- التفاصيل
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ردا على انتقاداتٍ لسياسة واشنطن بسبب عدم تدخلها عسكريا في سوريا، إنه ما من أحد يعلم أن التدخل عسكريا هو الخيار الصحيح، وأضاف -خلال لقاء مع قناة الجزيرة- أنه يجب على الأسد الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية. ورفض كيري الرد على الانتقادات الموجهة لسياسة بلاده في سوريا، وقال إن تلك الانتقادات مبنية على فرضيات لا حقائق. وأشار الوزير الأمريكي إلى أن ما يحتاجه نظام الأسد في المرحلة الحالية هو الحصول على نصيحة من الأطراف الداعمة له، موضحا أن النصيحة مفادها أن على الأسد التعايش مع اتفاق وقف الأعمال العدائية والعيش ضمن معاييره. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست قال إن استخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد يؤدي إلى حرب شاملة، تنتهي بما وصفه بحرب على أمة ذات سيادة وتتلقى الدعم من روسيا وإيران. وأضاف المتحدث في إيجازه الصحفي يوم الأربعاء الماضي، أن هذه الحرب -في حال وقوعها- سوف تشتت الجهود لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية. وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك يعني أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توجه قوتها العسكرية ضد نظام الأسد، وهو ما من شأنه أن يثير الكثير من الأسئلة حول كيفية القيام بذلك دون إيذاء المدنيين الأبرياء، على حد قوله. وخلص إرنست إلى أنه "يصعب تصور أن ينتهي الأمر دون حرب على أمة ذات سيادة وتتلقى الدعم من قبل روسيا وإيران". (الجزيرة نت)
: إن كلام وزير الخارجية الأمريكي وكلام المتحدث باسم البيت الأبيض هو كلامٌ مكرر والكذب فيه وتزوير الحقائق مفضوحان.. فليست القضية عند أمريكا في حال إعلانها الحرب على الأسد، وهو عميلها، أن تلك الحرب هي على أمة ذات سيادة، فالأمثلة على انتهاك أمريكا لسيادة الدول لا تحصى، وليست القضية هي أن تلك الحرب ستجر إلى حرب شاملة، أي مع روسيا وإيران، فروسيا جاءت بالتفاهم مع أمريكا وإيران تنفذ سياسة أمريكا في سوريا، وليست القضية إيذاء المدنيين، فالمدنيون القتلى والجرحى والدمار الحاصل في الشام إنما تقف وراءه أمريكا، وهذا لم يعد خافيا على كل متابع لما يجري في الشام.. إن المستغرب بل والمستنكر أن يطالب البعض أمريكا بالتدخل عسكريا في سوريا، وأن يحزن البعض على عدم تدخلها، فكيف لمن يدرك أن أمريكا دولة عدوة للإسلام والمسلمين أن يكون حاله كذلك؟؟!!
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 29 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/290RSZn
- التفاصيل
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب "الدوما" الروسي يوم الأربعاء 22 حزيران/يونيو العالم إلى رصّ الصفوف والحشد في مواجهة الإرهاب الدولي، معتبرا أن تفشي هذه الظاهرة يعيد إلى الأذهان صعود النازية الذي سبق الحرب العالمية الثانية.
واستذكر الرئيس الروسي في الكلمة ويلات الحرب العالمية الثانية، متسائلا "عن ماهية العبر الأخرى اللازمة لنبذ الخلافات الأيديولوجية البائدة، والكف عن ممارسة الخدع الجيوسياسية، قبل الحشد لحرب موحدة ضد الإرهاب الدولي؟"، مشيرا إلى "تعاظم تفشي هذا الخطر المشترك، على مرأى من الجميع".
ودعا الرئيس الروسي في هذه المناسبة إلى صياغة منظومة عصرية للأمن المتكامل، تكفل أمنا متكافئا لجميع الدول ولا تستند إلى التحالفات العسكرية.
كما جدد التأكيد على استعداد روسيا لبحث القضايا ذات الشأن والأهمية على صعيد مكافحة الإرهاب، وأضاف: "لم نتلقّ رغم ذلك حتى الآن، أي رد إيجابي على مبادرتنا، في إعادة للتطورات التي سبقت الحرب العالمية الثانية". (روسيا اليوم)
: إن الرئيس الروسي يقدم نفسه داعية من دعاة الحرب على "الإرهاب"، فيدعو إلى رص الصفوف في محاربته!! ولكن أليست روسيا نفسها مارست الإرهاب ولا تزال تمارسه في سوريا والقرم وبلاد إسلامية أخرى تحيط بها؟؟ فهل يحق لدول إرهابية مثل روسيا أو أمريكا أو غيرهما أن تقود الحرب على "الإرهاب" ولم يسلم من إجرام تلك الدول وإرهابها لا البشر ولا الشجر ولا الحجر؟؟!! ثم إن الرئيس الروسي يتحدث عن نبذ ما أسماه: "الخلافات الأيديولوجية البائدة" عند حديثه عن الحرب العالمية الثانية، مع أن تلك الحرب تصارعت فيها دول تحمل معظمها نفس "الأيديولوجيا" وكان صراعها على النفوذ، ولكن هنا نسأل: لماذا يتحدث الرئيس الروسي عن نبذ الخلافات الأيديولوجية ولكن عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين يهاجمون فكرته ودولة الخلافة الراشدة بوصفها طريقة لتنفيذه، ويصفون الإسلام بالإرهاب والمسلمين بأنهم إرهابيون؟؟ ألا يؤكد ذلك مدى عداء روسيا والدول الاستعمارية للإسلام والمسلمين؟؟
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 29 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/28YY3we
- التفاصيل
أعلن الأردن "رسميا" يوم الثلاثاء الماضي 21 حزيران وقف استقباله للاجئين من سوريا، بعد استمراره بفتح الباب أمامهم منذ اندلاع الأزمة هناك قبل 5 سنوات. وقد جاء ذلك بعد ساعات من الهجوم بسيارة مفخخة استهدف قوات حرس الحدود الأردني في منطقة وادي الركبان عند الحدود مع سوريا، وقتل فيه 6 جنود.
وقال مصدر حكومي مطلع إن قرار القوات المسلحة - الجيش العربي اليوم، باعتبار الحدود الأردنية مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة واعتبار أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة أعلاه، ودون تنسيق مسبق، باعتبارها أهدافاً معادية وبكل حزم وقوة ودون تهاون، كلام واضح على قرار أردني قد اتخذ بإغلاق حدوده أمام اللاجئين.
يوجد في الأردن مخيمان حدوديان هما مخيما الركبان والحدلات، وحسب أحدث إحصائيات الحكومة، التي أعقبت الهجوم، فقد بلغ عدد المتواجدين في المخيمين 102 ألف لاجئ، أكثر من 60 ألفاً منهم يقيمون في مخيم الركبان.
ومنعت السلطات الأردنية، في أعقاب الهجوم، دخول المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، وقررت لاحقاً منع دخولها بشكل دائم، بعد أن أعلنت القوات المسلحة (الجيش العربي) المناطق العسكرية الشمالية والشمالية الشرقية التي يقع فيها المخيمان مناطق مغلقة.
وعبر بعض الناشطين عن مخاوفهم من تفاقم أوضاع اللاجئين الإنسانية في حال تواصل منع دخول المنظمات الإنسانية، موضحين أن "مياه الشرب تنفد، والحر شديد ويوجد مرضى يحتاجون إلى العلاج".
وفي ردة فعل إضافية، قررت الحكومة، منع إقامة مخيمات جديدة للاجئي سوريا ووقف أعمال التوسعة في المخيمات القائمة، وهذا القرار لن يقتصر على المناطق الحدودية، بل شمل جميع أرجاء المملكة، وهو ما يحمل في ثناياه قراراً بوقف استقبال اللاجئين.
القرارات الأردنية تلك؛ جاءت وسط غضب من المجتمع الدولي الذي أخل بجميع التزاماته وتعهداته تجاه الأردن، خاصة بعدما تبين أن جميع المساعدات التي قدمت للمملكة خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن مطلع شباط/فبراير الماضي، هي قروض يشترط الحصول عليها مواصلة تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي بكل ما يعني ذلك من تبعية وانقياد.
كما أن الميزات التفضيلية التي وعدت بها المنتجات الأردنية في الأسواق الأوروبية يحتاج تحقيقها وقتا طويلاً. فالهجوم الأخير شكل فرصة لاتخاذ جملة من القرارات الضاغطة على اللاجئين، بهدف الضغط على المجتمع الدولي للتحرك للقيام بالتزاماته بإنقاذ اللاجئين، عبر قناة مالية الحكومة الأردنية.
وهنا يظهر واضحا أن هناك قرارا متخذا لاستغلال محنة اللجوء وقضايا اللاجئين لاستخدامهم وقوداً في معركة الدولة المستضيفة مع المجتمع الدولي والدول المانحة، وأيضاً بدأ يتنامى خطاب الكراهية تجاه اللاجئين، خاصة أن الأرضية مهيأة لذلك، فهم الذين تحملهم جهات أردنية منذ سنوات المسؤولية عن مشكلات البلد الاقتصادية والحياتية. وبعد الهجوم، الذي أعلنت القوات المسلحة أن السيارة التي نفذته خرجت من مخيم الركبان، تجددت الدعوات لعقاب جماعي للاجئين عبر إغلاق مخيماتهم وطردهم خارج البلاد.
يذكر أن هذه المناطق الحدودية بين الأردن وسوريا والعراق تقع تحت سيطرة ما يسمى بقوات التحالف لمحاربة تنظيم الدولة وأسست فيها أمريكا ما يسمى بجيش سوريا الجديد وتم تدريبه في الأراضي الأردنية وبإشراف أمريكي وهدفه الوحيد محاربة تنظيم الدولة، وقد تعرضت إحدى وحداته قبل أسبوع من حادث الركبان بالقرب من معبر تنف القريب على الحدود السورية العراقية لقصف روسي عنيف أدى لمقتل عدد من منتسبيها مع ملاحظة انعدام الوجود الأمريكي - بشكل مستشارين - في هذه الوحدة العسكرية التي قصفت، حيث أعرب الميجر جنرال دو شالمرز البريطاني عن دهشته واستغرابه لهذه الضربات الجوية أمام مندوبي البنتاغون، والأغرب أن الطائرات الروسية انسحبت عند مجيء الطائرات الأمريكية ثم عادت مرة أخرى للقصف بعد مغادرة الطائرات الأمريكية للتزود بالوقود.
وهناك أخبار ومعلومات أن هذه المنطقة الحدودية تشهد تدريبات مكثفة لإحدى الوحدات في الجيش الأردني لمحاربة تنظيم الدولة هي الأولى من نوعها بجيوش الشرق الأوسط، جرى تدريبها وتسليحها على يد خبراء أمريكان في مجال ما يسمى الحرب على الإرهاب.
دماء المسلمين؛ جنوداً ولاجئين ليست رخيصة، ولا يجوز بأي شكل استخدامها وسائل ضغط ومتاجرة في سوق الاستخذاء السياسي، أو الصراع الدولي، وتنفيذ مخططات الغرب الكافر التي أصبحت واضحة وضوح الشمس لكل ذي بصيرة وقلب سليم، فها هي أمريكا تثبّت عميلها المجرم وتضرب بيد روسيا ويد أتباعها كل من ثار عليه، وأصبحت القضية محاربة إرهاب ألصق بالإسلام على أيدي الحاقدين على الإسلام، وبأيدي جهلة بالإسلام وأحكامه.
والأصل في المسلمين نصرة إخوانهم ورفع الضيم والظلم عنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولا تكون نصرتهم إلا بتحريك الجيوش لنصرتهم، لا جعل الجيوش وقادتها عبيدا مطيعين لأمريكا والغرب بربطهم بالتدريبات والمناورات مع جيوش الغرب الكافر، وظيفتها حماية حدود الغاصبين والسهر على أوكار تجسس الغرب في بلاد المسلمين.
والأصل في المسلمين أنهم أمة واحدة من دون الناس، دينهم واحد، وعقيدتهم واحدة، ورسولهم واحد، فلا حدود دنيوية تفرق بينهم، أو تفصلهم عن بعضهم بعضاً، فإذا لجأ إليهم بعض أهلهم لظلم وقع عليهم، ولم نستطع نصرتهم بتحريك الجيوش، بسبب خيانة الحكام في بلادنا، فلا أقل من حسن استقبالهم ومشاركتهم لقمة العيش وشربة الماء وفتح أبواب بيوتنا لهم، وعدم الوقوع فريسة لتضليل وسائل الإعلام وأصوات النشاز التي تغذي كل أسباب الفرقة وتمجيد حدود سايكس – بيكو.
كتبه لجريدة الراية: حاتم أبو عجمية، بتاريخ الأربعاء 29 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/290DwIx
- التفاصيل
كانت العلاقات التركية مع كيان يهود قد اضطربت في أعقاب السحب المتبادل لسفيري البلدين في أعقاب حادثة سفينة مرمرة كما هو معلوم في شهر أيار عام 2010 (!) لكن حجم التبادل التجاري في هذه الفترة قد ارتفع إلى الضعف وبلغت في عام 2015 حوالي 6 مليارات دولار. وفي أعقاب اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 أصاب القلق كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية وكيان يهود. وقد اشترطت تركيا لتحسين العلاقات مع كيان يهود وعودتها إلى المستوى السابق تقديم الاعتذار، وتعويض الأضرار ورفع الحصار عن غزة، وقد استجاب كيان يهود وقدم الاعتذار في شهر آذار عام 2013 بضغط أمريكي.
وقد برر نتانياهو اعتذاره الرسمي الذي اتصل بأردوغان حيث كان مع أوباما في طائرة الرئاسة الأمريكية على صفحته الرسمية على الفيسبوك بأن الأزمة التي تنحدر نحو الأسوأ في سوريا عززت الحاجة إلى تحسين العلاقات بين البلدين، وقال: "إن التهديد الأكبر بالنسبة لنا هو انتقال الأسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا إلى أيدي المجموعات الإرهابية. يمكن لتركيا وإسرائيل التصدي للمشكلات الإقليمية من خلال الاتصالات فيما بينهما". كما صرح أوباما في الزيارة الأولى التي قام بها إلى كيان يهود بصفته رئيساً بقوله: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع تركيا وإسرائيل. وتولي أهمية كبيرة لعودة العلاقات الإيجابية بينهما من أجل الأمن والسلام الإقليميين". من جانبه أدلى وزير الخارجية الأمريكي كيري بهذا التصريح: "نتمنى تطبيق الاتفاقية والتطبيع الكامل للعلاقات بأسرع وقت، وبذلك تستطيع تركيا وإسرائيل العمل معاً على تحقيق التقدم في مصالحهما المشتركة". وقال مستشار وزارة الخارجية لكيان يهود دوري غولد: "إن إسرائيل تتطلع على الدوام إلى علاقات دائمة مستقرة مع تركيا، وتبحث دائماً عن طرق تأمينها". وعبر رئيس الجمهورية أردوغان للصحفيين الذين كانوا معه على الطائرة عند عودته من زيارة تركمانستان عن "حاجة الشرق الأوسط للتقارب بين تركيا وإسرائيل".
وقد تحدثت الأنباء عن استمرار اللقاءات بين مستشار وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو مع كيان يهود في إيطاليا في أعقاب إسقاط تركيا للطائرة الروسية حول استخراج الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية القبرصية. لكن الأوساط الإعلامية حملت أنباء عن استمرار اللقاءات المتبادلة بين تركيا وكيان يهود في سبيل تحسين العلاقات بينهما، وعن التوصل إلى مرحلة مهمة، وحل 95% من المشكلات بينهما. فقال مسؤول رفيع المستوى في كيان يهود لصحيفة يديعوت أحرنوت: "أتممنا 95% من المفاوضات، ولم يبقَ سوى بعض التفصيلات"، وبين بأنه من الممكن إتمام الاتفاق خلال فترة قصيرة. وينتظر التوصل إلى قرار في موضوع الاتفاق في اللقاء المرتقب في 26 حزيران. وقد صرح رئيس الوزراء بن علي يلدريم في مؤتمره الصحفي في 17 حزيران مبيناً سياسة حكومته الخارجية: "يتم التوصل مع إسرائيل إلى نقطة معينة، وهناك اتصالات لم تنته إلى نتيجة بعد، ولا أظن أنها ستطول. والمحدد هنا هو تخليص غزة من عزلتها من أجل المساعدات الإنسانية. دبلوماسيونا يعملون. ولا يمكن أن تكون العداوة دائمة بين إسرائيل وسوريا وروسيا ومصر والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود".
وعند الأخذ بعين الاعتبار النقاط التي حاولت إيجازها أعلاه في العلاقات بين تركيا وكيان يهود يمكننا إيجاز الأسباب الكامنة وراء الخطوات التي تسعى إلى تحسين العلاقات بينهما في نقطتين:
1- مسألة أمن كيان يهود: وهي المسألة الأهم التي تحتل رأس سلم أولويات الدول الاستعمارية كلها وفي مقدمتها أمريكا. ولهذا السبب سيكون هناك حل مختلف في موضوع الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تشترطه تركيا كجزء من المفاوضات، والذي تقيمه دولة يهود على أنها "قضية أمن". لهذا يقول دان أربيل اليهودي: "لا يمكن أن يكون رفع الحصار عن غزة موضوع بحث وفق وجهة النظر الإسرائيلية، ولا يمكن التقدم في التطبيع إن كان متوقفاً على هذا. وعلى تركيا أن تتقدم بحل خلاق لمشكلة غزة. كتخفيف بعض شروط الحصار من قبل إسرائيل".
2- التطورات الجارية في سوريا: وهذه من أهم الأسباب بل ربما كانت سبباً مستقلاً بذاته في تحسين العلاقات بين تركيا وكيان يهود. فأمريكا لم تحصل بعد على النتيجة التي تريدها في سوريا رغم جميع التطورات التي جرت فيها. وتحسن العلاقات بين البلدين بعبارةٍ أخرى يحمل أهميةً كبيرةً في موضوع السياسات المتعلقة بالطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وموضوع عدم الاستقرار في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وما من شكٍ بأن القضية السورية بشكلٍ خاص تحولت من وجهة النظر الأمريكية إلى قضية مصيرية. ولا تدخر وسعاً في سبيل حل المسألة بالشكل الذي تريده.ولذلك تحرص أمريكا على تحسين العلاقات بين تركيا وكيان يهود، ومصالحها هي محور هذه المساعي. وعلى الرغم من جميع المحاولات لإظهار المصالح التركية في تحسين هذه العلاقات فإن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق.
وأخيراً، فإن الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين تركيا وكيان يهود هي حرام شرعا. والذي يجب على تركيا أن تفعله هو تحويل فوهات دباباتها ومدافعها وبنادقها تجاه كيان يهود لا مدّ أغصان الزيتون، وينبغي قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية والعسكرية وسائر العلاقات معه، تنفيذا لأوامر الله سبحانه وتعالى. وبهذا فقط يمكن لتركيا أن تتحرك في سبيل مصالح تركيا والأمة الإسلامية.
كتبه لجريدة الراية: محمد حنفي يغمور - تركيا، بتاريخ الأربعاء 29 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/292EgP4
- التفاصيل
لم تكن انطلاقة الثورات يوما إلا من رحم المعاناة وعلى أيدي الجياع وضعاف الناس. وما كان جل أتباع الرسل والمصلحين إلا من الفقراء والمظلومين. وإن الأنبياء لم يملكوا من القوى سوى قوة إيمانهم بالحق الذي يحملون. وإن خصوم الثورات وأعداء الأنبياء لم يتركوا وسيلة لإخماد الثورات ومحاربة الدعوات إلا واستخدموها، وفي كل مرة تنتهي محاولاتهم بالفشل ما دام الثائرون متمسكين بما آمنوا به من حق. وعند تيقن أعداء الدعوات والثورات من عجزهم عن احتواء الثورات وحرفها عن مسارها يعمدون إلى الدخول في مفاوضات ومساومات لعلهم يحققون ما عجزوا عنه بالحرب والبطش والتنكيل.
فهذه قريش يقول مفاوضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي لقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت أحلامهم وعبت آلهتهم وكفرت من مضى من آبائهم، يا ابن أخي إن كنت تريد بهذا الذي جئت به ملكا ملكناك علينا، وإن كنت تريد مالا جمعنا لك من الأموال حتى تصبح أكثرنا مالا، وإن كنت تريد سيادة سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك.
عرض سخي، ولكن الرد جاء سريعا وحاسما دون تردد «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه» فعلم رسول الله أن عرضهم ثمنه ترك الرسالة التي جاء بها والتخلي عن دعوته حتما. فجاء الرد من الله محذرا، قال تعالى: ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا﴾، وقال سبحانه: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾.
ولقد خرجت علينا أحزاب وحركات إسلامية لسان حالها وكأنها تفهم ما لم يفهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من فقه المصالح! فأعرضت عن أمر الله واتهمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فهمه، فدخلت في لعبة التذاكي مع الدول الكافرة والدول التابعة، ففاوضت وشاركت في الحياة السياسية وفق قواعد اللعبة التي وضعها الكافر المستعمر والعميل الخائن، فانتهى بهم الأمر علمانيين عملاء خدما لمصالح الكفار وحربا على الإسلام.
كما خرجت علينا كتائب مقاتلة تمد يدها لعدو صنع كل مآسينا وارتكب ولا يزال أبشع الجرائم فينا، فتعاونت مع عدو حاقد وعميل خائن مبررة ذلك بأوهى الحجج ولم تعتبر من الماضي القريب الذي رأينا فيه المخابرات الدولية تدرب مجاهدين في بيشاور وتزودهم بالسلاح والعتاد ليخوضوا حربا بالوكالة عن الغرب فكانت النهاية المؤلمة، وتكرر الأمر مع طالبان والدعم الباكستاني فكانت النهاية كرزاي، ومن قبل ذلك ثورات آل سعود والشريف حسين التي انتهت باستعمار البلاد وتقسيمها مستعمرات ومزارع لعملاء ساموا الناس سوء العذاب، وكذلك ما جاء بعدها من ثورات في العراق والشام وفلسطين ومصر والجزائر وغيرها وما جرت على المنطقة من ويلات.
وجاءت ثورة الشام وصرخت هي لله هي لله، ولغير الله لن نركع ولغير محمد لن نتبع، فتآمر عليها القاصي والداني، ولم تعتبر بعض الكتائب من السابقين وسارت على طريق الهالكين ومدت يدها للداعمين.
وهنا نضع بين يدي قادة الكتائب حقائق وتساؤلات:
* إن الجهاد لا يكون إلا ذاتيا بأموال المجاهدين وليس بأموال الداعمين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾.
* لقد سايرنا الداعمين ودخلنا في لعبة التذاكي!
* بماذا نخاطب شعوبنا؟ وما هي الغاية التي نريد أن نقنع بها الناس بأنها تستحق هذه التضحيات الجسيمة؟
* إن مما لا شك فيه هو أن الدول الداعمة عدو لدود للإسلام وأهله، وإن العمل لعدم عودة الإسلام في دولته قضية مصيرية عندهم، قضية حياة أو موت، وإن الذي أسقط الخلافة لا يرحب بعودتها. فكيف تقدم هذه الدول الدعم لمن يعمل لعودتها؟ أهو دعم بلا مقابل؟ وماذا لديكم تقدمونه للداعمين؟ وما هو الثمن الذي يجب على هذه الكتائب أن تقدمه مقابل هذا الدعم؟ وهل ستسمح هذه الدول أن تتجاوز قوتكم الحد المرسوم؟
إن لعبة التذاكي إن صدقناكم تفرض عليكم أن تخاطبوا هذه الدول بلسان والأمة بلسان آخر. فكيف سيكون خطابكم للثائرين ومن خلفهم لقبول الثمن الباهظ؟ هل سيكون خطابكم للناس سرا ولن يبلغ الداعمين أم هو سيناريو متفق عليه؟ وهل هذه الدول وأجهزتها وخبراؤها مغفلون؟ أليس هذا سبيل الكذابين والمخادعين والمنافقين؟!
لا تقولوا بأنكم تخدعون أمريكا وكل دول العالم وأجهزتها الاستخباراتية وتريدون أن تسرقوا نصرا من أعداء يتربصون بكم الدوائر ليل نهار. كلا والله إنه الكذب والخداع للمسلمين الذين منحوكم ثقتهم وأحسنوا الظن بقتالكم، فقدموا دماءهم وأبناءهم بسخاء نصرة لدينهم، وانتهكت أعراضهم وهم صابرون محتسبون.
وأخيرا، ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾، وقوله: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، وقوله: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾؟
إنه والله رد لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. إنه والله ارتهان للكافر ولقراره السياسي. إنه والله الانتحار السياسي والمتاجرة بالدماء والتضحيات...
نقول لكم ما يقوله الله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾
اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد .
كتبه لجريدة الراية: سعيد رضوان أبو عواد، بتاريخ الأربعاء 29 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/293gs17