- التفاصيل
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نصحت لله حياً وميتاً، رغبت بما عند الله وحذرت من مخالفة أمره، بلغت الرسالة وأديت الأمانة، نصحت للأمة وكشفت الغمة، وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، حذرتتا من اتباع سَنن الكافرين فنهلك في الدنيا والآخرة.
نشهد شهادة أمام الله أن أصحابك وتلاميذك حافظوا على العهد من بعدك فحملوا الرسالة وساروا على هداك وترسموا خطاك، ففتحوا العالم ونشروا الخير و العدل والأمان، وها نحن في الشام أصبحنا جزءاً من أمتك وإننا والله نعتز بذلك، ألم تقل إن الشام عقر دار الإسلام؟
نعم لقد باتت الشام بلادا إسلامية وقد تحققت بشاراتك على أيدي الخلفاء وجيوش المسلمين، فقد فتحوا بلاد كسرى وهرقل وفتحت القسطنطينية و الأندلس، وسار الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه، وفاض المال في بلاد المسلمين حتى لم يجدوا من يأخذه، وعم الخير والعدل والأمان فدخل الناس في دين الله أفواجاً.
كل ذلك لم يكن ليحصل لولا وجود الدولة الإسلامية التي أسستها بيديك الشريفتين في المدينة، وبقيت تعمل لها ثلاثة عشر عاماً وعانيتَ ما عانيت من الأذى و التعذيب في سبيل إقامتها، فلا زلنا نقرأ ونقرئ نساءنا وأطفالنا كيف ردك أهل الطائف وأدموا قدميك الشريفتين كل ذلك في سبيل الله، ولأجلنا نحن.
ولا زلنا نقرأ الحوار الذي جرى بينك وبين القبائل التي طُفت عليها لطلب النصرة، حتى هيأ الله لك الأنصار الذين نحب سيرتهم ونسمي أبناءنا على أسمائهم علهم يكونوا ممن ينصرون دعوتك من جديد ويعيدون للإسلام عزه ومجده.
لقد سار صحابتك الذين أثنيت عليهم، ساروا على نهجك فلم يغيروا ولم يبدلوا، وبقي الخير في أمتك فلم يخلُ عهد إلا وبايعوا فيه إماماً يقودهم بكتاب الله وسنتك كما أوصيتنا، وقلت لنا إننا سنرى اختلافاً كثيراً من بعدك وأمرتنا أن نتمسك بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدك ونعض عليها بالنواجذ، وهكذا فعلنا في بداية الأمر.
وقد أدرك الكفار أن أمة محمد ﷺ أمة لا تُهزم ما دامت تسير على المحجة البيضاء وما دامت تتمسك بالنور الذي جئتنا به صلى الله عليك وسلم، وما دام لها دولة وسلطان يحمي بيضة الإسلام ولها إمام يذود عن حياض المسلمين وتقاتل الناس من ورائه وتتقي به.
فما كان من الكفار إلا أن غزوا بلاد المسلمين بجيوشهم الجرارة يريدون هدم هذه الدولة ويريدون جعلنا تحت حكمهم بالقوة، لكنهم لم يفلحوا وكانت هذه البلاد التي فتحها الصحابة الكرام مقبرة للغزاة المعتدين، فقد سطرت أمة الإسلام أروع الملاحم وظلت تتمسك بعقيدتها وتحافظ على الدولة التي أقمتها لنا يا رسول الله وتدافع عنها وهي تصرخ الله أكبر.
الله أكبر في التشريع وفي الحكم وفي السياسة، أكبر من كل شيء وفي كل شيء. نعم فكلمة الله تعلو ولا يعلى عليها.. الله أكبر منهاج حياة متكامل.
لكن الكفار عرفوا أن سر قوتنا هو أننا نسير على خطاك ونهتدي بهديك في كل صغيرة وكبيرة، كيف لا وأنت من أمرتنا بالتمسك بحبل الله وحذرتنا وأنذرتنا من التخلي عن إسلامنا وعقيدتتا واتباع سنن من قبلنا؟ فما كان من الكفار إلا أن غزوا هذه المفاهيم الإسلامية بعد أن غزونا فكرياً وزعزعوا أفكار الإسلام وأحكامه في نفوسنا وأبعدونا عن نهجك وطريقتك وشوهوها في أذهاننا.
عندها أظلمت الدنيا في وجهنا يا رسول الله لأننا لم نستمع لنُصحك وفي غفلة منا زغنا عن المحجة البيضاء التي كانت ترشدنا، وابتعدنا عن النور الذي جئتنا به فلم نعد نبصر طريقنا، حتى كان ذلك اليوم العصيب الذي دخلنا فيه جحر الضب فاقتادونا إليه لأننا لم نعد نرى بنور الإسلام!! ومنذ ذلك الوقت ونحن نخرج من جحر لندخل في جحر آخر أشد ظلاما من الذي سبقه، نتبع سنن الكافرين حذو القذة بالقذة!!
فبعد أن أسقطوا دولتنا صرنا كالأيتام على موائد اللئام، بعد أن سجنوا الربان وتركوا السفينة في عرض البحر تتقاذفها الرياح والأمواج. وقالوا لنا إن دولتكم لن تعود أبداً فما عليكم سوى أن تكونوا تحت حكمنا، فلم نقبل في بداية الأمر، لكننا سرعان ما قبلنا وسكتنا ورضينا!! أولسنا في جحر الضب؟!
ويا ليتنا لم نرض! يا ليتنا استمعنا لنصحك حيث أمرتنا أن نموت في طاعة الله خير من أن نعيش في معصيته.
وبعد أن رضينا وتابعنا لم يكتفوا بإسقاط خلافتنا بل زادوا على ذلك، فما كان منهم إلا أن قسموا بلادنا ونهبوا خيراتنا وجعلوا لنا كيانات هزيلة وقالوا لنا هذه أوطانكم، وصرنا ندافع عنها لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هذه أوطانكم!!
ونصبوا علينا حكاما يساعدونهم في قتلنا فصفقنا لهم في البداية لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هؤلاء ولاة أموركم وأنتم مقبلون على الاستقلال ففرحنا بذلك واحتفلنا!!
ووضعوا لنا دساتير وأعلاماً ما أنزل الله بها من سلطان وقالوا لنا هذه أعلامكم ودساتيركم فصرنا نرفع الأعلام ونعتز بها، لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هذه أعلامكم!!ونساعد في تغيير بعض القوانين في الدساتير!!
ولم يكتفوا بذلك فقد استمروا بحربنا وغيبوا الإسلام عن الحياة وقالوا إن السياسة ليست من الدين في شيء، فصرنا نردد دون وعي أن السياسة تياسة... ولا سياسة في الدين... لا لشيء إلا لأنهم قالوا هكذا!!
لكننا وبعد الظلم والقهر والعذاب الذي عم العالم أجمع، أدركنا الواقع المرير وأدركنا الخطأ الذي ارتكبناه في سكوتنا فقررنا أن نرجع عنه فالرجوع عن الخطأ فضيلة، فها نحن نعود يا رسول الله. وكان عزاؤنا أنك بشّرت بخلافة على منهاج النبوة وبشرت بفتح روما فقررنا العمل من جديد لنطوي ما مضى من صفحات سوداء في تاريخ الأمة ونبدأ عهداً راشداً يشفي صدور قوم مؤمنين.
لكنهم أمروا حكامنا بقتلنا بالسلاح الذي جمعناه لأجل تحرير بلادنا المحتلة، وشردونا من بلادنا بفضل سياساتهم الملعونة، وها نحن نموت على الحدود التي رسموها لنا، وها هي جيوش المسلمين تقتلنا وهي تقاتل تحت راية الصليب، فكيف نصدق أنهم فصلوا الدين عن السياسة، لا شك أنهم يجيرون الدين حسب أهوائهم ومصالحهم.
وها نحن نعاهدك يا رسول الله أننا لن نخدع بعد اليوم أبداً وسنبقى نعمل للإسلام ولدولة الإسلام حتى يظهرها الله أو نهلك دونها، متمسكين بكتاب الله وسنتك، فقد صدعت بها حناجرنا قائدنا للأبد سيدنا محمد... لا تراجع لا استسلام حتى يحكم الإسلام.
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبداللطيف الحريري، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2BK5MBh
- التفاصيل
عن هذه الحقيقة صرت تسمع في الشام من الكبار والصغار بل ومن أفواه الأطفال؛ فلو نزلت إلى شارع في قرية من قرى الشام لن تسمع في هذه الأيام إلا حديثا واحدا؛ حديثا عن إدلب و حلب، وعن تسليم الأراضي وخداع أردوغان وغدره بثورة الشام، وستسمع الشتائم والمسبات وسيلا من اللعنات على نظام أردوغان العميل المجرم ركن الخيانات.
نعم لم يعد أهل الشام في قضية تسليم الأراضي هذه يحتاجون لتحليل سياسي يربط لهم الأحداث على قواعد التحليل السياسي ويكشف لهم الأمور ويجلي لهم الواقع ويثبت لهم خيانة أردوغان. لقد انكشف الغطاء أمامهم عن مستور أردوغان وبانت حقيقته كالشمس في رابعة النهار...
يتقدم النظام المجرم بوقت قياسي وسرعة رهيبة في قرى ريفي إدلب وحلب ليدخل عشرات القرى ويسترجعها دون عناء وهو الذي قد بلغ من الضعف حد الانهيار أمام ضربات الصادقين المخلصين.
يبيت أهلنا ليلتهم في أمن وأمان، كمائن الفصائل تحرسهم على جبهات النظام البعيدة، ليستيقظوا على النظام المجرم وهو يخلع عليهم الأبواب. ما الذي جرى؟! وكيف حصل ذلك؟!
عند أهل تلك القرى الخبر اليقين، ولو شئت حدثوك عن قصة أردوغان في قراهم وقصة تسليمه الأراضي للنظام، ولسوف تسمع منهم حديثا ألفاظه ممزوجة بالدمع والغصات يعلوه الغضب واللعنات على أردوغان ومن شاركه في جرائمه.
لا تظن الأمر يقتصر حاله على قرى الشمال بل لو سرت في شوارع القرى الأخرى لسمعت الحكايات نفسها، ولو عرجت على الجنوب في درعا البلد لأخبرك أهلها عن لوحة تختصر لك المشهد كتبوا عليها "ما قدمه أردوغان، عجزت عن تقديمه روسيا و إيران، باع البلاد بلا أثمان!!"
ولو أردت المزيد ستسمع منهم عن تنفيذ بنود مؤتمر أستانة 8 وعن مراحل التسليم المتتابعة لشرق السكة وعن منطقة منزوعة السلاح ما بين السكة والأوتستراد وعن مصير أسود ينتظر باقي إدلب على يد أردوغان. وأن بداية المؤامرة ليس اليوم الذي صرح فيه بوتين عند زيارته الأخيرة لليابان عن اتفاقه مع أردوغان على تسليم حلب.. بل خيط البداية من أول يوم حرص فيه أردوغان على تجميع المجاهدين في إدلب..
أما عن عفرين فسوف يخبرك الناس أن "غصن الزيتون" في عفرين هو "درع الفرات" في جرابلس؛ أسلوب أردوغان ليسحب الفصائل من المنطقة التي يريد تسليمها للنظام فيصور للفصائل أن فصائل الأكراد أشد خطرا علينا من النظام وأن قتالهم أولى من قتاله فيسير قادة الفصائل وراءه، يمنعهم من مخالفته مالُه السياسي القذر الذي رهن قرارهم له.
هل كان واقعا محتما على أهل الشام أن يدفعوا هذا الثمن الكبير في إدلب وحلب حتى يكتشفوا حقيقة أردوغان أم أنهم كانوا أغنياء عن ذلك؟
الحق أن كل قوم إن لم يكن بينهم رائد رشيد لا يكذب أهله فهم عرضة للتجارب ودفع الأثمان الباهظة... أما عندما يكون فيهم ذلك الرائد فإنهم إن سمعوا له عرفوا وإن عملوا بما علموا منه نجوا جميعا.
وفي الشام سمع أهلنا آراء رشيدة منذ بداية الثورة عن خطر الدعم وخطر الارتباط مع الدول الداعمة وعن خطر نظام أردوغان كما سمعوا عن خطورة المؤتمرات من جنيف 1 حتى أستانة 8 وغيرها، وعن كيفية إفشالها ولعل مؤتمر أستانة 8 وهو الذي تضمن بنود تسليم الأراضي للنظام كان أخطرها. وليلفت نظر أهلنا في الشام إلى خطره، والعمل لإفشاله أخرج حزب التحرير/ ولاية سوريا مظاهرات عديدة في أغلب المناطق وقاد وقفات وقرع كل طبول الخطر وعمل على توعية الرأي العام عليه. ثم إنه وجه كتابا مفتوحا لقادة الفصائل في ذلك يحذرهم من الخطر الداهم الذي يبيت لإدلب ويحاك لها على أيدي أردوغان وسار مع الوجهاء لقادة الفصائل لتحميلهم المسؤولية حتى يستدركوا أمرهم ولا يقعوا في شراك أردوغان.
إلا أن الحقيقة التي أصبحت راسخة في أذهان أهلنا في الشام أن الاستعمار لم يخرج من بلادنا بل لا يزال نفوذه قائما، أما وسائل تأثيره فقد باتت مفهومة معروفة؛ إنها المال السياسي القذر والدعم القادم عبر عملائه حكام المسلمين. وأثر هذا الدعم أنه يشتري ولاء القادة والسياسيين، فيتآمروا على شعوبهم وأهلهم لقاء حفنة من الدولارات والوعود الكاذبة، فإن خاضوا مستنقع الولاء له لم يعودوا لينفكوا عنه بسهولة.. هذا سر الدعم والارتباط...
ولهذا، يا أهلنا في الشام إن أردتم النجاة لسفينتكم، فعليكم التحرر من نفوذ الاستعمار وقطع الصلات والاتصالات والارتباطات معه ومع الأنظمة العميلة له وفي مقدمتهم نظام أردوغان. فلا يمكنكم أن تصلوا لهدفكم وهو إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ إلا إن قطعتم العلاقات مع الدول الاستعمارية ومع كل الأنظمة التابعة لها وأغلقتم الأبواب في وجه دعمهم ومالهم السياسي القذر الذي مال بقادة الفصائل عن جادة الصواب.
وكلمة أخيرة لقادة الفصائل؛ إما أن تخرجوا أنفسكم من فسطاط المنافقين وتلتحقوا بفسطاط أهلكم فسطاط الإيمان، وإلا فارتقبوا أن يلفظكم أهلكم تماما ويستبدلوا بكم غيركم من أبنائهم المخلصين.
كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2FSu1Lt
- التفاصيل
دعت روسيا إلى مؤتمر سوتشي الذي سينعقد يومي 29 و30 من كانون الثاني/يناير 2018 ووجهت دعوات إلى نحو 1600 شخص زاعمة أنهم يمثلون كافة أطياف الشعب السوري، وقد واجهت الدعوة لهذا المؤتمر رفضا واسعا من أطياف المعارضة السورية للمرة الثانية فيما انعقد مؤتمر فينّا الذي لم تصدر عنه نتائج تذكر، فيما الوعود الدولية أن الحل سيكون في جنيف وفقا لقرارات الأمم المتحدة، إن هذه المؤتمرات تنعقد دائما بعد جولات من القصف والقتل والتشريد من قبل وكلاء أمريكا روسيا والنظام والمليشيات المتحالفة معهم وسط التواطؤ الدولي وصمته على كل ذلك الإجرام، وكأنهم يقولون للمعارضة عليكم الحضور إلى هذه المؤتمرات والموافقة على مخرجاتها بالعصا رغم أنوفكم، وتحاول هذه الدول؛ روسيا و إيران و تركيا و السعودية بقيادة أمريكا من خلال هذه المؤتمرات إرساء قواعد ومبادئ للحل السياسي الذي توافقت عليه، إلا أنه تبرز أحيانا خلافات حول بعض التفاصيل التي لا تؤثر في تعاون هذه الدول لإجهاض ثورة الشام وتصفيتها، فقد شُجعت تركيا على حضور مؤتمر سوتشي مقابل سكوت روسيا وتسهيلها عملية غصن الزيتون ومن قبلها تسليم شرق سكة القطار، وهكذا تتبادل الدول الأدوار لتحقيق مصالحها،
ولكن مع اقتراب موعد الحسم من وجهة نظر هذه الدول المستعجلة جدا للقضاء على ثورة الشام بالحل السياسي برز خلاف شديد بين أمريكا وروسيا حول شكل الحل وكيفية إخراجه والاستفادة منه سياسيا واقتصادياً، مما جعل أمريكا تدفع المعارضة السورية لرفض مؤتمر سوتشي، هذا المؤتمر الذي تحاول روسيا أن تجعل الحل من خلاله عبارة عن مصالحة وطنية وكأن الذي حصل مشاجرة بين بعض الأفرقاء!!
إن الحصاد المر لهذه المؤتمرات يظهر جليا فيما رشح من بنود مؤتمر سوتشي التي هي أشبه ما تكون باللغة الخشبية في الخطابات التي كانت تمارسها الأنظمة الدكتاتورية من ادعاء السيادة و الوطنية والوحدة والحرية المزعومة لتخلص في النهاية إلى تشكيل لجنة صياغة دستور من النظام والمعارضة المصنوعة في دمشق وموسكو وجعل المعارضة من الثورة عبارة عن ديكور لتصوغ هذه الأكثرية دستورا يناسب موسكو والنظام يكون خارطة طريق للحل، ما يظهر روسيا كدولة فاعلة على المسرح الدولي ويكسبها نفوذا سياسيا واقتصاديا في الداخل السوري، وهو ما ترفض أمريكا إعطاؤه لروسيا، لذلك دفعت أمريكا المعارضة إلى رفض هذا المؤتمر واستفادت من طرحه بدفع المعارضة إلى المزيد من الارتماء في أحضانها.
إن أمريكا التي تريد الحفاظ على تفردها في النفوذ في سوريا، فقد أخرجت ما يسمى "اللاورقة" بمشاركة كل من بريطانيا و فرنسا والسعودية والأردن، وهي مسودة حل يجعل سوريا بلدا مفككا ضعيفا ترتبط أطرافه بالنفوذ الأمريكي مباشرة أو عبر بعض عملائها.
هذان الشكلان من خارطة الحل السياسي المطروح من قبل كل من روسيا وأمريكا نتيجته واحدة على الثورة وهو تصفيتها لصالح نظام علماني يحافظ على الدولة العميقة للنظام ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والإدارية وإمساكه بمفاصل البلاد والارتكاز عليها.
إن الفرق بين هذه المؤتمرات هو الصراع بين الدول على حصد ثمار ونتائج القتل والإجرام وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على حساب دماء ومآسي أهل الشام الثائرين،
فروسيا تريد أن تظهر من خلال مؤتمر سوتشي أنها شريك في صنع القرار الدولي وحل الأزمات إضافة إلى المكاسب الاقتصادية فيما تريد أمريكا حرمانها من ذلك والاستحواذ على كل شيء.
نعم هذه لعبة الأمم القذرة وحصاد الإجرام الذي تقوم به الدول من خلال تعاونها ضد المسلمين ثم بعد ذلك تختلف على قسمة ميراث القتيل.
أيها المسلمون! هذه حقيقة النظام الدولي ومواقفه من قضايا الشعوب وممارسة الإجرام والقتل سرا وعلنا وحصد نتائجه في مؤتمرات يتنازعونها بينهم للاستحواذ على كعكة النفوذ.
إن هذه المؤتمرات خداع لا يرجى منها أي خير للمسلمين، فلا تعلقوا عليها آمالا بل واجهوها برفضها والإعراض عنها ومقاطعتها كلها، واكشفوا جرائم من يقف وراءها وأهدافها وغاياتها ونتائجها التي تصب في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين فقط.
إن مصلحة المسلمين لا تتحقق إلا باتباع أحكام الإسلام في التغيير والتوحد على مشروع الإسلام العظيم، وإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة على منهاج النبوة، ورفض مشاريع الدول الاستعمارية وعدم المساهمة والمشاركة في مؤتمراتها وقطع العلاقة معها فقد بان خداعها وانكشف زيفها.
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ محمد سعيد الحمود، بتاريخ الأربعاء 31 كانون الثاني/يناير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2E3tqt0
- التفاصيل
كانت الخارجية الروسية أعلنت عن عزمها عقد مؤتمر سوتشي في 18 تشرين الثاني 2017، ونظرا لقرار فصائل المعارضة عدم المشاركة فيه، وكذلك رفض دي ميستورا المشاركة فيه، اضطرت موسكو إلى الإعلان عن تأجيل موعده، مع أن الخارجية الروسية كانت أصدرت دعوات إلى 33 طرفاً لحضور المؤتمر، ولكن أمريكا أرسلت رسالة واضحة وهي أن موسكو لا تستطيع أن تتحرك لوحدها في صياغة حل يفرض في سوريا، وعلى هامش مؤتمر قمة دول أيبك الذي عقد في فيتنام 11/11/2017، أعلن لافروف أن مؤتمر سوتشي أجّل إلى موعد آخر لم يحدده، بعد أن فهم من أمريكا أن المؤتمر سابق لأوانه. ثم أعلن لافروف و تيلرسون في بيان مشترك تأكيدهما على أن جنيف هي المرجعية لصياغة الحل السياسي في سوريا بحسب قرارات مجلس الأمن، أي أن روسيا لا تستطيع التفرد في صياغة الحل.
إلا أن بوتين، الذي يتطلع إلى تجديد ولايته الرئاسية في الانتخابات القادمة في 18 آذار 2018، أراد أن يقدم لناخبيه نصرا سياسيا يتمثل بحل سياسي ما في سوريا يبرر تكاليف الحملة الباهظة التي قادها في سوريا، فأصر في لقائه مع الرئيسين التركي والإيراني في 22/11/2017 على الاتفاق على آلية للسير في صياغة الحل السياسي في سوريا، فقد أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن القمة "ستتناول، بالخصوص، تصرفات الولايات المتحدة في سوريا، من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة". وهكذا بدأت موسكو بالتحضير لإنجاح مؤتمر سوتشي بالتنسيق مع إيران وتركيا، فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، 23/12/2017، أن مؤتمر "الحوار الوطني" المقرر عقده أواخر كانون الثاني 2018 في منتجع سوتشي سيشهد تشكيل لجنة دستورية، مشيرا إلى أن القوائم يتم تشكيلها بالتشاور مع تركيا وإيران.
وفي 27/12/2017 صرح ألكسندر لافرينتيف المبعوث الروسي الخاص للتسوية السورية أن الحل في سوريا لا يتطلّب المماطلة أبدا وشدد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. فهذه المواقف تشير إلى استعجال بوتين لقطف ثمرة التدخل في سوريا.
الموقف الروسي هذا دفع ترامب إلى رسم خطوط واضحة تفيد بأن واشنطن هي من تمسك بمفاصل القرار في سوريا، فقام وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون بإلقاء خطاب مفصل في جامعة ستانفورد في 11/1/2018، حدد فيه معالم وأهداف السياسة الأمريكية في سوريا. تزامن خطابه مع القرار من البنتاغون بإنشاء قوة عسكرية في المناطق الكردية قوامها 30 ألفا بزعم حماية الحدود ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى هامش المؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس 23/1/2018، الذي بحث في ملاحقة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا ومحاسبتهم، قامت أمريكا و بريطانيا وفرنسا و السعودية و الأردن بإقرار "اللاورقة" التي صاغتها واشنطن قبل ذلك بأسبوعين، هذه اللاورقة قدمت إلى دي ميستورا على هامش جولة المفاوضات التاسعة والتي عقدت في فيينا في 25/1/2018. (تفصيل الوثيقة في موقع قناة الميادين)
هذه "اللاورقة" حددت مفاصل المرحلة الانتقالية في سوريا، وآليات التعديلات الدستورية والعملية الانتخابية، وصلاحيات الرئيس وصلاحيات الحكومة الجديدة، وضرورة المحافظة على الأجهزة الأمنية، وكل ذلك تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة، ما يعني عمليا وضع سوريا تحت انتداب الأمم المتحدة، ولولا العيب والعار لوضعت مباشرة تحت الانتداب الأمريكي. هذا الموقف الأمريكي حدد "سقف" إنجازات سوتشي. وهكذا فأمريكا لم ترد أن تمرغ أنف بوتين في الطين، فسمحت بعقد مؤتمر سوتشي ليكون مجرد "همروجة" "حملة دعائية" تخدم الحملة الانتخابية لبوتين، وقبلت أن تبارك المؤتمر بالسماح لدي ميستورا بحضوره. مع أن دي ميستورا لم يشارك في الجلسة الافتتاحية، إلا أنه كان اشترط، حسبما نقل مراسل صحيفة "الشرق الأوسط" في مؤتمر سوتشي، بحصر مهمة تشكيل "اللجنة الدستورية وتحديد مرجعيتها وآلية عملها وأعضائها بدي ميستورا، وعملية جنيف برعاية الأمم المتحدة".
وهكذا خلص المؤتمر إلى إصدار بيان عام من أهم ما جاء فيه: "اتفقنا على تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد الحكومة في الجمهورية العربية السورية ووفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254". ولم يتطرق البيان إلى القضايا الأساسية مثل دور الأمم المتحدة والسلطة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان واستعمال السلاح الكيميائي ووجود القوات الأجنبية على الأراضي السورية. ولا يعرف أحد كيف ومتى تمكن المشاركون الـ1300 أو يزيد من مناقشة البيان، الذي سبق أن أعلن بوغدانوف تحضيره منذ كانون الأول 2017، فهم لم يفعلوا أكثر من التوقيع عليه!
أما المسرحية الهزلية التي قام بها وفد المعارضة من الاحتجاج الصاخب في مؤتمر سوتسي اعتراضا على رفع علم النظام السوري، واعتبار ذلك قضية مصيرية تبرر خيانتهم في اللهاث وراء "جنيف" بدلا من "سوتشي"، فقد فضح بيان الخارجية التركية كذبهم ونفاقهم، وكشف البيان أن أنقرة تسلمت تفويضاً من الوفد المنسحب لتمثيله خلال أعمال المؤتمر، الأمر الذي انتهى بتسمية 50 شخصاً من الوفد ليكونوا أعضاء في اللجنة الدستورية التي أعلن البيان الختامي لمؤتمر "الحوار الوطني السوري" التوافق على تشكيلها (والتي تضم 150 شخصا، أي أن حصة معارضة أنقرة، والتي تشمل منصات موسكو و القاهرة
و الرياض، تشكل الثلث).
من المعروف في تاريخ البشر أن النزاعات عادة تنتهي بحل سياسي يعكس معادلة المنتصر والمنهزم فيها. وأخطر ما في قرار مؤتمر سوتشي بإنشاء لجنة دستورية يكمن في كونه يمهد لسكة الحل "السياسي" (المغطى بالدماء والأشلاء وبالسلاح الكيماوي، ومن ذلك عشرات الغارات الجوية التي شنها طيران الدولة الضامنة للسلام - روسيا على سراقب في عشية مؤتمر سوتشي) في جنيف.
أما السؤال الأساس فيبقى: متى تسترد الأمة قرارها من دهاليز قوى الاستعمار الكافرة التي تتربص بنا شرا وتمكر ضد أمتنا ليل نهار يعاونها في ذلك حكام المسلمين (من الملالي في طهران أصحاب "يوم القدس" إلى من يزعم سيره على سيرة أرطغرل في أنقرة) وقادة الفصائل الذين يباعون ويشترون بالدولار، وقادة الفصائل الذين يزعمون رفعهم لراية الإسلام بينما هم ينفذون قرارات أستانة عبر الوسيط التركي تارة أو مباشرة تارة أخرى؟
كتبه لجريدة الراية: د. عثمان بخاش، مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2nNtseH
- التفاصيل
عندما بدأ النظام السوري يتقدم نحو إدلب بدأ تذمر فصائل الثوار الذين وقعوا في قيود تركيا أردوغان تحت مسمى وقف التصعيد، وإن تمكنوا من صد هجمات للنظام، ولكن النظام شدد هجماته حتى بدأ يطوق مطار "أبو الظهور"، عندئذ أثار أردوغان موضوع عفرين وسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية عليها، وبدأ يرغي ويزبد ويولول ويحشد قواته على الحدود مع سوريا مستغلا تصريح العقيد الأمريكي ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي يوم 14/1/2018 بأن "واشنطن بصدد تشكيل قوة أمنية حدودية شمال سوريا قوامها 30 ألف مقاتل بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (الأمريكية)". علما أن تركيا عضو في هذا التحالف الصليبي بقيادة أمريكا.
وأعلنت أمريكا أنها ليست بصدد تشكيل هذه القوة، فقد ذكر وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو يوم 15/1/2018 أنه اجتمع في كندا مع وزير خارجية أمريكا تيلرسون، وكذلك مع وزير الدفاع الأمريكي ماتيس الذي "طلب منا عدم تصديق الأخبار التي تنشر". وشدد على أنه "يتابع الأمر بنفسه وسيبقى على اتصال معنا". وذكر تيلرسون أنه اجتمع مع جاويش أوغلو وأوضح له الأمر وقال: "هذا الموقف برمته أسيء طرحه وتفسيره، كان كلام البعض غير دقيق، نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق". مما يعني أن هناك مسرحية معينة يجري تحضيرها لأغراض معينة، وأن تركيا تنسق مع أمريكا ولا يمكن أن تقدم على أي عمل من دون إذنها.
والجدير بالذكر أن دخول تركيا لإدلب كان بموافقة أمريكية بعد اجتماع أردوغان مع ترامب يوم 21/9/2017 قرابة ساعة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال حينها ترامب "إن أردوغان أصبح صديقا لي، أعتقد أننا أقرب الآن كما لم نكن عليه أبدا"، وشارك في اللقاء شخصيات مهمة في النظام التركي نرى أردوغان دائما يصحبهم في مهماته أو يرسلهم في مهمات خاصة ويقرر معهم ما يتخذه من قرارات، منهم رئيس الأركان خلوصي أكار ورئيس المخابرات حقان فيدان بجانب وزير الخارجية جاويش أوغلو. وقد أطلع ترامب على نتائج محادثات أستانة وعملية الدخول إلى إدلب. وقد أعلنت أمريكا تأييدها على لسان المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون يوم 7/10/2017 قائلا: "ندعم جهود تركيا حليفتنا في الناتو في مكافحة (الإرهاب)، ومساعيها الرامية لحماية حدودها". وقد أعلن أردوغان عن بدء العملية العسكرية في إدلب يوم 7/10/2017 لتطبيق اتفاق أستانة الذي تم بين تركيا وروسيا وإيران، وأعلن أردوغان يوم 24/10/2017 أن "العملية العسكرية في إدلب حققت نتائجها إلى حد كبير، وأمامنا الآن موضوع مدينة عفرين شمالي سوريا". أي حققت نتائجها في تقييد أيدي الثوار ووضعهم تحت السيطرة.
ولم يظهر في تصريحات الأمريكيين ما يشير إلى أنهم يسمحون أو لا يسمحون لتركيا بدخول عفرين، وإنما ركزوا على النفي أنهم ليسوا الآن بصدد تشكيل قوة حدودية، بل يفهم من تصريح أردوغان أنه ناقش الموضوع مع ترامب. ففي هذه الحال أرسل أردوغان يوم 18/1/2018 رئيسي الأركان والمخابرات أكار وفيدان إلى روسيا للتشاور في عملية مسرحية وكأنه يتحدى أمريكا. فقد جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية حول اجتماع أكار وفيدان بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أنه "كان بنّاء، وتناول آخر المستجدات في الشرق الأوسط والمواضيع الأخرى المتصدرة للأجندة"، وذكر بيان رئاسة الأركان التركية أن "أكار وفيدان تشاورا مع رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في موضوع الأمن الإقليمي وآخر المستجدات على الساحة السورية ومسيرتي أستانة وجنيف". ويظهر أنه يريد أن يطلع الروس على الأهداف من موضوع عفرين.
علما أن تركيا دخلت منطقة جرابلس بإيعاز أمريكي، عندما جاء نائب الرئيس الأمريكي السابق بايدن إلى أنقرة، وأعلن من هناك تأييده الصريح لدخول الجيش التركي يوم 24/8/2016 وطلب من قوات وحدات حماية الشعب الكردية الانسحاب من أمام القوات التركية. وكان الهدف من ذلك إنجاح الخطة الأمريكية التي كانت تركز على حلب من أجل إسقاطها من يد الثوار، وطلبت تركيا من الثوار الذين وقعوا في أحابيلها وتحت تأثيرها الخروج من حلب لقتال تنظيم الدولة، وذلك لإضعاف جبهات القتال الحقيقية في حلب، بل لتسليمها للنظام وخلق جبهات جديدة للاقتتال الداخلي.
والآن يلعب أردوغان اللعبة نفسها، فعندما كبل أيدي الثوار في إدلب وحاصرهم فيها وبدأت حليفته روسيا تضرب بطائراتها إدلب بغطاء جوي للنظام الذي بدأ يهاجم المنطقة ويتقدم إلى أن طوق مطار "أبو الظهور" وصار على وشك السقوط بيده، قام أردوغان ودعا الثوار لمساعدته في عفرين لقتال وحدات حماية الشعب الكردية، وذلك في عملية خبيثة لإبعاد الثوار عن جبهة القتال الحقيقية مع النظام في دمشق والساحل إلى الاشتغال بعفرين التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وكذلك للتغطية على ما يجري عليهم من تآمر يحوكه الأمريكان عن طريق أردوغان بالتعاون مع روسيا وإيران لتمكين النظام من جعل إدلب تحت تحكمه وتهديده، لجعل أهل سوريا يفقدون الأمل ويخضعون لما تمليه عليهم أمريكا ومن معها لتثبيت نظام الكفر العلماني بثوب جديد مستندا لدستور كفر علماني جديد.
ولهذا فليحذر أهل سوريا من حركات أردوغان، حيث يجعل سيف النظام السوري الإجرامي مسلطا على رقابهم؛ إما الاستسلام للحلول السياسية الأمريكية التي تطبخ في أستانة وفينا وجنيف، وإما الموت والدمار وفرض الحل السلمي(!) بالقوة وتمكين النظام من الاستيلاء على المناطق التي حرروها. وهدفه النهائي هو تثبيت النظام العلماني في سوريا والحيلولة دون عودة حكم الإسلام. ولو كان في أردوغان خير لما تحالف مع روسيا وإيران الحليفتين والحاميتين لبشار أسد ونظامه! ولما تحالف مع أمريكا وفتح لها قاعدة إنجرليك لتضرب أهل سوريا وتقيم القواعد فيها وتسلح وحدات حماية الشعب الكردية! ولما أخرج الثوار من حلب وسلمها للنظام الإجرامي! ولما حارب الساعين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في تركيا حيث يعتقل شباب حزب التحرير وغيرهم من المخلصين!...
فتركيا أردوغان في حلف شيطاني مع تلك الدول؛ تسعى لإجهاض ثورة الأمة ومنع سقوط نظام الكفر العلماني الذي يحرص أردوغان على تطبيقه في تركيا وفي البلاد الإسلامية كما أعلن أكثر من مرة، في الوقت الذي ينفذ سياسات أمريكا من أجل تحقيق مصالحه الشخصية للبقاء في الحكم ولتحقيق بعض مصالح تركيا القومية كما هو يعلن وكما هو مقرر في سياسة تركيا الخارجية. فهل من مدكر؟! ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾.
كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور بتاريخ الأربعاء 24 كانون الثاني/يناير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2Ga9q6f