press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1832020raya2

 

بحراك ينبئ عن حيوية الأمة وبهدف إعادة ثورة الشام سيرتها الأولى بعيدا عن الفصائلية المقيتة خرجت وقفة الجمعة في قرية بابكة بريف حلب الغربي بعنوان "يا عناصر الفصائل لا تبقوا أعوان الظلمة" رفعت لافتات كتب عليها: (آن الأوان للناس أن يقولوا كلمتهم ومحاسبة من أوصل الثورة إلى ما وصلت إليه)، و(لا خير في تشكيلات موحدة تأتمر بأوامر تركيا ومن ورائها أمريكا، خلاصنا بأيدينا لا بأيدي أعدائنا)، و(كل الفصائل شريكة في تسليم ثلث المحرر، لن ننسى هذه الجريمة)، في حين خاطبت لافتة العناصر بالقول: (أعيدوا سنة الانشقاق عن الظالمين، والمقصود الفصائل). وفي سياق متصل خرجت مظاهرة في بلدة دير حسان في ريف إدلب بعنوان "نعم لاستعادة قرارنا وسحقا لضامنكم" ورفعت لافتات خاطبت إحداها أهل الشام بالسؤال: (هل ترضون يا أحفاد الفاتح وسليمان بأن يقتل المسلمون ولا يكون ثمن ذلك رأس أسد في دمشق؟). وطالبت لافتة أخرى باستعادة القرار وتصحيح المسار. فيما طالبت لافتة هيئة تحرير الشام بالإفراج عن أصحاب كلمة الحق من سجونها. وطالبت ثالثة عناصر الفصائل أن لا يبقوا أعوانا للظلمة بالقول: قد آن للمخلصين أن ينفكوا عن دجال أنقرة وطالبت بالانشقاق عن قادة الفصائل.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2QntFEi

 

 

1832020raya

 

تحكم اتفاقية "سوتشي" الموقعة بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، في أيلول 2018، مصير محافظة إدلب، وحدودها الجغرافية، وإن موسكو وأنقرة تعتبرانها حجر الأساس لما ستكون عليه المنطقة مستقبلاً.

وخلاصة بنود اتفاق سوتشي:

  • ضمان كلا الطرفين لعدم القيام بأي أنشطة عسكرية تجاه الآخر وستكون النقاط التركية مراقبة لذلك مشرفة عليه.
  • إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد.
  • إبعاد جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية عن المنطقة المنزوعة السلاح، بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر.
  • استعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين M4 (حلب-اللاذقية) وM5 (حلب-حماة) بحلول نهاية عام 2018.
  • يؤكد الجانبان مجدداً عزمهما على محاربة (الإرهاب) داخل سوريا بجميع أشكاله وصوره.

هذه اتفاقية سوتشي التي عقدت في عام 2018، وأذكّر بها لمن لم يقرأها أو لم يسمع بها، أذكر بها لا على أنها تاريخ مضى بل لأنها سارية المفعول حتى هذه اللحظة ويجري تنفيذها يومياً ولحظياً. أذكر بها لمن اتخذ ذاكرة الذبابة، التي لا تتجاوز بضع ثوان، تنسى بعدها ما عرفته، لذلك تحوم حولك، وعندما تحاول ضربها تفلت منك وتعود إليك بعد ثوان وقد نسيت، فيكون مصيرها أن تقضي عليها في المرة الثانية أو الثالثة!

وقع الجانبان الاتفاق وعلى أن تفتح الطرق الدولية في التاسع من عام 2018 لكن لم يكن تنفيذه بهذه السهولة، فبالرغم من ارتباط جميع الفصائل وغرف العمليات بتركيا ووقوف قلة المجاهدين المخلصين حيارى عاجزين إلا أن تحركات شعبية وجماهيرية أثار نقعها حزبُ التحرير عكرت صفو الغزل والانسجام الروسي التركي...

ففي الشهر العاشر لعام 2018 بدأت جموع الوجهاء وأولياء الدم تزور نقاط المراقبة التركية ووجهوا لقيادتها رسائل شديدة اللهجة؛ (فإما أن تكونوا معنا في هدفنا الذي خرجنا له فنسقط النظام في دمشق ونقيم حكم الإسلام أو خلوا بيننا وبين عدونا ونقاطكم إن كانت لا تجيد سوى العدّ فنحن نجيد العد والردّ).

وكذلك خرج الآلاف في مظاهرات حاربت هذا الاتفاق المشين والذي يقضي بتقييدهم وليّ أفواه بنادقهم.

ثم وفي الشهر الثاني عشر لعام 2018 خرج جمع كبير من الوجهاء إلى الطرق الدولية ليعلنوا للعالم ويخاطبوا أمتهم أنهم ثابتون يرفضون فتح الطرق الدولية مع المجرم الطاغية.

كل هذا وذاك كان كفيلاً بزرع القلق وإبقاء التوتر عند أصحاب الاتفاق ومن خلفهم سيدة الكفر أمريكا، وقد صرح بذلك وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في 27 من آب 2019، حيث قال: إن تنفيذ "الاتفاقية الروسية-التركية حول منطقة إدلب يتم بصعوبة وتوتر"، مشيراً إلى أن "تركيا تسيّر دوريات داخل منطقة خفض التصعيد، بينما يستمر تسيير دوريات روسية خارجها".

ولكن كيف استطاع أصحاب الاتفاق التحايلَ على إرادة الأمة وفتح الطرق وتنفيذ الاتفاق؟

استطاعوا ذلك بوسائل وأساليب عديدة، أعانهم فيها رجالاتهم في الداخل وهي كالتالي:

حكومة الإنقاذ كان لها دور كبير في إلهاء الناس بلقمة عيشهم فأكثرت الضرائب والمكوس وضيقت على الناس، وترافق ذلك مع هبوط في سعر الليرة السورية أمام الدولار مما جعل كثيراً من السلع يتضاعف ثمنها مرة أو مرتين، هذا فضلاً عن ندرة في المحروقات كان سببها العلني والصريح قرارات حكومة الإنقاذ.

لم يتوقف دور حكومة الإنقاذ والتي هي ذراع هيئة تحرير الشام السياسي في المنطقة عند هذا الحد بل عملوا وبشكل منظم على إسكات صوت المحذرين من مؤتمر سوتشي والداعين إلى فتح معارك الساحل وقلب الطاولة على المجرمين، وأقصد بشكل منظم أي من خلال مؤسستهم وزارة الأوقاف، فقد أجروا مسحاً شاملا للمساجد وعينوا عليها مشايخ أصحاب ولاء لهم ونواطير على نوعية الخطاب فيها.

أما هيئة تحرير الشام فلعبت دور الشرطي المحافظ على مشاعر تركيا في إدلب فبحثت وتابعت صوت الرافضين للعبة الضامنين وعملت على كتمه فاعتقلت قرابة الأربعين شاباً من حزب التحرير ومعهم العديد من الوجهاء وأصحاب المواقف في إدلب وحماة وحلب.

ولاستكمال دورها بقيت حريصة وعينها على الجبهات كذلك، فأيما مدرعة أو مدفع أو سلاح ثقيل يغنمه المجاهدون الذين لها سيطرة عليهم تسحبه مباشرة من أرض المعركة لتبقى خطوط التماس خاليةً تماماً! وما هجمة النظام الأخيرة وقضمه السريع للمناطق المحررة إلا شاهد على ذلك.

وأخيراً وليس آخراً معارك وهمية زج أردوغان فيها بشبابنا وإخواننا الترك رحمهم الله ليخط من دمائهم حدود سوتشي الخبيث ويثبتها بعد طول انتظار ثم يجري اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو ويصحب معه وزير المالية ومجموعة من المسؤولين، ليظهر لنا من تصريحاته أن مصالح البلدين روسيا وتركيا فوق دماء المسلمين السوريين بل وفوق دماء المسلمين الأتراك كذلك!!

ألا ترون بعد كل هذا أن آيات الله إنما هي حقائق لا تقبل المناقشة وأن ملة الكفر وأعداء الإسلام حريصون كل الحرص على قتالنا وحرفنا عن مبدئنا؟! قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وكما بين ثباتهم على حربنا كذلك أمرنا بالثبات على عدائهم والثقة بوعده. قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾.

يا أهل الشام: إن الواجب الشرعي في حقنا اليوم كالآتي: تشكيل كتائب مستقلة ذاتية الدعم والقرار، ثوابتها:

١- إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه وليس تنفيذ الاتفاقيات والمؤتمرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين.

٢- قطع يد الدول والداعمين وليس الركون للذين ظلموا ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

٣- إقامة حكم الإسلام الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي الحضارة التي تستعد للقيام على أنقاض منظومة الرأسمالية العفنة كما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

بقلم: الأستاذ أحمد حاج محمد

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2UgJluk

 

 

1132020raya2

 

أوضح بيان الرئاسة التركية يوم 6/3/2020 أن "لقاء أردوغان وبوتين جرى في أجواء إيجابية حافظنا من جانب على مصالحنا الوطنية من خلال إيقاف موجات هجرة غير نظامية جديدة آتية من سوريا، ومن جانب آخر جعلنا دول الغرب وعلى رأسها أمريكا تساندنا".

فأردوغان لا يهمه مصالح المسلمين سواء في سوريا أو في غيرها، حتى لا يهمه مصالح الأتراك المسلمين في الصين والقرم وأذربيجان وقبرص، وقد خذلهم. فلا يهمه إلا مصالحه للبقاء في السلطة ومصالح تركيا التي رسم حدودها الكفار المستعمرون ورسموا سياستها الداخلية والخارجية وميثاقها الوطني ودستورها، وقد تبنى مصطفى كمال كل ذلك، وهو القائل "لا للإسلام، لا للطورانية، فحدودنا ما رسم في الميثاق الوطني". ويؤكد أردوغان في كل مناسبة أنه يسير على خطا مصطفى كمال، وذلك بعدما كانت تركيا مركزا لأعظم دولة في العالم وهي تطبق الإسلام في خلافة تمثل المسلمين كافة.

واتفق أردوغان مع بوتين على تنفيذ اتفاق سوتشي بأن تفتح الطريق إم4 من حلب إلى اللاذقية ويبعد عنها الثوار من كل جانب 6 كم بحراسة تركية روسية، كما سلم للنظام طريق إم5 من حلب إلى دمشق. وكل ذلك حسب الخطة الأمريكية لإرضاء روسيا والنظام، إذ إن هدف أمريكا هو إبقاء منطقة للمعارضة حتى تقبل بتنفيذ الحل السياسي المبني على قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي صاغته عام 2015، وقد أكد أردوغان وبوتين عليه، فإذا لم يبق منطقة للمعارضة فلا معنى لوجود المعارضة، لأنه تكون قد انتهت، وروسيا والنظام لا يتنازلان لها عن شيء لأنها لا تؤثر عليهما لانعدامها، فعندئذ يتعثر تنفيذ الحل السياسي، وعندئذ سيدرك أهل سوريا اللعبة عليهم، وهذا على المدى المتوسط والبعيد يهدد النفوذ الأمريكي. إذ ستتجدد الثورة وتتجمع قواها من المخلصين وتلفظ خونتها الذين تعاونوا مع أردوغان وسائر القوى الإقليمية والدولية.

وبشار أسد وغيره من الموجودين في النظام وإن كانوا عملاء لأمريكا ولكن من مصلحتهم البقاء في الحكم والمحافظة على أرواحهم ومصالحهم، لا أن تستغني عنهم أمريكا كما استغنت عن حسني مبارك، فهي لا يهمها العملاء إلا بقدر ما يحفظون لها نفوذها في البلد.

وتركيا أردوغان تنفذ ما تريده أمريكا في سوريا إذ قررت السير في فلكها، لتحقق مصالحها كما تراها. وروسيا ترى نفسها أنها في مأزق وتريد أن تخرج منه، وأمريكا التي ورطتها لا تريدها أن تخرج منه قبل تحقيق الحل السياسي، وترى أن هناك مماطلة في تنفيذ اتفاق سوتشي، فشنت حملتها على إدلب مع النظام، فأدى ذلك إلى هجرة مئات الآلاف من مناطقهم، فشكل ذلك ضغطا على تركيا، ولم تر دعما أوروبيا لها، بل انتقادا.

وقد انتقدت أوروبا سياسة أردوغان واعتبرتها ابتزازية، وبدوره اتهمها هو بعدم وفائها بدفع مستحقاتها للاجئين حسب اتفاقية عقدت بينهما عام 2016، فلم تدفع أوروبا 6 مليارات دولار كنفقات للاجئين ويريد أن تتحول هذه الأموال لتركيا لتقوم هي بصرفها كما تشاء، وليس أن تقوم هيئات دولية بصرفها على اللاجئين. وأراد أيضا كسب التأييد السياسي والعسكري الأوروبي باسم الناتو لما يقوم به في سوريا تنفيذا للسياسة الأمريكية التي طالما انتقدتها أوروبا.

أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يوم 7/3/2020 أن "عدد اللاجئين الذين دخلوا من تركيا إلى اليونان تجاوز 143 ألفا" منتقدا اليونان في معاملتها للاجئين، وقد دفعت تركيا بقوات لمنع عودة اللاجئين إليها. واستنكرت إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية يوم 5/3/2020 الممارسات اليونانية ضد اللاجيئن القادمين من تركيا، فقالت: "إن هذه الممارسات اليونانية التي تضمنت اعتداءات عنف استهدفت طالبي اللجوء والمهاجرين، ممارسات غير إنسانية تخالف القانون الدولي والقيم الإنسانية الأوروبية". وانتقدت عزم اليونان بناء جدار بطول 15 كم على حدودها مع تركيا وسيكتمل بناء الجدار خلال عدة أسابيع. وتركيا تتناقض مع نفسها، وقد بنت جدارا عازلا مع سوريا لمنع اللاجئين من دخولها بطول 711 كم، وهو ثالث أطول جدار في العالم وارتفاعه ثلاثة أمتار ومزود بالأسلاك الشائكة وبالكاميرات ونقاط المراقبة العسكرية المستعدة لإطلاق النار، وقد قتلت العديد من السوريين الذين اقتربوا من الجدار، وتضيق على اللاجئين الذين وصلوا إليها وتهينهم وتذلهم وهم إخوة في الدين، فلا تعمل على احتضانهم وإيوائهم وإرجاعهم إلى بلادهم معززين مكرمين، بل منعت سقوط بشار أسد ونظامه حتى حصلت أزمة اللاجئين، وخدعت كثيرا من الفصائل المسلحة حتى جعلتها تسلم المنطقة تلو الأخرى للنظام ولروسيا. فهي مسؤولة عن مأساة أهل سوريا كمسؤولية النظام وروسيا وإيران وغيرها من الدول التي تآمرت على الشعب السوري وعلى ثورة الأمة.

والجدير بالذكر أن أردوغان قد هدد بدحر قوات النظام وإرجاعها عن إدلب قبل نهاية شهر شباط الماضي، ولكن تهديده وكلامه ذهب أدراج الرياح، وهو الذي عوّد الناس على الوعود الكاذبة والتهديدات الفارغة كما قال لن نسمح بحماة ثانية وقد ارتكب النظام ألف حماة، بل ساعد النظام وروسيا بارتكابها بخداع الثوار وإخراجهم من مناطقهم، وهنا يتأكد مرة أخرى تآمر أردوغان على أهل سوريا بالاتفاق الأخير مع بوتين. إنه يهدد ويتوعد ولكن ما يتحقق على الأرض شيء آخر وهو يتقن هذا الأسلوب عن علم وسبق إصرار، إذ يقول لا بد من التصريحات النارية في الهواء لخداع البسطاء ولكن السياسة هي تحقيق المصالح بالسير مع الأمر الواقع، وهناك سفهاء يصفقون له ويبررون له كل خيانة! وقد أشار إلى ذلك عندما انتقد ذات مرة بعدم تنفيذ ما يقول، فقال بالحرف الواحد "السياسة ليست عمل بقّال"، أي ليست كما يعد صاحب الدكان بتلبية طلبات زبائنه فيقوم بتلبيتها ويجلب لهم ما يريدون.

وهكذا يلعب أردوغان بورقة اللاجئين من أجل تحقيق مصالحه الشخصية ومصالح تركيا كما يسميها المصالح الوطنية، وهي في الحقيقة ليست في مصلحة تركيا، بل في مصلحة أمريكا. فيلعب بأبناء المسلمين ليدفعهم إلى الضياع في أوروبا واستغلالهم من قبلها ومحاولة تذويبهم في ثقافتها الفاسدة بدلا من أن يقوم باحتضانهم كإخوة مسلمين كما قال في البداية ولم ينفذ ذلك، بل بإرجاعهم إلى بلدهم سوريا، وذلك بدعم الثوار لإسقاط النظام وليس للاستسلام للنظام وتمكينه من رقابهم ليسومهم مرة أخرى سوء العذاب. وهو مسؤول ومن معه أمام الله عن كل هذه الجرائم.

كتبه: أسعد منصور

 

جريدة الراية: https://bit.ly/38FfXD2

 

11322020raya3

 

في إطار تصحيح المسار وللتأكيد على روح الثورة ومتابعة المسير حتى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام: خرج جمع من أهالي المخيمات على طريق أطمة/ المخيمات، في ريف إدلب، في وقفة رفعوا فيها لافتات كتب على إحداها مذكرة أن: (ثورة الشام خرجت لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام فهل النظام التركي معنا في ذلك؟)، في تحذير من الدور التركي الذي يسوق الثورة للمهالك، كما أوضحت لافتة أخرى أن: (من اعتز بغير الله ذل ومن طلب النصر من غيره هزم)، وذكرت ثالثة أنه: (إذا لم يسقط النظام بالكامل فلن نشعر بالأمان). وبالتالي كما تقول أخرى: (لا نصر لنا إلا بتبني مشروع الخلافة والعمل لها). فيكون المطلوب تصحيحا للمسار واستعادة للقرار.

 

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2IBAYUz

 

 

 

 

1122020raya

 

في عالم تحكمه المصالح لا يمكن للسياسي الواعي إلا أن يرى حقيقة المواقف الدولية وما هي أسباب هذه المواقف وأهدافها التي لا يمكن أن يراها بقية الناس العاديين ممن لا يهتمون بالسياسة وألاعيبها، وممن يمتلكون ذاكرة السمك فينسون المواقف السابقة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه الآن، وينساقون مع الدعاية الكبيرة التي ليست سوى دخان كثيف يغطي على الأهداف الحقيقية لكل موقف دولي، وهذا أمثلته كثيرة وهو ما يسمى بالخداع السياسي وخصوصاً في ظل النظم الرأسمالية الديمقراطية الحالية التي تبيع الوهم للشعوب وتخادع الجميع في سبيل تحقيق مصالح الرأسماليين الجشعين.

هذا المدخل مهم حتى نفهم حقيقة ما يجري في الشام هذه الأيام وحتى يعلم أهل الشام وخصوصاً الثائرين على نظام التعفيش ونبش القبور، هذا النظام الدموي الحاقد المجرم الذي سطر اسمه مع أعتى المجرمين في التاريخ، وحتى يعلم أهلنا في سوريا أن ألاعيب السياسة بين الدول لا تحكمها العواطف والأخلاق وإنما تحكمها المصالح والمنافع، فلا تقيم وزناً لما قام ويقوم به النظام السوري من إجرام بحق الشعب السوري ونحن على أبواب الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة وما صاحبها من آلام وخذلان من القاصي والداني ومن تآمر من القريب والبعيد.

لقد انطلقت الثورة السورية بهدف واضح عبر عنه الثائرون بشعارهم (الشعب يريد إسقاط النظام) ليدشن حقبة جديدة ملؤها الأمل بالتغيير الجذري الكامل لحقبة سوداء في سوريا والمنطقة، هذا التغيير خرج يطالب به المسلمون في دول عدة بدءاً من تونس ومروراً بمصر وليبيا واليمن، وليس انتهاءً بالسودان والجزائر والذي سيمتد إلى باقي البلاد الإسلامية قريباً بإذن الله.

ولذلك رأينا تداعي المنظومة الدولية كلها للقضاء على ثورة الأمة في سوريا دون باقي الثورات لما للشام من بُعد عقائدي فهي درة التاج ومركز القرار والانبعاث، ورأى الجميع كيف تواطأ الجميع على كسر شوكة الثورة وتدخل الدول الواحدة تلو الأخرى على مواجهة الثورة من طرف وتخذيل الثوار من طرف آخر، ورأى الجميع كمَّ المؤتمرات والاتفاقيات التي عقدت لأجل هذا الهدف، وكل ذلك في سبيل حرف الثورة عن هدفها في إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، ليس بدايةً في جنيف ووصولاً إلى أستانة وفي النهاية إلى اتفاق سوتشي المشؤوم بين روسيا وتركيا والذي كان وما يزال يُراد له أن يكون البوابة لتنفيذ الحل السياسي الأمريكي بالحفاظ على النظام وعدم إسقاطه مع تغيير بعض الوجوه الكالحة، وهذا ما رفضه أهل الشام من البداية وأصروا على متابعة ثورتهم لإسقاط النظام، وتبعاً لذلك تم رفض اتفاق سوتشي شعبياً وحصلت أعمال سياسية كبيرة عبرت عن هذا الرفض، فقامت هذه الدول بتغيير تكتيكاتها في سبيل جعل اتفاق سوتشي مطلباً شعبياً عن طريق اجتياح المناطق المحررة وتراجع الفصائل أمام مليشيات النظام والطيران الروسي مما سبب تهجير مئات الآلاف وسقوط مناطق تعد قلاعاً للثورة في أرياف إدلب وحلب، مما استدعى التدخل التركي وما رافقه من ضجةٍ إعلاميةٍ كبيرةٍ وخصوصاً تصريحات المسؤولين الأتراك عقب المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي بحق الجنود الأتراك، وأنهم سيتدخلون ضد مليشيات الأسد، وبدأت القوات التركية بضرب النظام ضربات موجعة أدت إلى سقوط الكثير من ضباطه وعساكره وتدمير آلياته وأرتاله وحتى إسقاط طائراته، مع وعود من النظام التركي بالثأر لمصرع جنوده، ترافق مع تصريح الرئيس التركي أردوغان بقرب انتهاء مهلة شباط التي وضعها لمحاسبة نظام أسد على جرائمه في كلامه الهاتفي مع الرئيس الإيراني روحاني: "الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الأزمة السورية"! هذا التصريح الذي يختصر حقيقة الموقف التركي بعيداً عن العواطف والمشاعر، ويؤكد المؤكد أن النظام التركي مستمر في السير مع باقي الجوقة الدولية في إنهاء الثورة والبدء بعملية الحل السياسيبعد أن يصبح اتفاق سوتشي مطلباً شعبياً، وإن ما جرى من قصف وقتل لمليشيات النظام يأتي في إطار تنفيذ اتفاق سوتشي الذي يعتبر تنفيذه مقدمة للمباشرة بالحل السياسي الأمريكي.

والسؤال هنا ماذا سيجري بعد جلاء غبار المعارك الحاصلة الآن؟ وهل النظام التركي صادق في وعوده لأهل الشام؟ وإلى أين يسير مركب الثورة في ظل هذه المتغيرات؟

إن الحقيقة غالية الثمن لذلك يتم حراستها بسيل كبير من الدجل والكذب، وحتى بأعمال ظاهرها مساعدتنا وباطنها من قبله السيطرة على قرارنا وتقييدنا أكثر بما يريده أردوغان، لذلك كان علينا أن نقول الحقيقة ولو كانت مُرةً بطعم العلقم؛ إن ما يجري على الأرض حالياً هو تحويل سوتشي في عيون ضحاياه من مؤامرة منبوذة إلى حل مطلوب، فالمعارك الحالية سقفها حدود سوتشي وتطبيقاته من الحليفين الروسي والتركي، ورغم أننا في الشام كنا وما زلنا نأمل أن يكون تدخل تركيا لصالح الثورة حقيقةً للوصول إلى هدفها بإسقاط النظام الدموي في دمشق، ولكن ما نيل المطالب بالتمني أو بالانجرار خلف الدعاية المغرضة، لذلك فإن مركب الثورة يسير في منعطفات خطرة جداً إن لم يتحرك المخلصون وهم قادرون على الإمساك بدفة القيادة واستعادة القرار، وهذا مناط بأهل الشام أنفسهم القادرين على تحرير قرارهم من براثن الدول ومنظوماتها.

﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

بقلم: الأستاذ أحمد معاز

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2vcLONV