خليقته أن يسبق الفجر أشد ساعات الظلمة وأن تضيق الحلقات حتى تستحكم ولكن بعدها فجر يبزغ وفرج قادم، فما عليكم إلا الصبر والله، وأن توسدوا الأمر لأهله فقد سقطت كل أقنعة الظالمين.

ثورة الشام اليوم أمام مشهد عظيم وليس هو الوحيد الذي مر عليها، يتربص بها ذئاب البشر في سعي للقضاء عليها ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ولكنه عند الله، فالمطلوب هو عدم اليأس من روح الله والالتجاء إليه والسعي ضمن دائرة طاعته فما النصر إلا من عنده ولكن وجب علينا نصرته وفي حينها ليس الله بمخلف وعده رسله إنه عزيز ذو انتقام.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر) بتاريخ 18 نيسان/إبريل 2018م
المصدر: https://bit.ly/2JW2CuX

maqal080418

إن ما يجري اليوم من سفك لدماء المسلمين الزكية ما هو إلا غيض من فيض في سجل أعداء مشروع المسلمين وحلقة لا تكاد تذكر في مسلسل إجرامهم بحق دماء المسلمين الطاهرة التي لم يشبع منها الغرب الحاقد وأدواته .
مجزة مروعة بكل أنواع الأسلحة وأفظعها القصف بالمواد الكيماوية التي استهدف الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون من الأطفال والنساء من القصف البربري الحاقد من روسيا وميليشيات إيران و حزبها الذين يدعمون نظام القتل والإجرام في دمشق .
كل ذلك بمباركة أمريكية وأممية ، فكلهم في الحقد على الإسلام والمسلمين سواء ، وفي قتل المسلمين شركاء .
ففي الثالث من نيسان استهدف الطيران اﻷمريكي والحكومي في مدينة " قندوز" شمالي أفغانستان حفل تخريج (لحفظة القرآن الكريم) مما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة وخمسين طفلا كحصيلة أولية ، وقد فاقهم ضحايا مجزرة دوما أمس .
(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) .
هؤلاء هم طغاة اﻷرض الذين يتحدثون عن محاربة الإرهاب ويتشدقون بكل حقد ومكر عن ذلك ، ولكن أي إرهاب أكثر من هذا الذي يعجز اللسان عن وصفه بل وتستحي الوحوش الضارية أن تفعله .
زعماء البيت اﻷسود يغزون بلاد المسلمين ويسفكون دماء الملايين من أمتنا ولم ينعتهم أحد بالإرهاب ، والروس الحاقدين وإيران وحزبها وميليشياتها الذين ارتكبوا أشنع المجازر على أرض الشام لم ينعتهم أحد بالإرهاب ، إلا بعض التصريحات الخجولة وبعض القلق المخادع ، هذه الحقائق والوقائع لا ينكرها إلا من أعمى الله بصره وبصيرته .
فالعالم بأسره الشرق والغرب والقريب قبل البعيد يتآمر على أهل الشام وثورتهم خاصة وعلى المسلمين عامة ، يجمعهم حقد على الإسلام والمسلمين وخوف من عودته مجسدا في واقع الحياة عبر دولة تحمله رسالة هدى للعالمين وتحطم عروش الطغاة والظالمين .
فما ترك الروس سلاحا إلا وجربوه على أهل الشام ، وهم يتفاخرون بذلك .
وما أبقى المجوس ميليشيا إلا وأتوا بها لقتل أهلنا في الشام ،
ولم يوفر طاغية الشام وعميلهم الفوسفور ولا الكلور ولا الساريين ولا الكيماوي و القائمة تطول . كل ذلك كي يقضوا على ثورة الأمة و على أبنائها المخلصين.
ولكن وعد الله حق ونصره قريب وبشرى رسوله قادمة إن شاء الله .
يا أمة الإسلام و يا أهلنا في الشام ثباتكم على الحق المبين والنهج القويم و نصرتكم لمشروع المسلمين بات يؤرقهم ويزلزل أركانهم ، وما تعدد المؤتمرات من جنيف وأستانا وغيرها ، إلا برهان واضح على هلعهم مما رفعتموه في ثورتكم من ثوابت وأهداف .
لقد برهن الكفار على حقدهم على الإسلام والمسلمين وكشفوا لكم عن حقيقتهم التي بينها الله عز وجل لكم في محكم تنزيله
فلن ترضيهم مداهناتكم ولا تنازلاتكم ولا تفريطكم بثوابتكم ونكوصكم عن أهدافكم ، ولن يقبلوا منكم إلا الكفر بعد الإيمان و العبودية بعد ثورة العز والكرامة .
فهم ليسوا وسطاء ولا شركاء ولا ضامنون بل قتلة حاقدون على المسلمين في كل مكان .
ولا منجاة لنا في الدنيا و الآخرة إلا بالفرار الى رب العالمين .
ننصر دينه والصادقين من إخواننا حملة المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا نخلص العمل لله والتوكل عليه ونطلب النصر من الله وحده ، لأن النصر بيده عز وجل ، وعده الذين آمنوا من عباده الذين صدقوا الله فصدقهم الله جل في علاه
قال تعالى :
(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم اﻷشهاد) .

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
محمد أبو حذيفة .