- التفاصيل
الخبر:
نقلت الجزيرة نت يوم الثلاثاء 2016/03/01 أنّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال أمس الإثنين إنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على ألا يناقشا انتهاكات "مزعومة" لخطة وقف العمليات العسكرية في سوريا، وأن يكثفا العمل لوضع آلية لضمان أن "أي ضربات جوية في سوريا ستقتصر على استهداف تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة".
وأكد كيري - في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير - أن بلاده لن تتناقش بشكل علني حول انتهاكات اتفاق وقف الأعمال "العدائية" في سوريا، مشيرا إلى أن فرقا في جنيف والعاصمة الأردنية عمّان ستتولى النظر في تلك الانتهاكات.
وأضاف "سنبحث عن كل انتهاك مزعوم، لكننا سنعمل الآن بشكل أكبر على وضع آلية ستساعدنا لضمان أن المهام هي في الواقع مهام ضد النصرة أو تنظيم الدولة اللذين لا يشملهما اتفاق وقف العمليات العسكرية".
التعليق:
أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ويتّفق مع نظيره الروسي لافروف على تكثيف العمل لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغضّ النظر عن النقاش في الانتهاكات - التي وصفها بالمزعومة - فهذا ليس غريبا عن سياسات دول عظمى تسعى للسيطرة على الأمور في بلد صار يهدد مصالحها وأنظمتها.
إنّ تهافت الدول على الحرب على سوريا وضرب أهلها ومحاربتهم وقتلهم وتشريدهم لهو دليل صارخ لكل ذي بصيرة على أنّ هذه الدول صارت تخشى أمرا يهدّد كيانها وينذر بقدوم من سيجتثّها ويقلعها من جذورها ويطردها شرّ طردة من بلاد المسلمين؛ إنها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي نادى بها أهل سوريا، وهتفوا منذ قيام ثورتهم " هي لله هي لله".
أشدّ ما أرعب هذه الدول وجعلها تتّحد رغم تضارب مصالحها "الاستعمارية" هو أنّ هذه الثورة مختلفة عن ثورات الربيع العربي الأخرى وأنّ أهلها لم تثنهم القنابل ولا الصواريخ ولا التجويع عن مشروعهم التغييري؛ لهذا تحالفت كل الدول العظمى ومن يواليها من الخونة والعملاء لضرب كل من يسعى لتحقيق هذا المشروع ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36].
إخوتنا في سوريا، اثبتوا على دينكم وانصروه وسينصركم الله بإذنه، وكونوا سباقين لإقامة الإسلام ليعود رحمة لكم وللمؤمنين وللعالمين أجمعين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت
23 جمادى الأولى 1437هـ
0416م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35809
- التفاصيل
الخبر:
أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بمقتل شخص وإصابة آخرين جراء غارات للطيران الروسي على بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي.
وتزامن القصف مع محاولة لقوات النظام التقدم باتجاه البلدة التي تسيطر عليها فصائل من الجيش السوري الحر.
وأفادت مصادر في مدينة كفرزيتا، بشن الطيران الروسي غارات في محيط المدينة، وبث ناشطون صوراً قالوا إنها لغارات روسية استهدفت المزارع المحيطة بكفرزيتا، في ريف حماة الشمالي.
التعليق:
لم تكن هذه الخروقات من جانب روسيا ونظام الأسد الفاشي جديدة أو مستغربة؛ فنظام قتل الأطفال بالكيميائي، وهدم المنازل على النساء والشيوخ، وقتّل الشباب بدم بارد، وما زال، نظام هذا شأنه لا يمكن أن يكون له عهد أو التزام، أما روسيا التي جاءت بضوء أخضر من أمريكا لتساند طاغية العصر المجرم بشار، بعد أن عجزت أمريكا عبر عملائها في إيران وحزبها في لبنان من القضاء على المجاهدين المخلصين في أرض الشام، فهي الأخرى لا ترقب في مؤمن إلاَ ولا ذمة، فهي – أي روسيا – مثلها مثل أمريكا؛ عدوة للإسلام والمسلمين، فلا يُرجى منها خير.
ورغم أن حال النظام وحال روسيا وأمريكا وعملائها مكشوف منذ اندلاع ثورة الشام وحتى اليوم، إلا أن الذي يُستغرب له أن يهرول بعض البعض من الفصائل إلى الاستجابة لأمريكا وروسيا بالرضا بهذه الهدنة المذلة، التي الغرض منها تقوية النظام وجعله في موقف القوة، بعد أن كاد ينهار من ضربات المجاهدين الموجعة... فليعلم هؤلاء المهرولون أن المفاوضات التي ستُجرى مع النظام وبرعاية أمريكا لن تؤدي إلا للقضاء على ثورة الشام وتقوية النظام العلماني القبيح في سوريا.
إلا أننا نعلم أن أهل الشام سيلفظون كل من هرول نحو الهدن والمفاوضات لفظ النواة، ليبقى في النهاية الصادقون المخلصون، فيتنزل النصر من القوي العزيز، ويعز الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأتباعه وأشياعه.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
23 جمادى الأولى 1437هـ
0416م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35810
- التفاصيل
الخبر:
أورد موقع "العربية نت" حول ما أُطلق عليه الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا ما يلي: "إن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG)، وسعياً منهما لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية، مع الاحترام الكامل للدور الأساسي، الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة، عازمتان تماماً على تقديم أقوى دعم لديهما لإنهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون"، كما ورد: "تعلن الولايات المتحدة وروسيا، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا ومجموعة عمل وقف إطلاق النار، في الـ22 من شباط، 2016، عن تبني شروط الهدنة في سوريا، المرفقة كملحق مع هذا البيان، وتقترحان أن يتم الشروع بوقف الأعمال العدائية"، وورد أيضا: "من أجل تعزيز التنفيذ الفعال لوقف الأعمال العدائية، تم تشكيل مجموعة عمل وقف إطلاق النار، التي تشترك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا، تحت إشراف الأمم المتحدة".
التعليق:
إن من يقرأ النصوص أعلاه وغيرها مما ورد في اتفاق أمريكا وروسيا حول وقف "الأعمال العدائية" في سوريا يكاد يصدّق أن الدولتين لا شأن لهما في الحرب على الإسلام والمسلمين في الشام، وبالتالي فهما تصلحان لتكونا حَكَمين بين عصابات بشار وبين الفصائل المسلحة المعارِضة.. نعم لقد بلغت الوقاحة بحكام كل من أمريكا وروسيا أن يقدّموا أنفسهم بمظهر الحريص على دماء أهل الشام وأنهم يسعون بكل جد لوقف النزيف الحاصل هناك، وأنهم فعلا يتألمون لما يجري من دمار وقتل وتهجير!!!
إن كل متابع لما يجرى في سوريا منذ 5 سنوات يدرك أن استمرار الصراع الدموي في سوريا وتصاعد وتيرة إجرام عصابات بشار بحق أهل الشام إنما هو بتوجيه أمريكي حتى يخضع أهل الشام للإرادة الأمريكية فتستطيع استبدال عميل بعميل. فأمريكا هي التي منعت كل قرار دولي يضعف عميلها في الشام، وهي التي منعت وصول أي سلاح نوعي يقلب موازين القوى لصالح الثوار، وهي التي عندما رأت بشار الأسد، عميلها في الشام، بدأ يضعف أوعزت لإيران وأحزابها للتدخل لحمايته من السقوط، وهي التي عندما رأت أن الأسد يزداد ضعفا وتراجعا أمام الثوار بالرغم من تدخل إيران وأحزابها لحمايته، اتفقت مع روسيا على القدوم إلى سوريا للدفاع عن بشار مقابل مصالح معنوية ومادية: فأمريكا قد أعطت لحاكم روسيا، فلاديمير بوتين، ما يرضي غروره، بأن تظهر روسيا بصفة المشارك لأمريكا في حل النزاعات الدولية، مع أن كل متابع لواقع النفوذ في المنطقة يدرك أنه ما كان لروسيا أن تنقل سلاحا إلى الشام بدون موافقة أمريكية، فالأجواء التي ستعبرها طائرات روسيا وصواريخها، والبحار التي ستمخر عبابها سفن روسيا لتصل إلى شواطئ المتوسط إنما هي خاضعة للنفوذ الأمريكي.. وأيضا فإن لروسيا مصالح اقتصادية في الشام قد ضمنتها لها أمريكا. ويُضاف إلى ذلك حقد حكام روسيا المتأصل تجاه الإسلام والمسلمين. ولذلك فإن أمريكا وروسيا تصرفتا ولا زالتا، تصرف العدو تجاه الشام وأهل الشام، فكيف تصلح تلك الدولتان لتكونا حكمين في صراع يشكلان فيه طرفا واحدا ضد أهل الشام؟؟!!
إن المسلم يفهم لماذا تقوم دول عدوة للإسلام والمسلمين بإظهار نفسها بمظهر الحريص على مصالح المسلمين، وأنها ليست ضد الإسلام والمسلمين، فهي تريد خداع الناس لتمرير مخططاتها، ولكن كيف لمسلم يؤمن بالله الذي حذره من أن يتخذ أعداء الإسلام والمسلمين أولياء من دون المؤمنين، وفي الوقت نفسه هو يرى مدى عداء أمريكا وروسيا للمسلمين كافة: في فلسطين وأفغانستان والشيشان والقرم والعراق وليبيا والشام وغيرها، فكيف لمسلم أن يصدق أو أن يتصرف على أساس أن أمريكا وروسيا ليستا دولتين عدوتين، فيسير في خططهما وينفذ ما تتفقان عليه؟؟!!
إن الواجب هو اتخاذ أمريكا وروسيا دولتين عدوتين والتصرف معهما على هذا الأساس، واستمداد العون منه سبحانه، لا السير في ركاب تلك الدول وتنفيذ مخططاتها التي هي في حقيقتها ضد الإسلام والمسلمين.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [آل عمران]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا
22 جمادى الأولى 1437هـ
0216م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35781
- التفاصيل
الخبر:
في 02/25، صرحت وكالة الأنباء إيتار تاس أن الإدارة الأمريكية جاهزة لاتخاذ إجراءات سريعة لنشر خطتها الحالية وهي التوافق الدبلوماسي في سوريا، ولكنها في الوقت ذاته لا تستثني تفتيت هذا البلد العربي في حال فشل الحلول السياسية، هكذا صرح جون كيري.
وأضاف "إذا لم يتوجه الإيرانيون والروس بجدية إلى الحلول الدبلوماسية فإنه يتحتم علينا الأخذ بالخطة (ب) والتي ستكون أكثر مواجهة وستزيد التفكك، أي في سوريا. والتبعات ستكون مثيرة للدهشة للمنطقة كلها، للأردن ولبنان وأوروبا. وستكون عظيمة حتى فيما يخص الأمريكان في مجال الأمن الوطني. لذلك في الأسبوع القادم سنقوم بتقييم الواقع بعمق وبصورة جدية".
التعليق:
الإجراءات الأمريكية الحثيثة لفرض خطة السلام في سوريا مرتبطة بآمال واشنطن في الحفاظ على علمانية النظام السوري على أثر رفض أهل سوريا جميع أنواع المفاوضات مع النظام. أمريكا مستعجلة لإطلاق عملية المفاوضات لكي لا يتراجع مبعوثو الجماعات الموافقة على هذه الخطة تحت ضغوط الرأي العام، وذلك لأن هناك جماعات مسلحة في سوريا وبدعم من الشعب السوري أظهروا توحدهم برفض جميع المفاوضات.
تصريح كيري عن الجاهزية لتفتيت سوريا قبل حلول تاريخ المصالحة لا تدل فقط على كذب جميع التصريحات السابقة الساعية للحفاظ على سوريا موحدة بل تدل على شك الولايات المتحدة في نشر خططها.
فيما يخص كلمات كيري عن النتائج المدهشة لدول المنطقة والعالم في حال تفكيك سوريا فإن من هذه النتائج إجراء اضطرارياً غير معروف العواقب. إن شك كيري في نشر خطة السلام مربوط باصطدام الولايات المتحدة لأول مرة بالمطالبة بتطبيق الشريعة من قبل الشعب نفسه وليس فقط من قبل الجماعات المسلحة، لذلك فإن وزير الخارجية الأمريكي قال إن الوضع في سوريا خارج عن السيطرة، والمفاوضات تعطي فرصة لحفظ توازن القوى وعدم السماح بانتصار الثوار.
قال رسول الله ﷺ قال: «إن الله تكفل لي بالشام وأهله». (رواه أحمد وأبو داود)، لذلك فإن جميع أعداء الله وعلى رأسهم أمريكا ينتظرون نتيجة ستدهشهم بالفعل وهي ليست تفكيك سوريا، بل ستكون انتصار الثورة السورية وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. إن الله الحكيم العليم ما زال يبتلي عباده المقربين ليصطفي المخلصين الصابرين الأقوياء، تماما كما امتحن وابتلى نبيه وحبيبه ﷺ وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف
22 جمادى الأولى 1437هـ
0216م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35783
- التفاصيل
تمر البلاد الإسلامية عامةً وأرض الشام خاصةً بمنعطف خطير ودقيق للغاية ربما سينتج عنه بعد ذلك وضوح الرؤية وزوال التخبط والتناقضات التي يعاني منها كثيرون.
ذلك أن هذه الثورة انطلقت بظروف غريبة عجيبة لم يجرؤ أحد أن يراهن عليها، فقد كانت هناك قناعة عامة لمن عرف وخبر نظام البعث أنه من سابع المستحيلات أن يتمكن أحد من الوقوف في وجه جبروت النظام وساديته التي فاقت كل إجرام في التاريخ.
فقد هيمن على الشام منذ الانفصال نظام الإجرام والإرهاب يحكم البلد ويقمعها فصارت سوريا سجناً مخيفاً لا منجي لها منه إلا الله! فاستيأس الكثيرون من أهل الفكر والعلم من إمكانية المواجهة وفضلوا المداهنة والخضوع ثم الخنوع والتذلل فسقطوا في امتحان رب العالمين الذي أراد لهذه الأمة أن تولد من جديد ولكن ولادة لا انتكاسة بعدها بإذنه تعالى.
وكذلك حملة مشعل النور أو الدين أو الأخلاق كما زعموا، وقعوا هم أيضاً في شر أعمالهم لأنهم أقحموا عقولهم في تشريع رب العباد فزعموا أنه "إن كان لك حاجة عند الكلب فناديه يا سيدي الكلب"! فتوالفوا مع النظام حتى قامت الثورات فضاعوا وأضاعوا. ولا نبرئ هنا حركات سلفية ولا صوفية أرادت مسك العصا من المنتصف فطحنتها الأحداث وكشفت عوارها!
وكما أراد الله لموسى أن يُقذف في اليم بيد أحب الناس إليه وهي أمه وكأنها تقذف به للموت المحتم، فأرانا الله عجائب قدرته حيث حفظه بواسطة أمواج البحر وتياراته المتلاطمة وأوصله إلى خير مكان يأوي إليه، وكما حفظ الله أبسط سفينة بنيت بألواح الخشب والمسامير البسيطة على يد النبي نوح عليه الصلاة والسلام بينما أغرق بقدرته أعظم ما بنى البشر من سفن وهي التيتانك رغم أنف الحضارة الغربية المعادية لقدرة رب العزة، كذلك انطلقت ثورة الشام بقدرته وحده جل وعلا.
أمرها عجيب، تلك المرأة الشجاعة التي تزامنت كلماتها في حوران مع الصبية الذين تحدوا النظام حين أسقطوه بشعاراتهم الحائطية "الشعب يريد إسقاط النظام" و"جاك الدور"، تلك المرأة التي هزت مخابرات حوران حين هتفت لصديقتها قائلة "سقط طاغوت مصر عقبالنا إن شالله"! نزلت مدوية على آذان جواسيس النظام المجرم فهبوا لاعتقالها والتنكيل بها فتنادى الناس "من لأعراضنا ولأطفالنا الذين قُلعت أظافرهم ونُكّل بهم؟" و"الموت ولا المذلة"! وحقيقةً فإنه "من حوران هلّت البشائر".
وتصاعدت الأحداث وكلما هدأت أوقدها الله بقدرته العجيبة، وكلما تنادى خونة من أتباع النظام للتراجع خذلهم الله وثبطهم وجعل الدائرة عليهم. وكلما خطط الكافر المستعمر خطة دقيقة لإجهاض ثورة الأمة في شام الرسول صلى الله عليه وسلم وظن الناس بالله الظنونا، أتى أمر الله فأجهض تعالى خططهم وخيب فألهم وأطاش سهامهم!
لا نرى فيما يحدث إلا أنها بشائر وإنذارات من رب العالمين، بشائر مغزاها "إني فعّال لما أريد" وإنذارات مفادها ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. فهل وعى المهرولون والمنبطحون تحت أقدام كيري ودي ميستورا وأوباما أن أمر ثورة الشام فوق إرادتهم وأنها فتنة يصيب بها من يشاء من عباده؟ لو وعى رياض حجاب على ما حدث لمن سبقه من مهرولين لما أقدم على القبول بهدنة الذل التي تُغضب الله تعالى والمخلصين من أهل الشام، ولو وعى (كبير!) المفاوضين لموقف شقيقه الصعب بين يدي الجبار، لما تجرأ على الله وفاوض أعداءه! ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره فيقيم الحجة على كل طرف متخاذل أو معادٍ لثورة الأمة حتى يأتي النصر لأهله الصابرين المحتسبين ﴿أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾ من حيث لم يحتسبوا.
وما أجملها من وقفة بين يدي مالك الملك ذي الجلال والإكرام حين يأتي حملة دعوته المخلَصون ليوم الحساب وهم يرفعون راية نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ينادي يا الله هؤلاء هم أحبابي الذين حدثت أصحابي عنهم أجر واحدهم كسبعين من أصحابي كما وعدتهم يا الله. حينها لن يفيدكم يا أهل التفاوض والهدن والتخاذل والهوان لا كيري ولا دي ميستورا ولا مجلس أمن ولا ملك السعودية. حينها سينادي رب العالمين ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾؟ فما هو ردكم يومئذ!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
21 جمادى الأولى 1437هـ
0116م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35753