press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah010317

تأتي محادثات جنيف الرابعة بعد ست سنوات على انطلاقة ثورة الشام، فهل ستكون كغيرها من المحادثات؟ أم أنها تحمل جديداً لأهل الشام؟ وهل سينتظر أهل سوريا ما يتمخض عن هذه المؤتمرات؟ أم أن لهم الحق في أن يقولوا غير ما يُملى عليهم؟

إن المتابع لأحداث ثورة الشام يجد اليوم انفراجة واضحة بين ما تعانيه الثورة وبين ما يتم طرحه في أروقة الأمم المتحدة في جنيف، بل يجد تناقضاً واضحاً بين ما يجري على أرض الشام وبين ما يتشدق به من يدعي تمثيل الثورة ويُفاوض عنها ويجلس مع عدوها وقاتل أطفالها.
هذا التباين والتناقض يدفع إلى التفكير في أصل المشكلة التي تعاني منها الثورة، ويدفع لمعرفة الأسباب التي أدت بثورة الشام إلى الوصول لطريق شبه مسدود، فالقصف والقتل الذي تعرض له أهل الشام وما زالوا يتعرضون له يؤكد أن الصراع لا يمكن أن تنهيه مفاوضات هنا أو محادثات هناك، بل إن هذا الصراع دفع المجتمع الدولي ليغض طرفه عن كل جرائم نظام أسد، بل وليشارك في ارتكابها، تحت ذريعة محاربة (الإرهاب)، فشدة هذا الصراع واحتدامه بين ثورة الشام وبين النظام المجرم ومن ورائه (المجتمع الدولي) تؤكد أنه صراع وجود وليس صراع مصالح، صراعٌ يقول فيه (المجتمع الدولي) إما أن أكون أو لا أكون، إذاً فهو صراع بين مبدأين مبدأ الغرب الرأسمالي من جانب ومبدأ الإسلام من جانب آخر.

إن معرفة طبيعة الصراع تلزم في تحديد عين المشكلة التي تعاني منها ثورة الشام، وتضع المجهر على الحلقة المفقودة في هذه الثورة، وإذا ما عدنا إلى بداية ثورة الشام، نجد أن الغرب الكافر عمد إلى صناعة قيادة سياسية، ودعمها وأظهرها للإعلام على أنها تمثل الثورة في الشام، وعقد لها المؤتمرات، واللقاءات، فقد كان المجلس الوطني، ومن ثم الائتلاف الوطني، ومن ثم هيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وكانت مهمة هذه الفئة السياسية أن تقوم بتقديم التنازلات وتوقيع الهدن والمفاوضات، وهنا تكمن الطامة التي تعرضت لها الثورة، حيث إن القيادة السياسية لم تكن منبثقة عن الأمة ولم تحمل عقيدة الأمة كقيادة فكرية لها، لذلك وجدنا هذا التباين والاختلاف الواضح، بين ما عليه الثورة وبين ما تنطق به هذه الفئة السياسية، فرغم كل ما فعلته روسيا من قتل وتدمير في أرض الشام إلا أن هذه المعارضة السياسية خرجت لتقول إن روسيا هي طرف حيادي! فقد جاء ذلك على لسان مصطفى الشيخ وكذلك محمد علوش الذي ترأس وفد المعارضة في أستانة، واعتبر أن النظام وإيران تمنعان روسيا من أن تصبح طرفا محايدا؛ وفي الوقت الذي تعقد فيه المفاوضات المبنية على أساس وقف إطلاق النار، فإن طائرات الإجرام ما زالت تفعل فعلها وتقتل في أهل الشام.

حقاً إنها معادلة غريبة "قصف في سوريا ومفاوضات في جنيف"! ولا يحل هذه المعادلة سوى الوعي الذي يتبعه عمل على نبذ هذه القيادة السياسية ولفظها كما تلفظ النواة، والعمل على تبني قيادة سياسية واعية لثورة الشام، قيادةٍ تعرف العدو وتتعامل معه على هذا الأساس، قيادةٍ لا تتلون ولا تتبدل، قيادةٍ تنبثق من الأمة وتعبر عن تطلعاتها، وتتخذ ثوابت في عملها، وتقدم مشروعاً واضحاً مفصلاً عن رؤيتها لإسقاط النظام ولما بعد إسقاط النظام.

نستطيع أن نقول إن الحلقة المفقودة في ثورة الشام تكمن في قيادة هذه الثورة، فالثورة وأهلها مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس لأجل إسقاط النظام، وقد قدموا أمثلة كثيرة خلال هذه الثورة، فالتضحيات الجسام التي قدمها أهل الشام كثيرة، إلا أنها إن تُركت لقيادة سياسية تفاوض في الأستانة وجنيف، وتوجه المقاتلين للباب بدلاً من دمشق، فإنها ستضيع هذه التضحيات، والتعبير الأدق أنها ستُسرق، وستذهب بثورة الشام إلى ما بات يُعرف بـ"حضن الوطن" وأهل الشام أدرى بما يعنيه حضن الوطن، أي العودة لتسلط النظام المجرم.

لذلك فإن أهل الشام اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما أن يسكتوا عن سرقة تضحياتهم، ويتركوا هؤلاء البائعين يفاوضون في جنيف وغيرها، وإما أنهم سيُنهون هذه المهزلة، ويضعون حداً لهذا العبث، فيأخذوا على يد من يحاول إغراق سفينة الثورة ويمنعوه من المتاجرة بالدماء والبلاد، ويسلموا قيادة هذه الثورة للرائد الذي لا يكذب أهله، حزب التحرير الذي يقدم مشروعه في بناء دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، والذي حذر من كل المؤامرات السياسية التي أحاطت بثورة الشام، ودعا لإسقاط من يتاجر بثورة الشام، فكان بحق أهلا لأن يقود الثورة إلى بر الأمان.

وهذا دي مستورا الوجه الذي يُمثل (المجتمع الدولي) وهو مبعوث الأمم المتحدة يؤكد أنه غير متفائل بجنيف4، ويرسل تهديدات مبطنة مفادها بأنْ "يا أهل سوريا إما أن تخضعوا للإرادة الدولية أو أننا سنترككم أمام الوحوش تنهش بكم وتقضي عليكم"، فقد قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي مستورا، إن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سوريا ضروري لتفادي معركة فتاكة أخرى كتلك التي شهدتها حلب؛ وحذر المبعوث الدولي من أن تتحول إدلب إلى حلب ثانية؛ بعدما ذهب كثير من مهجَّري حلب إليها.

كلام هذا المبعوث يؤكد أن ثورة الشام ما زالت قادرة على أخذ زمام المبادرة، وأنها ما زالت قوية يخشاها عدوها، فلتُرص الصفوف ولتُوحّد الجهود، فالنظام لو لم يكن ضعيفاً لما قَبِل التفاوض، فهو يترنح ينتظر ضربة رجال صادقين تنهي عهداً من الظلم والطغيان ليبزغ فجر الإسلام من جديد بإذن الله.


 كتبه لجريدة الراية: منير ناصر، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 1 آذار\مارس 2017م
المصدر: http://bit.ly/2mq5fg9

alraiah220217

سئل أحد العلماء عن سقوط الدولة الأموية فقال: أمور صغيرة سلمناها لكبار وأمور كبيرة سلمناها لصغار فضعنا بين إفراط وتفريط.

وما حال ثورة الشام في هذه الأيام إلا الوقوع بين إفراط من قبل مَن فهم الإسلام خطأً وراح يجرب فهمه المغلوط على أهلها؛ فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وبين صبية السياسة الذين دخلوا في نفق المفاوضات المظلم كالمستجير من الرمضاء بالنار (هذا إن أحسنا الظن بهم)!
ووقوفا على آخر تطورات ملف صك الاستسلام وبيع التضحيات نجد أن مفاوضات أستانة2 كأخواتها السابقة من مؤامرات أعداء الأمة عليها، سواء من حيث المبدأ كتثبيت الحل السياسي الأمريكي الذي يحافظ على نظام الطاغية أم من حيث النتيجة كفشل ذريع لمن يحاول أن يمكر بمن تكفل الله بها وبأهلها، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.

فبعد أن مكرت أمريكا عن طريق وكيلتها روسيا زورا وبهتانا وخداعا بالتعهد بوقف الغارات ومد الحبل قليلا لمعارضة الفنادق أن تطالب بالمعتقلين كخطوة على طريق ما يسمى الانتقال السياسي المزمع بحثه في جنيف، نجد أن وتيرة المجازر قد زادت خاصة بعد مفاجآت مجاهدي درعا من قلب ظهر المجن على من يراهن على وقف إطلاق النار الذي لم يتوقف أساساً إلا من قبل الثوار تحت ضغط الداعمين بالمال السياسي القذر.

فنجد أن آمال أمريكا وأذنابها قد تبددت ومكرهم قد بار - على الأقل في هذه الجولة -.
وإنه وإن كان من المقرر مناقشة الحكم في سوريا أو بشكل أدق فرض دستور مدني علماني في جنيف كما أعلن عن ذلك مبعوث أمريكا لتصفية الثورة دي مستورا - ويا لها من مهزلة أن تساعد عدوك في فرض نظام حياته العفن على أمتك لتسير عليه. إلا أن المراقب بدقة يخلص إلى نتيجة مفادها أن الغرب والشرق وعلى رأسهم أمريكا صاحبة النفوذ والمصلحة الحيوية في سوريا يجرون أذيال الهزيمة، وليس أدل على ذلك من طرح مشروع تدخل عسكري أمريكي في سوريا من قبل الكونغرس مما يؤكد أن كل الأدوات التي استخدمتها في حربها على أهل الشام قد باءت بالفشل مهما مكروا وخططوا وقاموا بأعمال سياسية أو حتى عسكرية، ففي كل مرة تجد أن الله يأتي بنيانهم من القواعد فيخر عليهم السقف من فوقهم ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.

وما نراه من استنزاف لكل من يقاتل أهل الشام وفضح من يدعي كذباً صداقة شعبها ليسلمها لأسياده (أعدائها) لهو دليل على تهيئة الأجواء وبعاث ليجهز إقامة سلطان المسلمين، وبالتالي ليس على أهل الشام إلا أن يعتصموا بحبل الله المتين باتخاذهم حزب التحرير قيادة سياسية لهم، فهو القيادة السياسية الواعية المخلصة التي تملك مشروعاً مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله قادرة على قيادة دفة السفينة وصولاً إلى بر الأمان ويتحقق قول رسول الله ﷺ«إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».


 كتبه لجريدة الراية: عامر السالم - أبو عبيدة، بتاريخ الأربعاء 22 شباط\فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2lJtvsG

alraiah160217

ما إن أسدل الستار عن مؤتمر الأستانة الذي عقد في الـ23 من كانون الثاني حتى كشف عن الكثير الكثير من الحقائق والوقائع والتي لم تكن لتظهر إلا بما قرره المؤتمر، فقد عقد مؤتمر أستانة بعد مضي حوالي 6 سنوات من عمر ثورة الشام المباركة ليكون عنوانه العريض ضرب كل ما قدمه أهل الشام على مدى ثورتهم، راميا خلفه دماء سالت وأعراضاً انتهكت ودوراً دمرت ومدناً أزيلت.
كشف الغطاء عن واقع كثير ممن ألبسوا على أهل الشام ثورتهم وفضح كل الأدوار والممثلين والسيناريوهات.

وكانت نهايته دستوراً روسياً بديلاً لسوريا لم تملك الأطراف سوى السمع والطاعة مع تمثيل هاوٍ بالرفض والتعنت المفضوح، ومع إظهار وعي لمحتوياته والتعديل عليه كما حصل مع معارضة أمريكا التي نجحت في تغيير كلمة جوهرية ضمن الدستور الموضوع، فبدل كلمة دولة ديمقراطية أصبحت دولة علمانية وبذلك بقيت محافظة على مبادئها التي وجدت لأجلها...!

في حين بدأت نتائج المؤتمر تظهر جليا على الأرض من خلال احتقان بين فصائل مثلت في المؤتمر وفصائل لم تمثل فوقع بينها اقتتال سالت بسببه دماء معصومة بغير حق.
انتهى مؤتمر الأستانة وبدأت بعده خطواتهم العملية لمحاولة احتواء ثورة أهل الشام بالسرعة القصوى كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه وما هم في خوف من وقوعه في أي لحظة وتصريحاتهم تدل على ذلك.

فكان من أولى خطواتهم هو السعي والبذل لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان حاضرا في أستانة والذي دفع وفد السفاح للمضي فيه وتثبيته وذلك لأجل كسب مزيد من الوقت ونفخ الروح في نظام متهاوٍ ولتحقيق مكاسب على الأرض، مهمة المجتمع الدولي غض الطرف عنها وإعطاؤها الشرعية بحجة محاربة (الإرهاب)، فقد تقرر في إطار ذلك عقد مؤتمر ثلاثي للأطراف الضامنة في أستانة لمتابعة التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.

في حين صفع دي مستورا معارضة أمريكا وعرّاها تماما من خلال تهديداته بأنه سيقوم بمفرده بتشكيل وفد المعارضة لجنيف؛ ما أثار حفيظة العملاء الذين بدأوا بتصريحات جوفاء، مآلها السمع والطاعة للأسياد، مثلما حصل مع روبرت فورد عندما اختار أعضاء الائتلاف من خلال فرزهم بالاسم ليمثلوا أهل الشام.

تأتي كل تلك الأحداث في ظل دعوات من قبل روسيا لإعادة الحياة للنظام وإعادة إنتاجه من جديد بربطه بجمعية العمالة جامعة الدول العربية من خلال دعواته لإعادة تفعيل عضوية نظام أسد فيها ليكون للجمعية دور أكبر بإعادة السلام لسوريا وممارسة دورها بفعالية أكبر.
كما أنها تأتي في ظل تحرك ميداني على الأرض من قبل جميع الأطراف من فصائل معارضة وجيش مجرم للسيطرة على معقل تنظيم الدولة بمدينة الباب مما دفع للحديث عن احتمال حدوث صدام بين تركيا متصدرة درع الفرات وراعيته وبين جيش أسد.

احتمالات للصدام تخالفها أفعال الطرفين اللذين رشح عنهما أن بينهما اتصالات دبلوماسية سرية ومحادثات وإمكانيات توقيع اتفاقيات فيما بعد وعودة الدفء للعلاقة بينهما.

وهناك صراع من نوع آخر يعاني منه أهل الشام من مثل اللجوء وسوء المعاملة والقتل والقصف والظلم، لكسر إرادتهم ودفعهم للقبول بما يحاك لهم، مستغلين حاجاتهم ومعاناتهم.

هذه هي نتائج مؤتمرات السلام لسوريا؛ مزيد من القتل والتشريد والدمار يقع على أهل الشام.

وأما أهل الشام ورغم كل ما مروا به من معاناة وتضحيات، ورغم ما ألمّ بهم من مصائب ونكبات، ورغم ما وقعوا تحت وطأته من خيانات ومؤامرات على مدار ما يقارب ست سنوات، ورغم ما بات يظهر على محياهم من تعب ومشقة، فإن قلوبهم ما زالت عامرة بالثقة بالله، وألسنتهم تلهج بذكر الله سائلينه سبحانه وتعالى أن تكون تضحياتهم خالصة لله وحده، وأن تكون نتيجة عملهم هي رضوان الله سبحانه وتعالى، وأن يكرمهم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تعيد لنا عزنا وكرامتنا ونقتص بها ممن ظلمنا، إنه على ما يشاء قدير.


 كتبه لجريدة الراية: عبدو الدلي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 15 شباط/فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2lh7cdl

alraiah1602171

أسبوع أو أقل يفصلنا عن مؤتمر جنيف المزمع عقده في العشرين من الشهر الجاري؛ بعد جهود مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار الذي لم يتوقف يوماً في كافة أرجاء سوريا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، فما زالت حمم الصواريخ تنهال على أهل الشام في مدينة إدلب وريفها والغوطة الشرقية وغيرها من المناطق الأخرى؛ تحت بصر العالم وسمعه دون أن يحرك ساكناً أو توقظ دماء الشهداء إنسانية غائبة، ولم يمنع كل ذلك المجتمع الدولي من متابعة سيره نحو عقد المؤتمر؛ بل لم يمنع ذلك أيضاً هيئة المفاوضات من تشكيل وفدها التفاوضي الذي بلغ عشرين شخصية عسكرية وسياسية تولى كبره "محمد صبرا" وترأسه "نصر الحريري" ليكون شاهد زور على بيع تضحيات أهل الشام ودماء شهدائها تحت مسمى الحرص على حفظ دمائهم؛ مفرطاً بمطالب أهل الشام تحت مسمى تحقيقها؛ وهذا الأمر قد درج عليه الكثير منذ زمن بعيد؛ فلا زالت الحقائق تتعرض للقلب ولا زالت الكلمات تتعرض للتحريف ما دام هناك أقوامٌ سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين.

إن المتتبع لمواقف ما يسمى "بالمعارضة السورية" يجدها لا تخرج عن السياسة الأمريكية قيد شعرة، ليس هذا فحسب بل يصورون مطالب الغرب الكافر على أنها مطالبهم هم، بل شرطاً من شروطهم، فوقف إطلاق النار في أرجاء سوريا كافة هو في الأصل مطلب أمريكي ابتدأته أمريكا بالهدن المناطقية ومحاولات مبعوثها الدولي دي ميستورا الحثيثة في تجميد القتال، لكن سرعان ما تبنته "المعارضة السياسية وحتى الفصائل؛ وجعلته مطلباً لها وشرطاً من شروطها للسير في العملية التفاوضية! ولم تتوقف عند هذا الحد؛ بل تابعت سيرها دون أن يتحقق مطلب من مطالبها، أو شرط من شروطها، ويبررون متابعة سيرهم هذا تحت شعار الحفاظ على ما تبقى ووقف نزيف الدم وغيرها من الشعارات التي تعني في الحقيقة بيع ما قد سلف من تضحيات ودماء؛ ومكافأة الجزار على جرائمه التي ليست آخرها المسلخ البشري الذي لم تجد منظمة العفو الدولية توصيفاً أكثر ملاءمة لما يحصل في سجن صيدنايا العسكري من جرائم يندى لها جبين البشرية.

لا يسعنا في هذا المقال إلا أن نذكِّر بالحل السياسي الأمريكي الذي يسعى المؤتمرون للتوصل إليه، فقد وضعت أمريكا معالمه بشكل مكشوف دون خجل أو حياء، فجعلت سقف المفاوضات دولة ديمقراطية تعددية تفصل الإسلام عن الدولة، وتحصره في المساجد، ناسفةً نظام حكمه "الخلافة" ونظامه الاقتصادي والاجتماعي وسياسته التعليمية والخارجية بما فيها الجهاد، هذه هي الدولة التي يسعى المؤتمرون للوصول إليها؛ وهذا أقصى ما تستطيع "المعارضة" تقديمه لأهل الشام المسلمين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تابعت روسيا وكيلة أمريكا السير في طريق القضاء على ثورة أهل الشام وحرمانهم من قطف ثمارها؛ فصاغت دستور هذه الدولة ووضعت ملامحها التي تناقض شرع الله في الأصول والفروع مستخفة بتضحيات أهل الشام ودماء أبنائهم. هذا هو الحل السياسي الأمريكي الذي يعدوننا ويمنوننا به، قال تعالى على لسان شيطان الجن الذي يوحي إلى شياطين الإنس أمريكا وأحلافها وأتباعها ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾.

إن السير في طريق المفاوضات معروفة نهايته؛ وسيودي بأهله إلى التهلكة والخسران، فالشمس لا يحجبها غربال والحقائق تنطق بذلك فهل من مدكر؟ قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾، هذه حقيقة. وقال عز من قائل: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، وهذه حقيقة أخرى. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.

هذه حال من يسارع لحضور مؤتمر جنيف، أما أهل الشام فحالهم لا تخفى على أحد؛ وهم بحاجة إلى حشد القوى العسكرية من جيوش المسلمين تتبعها القوى المخلصة من الفصائل المقاتلة على أرض الشام فيضربوا النظام ضربة رجل واحد تقطع رأسه في دمشق وتقيم على جمجمته حكم الله؛ فتطوي بذلك ملف حكم جبري ذاق المسلمون خلاله شتى أنواع الظلم و القهر والتشريد والحرمان. فهل تتحرك جيوش المسلمين لنصرة أهلها؟ وهل تستيقظ أمة الإسلام من سباتها؟ لا شك في ذلك مهما طال الزمن، فلا بد من أن يهيئ الله سبحانه وتعالى لدينه أنصاراً كأنصار رسول الله يأخذون على عاتقهم نصرة الإسلام وحماية المسلمين؛ ولكن الأمر يحتاج للصبر والثبات حتى يأتي وعد الله، فالمستقبل لدين الله عز وجل مهما حاولت قوى الكفر مقاومة عودة الإسلام إلى معترك الحياة وانتشار دعوته، قال رسول الله ﷺ«ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر».


 كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 15 شباط/فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2ko0Jht

art120217

بعد عقود من الكذب والدجل باسم مقاومة الصهيونية والإمبريالية الأمريكية يكشف طاغية الشام جزءاً من حقيقة عمالة نظامه لرأس الكفر أمريكا، حيث كشف رأس النظام أسد، أنه يرحب بالقوات الأمريكية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وأن تعترف بسيادة حكومته، هذه هي الحقيقة التي كانت الشعوب مغيبة عنها لعقود طالت أدعت فيه هذه الأنظمة أنها تقاوم أمريكا وسيطرتها على العالم الإسلامي، وتحت هذه الشعارات البراقة تم مغافلة الأمة، وهذه الحقيقة كان هنالك ما قبلها. 

فبعد خروج الولايات المتحدة منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بالاستيلاء على المستعمرات التي كانت تحتلها دول أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا في العالم العربي والإسلامي، وكان ذلك عن طريق مجموعة من الأعمال والقرارات السياسية عن طريق ما عرف بحق تقرير المصير للشعوب ومبادىء ويلسون وغيرها من شعارات كانت تخفي تحت عباءتها انتقال سيطرة أوروبا على الدول الكرتونية التي صنعها المستعمر في عالمنا العربي والإسلامي، لتبدأ بعدها حقبة جديدة من الاستعمار الأمريكي مغلفةً بغلاف التحرر المزعوم الذي انتهى بإعطاء الاستقلال لجميع الدول المستعمرة، ليتم بناءاً عليه استقلال الدول ونصب حكومات وطنية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمستعمر، استطاعت أمريكا عن طريق انقلابات دموية وأخرى بيضاء من تحويل العديد من هذه الدول إلى دول تخضع للنفوذ الأمريكي. 

حتى جاءت الثورات مع بداية عام 2011 لتبدأ الأمة مرحلةً جديدة من الصراع عنوانها التحرر من سيطرة الغرب وأذنابه لتكتشف الشعوب أنها ما زالت مستعمرة وأنه جرى استغفالها باستقلال مزعوم، وفي خضم الصراع لانتزاع الاستقلال الحقيقي والعودة الحقيقية للأمة بتاريخها وحضارتها ونظامها الرباني المتمثل بالخلافـة، تجسد هذا الصراع بأوضح ما يكون في ثورة الأمـة في الشـام، التي كشفت أنظمة وفضحت عمائم تتاجر بدين الله، ليتبين أنه لا يجري شيء في بلادنا من قبل الحكام ومن يتبعهم  دون موافقة الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا، كل هذه التطورات دفعت رأس النظام النصيري الطائفي العميل المفضل أمريكياً كي يجاهر بترحيبه بقوات أسياده فلم يعد يخشى شيئاً، مع أن إعلامه ما زال يدعي ليل نهار بأنه يتعرّض لمؤامرة أمريكية – صهيونية وليتكشف المشهد عن مؤامرة بالفعل ولكن على الشعب السوري ومن خلفه الأمة الإسلامية بأجمعها، وليظهر جلياً عمالة نظام أسد لأمريكا الذي لم يعد يخفى حتى على أعمى البصر والبصيرة، وهذا التصريح من الطاغية يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الكفر العالمي بزعامة أمريكا التي كشف رئيسها الجديد ترامب عن عداءه السافر للإسلام، وهو ما دفع أسد ونظامه لترويج أنفسهم كحلفاء مُعلَنين لأمريكا في محاربة ما يسمونه الإرهاب، هذا المصطلح الذي يُخفي عداءاً صليبياً متأصلاً للإسلام وأهله. 

والآن وبعد كل ما استعرضناه نتساءل ماذا أعدت الأمة لهذه المواجهة؟ وماذا أعد الثائرون في الشام لهذه المرحلة الجديدة من الثورة؟، وماذا يلزم الثورة في هذه المرحلة التي أصبحت مرحلة مفاصلة بين الحق والباطل؟، فأعداء الثورة قد ظهروا واضحين بعد هذا العمر الطويل من الثورة وتمايزت الصفوف وانكشفت خبيئة الجميع ليس آخرهم أنظمة الضرار وعلى رأسهم نظام الإجرام في دمشق، أنهم ليسوا سوى تبع للإرادة الغربية.

إن هذه المواجهة المحتومة التي وصلت إليها ثورة الشـام كان لا بد أن يصل إليها المسلمون فحتمية الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان مواجهة مصيرية لابد من وقوعها شاء المسلمون أم أبَوا، فالكفر لا يقبل بأنصاف حلول عندما يتعلق الأمر بالمبدأ، فالرأسمالية منذ نهضت لم يستقر لها قرار حتى قضت على المبادىء الأخرى، ولأن الإسلام مبدأ رغم عدم وجود دولته بسقوط الدولة العثمانية كآخر دولة إسلامية، تنبه الغرب إلى أن المسلمين يغذون الخطى لاستعادة دولتهم، فعمد إلى استباق نشوء الدولة الإسلامية بأن شن حرباً شعواء على الإسلام والمسلمين على كافة الصعد الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعلن مع نهاية القرن الماضي حربه على الإسلام تحت شعار "الحرب على الإرهاب"، ولكن الغرب يدرك تماماً أن الحرب هذه لن ينتصر بها إن عرف المسلمون مواضع قوتهم وخاضوا الصراع على أساسه وأهم هذه المواضع أن يخوض المسلمون الصراع على أساس المبدأ لأن خوضه على غير هذا الأساس يعتبر هزيمة، فلابد أن يدار الصراع على كافة الصعد الفكرية والسياسية والعسكرية حتى يتحقق النصر. 

طبعاً حتى يخاض مثل هذا الصراع لا بد من أن يكون هناك قائد يستطيع خوض هذا الصراع وهذا القائد لا يلزم أن يكون شخصاً، بقدر أن يكون جماعة تملك المفاتيح لفك شيفرة هذا الصراع على أساس فكري وعقائدي وتملك المشروع الموصل للنصر المؤزر، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتبني الأمة له، فبيضة القبان في هذا الصراع هي الأمـة فقط، إن امتلكت العزيمة لخوض الصراع وهي تمتلك، فقد رأينا في الشام نماذج لهذه العزيمة قل نظيرها في مقارعة اعتى الأنظمة المتوحشة في العالم، وما زالت تقدم وتضحي في سبيل عزّة الإسلام، وهذا المشروع لا يمتلكه إلا حزب التحرير حامل مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإن أعطيت له القيادة السياسية ومن خلفه الأمة، فإنه سيستطيع خوض غمار هذه الحلبة في سبيل إعادة الإسلام إلى مكانه الطبيعي ظاهراً على الدين كله، ولتكون البداية بإسقاط النظام كمرحلة أولى تتوج بإقامة الخلافة الراشدة التي ستجمع شتات المسلمين وتوحدهم في وجه عدوهم الغرب الكافر ولتنتقل لمراحل أخرى من الصراع يكون فيه الدين كله لله وما ذلك على الله بعزيز.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز أبو علي

بعد عقود من الكذب والدجل باسم مقاومة الصهيونية والإمبريالية الأمريكية يكشف طاغية الشام جزءاً من حقيقة عمالة نظامه لرأس الكفر أمريكا, حيث كشف رأس النظام أسد، أنه يرحب بالقوات الأمريكية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وأن تعترف بسيادة حكومته, هذه هي الحقيقة التي كانت الشعوب مغيبة عنها لعقود طالت أدعت فيه هذه الأنظمة أنها تقاوم أمريكا وسيطرتها على العالم الإسلامي, وتحت هذه الشعارات البراقة تم مغافلة الأمة, وهذه الحقيقة كان هنالك ما قبلها. 
فبعد خروج الولايات المتحدة منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بالاستيلاء على المستعمرات التي كانت تحتلها دول أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا في العالم العربي والإسلامي, وكان ذلك عن طريق مجموعة من الأعمال والقرارات السياسية عن طريق ما عرف بحق تقرير المصير للشعوب ومبادىء ويلسون وغيرها من شعارات كانت تخفي تحت عباءتها انتقال سيطرة أوروبا على الدول الكرتونية التي صنعها المستعمر في عالمنا العربي والإسلامي, لتبدأ بعدها حقبة جديدة من الاستعمار الأمريكي مغلفةً بغلاف التحرر المزعوم الذي انتهى بإعطاء الاستقلال لجميع الدول المستعمرة, ليتم بناءاً عليه استقلال الدول ونصب حكومات وطنية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمستعمر, استطاعت أمريكا عن طريق انقلابات دموية وأخرى بيضاء من تحويل العديد من هذه الدول إلى دول تخضع للنفوذ الأمريكي. 
حتى جاءت الثورات مع بداية عام 2011 لتبدأ الأمة مرحلةً جديدة من الصراع عنوانها التحرر من سيطرة الغرب وأذنابه لتكتشف الشعوب أنها ما زالت مستعمرة وأنه جرى استغفالها باستقلال مزعوم, وفي خضم الصراع لانتزاع الاستقلال الحقيقي والعودة الحقيقية للأمة بتاريخها وحضارتها ونظامها الرباني المتمثل بالخلافـة, تجسد هذا الصراع بأوضح ما يكون في ثورة الأمـة في الشـام, التي كشفت أنظمة وفضحت عمائم تتاجر بدين الله, ليتبين أنه لا يجري شيء في بلادنا من قبل الحكام ومن يتبعهم  دون موافقة الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا, كل هذه التطورات دفعت رأس النظام النصيري الطائفي العميل المفضل أمريكياً كي يجاهر بترحيبه بقوات أسياده فلم يعد يخشى شيئاً, مع أن إعلامه ما زال يدعي ليل نهار بأنه يتعرّض لمؤامرة أمريكية – صهيونية وليتكشف المشهد عن مؤامرة بالفعل ولكن على الشعب السوري ومن خلفه الأمة الإسلامية بأجمعها, وليظهر جلياً عمالة نظام أسد لأمريكا الذي لم يعد يخفى حتى على أعمى البصر والبصيرة, وهذا التصريح من الطاغية يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الكفر العالمي بزعامة أمريكا التي كشف رئيسها الجديد ترامب عن عداءه السافر للإسلام, وهو ما دفع أسد ونظامه لترويج أنفسهم كحلفاء مُعلَنين لأمريكا في محاربة ما يسمونه الإرهاب, هذا المصطلح الذي يُخفي عداءاً صليبياً متأصلاً للإسلام وأهله. 
والآن وبعد كل ما استعرضناه نتساءل ماذا أعدت الأمة لهذه المواجهة؟ وماذا أعد الثائرون في الشام لهذه المرحلة الجديدة من الثورة؟, وماذا يلزم الثورة في هذه المرحلة التي أصبحت مرحلة مفاصلة بين الحق والباطل؟, فأعداء الثورة قد ظهروا واضحين بعد هذا العمر الطويل من الثورة وتمايزت الصفوف وانكشفت خبيئة الجميع ليس آخرهم أنظمة الضرار وعلى رأسهم نظام الإجرام في دمشق, أنهم ليسوا سوى تبع للإرادة الغربية.
إن هذه المواجهة المحتومة التي وصلت إليها ثورة الشـام كان لا بد أن يصل إليها المسلمون فحتمية الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان مواجهة مصيرية لابد من وقوعها شاء المسلمون أم أبَوا, فالكفر لا يقبل بأنصاف حلول عندما يتعلق الأمر بالمبدأ, فالرأسمالية منذ نهضت لم يستقر لها قرار حتى قضت على المبادىء الأخرى, ولأن الإسلام مبدأ رغم عدم وجود دولته بسقوط الدولة العثمانية كآخر دولة إسلامية, تنبه الغرب إلى أن المسلمين يغذون الخطى لاستعادة دولتهم, فعمد إلى استباق نشوء الدولة الإسلامية بأن شن حرباً شعواء على الإسلام والمسلمين على كافة الصعد الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأعلن مع نهاية القرن الماضي حربه على الإسلام تحت شعار "الحرب على الإرهاب", ولكن الغرب يدرك تماماً أن الحرب هذه لن ينتصر بها إن عرف المسلمون مواضع قوتهم وخاضوا الصراع على أساسه وأهم هذه المواضع أن يخوض المسلمون الصراع على أساس المبدأ لأن خوضه على غير هذا الأساس يعتبر هزيمة, فلابد أن يدار الصراع على كافة الصعد الفكرية والسياسية والعسكرية حتى يتحقق النصر. 
طبعاً حتى يخاض مثل هذا الصراع لا بد من أن يكون هناك قائد يستطيع خوض هذا الصراع وهذا القائد لا يلزم أن يكون شخصاً, بقدر أن يكون جماعة تملك المفاتيح لفك شيفرة هذا الصراع على أساس فكري وعقائدي وتملك المشروع الموصل للنصر المؤزر, وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتبني الأمة له, فبيضة القبان في هذا الصراع هي الأمـة فقط, إن امتلكت العزيمة لخوض الصراع وهي تمتلك, فقد رأينا في الشام نماذج لهذه العزيمة قل نظيرها في مقارعة اعتى الأنظمة المتوحشة في العالم, وما زالت تقدم وتضحي في سبيل عزّة الإسلام, وهذا المشروع لا يمتلكه إلا حزب التحرير حامل مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة, فإن أعطيت له القيادة السياسية ومن خلفه الأمة, فإنه سيستطيع خوض غمار هذه الحلبة في سبيل إعادة الإسلام إلى مكانه الطبيعي ظاهراً على الدين كله, ولتكون البداية بإسقاط النظام كمرحلة أولى تتوج بإقامة الخلافة الراشدة التي ستجمع شتات المسلمين وتوحدهم في وجه عدوهم الغرب الكافر ولتنتقل لمراحل أخرى من الصراع يكون فيه الدين كله لله وما ذلك على الله بعزيز.
 
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز أبو علي