- التفاصيل
بتاريخ 23/12/2016م خرجت آخر دفعة من مدينة حلب باتجاه ريفها الغربي وسط ذهول الجميع؛ ليعلن طاغية الشام سيطرته الكاملة على المدينة المنكوبة بعد أن دمرت طائرات روسيا بيوتها وجعلتها أثرا بعد عين وكومة من الأنقاض، رقد تحتها الأطفال والنساء والشيوخ دون أن يستطيع أحد مساعدتهم أو انتشالهم من شدة القصف الوحشي؛ فتركوا للموت البطيء دون أن يتحدث عنهم أحد.
سقطت حلب فسقطت بسقوطها كل الأقنعة التي تاجرت بها؛ والتي تركت خلفها كميات هائلة من مستودعات الأسلحة ومستودعات الغذاء؛ هذه المستودعات كانت كفيلة بمنع اقتحام حلب لسنوات عدة؛ بل وتحرير باقي المدينة من أيدي طاغية الشام ومرتزقته من مليشيات إيران و أفغانستان وحزب إيران وغيرهم من شذاذ الآفاق.
سقطت حلب وتركت خلفها تساؤلات عدة وإشارات استفهام كثيرة حول الذي جرى ومن يتحمل المسؤولية والدروس المستخلصة من سقوطها، سقطت حلب لكنها أيقظت بسقوطها العقول وألهبت القلوب لتعيد الحسابات من جديد.
وقبل أن أتحدث عن بعض الدروس والعبر لا بد من وقفة على الذي جرى في حلب؛ وهذا الانقلاب الرهيب في موازين القوى؛ بعد أن أطلقت قيادات الفصائل ملحمتها الكبرى لفك الحصار عن المدينة؛ واستطاعت في عدة أيام تحرير مناطق واسعة وشاقة رغم الإسناد الجوي الروسي لطاغية الشام؛ ورغم اتحاد العالم ضد هذه الثورة اليتيمة، لم يكن حصار حلب مستبعداً؛ وقد تجهزت المدينة بفصائلها لهذا الحصار، فكدست الغذاء والذخيرة وتجهزت للمواجهة، وفي الوقت نفسه كان طاغية الشام ومرتزقته يعدون العدة لاقتحام المدينة فلم يكن الاقتحام مفاجئاً أو على حين غرة، ودقت ساعة الصفر؛ وبدأ القصف الوحشي من كل جانب، وبدأت وسائل الإعلام تنقل ما يجري وسط صمت دولي مطبق، وكالعادة كان شعار محاربة (الإرهاب) هو سيد الموقف الدولي، وبدأت المناطق تسقط المنطقة تلو الأخرى؛ وبدا التخبط على كافة الأصعدة؛ وبدأ الانهيار التام والحديث عن إجلاء أهل حلب مع الفصائل كافة وهذا ما حدث، فأجلي أهل المدينة عن مدينتهم وسيطرت المليشيات عليها، فمن يتحمل مسؤولية ما جرى؟.
لا شك أن الذي يتحمل مسؤولية سقوط حلب والدماء التي سالت والأرواح التي زهقت هو المجتمع الدولي بالدرجة الأولى؛ الذي وقف مكتوف الأيدي دون حراك ليكشف عن تآمره وكذب ادعاءاته المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات المزعومة؛ وليكشف عن حضارته التي قامت على الجماجم والأشلاء، ولم يكن سكوته مستغرباً ولم يكن تحركه متوقعاً، ثم يتحمل المسؤولية حكام المسلمين الذين صمتوا صمت القبور وكأن الذي يموت وكأن الذي يقتل ليسوا مسلمين أو ليسوا بشراً حتى، وبقيت جيوش الأمة الإسلامية مقيدة في ثكناتها تنتظر الأمر للتحرك لكن هيهات هيهات لمن ثبتت عمالته أن يصدر الأوامر لنصرة أهل الشام!! ثم يتحمل المسؤولية قيادات الفصائل التي لم تطلق طلقة واحدة للتخفيف عن أهل حلب؛ ولم يكن ذلك من نقص في العدة والعتاد أو عجز عن نصرة المدينة؛ وإنما بصفقة بيعت حلب بموجبها في سوق اللقاءات التركي؛ بعد اللقاء الذي جمع بعض القيادات مع روسيا بوساطة تركية، وإلا كيف نفسر سقوط حلب في عدة أيام بينما تصمد داريا سنين عددا؛ وهي لا تشكل حارةً من حارات حلب؛ ولا تملك عشر معشار ما تملكه حلب من عدة وعتاد ومواد غذائية. أضف إلى ذلك التصريحات التي أدلى بها حكام تركيا الذين ارتبط بهم قيادات الفصائل وارتموا في أحضانهم بوجوب خروج المقاتلين من حلب؛ وسعيهم لوقف إطلاق نار دائم وتحول سياسي في سوريا، كل هذا يدل على أن المدينة لم تسقط نتيجة قتال وإنما سلمت تسليماً.
إن الذي جرى في حلب من تسليم لها هو جريمة كاملة الأركان بحق الإسلام أولاً؛ وبحق المسلمين ثانياً، وسيأتي يوم ليحاسَب مرتكبوها أمام الأمة جمعاء وما ذلك على الله بعزيز، وإن سقوط حلب ليس نهاية الثورة بل بداية مرحلة جديدة بإذن الله؛ بعد أن نستخلص الدروس والعبر فنتجنب الوقوع في الحفرة مرتين واللدغ من ذات الجحر مرتين.
يجب أن يتعلم الجميع أن الاعتماد على الغير بأي شكل من الأشكال هو انتحار سياسي؛ فالمال السياسي القذر والدعم العسكري الموهوم أصاب الثورة في مقتل، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾، وأن تركهم لواجب المحاسبة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - والتخلي عن سلطانهم هو الذي أغرى ضعاف النفوس بالمتاجرة بدم الشهداء وبيعها بثمن بخس دولارات معدودة؛ مما نتج عنه هذا العذاب المهين ولم ينفع الدعاء حتى في تخليص أهلنا في حلب مما هم فيه، قال رسول الله ﷺ: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعونه فلا يستجيب لكم»، وقد ثبت أنه عندما تحرك الناس استطاعوا التأثير وبإمكانهم التغيير فالسلطان لهم وهم قوة لا يستهان بها، ويجب أن نعلم جميعاً أن تفرُّقنا وتنازعنا هو سبب ذهاب ريحنا، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وأن وضع قضيتنا بأيدي أعدائنا هو جريمة وأي جريمة؛ فقد ثبت أنه لا يوجد أصدقاء لنا وإنما الكل في خندق واحد ضد هذه الثورة اليتيمة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، هذه أهم الدروس والعبر التي يجب أن نستخلصها من سقوط حلب، وعليه؛ وحتى لا نقع في ذات الحفرة وحتى لا نلدغ من ذات الجحر مرتين؛ يجب علينا أن نقطع كل يد تعبث بمصير الثورة حتى نستطيع أن نملك قراراتنا؛ كما يجب أن نربط ثورتنا بخالقنا فهو الناصر وهو المعين ونتوكل عليه سبحانه وتعالى وحده ومن ثم على أنفسنا، قال تعالى: ﴿... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا & وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، وبعدها نتوحد حول مشروع سياسي واضح يرضي الله سبحانه وتعالى (مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة مستمسكة بحبل الله المتين، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...﴾، فالتوحد إن لم يكن بحبل الله لا خير فيه، ومن ثم نوجه الضربات الموجعة لرأس النظام وخاصرته حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. هذا ما يجب فعله ولم يبق عذر لأحد؛ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب / رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 28 كانون الأول\ديسمبر 2016م
المصدر: http://bit.ly/2hqWTBa
- التفاصيل
تضج وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني بالحديث عما جرى ويجري في مدينة حلب من تقدم كبير لقوات النظام الأسدي وسيطرته على معظم أحياء المدينة وخروج الأهالي والفصائل المسلحة منها باتجاه ريف حلب ومحافظة إدلب.
وفي حين يكاد النظام الأسدي يحكم قبضته على حلب نلاحظ التخاذل الكبير والصمت المريب لما يعرف بـ"المجتمع الدولي" حيال المجازر والانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه بحق المدنيين من قتل وتدمير وتشريد، وهو ما يوضح مدى تواطؤ القوى المتحكمة في المشهد الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مع النظام الأسدي المجرم في محاولة يائسة لوأد الثورة وتركيعها وإرغامها على القبول بالحل السياسي الذي يقضي ببقاء النظام مع مساحيق و"ديكورات" تجميل من بعض قوى الثورة التي رهنت مصيرها وإرادتها لدول الغرب وبعض دول الإقليم في غباء منقطع النظير.
إن الصراخ والنحيب والعويل والتباكي كالثكالى والأرامل على ما جرى في حلب الشهباء لن يجدي نفعاً، ولن يغير من حقيقة الأوضاع على الأرض، فالوقت ليس للبكاء والمرثيات وتدبيج القصائد كأن ما حدث هو نهاية الثورة ونهاية التاريخ! فمعركة حلب ليست إلا مشهداً من مشاهد موقعة عظيمة مع قوى البغي والإرهاب العالمية بقيادة أمريكا وروسيا وأذيالها كالنظام السوري والإيراني ومن والاهم، فإن خسرت الثورة اليوم جولة فقد كسبت جولات من قبل؛ وإن كانت حلب قد سقطت في يد النظام فهناك العديد من المناطق في الجغرافيا السورية تسيطر عليها وتتحكم فيها قوى الثورة، وحينما خسر المسلمون في عهد النبي ﷺ موقعة أحد لم يقضوا الوقت في التباكي والتلاوم؛ بل قاموا بدراسة الواقع وأسباب الهزيمة لتلافيها لاحقاً في مقبل الأيام، ولم يمض وقت طويل حتى جاءت معركة الأحزاب ومن ثم فتح خيبر وفتح مكة وسيادة الإسلام على كامل جزيرة العرب.
إن الوقت يجب أن يكون لدراسة الواقع جيداً، وتحديد مكامن الخلل والنقص والضعف، وتغطية الثغرات التي نفذت عبرها الهزيمة الأخيرة، وأبرز هذه الأسباب التي أدت لسقوط حلب هو رهن بعض الفصائل الثورية إرادتها لبعض دول الإقليم كقطر والسعودية والأردن و(تركيا-أردوغان) التي خذلت الثوار خذلاناً مبيناً ودفعتهم لمعركة انصرافية مع "تنظيم الدولة" في مدينة "الباب" بريف حلب تحت مسمى "عملية درع الفرات"، وذلك في الوقت الذي كانت فيه حلب تئن من وطأة الحصار والتدمير، ولم يحرك أردوغان ساكناً تجاه كل الانتهاكات التي حدثت واكتفي كعادته بالتصريحات خاوية المضمون التي لا تطعم أحداً من جوع، ولا تؤمن أحداً من خوف.
ولذلك يجب على قوى الثورة المخلصة قطع علاقاتها مع هذه الدول الإقليمية التي ما زادت الثورة إلا رهقاً، ولم تتحرك إلا بأمر أسيادها من دول الغرب لحرف الثورة عن مسارها وتوجيهها بما لا يتعارض مع مصالح الغرب وقيمه ووجهة نظره في الحياة بعد أن برز السمت الإسلامي بكل وضوح منذ الشهور الأولى للثورة المباركة في مشهد لا ينكره إلا مطموسو البصر والبصيرة، والحاقدون على الإسلام وأهله.
على الثوار رص الصفوف وتوحيد الفصائل على استراتيجية عسكرية واحدة، فهذا التشرذم لا يخدم إلا أعداء الثورة؛ ومن ثم التوجه إلى رأس الأفعى في دمشق فهي أم المعارك وفيها الحسم والنهاية لكل المعارك الأخرى.
كما يجب على قوى الثورة الالتفاف حول مشروع إسلامي مفصل منبثق من عقيدة الأمة والصدع والتمسك به دون مخافة أو محاذير من أحد، فما النصر إلا من عند الله، وهو يتنزل بعد أن تستوفى الشروط من إعداد العدة والاعتصام بحبل الله المتين وحده وقطع كل حبائل الأعداء الواهية، والتوكل عليه والتزام أوامره ونواهيه، وطلب العون والمدد منه عز وجل فهو خير ناصر وخير معين.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي بابكر – السودان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/41127
- التفاصيل
زيد المحمود: كلنا شركاء
في معرض تعليقه على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، دي مستورا، حول مخاوفه من أن تكون إدلب هي الهدف التالي في حملة النظام وحلفائه، حذّر المسؤول الإعلامي لحزب التحرير في سوريا من أن إرسال المقاتلين لإدلب ما هو إلا تحضير للمحرقة الكبرى التي ستتعرض لها هذه المحافظة.
وقال المسؤول الإعلامي أحمد عبد الوهّاب “لا شك أن كل المهجرين إلى محافظة إدلب هم من الذين رفضوا المصالحة مع طاغية الشام؛ سواء من المدنيين أم من الفصائل؛ وسواء أكانوا بعيدين عن إدلب كداريا وخان الشيح وغيرها من المناطق؛ أم كانوا قريبين منها كما يحصل الآن في مدينة حلب”.
وأضاف أن إدلب ستكون محرقةً كبرى في حال بقي الحال على ما هو عليه من وقوف قيادات الفصائل متفرجة على سقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى، على حدّ تعبيره.
واعتبر عبد الوهاب أن تصريح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا هو تهديد مباشر من خلال التلميح بخشيته أن تصبح مدينة إدلب الوجهة التالية لقوات النظام، لكن الذي يحصل في الآونة الأخيرة من انتفاض المناطق المحررة ضد القيادات المرتبطة ليدل دلالة واضحة على وعي أهل الشام وإدراكهم لخطورة الموقف بعد أن نفد صبرهم من هذه القيادات التي باعت الأرض والدماء والأعراض والتضحيات مقابل عرض من الدنيا قليل.
المصدر: كلنا شركاء
- التفاصيل
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر يوم السبت 22/9/2016 إن "ما يحدث في حلب أشبه بـ"يوم القيامة"، والحصول على مساعدة إغاثية مجرد ذكريات باهتة". كما ذكرت الغارديان أن "ما تتعرض له مدينة حلب من هجوم جوي من قبل طائرات نظام الأسد وحلفائه الروس هو "يوم القيامة"... مدينة حلب أصبحت مقبرة كبيرة ومكاناً يوحي بنهاية العالم"، وأضافت الصحيفة أن "سقوط مدينة حلب التي ظلت محاصرة طوال السنوات الماضية بيد قوات الأسد لن ينهي المأساة الإنسانية فيها، كما أنه يشكل عاراً على هذا الجيل". (12/12/2016)، كما نشرت البي بي سي "وصف الحال داخل حلب يرسم صورة عن أرماجدون (يوم القيامة)" (14/12/2016). بات العجز سيد الموقف أمام صورة ثمانين ألف شخص محاصرين في مساحة محدودة بدون خدمات أو ماء نظيف.
تردد هذا التشبيه على مسامعنا في الأيام الماضية واستوقفني ربط أحداث حلب بنهاية العالم وما يعرف في الثقافة النصرانية اليهودية بأرماجدون (المعركة الفاصلة بين قوى الخير والشر في نهاية العالم قبل أن يرث الخالق الأرض وما عليها). ولعل ما يقرب هذا التشبيه الصور ولقطات الأقمار الاصطناعية لحلب والمقاطع التي نشرت بكثافة على وسائل الإعلام البديل وفي وسائل الإعلام العالمية لمأساة المحاصرين في حلب. شهد العالم كثافة وزخماً إعلامياً أشبه ببث حي متواصل لما يجري في شرقي حلب. نعم لم يعد هذا التشبيه بعيدا عن ذهن المتابع بعد صور الدمار الشامل والمشاهد القاسية التي يكاد أن يلتبس فيها الواقع بالخيال، كصورة الحشد وحوله حطام المباني وصور الناجين من تحت الأنقاض. سيل من الفيديوهات والصور الصادمة المتتالية تجسد حجم المأساة وتوقظك مرارا على صرخات الأيامى واليتامى ومنظر الدم وأشلاء الأطفال...
لقد تجاوز عدوان نظام بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا في بشاعته على حلب ما يعرف بسياسة الأرض المحروقة المعروفة بقسوتها ومنافاتها للإنسانية، فلم يكن القصف موجها لإحراق ما يمكن أن يستفيد منه الثوار وتدمير الوسائل اللوجستية والعسكرية بل تخطاه وتحول لهجمة تترية ثانية تهدف للدمار من أجل الدمار. التاريخ يعيد نفسه، فقد تعرضت حلب للدمار على يد بشار وروسيا وإيران ومن ورائهم أمريكا بعد أن تعرضت في السابق للمد المغولي الغاشم. ووقف أبطال حلب اليوم أمام الهجمة الانتقامية التي شنها بشار بدعم روسي إيراني وغطاء أمريكي كما تصدى أهل حلب لجيش هولاكو. لم يحنوا جباههم الشامخة للغوغاء ولم تلن شوكتهم بالرغم من الحصار والتجويع وضرب المدينة بالمنجنيق. نعم اقتحم المغول حلب في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 1260م ولكن أهلها لم يهزموا وما أن دخل المغول حتى استباحوا الحرمات وسفكوا الدماء ولم يتركوها إلا كتلة من الدمار يعلوها اللهب والدخان، وقيل إن المغول قتلوا كل من في المدينة. ما أشبه غوغاء اليوم بالأمس!
بالرغم من أن حلب ليست المعركة الكبرى فما زالت دمشق والغوطة وغيرها، إلا أن الأضواء سلطت عليها وكأنها ستحدد نهاية الحرب الدائرة في الشام منذ أكثر من خمس سنوات. وخرج السفاح بشار إلى العالم يهنئ شبيحته بدخول حلب وانتصاره المزعوم مع أنه لم يدخلها إلا بعد أن دكها على رؤوس أهلها. خرج محتفلا بنصر مزعوم ملعون أتى على يد روسيا وإيران، واحتفل ليداري الفشل في السيطرة على سوريا وتوالي الهزائم خصوصا بعد خسارته لمدينة تدمر في يوم واحد بعد صراع دام 6 أشهر لاحتلالها.
وتتابع التغطية الإعلامية المكثفة وسيل التصريحات الرنانة والتعليقات تحت هاشتاغات (حلب تباد) و(حلب التهجير والمصير)... وغيرها، وتتكرر صور الدمار والقتل في وسائل الإعلام العالمية بشكل ينشر اليأس والإحباط ويهدف إلى التحضير لما هو قادم. إن مجرد التركيز على صور الحطام والدماء والأشلاء لا يخلق الوعي المنشود ولا يحرك الشارع في العالم الإسلامي أو يوجه الناس للتغيير واستعادة سلطان الأمة المغصوب من أيدي حكام ظلمة، أو يخلق رأيا عاما عالميا يطالب بحماية الأعراف الدولية والأخذ على أيدي من يرتكب جرائم الحرب ويدمر المدن ويصفي الخصوم في قارعة الطرق. إن التركيز على صور اليأس ومشاهد الرعب في الإعلام العالمي قد يخدم الحرب النفسية على الأمة الإسلامية ويفتح شهية الطغاة لارتكاب المزيد من المجازر والزحف لتدمير المدائن، خصوصا أن هذه الجرائم المدونة والموثقة تمر دون عقاب، بل إن العالم يستجدي الطغاة لإجلاء المدنيين وإدخال بعض المعونات فتصد الأبواب أمام المعونات والأدوية ويطلق الطغاة الرصاص على المدنيين العزل النازحين أمام عدسات التصوير.
سبق وأن وظفت هوليوود فكرة الأرماجدون لإثبات الهيمنة الأمريكية على العالم وتعزيز صورة أمريكا المسيطرة القادرة على إنقاذ البشرية في أحلك الظروف. ولكن التوظيف هنا مختلف، ويبدو أن السيناريو الموضوع سلفا هو أن تخلق مشاهد الأرماجدون والنهاية لتقرب الحل السياسي وتهزم روح المقاومة، خصوصا وأن الحرب طال أمدها وأنهكت من خاض فيها وشيبت أوباما وغيره. فكلما تكررت المقاربة بين واقع حلب ونهاية العالم تعمق الشعور بالعجز والإحباط والحيرة أمام الهمجية والحقد واستباحة الدماء.
ما سبق لا يشكك في مصداقية الصور والمشاهد وشهادات الناجين من مجازر بشار الأسد، بل يسلط الضوء على توظيف أمريكا وروسيا والأحلاف والأشياع والأتباع لهول ما يحدث في حلب. ولم يخرج المدنيون والثوار من أنقاض شرق مدينة حلب بشكل فاجأ المجتمع الدولي المتباكي عليهم، بل تم أمام أعينهم وبمتابعة مكثفة. فقد كتبت الواشنطن بوست في 14/12/2016م "الولايات المتحدة تعطي بوتين الضوء الأخضر لارتكاب أعمال وحشية"، وقد تعرضت في المقالة للتواصل والتنسيق الأمريكي الروسي بشأن حلب والأزمة السورية. أمريكا هي المحرك الرئيسي لنظام بشار الأسد وأعوانه والإخوة الأعداء الذين يظهرون الدعم للفصائل ويتباكون على حلب في مجلس الأمن بينما يشقون الصف ويضعفون من جبهة الثوار.
بالأمس أطفأت باريس أنوار برج إيفل تضامنا مع حلب وسكانها وقدم الإعلام الفرنسي تغطية مكثفة لما يحدث في حلب وجرائم بشار وأعوانه وحلفائه، وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر "علينا أن نقوم بكل ما هو ممكن لوقف إراقة الدماء وإجلاء السكان بأمان وتقديم المساعدة لمن هم بحاجة إليها". وتابع إن "أسوأ كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين تجري تحت أعيننا". وبعد فشل الأمم المتحدة وتآمرها على الثورة السورية وبعد أن تم تفريغ حلب وتهجير أهلها قصرا خرج دي ميستورا وكشف المستور منددا بأن إدلب ستلقى مصير حلب، ويعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع السفير الفرنسي "نطالب بالمزيد من الجهود الدولية لإنقاذ حلب وتثبيت الاتفاق الأخير". المتباكون هنا خطرهم أكبر ممن يقصف، وغرضهم القضاء على ثورة الشام المباركة وجر جميع الأطراف بمن فيهم المجرم بشار لطاولة المفاوضات و الدولة المدنية.
توشحت حلب الشهباء بالسواد وخيم الحزن ولم يبق من العمران سوى الأنقاض والتراب ورماد على وجوه الناجين. وأظهر الإعلام عيوناً شاخصة يملؤها الرعب. وسلط الإعلام الضوء على مشاهد الدمار، ولم يُظهر بسالة الرجال وصمودهم ودفاعهم المستميت حتى اللحظات الأخيرة. لم يظهر الأبطال الذين تكالب عليهم الأشرار فلم يلينوا ولم يخضعوا. الحرب في حلب ظهر فيها توظيف الحرب النفسية وإظهار أن المعركة محسومة سلفا والخصم منتصر ومتفوق وأن الحصار أرهق الناس ومن لم يستسلم فستدك حصونهم، والقصد من هذه الحرب النفسية أبعد من حلب ذاتها والثوار المحاصرين داخلها، بل هي لتصفية القضية برمتها والرسائل المبعوثة عامة أكثر منها خاصة.
ختاما نقول: إن حديثهم المتكرر عن حلب ويوم القيامة يدق جرس إنذار في ذهن كل مسلم ويربط الحدث بهول يومٍ فيه يرث الله الأرض ومن عليها، فيستحضر المسلم آيات الساعة ويسأل نفسه ماذا أعددتُ لها؟ وإن ما يخلقونه من مشاهد مرعبة لا تساوي شيئاً أمام قَدر وقُدرة الله العزيز الجبار.
يقول الحق جل وعلا في سورة القمر بعد وصف أحوال اليوم الحق: ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 44-49]
ورد في تفسير القرطبي: (قال مقاتل: ضرب أبو جهل فرسه يوم بدر فتقدم من الصف وقال: نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه؛ فأنزل الله تعالى: ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾. وقال سعيد بن جبير: قال سعد بن أبي وقاص: لما نزل قوله تعالى: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ كنت لا أدري أي الجمع ينهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي ﷺ يثب في الدرع ويقول: «اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا جَاءَتْكَ تُحَادُّكَ وَتُحَادُّ رَسُولَكَ بِفَخْرِهَا وَخُيَلَائِهَا فَأَخْنِهِمُ الْغَدَاةَ» ثم قال: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فعرفت تأويلها. وهذا من معجزات النبي ﷺ؛ لأنه أخبر عن غيب فكان كما أخبر. وأخنيت عليه: أفسدت. قال ابن عباس: كان بين نزول هذه الآية وبين بدر سبع سنين؛ فالآية على هذا مكية. وفي البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: لقد أنزل على محمد ﷺ بمكة وإني لجارية ألعب: ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾).
اللهم أهلك الظالمين واجعل موعدهم سقر، ونجِّ عبادك المخلصين من شر أعدائك وأعداء دينك، وأعزنا يا رحمن بالنصر والتمكين كما نصرت المسلمين في بدر وحطين وعين جالوت.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/41069
- التفاصيل
لا يزال التآمر الأمريكي على ثورة الشام لإنهائها قائماً بشتى الوسائل والأساليب، من الإجرام الظاهر الصادر عن أدوات أمريكا الثلاث، النظام و روسيا وإيران ومرتزقتهم، إلى الإجرام الخفيّ الصادر عن أدوات أمريكا الأخرى، حكام تركيا و السعودية وغيرهما... فالأدوات الأولى وظيفتها القصف والتقتيل و التدمير والتشريد، بهدف إرهاب الثائرين ودفعهم إلى الركوع و الاستسلام، والأدوات الأخرى وظيفتها الترويض والخداع، والإقناع بضرورة القبول بما تمليه سيدتهم أمريكا.
ولا يخرج اجتماع السبت 10/12/2016م بين الروس و الأمريكان في جنيف عن كونه إحدى حلقات التآمر الأمريكي على ثورة الشام، عقدته أمريكا مع روسيا إحدى أدواتها في سوريا، بغية تبادل المعلومات العسكرية والأمنية عمّا تمّ إنجازه على الأرض، وما يجب أن يكون عليه الوضع في المستقبل القريب، وكيفية وضع الترتيبات اللازمة للوصول إليه.
وعلى الرغم من أنه لم يصدر شيء عما تم التباحث حوله في هذا الاجتماع حتى كتابة هذه الكلمات عصر الأحد إلا أن ما سبقه ورافقه من أحداث وتصريحات مختلفة توحي بما يجب أن يكون التباحث قد تم حوله فيه.
فاجتماع جنيف هذا يأتي في أعقاب هجمة شرسة تشنها روسيا ومرتزقة النظام وإيران على أحياء مدينة حلب الشرقية المحررة، حيث استطاعوا، بعد عدة انسحابات من قبل الفصائل المرابطة في هذه الأحياء منذ بضع سنين، استطاعوا إعادة احتلال نحو ثلاثة أرباع الجزء المحرر من المدينة.
ويلحظ المراقب أن الهدف النهائي من هذه العملية اليوم ليس هو إخراج الثوار من مدينة حلب فحسب وإنهاء القتال على جبهتها، كما حدث في عدة أماكن قبلها، وصرح به وزير الخارجية الروسي قائلاً: "إن الضربات ستستمر طالما بقيت هناك عصابات في شرق حلب"، مضيفاً: "إن العالم يتفهم ذلك ويتفهمه شركاؤنا الأمريكيون". وإنما الهدف منها هو الوصول مع فصائل الثوار إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تعقبه عودة سريعة إلى طاولة المفاوضات.
حيث حثّ عراب المشروع الأمريكي في سوريا، المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، في مقابلة له مع البي بي سي، حث بشار الأسد على بدء مناقشات جادة بشأن مستقبل سوريا السياسي، وعبر عن اعتقاده بأن مصير مدينة حلب السورية في خطر. واعتبر في المقابلة أن "إبرام اتفاق يسمح بإجلاء المدنيين والمقاتلين من مناطق وجودهم شرقي حلب سيكون إنجازاً كبيراً من شأنه تجنب المزيد من الدمار وإراقة الدماء". وقال أيضاً: "إنه من المرجح أن تسيطر قوات الجيش السوري على مدينة حلب قريباً". ونبه إلى أن "مباحثات السلام وحدها يمكنها إنهاء الحرب في سوريا".
أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقد قال في وقت سابق على الاجتماع: "إن الاتفاق المحتمل حول حلب ينتظر حسم قضايا عدة مع موسكو، وأكد أن هناك أملاً في التوصل مع موسكو لاتفاق وقف نار في حلب".
وعن اجتماع جنيف نفسه فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "هناك تقارباً جديداً مع واشنطن حول حلب، وأنه اتفق مع نظيره الأمريكي جون كيري على إجراء مشاورات على مستوى خبراء البلدين بشأن تسوية أزمة حلب السبت في جنيف". روسيا اليوم.
وكان جون كيري قد أعلن مساء الجمعة في باريس عن اجتماع السبت في جنيف لخبراء روس وأمريكيين، لمحاولة "إنقاذ حلب من دمار تام"، عبر وقف لإطلاق النار وإجلاء المدنيين والمسلحين، وإدخال مساعدات إنسانية. فرنسا 24.
أما أن الهدف النهائي لهذه الأعمال العسكرية هو إعادة إحياء مسار المفاوضات التي يجب أن تفضي إلى الحل السياسي الأمريكي، فقد عبر عن ذلك بصراحة مارك تونر نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، حيث قال: "حتى لو استعاد النظام السوري حلب بدعم روسي فلن يضع هذا حداً للعنف. ولهذا ما يهمنا هو توفير المناخ الملائم للمفاوضات السياسية في جنيف".
وكانت أولى النتائج المباشرة لهذه العملية - حتى قبل معرفة نتائج اجتماع جنيف - هو تصريح وزير الخارجية الفرنسي بعد اجتماع من يسمون أنفسهم "أصدقاء سوريا" في باريس بأن المعارضة السورية مستعدة للعودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وكان دي ميستورا قد مهد الطريق لبحث إمكانية خروج "كل المقاتلين" من شرق حلب في اجتماع ثلاثي يجمعه مع ممثلين للولايات المتحدة وروسيا في جنيف اليوم (السبت)، مشيراً إلى ضرورة معالجة "خروجهم الطوعي إن هم أرادوا ذلك، إلى الوجهة التي يختارونها مع عائلاتهم". وأكد دي ميستورا "ضرورة الانفتاح على إمكانية" هذا السيناريو و"العودة إلى العملية السياسية"، وقال إن الوقت الآن هو الوقت المناسب للنظر بجدية في استئناف المحادثات السياسية لأن النصر العسكري لن يؤدي إلى السلام". صحيفة الحياة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد حث المعارضة السورية السبت 10 كانون الأول/ديسمبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط، معلنا أن الحل يجب أن يكون سياسياً. ودعا كيري روسيا من جانب آخر، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع باريس لـ"أصدقاء سوريا"، إلى توفير ضمانات للمقاتلين الفارين من شرق حلب، وأشار إلى أن المسلحين سيواصلون القتال حتى الموت لعدم ثقتهم بالقوات الحكومية". روسيا اليوم.
إذاً هذا هو ما تخطط له أمريكا: الضغط العسكري الإجرامي على مناطق سيطرة الثوار في حلب، ليس فقط لإخراج المقاتلين من المدينة، بل لتقديم المبررات الكافية لقادتهم لتقديم ما بقي في حوزتهم من تنازلات، وإعلان وقف لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع النظام بدون شروط مسبقة، حيث يستعيد النظام بها ما لا يمكن أن يستعيده بالقتال. وما اجتماع جنيف بين الأمريكان والروس إلا حلقة جديدة من حلقات التآمر الغربي الاستعماري على ثورة أهلنا الصامدين في الشام، لبحث ما تم إنجازه، وما ينبغي الوصول إليه، وكيفية تحقيقه.
هذا ما يخططون له ويمكرون، أما ما الذي سيحدث، فحتماً مزيد من الدماء والأشلاء في شامنا المباركة حتى يدرك الناس عامةً والمجاهدون خاصةً مسؤولياتهم، ويصححوا مسار قادة فصائلهم، ويدفعوهم دفعاً إلى فك الارتباط بأعدائهم وأعداء ثورتهم، والاعتصام جميعاً بحبل الله، بالتوحد على مشروع الإنقاذ الرباني، والسير خلف قيادة حَمَلَته، مشروع الدولة التي ستكون بإذن الله خلافة على منهاج النبوة، المشروع الذي يحمله لهم إخوانهم في حزب التحرير.
كتبه لجريدة الراية: عبد الحميد عبد الحميد / رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 14 كانون الأول\ديسمبر 2016م
المصدر: http://bit.ly/2hKMnCj