- التفاصيل
جاء في خبر على موقع (سبوتنيك، الجمعة، 17 شعبان 1441هـ، 10/04/2020م) ما يلي: "بحث نائبا وزيري خارجية روسيا وتركيا، سيرغي فيرشينين وسادات أونال، اليوم الجمعة، الاتفاقيات حول إدلب السورية ودفع العملية السياسية في سوريا.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: "تم بحث مجموعة من القضايا المتعلقة بالتسوية السورية، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بشأن استقرار الوضع في إدلب، بالإضافة إلى مهام دفع العملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"."
الراية: إن محور التدخل الخارجي في سوريا يدور بالأساس لتنفيذ القرارات الدولية الظالمة على أهل سوريا. فالمنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا الصليبية اتخذت قرار مواجهة ثورة الأمة في سوريا، وإرغامها على القبول بما يفرض عليها من قرارات واستعملت لذلك المليشيات والدول التي خاضت حرباً شعواء على أهل سوريا لكسر إرادتهم في التغيير وإعادتهم إلى بيت الطاعة الدولية. إن النظام الدولي ما زال مستمراً بمكره بالثورة لمنعها من الوصول إلى أهدافها في إسقاط نظام البعث العميل وإقامة حكم الإسلام، بينما الثورة مستمرة بالسير على الجمر في عامها العاشر تناضل وتكافح لإزالة العقبات وتذليل الصعوبات لتحقيق أهدافها بإذن الله.
جريدة الراية: https://bit.ly/3ch0DyI
- التفاصيل
إن فهم الواقع فهماً جيداً وفهم المتغيرات المؤثرة فيه والمرافقة له هو أمرٌ لا بدّ منه للمهتمين بالشأن العام المتطلّعين للتغيير. وإن ما تم تسميته بالربيع العربي هو واقع جديد، وعدم إدراكه وفهمه كان سبباً في إعادة إنتاج أنظمة شبيهة بالزائلة، ومن هذا الربيع ثورة الشام التي ظن البعض أن الانتقال سيكون سياسياً سلساً كما في تونس، وراح البعض ليُحلّق في خياله ويرى أن الحسم عسكري سريع لينتهي المشهد، ونسي الغالبية ولم يدركوا أنّ عدوهم يمتلك أدواتٍ وأساليب كثيرة، وقد يفاجئنا بها إذا أخطأنا بتقييم الواقع بمقوماته وعوائقه.
واليوم بعد أن دخلت الثورة في عامها العاشر فإنّه يُحسب لها ولأهلها صمودهم كل هذه الفترة في وجه النظام وأعوانه من دول عظمى في المنظومة الدولية دأبوا من الساعات الأولى على احتوائها وتوجيهها وتركيعها لإنهاء الحالة الثورية التي خرجت على أحد أبناء المنظومة الدولية الرأسمالية.
ويُحسب لها رغم انحسارها جغرافياً أنها ما زالت للآن تتحمل النزوح والقتل وضيق العيش على أن تقبل بعودة سيادة النظام المجرم.
أما من جانب آخر فإن واقع الناس اليوم أصبح شبيهاً بقضية فلسطين التي تحولّت من الحالة الثورية التي تهدف لتحريرها كاملة إلى حالة من تخفيض سقف المطالب للقبول بحدود 48 ثم حدود 67 ثم انخفاض السقف ليصبح همّ الناس هو المقاومة فحسب والحفاظ على ما تبقى.
والناس اليوم بعد أن كانت تضغط على أهل القوة والسلاح لعدم التوقف عن المعارك حتى تحويل كل منطقة عدو إلى صديق، والتي كانت تعتبر مجرد التوقف والرباط جريمة لأنّ فيها تأخيراً لتحقيق الهدف. بعد أن كانت كذلك أصبحت اليوم ترضى بالقليل وتسكت إذا حافظ أهل القوة على الموجود فحسب ولا ترفع صوتها لاستعادة ما تمت خسارته وتحرير ما بقي في حوزة الأسد.
إن هذه الصورة من تراجع الحالة الثورية وتخفيض سقف المطالب كان له أسباب عمل عليها الغرب الكافر عن طريق أدواته كلها بدءاً من الإعلام الخبيث الذي يبث سمومه الإرجافية وصولاً بالفصائلية المقيتة التي قامت بحزمة من الأعمال المنظمة لتنفير الناس من الثورة والتغيير وذلك من خلال إعادة إنشاء أفرع أمنية خبيثة لتركيع الناس وتخويفهم تحاكي الأفرع الطاغوتية في أساليبها وهدفها، ومن خلال التضييق على حياة الناس ولقمة عيشهم عن طريق الضرائب والمكوس، وعن طريق كسر معنويات الناس بفتح معارك ثم تفشيلها ليتم الترويج لفقه الاستضعاف والمراوغة، ومن خلال الاقتتالات الداخلية المنظمة والموجهة من ضباط المخابرات ليُحققوا بها عدة أهداف منها الشرخ بين الثوار وبين أهالي البلدة الواحدة وبين أفراد العائلة الواحدة ليضمنوا تآكل مفاصل الثورة وضعف حركتها، وليحققوا بهذه الاقتتالات تيئيس الناس وتشاؤمهم بعد رؤيتهم لسلاح الثورة موجّها للداخل.
ولعل الفكرة الأهم التي استطاع الغرب زرعها في الثورة هي جعل الثورة محصورة بمن يحمل السلاح فقط، والثائر هو المقاتل فقط، بل إنّ الثائر هو المقاتل ضمن الفصائل فحسب، بعد أن كانت الثورة حالة وصفة تنطبق على من عارض النظام بقول أو دعوة أو مظاهرة أو مال أو الهجرة من مناطق سيطرته.
هذه الحالة الأخيرة كانت كفيلة بتوجيه خنجر مسموم في صدر فكرة السلطان للأمة مما جعل الناس رويدا رويدا تتناقص ثقتها بنفسها بأنها قادرة على التغيير، وعندما تفقد الناس هذه الثقة أو تتزعزع سيتحول الرأي العام فيها إلى رأي عام كامن وسينخفض سقف مطالبها لتصبح مهيّأة للدخول في نفق الضياع من جديد وتحولت أفكارها النقية ومعنوياتها العالية إلى فكرة خطيرة عنوانها (القضية أصبحت بيد الدول وصارت أكبر منا).
أمام الناس اليوم نفقان مظلمان ومكمن الخطورة فيهما أنّ شعور الناس بالخطر تجاههما ليس على القدر الكافي الملائم لحجمهما وليس بالقدر الكافي لينتج تحركاً يعرقل ثم يبادر ويصحح المسار. النفق الأول هو نفق الحل السياسي الأمريكي الذي يتم الترويج له لإيصال الناس ليقبلوا به عن قناعة.
والنفق الثاني هو ما بعد الحل السياسي الذي تخرج فيه روسيا من سوريا بالإياب فقط، وعندها يستوي عند أمريكا الحسم العسكري من عدمه وعندها تكون الأمور مهيأة للانتقام ممن خرج على عميلها الأسد بعد أن تكون قد سحبت السلاح من الناس وبعد أن تكون قد حولت المجاهدين إلى عناصر مصالحات وبعد أن تكون قد وجهت ضربات قوية للحالة الثورية ولثقة الناس بقدرتها على التغيير.
كلا النفقين خطير ولكن الأخطر هو الحل السياسي لأنه يحمل في طياته بذور إنهاء فكرة إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام التي تكاد تصبح كامنة غير ظاهرة كما كانت من قبل أو بمعنى آخر أنّ الثورة في قلوب الناس تكاد تصبح فردية بكل شخص عندما تسأله ولكنها ليست جماعية بمعنى أنها حديث الشارع وهمّه وهي الرأي العام الضاغط.
والحل السياسي تمهيد للنفق التالي الذي قد يكون سربرنيتشا جديدة بسيناريو انسحاب الجيش التركي كما انسحبت الكتيبة الهولندية قبيل اغتصاب مسلمات البوسنة وقتل رجالها.
وإن أخطر ما تمر به الساحة اليوم هو الركون للنظام التركي الذي يسوقنا للحل السياسي الأمريكي ويسعى لتنفيذه على الأرض من خلال الأدوات من حكومات وقادة وشرعيين وإعلاميين لوضع الناس ضمن صندوق المحرر وضمن سجن الخريطة العسكرية التي ترسمها اتفاقية سوتشي ليراها الناس خريطة سياسية يقبلون بها ويعتادون عليها لينسوا ما سواها.
وإن كثافة الوجود التركي اليوم هي للإشراف العملي على البدء بخطوات الحل السياسي الذي يبدأ بتسليم الناس رقابهم للنظام التركي بعد أن يفقدوا ثقتهم بقدرتهم على التغيير وينسوا طريق الخلاص بل يفقدوا الثقة بأنفسهم في قدراتهم على الحفاظ على ما تبقى وخاصة بعد معركة النيرب المشتركة مع التركي التي سقطت بعد ذلك ليتم بث روح التثبيط والإرجاف واليأس المفضي للقبول بأسوأ الحلول.
يضاف لمكر النظام التركي الاستمرار بتخدير الناس وتأميلهم بالعودة لبيوتهم بالتلميح بأن تركيا ستجبر النظام عسكرياً أو بالتهديد ليعود لحدود سوتشي، واستغلال هذه الفترة لتثبيت الخارطة السياسية الحالية في أذهان الناس لتعطيل تفكيرهم ثم التمهيد لجسم عسكري قد يتم إنشاؤه ليتم تسخيره لقطع الطريق على المخلصين لمنعهم من القيام بأي عمل يفجر الناس من جديد ويصحح المسار.
هذا مكر أعدائنا وتلك هي المعوقات والأدوات التي يستخدمونها للإجهاز على الثورة وتطلّعها للتغيير ولكن رغم كل هذا المكر والكيد لا بدّ أن نلاحظ أنّ كل هذا المكر لم يكونوا ليقوموا به لولا أنّ الثورة بنظرهم ما زالت خطيرة وتقف على قدميها.
فمقومات النصر والتغيير لا زالت متاحة وكبيرة، واليأس الذي قد يتصوره البعض عند الناس ليس يأساً حقيقياً بل هو أناةُ القط التي ستتبعها وثبة الأسد، فالعامل البشري موجود وهو رغم كل المكر عليه إلا أنه لا يقبل بالعودة لحضن النظام بأي شكل، والعامل المادي موجود والنظام مهلهل ومُستنزف عسكرياً واقتصادياً وشعبياً.
بقلم: الأستاذ مصطفى سليمان
جريدة الراية :https://bit.ly/2XDOpMn
- التفاصيل
دخلت ثورة الشام في هذه الأيام عامها العاشر وهي تعاني الأمرين على الصعيدين الداخلي والخارجي، فهي تمر بمنعطف صعب مع العلم أنه في مسيرتها كثرت المنعطفات والمطبات، وقد قطعت مسيرتها هذه طوال ما يقارب العقد من الزمان بدون أن تتخذ قيادة واعية مخلصة تلتزم ثوابت الثورة وتحمل مشروع التغيير الحقيقي المؤدي إلى نهضة حقيقية.
قد يكون هذا الواقع طبيعياً بالنسبة لحركة شعب انتفض في وجه نظام مجرم حرص طوال عهده المشؤوم على إبقاء الشعب تحت قيادته المجرمة عبر إسكات كل صوت حر وإزاحة كل من يحمل النصح والرشد والخير لهذا الشعب.
فقد أقام شبكات من الأفرع الأمنية وبنية تحتية من السجون واستولى على المنابر وخرّج أبواقاً له لإضلال الناس عن الهدى وللحيلولة دون تفلت هذا الشعب من قبضة عصابته المجرمة.
لم يُبق للشعب قائداً ولا وجيهاً ولا موجّهاً ولا مؤثراً بل قضى على كل ذلك لإدراكه التام أن الشعب لو تفلت من سيطرته ولم تكن له قيادة واعية مخلصة توجهه فإنه سيتعثر في مساره وسيلحق به ثانية ويعيد إخضاعه مجدداً لقهره.
إن أي حراك شعبي لا بد له من قيادة توجهه كي يصل إلى هدفه ويحقق طموحه، ولما كانت الثورات هي حركات شعبية سِمتها الفوضى فإنه لا يستقيم أمرها ولا تصل لغايتها بدون قيادة توجهها، فقد لاحظنا أن الثورات التي قامت في بلاد المسلمين والتي سميت "بالربيع العربي" كانت تفتقر للقيادة السياسية الواعية المخلصة، التي تمتلك مشروع التغيير والبرنامج الذي يجب أن تسير عليه، لهذا سهل على الدول الالتفاف على هذه الثورات وحرف مسيرتها.
وإننا إذ نشدد على الوعي والإخلاص وحمل المشروع والبرنامج في وصف القيادة السياسية المفترضة لأن الثورات في مسيرتها هذه أصيبت بإخفاقات كثيرة وبخيبة أمل كبيرة جراء اتباعها لمن ظنت فيهم حسن القيادة ولم يكونوا لها البتة.
فالأمة وإن وعت على حقيقة هذه الأنظمة وانتفضت عليها، لكن وعيها وعي عام يجعلها تقف عند كل منعطف، وتطلب المشورة عند كل جديد فإن لم تجد من يوجهها بصدق ووعي وإخلاص فإنها تسمع لما يقال وتتأثر بما تسمع وكما يقول المثل "الغريق يتعلق بقشة" فقد تسير في طرقات لا توصلها لغايتها وقد سارت، وقد وثقت بشخصيات وفصائل ولجان وقادة ولكن للأسف خيبوا ظنها جميعهم بعمالة بعضهم وارتباطهم بأعداء الأمة تارة وبقلة وعيهم وسذاجتهم في التفكير وعدم امتلاكهم لبرنامج العمل تارة أخرى.
ولما كانت الحركات الشعبية بحاجة ماسّة للقيادة السياسية المخلصة الواعية، فإن حاجة ثورة الشام لها لهو أكثر وأشد، كيف لا وهي تواجه إجراماً دولياً منظماً لم يسبق له مثيل في التاريخ، فقد اتفقت دول العالم وأجمعوا كيدهم ومكرهم للقضاء على هذه الثورة، وقد وُزعت الأدوار بين الدول فمنهم من تظاهر بالصداقة لهذا الشعب كذباً وتدليساً ومنهم من تظاهر بالحماية له، بينما هو أحرصهم على سحق هذه الثورة والقضاء عليها.
ولقد برزت أهمية دور القيادة السياسية الواعية المخلصة، عندما أدرك المقاتلون المخلصون خطورة المنظومة الفصائلية المرتبطة التي انسحبت من مئات القرى والمدن بأوامر الداعم الذي يدعي الحماية والوصاية، لقد تكرر ذلك المشهد مرارا في حلب والغوطة والقلمون وحوران وإدلب وحماة.
وقد لمس الجميع الحاجة الماسّة للقيادة السياسية الواعية المخلصة المدركة لما يخطط لها، كما رأينا الأثر السلبي لدور القيادات الحالية التي لا تزال تستمع وتصغي لما يقوله رجالات أمن النظام المجرم وقادات الروس المحتلين. فالقيادات الحالية التي جلس أغلبها مع الروس ومع رجال أمن النظام المجرم جرى القبول بها في وقت عصيب كانت تمر به حوران يومئذٍ. لكنها اليوم تكبل الثورة والشباب الثائر بحجة المحافظة على الأمن والعهود والمواثيق وهي تعلم يقيناً أنه لا أمن بوجود هذا النظام المجرم كما أنه لا عهد له ولا ميثاق، فالقيادات المتصدرة اليوم في درعا البلد بدل أن تطلق يد أهل الثورة في مناسبة الثورة اكتفت بجعلها مناسبة احتفالية أقامت فيها وقفة لا ترقى لمستوى رمزية مهد الثورة في الوقت الذي كان فيه النظام المجرم يقصف جلين ومساكن جلين وتسيل بالمدفعية الثقيلة والراجمات.
إن مهمة القيادة السياسية ليس محصوراً بالدلالة على مكامن الخطر والتحذير منها على أهميتها، بل يجب أن تمتلك الوسائل والوعي لكي تحافظ الثورة على مسيرتها وتصل لهدفها بأقل التكاليف، عبر ترشيد الثورة وتوجيهها الوجهة الصحيحة نحو غايتها وإعطائها المعالجات اللازمة لكل مشكلة ومعضلة مع التحذير من جميع المخاطر التي من الممكن أن تعتري هذه المسيرة، بل ويجب على هذه القيادة أن تكون صاحبة مشروع يحقق طموحات الأمة قبل وبعد إسقاط النظام، إذ إن الثورة التي لا تمتلك مشروع تغيير مع برنامج تسير عليه للوصول إلى غايتها، ستكون فريسةً سهلةً لقوى الشر التي سرعان ما تنقض عليها قاطفةً ثمرتها. والثورات التي اندلعت عبر التاريخ تشهد على هذا، إن كان في البلاد الاسلامية أو في غيرها، حديثا وقديماً، ومصر وتونس خير شاهد.
وختاماً فإن ثورة الشام قدمت التضحيات الجسام وتعرض أهلها ولا يزالون لأشد أنواع القتل والتهجير والتعذيب والقهر، أمام أعين العالم أجمع، ولكنهم لا يزالون مصرين على إكمال ثورتهم، وما رأيناه في الجنوب والشمال وشرقي الفرات من حركات شعبية ترفض وبشكل قاطع الرجوع للنظام لهو دليلٌ على توقد الثورة في نفوس الناس، فالثورة في عامها العاشر باتت عصيةً على أن يطوعها قهر الجبابرة وظلم المجرمين وما خروج الناس على طريق الـ(إم) رافضين تسيير الدوريات عليه إلا من هذا الإصرار.
لكن لا بد للوصول من التوكل على الله سبحانه، ورفع شعار نصرة الله ونصرة منهجه، والإعلان على أن الهدف الذي سنعمل على تحقيقه بعد إسقاط النظام، هو إقامة النظام الذي يرضى عنه الله عز وجل، نظام الإسلام العظيم المتمثل في نظام الخلافة على منهاج النبوة، فتحفظ التضحيات ولا تضيع سدى، ويتحقق العدل، والسعادة والكرامة لكل الناس، ذلك النظام الذي أصبح حاجةً بشريةً ملحةً، بعدما تكشفت للناس حقيقة النظام الذي يحكم العالم الآن، والذي اكتوت البشرية بناره وتلظت بسعيره، وهي تراه هذه الأيام يتهاوى ويتهاوى معه كل الكيد والخداع والدجل الذي صاحب مسيرته بأنه هو البديل عن منهج الله سبحانه وتعالى، فيا أهل الشام ندعوكم لهذا الخير العميم والفضل العظيم، ندعوكم إلى المنهج الذي يحييكم ويحيي البشرية كافة، فكونوا حملة ذلك الخير. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [سورة الأنفال: 24]
بقلم: الدكتور محمد الحوراني
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية:https://bit.ly/3dM9IkM
- التفاصيل
في ظل الحديث عن جائحة كورونا يبرز ملف المعتقلين في سجون الطغاة وتكثر المطالبات بالإفراج عنهم على اعتبار أن خطورة تفشي هذا المرض بينهم تفوق خطورتها على من هم خارج المعتقل، حيث ظروف الاعتقال ومناخه تسمح بشكل كبير لانتقال الأمراض ونشوئها بسبب انعدام الرعاية الصحية وضعف المناعة نتيجة قلة التغذية وسوئها.
وعليه أردت أن ألقي الضوء على المعتقلين لدى نظام أسد المجرم، حيث إن سجون النظام لها تاريخ طويل من دور الأب القاتل حتى وريثه، وقصص السجناء باتت قصة كل حيٍّ وشارع في الشام إن لم تكن قصة كل بيت، فقد بلغ عدد السجناء مئات الآلاف في ظل انعدام آلية لإحصائهم، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 129 ألفا و973 شخصا، ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى نظام أسد، منذ آذار/مارس 2011.
وتتنوع أساليب التعذيب داخل الزنازين وفي أقبية المعتقلات ولا أكون مبالغاً إن قلت إنه ما من أسلوب قذر للتعذيب في العالم وإلا وتجده عند هذا النظام المجرم، بل هو من يعطي الدروس لغيره من الطغاة في التنكيل بالمعتقلين، يكفي فقط أن تلتقي بشخص واحد سُجن عند النظام ولو لفترة قصيرة حتى تعلم مدى قذارة هذا النظام ولؤمه وحقده على أهل الشام.
ومع أن قضية المعتقلين هي سابقة للثورة في الشام فقد كانت سجون النظام المجرم تمتلئُ قبل الثورة وتحوي بين جدرانها كل من نطق ببنت شفة ينتقد أو يُخطّئُ أو يُعارض فيها النظام، إلا أنه وبعد الثورة أصبحت قضية المعتقلين أضخم وأكبر حيث باتت المعتقلات تغص بالسجناء مما اضطر النظام لافتتاح سجون جديدة وتحويل العديد من المدارس لمعتقلات ناهيك عن تصفية العديد من السجناء.
وعلى هذا أصبح الإفراج عن المعتقلين يُعتبر أحد أهم أهداف الثورة، بل ويُعتبر أحد أسباب انطلاقتها ابتداءً، وعليه بتنا نسمع عبارة "الإفراج عن المعتقلين" في كل محفل سياسي أو مؤتمر يبحث ملف الثورة، كما باتت المعارضة العلمانية التي صنعتها مخابرات الدول ترفع هذا الشعار لتبرر كل خيانة، ولتمرر كل تنازل عن ثوابت الثورة وأهدافها، فتراهم يتنازلون عن إسقاط النظام بحجة أنهم يسعون للإفراج عن المعتقلين، فلا هم أسقطوا النظام ولا أفرجوا عن المعتقلين!
ولعل أبرز من تناول قضية المعتقلين دوليا مؤخرا هو قانون "سيزر" والذي بات البعض يرى فيه أن أمريكا تقف مع الثورة وأنها ستحاسب نظام أسد على جرائمه، رغم أن جرائم أسد عليها آلاف الشهود وموثقة بآلاف الوثائق، ومع ذلك فإن أمريكا كان موقفها داعماً لنظام أسد ولو لم ير ذلك بعض من على أعينهم غشاوة.
وحتى نقف على قانون سيزر قليلا نجد أنه أطلق هذا الاسم نسبة لشخصٍ مجهولٍ وثَّق في آلاف الصور التعذيب الذي مارسهُ نظام أسد في حقِّ شعبه في الشوارع والطرقات العامَّة وداخل السجون منذ اندلاع الثورة ضدّه عام 2011 وحتى عام 2014. ولقد أثارت صور قيصر حين نشرها ضجّة وجدلاً كبيرين؛ فطالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في تقرير قيصر ثمَّ أصدرت تقريراً إضافياً بعنوان "إذا كان الموتى يستطيعون الكلام"؛ وفيه عُرضت أدلة فوتوغرافية من تقرير قيصر كما عُرضت تلكَ الأدلة في متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة.
وبعيدا عن الخوض في تفاصيل إقرار هذا القانون والتي دامت طويلا بينما كان أهل الشام يذوقون الويلات ليس فقط في المعتقلات بل في المدن والقرى حيث تتساقط براميل القتل وصواريخ الإجرام على مرأى من العالم أجمع، بل وأجزم أنه على مشاركة وموافقة من هذه الدول سواء التي أظهرت عداءها أو تلك التي ادّعت صداقتها، وبعد هذا التمديد الطويل وقع ترامب على مشروع قانون سيزر بعد إجماع مجلس النواب الأمريكي عليه وذلك في نهاية عام 2019م.
وبالنظر في تفاصيل القرار تجد أنه لا يختلف عن قرارات أمريكا الناعمة ضد عملائها فهي عقوبات تُفرض على نظام أسد ومن يتعامل معه، عقوبات يُقدرها رئيس أمريكا ويرفعها متى يشاء، لا تمنع اعتقالا ولا توقف قصفا ولا تنتصر لمظلوم، ولم يكن هذا مفاجئا إلا لمن تعلق بحبال أمريكا ورأى فيها القوة المخلِّصة وصدّق رواية النظام بأنه مقاوم ممانع لأمريكا وكيان يهود بينما الحقيقة التي بات يعلمها الكثير أن نظام أسد هو أفضل من حافظ على مصالح أمريكا وكيان يهود في المنطقة.
وعوداً على البداية فإن قضية المعتقلين والإفراج عنهم هي من أهم أهداف الثورة ويجب أن يُعلم أن قضيتهم مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية إسقاط النظام، فلا يُمكن أن يُفرج عنهم دون إسقاط النظام، ولقد رأينا من ادّعى تمثيل الثورة وخاض مع النظام المفاوضات متنازلا عن الثوابت بحجة الإفراج عن المعتقلين، كيف أن النظام قد سلمه معتقلين جدداً جمعهم من الشوارع وكان ذلك مقابل تهجير منطقة هنا، أو فك حصار عن منطقة تتبع للنظام هناك.
ناهيك أن من تسيّد منطقة صغيرة وحكمها من أدعياء الثورة تجد أنهم شابهوا نظام أسد ببناء المعتقلات والزج بالناس ظلما في السجون، فكيف لمن بنى السجون أن يسعى لإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين؟!
وأخيراً فإن سماع قصة واحدة عن معتقل أو معتقلة لهو سبب كافٍ للاستمرار في الثورة والثبات عليها حتى إسقاط النظام وتحكيم الإسلام، فما بالك أن لدى أهل الشام آلاف الأسباب لتجعلهم ثابتين فيما خرجوا له مُصرين على العمل على تحقيق أهداف الثورة ولو كلّف ذلك الغالي والنفيس، وأما من أرهقه المسير واستساغ التنازل فعليه أن يتنحى جانبا تاركا الثورة لأهلها تذود عنها وتدفع بها في طريق النصر مستعينة بربها متوكلة عليه، عسى الله أن يكرمنا بنصر قريب وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: الأستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية:https://bit.ly/2wrcVFy
- التفاصيل
في ظل اشتداد التآمر الدولي على أهل الشام، وليس آخرها فتح الطرق الدولية، نظم شباب حزب التحرير وقفة في مدينة أرمناز في ريف إدلب الاثنين بعنوان: "الهدنة عار وفتح الطرق انتحار" بينوا فيها خطورة الدور التركي بلافتة كتب عليها (الضامن التركي هو الذي أشرف على مسرحية التسليم وهو المخرج للقضاء على ثورتنا)، كما بينت لافتة أخرى أن (أردوغان حريص على تنفيذ اتفاقيات الكفرة في سوتشي بدلا من نصرة المسلمين المستضعفين) وقدموا من خلال لافتة نصيحة لعناصر الفصائل بالقول: (إن كنتم تقاتلون في سبيل الله فلا تبقوا أعوانا للظلمة)، وأوضحت لافتة أن (من سلّم إم5 فلن يحافظ على إم4)، وبالتالي كما تقول إحدى اللافتات: (يا عناصر الفصائل أهلكم يطالبونكم أن تحاسبوا القادة الخونة).
جريدة الراية: https://bit.ly/2y8Qup9