press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

522019jamia

 

الخبر:

قال خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي يقوم بجولة في دول شمال أفريقيا "سوريا دولة عربية ومكانها الطبيعي داخل الجامعة العربية".

وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 مع تزايد عدد القتلى في الحرب الأهلية في البلاد.

وقال جهيناوي "مسألة عودة سوريا لجامعة الدول العربية لا تعتمد على تونس ولكن على جامعة الدول العربية". وأضاف "أن وزراء الخارجية (للدول الأعضاء) سيقررون هذا الموضوع". "ما يهمنا هو استقرار وأمن سوريا". (الأخبار الدولية 27 كانون الثاني/يناير 2019)

التعليق:

عندما قال الدبلوماسي التونسي خميس الجهيناوي ونظيره الروسي سيرجي لافروف "إن مكان سوريا الطبيعي هو في جامعة الدول العربية"، فإنه يثبت دون أدنى شك أن الأمر كان مسألة وقت وأن الدول العربية جميعها متواطئة طوال الحرب على الشعب السوري بطريقة أو بأخرى، وأنها كانت تستعد بصمت للترحيب بالنظام السوري، لتعطيه مرة أخرى ختم الشرعية.

في تشرين الأول/أكتوبر 2018، قال بشار الأسد لصحيفة كويتية غير معروفة إن سوريا قد توصلت إلى "تفاهم كبير" مع الدول العربية بعد سنوات من العداء، مضيفة أن وفودا عربية وغربية بدأت بزيارة البلاد للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية. بعد أسبوع، فتح معبر نسيب الحدودي بين الأردن وسوريا رسمياً للمدنيين ولأغراض التجارة، للمرة الأولى منذ إغلاقه قبل ثلاث سنوات.

سارعت الدول العربية إلى تسريع جهود المصالحة مع النظام السوري في الأشهر الأخيرة، حيث أدركت أن الحكومة قد برزت على أنها المنتصر في الصراع المستمر منذ ثماني سنوات. وبعد أن حولوا الرؤوس استقبلوا بعضهم بعضاً بعناق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك العام الماضي، وأكدت البحرين أن سفارتها والبعثة الدبلوماسية السورية في المنامة كانت تعمل.

بعد ذلك، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في كانون الأول/ديسمبر، مما أعطى دفعة كبيرة للنظام. في الشهر نفسه، قام الرئيس السوداني عمر البشير بأول زيارة لحاكم عربي إلى العاصمة السورية منذ بدء الحرب، ومؤخراً استأنفت تونس رحلاتها المباشرة مع سوريا. حتى الآن، رفضت قطر فقط تطبيع العلاقات مع الأسد.

بصفتنا مسلمين، لا يمكننا أن نبقى متجذرين في الفردية المحقونة بالإطار العلماني الذي يشجع على أن تكون الحرية أنانية وعمياء وصمّاء عن شؤون الأمة وغير مبالية للمآسي والقمع الذي تواجهه.

لقد ثبت مراراً وتكراراً في كل مدينة وبلد يقيم فيه المسلمون أن السياسة العلمانية والعمل الخيري ونشاط حقوق (الأقليات)، لم يفعل شيئاً لحل المشاكل التي خلقتها السياسات الخارجية العلمانية، لا سيما تدمير سوريا وإبادة أهلها.

ليس من المثير للجدل ولا هو من قبيل نظرية المؤامرة أن نقول إن القوى الاستعمارية التي تآمرت ضد البلاد الإسلامية لعقود لحماية مصالحها الجيوسياسية ولنهب الموارد والاستيلاء على السلطة ووقف أي نهضة إسلامية بشكل دائم؛ ليس لديهم مصلحة في دعم الشعب السوري، مهما دمر وضعهم داخل سوريا أو كلاجئين خارجها.

لقد أمر الله سبحانه وتعالى أن نحكم بالإسلام حتى يمكن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم والبشرية ككل أن يعيشوا في سلام وعدالة، وفي حماية من الشر والضرر، هذا هو شرع وحق المؤمن ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. نسأل الله أن يعجل لنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فبدون تحقيق العدالة ومحاسبة الحكام، لن نستطيع تحسين وضعنا.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن

المصدر: https://bit.ly/2D9xy8s

 

 

2912019ardo

 

الخبر:

قال أردوغان يوم 2019/1/24 بعد يوم من لقائه مع صديقه العزيز بوتين كما يصفه، في موسكو إن تركيا ملتزمة باتفاق أضنة الذي عقد عام 1998، وأنها تسمح للتدخل التركي في سوريا وإقامة منطقة آمنة. وقال بوتين إن اتفاقية عام 1998 بين دمشق وأنقرة حول مكافحة (الإرهاب) وضمان الحدود الجنوبية لتركيا لا تزال قائمة. وقد ركز الصديقان على محاربة (الإرهاب)، وسيعقدان قمة ثلاثية مع إيران لم يحدد تاريخها حول سوريا.

التعليق:

إن اتفاق أضنة ينص على حق تدخل تركيا في سوريا بعمق 5 كيلو مترات، ويطالب به أردوغان في الوقت الذي طالب بتنفيذ اقتراح أمريكا على إقامة منطقة آمنة بعمق 20 ميلا (32 كيلو متراً). فيظهر أن أردوغان يكتفي بالقليل لأنه لا يثق كثيرا بوفاء سيدته أمريكا بوعودها. ودليل ذلك قوله: "ليس لدينا صبر لا نهائي، لن ننتظر للأبد للوفاء بوعود قطعت لنا". وقد طلب أن تشرف أمريكا على هذه المنطقة، مرجحا ترسيخ النفوذ الأمريكي في المنطقة وهذا لا يضيره لأن أمريكا تقيم قواعد عسكرية في تركيا لتحافظ على نفوذها في المنطقة وقد سمح أردوغان لها باستعمال قاعدة إنجرليك عام 2015 لضرب المسلمين في سوريا والعراق، وقد ساند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.

ولكن يظهر أن روسيا التي لا تملك نفوذا في المنطقة ترجح تطبيق اتفاق أضنة لتكون ضامنا لتنفيذه، فبواسطته ربما تحصل على شيء من الوجود هناك. أما منطقة العشرين ميلا التي اقترحها ترامب فإنها لن تحصل روسيا بها على وجود لأن أردوغان طلب إشرافا أمريكيا عليها.

ويظهر أن النظام السوري يقبل بذلك حيث كانت ردة فعله لينة، إذ اتهم تركيا بعدم الالتزام بها، فيعني ضمنيا أنه يقبل بتنفيذها. ومن ناحية ثانية فإن النظام السوري يقبل بذلك لأنه اعتراف رسمي بمشروعيته بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها في سوريا وهجّر أهلها ودمرها، ويعد هذا انفتاحا من تركيا على النظام السوري يشبه انفتاح عمر البشير صديق أردوغان الآخر. علما أن وزير خارجية النظام التركي جاويش أوغلو صرح قبل شهر يوم 2018/12/16 في الدوحة بقطر أن تركيا تقبل ببشار أسد إذا فاز بانتخابات نزيهة.

وأما ما صدر عن أردوغان وبوتين ويكررانه في كل مرة من محاربة الجماعات الإرهابية فيقصدان بالدرجة الأولى الجماعات التي ترفض العلمانية وتطالب بإسقاط النظام وتطبيق الإسلام، وهما يقومان بذلك فعلا. وهما يهدفان إلى إسقاط الثورة السورية التي حارباها كلٌّ بأسلوبه.

وكان ضمن جدول أعمالهما اتفاق سوتشي المشؤوم حول إدلب، وهو الذي تعمل تركيا على تنفيذه بخبث وخداع للفصائل وتنازل من قادتها، فقد أشاد بوتين في اللقاء بجهود تركيا لإنجاز هذا الاتفاق.

وإذا لم يتدارك الناس الأمر وتعود الفصائل إلى رشدها ويترك زعماؤها تعاونهم مع تركيا ويخرجوا من تحت عباءتها العفنة فإن الأمور ستتفاقم عليهم وتزيد الصعوبات في إسقاط النظام حيث إن أردوغان أكبر متآمر عليهم، فخطره أشد من خطر الطائرات والبراميل المتفجرة وصواريخ سكود. فتلك يتحملها الشعب السوري ويبقى صامدا، ولكن ألاعيب أردوغان الخبيثة انطلت على الكثيرين، فهي تفجر الثورة من داخلها وتجعلها تتفتت وتنقرض، وتحول دون سقوط النظام الفاجر وقد ثبت ذلك بشكل قاطع. فعلى الناس أن يهبوا في وجه قادة الفصائل الذين يتعاونون مع تركيا أو ينسقون معها، ويجبروهم على التحرك خارج المنطقة العازلة التي عزلتهم ويتجهوا نحو دمشق لإسقاط النظام فيها وإقامة حكم الله الذي لا يعمل على عدم تطبيقه إلا كافر أو ظالم أو فاسق. وقد وعد الله الذين ينصرونه بالنصر والتمكين لهم ولو بعد حين. ولمثل هذا فليعمل العاملون المخلصون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

المصدر: https://bit.ly/2Sc5Cu3

 

1212019hukkam

 

الخبر:

أوضاع سيئة للغاية يمر بها اللاجئون من سوريا في مخيمات عرسال في لبنان، ويطلقون نداءات استغاثة لإنقاذهم من البرد وأحوال الطقس السيئة بالتزامن مع تزايد شدة العاصفة الثلجية "نورما".

التعليق:

حتى العرب في جاهليتهم كانوا أهل نخوة يسارعون لإغاثة الملهوف ويستضيفون عابر السبيل ويبالغون في إكرامه حتى سارت في ذلك الأمثال. أما في القرن الواحد والعشرين فقد أعرض الحكام عن مآسي أهل الشام الذين فروا بأنفسهم وأهليهم وأولادهم من جحيم سفاح دمشق. وقد أدرك بشار الكيماوي حقيقة الضوء الأخضر الذي منحته أمريكا له، مهما تفنن في أساليب القتل والتدمير والتهجير من براميل متفجرة (الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت في تقرير لها إلقاء طيران النظام السوري قرابة سبعين ألف برميل متفجر منذ شهر تموز عام 2012 حتى كانون الأول من عام 2017، وأكدت الشبكة أن النظام السوري استخدم البراميل المتفجرة بشكل مكثف في مناطق خَفْض التصعيد خلال عام 2018، مشيرةً إلى أنها وثقت إلقاء ما لا يقل عن 3601 برميل متفجر - موقع نداء سوريا) والسلاح الكيماوي بالإضافة إلى الحصار والتجويع. وقد أُحرج أوباما حين تجاوز بشار الكيماوي "الخط الأحمر" في آب 2013، وكان قد اعترف في مقابلته لجيفري غولدمان (أتلانتيك) بأن تلفظه بـ"الخط الأحمر"(أي السلاح الكيماوي) كان زلة لسان غير مقصودة، ولكن شريكه في الإجرام بوتين سارع إلى إنقاذه من ورطته بتلفيق تعهد من بشار الكيماوي بنزع الأسلحة الكيماوية.

وحين فر اللاجئون طالبين السلامة لأهلهم ظنوا أنهم سيجدون ملاذا في دول الجوار، فأهلها مسلمون يشاركونهم العقيدة نفسها، والرسول rيقول: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، ولم يدركوا أن منظومة سايكس بيكو التي فرضها الغرب المستعمر حرمت الحلال وأحلت الحرام، فعطل حكام المسلمين شرع الله وأحلوا مكانه القوانين الوضعية التي جعلت الحدود (الوهمية) الوطنية أصناما مقدسة تراق في سبيلها الدماء (كما حدث أكثر من مرة بقيام الحرس التركي بقتل اللاجئين من سوريا إلى تركيا) وتستبيح ترك المسلمين فريسة للجوع والمرض والظروف المناخية القاتلة (من قر الثلج حيث بلغت درجة الحرارة في عرسال -8 إلى حر الصحراء في مخيم الركبان).

أين المسلمون اليوم من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وقوله: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»؟!

هلا أعذرتم أنفسكم بالتبرؤ من هؤلاء الحكام الظلمة الذين يحادّون الله ورسوله، ويخذلون إخوانكم ويسلمونهم ضحايا لإجرام نظام دمشق؟ هل أعددتم جوابا تقابلون به ربكم حين تأخذ كل ضحية برقابكم تسألكم فيما قتلت؟ وفيما أسلمتموها لجلاديها؟ ﴿وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾.

اللهم عجل فرجك لأمة محمد r، فقد تكالبت علينا الأمم ورمتنا عن قوس واحدة، وبغى علينا الحكام الظلمة، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، ولك الحمد من قبل ومن بعد.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المصدر: https://bit.ly/2DBC2WN

 

 

 

1212019dance

 

الخبر:

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الأراضي السورية، توجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى أنقرة مع وفدٍ لإجراء محادثاتٍ حول القضية السورية. (DW)

التعليق:

باتت أمريكا تتدخل في شؤون جميع الدول في عالمنا اليوم، اعتماداً على نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري الضخم، الأمر الذي جعلها جزءاً من السياسات المحلية لجميع دول العالم. وتسعى أمريكا بالتالي لتطبيق سياسة الهيمنة على جميع الدول دون استثناءٍ ودون تمييزٍ بين الدول النامية والدول المتخلفة. فأمريكا لها إصبعٌ في كافة القضايا الحالية في العالم، وهي بذاتها من تثير التوتر في المناطق التي تشتعل فيها النيران. وتواصل أمريكا تطبيق سياسة الهيمنة هذه من خلال تصنيف الدول إلى دول محور الشر، أو الدول الداعمة (للإرهاب) أو تصنيفاتٍ مشابهةٍ لا يسلم منها حتى الدول الحليفة أو التابعة لها على سبيل المثال، بل تقول للعالم: إما أن تكونوا معنا أو نلصق بكم صفة (الإرهاب)! أمريكا تخلق الأزمات، وتثير المشاكل والتوترات، ثم تأتي وتدير هذه الأزمات وتبحث عن حلول لها. تفعل هذا كله باعتباره جزءاً من استراتيجية فرض هيمنتها على العالم بشكلٍ لا يقتصر على الجانبين الاقتصادي والتجاري كما هو حال الدول المستعمِرَة الكلاسيكية عموماً، بل يتعداه كذلك إلى جميع جوانب الحياة المدنية بحيث يكون لها نفوذ في التعليم والمجتمع والفكر والثقافة والأمن. وعندما تفعل ذلك، تتبنى تارةً سياسة المثالية التي تبنتها في وقتٍ من الأوقات، وتتحول أحياناً إلى سياسة الواقعية بعد تخليها عن سياسة العزلة. لهذا السبب نجدها أحياناً شريكاً استراتيجياً لتركيا، وداعمةً للمجموعات التي تصفها تركيا "بالإرهابية" أحياناً أخرى. وأحياناً نجدها تدافع عن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، وتتخلى عنه فجأةً أحياناً أخرى. وعندما تتخلى عن قرارها هذا بعد حينٍ لا نراها تبتعد عن مدار هذه الدولة أو التنظيمات. هذا ما تفعله أمريكا دائماً، وتستعمل هذه الدول والتنظيمات في إطار مصالحها. فينبغي على الشعبين التركي والكردي والأمة الإسلامية أن يفهموا وضع هؤلاء الحكام الذين يفهرسون شؤونهم بناء على المصالح الأمريكية.

زيارة بولتون ووفده لتركيا:

جرت اليوم في أنقرة محادثات مباشرة رفيعة المستوى بين الإدارتين التركية والأمريكية منذ إعلان الرئيس الأمريكي قرار انسحابه من سوريا في 19 كانون الأول/ديسمبر، حيث التقى الوفد الأمريكي المكون من مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، والمنسق المسؤول عن محاربة تنظيم الدولة جيمس جيفري، ورئيس هيئة الأركان العامة جوزيف دونفورد، بالوفد التركي بقيادة إبراهيم كالين، كبير مستشاري أردوغان. وكان من المتوقع أن يستقبل أردوغان الوفد الأمريكي، لكن هذا لم يحصل. وتتحدث الشائعات أن أردوغان لم يعط موعداً لمقابلة الوفد الأمريكي. بالمقابل قال أردوغان رداً على هذه الشائعات: "إبراهيم كالين هو مخاطَب بولتون. لو كان ضرورياً لقابلناه. وبالتالي ينبغي عدم اعتبار ذلك ردَّ فعل". بيد أنه أبدى ردَّ فعله حين قال في اجتماع مجموعة حزبه قبل نصف ساعة من تصريحه هذا: "لا يمكننا أن نبلع الرسالة التي وجهها بولتون من (إسرائيل)". وهكذا يبدو أن مواقف أردوغان المتباينة هذه داخل القطر وخارجه أصبح أمراً كلاسيكياً.

ما هي المواضيع التي تناولها الجانب التركي مع الوفد الأمريكي؟

قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي إن مستشار ترامب في الأمن القومي جون بولتون أجرى محادثاتٍ "مثمرةً" جداً مع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في أنقرة، إبراهيم كالين، فيما يتعلق بالانسحاب من سوريا، وإن كالين وبولتون حددا مزيدا من المسائل من أجل الحوار، وإنه سيتم الاستمرار في تبادل الأفكار والآراء مع تركيا في المجال العسكري. لكن التصريحات التي صدرت مؤخراً من واشنطن تشير اليوم إلى تشتت تلك الأجواء التي كانت سائدةً يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، يوم أعلن ترامب انسحاب قواته من سوريا. ومما يشير بقوةٍ إلى هذا التغير تصريحاتُ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي أعرب فيها عن عدم رغبتهم "بقتل" تركيا للأكراد السوريين، وتصريحات بولتون بأن الانسحاب لن يتم قبل أن تأتي ضماناتٌ بحماية أكراد سوريا. من جانبٍ آخر، توقفت تركيا عند عبارة "سيتم مهاجمة الأكراد" واكتفت بأقوالها المعهودة عن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني PKK-PYD. في غضون ذلك، أدركت أمريكا أن تركيا لن تستطيع أن تملأ الفراغ الذي سيتشكل بعد انسحابها من سوريا. ومن المحتمل أن يتم ذكر هذا الأمر بصريح العبارة في زيارة اليوم.

علامات الانتقال من منطقة عازلة إلى منطقة ذاتية الحكم:

إن الحد من "التهديد الإرهابي" الذي يمكن أن يأتي من وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يُعتبر في نظر تركيا مسألةً أمنيةً وطنيةٍ من الدرجة الأولى. فأنقرة التي خططت للقيام بعمليةٍ جديدةٍ في شرق الفرات لولا قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا نهاية كانون الأول/ديسمبر أعلنت تعليق هذا القرار والقيام بحركةٍ أوسع بحيث تشمل محاربة تنظيم الدولة. لكن بولتون، قبل مجيئه إلى أنقرة، وجه رسالةً أنهم لا يحبذون عمليةً عسكريةً تركيةً محتمَلَة في سوريا، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة "حماية" أكراد سوريا.

والجدل الآن يدور فيما إذا كانت هذه "الحماية" ستتم بتشكيل "منطقةٍ عازلةٍ" عند الحدود التركية السورية من أمريكا، أم بإعطاء "منطقة ذاتية الحكم" في شرق الفرات لوحدات حماية الشعب الكردية، كما ورد في صحيفة وول ستريت الأمريكية. وربما يشكل هذا الموضوع أكثر المواضيع حدة في المحادثات الجارية اليوم في أنقرة 8 كانون الثاني/يناير 2019. ماذا ستفعل حكومة حزب العدالة والتنمية في هذه الفترة الحالية التي تشهد فيها تركيا أزمةً اقتصاديةً، وتقبِل فيها على انتخاباتٍ محليةٍ؟ هل تستطيع أمريكا تليين تركيا التي تستعملها قوةً ناعمةً في سوريا منذ سنوات؟ هذا ما سنراه لاحقاً. ولا ننسى أن هناك حقيقة معروفة وهي أن السياسة الخارجية التي تتبعها تركيا تشهد كثيراً من المد والجزر تبعاً للسياسة الأمريكية.

ماذا طلبت تركيا من أمريكا؟

في مقدمة الطلبات التركية يأتي جمع الأسلحة الثقيلة التي تقدمها أمريكا لوحدات حماية الشعب الكردية منذ عام 2015، وإزالة المرافق العسكرية التي يتم استعمالها بصورةٍ مشتركة. ورغم أن تركيا غير متفائلة فيما يتعلق بجمع الأسلحة، إلا أنها تشكل ضغط الرأي العام على أمريكا من خلال تناول هذا الموضوع على طاولة الحوار.

وطلبها الثاني المهم يتمثل في تطبيقٍ تامٍ لخارطة طريق منبج التي تم الاتفاق عليها في 4 حزيران/يونيو 2018، ومغادرة وحدات حماية الشعب الكردية هذه المنطقة والانتقال إلى شرق الفرات. تعتقد تركيا أن أي خطوةٍ إيجابيةٍ في هذا الموضوع ستؤثر إيجاباً على المرحلة التالية، ولكن التزام أمريكا بهذه الخارطة خلالٍ وقتٍ قصيرٍ أمرٌ مشكوك فيه.

أما الطلب الثالث المهم فهو الدعم العسكري الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة. نشرت صحيفة وول ستريت الأسبوع الماضي خبراً بأن الطلب الذي تحدثت عنه تركيا فيما يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة سوف يؤدي إلى بقاء القوات الأمريكية مدةً أطول في سوريا. وقد طلبت تركيا من أمريكا تقديم دعمٍ جويٍ لمهاجمة معاقل التنظيم الموجودة على بعد 400 كيلومتر تقريباً عن حدودها، واستخدام قواعدها العسكرية في سوريا لتحقيق أهدافٍ لوجيستية. وقد سئل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين فيما إذا تم التوصل إلى اتفاقٍ أم لا في هذا الموضع، فتجنب إعطاء إجابةٍ واضحةٍ عن هذا السؤال.

الخاتمة:

يبدو أن الفترة المقبلة كفيلةٌ بإظهار ماهية الخطوات التي سيتم اتخاذها في هذه المسألة. والتصريحات المذكورة أعلاه يبدو أنها حددت لون المحادثات التي سيجريها بولتون اليوم في أنقرة. سيتم السماح لتركيا بدخول المنطقة بمهمة محاربة تنظيم الدولة، وإهداء أردوغان "نصراً" (منبج) من شأنه أن يكون ورقة بيده يستعمله في سياسته الداخلية لو بصورةٍ رمزيةٍ، ولكن مقابل الحصول على ضمانات بعدم الدخول في صراع ساخن مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD. من جانبٍ آخر، ستستمر أمريكا في استعمال تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى أن تطبق حلها السياسي على أرض الواقع، في حين ستنحاز تركيا إلى الخط الأمريكي فيما يتعلق بهذا الموضوع كما كان الحال في العديد من المواضيع المتعلقة بسياستها الخارجية، وتقبل بالانتقال من سياسة المنطقة العازلة إلى سياسة المنطقة ذاتية الحكم، كما قبلت الانتقال من مرحلة انتقاليةٍ بدون الأسد إلى مرحلةٍ انتقاليةٍ بوجود الأسد في سوريا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان أبو أروى

المصدر: https://bit.ly/2CMPrK7

 

 

1512018protect

 

الخبر:

كتب أردوغان لجريدة النيويورك تايمز مقالا عنوانه "خطة تركيا لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا" أنه يمكن بزعامة أنقره تحقيق استراتيجية شاملة تسهم في إحلال السلام والاستقرار في سوريا على المدى الطويل.

وشدد على ضرورة التخطيط "بكل عناية" لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، "لحماية مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والشعب السوري، وتنفيذ هذا الانسحاب بالتعاون مع شركاء حقيقيين"، معتبرا أن تركيا صاحبة أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، هي "الدولة الوحيدة التي لديها القوة والعزيمة للقيام بهذه المهمة".

التعليق:

لمن كان يظن خيرا بأردوغان نطلب منه أن يسمع ما ذكره في مقاله هذا الذي كتبه بمحض إرادته معلنا أنه يعتبر أمريكا هي السيد الذي يخشاه دون رب العالمين ويوجه كل كلامه محاولا إرضاء السيد! ومحاولا بإلحاح كبير، باعتباره حاكما للشعب التركي المسلم، أنه مستعد لضمان مصالح أمريكا بل ومصالح المجتمع الدولي الذي لا يعني سوى الغرب وعلى رأسه أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين الأولى والتي لا تألو جهدا في التخطيط لتمزيق المسلمين وإضعافهم ونهب وسرقة خيراتهم جهارا نهارا وعلى مرأى ومسمع حكام المسلمين عربا وعجما، بل بتواطئهم والتعاون معهم، ويدعي أردوغان بعد ذلك كله أن خطته أو خطة أمريكا ستكون لصالح الشعب السوري!

كيف ذلك يا حاكم تركيا المسلمة؟!

كيف يكون أن تستخدم الجيش التركي المسلم والذي تعترف بلسانك أنه أقوى جيوش المنطقة لمصالح عدو الأمة الإسلامية، وشعب تركيا وجيشها المسلمين جزء منها؟!

أما استقرار المنطقة وسوريا فلن يحصل بوجود القوات الأمريكية ولا بوجود عملائها ولا بأخذ الإذن منها للقيام بأي عمل يخدم الأمة الإسلامية. كيف ذلك وأمريكا هي العدو الأكبر لنا؟!

المسلمون في كل بقاع الأرض لا يحتاجون إلى من يساعد عدو الأمة الإسلامية وينفذ خططه لا في سوريا ولا في غيرها من بلاد المسلمين التي أصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى أن أمريكا هي العدو الأكبر والأول بالنسبة لها وهي التي تقف في وجه وحدة الأمة وهي التي تعين حكام بلادنا الإسلامية وتركيا منها.

وهي التي تسرق خيرات الأمة في كل بقاع الأرض، وهي التي تحول بتخطيطها الدائم والمستمر دون قيام دولة واحدة جامعة في العالم الإسلامي لأنها ترى في قيامها ضربا بل قضاء على مصالحها الحيوية بل على نظامها الرأسمالي المجرم وعلى حضارتها ووجهة نظرها في الحياة وعلى كيانها السياسي القائم على مص دماء الشعوب وبخاصة في بلاد المسلمين الممزقة والجريحة والمبتلاة بحكام عملاء لا يخافون الله سبحانه وتعالى ولكن يخافون أمريكا وما يسمونه بالمجتمع الدولي المزعوم...

إن الأمة تنتظر بفارغ الصبر من ينقذها مما هي فيه من ذل ودمار وبُعد عن الحكم بالإسلام...

فهل من منقذ لها؟!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

المصدر: https://bit.ly/2CMKZeh