press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

art120817

عندما انطلقت ثورة الشام من مساجد الشام، وكان هدفها بحقٍّ هو إسقاط النظام، اكتسبت هذه الثورة والقائمون عليها حاضنة شعبية منقطعة النظير، واشتد عودها أكثر فأكثر عندما بدأت تتبلور رؤيتها وتطلعاتها، فنادت بإعادة حكم الإسلام بحقٍّ من جديد، وأبدع كل من مكانه في المشاركة المؤثرة في هذه الثورة ودفعها قدماً للأمام كل حسب طاقته وإمكانياته.. وبعد دخول الأموال المسمومة التي كانت من أخطر الخناجر التي طعنت الثورة، وما سببته من برود في الجبهات إلا جبهات الاقتتال مع إخوة السلاح والدرب، ومع تحول الواقع إلى مهادنة النظام ومفاوضته اللتان تثبتان أركانه بدل إسقاطه فقدتْ ثورة الشام زخمها الأول وخسرت تأييد جزء كبير من أبناء الأمة لها بعدما رأوا المخلصين يقدمون الدماء والأشلاء والتضحيات بينما ضعاف النفوس يتاجرون بها في أسواق النخاسة في أستانة وجنيف..
فيا رجال الإسلام على أرض الشام: أما آن لهذا الحال أن يتغير لحال يرضي الله ورسوله وأهل الشام يشفي الله به صدور قوم مؤمنين؟!

ألا إن لكل داء دواء، وإن دواء ما وصل إليه حالنا هو أن نعود إلى الحل الأصيل لا البديل فنتبعه ونهتدي بهديه، حل مسطور في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، باجتماع الأمة على مشروعِ خيرٍ من صميم عقيدة الإسلام، مشروع له رجاله ومقومات نجاحه .. مشروع يوحد الأمة بعد أن مزقتها أموال الداعمين ومؤامرات الذئاب ومؤتمراتهم، مشروع يحيي جذوة الثورة بعد أن كادت تئدها رمال جنيف وأخواتها، مشروع يسير بالأمة ومعها بإذن الله إلى النصر والتمكين رغم أنف المجرمين، وقبل ذلك وبعده هو مشروع مؤيد بإذن الله من رب العرش سبحانه الذي أمر عباده بالاعتصام بحبله لا بحبائل الأمريكان وحكام تركيا والخليج الذين ما زادوا ثورة الشام إلا رهقا بعدما زعموا صداقة أهلها وهم لها ألد الأعداء.وإن النصر لحليف المؤمنين بإذن الله مهما بلغ أذى المجرمين ومهما تمادى في غيه كل حاقد على الإسلام وأهل الشام.ثقوا بالله ووعده ونصره .. وكونوا لذلك من العاملين تفوزوا في الدنيا والآخرة بإذن الله.قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وقال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
ناصر شيخ عبدالحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا

alraiah190417

تمر الأحداث يوماً بعد يوم بين الأمل والألم؛ أمل بأعمال جادة تعيد الثورة إلى مسارها الصحيح؛ فتمنع إجهاضها وتقرب من نهاية نظام طاغية الشام، وألم يتمثل بمئات الشهداء والجرحى يتساقطون بشكل يومي ليتحولوا إلى أرقام مجردة عن أي إحساس بالمسؤولية أو شعور بالإنسانية، وبين هذا وذاك يستمر قطار الحل السياسي في المسير؛ وتستمر الرحلات اليومية لطائرات الموت التي تلقي حممها على كامل المناطق المحررة دون تمييز، ومن بين غبار التدمير ورائحة الموت يقفز إلى الذهن سؤال لا بد من الإجابة عليه، فالكل بات يدرك أن الذي يحمي طاغية الشام من السقوط هي سيدته أمريكا؛ فهو بلا شك عميلها المخلص يسير وفق أوامرها، والكل بات يدرك أيضا سير الكثير من قيادات الفصائل في ركب الداعمين؛ الذين هم بدورهم يلعبون دورا مهما في تقييد هذه القيادات واستنزاف طاقات الفصائل من خلال الخطوط الحمر التي رسمتها لهم أمريكا... هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد السياسي فمعروف أيضا أن الذين يشاركون في مؤتمر أستانة
أو مؤتمر جنيف هم من الذين نالوا رضا أمريكا بعد أن قدموا لها فروض الطاعة وبعد تجارب ولاء كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، السير في طريق الهدن، والالتزام بالخطوط الحمراء، مرورا بالمشاركة في مؤتمر الرياض، وصولا إلى الدخول في مفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا لم تستطع أمريكا إجهاض ثورة الشام حتى الآن؟

وللجواب على هذا السؤال لا بد من استعراض سريع لمجربات الأحداث... فلا شك أن أمريكا تدرك جيداً منذ البداية خطورة خروج الأمور عن السيطرة، فعملت على الحفاظ على عميلها طاغية الشام ريثما ترتب أوراقها؛ بحيث تستطيع نقل السلطة منه إلى العميل الجديد بشكل آمن، فكان لا بد من مجموعة أعمال تصب في هذا الهدف، فحاولت تشكيل قيادة سياسية موالية لها تحصر فيها تمثيل الثورة، كما حاولت تجميع بعض القوى العسكرية خلف هذه القيادة بأساليب شتى لسنا بصددها الآن؛ لتستخدمها كلما دعت الحاجة لإنجاز مهمة معينة كاقتتال داخلي هنا أو حراسة معينة هناك للخطوط الحمراء التي بات يعرفها الجميع، أو فتح جبهات ثانوية تستنزف الطاقات دون جدوى؛ وتطيل من عمر النظام المتهاوي، وبين هذا وذاك حرصت أمريكا على إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ؛ فأعطت الضوء الأخضر لعميلها طاغية الشام، وأطلقت يديه في القتل والتدمير بكافة الأسلحة؛ بل وساندته بقوات مرتزقة من كل حَدَبٍ وَصَوْبٍ والتي كانت حريصة على تدمير البنى التحتية كافة من مستشفيات ومساجد ومدارس وأفران وجسور وطرقات... وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن العائق الأساس للمخططات الأمريكية هي الحاضنة الشعبية والمستهدف الأول والعدو الحقيقي هم هؤلاء المدنيون الذين صمدوا وثبتوا أمام كل التحديات، بل وأفشلوا كل المخططات، فكان كل هذا الإجرام وكان كل هذا التدمير وذلك لكسر إرادتهم وتركيعهم للقبول بالحل السياسي الأمريكي؛ والخضوع لأية قيادة مستقبلية تفرض عليهم.

نعم إن الذي يدرك أهمية الرأي العام وقوة الحاضنة الشعبية وقدرتها على التغيير؛ لا بد وأن يركز كل طاقاته عليها، فالقوة بلا حاضنة لا قيمة لها، والحاضنة بلا قوة تحميها لا شك ستتعرض إلى كثير من الضغوطات، ولكن ينبغي أن يكون هناك انسجام بين القوة والحاضنة الشعبية وأن تتوحد على مشروع سياسي إسلامي وأن تسير في طريق رسول الله ﷺ، عندها لن يثنيهم أحد عن بلوغ هدفهم المنشود، وهذه الحقيقة يدركها الغرب الكافر الذي حاول بكل ما يملك من قوة وبأساليب مختلفة فصل القوة عن حاضنتها الشعبية؛ التي تعتبر بيضة القبان وصمام الأمان لكل عمل يستهدف تغيير المجتمع، فيجب على أهل القوة أن يعوا ذلك فيسيروا مع أمتهم بعيدا عن ضغوطات الداعمين وطريقهم التي تؤدي إلى الهاوية، كما يجب على الحاضنة الشعبية أن تعي ذلك أيضا وأن تدرك مدى قوتها وتأثيرها؛ فعليها أولاً تقع مسؤولية التغيير، وهي التي تدفع الثمن غاليا، فلا بد لها أن تتحمل هذه المسؤولية، فقد أناط الله سبحانه وتعالى السلطان بها، فهي صاحبة السلطان ولا يصبح أحد رئيسا أو خليفة إلا إذا ولاه المسلمون، كما أوجب عليها المحاسبة، قال رسول الله ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ»، وهي الخاسر الأول والأخير في أي تنكُّب أو صمت، وخاصة وهي ترى تآمر العالم عليها ومهزلة مجلس الأمن الذي يمنع قراراته مسرحية الفيتو الروسي كلما ادعى اتخاذه لأي إجراء ضد طاغية الشام، حيث استخدمت روسيا الفيتو للمرة الثامنة في عمر الثورة في آخر اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء 12/4/2017م...

وأخيرا لا بد لمن سار في طريق التغيير من الصبر والثبات وتحمل الصعاب، فهي بلا شك طريق وعرة محفوفة بالآلام والأوجاع لكن نهايتها فوز ونجاة، ولا بد لمن سار في هذه الطريق أن يكون له موقف واضح من كل حادث؛ وأن يرفع صوته عاليا كلما أحس انحرافا في الطريق أو تنكباً في المسير، وأن يأخذ على أيدي كل من تسول له نفسه خرق سفينة الثورة فالكل بلا شك في مركب واحد ومصيرهم واحد إما النجاة وإما الهلاك، قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ فصارَ بعضُهم أعلاهَا وبعضُهم أسفلَها وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصَيبِنا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعاً، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجوْا ونجوْا جَمِيعاً».


 كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المصدر: http://bit.ly/2oquGul

art040417

يدرك أهل الشام يوماً بعد يوم كذب وخداع ما يسمى بالمجتمع الدولي بعد أن عاينوا عهودهم الكاذبة وتصريحاتهم الجوفاء، وقد كان الكثير من أهل الشام يعقد الآمال في تدخل دولي لإنقاذهم بعد أن بطش النظام بهم فور بدء الثورة، ولم لا فهي ثورة ضد نظام ديكتاتوري طاغية لا يتورع عن استخدام جميع أنواع الأسلحة وشتى أصناف القمع والتعذيب للبقاء في السلطة، وما كان هذا الرجاء إلا لما سمعوه من تصريحات كثيرة ساهمت في احياء الآمال بتدخل إقليمي أو دولي يسقط النظام ويترك للشعب اختيار نظامه بنفسه، وفيما يلي أهم أمثلة عن ذلك:


- التصريحات العديدة للمسؤولين الأمريكيين في إدارة أوباما، بأن بشار فقد شرعيته، وأن أيامه في السلطة باتت معدودة.
- تصريح الرئيس التركي (وكان رئيس للوزراء في ذلك الوقت) بأننا لن نسمح بحماة ثانية في سورية.
- التلويح بضربة عسكرية للنظام السوري بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام 2013م، وقد تفاءل أكثرية أهل الشام بتدخل عسكري غربي، شبيه بما حدث بتدخل النيتو ضد نظام القذافي عام 2011م.
- مئات التصريحات (إن لم نقل الآلاف) الصادرة عن المسؤوليين الأمريكيين والأوربيين والسعوديين والأتراك والقطريين وغيرهم بأن أي حل سياسي في سورية يجب أن يقضي برحيل بشار عن السلطة، وأنه من غير المقبول أن يبقى في السلطة بعد كل هذه المجازر التي قام بها.
إن ما ذكر سابقاً هو على سبيل المثال لا الحصر، فالمتابع لثورة الشام يجد نفاقاً وتآمراً من قبل الحكومات التي تدعي نصرة الشعب السوري القريب منهم قبل البعيد، لكن وبعد وصول ترامب إلى السلطة اختلف الأمر، فهو لا يختلف عن سلفه أوباما في نظرته إلى الثورة السورية إلا في الأسلوب، فأوباما يصرح أنه ضد النظام وهو يدعمه في الحقيقة، أما ترامب فلا يستحيي من دعمه علناً، واعتباره شريكاً في مكافحة "الإرهاب"، وفي سبيل كسر الإرادة الشعبية في الشام لاستمرار الثورة واسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، بدأت التصريحات والأفعال المضادة لما سبق، لنرى التالي:
- تصريحات إدارة ترامب الجديدة بأن رحيل بشار ليس أولوية للحل السياسي في سورية، بالتالي فبقاؤه على رأس النظام لإدارة الفترة الانتقالية مقبول علناً، وإن كانت أمريكا مستعدة للإطاحة بشخص بشار والابقاء على النظام بجيشه ومخابراته، فالمهم هو بقاء نفوذها ولا يهمها شخص العميل.
- التحول الدرامتيكي في العلاقات التركية الروسية والتي كان جون كيري مهندسها، فبعد لقاءات: لافروف - كيري المكوكية، بدأت لقاءات: لافروف - أوغلو، والتي أنتجت الاتفاق الثلاثي: الروسي الإيراني التركي، والذي يضم جهتين منخرطتين مباشرة في قتل الشعب السوري وهما روسيا وإيران، وفي الطرف الآخر تركيا التي تعتبر الداعم الأكبر للثورة السورية، انتج هذا الاتفاق ما سمي زوراً وبهتاناً: الهدنة، ومن ثم مفاوضات استانا التي ترفع شعار بقاء النظام.
- أخيراً وليس آخراً مجزرة خان شيخون الكيماوية، والتي هي رسالة للشعب السوري الثائر، أن آمالكم في المجتمع الدولي قد تحطمت، ها نحن نستخدم ذات الأسلحة المحرمة دولياً بعد أربع سنوات من استخدامها في الغوطة، ولن ينصركم أحد كما لم تنصروا سابقاً، ليس أمامكم إلا القبول بالإستسلام المسمى بالحل السياسي، وبقاء النظام في السلطة.

نعم إن كسر إرادة الشعب السوري المسلم هو الهدف، لكن كل شخص عاش تحت حكم عائلة الأسد يعرف جازماً بأن هذا النظام لن يفي بعهوده، وأنه سينتقم شر انتقام من كل من شارك بالثورة وأيدها، وسيكون عدد الشهداء في سجون النظام مستقبلاً أكبر من الشهداء الذين سقطوا حتى الآن (لا قدر الله)، نعم يجب أن يتحطم رجاؤنا بنصرة المجتمع الدولي ولكن ليس من أجل الإستسلام والقبول بالحلول المطروحة، بل من أجل أن نتوجه بالكلية نحو الله عز وجل، ((...فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) فاطر (1)، الذي لا يخلف وعده قال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) النور (55)، وهذا لا يكون إلا باخلاص النية له وحده جل جلاله، وأن نتوحد على هدف يرضيه وهو إسقاط نظام الإجرام والطغيان في الشام وإقامة نظام الإسلام بدلاً عنه لتكون الشام المدينة المنورة الثانية، ولتحقيق هذا الهدف لابد أن ننقطع بالكلية عن طلب العون من أعدائه فلا يمكن أن تكون جندياً من جنود الله وأنت تأخذ راتبك الشهري من أعدائه، سواء كانت أمريكا أو أوربا بشكل مباشر أو عبر عملائهم في المنطقة، فإن فعلنا ذلك فيجب أن نثق بتحقيق وعد الله تعالى في قوله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)) محمد (7-8).

ينصرنا تعالى كما نصر كما نصر المؤمنين في معركة بدر وهم قلة، حيث أن الناظر لقلة عدد وعدة المسلمين، وكثرة وإمكانات الكفار يدخل الخوف في قلبه ويساوره الشك في نصر الله بسبب هذا الواقع الأليم، حدث ذلك قبيل معركة بدر و يحدث اليوم في سورية، فأمد رب العزة المسلمين في بدر بألف من الملائكة مردفين، وسيمدنا عز وجل متى شاء بملائكته إن نحن نصرناه، قال تعالى: ((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴿۹﴾ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿۱۰﴾ )) الأنفال (12)، وقد علق الحافظ بن كثير في كتابه البداية والنهاية على عدد الملائكة بأنه لتثبيت قلوب المسلمين فقط والعبرة بقدرة الله وجل، فقال: "وقد كانت جملة من قتل من سراة الكفار يوم بدر سبعين، هذا مع حضور ألف من الملائكة ، وكان قدر الله السابق فيمن بقي منهم، أن سيسلم منهم بشر كثير، ولو شاء الله لسلط عليهم ملكا واحدا فأهلكهم عن آخرهم، ولكن قتلوا من لا خير فيه بالكلية، وقد كان في الملائكة جبريل، الذي أمره الله تعالى فاقتلع مدائن قوم لوط وكن سبعا، فيهن من الأمم والدواب والأراضي والمزروعات، وما لا يعلمه إلا الله، فرفعهن حتى بلغ بهن عنان السماء على طرف جناحه ثم قلبهن منكسات، وأتبعهن بالحجارة التي سومت لهم، كما ذكرنا ذلك في قصة قوم لوط فيما تقدم "*

يا أهل الشام، لنعد إلى شعار ثورتنا الأول: يا الله مالنا غيرك يا الله.


* الحافظ ابن كثير، البداية والنهاية، المجلد الثاني، الجزء الثالث، ص322، دار الحديث القاهرة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي

alraiah050417

أنهى النظام التركي مهمته في تسليم حلب بنجاح؛ حيث أعلن عن إنهاء عملياته المسماة درع الفرات والتي لم تحقق أي مكسب لثورة الأمة في الشام؛ بل على العكس استنزفت طاقات الكثير من الفصائل في معارك جانبية تخدم مصالح النظام التركي وسيده الأمريكي، ولا تصب في إسقاط طاغية الشام، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ يعمل على زرع الكراهية بين العرب والتركمان من جهة وبين الأكراد من جهة أخرى في المناطق التي سيطر عليها عن طريق اللعب على وتر القومية النتن حيث شهدت المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل درع الفرات مظاهرات ضد الأكراد ليدق إسفينه بين الفرقاء ويجعل من (العرب والتركمان) وقودا لتحقيق مصالحه في منع قيام كيان كردي على حدوده.

إن المتتبع للأحداث والتصريحات يجد أن هنالك تحضيرات لعملية واسعة على محافظة إدلب آخر قلاع ثورة الأمة في الشام؛ حيث أضاف قائد سلاح البر الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، في تصريح له خلال مؤتمر عقد في واشنطن حول الحروب في المستقبل الثلاثاء، 21 آذار/مارس 2017، "نحن نشهد على الأرجح تغيراً جوهرياً في الميادين التي ستجري فيها الحروب" إذ إن ساحات الوغى ستنتقل من أراضٍ خالية إلى مناطق حضرية "مكتظة بالسكان". أضف إلى ذلك تأكيدات روسيا نشر قوات لها بمنطقة عفرين الخاضعة لقوات كردية سورية في ريف حلب الغربي وامتدادها نحو ريف إدلب الشمالي بحجة منع حصول صدام محتمل بين حلفائها الأكراد وبين القوات التركية والجيش السوري الحر، بالإضافة إلى تصريحات قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو، الذي لم يستبعد توجه «قوات سوريا الديمقراطية» بالتعاون مع فصائل في «الجيش الحر» وعشائر، وبدعم جوي روسي، إلى إدلب لقتال «فتح الشام» فيها. بالإضافة إلى فرض «غرفة العمليات العسكرية» التي تديرها «وكالة الاستخبارات المركزية» الأمريكية (الموم) على جميع فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» الاندماج في كيان واحد، في خطوة تمهد إلى اقتتال بين الفصائل المصنفة بين الاعتدال والتطرف وهذه عادة الغرب في استخدام المسلمين بعضهم ضد بعض لتحقيق مصالحه، أضف إلى ذلك ما نشرته وسائل الإعلام حول اتفاق ممثلين عن قطبي جيش الفتح (حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام) مع وفدٍ قوامه "الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني" بوساطةٍ قطريةٍ على إخلاء سكان "كفريا والفوعة" في ريف إدلب، مقابل إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا وبلودان بريف دمشق والمئات من المعتقلين لدى النظام السوري. ومن المتوقع أن يتم إخراج المدنيين من كفريا والفوعة والإبقاء على العسكريين لاستخدامهم في أي هجوم محتمل على محافظة إدلب وخاصة مع الكم الهائل للأسلحة التي تلقيها الطائرات على هذه المناطق بين الفينة والأخرى.

وبهذا يكون التحضير للسيطرة على آخر قلاع ثورة الأمة في الشام جارياً على الصعد كافة ريثما تنتهي الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على مدينة الرقة مستخدمة قوات حماية الشعب الكردية كرأس حربة في هذا الصراع الدامي، هذه المدينة التي باتت تشهد استعدادات من تنظيم الدولة لمغادرتها متجها إلى مدينة دير الزور شرق سوريا، وبين هذا وذاك يستمر مسلسل المفاوضات حيث أنهى حلقته الخامسة دون الوصول إلى شيء سوى الاتفاق على عرض حلقة جديدة من حلقاته الهزلية؛ يتخلله فاصل إعلاني يتم الدعاية فيه إلى منتج أمريكا المدلل طاغية الشام، وبأن إزاحته عن السلطة ليس من أولوياتها حيث قالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة «إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة»، وكعادتها جعلت الشعوب شماعة لتمرير المؤامرات تحت شعار حق تقرير المصير وأنها هي من تقرر مستقبل هذا المنتج.

لا شك أن إزاحة طاغية الشام لم يكن يوماً من أولويات أمريكا وليس من المتوقع من عدوة الإسلام والمسلمين غير ذلك؛ بل كانت محاربة ما تسميه (الإرهاب) هي الأولوية لها في كل مكان وزمان، وقد مارسته عملياً في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها من الأماكن، كما مارسته منذ انطلاقة ثورة الشام، بل وجرّت خلفها المجتمع الدولي وقيادات الكثير من الفصائل وهذا لا يحتاج إلى كثير شرح، فاستطاعت من خلال حربها على ما أسمته (الإرهاب) أن تدمر البلاد وما تحتويه من بنى تحتية وقتل الكثير من المسلمين بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ وتشريدهم، حيث أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تجاوز عدد لاجئي سوريا الفارين من الحرب في بلادهم التي دخلت عامها السابع خمسة ملايين شخص، في ما وُصف بأكبر أزمة للاجئين في العالم. وبهذا يتبين أنه لا همّ للغرب سوى قتل المسلمين وتشريدهم وتدمير بلادهم وما ذلك إلا لغياب إمام المسلمين الذي يدافع عنهم ويرعى شؤونهم، قال رسول الله ﷺ: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به»، فلا بد لكل مسلم أن يدرك هذه الحقيقة وأن يتخذ الغرب عدواً له وأن يقطع أي صلة له به أو بعملائه، ويعمل جاهداً وفق طريقة رسول الله ﷺ لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم وتنسي الغرب وساوس الشيطان وما ذلك على الله بعزيز.


 كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 5 نيسان\أبريل 2017م
المصدر: http://bit.ly/2nUSyaR

alraiah290317

منذ أن انطلق التحرك الأخير في حي جوبر بالعاصمة دمشق عبر معركة "يا عباد الله اثبتوا" يوم الأحد التاسع عشر من آذار/مارس الجاري بمشاركة عدة فصائل، وما زالت المعارك مستمرة، وقد حققت انتصارات كبيرة مع انطلاقتها بالسيطرة على المنطقة الصناعية الواقعة بين حي جوبر وحي القابون المحاصر، ووصلت المعارك إلى حي العباسيين وتمت السيطرة على كراجها الشهير والذي لا يبعد كثيراً عن وسط العاصمة دمشق وأحيائها القديمة، هذه المعركة وعلى ضآلة عدتها وعتادها إلا من الإيمان المطلق بنصر الله، جيشت المشاعر وألهبت الثورة من جديد وأعادت لها البريق، في الوقت الذي كانت تمر فيه قبل أيام ذكرى إكمال عامها السادس، وسط تشاؤم كبير من حاضنة الثورة تبع سقوط حلب المدوي وتهجير آخر أحياء حمص عاصمة الثورة، باتفاقات دولية وخذلان كبير ممن يدّعون دعمها وعلى رأسهم النظام التركي.

وترافق هذا الحدث العسكري الكبير مع تحركات سياسية ودبلوماسية، أصرّ فيها رئيس وفد التفاوض نصر الحريري في تصريح صحفي على التمسك ببحث الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254، والتركيز على المضامين من أجل الوصول إلى الانتقال السياسي لمحاربة (الإرهاب)، وهذه المضامين هي السلال الأربع التي يعمل عليها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي خرج عن صمته وطالب الجميع بالتوقف عن القتال والتوجه إلى جنيف للوصول إلى حل سياسي حقيقي، وهو ما لم يسمعه أهل الشام عند كل تقدم للنظام من هذا المبعوث، إلا إن كان التقدم من طرف الثوار، في صورة تعكس حقيقة مهمة هذا المبعوث، وفعلاً عقدت الجمعة الجلسة الخامسة في ماراثون جنيف دون أن تخرج عن شيء جديد سوى الاتفاق على جنيف آخر بموعد جديد.

لكن التحرك العسكري الأخير وهو اللافت هذه المرة أكثر، وهذا التقدم أعاد الدماء في عروق الثورة والثائرين من جديد، وأعطى للثورة زخماً كانت تحتاجه في ظل التآمر الدولي الكبير عليها منعاً لانتصارها، وإشاعة اليأس في نفوس أهل الشام، في المقابل وعلى الطرف الآخر كشف هذا الحراك ضعف النظام وتهاويه في عقر داره، تحت ضربات الثائرين رغم كل ما يمتلكه من عدة وعتاد ومليشيات مستوردة من كل أصقاع الأرض، وطبعاً هذا عائد لأسباب عدة: أهمها أن النظام الذي لا يمثل أهل الشام كان يركن إلى الواقع الدولي وضماناته بأن الثورة لن تصل إلى العاصمة بل على العكس كانت مكنسة التهجير تسير بخطىً متسارعة نحو تنظيف حزام دمشق من الثائرين، برعاية أممية، وكانت قوات النظام قد انتقلت إلى أطراف حيي القابون وبرزة تحاول إحكام الحصار بغرض فرض الاستسلام عليها ومن ثم يجري عليهم ما جرى على من قبلهم في داريا وقدسيا والهامة وغيرها، بالخروج إلى محافظة إدلب.

وما كاد النظام أن يسترد وعيه من صدمة العاصمة حتى بدأ الثوار معركة جديدة بقيادة هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش السوري الحر في ريف حماة الشمالي وحددت هدفها بتحرير مدينة حماة، فشكلت صدمة متناهية للنظام وهو يرى تساقط المناطق والحواجز والثكنات بيد الثائرين دون أن يستطيع إيقافهم، ما دفع السفير الروسي بمكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافيكين إلى تحذير من سماهم مخترقي وقف إطلاق النار، من "مصير لا يحسدون عليه" سينتظرهم في حال واصلوا الانتهاكات، وترافقت هذه التصريحات مع محاولات عدة للضغط على الثوار لإيقاف المعارك بحجج عديدة، لكن كل ذلك لم يفت في عضد الثوار عن مواصلة تقدمهم، ما استدعى من نظام أسد أن يستعيد عدداً كبيراً من قواته من عدة جبهات للدفاع عن العاصمة كان أبرزها انسحاب قواته من مدينة تادف بالريف الشرقي لحلب، بالإضافة لأعداد كبيرة من المليشيات الطائفية العراقية واللبنانية بحيث يستطيع إيقاف التقدم باتجاه وسط دمشق، كما بدأت الطائرات الروسية بقصف عنيف جداً وبأعداد كبيرة على النقاط التي تقدم إليها الثوار، بكافة أنواع الأسلحة والصواريخ مستخدمة سياسة الأرض المحروقة حتى تتوقف الهجمة، كما استنفر النظام قواته في عدة مناطق بالتوجه إلى حماة حتى يوقف التقدم الحاصل على جبهاتها، لمنع الثوار من الوصول إلى المدينة ومطارها الاستراتيجي.

هذه التحركات الدراماتيكية التي حصلت في دمشق وحماة ومن قبلها في درعا كشفت حقائق عدة كان حزب التحرير "الرائد الذي لا يكذب أهله" سبّاقاً في كشفها لأهله في الشام أولها: أن النظام لا يسقط إلا في عقر داره في العاصمة، فالأفعى لا تقتل إلا بقطع رأسها، وهذه الحقيقة تؤكدها نظرية العالم المؤرخ ابن خلدون الذي قال قبل مئات السنين في القرن الرابع عشر (إذا غلب على الدولة من مركزها فلا ينفعها بقاء الأطراف والنطاق فتضمحل لوقتها، لأن المركز كالقلب تنبعث منه الروح، فإذا غُلب القلب انهزم جميع الأطراف)، ثانياً أن على الثوار أن يقطعوا علاقاتهم بالداعمين الذين تبين أنهم كانوا من أكبر أسباب انهزام الثوار وانحسارهم في كثير من المناطق، ثالثاً: أن النظام متهالك وهو أوهن من بيت العنكبوت ويعيش على أكسجين الدعم الخارجي والغطاء السياسي الدولي وعلى رأسه أمريكا، رابعاً: أن ثورة الشام متجذرة في وجدان أهل الشام، فما أن وصلت أخبار التحرك العسكري في دمشق وما تبعه من معارك في حماة حتى انطلق الناشطون والحاضنة الشعبية في مظاهرات تؤكد على مطالب الثورة وأولها إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام، وكان لشباب حزب التحرير الدور الكبير في هذا التحرك الشعبي، فهم القلب الذي ينبض بين جوانح أهله.

وخلاصة المشهد العسكري والسياسي أن الغرب وعلى رأسه أمريكا مستمرون في مؤامراتهم ومؤتمراتهم عن طريق أتباعهم حكام المسلمين، على ثورة الشام وأهلها الصابرين المحتسبين أجرهم على الله، بعد ست سنين وعيونهم ترقب دمشق بانتظار خبر إعلان إسقاط النظام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ومبايعة الخليفة الراشد على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أحمد معاذ، بتاريخ الأربعاء 29 آذار\مارس 2017م
المصدر: http://bit.ly/2o8lLSV