- التفاصيل
كان من المقرر أن يكتب لهذا العدد من جريدة الراية الأخ الخلوق أحمد معاز أبو علي، ولكن قدر الله أن يكون معتقلاً مظلوماً في غياهب سجون فصيل إسلامي للأسف، وها أنا أكتب اليوم مسلطاً الضوء على السلبية التي ظهر بها الإعلام الثوري في الشام وكيف تعامل مع قضية اعتقال مجموعة ليست بقليلة من شباب حزب التحرير.
خرجت ثورة الشام عام 2011 على نظام رقيب على كل شيء حتى الإعلام، فقد كانت مؤسساته الإعلامية مؤسسات تطبيل وتزمير للقائد الأوحد فريد الصفات! كَسرت الثورة هذه القاعدة ودبت الحياة في جميع أوصالها والتي كان منها الإعلام، برز خلال الثورة إعلاميون ونشطاء يغطون الأحداث والوقائع كما تحصل ويلبون مصالح أهلهم، وكحال باقي أركان الثورة بدأت خطابات الود من المؤسسات الضخمة باحثة لها عن مراسلين، لينقلوا لحسابها الواقع بحسب ضوابطها الإعلامية، ترافق مع ذلك البدء بتشكيل مؤسسات إعلامية ثورية - كما ادعى البعض - كانت قواعد انطلاقها في دول الجوار من مثل الأردن وتركيا ولبنان لبدء أخذ الدور الحقيقي في توجيه الثورة والمباشرة بتلقي الدعم والمال.
تطور المشهد الإعلامي في الثورة بشكل دراماتيكي وانقلب المراسل أو الناشط من حالة الاستقلالية في التغطية والمتابعة إلى حالة التبعية للداعم تحت ذريعة المعاريف الإعلامية للمؤسسة التابع لها، فأصبحت الرقابة على الكلمات والمصطلحات وكذلك الصورة.
فكما أن المال المسموم قد لعب دوره الكامل في المستوى السياسي والعسكري فإن حال الإعلام لم يكن أفضل فقد شرب من الكأس نفسه وارتبط الارتباط الحتمي حتى وصلت الحال به إلى عدم القدرة على التخلص من ربقة الداعمين والتسليم بحتمية السير وفقهم بحجة عدم وجود بديل، وأن الواجب يقتضي أن يستغل المنبر لأقصى درجة كي تُنقل معاناة الناس عليه.
وكي يتم تلبيس الأمر اللبوس الشرعي وضعت مجموعة من الضوابط الإعلامية والقواعد التي ليست هي إلا لذر الرماد في العيون ولإيهام كثير من الإعلاميين البسطاء بأن الأمر مضبوط وفق قواعد وشروط شرعية محكمة.
لقد كان للإعلام الدور الرئيس في تضييع قضية أهل الشام وتحويلها من قضية إسقاط نظام بكافة أركانه ورموزه إلى إسقاط بشار شخصيا، وقلب الثابت من السعي لقطع نفوذ الغرب الكافر من بلاد المسلمين إلى أن هناك دولاً صديقة لنا يهمها قضيتنا، ولذلك فلا بأس من تلقي الدعم والمشورة عنها وأصبح الإعلام يحارب فكرة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ويروج لمشروع الدولة القطرية الضيقة تحت عنوان أن دول العالم كلها ستهاجمنا، وأننا لا نستطيع الصمود في وجه هذه القوة العاتية، وأن ثورتنا لم تخرج أصلاً لتنادي بمثل هكذا فكرة.
فتجاوز الإعلام عن نقل الواقع كما هو وبشفافية مطلقة، حيث أغفل عقله عن كون خروج الثورة كان من المساجد وأن شعاراتها لليوم لا تخلو من تكبير لله وتمجيد له سبحانه، ودعوة للموت في سبيله وكذلك أغفل عينه عن أن كل المجموعات العسكرية التي تشكلت بداية الحراك العسكري للثورة تلبست بلبوس الإسلام من الاسم حتى الراية والميثاق...
ولم يكن الإعلام الثوري منصفاً حين لم يغطِ مطالب الناس بقطع العلاقات مع غرف العمليات في تركيا والأردن وحين أصبح لسان حال الناس يقول إن الجبهات تُفتح بأمر الداعم، وأن أي انسحاب من أي منطقة تُسلّم هو أيضاً بأمر الداعم؛ في إشارة واضحة لما فعله تدخل أيادي الغرب الآثمة في الثورة السورية.
هذا غيض من فيض حالة الحوَل والانفصام عن الواقع التي تعاني منها دكاكين الإعلام التي ظهرت في هذه الثورة العظيمة، فلا هي قدرت أن تواكب حركتها السريعة لذلك انحازت لصف أعدائها لتكون عصا في عجلة تحركها، ولا أن تسير معها فتغطي معاناتها بحق دون تزيين ولا تلبيس.
لقد أطلقت كثير من الدكاكين الإعلامية شعارات رنانة تتعلق بالتغطية والنزاهة والحيادية، لم تحقق أياً من هذه الأفكار وإنما كانت شعارات براقة ذات بهرج خداع لتلبس على الناس أخبار وأهداف ثورتهم.
كان هذا الذي ذكرته عن الإعلام الثوري ودكاكينه وكيف تحول وانحرف وغير بوصلة عمله مدخلا كي أقول؛ حصلت منذ مدة قريبة اعتقالات تعسفية غير مبررة من هيئة تحرير الشام لثلة من شباب حزب التحرير، لم تكن اعتقالات سرية ولم تكن حملة غير معلنة بل كانت صاخبة فاضحة! بالإضافة إلى أنه تم مع العملية سلب لثلاث قواعد بث لراديو الحزب في مناطق مختلفة بالإضافة لسلب ممتلكات وأموال خاصة، كل ذلك ولم تتطرق أي وسيلة إعلامية ولا أي مؤسسة ولا حتى إعلامي محلي لذلك، عدا وسيلة واحدة فقط وهي "سمارت"، فهل وراء إدارة الوجه عن كل ذلك تعليماتٌ من داعمين أم توجيهات من مديرين أم ماذا...؟!
أولستم أقسمتم أن تنقلوا معاناة أهلكم وما ينزل عليهم من ظلم وجور وأعلنتم قسمكم فأين بركم بقسمكم؟!
هل أصبح المال السياسي يسير فيكم كحال أقرانكم من قادة الفصائل والمنتفعين؟!
إن أكبر خطر يواجه الإعلامي هو أن يصبح بلا مبدأ؛ لأنك في حينها سترى رجلاً انتهازياً آخر همه معاناة الناس وآلامهم، فنظرته لهم هي نظرة نفعية بحتة.
إن مما قامت عليه الثورة في الشام الثورة على النظام بمجمله بكافة أركانه ورموزه ومؤسساته العلمانية، وأن البديل سيكون نظاماً إسلامياً متكاملاً يكون دور الإعلام فيه رعاية شؤون الناس وتبنياً لمصالحهم ومتابعة تنفيذ للأعمال.
فلا تخجلوا من فعلكم، فهذا حالكم في ظل هكذا نظام قائم، فالناس على دين ملوكهم، وأنتم تحت مظلة هذه المؤسسة وتحت خطوطها ولا منجاة لكم منها ما دمتم بها قابلين.
فنصيحة أخٍ أن حان دوركم لأن تكونوا جهاز تغيير في هذه الثورة وأن تقطعوا حبال الداعمين عن عملكم وأن تعودوا لحضن أهلكم وتبروا بقسمكم لهم وتطلبوا منهم العفو والسماح وأن تكونوا معهم في طريقهم لإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.
وأخيراً للأخ الغالي أبي علي معاز وصحبه من شباب حزب التحرير، أن اصبروا ففرج الله قادم وظلم السجن مُنجلٍ، وعسى أن يكون قريباً.
بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)
جريدة الراية: https://bit.ly/30tyFdg
- التفاصيل
استنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تركيا أحداث الاعتداء على لاجئي سوريا في بعض المدن التركية وفي مقدمتها إسطنبول، وأكد في بيان صحفي: أن تصريحات السياسيين القوميين والعلمانيين تأتي لتزيد الطين بلة، وتؤجج نار الفتنة، وتجعل جميع المهاجرين مسؤولين عن الجريمة التي تقع من الأفراد. واعتبر البيان: أن خطاب الكراهية والعداوة من هؤلاء هو في الأصل تعبير عن امتعاضهم وبغضهم للإسلام والمسلمين. وإذا كان الأسد القاتل يقوم بتهجير إخواننا من أهل سوريا ويحرمهم من ممتلكاتهم لأنهم مسلمون؛ فإن هؤلاء العلمانيين والقوميين يتحركون في تركيا بالذهنية نفسها، ويعرضون هذه المقاربة البغيضة دونما حياء أو خجل. كما انتقد البيان: صمت الحزب الحاكم وممثليه في السلطة الذين كانوا يرفعون شعار أخوة المهاجرين والأنصار عندما كانت ثورة الأمة في سوريا في أوج قوتها، ويلمحون اليوم بطرد لاجئي سوريا. وختم البيان موضحا: أن هذه السياسة للحكومة التركية تجاه سوريا، والتي تعمل متكاملة مع السياسات الأمريكية قد أفضت إلى الخيبة والإخفاق. وموجات الهجرة القادمة من سوريا لم تلق الإدارة التي تليق بالمسلمين. وتم العمل على إقصاء المجتمع في تركيا عن القيم الإسلامية والأخوة الإسلامية. وعندما يتغير هذا الحكم العلماني والنظام الفاسد ويزول؛ يتغير جذرياً كل شيء بإذن الله.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2NJZZST
- التفاصيل
قامت فرقة أمنية تابعة لهيئة تحرير الشام مساء يوم الاثنين 1/7/2019 بمداهمة أحد منازل شباب حزب التحرير في ريف اللاذقية واعتقلت 4 من أعضائه بالإضافة للاستيلاء على كامل ممتلكات المنزل ثم عمدت للاستيلاء على معدات إذاعة حزب التحرير في الساحل.
كما أنها اعتقلت عصر الثلاثاء سبعة من شباب الحزب في مدينة سلقين ومحيطها بريف إدلب، إضافة إلى شباب الساحل الأربعة الذين اعتقلتهم مساء الاثنين.
الراية: إن ما يقوم به فصيل (إسلامي) ثوري من التعرض لحملة مشروع الخلافة على منهاج النبوة هو خطوة خطيرة جدا ولا يخدم إلا أعداء الثورة وقبل ذلك أعداء الإسلام، وقد سبق هذه العملية أعمال عدة للهيئة يظهر فيها أنها تتقصد التضييق على نشاط حزب التحرير في سوريا والذي أعلن مرارا وتكرارا أنه الناصح الأمين لجميع فصائل الثورة. فقد عملت الهيئة قبل 3 أشهر تقريبا على الاستيلاء على معدات بث إذاعة حزب التحرير في جبل الزاوية والذي يعتبر تعديا صريحا على أموال المسلمين المعصومة، وخلال الأشهر الماضية تعرض عدد من شباب الحزب للاعتقال التعسفي والضرب والإهانة ليتم الإفراج عنهم بعد أيام في أسلوب يظهر فيه أن الغاية هي منع الحزب وتخويفه من الاستمرار في نشاطه الدعوي الذي يحمل فيه راية الإسلام آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر.
هل أزعج الهيئةَ بيانُ الحزب لارتباط قادة الفصائل ومنهم قادة الهيئة بالدول الإقليمية كتركيا وغيرها وأن قادة الفصائل أصبحوا لا يتحركون إلا بأوامر تلك الدول وهم ملتزمون بخطوط سوتشي وأستانة الحمراء؟! هل أغضبهم وجود التأييد الشعبي لحزب التحرير لدى طيف واسع من وجهاء ومثقفي المناطق المحررة والذين عقدوا مؤخرا مؤتمرا حاشدا يعلنون فيه أن السلطان للأمة وليس للفصائل التي لم تلتزم بثوابت الثورة السورية؟! أم أقض مضجعهم دعوة الحزب لإقامة الخلافة في سوريا وتحكيم الشريعة التي لطالما صرحوا أنهم ساعون لتحكيمها؟!
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2xD6qMX
- التفاصيل
نظم شباب حزب التحرير في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي مظاهرة طالبت بفتح الجبهات ونددت بالهدنة المرتقبة، وحذرت اللافتات المرفوعة من: أن تعبير الحل السياسي هو المصطلح الثاني لكلمة مصالحة، وشددت على: أن الهدنة طريق مظلم وخسران مبين، مشيرة إلى: أنها تنقذ النظام من السقوط وتضيع التضحيات وتعود بالثائرين إلى حظيرة الإجرام.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2YJiOa3
- التفاصيل
لقد مرت ثورة الشام المباركة بمنعطفات عديدة ومنعرجات خطيرة كادت أن تودي بها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل فيها بذرة الخير وقوة المناعة لتستمر وتتجدد رغم كل المكر الدولي والمؤامرات الخبيثة.
لقد ترك المجتمع الدولي نظام الأسد وأعطاه الفرصة للقضاء على الثورة ولكنه فشل، فتدخلت القوى الدولية بقيادة أمريكا داعمة للأسد من تحت الطاولة ومن فوقها.
أما ما هو من فوق الطاولة فقد سمحوا وسهلوا له أن يستعين بالمليشيات الخارجية كحزب إيران في لبنان والمليشيات العراقية والإيرانية فعجز مع هذه المليشيات عن القضاء على الثورة، فتدخلت إيران كدولة داعمة له بالسياسة والسلاح والمال والمستشارين وما اتفاق كفريا الفوعة والزبداني مضايا عنا ببعيد بل هو أول ثقب في جدار الثورة قبح الله صانعيه، حيث كان يعتبر التفاوض مع النظام وقتها خيانة فكُسر هذا المفهوم!
وكذلك تدخلت روسيا بقواتها الجوية والبحرية والبرية كقوة عالمية مما جعل الكفة ترجح لصالح النظام، ولكن هذا الرجحان لم يكن ليؤتي أكله لولا الدعم الدولي للنظام من تحت الطاولة وذلك عبر الدول التي زعمت صداقة الشعب السوري وعلى رأسها أمريكا التي تظاهرت بدعم الثورة ومحاربة النظام الذي أمهلته عاما كاملا ليقضي على الثورة ودعمته بخمسة مليارات دولار في نهاية عام 2012 عندما بدأ انهيار العملة السورية بشكل متسارع كما أظهرت ذلك وثائق ويكيليكس.
وفي الوقت نفسه أوعزت لعملائها من آل سعود وأردوغان بأن يحتووا الثورة بواسطة الدعم المالي والسلاح ليسيطروا على قرار الثورة ويأخذوا قيادتها بالاتجاه الذي يدمرها ويقضي عليها، وبمكر هؤلاء الداعمين سُلّمت حمص أولا، وحلب وشرق السكة ثانياً، وشمالي حمص وأرياف حماة ثالثاً، والغوطة والقلمون وأرياف دمشق رابعاً، ودرعا وحوران خامساً، وبسوتشي يحاولون القضاء على الثورة في إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي بشكل أو بآخر.
إن ما حصل للثورة حتى الآن وما وصلت إليه الحال الآن ليؤكد كذب وخداع من زعموا دعمها ونصرتها فهم من قادها إلى ما هي عليه الآن.
إن هذه المنعطفات والمنعرجات التي مرت بها الثورة كشفت كل الأوراق والأشخاص وأساليب المكر وطرق الخداع؛ من مبعوثين ولجان وممثلين للثورة صنعوا في دهاليز السفارات وأقبية المخابرات، ومن مؤتمرات وهدن ومفاوضات، فبان الصادق الناصح والمخلص الحريص الذي حذر من كل ما سبق وبيّن الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذ تجاه ما يجري، وكذلك بان المتآمر المخادع والمنتهز المتاجر والغبي الفاشل.
إن صمود الثورة رغم كل القوة المفرطة والمكر الخبيث الذي استخدم ضدها ليدل على العناية الإلهية والرعاية الربانية لثورة الشام وأهلها والتي قد اكتسبت وعيا ومناعة من كل ما مرت به من مراحلِ قوةٍ وضعف ومنعطفات خطيرة وكيد ومكر.
إن ثورة الشام اليوم تتجدد من جديد وتستعيد سيرتها الأولى وتعمل على تصحيح مسارها بعد كل المنعرجات ولكن بوعي ودراية بكل ما يحيط بها وما يحاك ضدها؛ فها هي درعا تنتفض من جديد بقوة، ولكن بحذر شديد ممن يحاولون خداعها مرة أخرى من أشباه الذين زرعتهم الدول الداعمة وأغرتهم بالمال حتى باعوا الثورة وسلموا العباد والبلاد للمجرم الجلاد.
إن الحراك المتجدد في حوران ليبشر بخير واستمرارية للثورة وأنها عصية على كل المؤامرات والخدع، فهي ثورة لن تموت بل تتجدد وتكبر حتى تنتصر وتبلغ غايتها بإذن الله.
إن التضحيات من شهداء وجرحى واغتصاب للأعراض وتشريد وتدمير للبلاد والبيوت هي المناعة في وعي الثورة من أن تستسلم أو تركن للقاتل المجرم أو المخادع الماكر.
وكذلك إن ما يحصل من عودة الانشقاقات في صفوف جيش النظام وبعض التحركات في الغوطة وشمالي حمص وبعض العمليات داخل مناطق النظام ليدل على أن الثورة تستعيد عافيتها وتتجدد حركتها من جديد.
وأما إدلب وما حولها وأرياف حلب شمالها وغربها فهي معقل الثورة الأخير ومعقد الأمل الكبير فقد اجتمع فيها من مجاهدي أهل الشام من كافة المناطق العدد الكبير والنوعية الأصيلة في الإخلاص والثبات وهم الآن يُسطرون أروع الملاحم وأعظم البطولات التي دحروا فيها روسيا ومن معها من نظام ومليشيات، وكان استشهاد المجاهد عبد الباسط الساروت في تلك المعارك قد حرك عواطف كمنت واستعاد ذاكرة للثورة ووحدتها كادت تنسى، فأعاد شيئاً من الوعي إلى العقل والوجدان يجب أن يفعّل ويثمر بالاتجاه الصحيح.
وأما الحاضنة الشعبية فقد أبانت عن وعي عميق على المكر الدولي فقامت بإفشال مخططات سوتشي من نزع للسلاح الثقيل وإنشاءٍ لمناطق منزوعة السلاح والكرامة وفتح للطرقات الدولية كأوتستراد حلب اللاذقية وحلب دمشق، فقامت بمسيرات ومظاهرات ووقفات ترفض وتفضح وتكشف كل هذه المخططات الخيانية وأفشلتها بعون الله. بل لقد عقدت الاجتماعات وأقامت المؤتمرات والتي من خلالها أعلنت احتضان المجاهدين وتعهدت بدعمهم وتأييدهم مطالبة باستمرار الثورة والجهاد وتصحيح المسار بفتح الجبهات التي توقع نكاية في النظام وخصوصا (جبهة الساحل) ومناطق حاضنة النظام.
نعم إن ما تطالب به الحاضنة الشعبية وتسعى له هو تجديد للثورة وتصحيح للمسار وقلب للطاولة على المعادلات التآمرية، والثبات على الجهاد وفتح الجبهات ورفض الهدن والمفاوضات ومطالبة المجاهدين بالتوحد على قيادة عسكرية واحدة محترفة ومختصة وغير مرتبطة، يختارها المجاهدون بعد فشل القيادات الحالية بسبب ارتباطها بالدول الداعمة وفقدانها للقرار والمبادرة والتزامها بالخطوط الحمر وأهمها أن لا تفتح جبهة الساحل وكذلك ارتباطها بمصالحها الشخصية وثرواتها التي كونتها عبر الثورة والداعمين فأثقلت كاهلها عن التفكير الصحيح بمصير الأمة والثورة والمجاهدين، بل إن هذه القيادات أصبحت تنظر إلى الثورة من زاوية الحفاظ على مصالحها فأصبحت مصلحتهم هي مصلحة الثورة! وهذا ما قاد الثورة إلى واقع كواقع غزة وحماس، والضفة وعباس!!
إن الحاضنة الشعبية هي صاحبة القرار، وقد امتلكت وعيا أن الثورة يجب أن تصحح مسارها وذلك بقطع الارتباط بالدول الخارجية ونبذ الدعم والمال السياسي القذر واتخاذ قيادة سياسية واعية ومخلصة لله وغير مرتبطة بالخارج وتحمل مشروعا سياسيا مكتوبا شاملا وواضحا مبنيا على عقيدة الأمة ومستمدا من الشريعة الإسلامية.
كل ما سبق طالبت به الحاضنة الشعبية وسعت له في مؤتمرها الأخير الذي انعقد في شمال إدلب المحرر وحضره الوجهاء والمثقفون والفعاليات وقدامى الثوار والمجاهدين وبعض القيادات العسكرية من كافة المدن والبلدات تحت عنوان (السلطان للأمة)
فالثورة تسعى لاستعادة سلطانها وقرارها ممن تسلقوا وتسلطوا عليها وفرطوا أو تاجروا بها، وهي تسعى كذلك لتصحيح مسارها وتجديد حالها بشكل تام وكامل وبشائر هذا تلوح في إدلب وتهل من حوران بفضل وتأييد من الله، وهو القوي المستعان.
ثورة الشام تتجدد وتصحح مسارها
بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)
جريدة الراية: https://bit.ly/2Jq5hyE