- التفاصيل
الخبر:
أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف عن وفاة 15 طفلاً نازحاً، غالبيتهم من الرضع، في سوريا جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية.
ولقي الأطفال حتفهم في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة بعد الفرار من آخر جيب لتنظيم الدولة في شرق البلاد. (النهار)
التعليق:
عندما يتعلق الأمر بالمسلمين لا نسمع سوى المعاناة والقتل بشتى أنواعه؛ معاناة جماعية وعقاب بكافة أشكاله، وذلك تحت سمع وبصر العالم الذي يدعي الإنسانية دون أن يرف لهم جفن، لا شك أن ما يحصل للمسلمين في العالم من معاناة يشترك فيه حكامهم الذين يعتبرون رأس حربة للغرب الكافر في حربه ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة عندما تعلم أن مخيم الركبان يقع على الحدود السورية الأردنية؛ ويحوي أكثر من خمسة وثمانين ألف شخص؛ بين طفل وامرأة ورجل وشيخ كبير؛ فروا من جحيم المعارك ليقعوا تحت جحيم الموت البطيء وبكافة حالاته؛ من الموت بردا في شتاء قارس إلى الموت بسبب فقدان الرعاية الصحية والخدمية بشكل عام، فهل عجز المجتمع الدولي أن يوجد مخرجا لهؤلاء المسلمين الذين يشترك في قتلهم نظام الأردن الذي يتغنى بهاشميته المزعومة؟
لا بد أن يعلم المسلمون أن سبب معاناتهم هو غياب الخلافة؛ وفقدان إمامهم الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه جنة؛ يقاتل من ورائه ويتقى به، فمنذ أن أسقط الغرب الكافر دولة الإسلام على يد المجرم مصطفى كمال؛ توالت على المسلمين المصائب والآلام وأصبحوا كالأيتام على موائد اللئام؛ فأصابهم الذل بعد أن كانوا أعزاء بدينهم؛ والوهن بعد أن كانوا أقوياء بربهم؛ وتقاذفتهم أهواء أعدائهم فحولتهم إلى أجزاء بعد أن كانوا جسدا واحدا وإلى أشباه العبيد بعد أن كانوا سادة الدنيا لقرون عديدة، ولن تنتهي معاناة المسلمين ما لم يقيموا دولة الخلافة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهم في معاناة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عبرة؛ وفي كيفية إنهائها طريقة، فقد أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاناتهم من القتل والتعذيب والحصار في شِعب أبي طالب والتهجير إلى الحبشة؛ أنهاها صلى الله عليه وسلم عندما أقام دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، فهل يسير المسلمون على خطا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعملوا على إقامة دولة الإسلام الثانية فينهوا بها معاناتهم؛ ويطبقوا بها شرع الله؟ أم لا زال البعض يعتبرون بلاد المسلمين حقل تجارب؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://bit.ly/2DzX6wV
- التفاصيل
الخبر:
أفادت وكالة إس بي سي بأن ما لا يقل عن 15 طفلا سورياً لاجئا توفوا بسبب برودة الأحوال الجوية الشتوية الباردة ونقص الرعاية الطبية اللازمة، وأفاد المدير الإقليمي لليونيسيف غيرت كابيلير؛ "أن انخفاض درجات الحرارة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (مخيم اللاجئين في جنوب شرق سوريا) يعرض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد، وفي شهر واحد فقط، توفي ما لا يقل عن ثمانية أطفال معظمهم دون الأربعة أشهر من العمر وأصغرهم عمره ساعة واحدة فقط". يوثق كل من النداء الحالي بالفيديو وموقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على الإنترنت المشاكل الهائلة وأقتبس منها ما يلي: "الرياح العاتية والأمطار الغزيرة (عاصفة نورما) تعرض حياة اللاجئين السوريين في لبنان لخطر جسيم، حيث يعيش العديد منهم في مخيمات غير رسمية، في منازل واهية توفر حماية ضئيلة من العناصر، وفي غضون أيام قليلة، سبب الطقس القاسي في لبنان أضرارا بأكثر من 66 خيمة، منها 15 غرقت أو انهارت بالكامل، ولا يزال أكثر من 50,000 شخص، يعيشون في 850 خيمة، معرضين لخطر الفيضانات".
التعليق:
إن العيش في مخيمات اللاجئين كابوس في أي موسم، ولكن أشدها سوءا في الشتاء حيث يجلب مستوى استثنائياً من الخطر والكرب والمحن، حيث الموت بسبب البرد والفيضانات، والمرض أيضا، كلها أعباء إضافية يواجهها المسلمون الذين أصيبوا بصدمات نفسية بالفعل، ومن المعروف أن مخيمات اللاجئين مهملة وتفتقر إلى الاحتياجات الأساسية للسكان التي يتم إغفالها تماما، ومعظم أطفالنا لا يحصلون على الملابس المناسبة والفراش ولا حتى المأوى، ويضاف إلى ذلك أن نقص التغذية والحصول على الأدوية والعلاج يترك حياة الشباب المعرضة بالفعل للخطر مهددة بعواقب وخيمة، فكيف يمكن للطفل السليم أن يموت بمجرد ولادته، فقط لأنه يريد بطانية؟! حملته أمه داخلها 9 أشهر، حملته كل هذه المدة وتحملت كل هذا الألم ووصلت هذه المرحلة لتفقد طفلها السليم! في هذا الشهر، تدمرت العديد من الخيام، ما يقرب من 360 خيمة غير رسمية تأثرت بسبب الفيضانات. 60 خيمة سكنية، تدمرت بالكامل وبالتالي ترك ساكنوها دون مأوى من البرد القارس. إن عيش أناس كغير مواطنين في "مخيمات غير رسمية" ذات ظروف لاإنسانية لسنوات في وقت ما، هو أمر بغيض بالنسبة للنظام السياسي الإسلامي. ففي النظام السياسي الإسلامي لا يوجد مواطنون وغير مواطنين، بل الجميع يجب أن تتوفر لهم حقوقهم الإنسانية الأساسية من مأوى وملبس وغذاء، والرعايا غير المسلمين الذين يعرفون بأهل الذمة تجب رعايتهم وحمايتهم تحت ظل الدولة الإسلامية واحترام حياتهم الشخصية، قال رسول الله r: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً». حياة غير المسلمين مصانة، فما بالك بالمسلمين؟ ومع ذلك فإنهم يموتون دون أن يحسبوا.
نظام الزكاة هو أحد الأمور التي توجب أحكام الشريعة الإسلامية جمع المال وإعطاءه للمحتاجين حيث إنه يجب على الخليفة أو الحاكم أن يشرف على تلبية الحاجات الأساسية. أمر الرسول عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل بالذهاب إلى اليمن وقال له:«فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»، بدون الخلافة الراشدة، ستقوم الجمعيات بالتوزيع على القليل وترك المتبقين، ولكن في ظل الخلافة، كل النظم الاقتصادية تعمل معا. ولا يمكن أن يكون هناك عدل لأولئك الذين لديهم الحق في احتياجاتهم الأساسية بدونها، وهذا هو السبب في أننا نرى الملايين من اللاجئين سنة تلو الأخرى لا يزالون في البؤس نفسه، ولا يزال الحكام في البلاد الإسلامية يفعلون كل ما يستطيعون لمنع عودة الخلافة التي ستنهي وجودهم وتزيلهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: https://bit.ly/2sMOLj6
- التفاصيل
الخبر:
اتفقت تركيا وروسيا السبت على تنسيق العمليات البرية في سوريا بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها سحب قواتها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو، "ركزنا بشكل خاص على الظروف الجديدة التي تبدو مرتبطة بالانسحاب العسكري الأمريكي المعلن".
وأضاف "تم التوصل إلى تفاهم بشأن الطريقة التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض، في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات (الإرهابية) في سوريا". (الجزيرة نت)
التعليق:
أفعى اليوم أمريكا تغير جلدها بعملائها في تركيا وإيران وغيرهما، وتختلق ظروفا جديدة لصرف الأنظار عن أفعالها المشينة في العالم وعلى رأسه البلاد الإسلامية ومنه ثورة الأهل في سوريا.
إن الكفر يتفنن في ابتداع الطرق والأساليب للحيلولة دون افتكاك الأمة الإسلامية من براثن استعماره واستعباده ونهب ثرواته، ولكل ظرف يبدل هذه الطرق والأساليب بطرق وأساليب جديدة غيرها ليطيل عمره عليها، ويجهض حركتها ومن هذه الطرق إبراز قيادات مرة قومية وأخرى وطنية وأخرى بوجوه إسلامية حين يفشلون فيما سبق من طرق وأساليب، حتى ينفروها عن إسلامها.
إن إعلان أمريكا سحب قواتها من سوريا، له مدلولاته ودوافعه، والناظر البسيط يرى أنها خطوة إيجابية من أمريكا، ولكن الناظر نظرة عميقة وثاقبة ومتفحصة يرى أنها إمعان في العداء لتفريغ وإجهاض ثورات الشعوب الإسلامية وخصوصا ثورة الأمة في سوريا التي عصت عليها ثورتها وأقضت مضجعها.
وها هي اليوم تحاول إخفاء نفسها بهذا القرار، واستعمال أجرائها في العالم لإبعاد الإسلام عن واقع الحياة؛ والذي يسمونه اليوم (الإرهاب) في زمن جاهلية الجاهليات لتبقى هي مهيمنة على الشعوب، وحري بنا أن نضع أجراءها نصب أعيننا لاجتثاثهم وأخذ السلطان منهم لنحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وليس أمام أمة الإسلام لإجهاض نفوذ الكفر وأزلامه عليها طريقة غيرها.
لهذا كله حري بنا أيتها الأمة الإسلامية أن نتمسك بالطريقة الموحاة من الله في معالجة واقعنا وحل مشاكلنا، وليس هناك أي طريق بتاتا غير أن تتوحد كلمتنا على قيادة متمثل فيها ما جاء من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وما سار هو وصحابته عليها وقلبوا الجاهلية الأولى حتى يتسنى لنا قلب جاهلية اليوم.
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: https://bit.ly/2RoySh2
- التفاصيل
الخبر:
قال نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله إنه لا عودة لعمل سفارة البلاد في دمشق إلا بعد قرار من الجامعة العربية. وأعرب الجار الله في تصريحات بثتها قناة «الجزيرة» أمس عن أسف الكويت واستنكارها تلك القائمة. واستغرب تضمين الكويت فيها «رغم احتضانها ثلاثة مؤتمرات للمانحين ومشاركتها في مؤتمرات أخرى لدعم الشعب السوري»، متوقّعا حدوث انفراجة في العلاقات الخليجية والعربية مع سوريا خلال الأيام المقبلة، بما فيها إعادة فتح السفارات في دمشق وزيارات لمسؤولين كبار. (القبس 31 كانون الأول 2018)
التعليق:
تعددت التلميحات وتسارعت الخطوات باتجاه تعويم النظام السوري أو بمعنى آخر اعتبار دماء المسلمين في سوريا ماءً مهدراً وحيواتهم هباءً مهملاً!
وزير الخارجية التركي يقبل بعودة بشار ولكن عبر صناديق الانتخابات الديمقراطية، والإمارات تعيد فتح سفارتها في دمشق، والبحرين "تعانق" النظام، وحاكم السودان يطير مسابقاً الريح، وهلم جراً.
ولكن فيم العجب؟ هذا هو موقع النظام السوري الطبيعي بين إخوانه من باقي الأنظمة. كما أن هذا هو ديدن السياسة الرسمية في المنطقة؛ الانتقال من النقيض إلى النقيض حسب أهواء القوى الدولية.
فتلك لاءات قمة الخرطوم الثلاثة على خلفية هزيمة عام 1967؛ لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف مع كيان يهود. ولكن بعد عقدين ونيّف جمعت أمريكا الأنظمة في مدريد لتبدأ رحلة التفاوض والصلح والاعتراف بكيان يهود!
وذلك الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفييتي الذي دعمته الأنظمة ومن خلفها بطبيعة الحال أمريكا التي قلبت المشهد فيما بعد حينما احتلت هي أفغانستان ليصبح الجهاد إرهاباً ولتتبعها الأنظمة في تجفيف منابع الإرهاب!
وها هو المشهد السوري يتكرر القذّة بالقذّة؛ دعم للشعب السوري في صموده وقتاله النظام السوري، ومن ثم وبعد القرار الأمريكي بطبيعة الحال، ينقلب الحال إلى دعم النظام السوري في قتاله الشعب السوري!
أمام هذه الوقائع الصارخة التي تُنتهك فيها الأعراض وتزهق فيها الأنفس الطاهرة وتهراق فيها الدماء الزكية، يجب أن يعي المسلمون على
حقيقة الصراع الذي يجري في بلادنا، ومن هم أطراف الصراع وما هي أدواتهم، كي لا يُلدغوا من الجحر نفسه مراراً وتكراراً.
حقيقة الصراع هو التحرر من القيود والأوضاع التي فرضها ويفرضها الغرب الكافر المستعمر على أمة الإسلام.
هذا التحرر يقضي أن يأخذ المسلمون زمام الأمور بأيديهم، فلا رهان على نظام هنا ولا تعويل على نظام هناك.
وقد كان المشهد السوري منفتحاً ومهيأً للتحرر؛ بأن يتوجه الثوار المخلصون نحو دمشق ومن خلفهم قيادة سياسية واعية وبين أيديهم مشروع خلافة على منهاج النبوة؛ ولكن راهن البعض بكل سذاجة على بعض الأنظمة واستُخدم البعض الآخر بكل خيانة من قبل أنظمة أخرى، ليصل الحال إلى ما نحن عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بغير الوعي الصحيح يبلع فصيل ما المال السياسي ليلف به رقبته، وبغير الوعي السياسي يأخذ فصيل ما البندقية "السياسية" ليوجهها لصدر أخيه!
الوعي ثم الوعي ثم الوعي ثم الحركة المنتجة، والعاقبة للمتقين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت
المصدر: https://bit.ly/2CPcYvm
- التفاصيل
الخبر:
هيئة الطيران الإماراتية ستستأنف رحلات الطيران إلى دمشق، وذلك بعد تعليقها منذ سنة 2012. (الجزيرة نت)
التعليق:
استئناف رحلات الطيران إلى دمشق هو حلقة من مسلسل التطبيع الذي تقوم به الأنظمة العربية تمهيداً لإعادة نظام الإجرام في دمشق لحظيرة منظومة الخيانة العربية المتمثلة بالجامعة العربية.
فقد لوحظ في الفترة الأخيرة وتزامناً مع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب الانسحاب من سوريا بأن الكثير من الأنظمة العربية قد تقدمت خطوات لإعادة نظام الإجرام السوري للمنظمة الخيانية العربية، ومن ذلك زيارة مسؤولي الأمن السوريين إلى مصر بشكل علني، ثم زيارة وفود تجارية أردنية لدمشق لنقاش فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، وبعدها إعلان دولة الإمارات عن إعادة فتح سفارة أبو ظبي في دمشق، وإعلان البحرين بعد ذلك أنها لم تقطع أبداً علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، ويأتي استئناف رحلات الطيران الإماراتية في هذا السياق.
والمدقق يجد أن هذه الأنظمة تقوم بمثل هذه التصرفات بناء على أمور عدة، أولها إرضاء أمريكا التي تريد تطبيع العلاقات العربية مع دمشق واعتبار ذلك إعلاناً لانتصار مجرم دمشق على شعبه وانتهاء الثورة السورية، وهؤلاء الحكام مستعدون للقيام بكل شيء لإرضاء أمريكا التي تعلن جهاراً نهاراً بأنها لو رفعت دعمها وحمايتها عن هذه الأنظمة لانهارت خلال أسبوعين. وهذا يشير بشكل واضح بأن هذه الأنظمة لا علاقة لها بشعوبها، إنما هم نواطير لأمريكا والغرب ضد الأمة التي يحكمونها.
والأمر الثاني الكامن وراء تطبيع الأنظمة العربية مع مجرم دمشق أنها ترسل رسالة لشعوبها بفشل أي حملة شعبية لتغيير الأنظمة، وأن هذه الأنظمة قدر مقدور على هذه الأمة، وما عليها إلا الانصياع لها، وأن أي تجربة في الثورة لن تكون بأفضل حالاً مما آلت إليه ثورة سوريا من قتل ودمار وعدم تغيير النظام. وهذا يؤكد النظرة الشرعية لهذه الأنظمة باعتبارها أنظمة جبرية، تغتصب الحكم من الأمة، وهذا يؤكد من زاوية أخرى وجوب تغييرها، فلا يقبل مسلم أبداً أن يكون محكوماً بالقوة من أنظمة ليس فيها من النظرة الرعوية شيء، بل هم حراس للكفار على أرضنا التي يعتبرها الغرب الكافر مستعمرات لهم. ومن زاوية أخرى فإن هذا الواقع يدعو المسلمين للنظر بجدية إلى أهل النصرة، أهل القوة القادرين على التغيير، حسب الطريقة الشرعية التي أقام بها محمد عليه الصلاة والسلام دولته الأولى في المدينة المنورة، وليس بأي طريقة أخرى تستهوي المخلصين المتطلعين إلى هدم هذه الأنظمة.
وأما الأمر الثالث، فهو كذلك النظرة الأمريكية التي برزت أخيراً في تصريحات الرئيس ترامب الذي أعلن بأن السعودية قد وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا (تحت حكم بشار) نيابةً عن أمريكا، إذ يرى ترامب أن أمريكا البعيدة خمسة آلاف كيلومتر عن سوريا لا يجدر بها بذل جهودها وأموالها لتحقيق الأهداف الأمريكية ما دامت الأنظمة الجبرية قادرة على القيام بذلك. فالنظام التركي سيقوم نيابة عن أمريكا بمكافحة الإسلام، والسعودية ستقوم بالتمويل، وباقي الدول العربية عليها مؤازرة ذلك عبر التطبيع وإعادة احتضان بشار في دمشق باعتباره يمثل انتصار الحكام الجبريين على شعوبهم، وعليهم اعتباره بطلاً لأنه خاض التجربة الأولى الأكثر حدةً وأملاً للمسلمين بالتخلص من الأنظمة الجبرية، فكان حرياً بهم دعمه، كل من موقعه، فالنظام التركي يقوم باحتواء الفصائل المسلحة ودفعها باتجاه الحرب بعيداً عن جبهات النظام ليسهل على بشار وروسيا وإيران استئصال المخلصين الذين انكسرت عندهم سياسة الاحتواء التركية والسعودية.
ولكن هذه الأنظمة الجبرية لا تعلم، ولعلها لا تؤمن بأن الله غالب على أمره، فعسى أن تكون دبابات المسلمين جاهزةً للدوس على هذه الأنظمة ورؤوسها ودفنهم في مزابل العصر الجبري، بحيث ينسى المسلمون هذه الحقبة وإن امتدت، لتبدأ بعدها حقبة أخرى من إعلاء كلمة لا إله إلا الله وإذلال الكفر وأعوانه، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
المصدر: https://bit.ly/2ArXfk3