- التفاصيل
وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةجون برينان، في لقاء حصري مع "العربية"، العلاقات مع السعودية بأنها الأفضل خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف برينان: "لدينا تعاون ممتاز مع السعودية، ولقد عملت مع شركائنا السعوديين لسنوات طويلة، وكنت أقيم في السعودية لخمس سنوات وعملت مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف وهو أيضاً وزير الداخلية، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية أصبحت السعودية من أفضل حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب.. وبوجود الملك سلمان ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نشعر أن لدينا شركاء أقوياء وحقيقيين في الحرب ضد الإرهاب".
وعن إيران نفى برينان أي تعاون مع إيران وقال إنه يشعر بالقلق تجاه الدور الذي تلعبه طهران ومنظماتها في العراق و سوريا ودول أخرى وتأجيجها الصراع الطائفي مطالباً بوقف الدعم للميليشيات الشيعية.
وقال: "لا يوجد أي اتصال مع إيران.. صفر، وأنا لا زلت أشعر بالقلق بسبب نشاطات إيران الإرهابية ودعمها للتنظيمات الإرهابية وخصوصاً فيلق القدس ونشاطه داخل العراق وسوريا ودول عديدة أخرى في المنطقة، وعلى إيران أن تثبت أنها ملتزمة في محاربة الإرهاب بدلاً من دولة تدعم الإرهاب، ونحن نشعر بالرضا بموافقة الرئيس روحاني، والمرشد العام خامنئي على الاتفاق النووي لكن أمام إيران طريق طويل جداً لإقناعي أنها مهتمة أو ملتزمة في محاربة الإرهاب". (العربية نت)
الراية: بالتأكيد فإن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية لم يكشف سرا حين اعتبر السعودية من الشركاء الحقيقيين في مجال مكافحة الإرهاب.. ولكن ألم يأنِ لمن يدافعون عن حكام السعودية ويصفونهم بالمدافعين عن الإسلام والمسلمين أن ينظروا إلى واقع حكام السعودية وأفعالهم بدءا من محاربتهم للدولة العثمانية ومرورا بموافقتهم على احتلال أمريكا لمنطقة الخليج عام 1991 وليس انتهاء بسيرهم في تنفيذ مخططات أعداء الإسلام والمسلمين في الحرب على الإسلام باسم محاربة الإرهاب،فيثوبوا إلى رشدهم ويتقوا الله ويعملوا مع العاملين على تغيير أولئك الحكام الذين لم يعد يخفى على أحد تآمرهم على البلاد والعباد.. وأما بالنسبة لتصريحات جون برينان حول إيران، فهل يظن برينان أن ارتباط إيران بالسياسة الأمريكية لا يزال خافيا على الناس؟؟!! كيف ينفي وجود اتصال بين أمريكا وإيران، وأمريكا بعد أن جاءت بجيوشها وجيوش غيرها لتحتل العراق جعلت من إيران وأدواتها وكلاء عنها لحفظ نفوذها في العراق، فهل تم ذلك بدون اتصال؟ وهل ما تقوم به إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين وأفغانستان من تنفيذ لسياسة أمريكا، كل ذلك يتم بدون اتصال؟؟!! فهل فات مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية أن وكالته هي من رفعت السرية عن الوثائق التي أثبتت رعاية الإدارة الأمريكية للثورة الإيرانية، وأن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أجبر الشاه على التنحي واستبدل به نظام ولي الفقيه؟؟ ولذلك فإن ما يوجهه من انتقاد لسياسات إيران الطائفية ما هو إلا كذب، فسياسات إيران الطائفية هي سياسة أمريكية تنفذها إيران وتشارك في تنفيذها دول أخرى مثل السعودية وأخرى غيرها.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 15 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1Oo1Szf
- التفاصيل
تتغيّر المعطيات السياسية والعسكرية في سوريا بصورةٍ متسارعة، فبينما خفتت تماماً الأصوات المنادية بإعلان الهدن واستئناف المفاوضات، ارتفعت بالمقابل وتيرة الأعمال العسكرية، وتمّ تدشين تحالفات قتالية جديدة، وأُعْلِنَ عن وجود تدخلات عسكرية خارجية لم تكن موجودة من قبل.
فبالنسبة لمفاوضات جنيف، لم يَعُدْ أحد يُعوّل عليها سوى جماعة الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، الذين ما زالوا يعيشون في ظلال الأحداث، ولم يرتفعوا إلى مستواها، والذين لا عمل لهم سوى مناشدة أمريكا والمجتمع الدولي بالضغط على النظام لتطبيق القرارات الدولية، والراجح أنّ المفاوضات بين النظام وهذه المعارضة الذليلة لم يعد لها مكان في هذه الأيام، فقد صرّحالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي بأنّ: "محادثات السلام السورية لن تكون مثمرة في ظل المناخ الحالي"، وأيّد تصريحات دي ميستورا التي أكّد فيها بأنّ الوقت لم ينضج بعد لعقد جولة مباحثات ثالثة، وقال بأنّنا: "لا نريد مباحثات لأجل المباحثات فقط"، وحتى على مستوى إدخال المواد الإنسانية إلى داريّا والمدن المحاصرة الأخرى فقد قام النظام بعرقلة إدخالها، وألقى عشرات البراميل المتفجرة على المناطق التي حاولت الأمم المتحدة إدخال المواد إليها، وتجاهلت القوى الدولية الكبرى - كعادتها - هذه الجرائم الجديدة ضد المحصورين من النساء والأطفال والعاجزين المدنيين التي يقترفها النظام المجرم ضدهم، ولا ذنب لهم سوى أنّهم ينتظرون قدوم تلك المساعدات إليهم منذ سنوات.
وهكذا فقد هيمنت لغة قعقعة السلاح على لغة محادثات السلام، وسادت التحركات العسكرية على المشهد السوري بشكل عام، ونشطت القوى الدولية والإقليمية في التحضير لجولات جديدة من المعارك على كل الجبهات، بدلاً من التحضير لجولات جديدة من المفاوضات.
فبالنسبة للتحالف الروسي الإيراني المعلن مع نظام الطاغية بشّار فقد عقد وزراء دفاع كل من إيران وروسيا وسوريا الخميس الماضي محادثات عسكرية في طهران لبحث ما أسموه تكثيف المواجهات مع (الجماعات الإرهابية) في سوريا، وكأنّهم أسّسوا لمجلس حرب موحّد، ولغرفة عمليات مشتركة، وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان: "إنه عازم مع نظيريه الروسي والسوري على خوض معركة حاسمة ضد الجماعات الإرهابية"، وادّعى أنّ "هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال عرقلة أو منع هذه المجموعات من تلقي الدعم السياسي أو الأسلحة التي تسمح لها بشن عمليات على نطاق أوسع"، وأضاف في ختام المحادثات أن "مكافحة الإرهاب يجب أن تتم على أساس برنامج مشترك وأولويات محددة"، وقال بأنّ نتائج تلك المحادثات يجب أن تظهر في الأيام المقبلة.
وخرج بيان وزارة الدفاع الروسية لِيُركّز هو الآخر على تعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالمعركة ضد ما أسماه "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الإرهابية"، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنّ "هناك الكثير من العمل الذي ما زال علينا القيام به لدعم النظام السوري".
فلغة التصعيد العسكري واضحة جداً في هذه التصريحات، وخاصّة ما صدر منها على لسان المسؤولين الإيرانيين المتحمّسين أكثر من غيرهم في دعم نظام الطاغية، والذين احتضنوا الاجتماع في طهران. وقد تُوّجت التهديدات العسكرية من قبل وزراء الدفاع الثلاثة الروسي والإيراني والسوري، باستحداث منصب جديد من قبل إيران لمحاربة الثورة في سوريا، وتمثّل بتعيين علي شمخاني - وهو رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني - كمنسق أعلى للسياسات العسكرية في سوريا، واجتمع على الفور بُعيْد تعيينه في هذا المنصب بوزراء دفاع سوريا وروسيا، وبحث معهما التطورات الميدانية في سوريا و(الحرب على الإرهاب).
ومن أهم الأهداف العسكرية التي تسعى روسيا وإيران لتحقيقها من خلال التنسيق الذي تمّ بينهما في طهران مع وزير دفاع المجرم بشّار الأسد هي تأمين المناطق الشمالية من سوريا وإبعاد خطر هجمات الثوار على المعقل الرئيس للنظام في اللاذقية ومحيطها، بما يشمل مناطق حلب وحمص وحماة.
وأمّا من جهة أمريكا، التي تنظم عمل تلك الدول في سوريا، فإنّها ركّزت في أعمالها العسكرية على دعم ما يُسمّى بقوات سوريا الديمقراطية التي يغلب على مُكوّناتها وحدات حماية الشعب الكردية، وأمريكا لا تُخفي علاقتها بها تكويناً وتدريباً وتمويلاً وتوجيهاً، وقامت طائراتها بمئات الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة في مناطق الرقة ومنبج وريف حلب الشرقي، وساهم مستشاروها وعسكريوها على الأرض في تدريب وتوجيه مقاتلي تلك القوات التي حقّقت نجاحات محسوسة على الأرض، فأمريكا يبدو أنّها قد أصبحت تُعوّل عليها أكثر من غيرها، وكأنّها قد وجدت ضالتها فيها، وتقول الأنباء إنّ قوات سوريا الديمقراطية تُواصل تقدمها فى ريف منبج، على حساب تنظيم الدولة، وباتت تفرض سيطرتها على المزيد من القرى حول مدينة منبج، والتي بلغ عددها منذ بدء العمليات إلى نحو 100 قرية، ووصلت إلى مسافة 16كم غرب مدينة منبج، وأصبحت تُطوّق المدينة من كل جهاتها، وهي تهدف الآن للوصول إلى طريق الباب - الراعي الاستراتيجي، وبلدة قباسين في ريف حلب الشمالي الشرقي، ويُساعدها في تقدّمها الغارات المكثفة التي تشنّها الطائرات الأمريكية ضد مواقع التنظيم، وكانت في البداية تزحف باتجاه مدينة الرقة من ريفها الشمالي، ولكنّ أمريكا قامت بتحويل مسارها إلى منبج لضرورات عسكرية.
وساعد دخول (قوات سوريا الديمقراطية) إلى منبج في فك الحصار عن مدينة مارع ومنع سقوطها بأيدي تنظيم الدولة، وحال بالتالي دون سقوط مدينة إعزاز والتي تُعتبر المعقل الأخير لفصائل المعارضة شمال حلب والتي تتصل ببوابة السلامة الحدودية وهي المعبر الوحيد لدعمهم اللوجستي من جهة تركيا.
وكان عبور تلك القوات ضفة نهر الفرات من الشرق للغرب يُعتبر في السابق خطاً أحمرَ بالنسبة لتركيا لا يجوز تجاوزه بحال، لكن تركيا تجاهلت خطوطها الحمراء امتثالاً للرغبة الأمريكية.
وأمّا قوات نظام الطاغية بشّار فقد استفادت من تقدم (قوات سوريا الديمقراطية) في المنطقة وتمكنت بعد تثبيت سيطرتها على مفرق الطبقة - الرصافة - أثريا، من التقدم والتوسع نحو الشرق باتجاه منطقة الرصافة، ونحو الجنوب باتجاه مطار الطبقة العسكري.
ودخلت فرنسا هي الأخرى على الخط من باب حب الظهور، وإظهار نوع من التعاون مع أمريكا في سوريا، فذكر مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي "أن جنوداً فرنسيين يقدمون المشورة في سوريالقوات سوريا الديمقراطية الكردية العربيةالتي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية"، وصرح هذا المصدر أن هجوم منبج كان مدعوما بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا، وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أمريكيين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم في منبج بمحافظة حلب.
إنّ هذه التطورات العسكرية تُشير إلى رغبة أمريكا في إدخال لاعبين جُدد على الساحة السورية، وذلك من أجل خلط المزيد من الأوراق، بُغية إضعاف موقف الثوار، وحمل المفاوضين في جنيف على تقديم تنازلات جديدة، وأهمها الاعتراف بدور النظام في أي حل سياسي مستقبلي يمكن التوصل إليه.
كتبه لجريدة الراية: أبو حمزة الخطواني، بتاريخ الأربعاء 15 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1OnX1Ov
- التفاصيل
لا ينقضي يوم إلا ويحمل في طياته جديدا فيما يتعلق بالأحداث في سوريا، فالأزمة في سوريا في حراك مستمر ولهيب المعارك فيها لا يتوقف، والأحداث فيها متقلبة، وكلما تسارعت الأحداث فيها باتجاه معين انقلبت باتجاه آخر، فالحسم ليس في متناول يد أحد حتى الآن، إلا أن هذا لا يعني عدم وقوع تطورات لافتة ومؤثرة، من شأنها أن تحدث تغييرا جوهريا في سير الأحداث ونتائجها.
فقد أفاد مساعد وزير الخارجية الأمريكي "أنطوني بلينكن" يوم الجمعة 13/5/2016، "أنّ بلاده توصلت إلى اتفاق نهائي مع تركيا بخصوص التعاون من أجل تطهير المناطق الواقعة بين مدينة منبج ومارع بريف حلب السوري، من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح بلينكن خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الخارجية الأمريكية بواشنطن، أنّ التعاون التركي الأمريكي في هذا الخصوص، سيتمثل في زيادة الدعم لقوات المعارضة السورية المعتدلة، وأنّ الأيام القادمة ستشهد حملات كبيرة ضدّ داعش في هذه المناطق. وفي هذا الصدد قال بلينكن: "هدفنا المشترك مع تركيا، يتمثل في تطهير المناطق الواقعة بين منبج ومارع من عناصر داعش، واستعادة مارع بالكامل من يد التنظيم". (ترك برس 13/5/2016)، وقد سبق ذلك اتفاق "تركيا مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات أمريكية مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا، بدءا من أيار/مايو، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" وتستهدف الأراضي التركية، بحسب ما نقل عن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو.وقال الوزير في تصريح لصحيفة "خبرتورك"، نشر الثلاثاء، "توصلنا إلى اتفاق لنشر صواريخ (هايمارس)، وهي صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ... ويأمل الوزير التركي، من جهة ثانية، في أن تتوصل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا بين مدينتي منبج وجرابلس، إلى قرارات ملموسة. وقال الوزير في هذا الصدد "إن هدفنا هو تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كم من داعش". (بي بي سي 26/4/2016).
وفي 21/5/2016 قام قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل بزيارة سرية لسوريا، وقال مصدر عسكري أمريكي إن "فوتيل أمضى 11 ساعة في شمال سوريا، والتقى مسؤولين محليين وقوات أمريكية خاصة منتشرة في سوريا". وصرح فوتيل بعد الزيارة أن "تدريب القوات المحلية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية هو الخيار الصائب". وأضاف "غادرت وأنا على ثقة عالية من إمكانياتهم وقدرتهم على دعمنا". وقال بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في تغريدة إن فوتيل زار سوريا السبت "للتحضير لهجوم الرقة". (بي بي سي 22/5/2016)، وكان بريت ماكغورك نفسه قد زار منطقة عين العرب كوباني في 18/5/2016 وفي مساء اليوم نفسه جرت مكالمة هاتفية بين أوباما وأردوغان، فقد "أعلن بيان للبيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الجهود الرامية لهزيمة تنظيم الدولة، والوضع في سوريا... وقال البيت الأبيض إن الزعيمين اتفقا على أهمية مواصلة الجهود لإضعاف وهزيمة داعش وشل قدرة التنظيم المتشدد على تنفيذ هجمات في تركيا وأوروبا وأماكن أخرى". (سكاي نيوز العربية 19/5/2016)، وقد استبانت آلية تطبيق هذا الاتفاق بظهور صور جنود أمريكيين يحملون شارات ما يسمى بوحدات حماية الشعب الكردية، فقد اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع بيتر كوك، أن حمل المقاتلين الأمريكيين للشارات، ليس بالأمر الغريب، قائلاً "عندما تعمل القوات الأمريكية في مناطق معيّنة، فإن ما يفعلونه هو الاندماج مع المجتمع لتعزيز حمايتهم وأمنهم". وتابع كوك في الموجز الصحفي للبنتاغون "قواتنا بحاجة لأن تتخذ خطوات يحتاجونها من أجل تنفيذ مهمتهم وحماية أنفسهم". ورفض كوك، الحديث عن الصور المنتشرة على الإنترنت أو تأكيد الموقع الذي تم التقاطها فيه "حفاظاً على سلامة القوات الأمريكية"، على حد قوله. (إرم نيوز 26/5/2016)، وقد عبرت تركيا عن غضبها ظاهريا على لسان جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي حيث قال "ننصحهم (الولايات المتحدة) بوضع شعارات داعش والنصرة والقاعدة عندما يتوجهون إلى المناطق الأخرى في سوريا، وشعارات بوكو حرام عندما يذهبون إلى أفريقيا"... وأضاف الوزير التركي "استخدام جنود دولة تعد شريكتنا، وحازمة في محاربة الإرهاب، شعار منظمة إرهابية أمر لا يمكن قبوله". (وكالة أنباء الأناضول 27/5/2016).
وقد صرّح الكولونيل بالجيش الأمريكي ستيفن وارن بقوله: "وضع شارات وحدات حماية الشعب الكردية هذه لم يكن مصرحًا به، ولم يكن مناسبًا... وتمَّ اتخاذ إجراء تصحيحي حياله". (مصر العربية 29/5/2016)، وسياق الأحداث والتصريحات يدل على أن تركيا أردوغان قد نسقت مواقفها مسبقا مع أمريكا بخصوص مساندة أمريكا لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات الحماية الشعبية الكردية القوة الحقيقية فيها، والتي تعتبرها أنقرة ذراعا لحزب العمال الكردستاني!. وعلى الرغم من أن التوجيه الإعلامي كان باتجاه اقتراب معركة الرقة، إلا أن حركة القتال على الأرض لا تدل على ذلك، وهذا ينسجم مع الرأي بأن أمريكا ليست مستعجلة على معركة الرقة، وإن كانت إعلاميا دقت طبول المعركة، فحركة القتال على الأرض اتجهت بشكل مركز باتجاه منطقة مارع وقام تنظيم الدولة بشن هجوم كثيف على القرى المحيطة بمارع وسيطر على عدد من القرى التي تصل مارع بإعزاز مثل كلجبرين وكفر كلبين، وأحكم الحصار على مارع، وفي المقابل استغل ما يسمى "بقوات سوريا الديمقراطية" تقدم تنظيم الدولة باتجاه مارع، "ودخلت بلدة الشيخ عيسى على الطريق باتجاه مارع، بعد أن ألزمت فصائل المعارضة في المنطقة بتسليم البلدة مقابل ضمان مرور آمن للمدنيين من أهالي مارع باتجاه إعزاز. إلا أن الأمر لم يتم بحسب مراسل "عنب بلدي" في حلب، وقال إن القوات لم تسمح بتوجه النازحين إلى إعزاز أو دارة عزة، ناقلًا عن ناشطين قولهم إن "سوريا الديمقراطية" تحاول الضغط على المعارضة بهذه الخطوة. دخول القوات جاء، صباح السبت 28 أيار، بعد هجوم لم يستطيعوا الدخول إثره، وفق المراسل، وأوضح أن وفدًا من القوات دخل الشيخ عيسى عقب إنذارات عبر مكبرات الصوت قال فيها "قرية الشيخ عيسى مقابل خروج المدنيين من مارع لإعزاز"، ما دعا فصائل "الحر" المرابطة في البلدة للانسحاب إلى مارع". (موقع عنب بلدي 28/5/2016)، فوقعت فصائل المعارضة والمدنيين في مارع وما حولها بين فكي كماشة (تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية)، والذي دفع الكثير من المراقبين للتساؤل عن مدى التنسيق بينهما علىالرغممن وقوع معارك بين التنظيمين إلى الشمال من مدينة الرقة، فأمريكا تدفع لجعل التحركات على الأرض تُدفع باتجاه حصر خيارات أهل الشام بين (النظام المجرم) أو (تنظيم الدولة) أو (وحدات حماية الشعب الكردية) أو (فصائل متناحرة)!.
وعلى وقع هذه التطورات على الأرض نجد أن النشاط المحموم السابق للسير في محادثات السلام، قد خفت وتيرته، فقد صرح دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في بيان يوم الخميس (26/5/2016) "إن الجولة الجديدة من مباحثات السلام السورية لن تعقد قبل أسبوعين أو ثلاثة على الأقل وذلك بعد مشاورات في مجلس الأمن استمرت لساعتين ونصف. وقال البيان "أطلع (دي ميستورا) المجلس عن نيته بدء الجولة المقبلة من المباحثات في أسرع وقت ممكن لكن هذا بالتأكيد لن يكون خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة". (وكالة الأنباء الألمانية 26/5/2016)، ويبدو أن هذا التريث سببه انتظار معرفة الآثار التي ستنتج عن المعارك الجارية ومدى تأثيرها على الخيارات الشعبية، فعلى وقع القتل والتدمير والتهجير اجتمعت ما تسمى بالهيئة العليا للمفاوضات في الرياض 26-28/5/2016 وأعلنت أنها ستقدم وثيقة لحل شامل في سوريا (ورأت الهيئة أن جهود إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات يجب أن تتزامن مع اتخاذ خطوات جادة لوقف التصعيد العسكري من قبل النظام وحلفائه، وإيجاد آلية إشراف دولية لضمان الالتزام بذلك، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول السريع والآمن إلى كافة المناطق المتضررة وفق جدول زمني تشرف الأمم المتحدة على تنفيذه، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2268/2016، فيما يتعلق بوقف الأعمال العدائية، وذلك من خلال توفير آلية مراقبة أممية لضمان الالتزام وتحديد الجهة المسؤولة عن الخروقات التي تقع، ومن ثم استحداث إجراءات عقابية صارمة ضد من يرتكبها.) (العربية 29/5/2016)، والدور الذي تقوم به هذه الهيئة في أحضان آل سعود عملاء أمريكا هو تطويع الشعب السوري باتجاه القبول بالتسوية التي تريدها أمريكا، وهذا الدور لا يختلف من حيث النتيجة عن المعارك التي تدور في مارع والمعارك التي تدور في الغوطة بين الفصائل المتناحرة، لأنها تؤدي بالنتيجة لإخضاع المسلمين في الشام إلى حضن أمريكا.
وليس من مخرج لفصائل الثورة في سوريا إلا بالاعتصام بحبل الله المتين، والانفكاك التام عن قوى الدعم الإقليمية والدولية، والخروج من عباءة عملاء أمريكا أردوغان وآل سعود والخدام والأذناب، فإن لم يفعلوا فستجعل منهم أمريكا سكينا تذبح بها الثورة ثم تذبحهم بأيديهم، نسأل الله سبحانه أن يهدي إخواننا إلى أرشد أمرهم، وأن يحفظ هذه الثورة المباركة من أعدائها ومن جهل أبنائها.
كتبه لجريدة الراية: عبدالله المحمود، بتاريخ الأربعاء 1 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1WXubXC
- التفاصيل
إن المتتبع للأحداث بعد انهيار الجولة الثانية من مفاوضات جنيف والتصريحات التي صرح بها «ستافان دي ميستورا» مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في بيان بتاريخ 26/5/2016، أن الجولة الجديدة من مباحثات السلام السورية لن تعقد قبل أسبوعين أو ثلاثة على الأقل، إن المتتبع يرى بوضوح محاولة نظام طاغية الشام استغلال الفرصة التي منحته إياها الهدنة في السيطرة على مناطق عدة وإحراز تقدم على المستوى العسكري؛ مستغلا وقوف المجتمع الدولي خلفه، فبعد أن قام بالسيطرة على بعض المناطق في الغوطة الشرقية مستغلا اقتتال الفصائل مع بعضها البعض، نراه يركز على مدينتي حلب وإدلب؛ حيث شهدت محافظة حلب في الأيام الأخيرة تصعيدا مكثفا تجلى بإلقاء مئات البراميل المتفجرة وآلاف الغارات الجوية التي أدت إلى سقوط المئات من الشهداء وأضعافهم من الجرحى خلال أيام قليلة، وذلك في محاولة لمحاصرة مدينة حلب عن طريق استهداف المنفذ الوحيد الذي يربطها بريفها الغربي بعد الضوء الأخضر الذي تلقاه من سيده أوباما مطمئنا إياه بعدم استخدام الخيارات العسكرية لحل المشكلة السورية؛ حيث قال أوباما في 24/4/2016م إنه من الخطأ أن تستخدم الولايات المتحدة أو بريطانيا قوات برية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف أوباما في حوار مع قناة "بي بي سي" البريطانية، بث يوم الأحد 24/4/2016، أن الخيارات العسكرية لن تكون حلا للمشكلات التي طال أمدها في سوريا.
كما وقامت طائرات طاغية الشام بقصف مدينة إدلب إلى جانب الطائرات الروسية مما أدى إلى وقوع الكثير من الشهداء والجرحى وإلى نزوح عدد كبير من أهالي المدينة، مما دفع جيش الفتح لإعلان مدينة إدلب خالية من المقرات العسكرية ليوثق بعدها خروقات النظام، هذا الموقف الذي أعلنه جيش الفتح يدفعنا للتساؤل لمن سيرفع هذا التوثيق وكلنا يعلم تآمر المجتمع الدولي وكذبه وخداعه؟! فقد أخلت روسيا مسؤوليتها عن قصف مدينة إدلب وسارت على خطاها أمريكا معلنة أننا لا نستطيع معرفة من قام بقصف المدينة، كما أن القصف طال المستشفيات والتجمعات السكنية ولن تعجز أمريكا ولا روسيا عن إيجاد الحجج لقصف أهل الشام سواء في إدلب أو في غيرها. كما يحاول طاغية الشام تحقيق انتصارات على تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي، وبذلك يكون طاغية الشام قد استغل الوقت لكسب الجولة الجديدة من المفاوضات وذلك عن طريق تقديم المزيد من التنازلات من قبل ما يسمى الهيئة التفاوضية بعد أن وضعت أمريكا قطار حلها السياسي على السكة وحددت محطاته وسرعته بعد أن أدخلته في نفق المفاوضات، وليستخدم المزيد من الضغط على أهل الشام لتركيعهم وقبولهم بالحل السياسي الأمريكي وذلك في الوقت الذي تتقدم فيه قوات سوريا الديمقراطية باتجاه منبج مدعومة بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الأمريكي بعد أن بسطت سيطرتها على مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي تحت غطاء الطيران الروسي لتشارك في حصار الريف الشمالي لمدينة حلب.
لقد وجدت أمريكا وروسيا ضالتهما في وحدات حماية الشعب الكردي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مستغلة مطالب الأكراد في السعي لإنشاء دولة كردية تمتد على طول الشريط الحدودي مع تركيا من عفرين في ريف حلب باتجاه الحسكة. تريد أمريكا استخدام الأكراد في حرب بالوكالة ضد تنظيم الدولة وتحاول عن طريقهم تضييق الخناق على المناطق المحررة لعزل من وضعتهم على لائحة الإرهاب ومحاولة تطويقهم وخاصة وهم لا يبعدون إلا بضعة كيلومترات عن معبر باب الهوى الحدودي والذي يعتبر المنفذ الرئيس لدخول المواد الغذائية إلى الداخل السوري المحرر. وقد أشارت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي يوم الخميس 2/6/2016 إلى ضرورة إغلاق الحدود السورية-التركية من أجل وقف تدفقات الأسلحة والمقاتلين الجدد إلى صفوف التنظيمات الإرهابية التي تواصل انتهاكاتها للهدنة في سوريا، كماوضح الناطق الصحفي باسم وزارة الدفاع الروسية خلال مؤتمر صحفي، أن الصور الجديدة التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية متعلقة بمعبر "سرمدا-الريحانية" الذي يستخدم لنقل الأسلحة والمواد الأخرى للإرهابيين الذين يسيطرون على مدينتي حلب وإدلب. وأضاف أن معظم التوريدات عبر هذا المعبر تنفذ ليلا.
إن ما يجري من استغلال للأكراد في حرب بالوكالة ضد تنظيم الدولة ليس ببعيد عن النظام التركي رغم المواقف المعلنة من قبله بالتدخل العسكري فقد وضع النظام التركي خطا أحمر يستعد للتدخل السريع في حال تم خرقه، ويتجلى هذا الخط بقيام دولة كردية متاخمة لتركيا على الجانب السوري، وما دام هذا الأمر بعيد المنال فلا بأس من استغلال الأكراد في هذه الحرب.
إن ما يجري على أرض الشام لم يكن ليحدث لولا ارتباط بعض قادات الفصائل بالمال السياسي القذر الذي صادر قراراتهم وأدخلهم في هدن مع قاتل أطفالهم ومنتهك أعراضهم، ووضع لهم خطوطا حمراء باتت معروفة للجميع وتتمثل في العاصمة دمشق سهل الغاب حيث حاضنة النظام الشعبية، فلا بد حتى تعود الثورة إلى مسارها الصحيح من قطع كل العلاقات مع الغرب الكافر وأذنابه والتوجه نحو العاصمة دمشق لإسقاط النظام فيها، فنظام طاغية الشام لا يسقط في حلب ولا إدلب.
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 8 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1UdoanA
- التفاصيل
منذ مدة والمواجهات تستعر بين فصائل المعارضة في الغوطة بين جيش الإسلام من جهة؛ وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة أخرى، وكل طرف يلقي باللوم على الطرف أو الأطراف الأخرى، وقد سقط نتيجة هذا الاقتتال مئات القتلى من الفصائل ومن المدنيين، كما زاد هذا الاقتتال من ترويع الأهالي فوق ترويع طاغية الشام لهم... وقد بات واضحا أن جزءا مهما من الخطة الأمريكية لإضعاف الثورة والقضاء عليها هو جعل القتال بين الفصائل نفسها. ويوم الأحد 22/05/2016 أعلنت مصادر تابعة للنظام والمعارضة سيطرة قوات النظام على عشر بلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشقبينها دير العصافير التي تشكل خسارة استراتيجية، وذلك إثر انشغال فصائل المعارضة بالاقتتال في ما بينها.
لقد عملت أمريكا، منذ أن اتخذت ثورة الشام المنحى العسكري، على زج الفصائل في اقتتال فيما بينها، ولا يعد الاقتتال الحاصل الآن في الغوطة الشرقية هو الأول من نوعه على الرغم من أنه الأخطر؛ بل سبقه إلى ذلك اقتتال بين فصائل عدة وبأسماء مختلفة وتوجهات مختلفة، وقد ساعد على وجود مثل هذا الاقتتال بين الفصائل عوامل عدة كان من أهمها:
- ربط بعض قادة الفصائل بالدعم العسكري والتمويل مما أفقدها السيادة على قرارها وجعلها رهينة القرار الخارجي؛ وجعل بعض قادة الفصائل يتحولون إلى أمراء حرب لنيل أكبر قسط ممكن من الدعم.
- تقسيم الفصائل بين جيش حر وإسلاميين رسخته وسائل الإعلام، متناسين أننا جميعنا مسلمون ويحاربنا الغرب دون تمييز.
- محاولة بعض الفصائل قطف الثمار قبل نضوجها فسارعت لفرض سيطرتها على بعض المناطق، مما جعلها في مواجهة مباشرة مع الفصائل الأخرى.
هذه العوامل وغيرها مهدت الطريق أمام اقتتال الفصائل فيما بينها؛ متناسين ما خرجوا من أجله وهو إسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه، متجاهلين الأحكام الشرعية المتعلقة بحرمة سفك دم المسلم، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾. وقال جل في علاه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. وعن الأحنف بن قيس قال ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد؟ قلت أنصر هذا الرجل، قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»، رواه البخاري. كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما». رواه البخاري، وقال صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». رواه البخاري، فهذه النصوص وغيرها تجعل التنازع بين الفصائل والاقتتال فيما بينها سببا لذهاب ريحها وبالتالي سيطرة طاغية الشام على المناطق الموجودة فيها، وهذا عين ما حصل في الغوطة الشرقية، فخطورة الاقتتال بين الفصائل ليست على الفصائل فحسب؛ وإنما على ثورة الشام المباركة؛ التي قدمت الغالي والنفيس من أجل إسقاط هذا النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، فلذلك كان على قادة الفصائل أن يتقوا الله في أنفسهم أولا؛ وأن يتقوا الله في أهلهم؛ وأن يتقوا الله في دماء الشهداء وتضحيات أهل الشام، فأهل الشام لم يخرجوا لقتال بعضهم بعضا. كما يجب على قادة الفصائل أن يعالجوا المشكلة من أساسها لا أن يغرقوا في التفاصيل فيضع كل قائد فصيل اللوم على الآخرين، فكان لزاما فك الارتباط بالقوى الخارجية التي تبين للجميع أن دماء أهل الشام لا تعنيها؛ وإنما تعنيها مصالح أسيادها، كما يجب عدم الاستعجال في قطف الثمار قبل نضوجها؛ والعمل جميعا (جيش حر وإسلاميين) بوصفنا مسلمين بما أوجبه علينا ربنا سبحانه وتعالى لإسقاط طاغية الشام في عقر داره وإقامة حكم الله على أنقاضه، ولا يكون ذلك إلا بالاجتماع على ثوابت ثورة الشام المباركة والتي هي إسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه، والتحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فيجب أن يدرك قادة الفصائل؛ أن الغرب الكافر يسعى لجعل الاقتتال بين الفصائل فيما بينها، أو بينها وبين تنظيم الدولة لإنهاك جميع القوى الفاعلة في الثورة؛ تمهيدا لتيئيس أهل الشام من إمكانية التغيير ومن ثم الخضوع لما تمليه عليهم، فيكون بذلك قد أجهض ثورة الشام المباركة وأهدر تضحياتها. وعلى أهلنا في الشام تقع مسؤولية تقويم المعوج من قادة الفصائل بالوقوف سدا منيعا في وجوههم ومنعهم من خرق سفينة الثورة فالكل معني بذلك شرعا، فكلنا في سفينة واحدة فإما أن ننجو جميعا وإما أن نهلك جميعا.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 25 أيار\مايو 2016م
المصدر: http://goo.gl/Tepu3S