- التفاصيل
إن ثورة الشام التي خرجت من المساجد ونادت من البداية (واحد واحد واحد، الدم المسلم واحد)، وعندما كانت تقصف حمص كانت حلب تخرج لتقول لها (يا حمص حلب معك للموت). وعندما كانت تقصف درعا تخرج أختها دير الزور لتقول لها وتواسيها (يا درعا حنا معك للموت)، شعارات خرجت من رحم هذه الثورة لتعبر عن وحدة الهدف والغاية التي خرج أهل الشام من أجل تحقيقها وبأنها جسد واحد لا ينفصل عن بعضه بعضا، جسد واحد يتألم كله إذا اشتكى منه أحد أعضائه من هذا النظام النصيري البعثي العلماني الحاقد عميل أمريكا.
هذا الأمر أغاظ الغرب الكافر المستعمر وأذنابه أتباع حدود سايكس بيكو فبدأوا يحوكون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى، ويبثون الأحقاد في أهل الشام الثائرين على منظومة الكفر وعميلها بشار أسد ونظامه؛ ليعملوا على تقسيم ثورة الأمة في الشام فكريا وجغرافيا خدمة لأعدائها الدوليين والإقليميين والمحليين، حتى أصبحت للأسف ترزح تحت وطأة ما يسمى (حكومة الإنقاذ، والحكومة المؤقتة) محددة بحدود اتفاقية سايكس بيكو اللعينة.
وقد ألبس الداعمون المجرمون كل واحدة من هاتين الحكومتين ثوبا باليا يناسب أهداف مؤامراتهم وخياناتهم، ويزيد في الوقت نفسه من فكرة التقسيم تلك، فأصبحت توحدهم أوامر الداعمين وتفرقهم أطماع القادة المرتبطين وفتاوى الشرعيين المأفونين؛ الذين ابتلي بهم أهل الشام وثورتهم.
نعم أيها المسلمون الثائرون في أرض الشام المباركة وفي كل بقاع الدنيا، إن فكرة تقسيم مناطق الثورة هي فكرة ماكرة خبيثة، عمل عليها أعداء الأمة الإسلامية (الغرب الكافر المستعمر، وعملاؤه في بلاد المسلمين) في السابق فقسموا البلاد الإسلامية بعد هدم دولة الخلافة العثمانية إلى دويلات كرتونية هزيلة بلغت ستين دويلة أو كادت ليسهل عليهم بذلك السيطرة عليها، وللأسف قد كان، واليوم وفي ثورة الشام المباركة أصبح قادة الفصائل المرتبطون ينتهجون ذلك النهج نفسه ويا للعار؛ فقسموا المناطق المحررة إلى أجزاء وجعلوا لكل جزء منها حدودا نصبوا عليها الحواجز، وصاروا يتعاملون مع الجزء الآخر كما تتعامل الدول بين بعضها بعضا من فرض للضرائب ووضع للمكوس متجاهلين أنهم بذلك لا يخدمون إلا نظام البعث المجرم وحلفاءه لإضعاف الثورة ولكي تسهل سيطرة النظام وأسياده عليها ومن ثم القضاء عليها قضاء مبرما.
فيا أهل الشام الأطهار الأبرار: أما آن لكم أن تعوا على هذه المؤامرات التي تحاك ضدكم وضد ثورتكم المباركة؟! ألم يأن لكم بعدُ أن تقولوا كلمتكم في وجه كل الظلمة والمتآمرين وأسيادهم الدوليين والإقليميين الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بالأصدقاء والداعمين، وتعيدوا لثورتكم المباركة عافيتها، وتعيدوها سيرتها الأولى جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وترصوا صفوفكم لتحقيق الهدف الذي خرجتم بثورتكم من أجله وهو إسقاط النظام البعثي المجرم العميل بكافة أركانه ورموزه وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه؟!
بلى والله لقد آن، فالعمل العمل والنجاء النجاء!
وكونوا على ثقة بأن مكر أعدائنا إلى بوار، وأن الليل آذن بالزوال، وبزوغ فجر النصر قد آن، وإن ذلك على الله يسير. قال جل من قائل: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/2E89W8s
- التفاصيل
بعد أن أحكم النظام التركي قبضته على قيادات الفصائل عموما؛ وعلى مناطق ما تسمى درع الفرات وغصن الزيتون والتي تقع شمالا وإلى شمال غرب مدينة حلب على الحدود السورية التركية؛ عمل النظام التركي على تشكيلها إداريا وعسكريا بشكل معين، بحيث يضمن هيمنته ويتوافق مع سياساته المستقبلية وسياسة أمريكا؛ ويمهد للحل السياسي الأمريكي، وذلك بالعمل على إزالة كافة العراقيل المحتملة التي من الممكن أن تقف في طريق تنفيذه، فحصر القرار العسكري في مجموعة محددة من القيادات المرتبطة؛ والتي تعمل تحت سقف ما يسمى الجيش الوطني، ومنع أي عمل عسكري خارج الإرادة التركية، فأصدر أحكاما بالسجن لمدة خمس سنوات على أحد القادة العسكريين رغم انتمائه "للجيش الوطني" وذلك لخروجه عن الخط المرسوم بالسيطرة على منطقة تخضع لنظام أسد، وكان ذلك رسالة واضحة منه لكل من تسول له نفسه العمل خارج التعليمات التركية ومنظومتها الفصائلية، ولم يكن الجانب السياسي والمدني أفضل حالا؛ حيث تسيطر ما تسمى الحكومة المؤقتة على الحياة السياسية والمدنية في المنطقة، والجميع يعلم أن الآمر الناهي وأن القرار الأخير بيد النظام التركي، وبذلك تكون مناطق درع الفرات وغصن الزيتون جاهزة لاستقبال أي حل يفرض عليها، ومقيدة بشكل كامل بحيث لا تستطيع التحرر من هذه القيود التي فرضت عليها حسب تصوره.
وفي المقابل في القسم الآخر مما يسمى المناطق المحررة؛ والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، كان تشكيل هذه المناطق وضبطها حسب رغبة النظام التركي أكثر صعوبة، وذلك لأسباب عدة، أهمها: تاريخ الهيئة وماضيها المرتبط بتنظيم القاعدة المحسوب على ما يسمى "التيار الإسلامي"، بالإضافة إلى وجود الكثير من التنظيمات المسلحة المحسوبة على هذا التيار؛ والتي يصعب تمرير قتالها وتصفيتها وتحييدها عن الساحة، فكل ذلك يحتاج لوقت لتبريره وتمريره، وقد عمدت هيئة تحرير الشام إلى العمل على تحسين صورتها أمام الغرب الكافر ومجتمعه الدولي منذ سنوات عديدة، فبدأت بإجراء تغييرات جذرية على سياساتها لتضمن وجودها وهيمنتها على المناطق، ففكت ارتباطها بتنظيم القاعدة منتصف عام ٢٠١٦م؛ وغيرت اسمها من جبهة النصرة إلى فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام، وتبنت العمل تحت مظلة النظام التركي والسير ضمن سياساته؛ فأدخلت الجيش التركي وعملت على حمايته وتسهيل انتشاره في الشهر العاشر من عام ٢٠١٧م، ثم أخذت بتصفية خصومها المحتملين ليس ابتداء بحركة أحرار الشام المحسوبة على التيار الإسلامي؛ مرورا بحركة نور الدين الزنكي، وليس انتهاء بغرفة عمليات "فاثبتوا" والتي تضم مجموعة من الفصائل المحسوبة على التيار الإسلامي؛ كفصيل حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وتنسيقية الجهاد التي أسسها أحد قادة الهيئة السابقين، وليس آخرا الكتائب المستقلة التي تشكلت بعد تسليم مناطق شاسعة لنظام أسد في وقت قياسي، كما عملت على منع تشكيل أي فصيل أو كيان جديد وحصرت القرار العسكري بغرفة عمليات الفتح المبين؛ والتي تعتبر الهيئة العمود الفقري لها وصاحبة قرار السلم والحرب فيها؛ مع مراعاة الخطوط الحمراء التي فرضها النظام التركي.
ثم عملت هيئة تحرير الشام على خطب ود الأمم المتحدة ومغازلتها من خلال إصدار بيان ردا على بيان الأمم المتحدة دعت فيه الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في بيانها الجائر؛ وأبدت فيه استعدادها لاستضافة فريق من الأمم المتحدة للوقوف على مجريات الحياة اليومية في منطقة إدلب التي تتمتع بدرجة من الأمن وحرية التعبير والصحافة حسب تعبيرها، حدث بعض ذلك بعد توقيع اتفاق الخامس من آذار بين النظام التركي والنظام الروسي والذي يقضي بوقف إطلاق النار وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة على طريق m4 الذي يخترق المناطق التي تقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام؛ وذلك بعد أن سيطر نظام أسد على كامل طريق m5.
هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد السياسي والمدني؛ فمعروفةٌ تبعية حكومة الإنقاذ وما يسمى مجلس شورى المحرر لهيئة تحرير الشام التي تسعى من خلالهما للسيطرة على الحياة السياسية والمدنية؛ ناهيك عن السيطرة على المعابر والمنظمات الإغاثية والخدمية وغيرها، وبذلك توشك هيئة تحرير الشام على إحكام قبضتها على منطقة إدلب في كافة مجالات الحياة؛ وتشكيلها وفق هيكلية معينة تتوافق مع معايير المجتمع الدولي؛ ليتسنى للنظام التركي بعدها السعي إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة وذلك حسب تصريحات مسؤوليه حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده "تسعى إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة، وإنه قد يتم إجراء ترتيبات جديدة وإعادة تمركز القوات التركية والاستخبارات الموجودة في نقاط المراقبة بإدلب". ولتتاح أمام النظام التركي خيارات إضافية منها دمج الحكومتين؛ الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ في حكومة واحدة، ودمج الفصائل المسلحة ضمن تشكيل واحد؛ سواء أكانت الفصائل المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني؛ أو الفصائل المنضوية تحت مسمى غرفة عمليات الفتح المبين، كأحد الخيارات، أو استنساخ تجربة القضية الفلسطينية التي قسمت بين فتح وحماس كخيار آخر، وذلك حسب ما تقتضيه المصلحة الأمريكية؛ وحسب ما تحتاجه جريمة تمرير الحل السياسي الأمريكي؛ الذي سيسقط ثورة الشام؛ وجميع تضحياتها ويحافظ على نظامه العميل بجميع جرائمه، فهل سيكون لأهل الشام موقف يحبه الله ورسوله؛ فيتحركوا جميعا لإنقاذ ثورتهم والحفاظ على تضحياتهم؟ أم ستصيبهم قارعة من قبلهم، ليرزحوا تحت نير العبودية من جديد؟!!
كتبه: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2CRSeW6
- التفاصيل
بعد تسع سنوات من جرائم نظام عميلها أسد، وقصفه الذي لا زال يطال البشر والشجر والحجر في الشام، تخرج علينا أمريكا بشكل غير مباشر، عبر بوابة منظمة الأمم المتحدة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، لتقوم بتقزيم هذه الجرائم، واستثمارها بشكل قذر لتسويق حلها السياسي.
وليس هناك أوضح من صفاقة تصريح جيمس جيفري، المنسق الأمريكي في سوريا، بأن بلاده لا تريد إخراج روسيا من سوريا ولا إسقاط النظام ولا إزاحة بشار.
وجدير بالذكر أنّ تدخّلَ روسيا في سوريا عام 2015 كان في اليوم التالي للقاء أوباما - بوتين الذي أطلق يد روسيا المجرمة لسفك دماء أهل الشام والبطش بهم ليقبلوا بما تمليه عليهم أمريكا من حلول استسلامية يسمونها "سياسية"، وبتقاسم قذر للأدوار مع من يزعمون نفاقاً دعمهم للثورة وهم يطعنونها في ظهرها وصدرها وكل أطرافها، وعلى رأسهم نظام تركيا أردوغان.
والأنكى من ذلك كله، فصائل عسكرية رهنت قرارها للنظام التركي وراحت تحرس الدوريات الصليبية الروسية كخطوة تتبعها خطوات لنسف تضحيات الثورة وبيع دماء مليوني شهيد.
ولكننا نقول إن كان هذا هو مكرهم، فإن مكر الله أعظم، وسيمحق الله كل باطل، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/3eyUv5E
- التفاصيل
وفقا لإذاعة حزب التحرير/ ولاية سوريا وتحت عنوان: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ﴾، نظم شباب حزب التحرير وقفة على طريق بلدة قاح - بريف إدلب الشمالي/ الخميس الماضي، وحمل المشاركون في الوقفة لافتات، أكدت على وجوب الاستمرار في الثورة حتى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وذلك بالاعتماد على الله وحده، وقطع الحبال مع الداعمين المتآمرين.
جريدة الراية: https://bit.ly/394SbSY
- التفاصيل
لا يخفى على كل متابع لمجريات ثورة الشام أن التضييق يشتد على الناس في معيشتهم وسكنهم؛ ففوق ما أصابهم من التهجير والنزوح، والعيش في المخيمات، لم تتوقف حكومات المحرّر في الشمال السوري سواء الإنقاذ أو المؤقتة، عن سن قوانين تفرض ضرائب ومكوساً على أطعمة الناس وآلياتهم وكلّ أحوالهم، وقبل ذلك محاولات فرض السيطرة والتسلط على الناس وسلب سلطانهم ومحاولة القضاء على جذوة الثورة في نفوسهم، ممن كانت الحاضنة تظنهم أملها في القضاء على نظام الإجرام والخلاص من الظلم والتسلط والإذلال.
فما هو الهدف الذي تسعى له هذه الحكومات المصنّعة على عين بصيرة، ومن ورائها فصائلها المرتبطة بتركيا أردوغان؟ وما هي النتيجة المرجوة من زيادة الضغط والتضييق على حاضنة ما تبقى من مناطق الثورة في الشمال السوري؟
إننا ندرك أن الناس تبغض نظام الإجرام الذي قتلهم وهجرهم من ديارهم، وهم يتمنون زواله واقتلاعه من جذوره في سرّهم ومكنونات أنفسهم أو بين الخواص والثقات خوفاً من بطشه قبل الثورة.
وما اشتعال الثورة وانتشارها كالنار في الهشيم إلا خير دليل على ذلك، وقد بذلت في سبيل الخلاص من هذا النظام المجرم الغالي والنفيس.
ولا تزال هذه الفكرة وهذا الشعور متأصلين في عقولها ونفوسها، لذلك نرى الأمل يتجدد في نفوس أبناء الحاضنة عند كل اقتحام أو معركة...
فإذا كانت المعركة وهمية من أجل تسليم الفصائل بعضَ المناطق المحررة للنظام المجرم تطبيقاً لبنود الاتفاقات الدولية، تجد سكان المنطقة التي يراد تسليمها تتجه شمالا بعيدا عن النظام وباتجاه عمق المحرر هرباً منه وخوفا من وصوله إليهم والبطش بهم، مخلفين ممتلكاتهم وبيوتهم وأرزاقهم، رافضين عيش الذل في حظيرة نظام الإجرام، ولكن يواجَهون بتسلط المنظومات الفصائلية والتشكيلات العسكرية المرتبطة وممارساتها، بالإضافة إلى ما تفرضه حكومتا المحرر (الإنقاذ والمؤقتة) من ضرائب ومكوس حتى على قوت الناس، فتمارسان الظلم بعقلية الجباية التي تغيب عنها عقلية الرعاية!
إن التذمر من تسلط هذه الحكومات ليس حبّاً بالنظام المجرم ولا حنيناً للماضي المظلم، بل دهشة مَن صُدم بمن كان يظنهم أمله في الخلاص من الظلم، ولكنهم كانوا يحاكونه في أمنيّاتهم ومكوسهم وتسلطهم وظلمهم، فلا نجد لهذه الممارسات تفسيرا إلا أنها حرب نفسية تمارَس على أهل الشام لكسر عزيمتهم وتثبيط هممهم واقتلاع فكرة إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه من نفوسهم.
إن من نافلة القول أن نقول إن ثورة الشام خرجت على النظام العالمي بأسره والمنظومة الدولية بتشابكاتها والأسرة الدولية بوصفها أس الداء ورأس البلاء، والتي أذاقت البشرية ويلات الرأسمالية المتوحشة، فجاءت الثورة نقية الهدف متبلورة الفكرة نوعا ما، ورفعت شعارات آذنت بسقوط النظام العالمي وعودة الإسلام العظيم بدولة تسود العالم وتقوده وتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، فكانت ثورة تغيير جذري انقلابي أرعبت الدول كلها، فأجلبت عليها بخيلها ورجلها لتمكر بها وبأهلها، وبدأ التآمر على أهل الشام سياسيا وعسكريا أوصلهم بسلسلة انتكاسات عسكرية واقتتالات فصائلية والغرق في مستنقع المال السياسي القذر لتحقيق مصالح شخصية ومشاريع ضيقة، فوصلوا بالثورة إلى بقعة ضيقة تسمى المحرر بل هي المكبل!
وقد مورس فيها تضييق ممنهج بدأ بتسليم مساحات زراعية شاسعة للنظام كانت تمثل سلة غذائية هائلة، مرورا بسرقة أموال الناس بمكوس وضرائب واحتكار الوقود وإرهاقهم حتى في لقمة عيشهم، وما ذلك إلا لترويض الناس بفيروس اليأس والقنوط والصدمة التي تحصل عندما تجد أن زورق النجاة الذي تركبه يقوده فريق من القراصنة... كل ذلك من أجل البدء بخطوات عملية للحل السياسي الأمريكي الذي يهدف للقضاء على ثورة الشام وإعادة الشرعية لنظام الإجرام في دمشق.
لقد بان لكل ذي عينين أن ما يحصل من ظلم وتضييق على الناس حتى في لقمة عيشهم إنما هو منهجية مدروسة لخنق الناس وجعلهم يندمون على ثورتهم فيقدموا التنازلات تلو التنازلات ليقبلوا بأي حل يحوكه لنا أعداؤنا.
إذن هي لعبة دولية ومؤامرة واضحة وجب على أهل الشام أن يحبطوها بعودة ثقتهم بالله ناصر المؤمنين، وترتيب صفوفهم من جديد لاستعادة سلطانهم المسلوب والعودة بالثورة لسيرتها الأولى "هي لله" و"لن نركع إلا لله" و"قائدنا للأبد سيدنا محمد"، وأن تضع نصب عينيها إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام، متخذة الخطوات العملية التي من شأنها أن توصل إلى الهدف المنشود بهدم المنظومة الفصائلية المرتبطة بالدول، والسير خلف قيادة سياسية تملك مشروع خلاصهم؛ مشروعاً يرضى عنه رب العزة "خلافة راشدة على منهاج النبوة"، وعند ذلك تتحقق كفالة الله تعالى لنا فنحقق خلاصنا وعزنا وفوزنا في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه: الأستاذ عامر السالم
جريدة الراية:https://bit.ly/2CvL21H