press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah2402161

توصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى "اتفاق مبدئي" مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سوريا. وأشار كيري، برفقة وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في عمّان إلى أنه تحدث هاتفيا مع لافروف، بشان وقف إطلاق النار، وأنهما اتفقا على بحث جميع جوانب النزاع. وقال: "أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي، بشأن وقف إطلاق النار والأعمال العدائية، الذي قد يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة". وأضاف كيري أنه يأمل من الرئيس، باراك أوباما، والرئيس، فلاديمير بوتين، أن يتحدثا قريبا، ليبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار. ولكنه أوضح أن تفاصيل وطريقة تنفيذ الاتفاق لا تزال قيد الدراسة بين الطرفين، وأكد أن "المجموعة الدولية أقرب اليوم إلى وقف إطلاق النار من أي وقت مضى". (بي بي سي عربي)

minilogo : إن أمريكا في تصويرها أنها تتواصل مع روسيا من أجل التفاوض بينهما للتوصل إلى وقف لـ "الأعمال العدائية" إنما تخادع أهل الشام والفصائل وكذلك دولا أخرى. فالمشكلة في الشام بالنسبة لأمريكا لا تكمن في روسيا أو إيران وأحزابها، فهؤلاء يخدمون سياسة أمريكا، إنما المشكلة بالنسبة لها هي في صناعة البديل عن العميل الحالي بشار الأسد.. فهي تماطل لتعطي روسيا وإيران وقتا لممارسة سياسة الأرض المحروقة ضد أهل الشام، وفي الوقت نفسه تمارس ضغوطا على الثوار كي يقبلوا بالحل الذي تراه في سوريا، فإن قدّموا تنازلا تشجعت أكثر على المضي في المماطلة لتحقق روسيا ومن معها قتلا وتدميرا أشد، لتعود وتضغط من جديد على الثوار كسبا للمزيد من التنازلات، حتى إذا اطمأنت أن خطتها قد نجحت يتم الاعلان عن وقف لإطلاق النار ومن ثم يتم تنفيذ سياستها.. إن ثبات أهل الشام واستمساكهم بحبل الله المتين وطلب العون منه سبحانه وحده هو الذي يفشل مخططات أمريكا.


كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 24 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/bVCQJoXpKL

alraiah240216

لقد وقعت تركيا في مأزق شديد فيما يتعلق بالشأن السوري بسبب ارتباطها بأمريكا التي تتلاعب بها. فلم تحسم أمرها فتقوم وتنصر أهل سوريا حتى يسقطوا النظام، وإنما أصغت لأمريكا ونفذت لها كل ما أرادت حتى وصل الحال بها إلى ما وصل، حيث بدأت ترى خطر وجود قاعدة أخرى ينطلق منها دعاة الانفصال من الأكراد العاملين لحساب أمريكا في سوريا. فقد صرح الرئيس التركي أردوغان يوم 17/2/2016: "لن نقبل أبدا بوجود قنديل جديدة"، في إشارة إلى جبال قنديل التي ينطلق منها حزب العمال الكردستاني في العراق ضد تركيا. وذلك إثر التفجير الذي حصل في أنقرة في ذلك اليوم، وقد اتهم رئيس الوزراء داود أوغلو وحدات حماية الشعب الكردية وبدعم من حزب العمال الكردستاني بواسطة شخص سوري الجنسية.

ورد حزب الاتحاد الديمقراطي بنفي اتهامات تركيا، وقام باتهام حكامها بأنهم "يقفون خلف تلك التفجيرات لتبرير تدخلهم في سوريا". ولإبعاد التهمة عن الوحدات الكردية أعلن تنظيم "صقور حرية كردستان" مسؤوليته عن التفجير، وأعلن اسم شخص آخر تركي الجنسية قام بالتفجير، وهو يختلف عن اسم وانتماء الذي أعلنه داود أوغلو، وهذا التنظيم صنفته أمريكا عام 2008 كتنظيم إرهابي. فمعنى ذلك أنه يراد إبعاد تركيا عن التدخل في سوريا بذريعة قيام الوحدات الكردية العاملة لحساب أمريكا هناك. ويفهم من ذلك أن أمريكا لا تريد تدخل تركيا المباشر في سوريا حاليا.

ولم تقبل أمريكا اتهام تركيا لهذه الوحدات بالقيام بالتفجير، بل أعلنت دعمها لها وأنها لا تعتبرها إرهابية هي وحزب الاتحاد. والسعودية صمتت أمام ذلك ولم تدعم تركيا في هذه النقطة انصياعا لأوامر أمريكا ولم تعتبر هذه الوحدات تنظيما إرهابيا. حيث إن السعودية تابعة لأمريكا ولا يمكن أن تتصرف خارج إرادتها بغض النظر عن مصالحها هي، بينما تركيا تفكر في مصالحها وهي تدور في فلك أمريكا. مما يدل على أن أمريكا غير راضية عن التصرف التركي.

وقال المتحدث باسم خارجية أمريكا كيربي بأن "منفذ الهجوم لا يزال مجهولا"، وطالب تركيا بالكف عن الهجوم على هذه الوحدات حتى إنه قال: "نحن لا نطلب من تركيا الانسحاب من التحالف الدولي المشكل لضرب داعش، وإنما القرار في النهاية في يد أنقرة". وكأن أمريكا تقول لتركيا نحن قررنا عدم التخلي عن الوحدات، وذلك مقابل سؤال أردوغان على "أمريكا أن تختار إما نحن وإما التنظيمات الكردية الإرهابية". وهذا يدل على أن أمريكا ترجح استخدام هذه التنظيمات الكردية العميلة على التدخل التركي، فقد ولجت في سوريا بواسطتها وأقامت قاعدة استخباراتية هناك، فهي تنظيمات عميلة حتى النخاع، ويدل أيضا على أن أمريكا لا تريد لتركيا التدخل لضرب هذه التنظيمات.

وثار أردوغان غاضبا يوم 19/2/2016 ورد على كيربي قائلا: "لا أخاطب كيربي وسأبحث الموضوع مباشرة مع أوباما الذي أبلغته قبل شهور أن نصف عتاد عسكري أرسلته الولايات المتحدة انتهى إلى وحدات الشعب الكردية.. وليس لدي شك في وقوف وحدات حماية الشعب الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي وراء الهجوم بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 28 شخصا". وقال إنه "سيحذر الرئيس الأمريكي أوباما في اتصال لاحق بشأن الدعم الذي تقدمه أمريكا للمقاتلين الأكراد في سوريا"، وقال إنه "من المحزن عدم إعلان الغرب حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الشعب منظمة إرهابية على الرغم من وجود كافة الأدلة على ذلك". واتهم روسيا ونظام بشار والوحدات بهدف "تكوين منطقة للأكراد في جنوب تركيا". وقال وزير خارجية تركيا جاووش أوغلو يوم 20/2/2016 "إن اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة تنظيم الدولة في سوريا هو قبل كل شيء دلالة على الضعف، وطالب بوقف هذا الخطأ، خاصة حليفتنا الولايات المتحدة يجب أن توقف هذا الخطأ فورا". وجرى اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والتركي مساء 19/2/2016 استمر 80 دقيقة. وذكرت الأنباء بأن "أردوغان هدد بإغلاق قاعدة إنجرليك، وحذر أمريكا من أي دعم جديد لحزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لوحدات الشعب".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الرئيسين تناولا خلال الاتصال الهاتفي "المسألة السورية وستقدم معلومات مفصلة عن اللقاء في وقت لاحق، وتناولا الوضع الراهن للتعاون الأمريكي التركي ومستقبله وذلك في قضايا الحرب ضد الإرهاب والتطورات الأخيرة في سوريا، وأكدا على دعمهما للاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونخ المتعلق بوقف المواجهات في سوريا، موضحين أن أهدافهم مشتركة فيما يخص الحرب ضد داعش". وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تونر عندما سئل عن اتهام أردوغان لأمريكا، فادعى أن "أمريكا لم تقدم أية أسلحة لوحدات الشعب الكردية".

واعترف النظام السوري بتعاون هذه الوحدات معه؛ فقد قالت بثينة شعبان مستشارة بشار أسد يوم 19/2/2016 "إن أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات الشعب سوريون يعملون على تحرير أراضي سوريا بالتعاون مع الجيش السوري والطيران الروسي قوات الدفاع الشعبي". مما يؤكد تبعية النظام السوري لأمريكا التي تدعمه بكل هذه القوى وأن هناك تنسيقاً بين هذه الأطراف.

وكان بشار أسد قد تعهد "باستمرار القتال ضد الجماعات الإرهابية حتى استعادة الأراضي السورية كاملة" مما أغضب روسيا فرد عليه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، "فيتالي تشوركين" يوم 19/2/2016 "إذا واصلوا (النظام ومن معه) على أساس أن لا حاجة إلى أي وقف لإطلاق النار وأنهم بحاجة للقتال من أجل انتصار نهائي، سيستمر هذا النزاع فترة طويلة جدا ومن المروع أن نتخيل ذلك"، وقال: "روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة سياسيا ودبلوماسيا والآن عسكريا، وبالتالي نريد أن يأخذ بشار أسد هذا بالاعتبار، وإن موقف الرئيس السوري لا يتوافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا، وإنه في حال سارت سوريا خلف قيادة روسيا في حل الأزمة فستكون هناك فرصة للخروج منها بكرامة، لكن إن ابتعدت بطريقة ما عن هذا السبيل.. فقد ينجم وضع صعب جدا وضمنا بالنسبة إليهم". وعلق على اتفاق ميونخ "آمل أن تدرك دمشق أن هذه فرصة فريدة لسوريا بعد خمس سنوات من الدمار المتواصل". أي أن روسيا لا تريد أن تسير إلى ما لا نهاية في الانخراط في سوريا حيث سيكلفها كثيرا وستكون له تداعيات عليها على المدى البعيد، وهي سائرة مع أمريكا في الحل السياسي حتى تقف الثورة ويثبت النظام العلماني ويحول دون عودة الإسلام إلى الحكم، ويريد من بشار أسد أن يسير في هذا الحل، ولا يظن أن مواصلته للقتال مفيدة وأن روسيا ستستمر في دعمه. وعلى إثر ذلك أعلن بشار أسد يوم 20/2/2016 أنه "مستعد لوقف إطلاق النار، بشرط منع الإرهابيين من استغلاله ومنع البلدان الأخرى وخصوصا تركيا من إرسال المزيد من الدعم والأسلحة للإرهابيين"، وقال "إن القوات السورية الآن على وشك السيطرة بالكامل على مدينة حلب بشمال سوريا وتتقدم صوب الرقة معقل داعش".

ومن هنا تأتي تصريحات عادل الجبير وزير خارجية السعودية التي نشرتها دير شبيغل الألمانية يوم 20/2/2016 بأن "بلاده تؤيد إرسال صواريخ أرض- جو لمجموعات معارضة معتدلة في سوريا لتمكينها من ردع مروحيات النظام السوري..، وإن التدخل الروسي لن ينقذ بشار أسد على المدى الطويل ويتعين عليه التنحي حتى يمكن تحقيق عملية سياسية في سوريا". وكذلك "سماح تركيا لمئات المقاتلين من الدخول إليها من إدلب ومن ثم نقلتهم إلى حلب من معبر باب السلامة للقتال في أعزاز". فالسعودية وتركيا لا تريدان أن تسقط حلب وأن يسيطر بشار أسد، فمعنى ذلك أن الأزمة ستستمر، لأن الناس لن يرضوا ولن يسكتوا، وأمريكا وروسيا تدركان ذلك. ولذلك تنسقان لوقف القتال، فأعلن المتحدث الأمريكي كيربي يوم 21/2/2016 أن "وزير خارجية أمريكا كيري ونظيره الروسي لافروف لم يتوصلا إلى آليات لوقف العمليات القتالية في سوريا حتى الآن". وأنه "يأمل في إمكانية تحقيق وقف إطلاق تام للأعمال القتالية في أقصر وقت ممكن".. وأعلنت الهيئة السورية العليا للمفاوضات أنها ستتخذ قرارا يوم 22/2/2016 بالموافقة على هدنة مؤقتة بشرط ضمانات بأن يوقف النظام السوري وحلفاؤه بما فيهم روسيا إطلاق النار. (الشرق الأوسط 21/2/2016) وذلك بعد الرسالة التي تسلمها من فيتالي تشوركين يوم 19/2/2016، وقال مصدر مقرب لرويترز "وافقت على هدنة تستمر أسبوعين وثلاثة أسابيع وستكون قابلة للتجديد وبالتوقف عن استهداف جبهة النصرة باستثناء داعش.

والخلاصة أن أمريكا تريد وقف القتال لتنفيذ الحل السياسي وكذلك روسيا وهي تسير وتنسق معها، ومن مقتضياته خروج بشار أسد في النهاية وبقاء النظام العلماني وإلا فالأزمة ستستمر. وهذه فرصة كبيرة لأمريكا باستمالتها بعض فصائل الثورة للتفاوض والقبول بحلها. والسعودية وتركيا موافقتان على ذلك حتى تتخلصا من تداعيات الثورة السورية، ولكن تركيا أردوغان تتخوف من المستقبل الذي ستكون عليه سوريا إذا ما منحت أمريكا شكل حكم للأكراد، ولكن في النهاية عندما تنفذ أمريكا ذلك فإنها ستنصاع كما حدث في كل مرة، وكما انصاعت عندما أقامت أمريكا إقليما كرديا في شمال العراق بعد الاحتلال. ومع كل هذا التآمر فإننا نتطلع إلى ثبات أهل سوريا وعدم خضوعهم، وأن يستمروا بالتصدي لأي حل يخالف شرع دينهم ويحقق هدفهم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 24 شباط\فبراير 2016م
المصدر: http://bit.ly/1oAtipb

alraiah1702161

إن تركيا منذ أن أعلنت فيها الجمهورية وألغيت الخلافة ووقعت اتفاقية لوزان التي تخلت بموجبها عن أراضي الدولة العثمانية، قد ارتبطت ببريطانيا التي احتلتها وكان لها الدور الرئيس في كل ذلك، ووقعت اتفاقيات معها، ومنها اتفاقية الصداقة التركية الإنجليزية التي وصفها عصمت إينونو وريث مصطفى كمال بأنها ركيزة السياسة الخارجية التركية. أي أن سياسة تركيا الخارجية مرتبطة ببريطانيا وتدور في فلكها.

ولكن منذ مجيء مندريس عام 1950 بدأت تركيا تدور في فلك أمريكا بالإضافة إلى دورانها في فلك بريطانيا. وعندما جاء أردوغان عام 2003 عمل على حصر دورانها في فلك أمريكا، حتى تمكن من ذلك عام 2011 بالدعم الأمريكي. وكانت العلاقات بينهما تسير بشكل جيد ولم يتصادما في شيء يذكر. وكانت أمريكا بحاجة إليه لتركز نفوذها وتنهي أو تضعف نفوذ بريطانيا على الأقل، وقد كان لها ذلك، فأصبحت تتصرف بعدم الاكتراث بأردوغان كثيرا وتملي عليه ما تريد ولا تكترث بغضبه عندما لا توافقه على ما يريد، فإذا ذهب فهناك غيره فلا تأسف عليه، والإنجليز قد تلقوا ضربة قوية في الجيش وفي الوسط السياسي وفي القطاع الاقتصادي والتعليمي والقضاء، وتركز في هذه المراكز عملاؤها أو من يدور في فلكها. وهذا دأب أمريكا بعدما تتركز في بلد فهي لا تعود تكترث بالعملاء إلا بقدر ما ينفذون مشاريعها ويؤمّنون الاستقرار لنفوذها كما حدث في مصر؛ فأبعدت مبارك ووافقت على مجيء مرسي ومن ثم وافقت على سقوطه وأتت بالسيسي، وفي الباكستان عندما قوضت النفوذ الإنجليزي بدأت تلعب بالعملاء، تسقط نواز شريف وتأتي بمشرف، وتسقطه وتأتي بزرداري، ومن ثم بغيره، وبنواز شريف مرة أخرى ليكون عبدا مطيعا لها أكثر من المرة الأولى. وفعلت مثل ذلك في العراق من علاوي إلى الجعفري إلى المالكي وأخيرا العبادي، وفي إندونيسيا فعلت مثل ذلك. فتظهر عنجهيتها وغطرستها حتى على عملائها.

وقد ظهر مثل ذلك في احتجاجات منتزه غزي باسطنبول عام 2013، فكان الموقف الأمريكي منتقدا لأردوغان لقمعه الاحتجاجات، فصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينفر بساكي يوم 1/6/2013: "أن السبيل الأفضل لضمان الاستقرار والأمن والازدهار في تركيا هو دعم حريات التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات التي كان هؤلاء الأشخاص يمارسونها على ما يبدو"، وأعربت عن "قلقها بشأن الأشخاص الذين جرحوا في الاحتجاجات". وقام كتاب محسوبون على الوسط السياسي التابع لأمريكا ومنهم جماعة غولان بانتقاد أردوغان مستغلين الاحتجاجات. وبعدها قامت هذه الجماعة بواسطة منتسبيها في الأمن والقضاء بإثارة قضية الفساد يوم 17/12/2013 فاعتبرها أردوغان محاولة انقلاب، وبدأ بشكل جاد بتصفية هذه الجماعة، وإن بدأت الاختلافات بينهما عام 2011 عندما أسقط أردوغان مرشحي هذه الجماعة للانتخابات البرلمانية، فقامت الجماعة بفضح اتصالات الحكومة مع الحزب الكردستاني بواسطة رئيس المخابرات وعملت على إسقاطه ليكون أحد منتسبيها رئيسا للمخابرات، فقام أردوغان ببعض التصفيات لمنتسبي هذه الجماعة شملت حوالي 500 ضابط أمن. إلا أنه بعد إثارة الجماعة لقضية الفساد أدرك أردوغان مدى خطورة هذه الجماعة فوصفها بالإرهابية وأعلن الحرب عليها، وطالب بتسليم رئيس الجماعة فتح الله غولان القابع في ولاية بنسلفانيا بأمريكا يعمل لحسابها حيث تعقد له المؤتمرات في الكونغرس ليروج للإسلام المعتدل جاعلا النصارى واليهود مؤمنين كالمسلمين ومؤيدا للسياسة الأمريكية في المنطقة ومحاربا لفكرة الخلافة ولثورات الأمة، وخاصة الثورة السورية واصفا الثوار بالإرهابيين، ومؤيدا لكيان يهود ومنتقدا لأردوغان في تعامله مع هذا الكيان، فأمريكا لم تتجاوب مع أردوغان في قضية غولان ولم تسلمه.

طالب أردوغان أمريكا بالتدخل المباشر في سوريا فرفضت وأسكتته عندما قام بزيارتها يوم 16/5/2013 والتقى رئيسها أوباما، وبدأ يطالب بإقامة مناطق آمنة لإيواء اللاجئين ولمنع اتخاذ الحزب الكردستاني المنطقة نقطة انطلاق ولمنع ظهور شكل حكم للأكراد في سوريا مما يؤثر على وضع الأكراد داخل تركيا فيبدأوا بالمطالبة بمثل ذلك. فرفضت أمريكا ذلك على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يوم 30/6/2015 بقوله: "لا يشعر البنتاغون والجيش الأمريكي أو التحالف بحاجة حاليا إلى إقامة منطقة عازلة، ولذلك صعوبات. ولكن ندرك قلق تركيا على حدودها".

إن علاقات تركيا كانت جيدة مع الحزب الكردي الديمقراطي برئاسة صالح مسلم الذي أعلن عام 2013 أنه اتفق مع إيران وتركيا على محاربة الحركات الإسلامية التي تدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في سوريا وكشف عن زيارته لتركيا ولقائه مع رئيس مخابراتها. ولكن العلاقات بين الطرفين تدهورت عندما أقام هذا الحزب أربع كانتونات في شمال سوريا عام 2014 ليوجد شكلا من الحكم الكردي في المنطقة، فدعت تركيا صالح مسلم للحديث معه في هذا الموضوع يوم 4/10/2014 وعقبها أعلن رئيس الوزراء التركي داود أوغلو أنهم تكلموا معه بشأن هذه الكانتونات وطالبوه بالتخلي عن ذلك. ومن ثم التقى الأمريكيون صالح مسلم في فرنسا فأثار أردوغان القضية قائلا: "للأسف أن من نعدهم حلفاءنا وأصدقاءنا الأمريكان يلتقون مع الحزب الذي هو امتداد لحزب العمال الكردستاني الإرهابي".

وجاء انزعاج تركيا من أمريكا عندما استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الأمريكي لديها يوم 8/2/2016 عقب تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية كيربي يوم 7/2/2016 عند سؤاله عن الاختلاف في الرأي بين البلدين قال: "كما تعلمون، نحن لا نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية". وقد أبدى أردوغان انزعاجه منها حيث قال يوم 10/2/2016: "على الولايات المتحدة تحديد موقفها هل هي معنا أم مع التنظيمات الإرهابية". واتهمها بتحويل المنطقة إلى "بركة دماء" بدعمها للأكراد.واتهمها بالتلاعب قائلا: "المسؤولون الأمريكان يوافقوننا في الرأي أثناء الاجتماعات، ثم يغيرون مواقفهم بعدما ينصرفوا". ولأول مرة يقوم الجيش التركي يوم 13/2/2106 بقصف مواقع لهذا الحزب داخل سوريا بعد ساعات من تحذير رئيس الوزراء التركي بأن "تركيا ستتحرك إذا واجهت تهديدا عبر حدودها". وتدعم أمريكا هذا الحزب الذي يقاتل بجانبها مع نظام بشار وإيران وحزبها في لبنان بالإضافة إلى روسيا ضد الحركات الإسلامية التي تعمل على إسقاط النظام العلماني التابع لأمريكا وتدعو إلى إقامة الخلافة الراشدة وتحكيم الإسلام.

إن تأثير أمريكا قوي على أردوغان حيث إنها دعمته في الوصول إلى الحكم، فهو يشعر أنه لم يستطع أن يصل إلى الحكم ويثبت نفوذه في الداخل إلا بمساعدتها، فيرى مصيره مرتبطاً بأمريكا التي أصبحت لها سيطرة كبيرة في تركيا بحيث تستطيع أن تتحكم في الحكم والحكام والقضاء والاقتصاد والجيش والأجهزة الأمنية. ولهذا أصبح خروج تركيا في أية جزئية عن السياسة الخارجية الأمريكية أمرا بالغ الصعوبة. وأصبح موقف أردوغان صعبا وحرجا عندما أمسكت أمريكا بكثير من الخيوط في البلد وأصبح مصيره معلقا بها، فهو يطالب بشيء ولا تلبيه، فيسكت، ويعترض على شيء، ولا تقبله، فيهدأ ويواصل ارتباطه بها!!

هذه هي نتيجة الارتباط بأمريكا، وهي بالفعل شيطان كبير، تخدع الناس وتسخرهم وتتلاعب بهم ومن ثم تتخلى عنهم أو تقذفهم عندما تشعر أنها ليست بحاجة إليهم أو أنهم لم يعودوا ينفعونها أو أن وجودهم يضر بمصالحها أو أن مصلحتها عند آخرين. وهي تعمل على كسب قوى كثيرة في أي بلد، لتستخدمهم عند الضرورة. فجماعة غولان استخدمتها أمريكا لتصفية النفوذ الإنجليزي ولدعم أردوغان في تنفيذ السياسة الأمريكية، وهذه الجماعة وإن كانت ليست سياسية ولكنها طمعت فأرادت أن تجعل أردوغان وحزبه تحت تحكمها لتحقق مصالحها وتركز منتسبيها في مراكز مهمة بالدولة. فعندما لم تحصل على ذلك بدأت تعمل على إسقاطه ودعم رئيس الجمهورية السابق غول ونائب رئيس الوزراء السابق أرينتج ممن أظهروا ليونة في المواقف تجاهها. وهناك أحزاب أخرى كالحزب القومي وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وتنظيمات في المجتمع المدني تتبع السياسة الأمريكية تستخدمها أمريكا للضغط على أردوغان إذا عارضها كما استخدمتها في تأييد السياسات التي ينفذها لها.

ومن كل هذا يتبين أن أردوغان لم ينفك عن الارتباط بأمريكا، فنراه يريد شيئا وهي ترفض فيخضع وينفذ رغباتها من احتضان عملائها في الائتلاف الوطني السوري وتدريب معارضة عميلة، وفتح قاعدة إنجرليك لضرب أهل سوريا، وعدم تنفيذ فكرة المنطقة الآمنة، وخضوعه لأوامرها ببناء الجدار العازل مع سوريا لمنع الإمدادات عن الثوار، وقبوله بمقررات جنيف وفينّا والرياض التي تقرّ ببقاء النظام العلماني الكافر في سوريا، ومحافظته على العلاقة مع كيان يهود واستعداده لتطويرها، ومحاربته لفكرة الخلافة والساعين لإقامتها وغير ذلك كثير. والآن إذا طلبت منه إرسال قوات مع السعودية إلى سوريا لتنفيذ سياستها فإنه سيلبي طلبها.

ولهذا فإن الارتباط بدولة أخرى وخاصة إذا كانت استعمارية كأمريكا هي مقامرة كبرى بالمصير، عدا عن كونها جريمة كبرى وخيانة عظمى تجعل مصير البلد مرتبطاً بتلك الدولة. والارتباط الصحيح لا يكون إلا بالأمة فقط والاعتماد على قوتها وجعلها السند الطبيعي لتقف في وجه أمريكا وغيرها، والاعتصام بحبل الله والثقة به أولا وآخرا وهو خير الناصرين.


كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 17 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/qtPH9Anxbx

alraiah1702162

لقد لعب النظام التركي دورا أساسيا في ثورة الشام المباركة منذ بداية الثورة، وعلى الرغم من امتلاكه قوة عسكرية لا يستهان بها؛ إلا أن دوره اقتصر على احتواء الضباط المنشقين وقادة بعض الفصائل؛ بالإضافة إلى أعمال الجمعيات الخيرية، ونظرا لطبيعة هذا الدور كان لا بد له من استقبال النازحين من مناطق القصف ووضعهم في مخيمات اللجوء، إلا أن هذا الأمر كان مرحليا يسير وفق المخطط الأمريكي المتعلق بسياسة الاحتواء، وبعد أن أدى دوره المنوط به واستطاع إحكام قبضته على بعض قيادات الفصائل من خلال فتح مكاتب لهم على الأراضي التركية؛ وإدخال بعض الدعم العسكري الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؛ أخذ يشارك في زيادة الضغط على أهل الشام الثائرين، فتخلى عن كلام رئيسه رجب طيب أردوغان الذي خاطب فيه لاجئي سوريا قائلا: (أنتم المهاجرون ونحن الأنصار) بعد أن وقف متفرجا على المجازر التي ارتكبت في حق المسلمين من أهل الشام رغم تصريحات أردوغان الشهيرة بأنه لن يسمح بحماة ثانية، كما فتح قاعدة إنجرليك للطائرات الأمريكية لتكون منطلقا لها في قصف أهل الشام، لينتقل إلى إغلاق الحدود في وجه الهاربين من براميل الموت؛ حتى وصل الأمر به إلى بناء حاجز إسمنتي على مساحات واسعة من الحدود التركية السورية؛ وقنص كل من يحاول العبور تحت ذريعة الحفاظ على أمنه ومحاربة الإرهاب.

وها هو النظام التركي اليوم يمنع عشرات الآلاف من النازحين من ريف حلب الشمالي جراء الهجمة الشرسة التي تشنها روسيا على هذه المناطق من دخول الأراضي التركية بعد أن استقبلت ما يزيد عن مليونين من النازحين من أهل سوريا من عدة مناطق سابقا؛ مما جعلهم فريسة البرد والتشرد يهيمون على وجوههم ولا من مجيب، وذلك لزيادة الضغط على أهل الشام من جهة للقبول بالحل السياسي الأمريكي ومسلسل التنازلات الكبير الذي بدأ قبل أن يبدأ مؤتمر جنيف3، ومن جهة أخرى ليصنع من قضية اللاجئين مشكلة كبيرة يجعلها كمبرر للتدخل عسكريا، وذلك لمنع الفصائل الكردية من العمل على تحقيق ما تطمح إليه من إدارة ذاتية، وهذا خط أحمر بالنسبة للنظام التركي الذي أسس على فكرة القومية التي ترعاها دولته العميقة، ولكن هذا العمل لا يمكن أن يتم إلا تحت غطاء التحالف الدولي؛ مما جعله يبدي استعداده للدخول بريا إلى الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم الدولة، وهذا سيحقق له القدرة على التواجد في مناطق تطمح الفصائل الكردية للسيطرة عليها فتكون بذلك قد أوقفت حلم إقامة مناطق تحت الإدارة الكردية الذاتية.

لا شك أن النظام التركي يسعى لتحقيق مصالحه فقط ومصالح أسياده وهذا ما أثبتته الأحداث، وإن تدخله العسكري لن يكون لإنقاذ أهل الشام بل لمحاربة ما يسمونه الإرهاب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عمالة حكام المسلمين عموما وحكام تركيا خصوصا للغرب الكافر؛ وحرصهم الشديد على تحقيق مصالحه ضاربين عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والأخلاقية، لكن أبت ثورة الشام المباركة إلا أن تكشف كذب النظام الدولي ومنظماته الإنسانية وتكشف عمالة حكام المسلمين، وسيكتب تاريخهم الأسود وتخاذلهم بل وتآمرهم على المسلمين، كما وأبت إلا أن تعطي النتيجة صافية كصفاء الماء الجاري، فها هي تكشف في الخارج وتغربل في الداخل، تكشف حكاماً سُلطوا على رقاب الأمة باسم الإسلام وأول ما خذلوا خذلوا الإسلام والأمة الإسلامية، وتغربل أفراداً انتسبوا لفصائل باسم الجهاد، فكما عهدناها ستبقى لتميز الخبيث من الطيب.

إن عظم المؤامرة على ثورة الشام من عظم هذه الثورة المباركة، وقد أدرك الغرب الكافر أن وقت انعتاق الأمة الإسلامية من سيطرته قد اقترب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 17 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/vXbry73f4R

alraiah170216

تشهد الثورة السورية وما يتعلق بها من مواقف وأحداث تطورات متلاحقة، فالثورة في سوريا في مقدمة أجندة أمريكا السياسية، وعلى رأس سلّم أولوياتها، وهذا واضح من كونها شغل جون كيري الشاغل، ومحور اتصالاته وتحركاته وتصريحاته، وبقية القضايا أصبحت في هامش اهتماماته نسبيا، ولم يعد هذا خاصا بأمريكا، فقد فرضت الثورة السورية نفسها على قضايا العالم بشكل عام، وتحولت الثورة في سوريا من تهديد للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط إلى تهديد لنفوذ الغرب ومصالحه في المنطقة بالجملة، لذلك كان من الطبيعي أن تحتل الثورة في سوريا رأس الهرم في جدول أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، بالإضافة إلى أن أمريكا تحاول أن تستغل اللقاءات الدولية لتمرير وفرض إرادتها وأجندتها لتخرج بقالب التفاهم الدولي.

وبالرغم من أن أمريكا رفضت منذ بداية الثورة في سوريا أن يكون لأي دولة غربية أي دور في سوريا، واستقدمت روسيا لتستعملها في تأدية دور المفاوض والمعارض لإغلاق الباب على أوروبا من جهة ولفرض أجندتها من جهة أخرى، بالرغم من ذلك فقد كانت أمريكا تأتي بتلك الدول للاجتماعات واللقاءات كشهود زور فقط، ولتأمين الغطاء الدولي لما تريد، ولإسكات تلك الدول بإشراكها ولو ظاهريا لأنها أصبحت تكتوي بنار آثار الأحداث في سوريا، وخاصة ما يتعلق بملف اللاجئين وبملف "الإرهاب".

ومؤتمر ميونيخ للأمن على الرغم من أنه حدث دولي من حيث الحضور والمشاركة إلا أنه ليس مؤتمرا رسميا، بحيث يصدر عنه قرارات أو بيانات رسمية، فهو مؤتمر خاص وليس مؤتمرا حكوميا، وغالب ما يقع فيه عادة نقاشات وتوصيات فقط، إلا أن تطور الأحداث في سوريا وبخاصة الهجمة العسكرية الشرسة على حلب من قبل نظام الأسد والميليشيات المساندة له، بغطاء جوي روسي مكثف بأسلوب الأرض المحروقة، نتج عنه فرار عشرات الآلاف من المدنيين - فرض على أمريكا إصدار ما سمي ببيان ميونيخ، أو تفاهمات ميونيخ بالاشتراك مع روسيا.

وبيان ميونيخ هذا حمل في طياته إعادة صياغة لقرار مجلس الأمن 2254، جاء في الجزيرة.نت في 12/2/2016 (أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التوصل لاتفاق لوقف تنفيذ الأعمال العدائية في سوريا خلال أسبوع. وقال كيري - في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في ميونيخ- إن الاتفاق على وقف العنف والأعمال العدائية لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة... بينما أكد لافروف أن الاتفاق على وقف الأعمال العدائية سيسبق تحضير أطر لوقف إطلاق النار. وكشف كيري عن تشكيل مجموعة عمل لتطوير طرق عمل طويلة الأمد لوقف الأعمال العدائية... وأكد أن المساعدات ستصل إلى دير الزور والفوعة وكفريا ومضايا والمعضمية وكافة المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها، وتحدث لافروف عن اتفاق في هذا السياق على إسقاط المساعدات على بعض المناطق جواً...)، وجاء في موقع روسيا اليوم في 12/2/2016 (تبنت مجموعة دعم سوريا في اجتماعها بميونيخ بيانا ينص على وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية في سوريا وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا... واتفق أعضاء المجموعة الدولية... على التوصل، خلال 6 أشهر بعد بدء المفاوضات السورية السورية، إلى اتفاق بشأن خطة إصلاحات سياسية وتشكيل حكومة انتقالية، وكذلك "إطلاق عملية وضع دستور جديد وإجراء وفقا له انتخابات حرة وعادلة في موعد أقصاه 18 شهرا". ومع ذلك لا يطالب البيان دمشق والمعارضة السورية بالالتزام بموعد معين للعودة إلى المفاوضات، ويدعو "كافة الأطراف" إلى المشاركة في المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة "في أسرع وقت ممكن").

والظاهر أن ما ورد في ميونيخ تكرار لما جاء في قرار مجلس الأمن 2254، إلا أن ما يلفت النظر بحسب ما ورد في موقع روسيا اليوم أعلاه حول نص البيان، هو استعمال البيان عبارة تشكيل حكومة انتقالية، مع أن قرار مجلس الأمن نص على "هيئة حكم انتقالي"، والحكومة الانتقالية جاءت على لسان كيري عندما التقى برياض حجاب قبيل مؤتمر جينيف3 حيث أبلغه بأنه ستكون هناك حكومة وحدة وطنية في سوريا وليس هيئة حكم انتقالي، جاء في مفكرة الإسلام في 25/1/2016 (... وأضاف المصدر أن كيري أبلغ حجاب، أن لقاء جنيف سيبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشتركة بين النظام والثوار، وليس هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية. كما أوضح كيري أنه "لا يوجد جدول زمني لرحيل بشار، ومن حقه الترشح في الانتخابات القادمة")، وعلى هذا يكون بيان ميونيخ أحدث تعديلا في قرار 2254، أو لنقل كشف عن نوايا أمريكا وما تريده عند تطبيق قرار 2254، فيما يتعلق ببند هيئة الحكم الانتقالي.

أما ما يتعلق بوقف الأعمال العدائية فلن يغير من واقع الأعمال العسكرية شيئا، لأن استثناء تنظيم الدولة وجبهة النصرة يعني أن أعمال القصف والتدمير ستستمر بحجة محاربة الإرهاب، وروسيا أصلا تدعي أنها لا تقصف سوى "الإرهاب"!.

كما أن أمريكا بحاجة من روسيا لإكمال مهمة إعادة سيطرة النظام على حلب، بل إن أمريكا قامت بقصف حلب بنفسها، نقلت رويترز في 11/2/2016 (قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس إن طائرتين أمريكيتين قصفتا مدينة حلب السورية في العاشر من شباط/فبراير وإن الطائرات الروسية لم تكن تعمل في المنطقة. واتهم متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية القوات الروسية والقوات الحكومية السورية يوم الأربعاء بتدمير المستشفيين الرئيسيين في حلب بضربات جوية وإن كان لم يحدد متى حدثت الضربات... لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف قال في بيان "لم يحلق فوق المدينة أمس سوى طيران من التحالف المناهض لداعش" في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للدول التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية. وتابع قوله "في الساعة 1355 بتوقيت موسكو دخلت طائرتان من القوات الجوية الأمريكية من طراز إيه-10 المجال الجوي السوري من الأراضي التركية ووصلتا حلب عن طريق أقرب الطرق المباشرة ثم نفذتا ضربات ضد أهداف في المدينة." وأضاف أن الضربات الروسية في ذلك اليوم كانت على بعد 20 كيلومترا على الأقل من المدينة. وعندما سئل يوم الأربعاء إن كان التحالف الذي تقوده واشنطن سيبذل مزيدا من الجهود لمساعدة مقاتلي المعارضة في حلب أو تحسين فرص وصول المساعدات الإنسانية للمدينة قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ستيف وارن إن تركيز التحالف لا يزال منصبا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وهو "لا وجود له فعليا في تلك المنطقة من سوريا".)

وهذا يدل على أن أمريكا مستعجلة لحسم معركة حلب لصالح النظام، كما أنه لا يعنيها لو أفرغت حلب جميعها من سكانها، وهي تريد المدينة بلا منغصات لنظام الأسد.

أما موقف ما يسمى بالهيئة العليا للمفاوضات والذي جاء على لسان رياض حجاب رئيس الهيئة فهو نوع من البطولة المصطنعة، وتسويق للهيئة لدى الفصائل المسلحة، جاء في موقع العربي الجديد في 13/2/2016 (كشف قيادي في الجيش السوري الحر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة ستعقد اجتماعا مع رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات لمناقشة اتفاق ميونيخ الذي تمخض عن اجتماع المجموعة الدولية من أجل سوريا، الذي عُقد على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية، وصدر فجر الجمعة، ورفض القيادي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ "العربي الجديد" الخوض في التفاصيل التي سيناقشها الاجتماع الذي سيعقد "قريبا جدا"، مرجحا أن يصدر عنه موقف موحد بين الفصائل وهيئة التفاوض من اتفاق ميونيخ).

وهذا التناسق في الموقف بين الفصائل المسلحة وبين ما يسمى بالهيئة العليا للمفاوضات يكسب الهيئة شرعية تمثيلية تسهل على أمريكا لاحقا تمرير نتائج الحل الدبلوماسي الذي تقوم بتفصيله ليناسب مقاس عميلها نظام الأسد المجرم.

نسأل الله سبحانه أن يقي ثورة الشام من كيد الكفار وأذنابهم، وأن يعجل لنا بالنصر والتمكين!


كتبه لجريدة الراية: عبدالله المحمود، بتاريخ الأربعاء 17 شباط\فبراير 2015م
المصدر: https://t.co/d2KMZ0aCOB