- التفاصيل
إن مما لا شك فيه أن الغرب الكافر قد لعب دورا كبيرا في إفقاد الأمة دورها في محاسبة الحكام، ولعب دورا أيضا بتلويث المفاهيم عند المسلمين، وبالتالي جرد المسلمين من الأفكار الإسلامية الدافعة للتغيير التي تحرك المسلم ليكون طاقة ملتهبة لا أن يكون صلدا جامدا غير فاعل. وقد كانت هذه حال الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين... إلى أن طرأ على الأمة عوامل كثيرة من دخول أفكار غير إسلامية عليها وتداعي دول الغرب الكافر عليها وتحيّن الفرصة للانقضاض عليها، وما تلا ذلك من إسقاط دولتها؛ كل ذلك كان سبيلا لأن تفقد الأمة البلورة في الأفكار والصفاء والنقاء فيها، فأصبح أبناؤها يرون التغيير على غير حقيقته!
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، التغيير منحة من الله عز وجل لعباده المخلصين العاملين لتغيير هذا الواقع، فالله يطلب منا أن نغير أنفسنا وواقعنا فربط ذلك بقوله ﴿حَتَّى يُغَيِّرُوا﴾ أي ارتباطٌ شَرطيٌّ بالناس ليدل على وجوب الفعل وأن يقوموا بما كلفهم به الله من أعمال ولوازم التغيير. فيجب علينا أن نحرص أن نكون في موقع الطاعة والعبادة وأن نكون مقبلين على الله متيقنين به وبنصره لنا.
وأيضا يقول رسول الله ﷺ : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» وترى كثيراً من المسلمين ينظر إلى هذا الحديث من باب الضعف، أي أننا لا نستطيع مجابهة هذا الواقع ولا أن ننكر فالأفضل هو إنكار القلب! وهذا مخالف لمفهوم التغيير الذي يتطلب العمل وليس الإنكار فقط، وما كان هذا الفهم إلا من بعض نتائج التلويث الفكري الذي أصاب المسلمين وأقعدهم عن كثير من الواجبات بفهم مغلوط مشوه.
وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى واقع هذا الحديث الشريف وإلى الفهم العملي لهذه النصوص:
● التغيير باليد ينتج عنه عمل وهو من واجبات صاحب القوة، وفي ثورة الشام هي (الفصائل العسكرية) التي حملت على عاتقها تغيير هذا الواقع من التبعية للأنظمة العميلة للغرب المستعمر إلى التبعية والانقياد لله عز وجل، فلا يُقبل من هذه الفصائل المهادَنةُ ولا المفاوضات ولا الانشغال بإدارة المناطق المحررة، بل وجب عليها أن تدك معاقل النظام في معارك حقيقية تؤدي لإسقاطه، ولا يقبل منها غير ذلك؛ لأنها بذلك تكون قد خالفت النص الشرعي وابتعدت عن مهامها الأساسية.
● التغيير باللسان وما ينتج عنه من عمل والذي يعتبر من واجبات العلماء والمثقفين والوجهاء وأصحاب الكلمة الحقة، فلا يقبل منهم السكوت ولا يقبل منهم التدليس على الناس وليّ أعناق النصوص الذي يؤدي للقعود عن الحق والرضا بالواقع، بل إن من واجباتهم جمع الكلمة وتحمل مسؤوليتهم في المحاسبة وإصدار قرارات تدفع فيها أصحاب القوة إلى العودة إلى مهامهم في تحريك الجيوش وإقامة ما خرجت له الثورة الشعبية في أرض الشام.
فالله سبحانه على لسان نبيه صلوات ربي وسلامه عليه يأمر أمته بأن لا تخشى في كلمة الحق لومة لائم ولا تهاب ظالما ولا متجبرا، وأن ما أعده الله لهم هو خير وأبقى، ويتوعد كل مدبر مقصر عن هذا الواجب فيقول: «كَلاَّ، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بالْمعْرُوفِ، وَلَتَنْهوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، ولَتقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ».
فالإنكار على الظالمين واجب ولو كنا نزحف على بطوننا لكي لا يقع علينا حال أقوام قبلنا لم ينكروا فاستبدلهم الله، وهذه سنته في خلقه.
فما علينا اليوم وبعد أن بذلنا في سبيل تقويم أمر قادة هذه الثورة وبعد أن أدبروا عن نصحنا وقولنا وتولَّوا ظالمين وطغاةً بدلاً من تولي الله ورسوله، وبعد أن بلغت حالة الوهن والإذعان عندهم لأسيادهم مبلغاً عظيما دفعهم لبيع الثورة بدراهم معدودات، ما علينا إلا أن نقول لأهلنا في الشام أنْ قد حان وقت القيام على هؤلاء الخونة العملاء المتآمرين وإسقاطهم وأن يوكل الأمر لأهله المجاهدين الحقيقيين الذين لا يقبلون عن أمر الله بديلا ولا يلتفتون خلف كل ناعق ماكر مخادع، وأن قد حان الوقت لأن يكسر حاجز صمتكم يا أهلنا؛ فأنتم بيضة القبان في هذه الثورة وبيدكم التغيير وأنتم أهل له وإلا فيا ويل قوم يصمتون! قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلا يُنْكِرُوهُ، فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ». وقال ﷺ : «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ».
وأي معصية أكبر من بيع دماء المسلمين والتفريط بتضحياتهم وأعراضهم والإذعان للكفرة المارقين؛ فحذار من سنة الله التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا.
هذا هو واقع التغيير والإنكار الذي يجب أن يلتزم به المسلم وأن يعمل له كي يستبشر بنصر الله سبحانه ويكون مهيَّأً له ولا يخاف في الله لومة لائم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ».
فإلى متى سنبقى نخاف من قول كلمة الحق؟!
وإلى متى سنبقى نضحي وتباع تضحياتنا في غرف المخابرات المجرمة؟!
وإلى متى سيظل قرار قادتنا بأيدي أعداء الأمة؟!
يا ويل قوم يُحارَب دينهم وتُفرض عليهم أنظمة الكفر ومشاريعه وهم صامتون، يا ويل قوم تباع ثورتهم وهم نائمون، يا ويل قوم تنتهك أعراضهم وتنهب خيراتهم وهم ساكتون، يا ويل قوم يقتل إخوانهم ولا يتحركون...
كتبه لجريدة الراية: محمد الدلي (أبو حمزة)، بتاريخ الأحد 25 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2GO6QlX
- التفاصيل
نشر موقع الدرر الشامية خبرا مفزعا تحت عنوان: 40 مجزرة وهجمات بـ"الغازات السامة"... 3 أشهر مفزعة عاشتها " الغوطة الشرقية ". وما هو الجديد؟ فعلى مدى سبع سنوات ومنذ بداية الثورة السورية سارع المجرم بشار بسفك دماء المسلمين في سوريا، ومع إصرار أهل الشام على المضي قدماً في ثورتهم من أجل إسقاط النظام الفاسد الظالم، ازداد بشار إجراما ووحشية ولم يتوان في استخدام الأسلحة الثقيلة لقمع الثورة والقضاء عليها.
ومع ذلك صمد أهل الشام وصبروا ولا زالوا؛ فثورتهم لم تكن من أجل تحسين ظروفهم المعيشية ولا من أجل تغيير رئيس مجرم بآخر، بل كانت ثورةً من أجل الله وتحكيم شرعه، وهذا ما أفزع أمريكا الكافرة، فسارعت لنجدة نظامها الرأسمالي الاستعماري المطبق في سوريا وفي كل بلاد المسلمين. أمدت أمريكا بشار بكل ما يساعده في الحفاظ على النظام، وأعطته الضوء الأخضر ليستمر في قتل أهل سوريا، فزاد في استخدام أشد الأسلحة فتكاً وتدميرا. ولكن أهل الشام بقوا صامدين صابرين، كيف لا، وحناجرهم لم تتوقف عن الهتاف بأن ثورتهم لله وليست للسلطة ولا للجاه.
مع هذا الصمود الأسطوري للشعب السوري أمام جبروت وإجرام بشار، أوعزت أمريكا لإيران ولمليشياتها لتكون عوناً له في القضاء على من تجرؤوا على النظام العلماني ويريدون استبدال نظام الإسلام به. وأوعزت إلى حلفائها وأتباعها روسيا وتركيا والسعودية وقطر لتشارك في حربها ضد ثورة الشام.
وإذا كانت أمريكا قد نجحت بشراء ولاءات بعض الفصائل المقاتلة، التي خضعت وذلت نفسها للمال السياسي المسموم، وسقطت في مستنقع المفاوضات والهدن، التي جعلتهم عبيدا لأمريكا وأتباعها، بعد أن حققوا انتصارات عظيمة، باعوها بثمن بخس، فإذا كانت أمريكا قد نجحت بذلك، إلا أن أهل الشام لا زالوا صامدين ثابتين على مطلبهم وهو إسقاط النظام وتحكيم شرع الله.
سبع سنوات مرت على ثورة الشام، رأى أهلها ما يشيب لهوله الولدان، وتقشعر له الأبدان. لم يُبق بشار ومن خلفه أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها حجراً على حجر، وأصبحت الدماء تسيل أنهارا!
اكتفت وسائل الإعلام في بلاد المسلمين بنقل أخبار ثورة الشام، وذكر عدد الضحايا والخسائر المادية، من غير أن تعلق أو توجه المتلقين المسلمين لحقيقة ما يجري في سوريا. حتى الإعلام المؤيد للثورة السورية، لا يعكس حقيقة ما يجري على أرض الشام!
فالخبر أعلاه عن عدد المجازر والهجمات بالغازات السامة على المسلمين في سوريا، يحتم على الإعلام في بلاد المسلمين، لو كانت تهمه قضايا المسلمين، أن يُسخر كل طاقاته وإمكانياته من أجل فضح النظام السوري وروسيا وكل من يلقي قنابل حقده وإجرامه على المسلمين في سوريا. ولكن ولأن الإعلام العربي بكافة أنواعه؛ المرئي والمسموع والمقروء تتحكم به الأنظمة الحاكمة العميلة لأمريكا وأوروبا، نراه متواطئاً مع أعداء الإسلام وثورة الشام. فأعداء ثورة الشام لا يريدون لها أن تنتصر، والغرب الكافر المستعمر يسخر الإعلام العربي والغربي للترويج للحلول السياسية الاستعمارية التي يريدون فرضها على أهل الشام.
الكفار جميعهم تكالبوا على سوريا وأهلها، والمسلمون لا حسَّ لهم ولا خبر! فما هذا الصمت؟! نعم لا يخلو بلد مسلم من ويلات ومآسٍ وحروب، ولكن أليس ذلك يدفعنا إلى أن نسأل لماذا تشن هذه الحروب الشرسة على بلاد المسلمين فقط؟ ولماذا الدم المسلم رخيص إلى هذا الحد؟!
ألا يقرأ المسلمون القرآن الكريم؟ قال تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32] هذه الآية تحرم قتل النفس البشرية، فكيف بقتل المسلم؟! قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]
أيكفي منا نحن المسلمين أن نتابع أخبار قتل المسلمين على يد الكفار دون أن يرجف لهم جفن، ونتحسر ونغضب وندعو عليهم فقط؟!
وأعود للسؤال أعلاه، لماذا يحصل كل هذا، ولماذا الغرب الكافر ومن والاه يتمادون في إجرامهم ضد المسلمين، خاصة في الشام؟
والجواب: لأنه لا يوجد للمسلمين دولة تحميهم وتذود عنهم، ولا يوجد لديهم جيش يهب وينتصر لهم، فإلى متى الصمت؟!
وعندما نقول دولة للمسلمين، نقصد دولة إسلامية واحدة لها جيش واحد وترفع راية واحدة؛ راية رسول الله ﷺ ، والمسلمون فيها أمة واحدة، هكذا أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين أن يكونوا، لا كما هو حالنا اليوم ممزقين في كيانات ذليلة تسمى "أوطانا" زادت من تقطيع أوصال المسلمين وشتتتهم ومزقتهم. فإلى متى الصمت؟!
قال الله جل وعلا: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]
أمة الإسلام أمة واحدة ويجب أن تعود كذلك، ولن تعود إلا إذا كانت لها دولة واحدة يحكمها خليفة واحد يحكم بشرع الله وسنة نبيه ﷺ.
هذا هو الحل الجذري لكل ما يعانيه المسلمون، هذا هو الحل الجذري ولا حل سواه، وفرض عين على المسلمين أن يرفعوا أصواتهم ويكسروا صمتهم نصرةً للشام؛ وذلك بالعمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شام العز الطويل - فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/49887.html
- التفاصيل
تمر الأعوام الصعاب تباعا على أهل الشام ويزداد فعل الإجرام فيهم كلما طال بالمجرمين الزمن آمنين في مراكزهم القمعية ومستعمراتهم المحمية ممن يلتزم الخطوط الحمراء معللا ذلك بالسياسة الشرعية التي تطابق دوما ما توعز به دول علمانية صديقة للثورة كما يسمونها.
ما كان لهذه الكائنات المتوحشة أن تفتك بأهل الشام وتفعل فيهم أبشع الجرائم لو أنها ضُربت حيث يجب أن تُضرَب، فمن حمل السلاح وأعلن عن نفسه فصيلا مدافعا ومحررا، عليه أن يكون على قدر من المسؤولية يجعله بارا بما وعد به.
"هل المعركة سياسية أم عسكرية؟"، لو وجه هذا السؤال إلى قائد فصيل مسلح قبل أعوام قليلة لما تردد في الإجابة ولكان الرد واضحا بأن هذا النظام لا يُزال إلا بالقوة، وهذا الذي حول فعل الدفاع ابتداءً إلى أشكال منظمة من التكتلات العسكرية التي قدمت نفسها على أنها الحاسمة للمأساة، القاصمة لظهر القتلة من أركان النظام وأحلافه.
لكن السؤال اليوم لو طُرح مجددا، فإن غالبيتهم سيعلنها صريحة، بأن الحسم العسكري ما عاد ممكنا، وفي مثل هذا القول صدى لتصريحات دولية من الدول الكبرى أو (الصديقة) التي تردد دائما أن الحل في سوريا هو حل سياسي.
مما لا شك فيه أن للعمل السياسي أهمية كبير، وأننا لا يمكن أن نتصدى لمؤامرات أعدائنا دون عمل سياسي مبدع، وأن الثورة تحتاج حتى تسير إلى تحقيق أهدافها، وإنجاز تطلعاتها، إلى قيادة سياسية واعية. ولكن ليس العمل السياسي المطلوب ولا الحل السياسي المطلوب هو بالمفهوم الذي يروج، والذي يُراد للثائرين أن يستسلموا له، هو ليس الحل السياسي الذي أوعزت به أمريكا، ووقّع عليه المشاركون في جنيف، واستجاب له قادة روسيا وتركيا وإيران، وعقدوا تحت سقفه المشاورات والمؤتمرات، ثم جاؤوا بعصبة من "الممثلين على الثورة" جعلوا منهم قيادة سياسية مأجورة لتمثل دور العمل السياسي، والقيادة السياسية، وذلك لشرعنة هذا الحل المرسوم مسبقا.
الحل السياسي الذي نتحدث عنه ويجب أن تسعى إليه ثورة الشام، والذي يجب أن توجههم إليه قيادتهم السياسية،هو الذي ينتهي بجحافل المقاتلين في وسط دمشق مكبرين مهللين، وهو الذي يدفع ثوار الشمال إلى إحكام القبضة والسعي للسيطرة على الخزان البشري للنظام غرب البلاد لضرب حاضنته، ويمكنهم من الإمساك بالساحل على امتداده... هو الذي يفضي أيضا إلى كسر عقدة الوسط جغرافيا والإمساك بشبكة الطرق الحيوية وقطع كل شرايين الحياة عن النظام ومن هم في صفه من المناصرين.
هذا يلزمه خطوات عسكرية وعملا مسلحا بكل تأكيد لكنه ليس حلا عسكريا، بل هو عمل عسكري لتحقيق هدف سياسي بلا شك. فمثل هذه الأفعال لا يقوم بها المنقادون إلى من يسمون "الأصدقاء"، ولا المحتاجون إلى أموالهم، ولا المتذللون على أعتاب مخابراتهم؛ ومثل هذه الأفعال لا تؤديها غرف عمليات مؤقتة لا تلبث أن تجتمع حتى تتفرق، ولا تقوم بها فصائل ترى في غيرها من الفصائل خصوما وأعداء أو منافسين على مناطق السيطرة المحدودة، التي أصبحت هدفا للفصائل بسبب غياب المشروع الجامع،الذي يبين الثوابت التي لا تنازل عنها، ووفقه ترسم الاستراتيجيات، وخطوات الطريق الأساسية، التي تؤدي طبيعيا إذا سرنا فيها إلى تحقيق الغاية، ورفع الراية التي نرجوها خفاقة تنتصر للمظلومين، وتقتص من الظالمين كل الظالمين.
فمن أراد بالشام وأهلها خيرا فعليه أن يقدم مشروعه الذي يحمله ليجمع معه عليه غيره للعمل من أجل تطبيقه في واقع الحياة.
وقد قدم إخوانكم في حزب التحرير مشروعا منبثقا من عقيدتنا، ومستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إنه مشروع "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" الذي يجمع جميع أبناء الأمة أخوة متحابين، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، مقياسهم الحلال والحرام، وتسابقهم هو من أجل نيل رضوان الله، وليس إلى متاع من الدنيا قليل أو منصب معوج الكرسي.
إنه مشروع الإسلام العظيم، الذي يجمع شتاتنا ويوحد صفنا ويحقق عزنا ويقطع يد المتآمرين عن العبث بثورتنا وسلب قرارنا، به نحسن التوكل على الله ويكون عملنا نصرة لدينه، وإعلاءً لكلمته جل وعلا.
إنه المشروع الذي يحقق سيادة الشرع، ويعيد للأمة سلطانها المسلوب، ويجعل من متقاتلي الفصائل ومرتهني الإرادة عندما ينصرونه، يجعلهم أنصار لله، يعيدون سيرة أنصار رسول الله رضوان الله عليهم.
وبمشروع الإسلام وحده نواجه مشروع الغرب الكافر الذي يريد فرضه علينا، وتحت القيادة السياسية للمخلصين من حملته نحقق بعون الله أهداف ثورتنا ونرد كيد أعدائنا الى نحورهم.
فهو مشروع الأمة لا حياة لها إلا به، ولا خلاص إلا بتبنيه والعمل من أجل ايجاده في واقع الحياة مطبقا في ظل دولة يعمل الجميع من أجله كل حسب إمكاناته ومقدرته
وهو خطوة الإنقاذ العاجل فإما أن ينتصر مشروع الإسلام العظيم الذي يمكننا من تربع مواطن العز، وطي صفحة الذل، أو أن ينتصر مشروع أمريكا الصليبية الحاقدة، ومن في ركبها الذي سيعيد الشرعية لنظام الإجرام ومؤسساتها المتوحشة؛ لأن الصراع على أرض الشام - كما نكرر دائما وكما هو جلي - هو بين مشروعين لا ثالث لهما:
مشروع الإسلام العظيم الذي يحمله المخلصون الواعون من أبناء هذه الأمة، ثوابته مستمدة من ثوابت بيعة العقبة الثانية التي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار رضوان الله عليهم، والتي أسست لقيام دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة. وبين مشروع الغرب الرأسمالي الحاقد وعلمانيته العفنة الذي يسمى لفرضها علينا عبر ثوابت مؤتمرات جنيف 2 وغيرها التي يروج له زورا وبهتانا على أنها الوصفة السحرية التي ستنقذنا مما نحن فيه، وأنه لا بديل عنها إلا مزيدا من القتل والتدمير والتهجير.
فهل نتمسك بثوابت العقبة الثانية التي وضعها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وننصر مشروع "الخلافة الثانية على منهاج النبوة"، أم نتمسك بثوابت يحاول فرضها علينا أوباما وترامب وبوتين وغيرهم من الحاقدين وزعماء دول الإجرام الصليبي، ونكون عبيدا وخدما لهم ولمشروعهم العلماني وحلهم السياسي القاتل؟!
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
- التفاصيل
بعد سبع عجاف مرت على ثورة الشام، نرى أصحاب ركوب الموجة من المدلسين الذين يسعون إلى مصالحهم ولا يهمم إلا حصولهم على المكاسب الدنيوية...
• فعندما بدأت ثورة الشام، على سبيل المثال، كان أغلب من درسوا في كليات الشريعة، يحرِّمون الخروج على الحاكم ويقفون مع النظام المجرم، وبعدما تمكنت الثورة صاروا رموزا لها، ومفتين بكل ما يتوافق مع أهواء القادة ومصالحهم الشخصية، يُنزالون النصوص على غير مناطها، ويتخذون من المصلحة مصدرا لفتاواهم الترقيعية.
• وهناك صنف ممن تماشوا مع الثورة، واستغلوا الواقع والدماء والتضحيات وجاء من يصنّعهم قادة ويمدهم بالمال السياسي المسموم، ليجمعوا حولهم المقاتلين، ومن ثم يوجهونهم كما يريد الداعم، في معارك جانبية تستنفذ جهود المخلصين، وتزرع اليأس في نفوس الثائرين، وتطيل عمر نظام القتل والإجرام.
• وبعض الجماعات التي زعمت أنها قادرة على قيادة الأمة وإعادة عزها وبناء دولتها، ولكنها مع هذه المزاعم لا تمتلك مشروعا مفصلا، بل شعارات عامة، وفهما مشوه مجتزأ للإسلام؛ فأوصلت الأمة وسفينة الثورة الى وسط بحر متلاطم الأمواج دون أن تمتلك بصيرة ولا قيادة واعية تقودها الى شاطئ الفلاح، وكيف لسفينة تائهة يقودها قبطان لا خبرة له أن تصل الى أهدافها!!
إن سفينة ثورتنا هي بأمس الحاجة للقبطان الحكيم الواعي، الذي يمتلك مشروعا دقيقا، وفهما تفصيليا، ويبصر الطريقة الشرعية التي يجب أن يسير عليها، بالإضافة إلى ما يتمتع به من وعي دقيق على سياسات الدول المتآمرة، ومعرفة بأساليبهم وخططهم ومكائدهم ضد أمتنا ،كي يتمكن من إنقاذ أمته وثورته من مؤامراتهم ومكائدهم. وبذلك ننقذ الثورة في الشام والأمة جميعها، بعون الله، من هذا الضياع ونحفظ الدين والعرض والأنفس والأموال، ولا يكون إلا ما يرضى الله، لا ما تريد أمريكا وغيرها من العملاء والأدوات.
• وقد حمل بعض القادة والشرعيين المتسلقين ،فكرة التقارب مع أمريكا وغيرها من الدول، ومحاولة إرضائها بالتنازل عن ثوابت ثورتهم وثوابت دينهم ، لتتغير المواقف والأحكام وفقا لما يرونه مصلحة، بحجة تقاطع المصالح، وتقليل الأعداء، والعمل تحت السقف الذي تسمح به الدول المتحكمة، ومحاولة استرضائها وتقديم أوراق اعتمادنا اليها، لإقناعها أن مقاييس الإرهاب التي وضعتها لا تنطبق علينا؛ وكأننا لم نقرأ في كتاب الله عز وجل قوله تعالى: (ولنْ تَرضَى عَنْكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتِهُمْ)!!.
• وهنا نقول لكل من ادعى العمل لله، ورفع راية الجهاد دون مشروع واضح، ولكنه يبدل مواقفه، ويحاول مقاربة نظرة الكفار، وهو ما يزال يحاول إقناع الأمة أنه على حق، بعد تجارب عديدة من الفشل في أكثر من مكان، مما أوقع أبناء الأمة في صراعات واقتتال، لا يخدم إلا أعداء الأمة، فضاعت التضحيات، وحصد الكافرون المتربصون نتيجة جهادنا، عندما وقعنا في حبائلهم، وخاصة فخ الاقتتال لندمر أنفسنا بأيدينا تدميرا ذاتيا.
• نقول إن الثورة على أنظمة الكفر والقمع تكون بمفاصلتها والتمايز عنها، وليس بمداهنتها ومحاولة استرضاءها، فقد أنزل الله في محكم تنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، عندما عرضت قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا إلهه عاما ويعبد ألهتهم عاما، سورة "الكافرون" (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)).
إنها المفاصلة التامة بين الحق وأهله وبين الكفر وأهله، بين موقف الإسلام ومنهجه، وبين منهج الكفر وملته وتشريعاته. إن هذا الإسلام دين لا التواء فيه ولا مداهنة، وإنه منهج متكامل للحياة، مفصل ومتميز بأحكامه ونظامه، ويوجب على جميع أتباعه مواقف شرعية ثابتة لا تلون فيها ولا إذعان ولا خضوع لما يريده الكافرون، بل ثبات وعزة و تمايز عن فسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه.
لقد بينت سورة "الكافرون" أن طريق الحق واحد لا عوج فيه ولا خضوع، بل عبادة خالصة لله رب العالمين وحده، ومفاصلة حاسمة بين عبادة الله وحده، وبين عبادة ما سواه، بين منهج الحق وبين منهج الضلال والزيغ والهلاك، فلا لقاء بين الحق والباطل ولا اجتماع بين النور والظلام، فالاختلاف جوهري كامل يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق، والأمر لا يحتاج إلى مراوغة أو مداهنة، نعم فالأمر هنا ليس مصلحة ذاتية، ولا رغبة عابرة، فقد كان الرد حاسما على زعماء قريش المشركين، لا مساومة ولا مشابهة، ولا حلول وسط ولا ترضيات شخصية، فإن الجاهلية جاهلية، والإسلام إسلام، في كل زمان ومكان، والفارق بينهما بعيد كالفارق بين التبر والتراب وبين الثرى والثريا.
والسبيل الوحيد هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته عبادة وحكما، وإلا فهي البراءة التامة والمفاصلة الكاملة والحسم الصريح بين الحق والباطل في كل زمان ومكان.
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة
- التفاصيل
بعدما خرجت حشود الثائرين على أرض الشام ضد الظلم والقمع والطغيان فصدحت حناجرهم (هي لله هي لله)، تكالبت عليها دول الكفر، وعملاؤها لتغيير مسارها وحرفها عن أهدافها، وبالتالي القضاء عليها.
وقد كان للمال السياسي المسموم دورا كبيرا بشراء ذمم كثير من قادة الفصائل، وربطهم بمخابرات الدول المتآمرة على ثورة الشام، فتخلوا عن أهلهم وتنكروا لهم، وخانوا دماء شهدائهم، وتحولوا إلى أدوات لتنفيذ أجندة الداعمين، وتنفيذ مخططاتهم، وحراسة جبهات نظام الإجرام في دمشق، واستنزاف المخلصين من أبنائنا في معارك جانبية لصرفهم عن أي معركة مؤثرة على نظام السفاح تقربنا من إسقاطه.
وقد ظهر التزام هؤلاء القادة بالخطوط الحمراء التي وضعتها غرف الدعم للحفاظ على نظام السفاح بشار، وقد بلغ من هوانهم وخيانة بعضهم أن قاموا مؤخرا بتسليم جثة الطيار الروسي الذي كان يقصف المشافي والمدنيين حتى دون مقابل؛ إذعانا منهم لأوامر أسيادهم، وانحيازهم لأعداء ثورتنا ضد أطفالنا وشهدائنا. فهل بعد هذا الهوان والخنوع نرضى أن يكون هؤلاء وأمثالهم قادة لنا، وهم لم يُؤتَمنوا على جثة قاتلٍ نتنة؟!.
وإمعانا في محاولة القضاء على ثورة الشام تم تصنيع قيادة سياسية مدجّنة علمانية خانعة، لتمثل الثائرين على أرض الشام سياسيا في منزلق المفاوضات والمؤتمرات، وسوق المتاجرة بالدماء والتضحيات، فيما سموه زورا خوض المعركة السياسية مع النظام. وكأن مصير مفاوضاتهم ستكون أفضل ممن سبقهم من المفاوضين الفلسطينيين الذي ضيعوا البلاد وخانوا العباد.
وثالثة الأثافي نفرٌ ممن ادعوا العلم الشرعي، ولكنهم جعلوا المصلحة "إلهاً" لهم من دون الله يحرمون ويحللون بحسبها ولو تعارض ذلك مع ما شرعه الله عز وجل. وقد تم تلميع هؤلاء النفر ليكونوا مرقِّعين لكل قائد منحرف، ومروجين لكل خطة ومكيدة تخدم أعداء ثورة الشام، وأبواق فتنة لا تترك مناسبة إلا وتدعوا للتحريش والاقتتال.
أمام هذا الكيد العظيم وصلنا إلى ما نحن فيه من انحراف عن الأهداف وتنكر للثوابت، وتفشٍ لليأس بين عامة الناس، لانعدام ثقتهم بمن كانوا يعدونهم أملا ومخلّصا لهم من الفصائل المقاتلة، بعد الذي بيناه سابقا. وقد ترافق ذلك مع تقدم نظام الإجرام وميليشيات الحقد الطائفي بمساندة طيران الإجرام الروسي، وبتواطؤ من بعض قادة الفصائل، تطبيقا لأوامر الدول المتحكمة، ومقررات مؤتمرات الخيانة في جنيف وأستانة وغيرها.
أمام هذا الواقع الأليم الذي وصلت إليه ثورتنا المباركة، لم يعد مقبولا موقف المعتزلين واليائسين والساكتين على المنكرات، التي ترتكبها فئةٌ تسلطت على ثورتنا، وحاولت سلبها لمصالحها الخاصة أو لفصائليتها الضيقة، التي لا تخدم إلا من يتآمر علينا.
فبسبب سكوتنا وصمتنا على العابثين والمتاجرين بتضحياتنا ودماء شهدائنا ستذهب كل تضحياتنا ودماء شهدائنا سدى، ولن نجني بسبب ذلك إلا ذلا وخسرانا وتمكينا للدول الكافرة من تنفيذ مخططاتها، وفرض حلولها القاتلة التي ستعيدنا إلى حظيرة المجرمين من جديد ليحكمونا بأنظمة الكفر والعلمانية النتنة، وليسومونا فوق ذلك ظلما وقهرا واستعبادا.
لذلك لا بد أن يقوم الجميع دون استثناء بواجبهم، من الأخذ على يد الظالمين، والعمل على تقويم انحراف المنحرفين، والتغيير عليهم واستبدالهم، وعدم السكوت عن منكراتهم وانحرافاتهم ومتاجراتهم، بل لا بد من رفع الصوت في وجوههم واتخاذ المواقف العملية ضدهم. وذلك يكون باتخاذ قيادة سياسية واعية، صاحبة مشروع يوحد كلمتنا ويجمع شتاتنا ويقطع يد العابثين بمصيرنا ومصير ثورتنا، منه نستمد قوتنا، وبه نحقق عزنا، وبتطبيقه ننال فوزنا في الدنيا والآخرة. هذا المشروع هو "مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" الذي أوجب الله علينا إقامتها، وبشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
ولا بد من اتخاذ قيادة عسكرية تنصر هذا المشروع وحملته، وتجمع المخلصين من أبناء ثورتنا لإسقاط نظام الإجرام في دمشق وإقامة مشروع الإسلام العظيم مكانه؛ ليس لديها خطوط حمراء تلتزم بها إلا ما حرمه الله عليها، تقوم بتوجيه الجهود لمعارك حاسمة تضرب نظام السفاح في مقتله متوكلة على الله حق توكله.
وعندما تجتمع العناصر الثلاث: قيادة سياسية واعية، وأنصار لها من أهل القوة من الفصائل وغيرها، يدعمهم جميعا حاضنة شعبية لا تسكت على انحراف، ولا ترضى عن دينها وشرعها بديلا، يحملون جميعا مشروعهم الذي ينبثق من عقيدتهم، ويتصدون به لمشروع الغرب الكافر؛ عندما يتحقق ذلك، نكون قد اهتدينا إلى طريق خلاصنا وإلى منبع قوتنا الذي نصارع به مشروع الغرب الكافر والمتآمرين معه من الأدوات والعملاء، فيرتد كيدههم إلى نحورهم، وتصبح أمولهم التي أنفقوها للقضاء على ثورتنا حسرة عليهم ، وعندها نعيد لثورتنا المباركة سيرتها الأولى (هي لله هي لله).
(ويَومَئذٍ يفرحُ المُؤمِنونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يشَاءُ وهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ)
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة