- التفاصيل
هذا السؤال تأخر بعض الناس عن طرحه، حتى الذين ثاروا، لكن هناك من أجاب عليه منذ أكثر من نصف قرن، وهم المخلصون المدركون من أين تؤكل الكتف، لكن هناك حركات إما قصر نظرها، أو قل إخلاصها، أو ملأ الكسل والملل طريقها، فلا تعرف.
ماذا ينقص الثورات حتى تنجح؟ في الماضي كان القتال هو خيار الثائرين، فلم يكونوا يعملون عن إدراك للواقع وكيفية تغييره، حتى فشلت ثورتهم المسلحة، وأخرجت أنظمة ركبت التيار وتحايلت عليه ووجهته لخدمة مصالحها الدنيوية، فأصبحت لدينا أنظمة قمعية ظالمة متغطرسة. وما إن أفاقت الأمة وأدركت مدى استحكام الكافر المستعمر في بلادها وسيطرته على مقدراتها، بعد سبات عميق دام ما يقارب قرنًا، حتى أصبحت تريد استرجاع ماضيها ومقدراتها، فكان أول ما فكرت فيه الحركات لاسترجاع ماضي الأمة هو القيام بالأعمال المادية التي لا تفرق بين الحق والباطل وبين العدو والصديق، ففشلت وخمدت وأيقنت أن عملها لن يوصلها إلى ما ترجوه، وبعد مدة أرادت أن تجرب عملًا آخر، فخرجت إلى الشوارع ونادت بأعلى صوتها بأنها تريد تغيير النظام وإزالة الحكام، وبهذا كان عملهم سليمًا، لسبب بسيط، هو إدراكهم أس الداء وهو النظام الحاكم، فصدع الناس بأصواتهم لكن الصورة بقيت غير مكتملة كتلك الكلمات التي صدعوا بها. الجميع كان يسأل نفسه ماذا بعد إسقاط النظام وإزالة الحكام، ماذا سيحدث بعدها، ومن سيقود بعد الثورة؟؟؟
سارعت أصوات خبيثة تجيب عن هذه الأسئلة، لتوجه الثورة لمصالحها، فتحايلت على الثوار بشعاراتها وركبت مركبهم ونصّبت نفسها عليهم لفقر الوعي عندهم وعدم إدراكهم لخبثها، فبقي السؤال من غير إجابة شافية واضحة تشفي الصدور وتعزّز الهمم وتنجح العمل. لكن المخلصين في هذه الأمة يعرفون الجواب، وقد خرجوا للثائرين ناصحين وموجهين ومرشدين، أجابوهم عن الأسئلة، وكان جوابهم نابعًا من فكر مستنير دقيق، فكانت إجابتهم إن كانت الثورة صحيحة أم لا: نعم؛ لأنها تستهدف تغيير الأنظمة والحكام الذين هم أس البلاء والداء، وكانت إجابتهم على ما الذي تحتاجه الثورة: أنها تحتاج أخيارًا يقودونها إلى بر الأمان، ويستبدلون بالنظام نظامًا يرضي الله سبحانه وتعالى ويرضي الناس ويطمئنون لهم بأنهم المناسبون لهذه المهمة الربانية، وعلى رأس هؤلاء الأخيار حاكم مسلم يحكم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، هو خليفة عادل راشد ينصر هذه الأمة.
عرف الناس هذه الأجوبة، فتلكأ من تلكأ وهادن من هادن، ولكن الحقيقة تبقى ثابتة، وعندما سارت الثورات غير متبنية لهذه الأجوبة تخبطت يمنة ويسرة، ولم تفلح حتى هذه اللحظة أية ثورة في الوصول إلى مبتغاها، فإلى متى تظل هذه الثورات تتخبط ولا تجد المخرج؟
إن هذا الزمان لا يصلح إلا بما صلح به أوله، عندما خرج رسول الله ﷺ على كفار قريش صادعًا بأوامر الله، وأخبرهم أن يعبدوا الله تعالى ويحكّموا شرعه سبحانه، وهذا حزب التحرير أخبر الناس بهذا منذ أول يوم تأسس فيه.
إن مهمة المسلم في هذه الأرض هي إعمارها ونشر رسالة الهداية والعدل بين شعوبها، والمسلمون هم ورثة الأنبياء في تبليغ الرسالة وحملها إلى العالم حتى قيام الساعة، وهذا لا يتحقق إلا بأن تجتمع الأمة على فكرة وتسير عليها وتنشرها بين الأمة، هذه الفكرة هي أن الأمة الإسلامية صاحبة السلطان في الأرض تحكم بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، فكرة خالصة لا يشوبها شيء ولا تدنسها حضارة الغرب، وهذا الهدف يتحقق بالعمل المخلص لله ورسوله عليه الصلاة والسلام لوضع الإسلام في سدة الحكم وجعله المصدر الوحيد للتشريع، ثم حمله للناس بالدعوة والجهاد بعد قيام دولة الإسلام.
فلا يعقل أن نترك الطريق الذي سلكه خير البشر المصطفى عليه الصلاة والسلام، ونسلك طريقًا من صنع البشر. علينا أن نسير على خُطا رسول الله ﷺ ونحرص كل الحرص على ذلك، حتى نحقق النصر الذي حققه عليه الصلاة والسلام، وإلا بقينا على حالنا، بل وساء أمرنا.
إن هذا الدين له رجال ووجنود، رجال اختاروا حمل رسالة الإسلام، مخلصين لا يهدفون في هذا العمل لمغنم أو شيء من الدنيا، بل إلى مرضاة الله عز وجل ونوال رحمته وجنته التي أعدّها للمخلصين، وجنود كثيرة تحتاج هؤلاء الرجال المخلصين لقيادتها.
إن هذه الثورات كلها لن تنتصر إلا إذا أراد الله ذلك، وما يريده الله نعلمه كلنا ولا يخفى على أحد، وهو أن نكون على ما يرضاه عز وجل من السعي لتحكيم شرعه عز وجل، حتى يسدّد الله خُطانا وينزل علينا نصره، ولهذا يعمل حزب التحرير وسيبقى يعمل ويدعو حتى يُستجاب له أو تنفرد سالفته، فإما الموت في سبيل الدعوة وإما تحقيق النصر والتمكين لهذا الدين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/40188
- التفاصيل
الأخ الكريم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أرض الشام المباركة تحية طيبة لكم ولكل ساكن في مركز الأرض المباركة، وعبر أثير راديو حزب التحرير / ولاية سوريا نلتقي بكم في هذا اللقاء الطيب حول "قضية فلسطين وثورة الشام أوجه التشابه وسبيل الخلاص"؛ فحياكم الله وبياكم
السؤال الأول: الأخ علاء أبو صالح؛ يقول الشاعر:
ما زِلْنا نَذْكُرُ أَنْدَلُساً *** نَبْكِيهَا فِيْ صُبْحٍ وَمَسا
لَيْسَتْ أَنْدَلُساً واحِدَةً *** فَلَكَمْ ضَيَّعْنا أَنْدَلُســــــا
ضاعت الأندلس فردوس المسلمين المفقود، وها هي فلسطين تكاد تضيع وهناك عدة أشياء اتبعها الغرب لإضاعة فلسطين؛ حبذا لو تخبرنا ببعض هذه الأشياء بشكل موجز...
الجواب: حياكم الله، وأهلاً ومرحباً بكم وكل التحية لأهلنا الصابرين المرابطين في شام رسول الله صلى الله عليه وسلم...
أخي الكريم، فلسطين هي جرح غائر في جسد الأمة الممزَّق، وهي جرح لا زال ينزف، واحتلالها كان علامة انحدار الأمة ونتيجةً لهدم خلافتها. لقد عمل الغرب منذ إنشائه لكيان يهود على تثبيته خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة واتخذ لذلك خطوات عدة، كان أبرزها إنشاؤه لمنظمة التحرير التي ولدت من رحم الأنظمة العربية العميلة، ومن ثم عزل فلسطين عن عمقها وامتدادها الإسلامي بحصره تمثيل أهلها بمنظمة التحرير، ومن ثم حرف البوصلة عن الحل الصحيح لهذه القضية، فبدل أن تكون قضية فلسطين قضيةً عسكرية، قضية أرض احتُلَّت يجب تحريرها، باتت قضية سياسية تفاوضية، وضاعت في دهاليز الأمم المتحدة وقراراتها الظالمة المتآمرة، ومن ثم أنتجوا سلطة هزيلة، تعادي أهل فلسطين ضيعت الأرض والعرض والمقدسات، وها هي تحمي أمن المحتلين ولا زالت المؤامرة مستمرة...
السؤال الثاني: هل الغرب يتبع في ثورة الشام نفس الخطط؟ أم أن هناك أساليب أخرى؟
الجواب: أخي الكريم، لكل قضية ملابسات وخصوصية، لكن قد تتشابه الأساليب والخطط. ما يحدث اليوم في ثورة الشام، يشابه أشياء كثيرة مما حصل في فلسطين وهو أمرٌ يدعو أهل الشام إلى الحذر وأخذ العبر لكي لا يلدغوا من جحر واحد مرتين. لقد أنشأ الغرب وأدواته من الأنظمة العربية العميلة ائتلاف المعارضة تماماً كما فعلوا مع منظمة التحرير، وجعلوه في اجتماع الرياض الممثل الشرعي والوحيد، وتمخض من رحم هذا الائتلاف حكومةٌ منبتّة لا قرار لها على الأرض على غرار السلطة وهو الآن - أي الغرب - يسعى لحرف بوصلة الثورة في الشام عن إسقاط النظام والانعتاق من التبعية والمطالبة بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، إلى جعلها قضية تفاوضية، وحلولاً سياسية ومناصب وزارية بل إلى قضية معونات إنسانية. هذه بعض الأساليب المتشابهة، لكن لا شك أن هناك أساليب أخرى يقوم بها الغرب لمواجهة ثورة الشام، كادعاء محاربة (الإرهاب)، وإنشاء التحالفات الدولية، والإجرام المتزايد في القتل والتدمير...
السؤال الثالث: الغرب صبر عقوداً حتى تمكن من تضييع وتمييع قضية فلسطين؛ فلماذا نرى الغرب مستعجلاً على حلحلة ثورة الشام؟
الجواب: نعم، ثورة الشام مثّلت منذ انطلاقها بشعاراتها وأهدافها أملاً للأمة بأسرها، أملاً لأهل فلسطين ولأهل الأردن ولأهل إندونيسيا ولكل مسلم يتطلع للعزة؛ لذلك رأينا يا أخي ضخامة المؤامرة على الشام وتواطؤ القوى الغربية وروسيا وأدواتها وأشياعها على هذه الثورة المباركة. لقد وضعت القوى الاستعمارية كل ثقلها في الشام لا لإنقاذ أهل الشام ولا لوقف المجازر بل لزيادتها سعياً لإخضاعهم للشروط الأمريكية الاستعمارية، فاهتمام الغرب بهذه الثورة إنما كان لمحوريتها وانعكاساتها على المسلمين وعلى العالم، حتى أصبحت الشغل الشاغل للغرب، وسبباً لشيب رؤسائه وأَرَقِهِم الدائم فاستعجاله إنما هو نابع من خوفه...
السؤال الرابع: هناك صراع دولي وصراع مشاريع دولية في فلسطين فهل مثل هذا الصراع الدولي موجود اليوم في الشام؟ أم أن هناك صراعاً من نوع آخر مختلف؟
الجواب: الصراع الدولي في فلسطين كان ناتجاً عن تضييعها وتسليم قيادتها لحفنة خانت أمتها ودينها وارتمت في أحضان أوروبا تارة وأمريكا تارة أخرى. أما الوضع القائم الآن في ثورة الشام، فهو صراع من نوع آخر، صراع أمة ضد المستعمرين، صراع أمة تريد أن تتخلص من ربقة العبودية وتحمل مشروعاً ينبثق من عقيدتها ويدعو لتحررها ضد مشروع الغرب الرامي لتكريس التبعية التي تضمن هيمنته على البلاد والعباد والثروات. لذلك فأمنية الغرب أن يكون الصراع في الشام صراعاً دولياً بين قوى استعمارية متنافسة، فحينها يكون الصراع ضمن قواعد اللعبة - كما يقولون - ولا خشية من الأمة حينها، بل تضيع تضحياتها في سبيل رفاهية ساكن البيت الأبيض أو عش داونينغ ستريت أو الإليزيه. ومن هنا، أغتنم هذا السؤال بتوجيه النصح للفصائل المجاهدة في الشام ألا يقعوا في فخ العلاقة مع المستعمر أو عملائه من الأنظمة، فالارتهان للغرب معصية للرب ومضيعة للحقوق وفقدان للقرار.
السؤال الخامس: من أساليب الغرب لحرف بوصلة ثورة الشام أسلوبان خبيثان، المال السياسي القذر، واصطناع الاقتتال والفتنة بين الفصائل؛ هل هذان الأسلوبان استعملهما في فلسطين؟ وكيف أو متى؟ حبذا لو تضرب لنا مثالاً.
الجواب: نعم لقد استطاع الكافر المستعمر أن يرهن قرار الفصائل الفلسطينية عبر ما يسمى بالمنح أو المساعدات أو المال السياسي الملوث وكما يقال "من يملك المال يملك القرار"، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى. فما تقدمه ما تسمى بالدول المانحة لمنظمة التحرير وسلطتها الفلسطينية هو كله مال سياسي ملوث، تملي من خلاله هذه الدول على أهل فلسطين تغيير المناهج الدراسية والتخريب الثقافي لأبنائنا ومحاربة ما يسمى بالإرهاب والرضا باحتلال فلسطين المحتلة عام 1948م، بل وتنفق هذه الأموال على حماية المحتل، فثلث ميزانية السلطة يذهب للأجهزة الأمنية التي تحمي يهود وتقمع أهل فلسطين وتلاحق المقاومين. وكذلك ما تقدمه الأنظمة العميلة مثل قطر وغيرها لغزة، فهي أموال سياسية؛ ومخادع من يدعي غير ذلك، فالغرب والأنظمة العميلة ليسوا جمعيات خيرية. أما الاقتتال، فأثره لا زال ماثلاً للعيان في انفصال الضفة عن غزة وتخاصُم فتح مع حماس؛ ولو عقل هؤلاء أنهم يعيشون تحت احتلال، وأن كلا سلطتيهما ليستا سوى بلديات وأن الهدف يجب أن ينصبّ على تحرير فلسطين... ما وصلوا إلى هذه الحال، لكن نعم ضاعت البوصلة فضاعوا وأضاعوا الناس. والله نسأل ألا يتكرر ما حدث في فلسطين مع فصائل الشام المجاهدة، وأن تركز هذه الفصائل جهودها على إسقاط النظام وأن تنبذ الاقتتال الداخلي المحرم، عسى الله أن يمن عليها بالفرج والنصر والتمكين. يقول الله سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
السؤال السادس: تمكن الغرب من ترويض معظم الفصائل الفلسطينية بأساليب شتى؛ فهل كان لاغتيال القيادات دور كبير في ذلك؟ وهل ما حدث في فلسطين من اغتيالات يحدث في الشام الآن؟
الجواب: نعم، فهذا أسلوب متبع لدى الغرب الذي لا يتورع عن القيام بالأعمال القذرة لتحقيق مخططاته، فهو أسلوب يضغط فيه على الفصائل لتقديم التنازلات ولتبقى ضمن قواعد اللعبة المسموح بها، فإذا ما شذّت أو خرجت عن هذه القواعد أو ربما فكرت بذلك تفكيراً... استخدم أسلوب الاغتيالات للقيادات. لكن الحركات المبدئية المتمسكة بدينها تبقى ثابتة على نهجها. ما نراه اليوم في الشام من اغتيال القيادات كقيادات الأحرار وجيش الإسلام وغيرهم، إنما يأتي في هذا السياق. نصيحتنا إلى هذه الفصائل أن تبقى متمسكة بدينها، بإسلامها، وأن تنبذ ما سوى ذلك وأن لا تخضع لإملاءات الكافر المستعمر.
السؤال السابع: قد فشلت الفصائل الفلسطينية بالتحرير بسبب ارتباطها بالأنظمة العميلة وتفرقها فهل التاريخ سيكرر نفسه مع الفصائل في الشام؟
الجواب: أخي الكريم، الارتهان للأنظمة العميلة مصيبة، ولقد كان سبباً رئيساً لضياع فلسطين، فهذه الأنظمة تسير وفق المخططات الاستعمارية ولا تقوم بأية خطوة في علاقاتها الخارجية إلا بتوجيه من أمريكا أو أوروبا. فهذه الأنظمة غير مأمونة الجانب، سواء النظام السعودي أو النظام القطري أو التركي أو الإماراتي أو غيرها، فكلها أدوات للاستعمار وإن اختلفت أدوارها. لذلك لا بد من الوعي على هذه الحقيقة لكي لا تتكرر الأخطاء والمآسي. ثم إن الله عز وجل قد أمرنا بأن لا نركن إلى الظالمين، فهو سبيل الهزيمة ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾. وهل يختلف اثنان على ظلم هذه الأنظمة ومعاداتها للإسلام والمسلمين؟!.
السؤال الثامن: قيل لنا إن أهالي بيت المقدس بالذات ينتظرون اللحظة التي يسقط فيها نظام أسد لأنه في سقوطه تحرير الأقصى، إلى أي مدى هذا الكلام صحيح؟
الجواب: نعم هو كلام صحيح بكل تأكيد، إن أهل الشام منا ونحن منهم، مصابهم مصابنا، فرحتهم فرحتنا. ثم إن لثورة الشام خصوصية أخرى، فهي ثورة أمة وهي محط أنظار أهل بيت المقدس وكل المسلمين ومعقد آمالهم... نعم، نحن على يقين أن نجاح الثورة في الشام سيقود حتماً إلى تحرير كل فلسطين، لأننا ندرك أن نظام الأسد وبقية أنظمة الجوار هي أنظمة قائمة لحماية كيان يهود من الأمة وجيوشها، وإن استعادة الأمة لزمام أمرها سيقود حتماً لتحركها لتحرير مسرى نبيها وعسى أن يكون ذلك قريباً.
السؤال التاسع: نحن نرى فشل أمريكا في أسلوب المفاوضات في ثورة الشام... فهل يمكن أن نرى مشروع ضفة جديدة وغزة جديدة؟ أي هل من الممكن أن ترضى أمريكا من الغنيمة بالإياب، فتقبل بالمحافظة على الوضع الراهن؟
الجواب: هدف أمريكا الأول في الشام أن تئد ثورتها، وأن تحول دون نجاحها وتحررها، وأن تحافظ على نفوذها الاستعماري. أمريكا، أخي الكريم، دولة براغماتية تغير من الخطط والأساليب بما يضمن تحقيق أهدافها، فهي الآن تقتل وتدمر للمحافظة على النظام العميل لها، ويمكن لها أن تنتهج أية خطة أخرى لتحقيق مخططاتها الشريرة؛ غير أننا لا ننظر إلى ما تريد أمريكا، بل عيوننا ترنو إلى المخلصين من ثوار الشام، ليردوا كيد أمريكا إلى نحرها ويبطلوا مشاريعها، فلا يبقى الواقع الراهن كما هو ولا تعود أمريكا بالإياب ولا تحقق أمريكا أية إنجازات، بل يقام للمسلمين خلافة على منهاج النبوة، فتطرد أمريكا من بلاد المسلمين وتقلع نفوذها من الشام والمنطقة بأسرها، بل وتلاحقها إلى عقر دارها بإذن الله.
السؤال العاشر: كيف ينظر أهالي فلسطين عموماً إلى ثورة الشام وخاصة أهالي بيت المقدس؟
الجواب: أخي الكريم... أنا لا أبالغ عندما أقول إن ثورة الشام هي محط أنظار أهل فلسطين ومعقد آمالهم - كما هم بقية المسلمين - وإن أهل فلسطين يتابعون مجريات الثورة في الشام أكثر من أخبارهم المحلية فهذه الثورة هي بحق ثورة أمة، رغم أن الذي يدفع فاتورتها هم أهل الشام الأخيار. أهل بيت المقدس يتضرعون إلى الله صباح مساء بالدعاء لأهلنا في الشام ولأهلنا في حلب أن ينصرهم الله نصراً عزيزاً مؤزراً، ودروسهم ووقفاتهم في الأقصى نصرة للشام وتضامناً مع أهلها لم تنقطع.
السؤال الأخير: ثورة الشام لم يمض عليها أكثر من ست سنوات وقضية فلسطين مضى عليها أكثر من ستين سنة فما هي العبر والنصائح التي تقدمها لثوار الشام حتى لا يغوصوا فيما غاص فيه أسلافهم من حفر ومستنقعات؟
الجواب: نعم... بارك الله فيك أخي الكريم
نصيحتي لأهل الشام وثوارها، أن اعتصموا بحبل الله، وأنتم أهل لذلك. لا تظنوا الخلاص في جنيف ولا في واشنطن ولا في موسكو، خلاصكم بتمسككم بدينكم، ونصركم من عند الله وحده وليس من عند أحدٍ سواه. لا تلتفتوا إلى المرتمين في أحضان المستعمرين؛ إلى الائتلاف وأمثاله صنو منظمة التحرير. لا تقبلوا بالحلول الاستعمارية ولا المفاوضات التفريطية. نجاح ثورتكم بتمسككم بثوابت هذه الثورة من إسقاط النظام بكل رموزه، وقطع أيدي التدخل الخارجي الاستعماري العابثة، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ بذلك وحده تفلحوا؛ وبغير ذلك يمكن لمعاناتكم لا سمح الله أن تستمر سنين أخرى، وتضيع تضحياتكم وتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا! والله أسأل أن يحفظكم ويرعاكم ويثبتكم، وأن يجمعنا وإياكم في المسجد الأقصى المبارك وقد سقط نظام الأسد وسارت جيوش التحرير من دمشق صوب الأقصى لتطهره من رجس المحتلين، فتصافحكم قلوبنا قبل أيدينا، ونردد سوياً قول الله سبحانه: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وبارك الله فيكم.
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/articles/39988
- التفاصيل
أكد رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف العميد أسعد الزعبي أن على الوفد الانتظار بعض الوقت حتى تحرر مدن كبرى في سوريا على أيدي فصائل المقاومة السورية قبل العودة للتفاوض مع نظام اﻷسد وحلفائه.
وقال الزعبي: إن ما يحدث في حلب هو هزيمة لروسيا "مرغت أنفها في التراب" ما جعلها "تستنجد بالأمم المتحدة لإقامة هدنة"، متمنيًا أن تدرك أن "أمريكا زجتها في مستنقع لا مخرج منه إلا بالموت".
واعتبر الزعبي أن "الدب الروسي لم يستفد من الدرس الذي تعلمته ميليشيات إيران
و العراق وميليشيا حزب الله في سوريا"، مشيدًا بانتصارات حلب، ومؤكدًا استحالة حصارها عسكريًّا.
وكان الوفد المعارض قد انسحب من جنيف نتيجة تعنت نظام اﻷسد وحلفائه وعدم جدية المجتمع الدولي في الضغط عليهم، فيما أكدت مصادر مقربة من روسيا و نظام اﻷسد استعدادهم للتفاوض بعد تطويق حلب وعزل الشمال السوري لفرض الاستسلام على المعارضة. (موقع الدرر الشامية)
تعليق جريدة الراية:
إن كلام أسعد الزعبي، رئيس الوفد السوري المعارض المشارك في مفاوضات الذل والعار في جنيف، يدل على محاولات جعل انتصارات المسلمين في حلب، والتي جاءت نتيجة تضحيات جسام، أداة تُستخدم في المفاوضات التي تهدف أمريكا من ورائها إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا.
وقد سبق أسعدَ الزعبي في قوله هذا عضوُ الائتلاف نصر الحريري الذي قال: "إن انتصارات حلب ستكون مهمة لمفاوضة النظام للوصول لحل سياسي". فليحذر أهل الشام من أن تتكرر فيهم سيرة أهل فلسطين الذين خانت دماءهم وتضحياتهم وثوابتهم منظمة التحرير، فتنازلت عن الأرض المباركة فلسطين لكيان يهود الغاصب، أو تتكرر فيهم مأساة أفغانستان حيث قاتل المسلمون هناك ببطولة قل نظيرها وقدموا التضحيات الجسام في مواجهة جيش الاتحاد السوفييتي وحققوا انتصارات كبيرة، فكانت بعد الانتصارات العسكرية هزيمة سياسية، وذلك لأن أمريكا هي من قطف ثمرة الانتصارات من خلال قادة من المسلمين ارتبطوا بها، فتم تسخير انتصارات المسلمين في أفغانستان لخدمة مشاريع أمريكا وتركيز نفوذها هناك.. والآن يعمل عملاء يلبسون ثوب الثائرين ويظهرون بمظهر المضحين، ويقدمون أنفسهم ناصحين، وما هم إلا عملاء ينفذون سياسة الأعداء فيقولون لأهل الشام: آن أوان المفاوضات بعد الانتصارات، آن أوان الحل السياسي، وإياكم والتأجيل فقد تخسرون كل شيء!!..
وهكذا يُراد لأهل الشام أن تكون تضحياتهم ثمنا ليس لتحررهم وإنما لتركيز نفوذ عدوهم. إن على أهل الشام أن يعلموا أن الذي يقيهم ذلك هو اعتصامهم بحبل الله وسيرهم في تحقيق المشروع السياسي الذي ينقذهم وينقذ سائر المسلمين، وهو مشروع إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وليعلموا أن أي ارتباط بأي دولة غربية أو إقليمية، بصرف النظر عن المبررات التي يسوقها المرتبطون، فإنه لا يدفع ثورتهم إلى الأمام ولا يقربهم من النصر بل إنه يجهض ثورتهم، ويذهب بتضحياتهم سدى.. فالثبات يا أهل الشام والصبر على أمر الله، وانبذوا الخونة الذين يزينون لكم الخضوع لأعداء الإسلام؛ أمريكا وروسيا وغيرهما. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ـــــ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 10 آب\أغسطس 2016م
المصدر: http://bit.ly/2bdvJvz
- التفاصيل
شبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس الماضي الحصار الذي يفرضه النظام السوري وحلفاؤه على حلب بحصار المدن إبان القرون الوسطى، واتهم روسيا بالمشاركة في أعمال النظام السوري بحلب.
واتهم أوباما خلال مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع (بنتاغون) النظام السوري وحلفاءه بانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية بوتيرة متواصلة، وبتجويع السكان المدنيين في حلب.
وقال إن شن هجمات سافرة على المدنيين العزل ومنع الغذاء عن عائلات تتضور جوعاً "أفعال مستنكرة عكست وضاعة النظام السوري واستحقت إدانة العالم".
كما اتهم أوباما روسيا بالمشاركة في أعمال النظام السوري بحلب، مشككا في التزام موسكو بوضع حد للعنف. وقال إن ضلوع روسيا المباشر في هذه الأفعال على مدى الأسابيع الماضية يثير أسئلة عن مدى التزامها بالحيلولة دون بلوغ الأوضاع حافة الهاوية.
واعتبر الرئيس الأمريكي أن روسيا أخفقت في اتخاذ الخطوات اللازمة، وقال "حان الوقت لأن تظهر موسكو أنها جادة بشأن السعي لتحقيق هذه الأهداف". لكنه أكد استعداد الولايات المتحدة للعمل مع روسيا لمحاولة تقليص العنف "وتعزيز جهودنا ضد تنظيم الدولة والقاعدة في سوريا". (الجزيرة نت)
تعليق جريدة الراية:
لا يزال ساسة أمريكا وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي يخادعون بإظهار أنفسهم معارضين لما تقوم به روسيا ومعها عصابات بشار و إيران وجماعاتها، مع أن الأمر لم يعد خافيا، إذ إن أمريكا ليس فقط مجرد شريك من الشركاء في تلك الأعمال الإجرامية، بل إنها هي من يدير الأمر ويرتبه ويحدد المهام، وما كلام الرئيس الأمريكي إلا محاولة لذر الرماد في العيون..
أما تشبيه أوباما حصار حلب بما كان يجري في القرون الوسطى، فلقد آن أوان اعتبار أن ما قامت به أمريكا وغيرها من الدول الغربية الاستعمارية وكذلك روسيا من أعمال إجرامية في "العصر الحديث" قد فاقت ما كان يجري في "القرون الوسطى"..
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 10 آب\أغسطس 2016م
المصدر: http://bit.ly/2aXT3M9
- التفاصيل
تمكّن الثوار في مدينة حلب من كسر الحصار الخانق المضروب على المناطق الشرقية منها منذ قرابة الشهر، وذلك بعد أنْ كان نظام الطاغية بشّار - وبمساعدة من طيران العدو الروسي - قد تمكّن من قطع طريق الكاستيلو، والذي كان طريق الإمدادات الوحيد لتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار منذ أربع سنوات.
فقد خاض الثوار أشرس المعارك مع قوات النظام المجرم، ومع مليشيات إيران في الأيام الأولى من شهر آب/أغسطس الجاري، وتمكّنوا من اجتياح معاقله في حرب مصيرية خاطفة، قلبت كل الموازين المعهودة في الحروب، وأسقطت هيبة النظام، وهيبة داعميه، بعد أن سدّدت له ضربات موجعة في الصميم لم تكن تخطر على باله.
لقد تساقطت قلاع النظام الحصينة في حي الراموسة بمدينة حلب الواحدة تلو الأخرى، وفي زمنٍ قياسي، وأسفر هجوم الثوار الصاعق والمفاجئ على منطقة الكليات العسكرية، والثكنات المنيعة فيها، عن سقوط متسارع لكليات التسليح والمدفعية والبيانات، ولكتيبتي الصواريخ والتعيينات، ولمباني وقاعات الضباط، وأخيراً للكلية الفنية الجوية التي كانت آخر معقل عسكري كبير في الحي سقط بأيدي الثوار، وأدّى الهجوم كذلك إلى قتل المئات من ضباط النظام وجنوده ومرتزقته، كما أدّى إلى هروب جماعي للآلاف من أتباعه، مخلفين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والدبابات والمركبات والتجهيزات العسكرية المختلفة، حيزت كلها كغنائم ضخمة للثوار تُغنيهم وتكفيهم لخوض معارك عديدة وكبيرة في المستقبل.
إنّ نجاح الثوار هذا في فك الحصار عن ثلاثمائة ألف إنسان في مناطق حلب الشرقية، يُعتبر إنجازاً فريداً هو الأول من نوعه منذ بداية الثورة، وإنّ تمكنهم من السيطرة على أكبر مجمع عسكري للنظام في شمال سوريا والذي يُمثّل أهم حصون النظام العسكرية على الإطلاق في المنطقة، يُعدّ إنجازاً غير مسبوق للثوار، وهو الأول منذ ثلاثة أعوام، خاصّةً وأنّه طالما استُخدم - وعلى مدى السنوات الأربع الماضية - في شنّ الحملات العسكرية العدوانية ضد السكان في جميع المناطق الشمالية من البلاد.
إنّ هذا الانتصار المظفّر لا يُعتبر انتصاراً على النظام وحسب، بل هو انتصار على أمريكا، دولة الإرهاب والإجرام، وهو انتصار على روسيا المجرمة الحاقدة، وعلى إيران وحزبها في لبنان، وعلى مرتزقتها من مليشيات مُتعدّدة، لأنّها كلّها تُشارك النظام بشكلٍ حقيقي في الحرب.
وهذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا توحّد فصائل الثورة في هذه المعركة، وتوكل المقاتلين فيها على الله سبحانه وتعالى، واعتصامهم بحبله وحده، وقطعهم لحبال أمريكا وأتباعها وأشياعها، وانفكاكهم عن تعليمات وشروط الدول الإقليمية التابعة.
إنّ معركة حلب هذه هي معركة لكل سوريا، بل هي معركة لكل المنطقة، ولكل المسلمين، وهي معركة مصيرية ومفصلية، إنّها معركة حياة أو موت، خاضها الثوار بشجاعة واندفاع واقتدار، وحقّقوا فيها انتصارات غير مسبوقة، وتحوّلوا بعدها إلى مهاجِمين بعد أنْ كانوا مُدافِعين، وأصبحوا مُحاصِرين بعد أنْ كانوا مُحاصَرين.
وأمّا من ناحية سياسية فقد أسقطت هذه المعركة كل التفاهمات الأمريكية والروسية، والتي كان من بينها إعطاء الضوء الأخضر للنظام بالسيطرة الكاملة على كل مدينة حلب، وسحق الثورة فيها، وفرض الحلول الاستسلامية على المفاوضين.
لقد كشفت هذه المعركة - ولكل الناس - حقيقة الموقف الأمريكي الخبيث والصامت من العدوان الروسي الصارخ على المدينة، وقتلهم بالقنابل السامّة والحارقة، وكشفت كذلك حقيقة الموقف الأوروبي المتواطئ مع الموقف الأمريكي، والذي لم يصدر عنه إلا بعض الإدانات الخافتة لرفع العتب، وكشفت أيضاً حقيقة الموقف الأممي المتآمر على أهل حلب، والذي لم يصدر عن أمينه العام حتى مجرد القلق الذي لا يُجيد سوى إبدائه عند وقوع المصائب.
ولإجهاض هذا الانتصار الذي رفع رؤوس المسلمين وأدخل الفرح إلى قلوبهم، فقد بدأ الحديث يكثر عن هدن جديدة، وعن مفاوضات جديدة، بين المعارضة والنظام، وظهرت تسريبات بشأن اتفاق روسي أمريكي يقضي بفرض هدنة شاملة في مدينة حلب خلال الأيام القادمة، بعد أنْ كان الروس قبل هذا الانتصار يُعلنون على الملأ رفضهم لأية هدنة تتعلق بمدينة حلب على وجه الخصوص، وقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي: "علينا أنْ نجري تقييماً بشأن ما إذا كنّا سنتمكّن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا".
إنّ على الثوار والفصائل المقاتلة أنْ لا ينخدعوا هذه المرة بعروض أمريكا وأتباعها كما انخدع كثير منهم بمثلها في السابق، فعليهم أنْ لا يقبلوا بأية هدنة وبأي تفاوض، فكلها مُغريات مُضلّلة تهدف إلى الحفاظ على النظام المُتداعي وفرضه على الثوار، وقبولهم بالهدن من جديد يعني إعطاء النظام جرعة حياة جديدة لإطالة عمره، وقد أثبتت معارك حلب الأخيرة أنّ هذا النظام لم يعد يقوى على تحمّل ضربات الثوار، وأنّه بلغ من الهشاشة مبلغاً جعله يفقد أعظم تحصيناته من دون أدنى مُقاومة، وأنّ مظاهر الإعياء والإرهاق والإجهاد قد بانت عليه، وكشفت عن حجم التآكل في بنيته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وكشفت كذلك عن مدى الهزال الذي أصاب حلفاءه من المليشيات الطائفية المرتزقة الذين لم يعودوا يُحسنون سوى فنّ الهروب من ميادين القتال.
إنّنا ننصح إخواننا الثوار، وعموم قيادات الفصائل، أنْ يستمروا في توحيد بنادقهم في قتال نظام الطاغية الإجرامي حتى النهاية، وأنْ لا يلتفتوا بشكلٍ قطعي إلى أي حل سياسي مهما كان، وندعوهم لأنْ يتوجهوا بعد انتصارهم الميمون هذا مجتمعين إلى العاصمة دمشق، فيقتلعوا أصل النظام من جذوره، وهم بعون الله على ذلك قادرون، وأنْ يقيموا دولة الإسلام؛ الخلاف الراشدة على منهاج النبوة، على أنقاضه، والتي بها فقط تتحقّق أهداف الأمّة في النصر و النهضة والوحدة والتحرير.
كتبه لجريدة الراية: أبو حمزة الخطواني، بتاريخ الأربعاء 10 آب\أغسطسس 2016م
المصدر: http://bit.ly/2aDUz3F