press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art1712165

زيد المحمود: كلنا شركاء

في معرض تعليقه على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، دي مستورا، حول مخاوفه من أن تكون إدلب هي الهدف التالي في حملة النظام وحلفائه، حذّر المسؤول الإعلامي لحزب التحرير في سوريا من أن إرسال المقاتلين لإدلب ما هو إلا تحضير للمحرقة الكبرى التي ستتعرض لها هذه المحافظة.

وقال المسؤول الإعلامي أحمد عبد الوهّاب “لا شك أن كل المهجرين إلى محافظة إدلب هم من الذين رفضوا المصالحة مع طاغية الشام؛ سواء من المدنيين أم من الفصائل؛ وسواء أكانوا بعيدين عن إدلب كداريا وخان الشيح وغيرها من المناطق؛ أم كانوا قريبين منها كما يحصل الآن في مدينة حلب”.

وأضاف أن إدلب ستكون محرقةً كبرى في حال بقي الحال على ما هو عليه من وقوف قيادات الفصائل متفرجة على سقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى، على حدّ تعبيره.

واعتبر عبد الوهاب أن تصريح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا هو تهديد مباشر من خلال التلميح بخشيته أن تصبح مدينة إدلب الوجهة التالية لقوات النظام، لكن الذي يحصل في الآونة الأخيرة من انتفاض المناطق المحررة ضد القيادات المرتبطة ليدل دلالة واضحة على وعي أهل الشام وإدراكهم لخطورة الموقف بعد أن نفد صبرهم من هذه القيادات التي باعت الأرض والدماء والأعراض والتضحيات مقابل عرض من الدنيا قليل.

 

المصدر: كلنا شركاء

alraiah141216

لا يزال التآمر الأمريكي على ثورة الشام لإنهائها قائماً بشتى الوسائل والأساليب، من الإجرام الظاهر الصادر عن أدوات أمريكا الثلاث، النظام و روسيا وإيران ومرتزقتهم، إلى الإجرام الخفيّ الصادر عن أدوات أمريكا الأخرى، حكام تركيا و السعودية وغيرهما... فالأدوات الأولى وظيفتها القصف والتقتيل و التدمير والتشريد، بهدف إرهاب الثائرين ودفعهم إلى الركوع و الاستسلام، والأدوات الأخرى وظيفتها الترويض والخداع، والإقناع بضرورة القبول بما تمليه سيدتهم أمريكا.
ولا يخرج اجتماع السبت 10/12/2016م بين الروس و الأمريكان في جنيف عن كونه إحدى حلقات التآمر الأمريكي على ثورة الشام، عقدته أمريكا مع روسيا إحدى أدواتها في سوريا، بغية تبادل المعلومات العسكرية والأمنية عمّا تمّ إنجازه على الأرض، وما يجب أن يكون عليه الوضع في المستقبل القريب، وكيفية وضع الترتيبات اللازمة للوصول إليه.
وعلى الرغم من أنه لم يصدر شيء عما تم التباحث حوله في هذا الاجتماع حتى كتابة هذه الكلمات عصر الأحد إلا أن ما سبقه ورافقه من أحداث وتصريحات مختلفة توحي بما يجب أن يكون التباحث قد تم حوله فيه.
فاجتماع جنيف هذا يأتي في أعقاب هجمة شرسة تشنها روسيا ومرتزقة النظام وإيران على أحياء مدينة حلب الشرقية المحررة، حيث استطاعوا، بعد عدة انسحابات من قبل الفصائل المرابطة في هذه الأحياء منذ بضع سنين، استطاعوا إعادة احتلال نحو ثلاثة أرباع الجزء المحرر من المدينة.
ويلحظ المراقب أن الهدف النهائي من هذه العملية اليوم ليس هو إخراج الثوار من مدينة حلب فحسب وإنهاء القتال على جبهتها، كما حدث في عدة أماكن قبلها، وصرح به وزير الخارجية الروسي قائلاً: "إن الضربات ستستمر طالما بقيت هناك عصابات في شرق حلب"، مضيفاً: "إن العالم يتفهم ذلك ويتفهمه شركاؤنا الأمريكيون". وإنما الهدف منها هو الوصول مع فصائل الثوار إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تعقبه عودة سريعة إلى طاولة المفاوضات.
حيث حثّ عراب المشروع الأمريكي في سوريا، المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، في مقابلة له مع البي بي سي، حث بشار الأسد على بدء مناقشات جادة بشأن مستقبل سوريا السياسي، وعبر عن اعتقاده بأن مصير مدينة حلب السورية في خطر. واعتبر في المقابلة أن "إبرام اتفاق يسمح بإجلاء المدنيين والمقاتلين من مناطق وجودهم شرقي حلب سيكون إنجازاً كبيراً من شأنه تجنب المزيد من الدمار وإراقة الدماء". وقال أيضاً: "إنه من المرجح أن تسيطر قوات الجيش السوري على مدينة حلب قريباً". ونبه إلى أن "مباحثات السلام وحدها يمكنها إنهاء الحرب في سوريا".
أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقد قال في وقت سابق على الاجتماع: "إن الاتفاق المحتمل حول حلب ينتظر حسم قضايا عدة مع موسكو، وأكد أن هناك أملاً في التوصل مع موسكو لاتفاق وقف نار في حلب".
وعن اجتماع جنيف نفسه فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "هناك تقارباً جديداً مع واشنطن حول حلب، وأنه اتفق مع نظيره الأمريكي جون كيري على إجراء مشاورات على مستوى خبراء البلدين بشأن تسوية أزمة حلب السبت في جنيف". روسيا اليوم.
وكان جون كيري قد أعلن مساء الجمعة في باريس عن اجتماع السبت في جنيف لخبراء روس وأمريكيين، لمحاولة "إنقاذ حلب من دمار تام"، عبر وقف لإطلاق النار وإجلاء المدنيين والمسلحين، وإدخال مساعدات إنسانية. فرنسا 24.
أما أن الهدف النهائي لهذه الأعمال العسكرية هو إعادة إحياء مسار المفاوضات التي يجب أن تفضي إلى الحل السياسي الأمريكي، فقد عبر عن ذلك بصراحة مارك تونر نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، حيث قال: "حتى لو استعاد النظام السوري حلب بدعم روسي فلن يضع هذا حداً للعنف. ولهذا ما يهمنا هو توفير المناخ الملائم للمفاوضات السياسية في جنيف".
وكانت أولى النتائج المباشرة لهذه العملية - حتى قبل معرفة نتائج اجتماع جنيف - هو تصريح وزير الخارجية الفرنسي بعد اجتماع من يسمون أنفسهم "أصدقاء سوريا" في باريس بأن المعارضة السورية مستعدة للعودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وكان دي ميستورا قد مهد الطريق لبحث إمكانية خروج "كل المقاتلين" من شرق حلب في اجتماع ثلاثي يجمعه مع ممثلين للولايات المتحدة وروسيا في جنيف اليوم (السبت)، مشيراً إلى ضرورة معالجة "خروجهم الطوعي إن هم أرادوا ذلك، إلى الوجهة التي يختارونها مع عائلاتهم". وأكد دي ميستورا "ضرورة الانفتاح على إمكانية" هذا السيناريو و"العودة إلى العملية السياسية"، وقال إن الوقت الآن هو الوقت المناسب للنظر بجدية في استئناف المحادثات السياسية لأن النصر العسكري لن يؤدي إلى السلام". صحيفة الحياة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد حث المعارضة السورية السبت 10 كانون الأول/ديسمبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط، معلنا أن الحل يجب أن يكون سياسياً. ودعا كيري روسيا من جانب آخر، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع باريس لـ"أصدقاء سوريا"، إلى توفير ضمانات للمقاتلين الفارين من شرق حلب، وأشار إلى أن المسلحين سيواصلون القتال حتى الموت لعدم ثقتهم بالقوات الحكومية". روسيا اليوم.
إذاً هذا هو ما تخطط له أمريكا: الضغط العسكري الإجرامي على مناطق سيطرة الثوار في حلب، ليس فقط لإخراج المقاتلين من المدينة، بل لتقديم المبررات الكافية لقادتهم لتقديم ما بقي في حوزتهم من تنازلات، وإعلان وقف لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع النظام بدون شروط مسبقة، حيث يستعيد النظام بها ما لا يمكن أن يستعيده بالقتال. وما اجتماع جنيف بين الأمريكان والروس إلا حلقة جديدة من حلقات التآمر الغربي الاستعماري على ثورة أهلنا الصامدين في الشام، لبحث ما تم إنجازه، وما ينبغي الوصول إليه، وكيفية تحقيقه.
هذا ما يخططون له ويمكرون، أما ما الذي سيحدث، فحتماً مزيد من الدماء والأشلاء في شامنا المباركة حتى يدرك الناس عامةً والمجاهدون خاصةً مسؤولياتهم، ويصححوا مسار قادة فصائلهم، ويدفعوهم دفعاً إلى فك الارتباط بأعدائهم وأعداء ثورتهم، والاعتصام جميعاً بحبل الله، بالتوحد على مشروع الإنقاذ الرباني، والسير خلف قيادة حَمَلَته، مشروع الدولة التي ستكون بإذن الله خلافة على منهاج النبوة، المشروع الذي يحمله لهم إخوانهم في حزب التحرير.


كتبه لجريدة الراية: عبد الحميد عبد الحميد / رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 14 كانون الأول\ديسمبر 2016م
المصدر: http://bit.ly/2hKMnCj

alraiah071216

لا شك ونحن ننظر إلى ما وصلت إليه ثورة الشام المباركة؛ وما يحصل في مدينة حلب من مجازر جماعية وخسارة بعض المناطق؛ لا يسعنا إلا أن نقف وقفة صادقة مع ذاتنا لنضع الأمور في نصابها ونسترجع زمام المبادرة من جديد.

لا بد أن ندرك بداية أن الأمة الإسلامية أمة حية لا تموت؛ وقد أناط الله بها حمل الإسلام إلى العالم كافة، فهي أمة تحمل رسالة محمد ﷺ، تمرض ولكن لا تموت؛ تنام ولكن لا بد من أن يأتي يوم وتنتفض من جديد، وهذه حالها على مر العصور.

لقد قدر الله سبحانه وتعالى عليها أن تواجه العالم أجمع لتنشر في ربوعه دين الله عز وجل رسالة رحمة للعالمين، وهذا ما جعل قوى الكفر قاطبة تجتمع عليها وتحاول القضاء عليها المرة تلو المرة؛ ولكن هيهات هيهات فأمة محمد ﷺ باقية ما بقي دين الله سبحانه وتعالى؛ ودين الله عز وجل حي لا يموت؛ ومحفوظ من خالق الكون والإنسان والحياة، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.

إن نظرة واحدة إلى مجريات الأمور ترينا بوضوح مكمن الخلل الذي لحق بثورة الشام المباركة؛ والذي أوصلها إلى ما وصلت إليه الآن من انتكاسٍ وضع مصيرها على المحك، فقد نجحت أمريكا في السيطرة على مجريات الأحداث عندما وثقت قيادات الفصائل في أعدائها بل بالغت في هذه الثقة؛ حتى أصبحت مطية مخططات الغرب تدور معها حيث دارت وهي تحسب أنها تحسن صنعا! ويتجلى نجاح أمريكا في أمور عدة أهمها:

أولا: تحويل الصراع عن عميلها طاغية الشام وجعل الأولوية لمحاربة ما أسمته (الإرهاب)؛ فعلى الصعيد الخارجي شكلت أمريكا التحالف الصليبي الدولي وجعلت من محاربة الثورة أولوية حتى عند من يدّعون صداقة الشعب السوري، ونستطيع أن نقول الكلام نفسه على الصعيد الداخلي؛ فقد جعلت محاربة ما أسمته (الإرهاب) أولوية عند قادة الفصائل وذلك نتيجة الممارسات الخاطئة لتنظيم الدولة من جهة وبضغط من الداعمين وبتوجيه إعلامي مركز من جهة أخرى، وليس أدل على ذلك من توجه قيادات الفصائل للمشاركة في درع الفرات وترك مدينة حلب وحيدة تواجه مصيرها أمام تجمع أعدائها!

ثانيا: إغراق الثورة بالمال السياسي القذر؛ وربط قيادات الفصائل بالداعمين؛ والذي نتج عنه ما نتج من مصادرة القرار وفقدان السيادة، فلم تعد قيادات الفصائل سيدة نفسها؛ ولم تعد تستطيع أن تتخذ قراراتها بعيدا عن ضغوطات الداعمين وتوجيهاتهم وشروطهم التي كبلت الفصائل وشلت حركتها؛ فأبعدتها عن المناطق الاستراتيجية التي حُددت كخطوط حمراء يحرم الاقتراب منها؛ وحصرت أعمالها في مناطق استنزفت طاقاتها وأوهنت قواها، كما حرص الداعمون على إبقاء الفصائل مشرذمة متنازعة تحمل رؤوسا متعددة أفرزت مناطق سيطرة لكل فصيل وأهدافا ومصالح مختلفة مما أدخلها في صراع مع بعضها فذهبت ريحها، وهذا ما حذر منه رب العزة سبحانه وتعالى في قوله ﴿... وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾.

ويعتبر فقدان الوعي السياسي من أهم العوامل التي أوقعت قادة الفصائل في فخاخ أعدائها؛ وجعلت منهم مطية لتحقيق مصالحهم؛ فأمريكا كما هو معلوم تقود الصراع من خلف ستار وتزج بعملائها وحلفائها بعد أن قسمت الأدوار بين الاحتواء والمساندة، فزجّت بإيران وحزبها في لبنان ومن ثم روسيا لإسناد عميلها طاغية الشام؛ كما زجت بتركيا و السعودية وغيرها لاحتواء قادات الفصائل، وهذا ما لم تدركه هذه القيادات؛ فارتمت في أحضان أعدائها الذين ادعوا صداقتها وسلمت رقبتها للذبح عند أية محاولة للتمرد على قراراتهم، أضف إلى ذلك عدم قدرة قيادات الفصائل التمييز بين المكتسبات؛ فوقعت ضحية أوهام المكتسبات الهشة التي لا تستطيع المحافظة عليها، وبالتالي أخذت تفقدها الواحدة تلو الأخرى عندما سارت على طريق الهدن والمصالحات التي نتج عنها إفراغ المناطق من أهلها وسيطرة نظام الطاغية عليها من جديد؛ مما جعل الخناق يضيق حتى انحصر في الشمال السوري آخر قلاع الثورة، أضف إلى ذلك الممارسات الخاطئة التي فصلت الفصائل عن حاضنتها الشعبية أو كادت، وهذا كله نتيجة غياب الوعي السياسي عند من تصدر الدفاع عن أهل الشام وأعراضهم.

إن هذه الحقائق الصارخة تدفعنا لإعادة النظر في مسار الثورة بشكل عام والعمل على تصحيحه قبل أن تفقد الثورة بوصلتها تماما وتضيع في أمواج بحر الفوضى المتلاطمة، وهذا يقتضي من كل مخلص تحمل مسؤولياته، فقطع يد الداعمين أصبح ضرورة ملحة بعد العبث الذي جرى بمصير الثورة والذي نراه ماثلا أمام العيان، وهذه الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح لأنها تعيد لقيادات الفصائل سيطرتها على قراراتها وسيادتها على ذاتها فتستطيع السير في الطريق القويم؛ وتستطيع بعدها أن تتوحد حول مشروع سياسي وقيادة سياسية واعية ومخلصة، ومن ثم تستطيع كسر الخطوط الحمر التي رسمها أعداء الثورة وأبعد الفصائل عنها؛ والتي تعتبر مناطق استراتيجية للأطراف كافة، فالوقت لم يفت ولا تزال الفرصة سانحة لقلب موازين اللعبة.

يجب أن يعلم الجميع أن سقوط حلب، لا سمح الله، لا يعني انتهاء الثورة وإن كان ضربة قوية لها فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ فعسى أن توقظ هذه الهزة النيام من غفلتهم وإننا نرى علامات هذا الاستيقاظ من خلال توحد الفصائل في جيش واحد داخل حلب؛ ومن خلال خروج المظاهرات ضد القيادات التي باعت دماء مئات الآلاف من الشهداء وتضحيات الملايين من أهل الشام؛ ومن خلال الأعمال الجماعية هنا وهناك، فهذا كله دليل على أن الأمة لا تزال حية وأنها ستستعيد عافيتها من جديد بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.


كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب/ رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 8 كانون الأول/ديسمبر 2016م
المصدر: http://bit.ly/2g8bjlD

art141216

كردّ فعل على المأساة الواقعة في حلب غصّت وسائل الإعلام الأيام الماضية بالمشاهد المؤلمة والمقاطع المؤثرة لما يحدث هناك؛ وتناقلها الناس على مواقع التواصل الإلكتروني بكثرة، لاهجةً ألسنتهم بالدعاء للمنكوبين في حلب بتفريج الكرب ومعبرين عن ألمهم لهول ما رأوه.

"إنهاّ لأهوال يوم القيامة" و"حلب تباد" و"مذبحة حلب" وغيرها عبارات حاول الناس من خلالها التعبير عمّا شاهدوه من مجازر مروعة وقصف عنيف متواصل وصدور للناس أشتاتا فرارا بحياتهم، وهو ما يدلّ على إحساسهم بإخوانهم وحرقتهم ووجعهم على ما يحدث واهتمامهم وتنغّص حياتهم بالواقع المأساوي الموجود في بلاد الشام.

إنّ التفاعل مع ما يحدث في حلب والدعاء للمسلمين هناك هو أمر مطلوب لا غنى عنه لكل مسلم يدرك قول النبيّ صلى الله عليه وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، وهو إن دلّ على شيء فهو يدلّ على حرارة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ في صدور أولئك المتفاعلين وعدم نجاح الحدود المصطنعة والمفتعلة لتقسيم جسد الأمة الإسلامية في بناء السدود في وجدان الناس ونزع ما وقر في نفوسهم من أخوة إسلامية. ولكن...

هل الاكتفاء بالدعاء أمر يرضي الله عزّ وجلّ ويبرئ الذمة وفي إمكانه أن يكشف الغمة؟؟

هل الشعور بالعجز الذي بات يكبل الكثيرين ويجعلهم يتألمون ثم يدعون ثم يتناسون أمر طبيعي؟؟

لقد تألم الناس وتفاعلوا بكثرة مع التهجير والقتل والترويع الذي حدث في نكبة 48 في فلسطين ثم تألموا أيضا مع نكسة 67 ومع كل مجزرة اقترفها يهود في دير ياسين وقلقيلية مرورا بجنين وصبرا وشاتيلا وغزة واللائحة تطول. وتألموا كذلك لكشمير والشيشان ولأبو غريب العراق، لتركستان الشرقية ولبورما وغيرها... وفي كل مرة كان الدعاء سلاح المتألمين سواء عامة الناس أو خاصتهم من شيوخ ومفتين، وكان أمثلهم طريقة من يدعو إلى التظاهر أو إرسال المساعدات. وبقي الحال على ما هو عليه لا بل ازداد فظاعة وازدادت الآلام والأوجاع... فسنة الله أن التغيير لا يكون بالدعاء فقط...

إنّ كل الهزات العنيفة التي مرت على الأمة الإسلامية يجب أن تكون دافعا للتفكير فيما يغير الحال؛ وتحتم علينا تلك المآسي ترجمة أحاسيس الألم والمعاناة لنجعلها نورا ونارا يغير هذا العالم فلا يُكتفي بالمشاعر بل ينتقل مباشرة بناء عليها للفكر والعمل المنتج.

إنها لمن السلبية المقيتة أن يقول الواحد منا أنه لا حول له بما يحدث وأنه يتألم ولا يقدر على شيء؛ فالأحاسيس الصادقة القوية تنطبع لدى النفس وتدفعها دفعا للوصول للحل بل والتشمير عن ساعد الجد والسير إليه.

حلب اليوم ومن قبلها فلسطين و أفغانستان و الشيشان وكل بلاد المسلمين المحتلة تحتاج منا سعياً لتغيير الحكام العملاء الذين سلمونا للأعداء إلى جانب الدعاء وكل ما من شأنه أن يخفف وطأة معاناة إخواننا في تلك البلاد.

حلب تحتاج من كلٍّ منا قرارا جريئا يقلب به حياته رأسا على عقب فيغدو إنسانا راقيا؛ همّه نصرة الدين والمستضعفين؛ إنسانا لا يفكر فقط في "الأنا"، إنساناً يتعالى على الأنانية والتفكير في المصالح الضيقة وتكون أسمى غاياته هي إخراج العباد، جميع العباد، من جور المبادئ المتوحشة إلى عدل الإسلام وإنسانيته.

إنّ فكرة قدرة الشعوب على التغيير إذا ما تحركت وتسلحت بالوعي قد باتت فكرة ملموسة يدلل عليها ما وقع في الربيع العربي وما عكسه من تعطش الناس للتغيير وضرورة رفع سقف الوعي إذا ما أردنا ربيعا إسلاميا يضع حدا لمآسي المسلمين في كل مكان.

إنّ السعي للتغيير فرض في عنق كل منا وضرورة ملحة لتجهيز مستندات دفاعنا ليوم التغابن حين يطلب منا الله تعالى ردّ تهم التخاذل والتواطؤ والتقاعس بل والمشاركة في سفك الدم الحرام عناّ.

إنّ تحرك الشعوب رأسا لقلع الحكام العملاء ودفعها الجيوش دفعا للقيام بواجبها الشرعي تجاه المسلمين في كل مكان ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ واختيار قيادة مخلصة همّها تطبيق الإسلام والذود عنه تسير خلفها هو الحل العملي القادر على تغيير حال الأمة وكشف الغمة، وما دون ذلك يبقى مجرد أدوية تسكين قد تخفف الوجع ولا تؤمن الشفاء.

فيا أمة الإسلام هبي كفاك هوانا؛ قومي انفضي عنك غبار الوهن وانصري دينا وأعراضا ومقدسات؛ عودي لعزك ورفعتك وأعيدي الأفاعي إلى أوكارها، فوالله ما عادت تطيب لنا هذه الحياة التي لا ترضي الله؛ فلميتة في طاعة الله خير من عيشة في معصية. أفَلا نتحرك لهذه الأوضاع وكل يوم صواريخ الروس الملاعين تمزق أبناءنا أشلاء؟؟ أفَلا نتحرك وحرائر المسلمين في سوريا وبورما تغتصب؟؟ أفَلا نتحرك و الأقصى أسير والمسلم ذليل وشرع الله معطل؟؟

يا أمة الإسلام! ها هو حزب التحرير منذ أمد يقدم لك الدواء من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ويدعوك للتحرك معه فاستجيبي لدعوة صادقة نقية ترجو أجرها من الله وحده والْتحمي معه لاستنصار الجيوش والأنصار، فحلب لن تكون الأخيرة إن لم نبايع حامياً وراعياً لبيضة الإسلام والمسلمين.

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/41006

art031216


يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [هود: 113]

الركون إلى الشيء في اللغة العربية هو الميل إليه. ومعنى الركون في هذه الآية هو الميل إلى الطغاة والموافقة على ظلمهم، وإظهار الموافقة والرضا عن حكمهم وأساليبهم، والتعبير عن موافقتهم ومداهنتهم أمامهم أو أمام الآخرين، والتعاون معهم في اقتراف الآثام ومصاحبتهم والتشبه بهم [الزمخشري، والرازي، والشوكاني]

ومن هم بالضبط الذين ظلموا؟ وهل تنطبق على المسلمين وغير المسلمين؟

قال ابن عباس: "إنه ينطبق على العموم بلا أي فرق بين مسلم أو غير مسلم، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" [الشوكاني]

وأضاف الزمخشري: "لا يجوز الميل اليسير!" وكتب أيضًا أنّ الخليفة الموفق صلى مرة خلف الإمام فقرأ بهذه الآية فغشي عليه، فلما أفاق قيل له، فقال: "هذا فيمن ركن إلى من ظلم، فكيف بالظالم".

زيارة الحكام

ويعطي الزمخشري هذه الآية اهتمامًا حقيقيًا، فقد نقل عن سفيان الثوري قوله: "في جهنم واد لا يسكنه إلا القرّاء الزائرون للملوك".

وقال الأوزاعي: "ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور عاملا".

وقال محمد بن مسلمة: "الذباب على العذرة، أحسن من قارئ على باب هؤلاء".

ولقد سئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء؟ فقال: "لا"، فقيل له: يموت؟ فقال: "دعه يموت".

وروى الزمخشري أنه لما خالط الزهري السلاطين كتب إليه أخ له في الدين: "عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك الله ويرحمك: أصبحت شيخاً كبيراً وقد أثقلتك نعم الله بما فهمك الله من كتابه وعلمك من سنة نبيه، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء، قال الله سبحانه: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، واعلم أنّ أيسر ما ارتكبت وأخفّ ما احتملت: أنك آنست وحشة الظالم، وسهلت سبيل الغي بدنوّك ممن لم يؤدّ حقاً ولم يترك باطلاً حين أدناك، اتخذوك قطباً تدور عليك رحى باطلهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلائهم وسلماً يصعدون فيك إلى ضلالهم، يُدخلون الشكّ بك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهلاء، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خرّبوا عليك، وما أكثر ما أخذوا منك في جنب ما أفسدوا عليك من دينك، فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59] فإنك تعامل من لا يجهل، ويحفظ عليك من لا يغفل، فداوِ دينك فقد دخله سقم، وهيئ زادك فقد حضر السفر البعيد، وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، والسلام".

وروى الزمخشري، عن الحسن البصري قوله: "جَعَلَ اللَّهُ الدِّينَ بَيْنَ لَاءَيْنِ: وَلا تَطْغَوْا وَلا تَرْكَنُوا". أي، لا تتجاوزوا حدود الحلال وتركنوا للظلم والظالمين.

ورُوي عنه أيضًا أن خياطًا قال له: "أنا أخيط ملابس الحكام، فهل أعد ممكن يركن إلى الذين ظلموا؟"، فقال الحسن: "إنك لست ممن يركنون إلى الذين ظلموا، بل إنك واحد منهم!"

أيها المسلمون! أيها العلماء وأهل العلم!

انتبهوا! فلا تركنوا إلى الذين ظلموا بمؤازرتهم وبأقوالكم وأفعالكم. قولوا لهم قول الحق وخذوا العبرة من سلفكم الصالح.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله حكيم

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/40830