press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

art230917

تعقيباً على مقالة مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية في باكستان أحمد موفق زيدان بعنوان "لا لفخ «فيتنامي تركي» في سوريا"، والتي نشرها موقع "العرب" أقول وبالله التوفيق:

1- أين التقى أحمد زيدان بالسوريين حتى عمّم ما أرادته له جزيرته على أهلالشام؟ ولن نناقش هذه الفكرة بل سندخل في المضمون.

2- إن القول بأن أهل الشام يُؤيّدون التدخل التركي هو ادّعاء باطل لأن حناجرهم صدعت وتصدع برفضها للنظام التركي العميل، سواء تدخل بنفسه أو عن طريق أدواته، ولكن قناة الجزيرة التي لا ترى سوى اجتماعات الائتلاف العلماني الموالي للغرب، لم تر مظاهرات أهل الشام الرافضة لنظام أردوغان العلماني الذي غدر بثورة الشام في مواقف كثيرة قد يصعب حصرها.

3- إن القول بأن ما يُسمّى خصوم تركيا يُريدون الزجّ بها في صراع من أجل معاقبتها هو قول ينمّ عن جهل وحماقة أو عمالة، وتسييس للرأي العام وتمهيد لتنازلات مستقبلية لتيارات المصلحة والمفسدة وتيارات الواقعيين الذين يرون أنه ينبغي تغيير الإسلام ليتوافق مع الواقع الفاسد وليس تغيير الواقع الفاسد بأحكام الإسلام...

وذلك أنّ تركيا لم تكن يوماً ندّاً لأحد بل دولة بنظامها الحالي تدور مع القطب الأمريكي بكل خطوة وبكل تصريح وبكل موقف خانت به الله ورسوله ﷺ.

4- يكفي لكل مسلم ذي بصيرة وذي فهم صحيح للإسلام أن يسقط نصوص الحكم بغير ما أنزل الله على النظام التركي ليتبين معه أن هذا النظام وصفه الله بأحد ثلاثة أوصاف وهي:

فمن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون... الظالمون... الفاسقون

ولذلك فليختر مؤيدوه أحد هذه الأوصاف له أو أن يبحثوا عن قرآن جديد فيه وصف رابع لنظام كفري يرى أن الله لا شأن له بالحكم و القضاء و السياسة الخارجية والاقتصادية... إلخ.

5- إن ما قاله موفق زيدان كابوس قد يُصيب ما تبقّى من المناطق المحرّرة في حال عدم دخول الأتراك هو ذرّ للرماد في العيون لأن أهل الشام رأوا هذا الكابوس بعيونهم عندما صبت الطائرات الصليبية المُنطلقة من إنجرليك حِمم نيرانها عليهم وبُرودة مائها على غابات كيانيهود التي احترقت في الوقت نفسه الذي كانت تُحرق فيه حلب وتُسلم على حدود تركيا التي وعد رأس نظامها بأن حلب خط أحمر ثم ما لبث أن تبين أن هذا الخط الأحمر هو خط للفصائل المدعومة من غرف الملوك و المخابرات التركية التي سحبت المقاتلين من حلب لتحولهم إلى الباب ليكونوا جندرما عندها ولتحرف مسار الثورة عن وجهته الحقيقية دمشق.

إن كابوس خيانة أردوغان ونظامه قد ذاقها المسلمون من البوارج الروسية التي تمر من مضيق البوسفور التركي.

إن كابوس خيانة تركيا قد ذاقه المسلمون عندما حرّكت تركيا جيشها لتحمل عظام سليمان شاه وهي ترى لحوم نساء الشام يستمتع بها النصيرية.

6- أن يقول زيدان إن الخيارات التركية صعبة وقاسية فهو يُقرّ بأن عندها قرارا، وهذا ما لم يُلاحظه أيّ مسلم في الشام أو العالم حيث إنّها عجزت عن إرسال مضاد طيران في الوقت الذي أعطت مطاراتها للصليبيين ليُمهدوا لعملائهم ليقوموا بقتل المسلمين واغتصاب أعراضهم.

7- أما أن يقول زيدان إنّ عصر سليم الأول لم يحن فقد صدق، فعصر السلاطين وعصر الخلفاء لا ينبغي أن يكون في دولة نظامها يسمح بزواج الرجل بالرجل ويسمح بشواطئ العراة وبالربا ودور الدعارة!!

8- أما أهل الشام فقد قالوا كلمتهم برفض خيانات الأنظمة العميلة ونواطيرها التابعين للغرب...

ولكن حتى إن كان غالب الناس مع التدخل التركي كما افترى زيدان على مسلمي الشام وهو في مكتبه في قطر... نقول: حتى وإن كان ذلك فإنّنا كمسلمين لا نتبع الأكثرية بل نتبع الحكم الشرعي ولا تأخذنا في الله لومة لائم.

9- ما يُحزن أنّ الأمة سبقت من يُسمّون أنفسهم شرعيين أو علماء، فالأمّة ترفض النظام العلماني التركي و العلماء المحسوبون على الإسلاميين يُبرّرون للنظام الكفري ويحاولون إقناع عناصرهم بالكفر وتلبيسه ببعض الإسلام وكأنّ حالهم كحال من يفتح خمارة ولكنه يكتب على بابها ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾!!

10- إلى زيدان وشرعيي المصلحة و المفسدة والمرقعين والضبابيين والمضبوعين والواقعيين نقول ما قاله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى سليمان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/46590.html

 

alraiah200917

بعد أن استطاعت ثورة الشام في بدايتها أن تحاصر النظام في دمشق وحلب، قامت القوى الدولية برئاسة أمريكا وأداتها الأمم المتحدة بطرح الحل السياسي، واستخدمت المؤتمرات كفخاخ سياسية، والمليشيات الإيرانية والقوات الروسية كقوة عسكرية لفرض هذه المؤتمرات وإقرار مقررات فيها، وكان أصدقاء الشعب السوري المزيفون هم الضاغط السياسي والأساسي للقبول بهذه الخدع السياسية من مؤتمرات جنيف و فينا و الرياض وصولا إلى أستانة التي جُلب إليها المفاوضون جلباً تحت سياط القصف الروسي وضغط الدول الداعمة من مثل تركيا ودويلات الخليج.

هذا الحل السياسي هو ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾، هذا الحل السياسي اتخذ دسيسة الاقتتال وخديعة الهدن والمفاوضات أسلوباً للوصول إلى محاصرة المدن الثائرة، ثم فرض المصالحات أو التهجير وصولا إلى مؤتمرات أستانة لتكبيل ما بقي من الحالة الثورية بما يسمى مناطق خفض التصعيد مع بعض القوى للإجهاز على ما تبقى من المخلصين والحالة الجهادية عبر اقتتال بغيض ودعاوى تشكيل جيش وطني وإدخال الحكومة المؤقتة لتدير مناطق خفض التصعيد استكمالا للاندماج مع النظام في جيش واحد وحكومة وحدة وطنية قد يطلقون عليها خداعا حكومة انتقالية.

في المقابل، تحاول هيئة تحرير الشام الحفاظ على نفسها عبر طرح مبادرة الإدارة المدنية ومحاولة التماهي مع مشروع الحل السياسي، لكن من زاوية الحفاظ على مصالحها ومحاولة الاحتماء والتمترس خلف إدارة مدنية والقبول بخطوات تنازلية وصلت إلى قبول دخول القوات التركية كقوات فصل على أن لا تحارب الهيئة.

إن مخرجات مؤتمر أستانة في الخارج ومؤتمرات الإدارة المدنية في الداخل هي صراع بين مبادرتين، مبادرة المجلس الإسلامي ومبادرة هيئة تحرير الشام للتسلط على المناطق المحررة واستخدامها سلّماً لاستكمال المفاوضات مع النظام و إيران للحصول على نصيب من الكعكة في الحل السياسي. من هنا نجد أن هذه المؤتمرات والإدارة المدنية ما هي إلا حرف للمسار الثوري والجهادي عن هدفه الأساسي ومشروعه الجامع ألا وهو إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام في خلافة على منهاج النبوة.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ثار أهل الشام وقدموا كل تلك التضحيات من الشهداء والأسرى والجرحى والمشردين والمفقودين لأجل مشاركة النظام في بعض المناصب الوزارية والإدارية؟! فما أجد لهذا التوجه مثالا إلا كما قيل: "تمخض الجبل فولد فأرا"!

إن حقيقة الإدارة المدنية التي يراد منها أن تكون ملهاة وإشغالاً في هذه المرحلة عما يجب أن يُفعل من فتح الجبهات، فهي تتماهى مع الهدن والمفاوضات وخفض التوتر لتكون بعد ذلك أساسا لحكومة مؤقتة ثم تتحول إلى حكومة انتقالية بشراكة وحدة وطنية مع النظام تهدر كل التضحيات وتضيع الهدف الأساسي وتبقي على الدولة العميقة للنظام من أجل الحفاظ على دولة مركزية أمنية بوليسية تحارب الإسلام وتقمع كل توجه نحو إقامة دولة الإسلام، فهل يدرك أولئك وهؤلاء السائرون في هذه المسارات فداحة الجريمة التي يرتكبون بحق ثورة الشام وتضحياتها؟!

إن طرح الإدارة المدنية في الداخل يدل على الفشل الذريع لفصائل كانت تزعم أن لديها مشروعا سياسيا إسلاميا ليتبين أنه ليس لديها أي مشروع وأنها تتخبط خبط عشواء كما الآخرون الذين اتخذوا قيادة سياسية صنعتها السفارات في دهاليزها و المخابرات في أقبيتها، لتتخذ هذه الفصائل شخصيات الإدارة المدنية قيادة سياسية لا نعرف بأي كتاب أم بأي سنة ستدير أمور الناس مما يدل على انعدام المشروع، بل هو الوهم والسراب.

إن القيادة السياسية تقوم على أساس مشروع سياسي واضح وليس على أشخاص لا مشروع عندهم إلا ما يملى عليهم من نتائج المؤتمرات وصولا إلى حل سياسي لا يعلم الناس ما سيكون شكله ولا مضمونه بل يحفظ نفوذ القوة المستكبرة في العالم؛ أمريكا وأدواتها.

أمام هذه الصورة الواضحة للواقع الذي وصلت إليه ثورة الشام وأمام المستقبل المجهول لما يخطط ويكاد لأهل الشام، نقول: إنه لا زال بإمكان الثائرين والمجاهدين المخلصين وبعض القيادات المخلصة إن بقي منها شيء أن يقلبوا الطاولة على هذه المؤتمرات وما وصلت إليه من ترتيبات؛ فلقد وضح ضعف النظام ومليشياته التي تُستنزف في دير الزور وريف حماة من قبل تنظيم الدولة لوحده، فلو استغل المجاهدون هذا الظرف وأشعلوا الجبهات وأعادوا الثورة كما كانت في البداية وتبنوا مشروعا سياسيا واضحا منبثقا من عقيدتهم، مشروع الخلافة على منهاج النبوة واتخذوا قيادة سياسية على أساس هذا المشروع فإنهم قادرون على قلب الطاولة وتغيير المعادلة ناصرين لدين الله واثقين بنصره، فإنهم بذلك يحققون شرط النصر ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: محمد سعيد الحمود، بتاريخ الأربعاء 20 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2wwverK

 

art160917

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تشكيل إدارة مدنية موحدة في المناطق المحررة تزامنا مع المقترح الذي قدمه النظام التركي والذي يتضمن بنودًا بتشكيل هيئة إدارة محلية مدنية تتكفل في إدارة شؤونها الإنسانية واليومية، مع إبعاد التنظيمات المسلحة عن الإدارة المدنية. وكذلك تحويل مقاتلين في المعارضة السورية المسلحة إلى جهاز شرطة بشكل رسمي لحماية وحفظ الأمن، إلى جانب حل هيئة تحرير الشام بشكل كامل. تحت ذريعة إلغاء أسباب القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب، وبحسب الجريدة "يني شفق" التركية فإن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا بالإضافة إلى فرنسا تبحث تنفيذ عملية عسكرية في إدلب بغية إخراج هيئة تحرير الشام منها باعتبارها على لائحة الإرهاب الدولية. 

لا شك أن الغرب الكافر يسعى منذ البداية إلى إنهاء ثورة أهل الشام التي قامت على عميله المجرم في سوريا؛ وهو يسير بخطى حثيثة للإجهاز عليها بكافة الطرق والأساليب، ولعل أهمها ما تفتق عنه مؤتمر الآستانة من اتفاق لخفض التوتر؛ الذي كان بداية النهاية لثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيل الخروج من ظلم النظام الرأسمالي إلى عدل الإسلام، فتعتبر الإدارة المدنية في هذه المرحلة منتج من منتجات اتفاق وقف التصعيد الذي يشرف عليه النظام الروسي؛ ومسمار جديد يدق في نعش الثورة السورية، وإن ما حصل في الغوطة الشرقية ودرعا وما يحصل في ريف حمص الشمالي من اتفاقيات؛ يرسم ملامح مرحلة جديدة من مراحل السقوط في هاوية الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يعمل الغرب الكافر جاهدًا على تحقيقه، حيث يعمل على إيجاد إدارات مدنية تحاول رسم حاضر ومستقبل المناطق المحررة في صورة جزئية تتوافق مع الصورة الكلية التي يعمل الغرب الكافر على رسمها حسب وجهة نظره المستندة إلى عقيدة فصل الدين عن الحياة؛ مما يحول اهتمامات الناس نحو الانشغال بالأمور الجزئية وصرف النظر عن الهدف الأساسي في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، ولعل من أبرز ملامح المرحلة الجديدة:

- إنهاء العمل العسكري وإنشاء إدارة مدنية لا تمتلك أدنى مقومات الحياة مرهونة بشكل كامل للنظام التركي ومن ورائه المجتمع الدولي تمهيدًا للمصالحة وتسليم المناطق لطاغية الشام من جديد.

- إلحاق المؤسسات كافة بالحكومة الانتقالية المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري.

- تخل الفصائل عن هدفها في إسقاط النظام وتحولها إلى جيش وطني مسلوب الإرادة؛ تنحصر مهمته في الدفاع عن هذه البقع الصغيرة، وتحول قسم كبير من مقاتلي الفصائل إلى شرطة مهمتها تنظيم السير والمخالفات وحفظ الأمن؛ وحراس يمنعون كل من يريد استهداف طاغية الشام ريثما يتم تسليمه البلاد بحجة الالتزام باتفاق خفض التوتر؛ وبحجج أخرى منها حقن دماء أهل الشام وتأمين الأمان لهم؛ وهذا عينه ما حصل مع الفصائل الفلسطينية عندما قبلت بمفاوضة كيان يهود، ومن ظن أن السير في طريق الحل السياسي الأمريكي سينهي معاناة أهل الشام وسيحقن دماءهم ويصون أعراضهم فهو واهم فلا أمان مع الغرب الكافر وعملائه ولا صيانة لأعراض المسلمين تحت سلطانه.


إن المأزق الكبير الذي تمر به ثورة الشام تتحمل مسؤوليته قيادات الفصائل؛ عندما قبلت برهن قراراتها للداعمين وقبلت بالهدن والمفاوضات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ؛ وما نتج عنه من حرف مسار الثورة وتقزيم مطالبها حتى بات معظم قيادات الفصائل يرى من الإدارة المدنية إنجازا مع اختلافهم في شكلها ومضمونها، ولا نستطيع أن نسمي هذا إلا فتات الفتات واستخفافًا بعقول أهل الشام ودماء أبنائهم، وما نتج عنه أيضًا من خفض التوتر؛ الذي أوقف الجبهات وأدى إلى انحسارها بهذا الشكل، والذي أصبح الحديث فيه عن تجنيب محافظة إدلب مصيرًا أسودًا طاغيًا على عقول الناس، هذا ما أوصلتنا إليه الهدن والمفاوضات والمال السياسي القذر الذي طالما حذر منه حزب التحرير.

إن تجنيب الثورة مصيرًا أسودًا لا يكون بعقد المصالحات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ وعقد المؤتمرات تحت رعاية الغرب الكافر ولا يكون بالسعي لإرضاء الغرب الكافر بتسليم المنطقة إلى أناس رهنوا أنفسهم لتحقيق مصالح أمريكا ومشروعها السياسي المتمثل بدولة مدنية ديمقراطية تفصل الإسلام عن الحياة والمجتمع؛ بل بفتح كافة الجبهات وضرب طاغية الشام في معقله الأساس في دمشق، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).


وأخيرًا أود أن أتساءل: هل خرج أهل الشام على طاغيتهم من أجل إدارة مدنية همها تأمين الخدمات من ماء وكهرباء وإزالة نفايات؟!! ثم ماذا بعد الإدارة المدنية؟ وماذا ستفعل قيادات الفصائل عندما يتفرغ طاغية الشام ومن خلفه لآخر قلاع الثورة في إدلب وخاصة وهو مشهور عنه عدم وفائه بالتزاماته ونقضه للعهود والمواثيق؟.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

 

art1709171

• هي الثورة السورية، أعظم فعلٍ قام به جمعٌ من أبناء الأمة، لاستعادة سلطانها السليب، بعد اغتصابه منذ مائة عام.

• هي ثورة خرجت بدايةً ضدّ الظلم والطغيان، ثم ما لبث أن تبلور هدفها وتحدّد بإسقاط النظام العميل للغرب في سوريا، وإعادة دولة الأمة، دولة الخلافة... حتى أصبحت محطّ أنظار المسلمين، ومصدر رعبٍ يهدد مستقبل دول الغرب الكافر.

• لكن لسذاجة القائمين على أمر الثورة، وإعراضهم عن الاستماع إلى نصائح المخلصين من أهل الخبرة والسياسة، فقد سقطوا في فخاخ أعدائهم، وعرّضوا الثورة العظيمة وأهلها إلى ضربات وطعنات، حتى باتت توشك على السقوط.

• فبعد أن فشلت أمريكا في القضاء على الثورة عبر آلة القتل والتدمير التي جسّدها النظام والروس والإيرانيون، لجأت إلى المكر والتحايل والخداع، عبر تركيا والسعودية وقطر والأردن، فلوّحت لقادة الفصائل بدولاراتها، وأوهمتهم أنّ ما بيدها هو ماء الحياة وسبب النصر والتمكين، فأخذوه منها وتجرّعوه، ولم يعلموا أنه السمّ الزعاف، إلا بعد سريانه في أجسادهم ووصوله حتى النخاع.

• ودارت دورة الثورة العظيمة، وتحوّل الفتح والنصر إلى هزيمة وانسحابٍ وتسليم، بعد أن رُبطت أعناق القادة والشرعيين، ودُفعوا دفعاً إلى تقتيل المجاهدين بعضهم ببعض، وسيقوا سوقاً إلى دوّامة هدن آثمة أظهرت التخلي عن هدف إسقاط النظام، ومتاهة مفاوضات بائسة أعلنت القبول بشراكة النظام، وأيّ نظام؟! إنه قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، المحارب لديننا والمنتهك لحرماتنا والغائص في دمائنا وأشلائنا حتى الأعناق.

• وهاهم الرويبضات من العسكريين ممثلي الثورة في آستانا قد وقّعوا بأيديهم الآثمة على وقف إطلاق أيّ نارٍ ضدّ النظام... وهاهم السياسيون العلمانيون ممثلو الثورة في جنيف يستعدون لتولي كلّ ما يُلقى لهم من فتات الحقائب الوزارية من قبل النظام... بينما يحاول وكلاؤهم الملتحون تجميع الفصائل المجاهدة تحت وزارة دفاع تابعة لهم ستقودهم إلى حضن النظام... وأما من كنا نحسبهم من المخلصين فمنشغلون بمحاولات استرضاء الأعداء، قد نسوا فتح الجبهات لسدّ الثغور، وانهمكوا بكيفية إدارة المناطق المحررة إدارة مدنية!

• وانطلاقاً من حرصنا على إيصال ثورتنا إلى مبتغاها ومنعها من التردي والسقوط، فإننا في حزب التحرير ندعو أهلنا في الشام دعوة فيها الفلاح لهم ولمن وراءهم من أبناء أمتهم بإذن الله.

• فيا أهلنا في الشام استعينوا بالله واصبروا، ولا تخافوا في الله لومة لائم، وخذوا على أيدي قادة فصائلكم، ووجهوهم وحاسبوهم، وتعالوا بهم لنتوحّد جميعاً على المشروع السياسي الذي يرضي الله ويقيم دينه، مشروع الخلافة، لتنالوا به عزّ الدنيا والآخرة، وتتمكّنوا يا أهل الثورة والتضحية والجهاد من قطف ثمرة ثورتكم وتضحيتكم وجهادكم، وإلا فسيقطفها أعداؤكم، ولن تنالوا بذلك إلا الخزي والندامة في الدنيا والآخرة...

• يا أهلنا الثائرين في الشام... هذه دعوتنا لكم، وسنشهد لكم أو عليكم بها أمام الله... فما أنتم فاعلون؟!


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا

 

alraiah130917

ادعت الدول الغربية بما فيها أمريكا صداقة الشعب السوري، وأخذت تدعم الفصائل المسلحة وترسل لها الأسلحة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤدي بطبيعة الحال إلى إسقاط النظام، وهذا أمر طبيعي؛ إذ كيف تدعم فصائل خرجت على عميلها طاغية الشام لتسقطه؟! فما هو السبب وراء هذا الدعم الوهمي للفصائل المقاتلة؟

لا شك أن الأسباب متعددة، ولعل أهمها هو إيجاد مبرر للقضاء عليها بكافة أنواع الأسلحة بعد أن يتم تصنيفها كمنظمات (إرهابية) في حال خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي، بالإضافة إلى التنكيل بالحاضنة الشعبية التي خرجت على عميلها، وهذا ما رأيناه من استهداف ممنهج للمدنيين ومجازر ارتكبت بحقهم لم ينجُ منها كبير ولا صغير، ولا رجل ولا امرأة، فقد طالت هذه المجازر الجميع دون استثناء وتحت سمع العالم وبصره دون أن يحرك ساكنا أو يرف له جفن، وهذا ما دأب طاغية الشام على العمل عليه منذ بداية الثورة حيث دفع الناس دفعاً لحمل السلاح من خلال مجموعة من الأعمال تمثلت في الاعتقالات والقتل الممنهج، فاستطاع تحويل ملف الثورة السورية من ملف سياسي يصعب التعامل معه إلى ملف عسكري فتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا لاحتوائه ومن ثم القضاء عليه من خلال ادعاء صداقتها للشعب السوري؛ هذا الاحتواء كان السبب الآخر لتقديم الدعم وما نتج عن هذا الاحتواء من نتائج لم تعد خافية على أحد؛ حيث لعب هذا الدور كلٌّ من النظام التركي والسعودي والقطري، وبعد أن تحقق للغرب ما أراد من احتواء قيادات الفصائل وقتل ما يقارب المليون شهيد وتشريد الملايين من الذين ثاروا على عميلهم وتدمير البنى التحتية للمناطق التي خرجت على النظام من مشافٍ وأفران ومدارس ومساجد بالإضافة إلى هدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها،... أقول بعد أن تحقق للغرب ما أراد فَرَضَ على الفصائل المقاتلة حالة وقف لإطلاق النار وتخفيض للتوتر، وأعلن تخليه عن دعم الفصائل العسكرية ومن ثم أعلن قبوله ببقاء طاغية الشام على رأس السلطة، وهو الذي كان يتدرج بمواقفه من طاغية الشام حسب ما تقتضيه المرحلة؛ فَمِنْ "اقترب بشار أسد أن يفقد شرعيته" إلى "فقدان شرعيته" إلى "ليس له دور في مستقبل سوريا" إلى "ربما يكون له دور" ومن ثم "القبول ببقائه هو وحكومته"، وهذا ما جاء على لسان السفير السابق لأمريكا روبرت فورد حيث أكد أن الإدارة الأمريكية قبلت ببقاء أسد ومن ثم ستعمل على مقاسمته المناصب مع ما يسمى المعارضة السورية في هيئة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية، لا فرق في ذلك طالما طاغية الشام على رأس السلطة وطالما سيتم الحفاظ على المؤسسات العسكرية والأمنية، وكأن الناس خرجوا لإسقاط وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أو لإسقاط وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك!!

والآن تسعى أمريكا بمساعدة روسيا إلى الوصول إلى المرحلة الأخيرة من مراحل إنهاء الثورة وتمهد لها بمجموعة من التصريحات بعد أن عملت على تكبيل قادة الفصائل وتجميد الجبهات من جهة وإطلاق يد طاغية الشام قتلا وتشريدا للوصول إلى مصالحات مع بعض المناطق والتي أخذ بإغلاق ملفاتها منطقة تلو الأخرى دون أن تحرك قيادات الفصائل ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها! وكأنها في منأى عن هذه التصفيات!! فقد دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا ما يسمى المعارضة السورية لأن تدرك أنها لم تربح الحرب، قائلا "لقد اقتربت ساعة الحقيقة"، كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن اجتماع أستانة المزمع عقده قبيل منتصف الشهر الجاري "مرحلة نهائية للمفاوضات السورية".

لقد استطاع طاغية الشام ومن ورائه الغرب الكافر قلب المعادلة بشكل نسبي، وما ذلك نتيجة لقوته أو ضعف الفصائل وإنما بسبب سلب قرارات قيادات الفصائل وإرادتها عن طريق المال السياسي القذر الذي كما قلت كبّل الفصائل وأطلق طاغية الشام، وإن الفصائل قادرة على قلب المعادلة مرة أخرى ولكن ينقصها قرارات جريئة وصادقة بفك ارتباطها مع الدول الداعمة واسترجاع إرادتها والتحكم بقراراتها فتكون هذه القرارات ذاتية المصدر؛ ومن ثم تتوحد خلف مشروع سياسي واضح ومحدد وقيادة سياسية واعية ومخلصة، ومن ثم تفتح الجبهات ضد طاغية الشام لإسقاطه في معقله الأساس دمشق، عندها سيقف أهل الشام صفا واحدا مع هذه الفصائل المخلصة وسيشكلون بيئة خصبة لها تدعمها بالمال والأرواح وفلذات الأكباد وبكل ما تحتاجه من قوة؛ فأهل الشام قدموا الغالي والنفيس في سبيل التخلص من ظلم الطاغية وإقامة حكم الإسلام؛ وما زالوا مستعدين للتضحية ولكن على أن تكون هناك أعمال جادة لتحقيق هذا الهدف، أما أن تنخرط الفصائل في اقتتال فيما بينها وتنسى عدوها الأساس فهذا ما لا يسكت عنه أهل الشام ولا يقبلون به مهما كانت الظروف وسينبذون كل قيادات الفصائل طال الزمن أم قصر.


 كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2wo0TXs