press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah100518إن أمريكا هي رأس الشر في المؤامرة الكبرى على أرض الشام، وعلى رأس أهدافها الشريرة في هذه المؤامرة الإجرامية (وأد المشروع الإسلامي العظيم)؛ في إقامة الدولة الإسلامية على أرض الشام؛ حيث جنّ جنونها، وطار صوابها؛ وهي تسمع وترى أهل الشام يُجمعون ويضعون هذا المشروع العظيم في رأس سلم أولوياتهم... فقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق أوباما في مقابلة له مع صحيفة (نيويورك تايمز) 9/4/2014 قال: (لن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما في سوريا والعراق، لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرين على ملء الفراغ..)؛ويقصد بذلك الحلول السياسية الموازية... وفي السياق نفسه ذكر بوتين في 12/6/2017 عندما سئل عن سبب مشاركة قواته في سوريا؟ قال: (إنهم سينشرون الخلافة من جنوب أوروبا إلى آسيا الوسطى.. موسكو لن تسمح أن تكون روسيا دولة الخلافة)... وضمن هذا الهدف الخبيث كانت قرارات مؤتمر فينا2 وجنيف1؛ بخصوص قضية الشام؛ (.. حيث قررت قوى الشر العالمية بقيادة أمريكا وأتباعها السياسيين، وعملائها أن الدولة القادمة في أرض الشام بعد رحيل نظام الأسد هي دولة علمانية تعددية ديمقراطية ترفض الإرهاب وتحاربه..) وبمعنى آخر ترفض قيام دولة إسلامية على أرض الشام!!

وبرغم كل الاختلافات والاجتهادات بين القوى المتصارعة في أرض الشام، واختلاف أشكال مشاريعها السياسية إلا أن الجميع متفقون على مشروع (وأد الإسلام ودعاته)، الساعين لإقامته في أرض الواقع!!

لقد حاولت روسيا من خلال أعمالها العسكرية والسياسية - أن تجعل لها شأنا ومشروعا سياسيا يُشعر أمام شعبها، وأمام المجتمع الدولي بأنها دولة عظمى؛ إلا أن أمريكا - بدهائها ومكرها السياسي - استطاعت أن تجعل كل أعمال روسيا العسكرية والسياسية في خط سيرها، وفي اتجاه بوصلتها المتجهة إلى مشاريعها السياسية في الشام وعلى رأسها - كما ذكرنا - وأد المشروع الإسلامي العظيم. إن أعمال روسيا في الشام سواء العسكرية منها أو السياسية لا تخرج عن سيطرة أمريكا وأدواتها في تركيا وإيران وحزبهااللبناني والنظام نفسه.

إن الأخطر من الدور الروسي (سياسيا) في الشام هو الدور التركي؛ فهو الدور الرئيس والمحوري في كل حدث يجري في الشام، سواء أكان ذلك عن طريق التوجيه السياسي للفصائل المجاهدة، أم كان بتمثيل الفصائل سياسيا في المؤتمرات الدولية والإقليمية، أم كان بالدعم العسكري والمالي في طريق احتواء الفصائل سياسيا.. أم كان بوضع الفصائل تحت جناحها لما هو آت قريبا؛ في مشروع التصفية النهائي، وإنهاء قضية الشام وحسمها نهائيا لصالح مؤامرة أمريكا الكبرى ووأد المشروع الإسلامي.

لكن السؤال هنا: ما هو مصير الوجود الروسي على أرض الشام بعدما بذله من أعمال عسكرية، وما أنفقه من أموال طائلة وما خسره من جنود؟ هل ستخرج روسيا بخفي حنين لا تمسك بشيء، ولا تقرر شيئا؟ ماذا سيحصل لهيبتها الدولية، وبماذا ستقنع الشعب الروسي؟...

إن المتابع لمجريات الأحداث في الآونة الأخيرة؛ وخاصة ما تقوم به أمريكا من مشاريع على رأسها وضع الفصائل جميعا (تقريبا) تحت جناح تركيا.. وفي الوقت نفسه إحراج روسيا والنظام معا بالتنديد دوليا وإقليميا بقسوة الأعمال وشناعتها وخاصة في منطقة الغوطة، والتنديد باستخدام الأسلحة الكيماوية وكثرة القتل والتدمير.. إن الناظر لكل ذلك يرى أن أمريكا قد نجحت في الإعداد لما هو قادم في فرض الحل السياسي على الشاكلة التي وضعتها ورسمتها مسبقا..

والدور الأول والأخير الآن موكول لتركيا في الإعداد العملي على الأرض لهذا الأمر؛ عن طريق الفصائل الموالية وبدعم سياسي مبطن من قبل أمريكا وعملائها عن طريق المؤتمرات الدولية في جنيف وغيرها؛ لأنها - كما ذكرنا - قد هيأت نفسها بدعم دولي وإقليمي لهذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الصراع السوري..

إن المصيبة العظمى، والطامة الكبرى هي أن بعض المسلمين ما زالوا ينخدعون برموز النظام في تركيا؛ رغم كل ما فعلته على أرض الشام؛ من خذلان للفصائل أمام روسيا الصليبية، ورغم مساعيها السياسية في تمهيد الطريق لمشاريع الغرب في الحيلولة دون بروز الإسلام.. وتمهيد الطريق للحسم العسكري والسياسي في الشام.. ورغم تنسيق حاكم تركيا واستقباله لقادة الكفر على أرض الشام؛ أمثال بوتين ممن سفك الدماء الطاهرة ودمر وخرب.. واستقباله لقادة إيران معه ممن كان يتهمهم سابقا بالمؤامرة على الشام... (فعدو الأمس أصبح صديق اليوم) بل شريكا في الحرب على (الإرهاب) كما ذكر ذلك أردوغان في المؤتمر الصحفي مع رئيسي إيران وروسيا في إسطنبول...

انه ليعز على الغيورين من أبناء هذه الأمة أن تسفك دماء المسلمين بيد أبنائها، وأن تصفى قضاياهم السياسية لصالح الكفار أيضا بأيدي أبنائها... ويعز كذلك عليهم ما يجري من سفك للدماء الزكية الطاهرة؛ دون ثأر ولا محاسبة، ولا ردة فعل تشفي صدور المؤمنين... إن هذا كله ليذكرنا أولا: أنه لا يوجد في بلاد المسلمين أحد من الحكام الرويبضات يغار على المسلمين ودمائهم.. ولا يوجد كذلك من يثأر للمسلمين؛ كما كان يحصل في عهد المعتصم وهارون الرشيد وقتيبة بن مسلم وغيرهم.. ويذكرنا أيضا بأن الأمة بحاجة إلى من يغار عليها وعلى دمائها وأموالها.. بحاجة إلى الراعي الأمين، والحامي الرصين وإلى البيضة المنيعة، وإلى الحضن الذي يحتضن كل أمة الإسلام، ويحنو عليها بجناحه الدافئ... إنها بحاجة إلى خلافة راشدة على منهاج النبوة كما كان سابق عزها ومجدها... نسأله تعالى - ونحن في ذكرى هدمها - أن يمن على أمة الإسلام بالنصر والتمكين.


 كتبه لجريدة الراية: حمد طبيب، بتاريخ الأربعاء 9 أيار/مايو 2018م
المصدر: https://bit.ly/2rtS1z6

maqal020518 1

بداية لا بد من العودة بالذاكرة إلى الوراء أي إلى ما قبل  الثورة، حيث كنا نعيش تحت حكم أنظمة قمعية مجرمة، تتلقى الأوامر من الأسياد، ولا تستطيع أن تحرك ساكناً إلا بإذنهم وتحت سمعهم وبصرهم. ونحن شعب مغلوب على أمره، استباحنا الأعداء ومزقوا بلادنا، لقد كانت قلوبنا تتفطر عندما كنا نشاهد أهلنا في  فلسطين و  العراق وبورما وغيرها من البلاد الإسلامية، نراهم يُذبحون ويهجرون وتستباح حرماتهم وأموالهم، ولا نستطيع التخفيف عنهم أو نصرتهم، لأن حالنا ليس بأفضل من حالهم.

لكن كنا نخاطب أنفسنا لأننا لم نكن لنجرؤ على البوح بما في داخلنا، كنا نقول لماذا لا تتحرك جيوش المسلمين في سوريا وتركيا والأردن والسعودية وغيرها؟ أليست الجيوش من أبنائنا، وسلاحهم وذخيرتهم من أموالنا؟ والأصل أن تكون هذه القوة الضاربة هي للدفاع عنا؟ لماذا لا تتحرك هذه الجيوش للدفاع عن دمائنا وأعراضنا ومقدساتنا؟ لماذا لا ينصرون المستضعفين في بورما وفلسطين، ويحررون الأقصى من دنس يهود المجرمين؟!!

لقد أدركنا لاحقاً أن حكام المسلمين وهذه الأنظمة الجاثمة على صدورنا، ما هم إلا نواطير أوجدهم الكافر المستعمر لحماية الحدود، ولقمع أي تحركات تهدد عروشهم وعروش أسيادهم. لكن لم نكن نتصور أنهم سيُجبرون أبناءنا على قتلنا أو قمعنا، ويستخدمون السلاح الذي جمعناه من دمنا، يستخدمونه ضدنا، ويوجهونه إلى صدورنا!! نعم عشنا هذا الواقع المرير، ولم نكن نعرف كيف يمكن تغيير هذا الواقع، بالرغم من النداءات التي وجهها إخواننا في حزب التحرير لنا.

كنا نقول هل يعقل أن يتغير هذا الواقع المرير؟ هل يعقل أن تتحرك الشعوب المقهورة ضد هذه الأنظمة المجرمة؟ أنَّى يحيي الله هذه  الأمة بعد موتها؟! نعم كنا نظن أن أمتنا قد ماتت ولا حياة لمن تنادي، ولكن سرعان ما دبّت الحياة بهذه الأمة ونهضت من جديد، واكتشفنا أن الأمة تمرض لكنها لا تموت. وكما هو معلوم للجميع أنّ أي قوة في العالم مهما بلغت، لا تستطيع السيطرة على ثورة الشعوب. وبالفعل لم تستطع الأنظمة بقضها وقضيضها وإمكانياتها المتطورة، لم تستطع قمع الثورات ولا السيطرة عليها في بداية الأمر لأن الناس قالوا كلمتهم ولن يتراجعوا عنها.

لذلك لجأ الغرب الكافر بمساعدة حكام المسلمين الذين سموا أنفسهم أصدقاء الشعوب، وما هم إلا ألدّ أعدائها، لجأوا بمكرهم إلى احتواء  الثورات في أغلب البلدان وبقيت ثورة الشام عصية عليهم. ولم يعرفوا كيف يتعاملون معها. فقرروا تحويلها من ثورة شعبية إلى ثورة فصائلية ليسهل التعامل معها، وطلبوا من الثوار تشكيل فصائل عسكرية وتكفلوا هم بدعمها وتمويلها بالسلاح والأموال. وكعادته فإن حزب التحرير قد انبرى لهذه المؤامرة وفضحها على رؤوس الأشهاد وحذر  أهل  الشام الثائرين من هذا الفخ العظيم.

كان وقتها تشكيل أي فصيل عسكري ليس بالأمر الصعب فهو لا يتطلب سوى مجموعة صغيرة تقوم ببيان مصوّر تُعلن فيه عن اسم فصيلها، وتقوم بإرسال المقطع إلى غرف المخابرات في الأردن أو تركيا، لتُرسل لهم الدعم لاحقاً. وكان الثوار يتساءلون: لماذا كل هذا السخاء من هذه الدول التي ما شهدنا عليها إلا محاربة الحق وأهله، وقمع أي تحرك يهدد أمنها؟! هل غيرت نهجها؟ هل قررت الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة مع أن شعوبهم نفسها مظلومة؟ وكيف نفهم قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾؟ وماذا نفسر قوله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾؟

هل التبس علينا فهم هذه الآيات، أم أنها آيات قطعية لا تحتمل تعدد الأفهام؟ هنا جاء دور المُشرعنين الذين يزينون الباطل ويزركشونه بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. ولكن الله تعالى سرعان ما فضحهم، وزادت قناعة الناس بسنة الله تعالى وأنها لا تتحول ولا تتبدل، واكتشف الناس سذاجة المرقعين وسذاجة عقولهم القاصرة وفهمهم الخاطئ للإسلام الذي جرّ علينا الويلات.

نعم لقد كنا ضحية هذا الدعم المسموم، الذي أفسد ثورتنا وأعادنا إلى المربع الأول أي إلى ما قبل الثورة، نتيجة الفتاوى المضللة. واستطاع الغرب أن يُسيطر على الثورة من خلال الترويج لبعض الأفكار التي بثها (الشرعيون) وأفسدوا عقول الناس بفهمهم الخاطئ لهذه القواعد "تقاطع المصالح" و"الضرورات تبيح المحظورات" و"ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح" وغيرها...

نعم لقد استطاع الغرب السيطرة على الفصائل التي صنعها على عينه وللأسف. وها هي الفصائل تُهادن وتفاوض، وتسلم المناطق تارة، وتقتتل فيما بينها على حطام الدنيا تارة أخرى، والفتاوى جاهزة تحت الطلب. مما جعل الثورة تلتقط أنفاسها الأخيرة وجعل الناس المظلومين في حيرة من أمرهم، رغم عظيم تضحياتهم التي قدموها، إلا أنهم لم يروا بصيص أمل يلوح في الأفق. وقد فقدوا الثقة بالفصائل التي باتت منفصلة عنهم وبعيدة عن تضحياتهم. وبدأت آثار السُّم تظهر على جسد الثورة. فكان لا بد من البحث عن الترياق وطلب العلاج قبل فوات الأوان.

إنه ومن رحمة الله تعالى ولطفه بعباده، أنه أنزل لهم نظاماً متكاملاً، لم يترك مشكلة إلا وبين علاجها وحلها. فمن تمسك بحبل الله فاز ونجا، ومن أعرض عن شرع الله خاب وخسر. لقد حذرنا الله من طاعة الكفار وبيّن لنا غدرهم فقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾. وقد أمرنا بالاعتصام بحبله المتين فقال سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾.

فالواجب هو العمل بما بين أيدينا من السلاح وهو كفيل بإذن الله لإسقاط النظام إن كان بعيداً عن قرارات الخارج. وقد أمرنا الله تعالى أن نتحرك بوصفنا جسداً واحداً ونهانا عن التنازع لأنه سبب الفشل. وطلب منا أن نسير على بصيرة، نعرف الهدف والطريق الموصل إليه، والخطة التي تمكننا من عدم هدر الطاقات وتضييع الجهود. وقد تكفل إخوانكم في حزب التحرير بكل هذا، وتبين لكم صدق ما قاله الحزب منذ سنوات وتبيّن لكم وعي الحزب على المؤامرات الدولية، وهو لا يزال حارساً أمينا لكم ولثورتكم، وها هو الحزب يُقدم لكم مشروعه السياسي، الذي يُعتبر جسر النجاة لتعبروا من خلاله بثورتكم إلى بر الأمان، فهلمّ ولا تتأخروا فالأمر جلل والمصاب عظيم. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبد اللطيف الحريري بتاريخ 2 أيار/مايو 2018
المصدر: https://bit.ly/2HFxq5I

art290418

أحمد الصوراني، كاتب وإعلامي سوري

نظم حزب التحرير الإسلامي مسيرة حاشدة بتاريخ 22 أبريل/نيسان 2018، جابت شوارع مدينة إدلب شمال سوريا وتوقفت في ساحة الساعة وسط المدينة، وجاءت هذه الفعالية حسب الموقع الرسمي للحزب بمناسبة الذكرى 97 لسقوط الخلافة الإسلامية التي أعلن رسمياً إلغاؤها في تركيا بتاريخ 3 مارس/آذار عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك آنذاك.
ورفعت المسيرة التي شارك فيها المئات من أعضاء الحزب وأنصاره لافتات تدعو لإعادة الخلافة وإحيائها في سوريا من جديد، كما دعا المشاركون لإنقاذ الثورة وتبني مشروع الخلافة وتسليم الحزب قيادة الثورة السياسية معتبرين أن أزمة الثورة السورية تتمثل في قياداتها الحاليين.
هذه المسيرة أدت إلى جدل واسع في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث نقلت صفحة إدلب 24 الخبر وصاغته كالتالي: "مناصرو حزب التحرير" في إدلب يخرجون في مظاهرات يريدون خلافة إسلامية".

"اعتبر البعض أن هذه المظاهرة ستعطي مبرراً لقصف إدلب وجلب آلة القتل الروسية بحجة محاربة الإرهاب والتطرف، معتبرين الدعوة للخلافة هي دعوة لجعل إدلب رقة ثانية" 

https://www.facebook.com/24iidleb/photos/a.499109857154033.1073741828.499047173826968/585273228537695/?type=3&theater

بينما اعتبر البعض أن هذه المظاهرة ستعطي مبرراً لقصف إدلب وجلب آلة القتل الروسية بحجة محاربة الإرهاب والتطرف، معتبرين الدعوة للخلافة هي دعوة لجعل إدلب رقة ثانية. 
وفي رد حصري على هذه المخاوف صرح الأستاذ منير ناصر عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في سوريا لـ "نون بوست": "بعض وسائل الإعلام للأسف أراد تشويه مشروع الخلافة الإسلامية وذلك بتقزيمه عبر تقديم الخبر مُحرّفاً، فالحزب يطالب بالخلافة الإسلامية التي تُوجد في جميع البلاد الإسلامية، ويُبدأ بها في أي قطر من أقطار المسلمين تتوفر فيه الشروط الشرعية لإقامة الخلافة والمُدونة في كتب حزب التحرير وكتب الفقهاء".
وفيما يخص التخوف من استهداف إدلب رداً على مطالبة الحزب بالخلافة أضاف ناصر: " إن هذا الاعتبار مستغرب جداً على من ثار على نظام أسد المجرم، وعرف حقيقة الغرب ومواقفه المُخزية طيلة مسيرة الثورة، فالنظام قبل أيام هجّر منطقة الغوطة وبعدها القلمون، ولم يتذرع لجريمته بوجود دعوات للخلافة ولا برفع رايات العقاب أو غيرها".


تأسيس حزب التحرير وجذوره في سوريا

يظن البعض أن حزب التحرير جماعة انشقت عن تنظيم أخوان المسلمين العالمي، إلا أن أعضاءه لطالما نفوا هذه المعلومة، للتباين الكبير بين منهج التحرير ومنهج الإخوان سواءً الفكري منه أو العملي، إذ تميز الإخوان بالمنهج الإصلاحي مع اعترافهم بالحكومات القائمة، بينما تميز التحريريون بالمنهج الإنقلابي على جميع الأنظمة القائمة في البلاد العربية أو الإسلامية لذلك جوبهوا بالقمع والملاحقة من الأجهزة الأمنية أكثر من الإخوان بكثير.

 "دخل الحزب سوريا منذ ستينيات القرن الماضي وانتشر في عدة مدن سوريا منها دمشق وحلب وحمص وحماة وكان من الأحزاب الملاحقة في عهد الأسد الأب والابن

 

تأسس الحزب عام 1953م في القدس على يد القاضي والعالم الأزهري الشيخ تقي الدين النبهاني وانتشر بعدها في بلاد الشام ومنها سوريا حتى أصبح بعد عقود ثاني أكبر تنظيم إسلامي على مستوى العالم بعد الإخوان المسلمين، وله أفرع في أكثر من أربعين دولة عربية وغربية.
دخل الحزب سوريا منذ ستينيات القرن الماضي وانتشر في عدة مدن سوريا منها دمشق وحلب وحمص وحماة وكان من الأحزاب الملاحقة في عهد الأسد الأب والابن، وتعرض لضربة قاسية في آخر عهد حافظ الأسد عام 1999 حيث شنت المخابرات الجوية حملة واسعة استهدفت كوادره وتم اعتقال 900 من أعضائه ومناصريه منهم عسكريين بعد اتهام الحزب بالسعي للإنقلاب على نظام الأسد، ومع انطلاقة الثورة السورية عام 2011 تم الإفراج عن أكثر المعتقلين بتهمة حزب التحرير وبقيت بعض قياداته في سجون النظام إلى يومنا هذا.​

1

حزب التحرير في الثورة السورية
بعد انطلاقة الثورة السورية بعشرة أيام وبتاريخ 28 مارس/ آذار 2011، بثت قناة الإخبارية السورية تقريراً اتهمت فيه حزب التحرير بالضلوع في أحداث الثورة السورية وذلك انخراطاً منه في تحقيق أجندات أمريكية على حد وصف التقرير

 



ثم بعد أشهر اتهمت الصحف الرسمية للنظام حزب التحرير بإرسال مقاتلين من لبنان للقتال ضد النظام على الأراضي السورية. والواقع أن الحزب انخرط في الحراك الثوري في سوريا منذ بدايته ولكن لم يكن له ظهور علني كحزب سياسي، وإنما شارك أفراده في المظاهرات السلمية وانضموا إلى التنسيقيات في العديد من المناطق وساهم أعضاؤه في تأليب العشائر في درعا ضد النظام بعد أن بدأت المخابرات بقتل المدنيين والتمثيل بجثث الأطفال.
وفي بداية عام 2012 بدأت الرايات السود والبيض بالظهور ضمن مظاهرات نظمها الحزب في ريف حلب الشمالي وحتى برز نشاطه في مدينة حلب بعد دخول الثوار الأحياء الشرقية منها.
يقول منير ناصر: " عندما خرجت الثورة كان الحزب مُوجهاً، وناصحاً أميناً للثورة، وشارك بها باعتباره جزء من هذه الأمة، وهدفنا في سوريا وغيرها من بلاد المسلمين هو استئناف الحياة الإسلامية عبر إقامة الخلافة الراشدة". 


توسع مناطق الانتشار في المناطق السورية المحررة
المتابع لمواقع الحزب الرسمية على شبكة الانترنت وخاصة موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا يكتشف أن نشاطات الحزب توسعت بشكل ملحوظ وأن حراكه يشمل مناطق ريف حلب الشمالي والغربي ومحافظة إدلب وأيضاً في محافظة درعا وريف حمص وريف دمشق ما يعني أن للحزب انتشار وقاعدة شعبية لا يستهان بها.

 "لم يكن لحزب التحرير جناح عسكري وانما اقتصرت أعماله على الأعمال السياسية والفكرية والنشاطات الدعوية التي تحرض على استمرار الثورة ضد نظام الأسد"


حزب التحرير وموقفه من تنظيم الدولة (داعش)
أول ما أعلن تنظيم الدولة "الخلافة" عام 2014 ونصب أبو بكر البغدادي خليفة ضمن مناطق سيطرته، لم يعترف حزب التحرير بخلافة التنظيم واعتبرها لم تغير من واقع التنظيم الجهادي شيئاً، فلم يتعد الأمر مجرد الإعلان، في حين بقي التنظيم تنظيماً ولم يتحول إلى دولة ولم تتوفر فيه مقومات الدولة الإسلامية وكان جراء ذلك أن اعتبر تنظيم داعش أعضاء حزب التحرير خوارج أو مرتدين يستحقون القتل ولذلك أقدم على إعدام أحد أعضاء الحزب في مدينة الباب بعيد سيطرته على المدينة .


علاقة حزب التحرير بفصائل الثورة السورية
لم يكن لحزب التحرير جناح عسكري وانما اقتصرت أعماله على الأعمال السياسية والفكرية والنشاطات الدعوية التي تحرض على استمرار الثورة ضد نظام الأسد وعدم عقد الهدن والمصالحات معه والتمسك بثوابت الثورة، وكانت له عموماً علاقات طيبة مع فصائل الثورة حتى أن بعض الفصائل أعلنت تأييدها للحزب ولمشروعه الذي يطرحه من خلال تسجيلات بُثت على الانترنت



ولكن بعض فصائل المعارضة قد تعرضت لكوادر الحزب واعتقلت بعض شبابه، كما حصل أن مجموعة أمنية تابعة لصقور الشام في مدينة أريحا في ريف إدلب قامت باعتقال 3 أعضاء للحزب من المهجرين من الغوطة وقامت باقتيادهم إلى جهة مجهولة، ولم تُعرف التهم الموجهة للموقوفين وقد أصدر الحزب بياناً استنكر فيه عملية الاعتقال مطالباً صقور الشام بالإفراج الفوري عن أعضائه.


ماذا بعد ظهور حزب التحرير في إدلب؟
يتخوف البعض من أن ظهور حزب التحرير في إدلب ومطالبته العلنية بالخلافة ستكون ذريعة للمجتمع الدولي لاستهداف المحافظة التي أصبحت تضم المعارضين والثوار من كافة المناطق السورية بعد عمليات تهجير قسري تعرض لها عشرات الآلاف من السوريين، وهو ما يُعتبر كارثة إنسانية بحق المدنيين في الشمال السوري، إلا أن المجتمع الدولي ومعه روسيا لم يكن لديهم تلك النوايا المعلنة ولم يصدر أي شيء رسمي بهذا الخصوص يؤكد تلك التخوفات التي لم يكن لها وجود إلا بناء على تكهنات اكتسحت وسائل الإعلام المحسوبة على الثورة السورية.

فالحزب ليس مصنفاً كجماعة إرهابية من غالبية الدول العظمى باستثناء روسيا التي حظرت الحزب على أراضيها، وعاقبت كل من ينتسب إليه من المسلمين الروس بعقوبات سجن طويلة الأمد، ولكن رغم ذلك فإن روسيا والمجتمع الدولي لا ينظرون إلى حزب التحرير كخطر وتهديد إرهابي يمكن أن يكون مسوغاً لشن حملة عسكرية على إدلب، يضاف إلى ذلك أن الفصائل المتواجدة في إدلب ما زالت ملتزمة باتفاق خفض التصعيد والذي من شأنه أن يبعد شبح القصف والتدمير عن المحافظة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة الثوار في الشمال السوري.

المصدر: نون بوست

maqal020518

الرأي والرأي الآخر، الاستقلال، والحيادية، الدقة والمصداقية؛ كلمات طالما أرقتنا بها وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمقروءة وكلها تدعي الحيادية وعدم الانحياز في تناولها الخبر وتغطيتها للأحداث.

لا يخفى على أحد مدى تأثير الإعلام وقدرته على برمجة العقول وصياغتها صياغة معينة لتحقيق أهداف محددة؛ وخاصة مع انتشار وسائله المتعددة وابتكار أساليبه المتنوعة في الوصول إلى الهدف المنشود؛ وخاصة عندما تتضافر الجهود لوسائله المتعددة لتوجه سهامها في توقيت واحد نحو هدف معين.

هذا ما حصل مع وسائل إعلام تدعي الثورية والحرص على أهل الشام عندما شنت حملتها المسعورة على حزب التحرير والخلافة بعد المسيرة اللافتة للنظر التي قام بها الحزب في مدينة إدلب بتاريخ 22/4/2018م والتي لم تستطع وسائل الإعلام التغاضي عنها؛ وهي التي طالما أدارت ظهرها لنشاطات الحزب اليومية في شرق المناطق المحررة وغربها منذ بداية الثورة وحتى الآن، وما ذلك إلا لتشويه صورته في محاولة لإبعاد أهل الشام عنه وخاصة بعد أن بدأ يحظى بشعبية بين أهل الشام نتيجة لمواقفه الثابتة وخطاباته الصادقة التي أثبتت صحة رؤيته وصدق خطاباته للقاصي والداني، فحزب التحرير هو أول من حذر أهل الشام من خطر المال السياسي القذر؛ وهو أول من حذرهم من خطر الهدن والمفاوضات؛ وهو أول من حذرهم من خطر المؤتمرات (جنيف و أستانة وغيرها...)؛ وهو أول من دعا إلى كسر الخطوط الحمر؛ وهو الوحيد الذي حمل مشروعاً سياسياً منبثقاً عن عقيدة الأمة الإسلامية (مشروع الخلافة العظيم) بديلاً عن الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي؛ ودعا إلى التوحد على أساسه، وهو أول من بين أنه لا بد من وجود قيادة سياسية واعية ومخلصة، كيف لا وهو بحق الرائد الذي لا يكذب أهله.

وكان لا بد من إيراد بعض الافتراءات التي مني بها حزب التحرير على وسائل الإعلام التي تدعي المصداقية والثورية وذكرها بالاسم حتى يتسنى للجميع معرفة حجم المؤامرة التي تتعرض لها ثورة الشام بشكل عام وحزب التحرير بشكل خاص، فقد أوردت عنب بلدي على موقعها الرسمي في تقريرها الذي أعده طارق أبو زياد ما يلي: "على مستوى سوريا، بدأ نشاط الحزب لأول مرة في مدينة حلب عام 2013، من خلال افتتاح مكتب في المدينة وتنظيم المظاهرات وغيرها من النشاطات". ولو بحث الكاتب قليلاً لعلم أن الحزب بدأ نشاطه في سوريا منذ أواخر الخمسينات، وسجون طواغيت الشام شاهدة على ذلك، ثم أدرج في تقريره مغالطات تضليلية حيث قال: "يملك الحزب إذاعة تبث في الشمال السوري، ويقوم بتقديم البرامج والأخبار معتبرًا الدول أنها ولايات تتبع له، كأن يبثّ خبرًا عن "إمارة إدلب في ولاية سوريا"، حسب توصيف الإذاعة"، وهذا تضليل واضح؛ فالحزب لا يعتبر الدول ولايات تتبع له وإنما هو تقسيم إداري خاص بالحزب ولم يطلق على إدلب كلمة إمارة فهذا افتراء؛ ولا يسعى لأن يقيم الخلافة في إدلب ولا في غيرها من المحافظات وإنما هدفه إقامة الخلافة على أنقاض نظام طاغية الشام، وهذا مدون في بياناته الرسمية بشكل مستفيض.

وأيضا ما حصل في اللقاء الذي بثته قناة الأورينت الفضائية في برنامجها "هنا سوريا" والذي كان موضوعه حزب التحرير وما أحاط هذا البرنامج من إجراءات؛ حيث لم يتم إبلاغي بموعد اللقاء إلا قبل ساعة تقريباً؛ وكان يستلزم علي الوصول إلى الأستوديو قبل اللقاء بنصف ساعة تقريباً، فلم يتبق لي سوى نصف ساعة لأتجهز للقاء بالإضافة إلى مسافة الطريق، كما أنني لم أخبر بأسماء الضيوف ولم أكن أرى الحلقة على الشاشة؛ فلم أشاهد المذيعة ولا الضيوف، حتى الصوت لم يكن واضحاً ولم أسمع المداخلة الأولى نهائياً؛ وباقي المداخلات كانت تصلني جملٌ منها بسبب رداءة الصوت والضجيج الذي رافقه، هذا من الناحية الفنية والتقنية، أما من ناحية نوعية الضيوف فواضح أنها اختارت ضيفين خصمين لحزب التحرير وللخلافة ولم تستطع المذيعة إلا أن تشاركهم في الهجوم على الحزب والتحريض عليه، حيث طلبت بصيغة السؤال من الفصائل أن تجد حلا لحزب التحرير!

تلفزيون سوريا أيضا كان محاربا في برنامجه (ما تبقى) ضد حزب التحرير لمقدمه معاذ المحارب؛ الذي حارب بأسلوب السخرية للتقليل من شأن الحزب ودعوته لإقامة الخلافة الراشدة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى وبشر بها رسوله الكريم محمد ﷺ، كما حاول تصوير الحزب أنه جديد على الساحة السورية وأنه يريد إقامة الخلافة في إدلب، وكل ذلك افتراء وتضليل ولكن الصراخ يأتي على قدر الألم، وما هذه الحملة إلا دليل على ثقل الحزب الذي طالما حاولوا التقليل من شأنه بمختلف العبارات.

إن حزب التحرير واضح وضوح الشمس في رابعة النهار؛ واضح في هدفه وواضح في طريقة عمله وواضح في شبابه، كان ولا يزال وسيبقى يعمل بين الأمة ومعها حتى تقام الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله ﷺ؛ والتي تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم فتعود الأمة الإسلامية كما كانت خير أمة أخرجت للناس؛ ويعود للمسلمين إمامهم الذي يتقون به من إجرام المجتمع الدولي وأذنابه من حكام المسلمين العملاء.

وأخيرا إن ادعاء الحيادية وعدم الانحياز هو أكبر كذبة مني بها الإعلام، وبهذا فقد مصداقيته التي طالما تغنى بها فلا يوجد إعلام حيادي أو غير منحاز، فوجب على المسلمين عامة وأهل الشام خاصة أن يتحروا الخبر وأن يتبينوا صدقه حتى لا ينطبق عليهم قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبد الوهاب بتاريخ 2 أيار/مايو 2018
المصدر: https://bit.ly/2rdq4eJ

maqal260118

رغم أن توقف الاقتتال بين الفصائل وتوجيه البنادق نحو صدر نظام الطاغية ومرتزقته بدلاً من صدور المسلمين هو ضرورة قصوى وواجب شرعي يفرح له كل مخلص إن كان خالصاً لوجه الله، إلا أنني أود الوقوف على النقاط التالية:

أولاً، إن خبر "توقف" الاقتتال قد جاء أمس بعد مئات من القتلى في صفوف الفصائل المتناحرة ممن وقعوا ضحية لمكائد قادة خونة ، سلبهم الداعم قرارهم ، وشرعيين لهم يرقعون، لا يخشون الله لا في دين ولا في عرض ولا في ثورة، إضافة لمن راح ضحية هذه الجريمة من أطفال ومدنيين تقاذفتهم قذائف المتسابقين للسيطرة وبسط النفوذ، في الوقت الذي يسعى نظام الإجرام جاهداً، مستغلاً فصول الاقتتال، لقضم المناطق منطقة تلو أخرى!

ثانياً، رغم كل المحاولات الجادة الكثيرة التي بذلها وجهاء ومشايخ وأهل حل وعقد لإيقاف الاقتتال كان الصد والكبر وغياب الاستجابة من قادة الفصائل، وفجأة وبلا مقدمات ولا سابق انذار يتم الاتفاق على وقف اقتتالٍ ما كان لمخلصٍ واعٍ أن يفتعله أو يعين عليه أو ينخرط فيه، اقتتال لم نر فيه سوى مزيد من بذور الحقد والفتنة التي آن لها أن توأد، ومئات من أبناء أمتنا صاروا تحت التراب نتيجة له، أب لأطفال، وأخ لصغار، وزوج لمن ترملت قبل أن تكمل عامها الأول.

ثالثاً، تذكير الأمة بأنها بيضة القبان وأن الواجب عليها أن تقول كلمتها وتسترد سلطانها الذي سلبته الفصائل فانحدرت بنا من انتصارات وفتوحات إلى هدن كارثية ومفاوضات قاتلة أوردتنا المهالك!
وختاماً، ومن أفئدة أدمتها الخطوب والمحن والجراح النازفة وتسلط الأعداء وأذنابهم على ثورة قضَّت مضاجع أعداء الله أجمعين.

يا أهلنا في شام العز وعنفوان الإسلام:

أما آن لكم أن تبحثوا في أسباب هذا الاقتتال الحقيقية وتجدده في كل مرة؟!
أما آن لكم أن تدركوا أن سبب الاقتتال هو حبل متصل بأعداء الله منقطع مع الله؟!
أما آن لكم أن تأخذوا على أيدي كل خائن مفرِّط لا يجود إلا بتضحيات ثورتنا ودماء أبنائنا؟!
أما آن لكم أن تبصروا طوق النجاة وسبيل الخلاص المتمثل بقطع العلاقة مع من جاهرنا بالعداء ومن لبس ثوب الأصدقاء، ليعود لنا قرارنا وتجمع كلمتنا على مشروع الإسلام العظيم ودولته، لترتفع همم الرجال لتعانق السحاب من جديد سائرين على هدى وبصيرة خلف رائد لم يكذبهم يوماً ولن يخذلهم بإذن الله، بل سيكون، كعهده دوماً، في مقدمة جموع الخير العاملة لإسقاط النظام في عقر داره وإقامة حكم الإسلام، حزب عريق يمد لكم يديه لما فيه عز الدنيا في ظلال خلافة وحكم خليفة، ونعيم مقيم في الآخرة بإذن الله أعدَّه الله لكل ساعٍ لإقامة حكم الله في الأرض، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
ناصر شيخ عبدالحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا