press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

جريدة الراية التسلط والجباية من حكومتي المحرّر جريمة بحق الثورة وحاضنتها

 

 

لا يخفى على كل متابع لمجريات ثورة الشام أن التضييق يشتد على الناس في معيشتهم وسكنهم؛ ففوق ما أصابهم من التهجير والنزوح، والعيش في المخيمات، لم تتوقف حكومات المحرّر في الشمال السوري سواء الإنقاذ أو المؤقتة، عن سن قوانين تفرض ضرائب ومكوساً على أطعمة الناس وآلياتهم وكلّ أحوالهم، وقبل ذلك محاولات فرض السيطرة والتسلط على الناس وسلب سلطانهم ومحاولة القضاء على جذوة الثورة في نفوسهم، ممن كانت الحاضنة تظنهم أملها في القضاء على نظام الإجرام والخلاص من الظلم والتسلط والإذلال.

فما هو الهدف الذي تسعى له هذه الحكومات المصنّعة على عين بصيرة، ومن ورائها فصائلها المرتبطة بتركيا أردوغان؟ وما هي النتيجة المرجوة من زيادة الضغط والتضييق على حاضنة ما تبقى من مناطق الثورة في الشمال السوري؟

إننا ندرك أن الناس تبغض نظام الإجرام الذي قتلهم وهجرهم من ديارهم، وهم يتمنون زواله واقتلاعه من جذوره في سرّهم ومكنونات أنفسهم أو بين الخواص والثقات خوفاً من بطشه قبل الثورة.

وما اشتعال الثورة وانتشارها كالنار في الهشيم إلا خير دليل على ذلك، وقد بذلت في سبيل الخلاص من هذا النظام المجرم الغالي والنفيس.

ولا تزال هذه الفكرة وهذا الشعور متأصلين في عقولها ونفوسها، لذلك نرى الأمل يتجدد في نفوس أبناء الحاضنة عند كل اقتحام أو معركة...

فإذا كانت المعركة وهمية من أجل تسليم الفصائل بعضَ المناطق المحررة للنظام المجرم تطبيقاً لبنود الاتفاقات الدولية، تجد سكان المنطقة التي يراد تسليمها تتجه شمالا بعيدا عن النظام وباتجاه عمق المحرر هرباً منه وخوفا من وصوله إليهم والبطش بهم، مخلفين ممتلكاتهم وبيوتهم وأرزاقهم، رافضين عيش الذل في حظيرة نظام الإجرام، ولكن يواجَهون بتسلط المنظومات الفصائلية والتشكيلات العسكرية المرتبطة وممارساتها، بالإضافة إلى ما تفرضه حكومتا المحرر (الإنقاذ والمؤقتة) من ضرائب ومكوس حتى على قوت الناس، فتمارسان الظلم بعقلية الجباية التي تغيب عنها عقلية الرعاية!

إن التذمر من تسلط هذه الحكومات ليس حبّاً بالنظام المجرم ولا حنيناً للماضي المظلم، بل دهشة مَن صُدم بمن كان يظنهم أمله في الخلاص من الظلم، ولكنهم كانوا يحاكونه في أمنيّاتهم ومكوسهم وتسلطهم وظلمهم، فلا نجد لهذه الممارسات تفسيرا إلا أنها حرب نفسية تمارَس على أهل الشام لكسر عزيمتهم وتثبيط هممهم واقتلاع فكرة إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه من نفوسهم.

إن من نافلة القول أن نقول إن ثورة الشام خرجت على النظام العالمي بأسره والمنظومة الدولية بتشابكاتها والأسرة الدولية بوصفها أس الداء ورأس البلاء، والتي أذاقت البشرية ويلات الرأسمالية المتوحشة، فجاءت الثورة نقية الهدف متبلورة الفكرة نوعا ما، ورفعت شعارات آذنت بسقوط النظام العالمي وعودة الإسلام العظيم بدولة تسود العالم وتقوده وتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، فكانت ثورة تغيير جذري انقلابي أرعبت الدول كلها، فأجلبت عليها بخيلها ورجلها لتمكر بها وبأهلها، وبدأ التآمر على أهل الشام سياسيا وعسكريا أوصلهم بسلسلة انتكاسات عسكرية واقتتالات فصائلية والغرق في مستنقع المال السياسي القذر لتحقيق مصالح شخصية ومشاريع ضيقة، فوصلوا بالثورة إلى بقعة ضيقة تسمى المحرر بل هي المكبل!

وقد مورس فيها تضييق ممنهج بدأ بتسليم مساحات زراعية شاسعة للنظام كانت تمثل سلة غذائية هائلة، مرورا بسرقة أموال الناس بمكوس وضرائب واحتكار الوقود وإرهاقهم حتى في لقمة عيشهم، وما ذلك إلا لترويض الناس بفيروس اليأس والقنوط والصدمة التي تحصل عندما تجد أن زورق النجاة الذي تركبه يقوده فريق من القراصنة... كل ذلك من أجل البدء بخطوات عملية للحل السياسي الأمريكي الذي يهدف للقضاء على ثورة الشام وإعادة الشرعية لنظام الإجرام في دمشق.

لقد بان لكل ذي عينين أن ما يحصل من ظلم وتضييق على الناس حتى في لقمة عيشهم إنما هو منهجية مدروسة لخنق الناس وجعلهم يندمون على ثورتهم فيقدموا التنازلات تلو التنازلات ليقبلوا بأي حل يحوكه لنا أعداؤنا.

إذن هي لعبة دولية ومؤامرة واضحة وجب على أهل الشام أن يحبطوها بعودة ثقتهم بالله ناصر المؤمنين، وترتيب صفوفهم من جديد لاستعادة سلطانهم المسلوب والعودة بالثورة لسيرتها الأولى "هي لله" و"لن نركع إلا لله" و"قائدنا للأبد سيدنا محمد"، وأن تضع نصب عينيها إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام، متخذة الخطوات العملية التي من شأنها أن توصل إلى الهدف المنشود بهدم المنظومة الفصائلية المرتبطة بالدول، والسير خلف قيادة سياسية تملك مشروع خلاصهم؛ مشروعاً يرضى عنه رب العزة "خلافة راشدة على منهاج النبوة"، وعند ذلك تتحقق كفالة الله تعالى لنا فنحقق خلاصنا وعزنا وفوزنا في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.

كتبه: الأستاذ عامر السالم

 

جريدة الراية:https://bit.ly/2CvL21H

 

 

872020raya2

 

 

كل من يتابع الأحداث السياسية في العالم وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص يدرك حرص الإدارة الأمريكية على نظام أسد في سوريا، وهذا له أسباب تتعلق بالطرفين؛ فحافظ أسد هو من ثبّت نفوذ أمريكا في سوريا، وأزال النفوذ الإنجليزي منها، بالإضافة لموقع سوريا الاستراتيجي المهم في قلب البلاد الإسلامية، الذي يعطي أمريكا ورقة مهمة في العالم.

إن السياسة الأمريكية منذ صعودها ودخولها ساحة الصراع الدولي بعد انتصارها مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتفردها لاحقاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بمركز الدولة الأولى في العالم بدون أي منافسة، تتبع سياسة إدارة الأزمات، أي أنها عندما تواجه مشكلة أو أزمة بأي شأن من شؤونها وفي أي منطقة من مناطق نفوذها في العالم، فإنها لا تعمل على حل هذه المشكلة أو الأزمة ومعالجتها، وإنما تقوم باستثمارها وامتطائها وإدارتها والاستفادة منها بأكبر قدر، بغض النظر عما تسبب هذه المشكلة من مصائب وضحايا ونكبات.

وهذا ما حصل ويحصل في قضية سوريا.

وقبل الدخول لموضوعنا يجب علينا استعراض بعض المحطات، وكيف تعاملت معها الإدارة الأمريكية، فهناك أحداث متقاربة ولافتة للنظر يجب ألا تغيب عن أذهاننا، وأن نتذكرها كي نعلم خبث الدور الأمريكي في إدارة جرائم عميلها أسد، وكيف تم تمييعها وتحويلها إلى قضايا تخضع لقوانين دولية غير فاعلة، لأسباب تفرضها الدول المتحكمة في هذه المحاكم والمحافل الدولية.

وأولى هذه الجرائم هي جريمة مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق حيث عمدت أمريكا وبمشاركة من دول أخرى إلى إنشاء محكمة دولية بخصوص الجريمة، وكانت أمريكا هي الدولة الأكثر نفوذا في تلك المحكمة، لأنها تحملت أعباء تمويل إنشاء المحكمة، وبالتالي أصبحت المتصرف في مجريات المحاكمة إلى أن أخرجت عميلها من التهمة، وأعادت تنظيفه مما تلطخ به من دماء، ليستمر في خدمة مصالحها وتثبيت نفوذها في أهم منطقة سياسية في البلاد الإسلامية، وإعادته للمنظومة الإقليمية عبر باقي عملائها من حكام المنطقة، ولاحقا للمنظومة الدولية.

وثانية هذه الجرائم هي جريمة الكيماوي التي ارتكبها نظام أسد أكثر من مرة في الغوطة وفي خان شيخون بريف إدلب، والتي ضجت بها الدنيا وقامت ولم تقعد، فسارعت أمريكا وتبنت معاقبة الفاعل، وبدأت ترعد وتزبد وتهدد حتى شعر الجميع بأن النظام انتهى، ووكل أمر المعاقبة إلى أمريكا، وبعد أن شعرت بأن ملف الكيماوي أوكل لها بشكل كامل وأصبحت هي المسؤولة عن معاقبة الفاعل، وإذ بها تكتفي بمطالبة الفاعل بتسليم أدوات الجريمة، في رسالة واضحة أنها لن تتخلى عن عملائها المخلصين ولو ارتكبوا أفظع الجرائم وأشنعها.

واليوم نشهد مسرحية جديدة متعلقة بملف المعتقلين الذين بلغ عددهم مئات الآلاف وأغلبهم كما يعلم الجميع تم قتلهم في سجون نظام المجرم أسد، لذلك وجدت أمريكا لزاما عليها أن تسعى لإنقاذ النظام من هذه الورطة بطريقة خبيثة تشبه ما سبقها، وفي الوقت نفسه تستفيد منه لإغلاق ملفات أخرى، لا تقل خبثا عن سابقاتها، فلجأت إلى افتعال فيلم رومانسي (قانون قيصر) الذي هو فعلياً سيُخرج النظام من هذا المأزق، وقد يستغرب القارئ هذا الكلام، ولكن عندما يتذكر قارئنا العزيز كيف تم إغلاق ملف اغتيال الحريري، وكيف تمت السيطرة على ملف الكيماوي، سيعلم أن ما يجري من تفعيل لقانون قيصر هو مكر أمريكي جديد، سيُخرج النظام من تحت التسلط الروسي الذي انتهى دوره وآن أوان العمل على إخراجه من سوريا، وسيرفع الوصاية الإيرانية عن النظام، لأن إيران قد أنهت مهمتها في منع إسقاط النظام عسكرياً، وآن أوان خروجها هي الأخرى، وبذلك تُحكم أمريكا قبضتها السياسية والعسكرية على سوريا مرة أخرى، وليبقى ملف المعتقلين، الذي يجب إخراجه للعلن والتلويح بمعاقبة النظام على جريمة قتلهم، مع ما يرافق ذلك من دجل وكذب إعلامي، وتطبيل وتخدير، وقد بدأ ذلك من خلال تسريب الصور وأنهم قتلوا وأصبحوا من الذاكرة، وعندما تطمئن أمريكا أن الملف أصبح بيدها، ستقوم بإغلاقه بعد أن تكون قد استثمرت فيه قدر المستطاع، فهذه هي أمريكا المجرمة التي تستثمر في معاناتنا ودماء أبنائنا التي سفكها عميلها ونظامه المجرم، فيما لا زال بعض أبناء الثورة والمحسوبين عليها يطبلون لأمريكا ولحلها السياسي ويعتبرونها المخلّص!

هذه هي السياسة الأمريكية وهذه هي الطرق والأساليب التي تستعملها للمحافظة على نفوذها وحماية نظامها العميل في سوريا رغم كل جرائمه التي أصبح يعرفها القاصي والداني، تتسلط على رقاب الجميع وتدعم الطغاة والمجرمين وتكذب وتحتال وتستعمل النظام الدولي ومنظومته في خدمة مشاريعها وحفظ نفوذها، وهذا هو عميلها المدلل، الذي من السذاجة أن يُطلب منها أو يُنتظر منها أن تحاسبه، ومن الهوان أن يُعتمد عليها في معاقبته، فأمريكا هي الراعي الرسمي لهذه الجرائم وأيديها ملطخة بدماء معتقلينا كما هو حال العصابة الأسدية.

أخيراً أعظم الله أجركم يا أهلنا في الشام وأعانكم الله وصبركم وتقبل شهداءكم، وأسأل الله العظيم أن ينتقم ممن أجرم بحق أبنائكم شر انتقام، وأذكركم بحديث رسول الله ﷺ الذي قال فيه: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ»، حتى تعلموا أن عدوكم يكيد كيداً عظيماً، ويستعمل لذلك التضليل والخداع، فانظروا بنور الله إلى ما يحاك لكم، ولا تكونوا كمن سبقكم، فلا تنقصكم الفراسة لكشف الألاعيب، ولا تقعوا فريسة الدعاية المغرضة والتصريحات الإعلامية المخادعة، التي تجعلكم تصدقون أمريكا وقيصرها وقوانينها ومنظوماتها، وتذكروا حديث رسول الله ﷺ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»، فلا تعلقوا قلوبكم إلا بالله المنتقم الجبار الذي سيعينكم على إنهاء جبروت أمريكا وعملائها المجرمين في الدنيا وينتقم منها ومن أزلامها في الآخرة... ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾.

 

كتبه: الأستاذ أحمد معاز

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3e6MLaY

 

الحل السياسي في ليبيا وأختها سوريا

 

 

دائماً ما تصرح أمريكا بأن الحل في ليبيا يجب أن يكون سياسياً ويجب وضع حدٍ للعنف ولإطلاق النار كما صرح بومبيو في أواخر السنة الماضي (بومبيو: الحل الوحيد في ليبيا سياسي ونقرُّ بأهمية وضع حد للعنف ولإطلاق النار في ليبيا) (القدس العربي 2/10/2019م).

إن المتتبع للتصريحات الأمريكية المعسولة يرى أنها لا تشجع على العنف بل على العكس فهي تدعو لوقف إطلاق النار وحل المشاكل عن طريق المفاوضات بالحل السياسي، فهي تسعى لوقف شلال الدم كما سعت لإيقافه في الشام على حد زعمها.

أيها الأهل في ليبيا لقد صدعت أمريكا رؤوسنا بالحل السياسي الذي دعت لتطبيقه في الشام وها هي الآن تدعو لتطبيقه في ليبيا، فما هو الحل السياسي الذي سعت لتطبيقه في الشام، وما هي الخطوات التي اتبعتها؟ وسنعرض لكم خطواته وبنوده لعلكم تأخذون من أهل الشام عبرة فلا تنخدعوا بهذه الألاعيب...

ففي الشام قامت ثورة عارمة على نظام الإجرام فأضحى النظام هو الجهة الأضعف بين طرفي النزاع فاستنفرت أمريكا لحماية عميلها وذلك بمحاولة السيطرة على طرفي النزاع، فأوعزت لأزلامها في إيران وحزبها اللبناني ليساندوا النظام فلم يفوا بالغرض فأتت بروسيا. وهكذا عملت أمريكا على عدم انهيار النظام بشكل مفاجئ، وهذا ما صرح به حزب إيران وإيران وروسيا. أما الطرف الآخر فهم المجاهدون وهم الجهة الأصعب في الضبط والتوجيه، وهذا ما تطلب جهداً كبيراً من أمريكا فاستعملت معهم أسلوب الترغيب والترهيب. أما الترهيب فقد كان من نظام بشار ومن المجتمع الدولي كالتهديد بالوضع على لائحة الإرهاب وغيرها. وأما الترغيب فقد كان عن طريق القوة الناعمة التي عملت على اختراق المجاهدين، وقد أوكل هذا الدور لما يسمى "أصدقاء الشعب السوري"، والأدوار الأساسية كانت لتركيا في الشمال والأردن في الجنوب وكانت الغوطة من نصيب السعودية، وجميعها جاءت بصفة المحب للمجاهدين المبغض لنظام الإجرام زوراً وبهتاناً.

وفعلاً استطاعت أمريكا ربط الفصائل وسلبت قرارها وصاغت أسس الحل السياسي في جنيف وأرست قواعده وبدأت بالعمل له، وكل المؤتمرات التي انعقدت حول ثورة الشام كانت مرجعيِّتها مؤتمر جنيف الذي وضع قواعد الحل السياسي.

 وسنسرد أهم ثلاثة بنود لهذا الحل السياسي ولن نغوص في التفاصيل التي وضعت لخداع أهل الشام:

البند الأول: المحافظة على وحدة الأراضي السورية.

البند الثاني: المحافظة على أجهزة الدولة.

البند الثالث: إنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

فللوهلة الأولى يمكن أن ترى أن هذه البنود هي لصالح الثورة والجهاد، ولكن اسمحوا لي أن أنظر نظرة فاحصةً عميقة تخرج نوايا المجتمع الدولي الحقيقية؛

فالمحافظة على وحدة الأراضي السورية لا تعني الحرص على عدم التشرذم أبداً بل تعني إعادة كامل المناطق التي خرجت عن بيت الطاعة وإعادتها للحكم العلماني وعدم السماح لأي جهة كانت باقتطاع جزءٍ منها مهما كان مشروعها.

أما البند الثاني فهو المحافظة على أجهزة الدولة، وهنا لا يقصد فيها المؤسسات الخدمية كمؤسسة الماء أو الكهرباء طبعاً، فحتى أشباه الدول تملك أجهزةً خدمية، ولكن المقصود هنا هو المحافظة على الأجهزة التي حكم من خلالها أسد أهل الشام وهي الجيش والأمن، هذا الجيش الذي تشرّب كره الإسلام وتربى على ذبح المسلمين بعد أن تمت تنقيته من جميع المخلصين بانشقاقهم أول الثورة، وأما جهاز الأمن فهو الجهاز الذي ضمن بقاء حكم المجرم الأب أسد والذي رسّخ لحكم ابنه من بعده، هذا الجهاز الذي أذاق المسلمين شتى أنواع العذاب. هذه الأجهزة التي كان اقتلاعها هو أحد الأهداف الأولى للثورة المباركة يعود المجتمع الدولي للدعوة للمحافظة عليها وتثبيتها من جديد بتعبيرات براقة وأساليب ملتوية لخداع الناس وإعادتهم لما كانوا عليه.

أما البند الثالث فهو مربط الفرس والغاية التي تطمح أمريكا والمجتمع الدولي من ورائها للوصول إليها وهي تاج الحل السياسي الذي عملت أمريكا لتهيئته وتهيئة رجالاته وأجوائه، وكذا تسعى له في ليبيا أيضاً. إن إنشاء هذه الهيئة قد تتطلب من أمريكا تهيئة طرفي النزاع؛ فأما الطرف الأول فهو مضمون السلوك والتبعية وهو نظام المجرم أسد، وأما الطرف الثاني فهم الثوار الذين ثاروا على الظلم والطغيان وهم في جموحٍ كالأسد الجريح فوجب على أمريكا تطويع هذا الأسد لإعادته لقفص المجتمع الدولي، فاعتمدت أمريكا في تطويع الثوار على سياسة العصا والجزرة؛ فمن جانب سلطت عليهم إيران وحزبها والروس حتى يبطشوا ما استطاعوا بأهل الشام، ومن جانب آخر أرسلت أمريكا القوة الناعمة التي لعبت دور الناصح الأمين للثوار وتغلغلت فيهم حتى تمكنت منهم، وقد استخدمت لهذا الدور كلاً من السعودية والأردن وتركيا بشكل رئيسي فكان لكلٍ منها دورٌ معين؛ فكانت مهمة الأردن اختراق ثوار درعا الذين قالت لهم في آخر المطاف نحن لن ندافع عن أحد، أما السعودية فقد كان عملها في الغوطة وقد نجحت بكبح جماح المجاهدين عن طريق اختراقها للفصائل وترتيب أوراق الغوطة حتى أصبحت الفصائل هناك تستعرض قواها بعرض عسكري لا يبعد عن القصر الجمهوري سوى بضعة كيلومترات فصمتت بنادق المجاهدين وتم تكبيلها بالمال السياسي القذر وبالقيادات المتاجرة الخائنة التي لم تجلب للثورة إلا الذل والهوان. وأما الشمال المحرر فقد كان من نصيب المخادع أردوغان الذي ظهر بصورة الصديق للشعب السوري والذي صدَّع رؤوسنا بتصريحاته الكاذبة كقوله "لن نسمح بحماة ثانية" و"حلب خط أحمر" و"سنعيد المهجرين لما بعد مورك"... وغيرها من التصريحات، طبعا يرافق الدور التركي فرقة ترقيع محترفة عملها الترقيع للدور التركي والفصائل المرتبطة به... ولا يخلو الأمر من بعض علماء السلاطين الذين ألقمتهم الفصائل المرتبطة بعض الدراهم ليكونوا طبولاً تقرع حين اللزوم! وقد نجح أردوغان أيضاً باختراق الفصائل عن طريق المال وبعض القيادات الرخيصة حتى أصبحت الفصائل لا تعصي أمراً للسيد التركي مهما كان هذا الأمر، حتى ولو كان تسليماً للمناطق التي حُررت بالدماء...

والآن بقيت العثرة الوحيدة التي تعمل أمريكا على تذليلها وهي النفَس الثوري وروح التغيير الذي لا زال موجوداً عند الحاضنة الشعبية وما تبقى من البقية الباقية المخلصة من المقاتلين، وهذا يحتاج ضغطاً كبيراً، فأوكلت هذه المهمة للحكومات التي شكلتها الفصائل، والمهمة الوحيدة لهذه الحكومات هي فرض الضرائب والتضييق على المسلمين في جميع جوانب حياتهم، وفعلا لا تزال حكومة الإنقاذ وأختها المؤقتة يعيشون على أقوات الناس ويسعون في الأرض الفساد حتى يصلوا بالناس لمرحلة اليأس، ولن يصلوا بإذن الله. ولا ننسى سياسة القضم التي اتبعها النظام والتي زادت من معاناة أهل الشام جراء النزوح والقتل والتهجير الممنهج، وكل هذا لتعود بأهل الشام للمربع الأول ليقبلوا بالحل السياسي الذي تصوغه أمريكا وأزلامها ليتناسب مع مصالحها فتستبدل عميلاً بعميل كما التفّت على ثورات الأمة من قبل...

هذا هو الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا وهو إعادة إنتاج النظام ولكن بوجوه جديدة.

أما البنود الأخرى مثل إطلاق سراح المعتقلين وإعادة الإعمار ورفع العقوبات فهي كمساحيق التجميل التي توضع على وجه العجوز الشمطاء لتعيد لها صِباها!

 فهل عرفتم أيها الأهل في ليبيا ما هو مفهوم الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا في ليبيا أيضاً؟ وها هو أردوغان قد بدأ باختراق حكومة الوفاق بدعمها بالمال والمرتزقة حتى يسيطر على قرارها ويقودها للحل السياسي الذي يدعون له، وسيخرج عليكم السيسي ليعرض عليكم مبادرات وبادرات هدفها تغلغل النفوذ الأمريكي في ليبيا وقطع أيدي أوروبا من المنطقة، فاحذروا يا أهلنا في ليبيا من ألاعيب الغرب الكافر وأساليبه.

 وإلى أهلنا في الشام نقول: أما آن الأوان لتنفضوا عنكم غبار الذل التركي، وقد آن الأوان لتبصروا أمريكا وحلها السياسي على حقيقته. وإلى المخلصين المجاهدين: انفضّوا عن المنظومة الفصائلية التي نخرها المال السياسي القذر حتى النخاع وانتقوا لأنفسكم قيادة عسكرية ترضونها تتقي الله في الدماء والتضحيات، ولتتخذوا قيادة سياسية واعية تحمل مشروع الإسلام العظيم؛ مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... وقد قدم حزب التحرير نفسه وقدم مشروعه وقد نصح لكم ولا يزال كذلك، فالتفوا حوله واتخذوه قيادة لكم حتى تُعِدُّوا العدة لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام وما ذلك على الله بعزيز، فالنصر من عند الله وحده فتوكلوا على الله فهو حسبكم ونعم الوكيل ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ مصطفى رضوان

 

جريدة الراية: https://bit.ly/31vjEve

 

 

872020raya

 

 

بحسب الموقع الإلكتروني للمكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا، فقد أصدرت "هيئة تحرير الشام" بيانا يقضي بمنع تشكيل أي فصيل خارج إرادة الداعم، معلنة محاربة كل من يقوم بذلك، متأسين خطوات من سبقهم كجيش الإسلام، للمحافظة على جبهات النظام وتنفيذ بنود سوتشي وغيرها من المؤتمرات الهادفة للقضاء على ثورة الشام.

الراية: إن ثورة الأمة في الشام خرجت يوم خرجت من المساجد مكبرة مهللة، وكان من شعاراتها التي تكتب بماء الذهب، "هي لله لا للمنصب ولا للجاه"، و"قائدنا للأبد سيدنا محمد". وأعلنت أن هدفها هو إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه، وإقامة حكم الإسلام خلافة راشدة على منهاج النبوة على أنقاضه، ولم تكن أبدا من أجل تنفيذ أوامر من يسمون زورا وبهتانا بالداعمين وغرفهم المشبوهة، بل المتآمرة على الثورة؛ ولذلك وقف في وجهها واصطف ضدها الغربُ الكافر المستعمر برمته وعلى رأسهم أمريكا الصليبية، وعملاؤهم الرويبضات حكام المسلمين، وسعوا جميعهم حثيثا - قاتلهم الله - لحرفها عن مسارها، لا بل لإجهاضها والقضاء عليها تماما.

وذلك كله كان خوفاً من انتصارها على نظام البعث المجرم عميل أمريكا، وإقامة حكم الإسلام متمثلا بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه، فعمدت رأس الكفر وإمامه أمريكا من خلال حلفائها وأشياعها وعملائها، كما أسلفنا، إلى حرف الثورة عن مسارها، وكذلك طمس الحقائق عن أهل الشام، فاستخدمت من جملة ما استخدمت نظام تركيا أردوغان، الذي قام بدور تكبيل الفصائل العسكرية التابعة له، ومنعها من فتح المعارك مع النظام البعثي المجرم، بل وفوق ذلك جعلها تسلمه أغلب المناطق المحررة، حتى صارت هذه الفصائل تمنع تشكيل أي فصيل خارج سيطرتها، كي لا يحصل التفلت من قراراتها والاستفراد بالساحة دونها، وخوفاً من أن يقوم هذا الفصيل بأعمال تغضب تركيا أردوغان أو تخالف أجندتها، التي هي بالتالي أجندة أمريكا الاستعمارية.

وإننا أمام هذه الخطوات الماكرة لهيئة تحرير الشام إذ ندق ناقوس الخطر كي يدرك جميع أهل الشام خطورة ما يحاك ضد ثورتهم المباركة، فإننا نتوجه بالنصيحة المخلصة الصادقة إلى جميع المخلصين من أبناء الثورة وخاصة المجاهدين في الفصائل ونقول لهم:

لقد خرجتم لإعلاء كلمة ربكم سبحانه وتعالى، ونصرة إسلامكم العظيم، وليس لإعلاء كلمة قائدكم، ولا لنصرة فصيل أو حزب، وإنكم الآن أمام خيارين لا ثالث لهما:

إما أن تنحازوا إلى دينكم وأهلكم وأمتكم وتكونوا معهم وفي فسطاطهم فتنفصلوا عن قادتكم المرتبطين، وتستعيدوا قراركم للدفاع عما تبقى من المناطق المحررة، وقلب الطاولة على أعدائكم وكسر الخطوط الحمراء، والانتقال من موقف المتخاذل والمدافع إلى الهجوم على النظام المجرم في معارك حقيقية لإسقاطه، وتدشين مشروع الإسلام العظيم، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ وعد ربكم سبحانه، وبشرى رسولكم صلى الله عليه وآله وسلم، فتفوزوا بخيري الدنيا والآخرة،

وإما أن تبقوا مع قادتكم المفرطين في فسطاط أعداء الله عز وجل وأعدائكم، ضد أهلكم وأمتكم ودينكم وأعراضكم، فتكونوا قد خسرتم دنياكم وآخرتكم، وستندمون ساعة لا ينفع الندم، ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2ZROuvs

الحل السياسي الأمريكي بكل حلقاته هو إنهاء لثورة الشام وعودة لحضن النظام

 

في تغريدة على تويتر قالت السفارة الأمريكية بدمشق، إن استراتيجية الخروج الوحيدة المتاحة للنظام السوري هي قرار مجلس الأمن 2254. وأضافت أنه يجب على النظام اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل سياسي يحترم حقوق وإرادة الشعب السوري، أو يواجه المزيد من العقوبات والعزلة، وأضافت السفارة: كما قال السفير جيفري مراراً وتكراراً، إن بشار أسد ونظامه مسؤولون مباشرة عن الانهيار الاقتصادي في سوريا.

الراية: ليس بعد هذا وضوح يبين سعي أمريكا الدؤوب لحماية نظام الطاغية أسد ومدّه بأسباب الحياة وإنقاذه من مآزقه، وضمان استمرار مؤسساته القمعية؛ الأمنية والعسكرية، جاثمة على صدور الناس بعد تضحيات مليوني شهيد. فما القرار 2254 والحل السياسي برمته سوى مقدمة لتثبيت أركان نظام الإجرام، سواء أبقي رأسه أو رحل، وبدء فعلي بإعادة أهل الشام الثائرين إلى حظيرة الطغيان من جديد. من أجل ذلك كله لا بد من التأكيد على استمرار الثورة لإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وتخليص الناس من شروره، لأن أنصاف الثورات قاتلة.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2NrovW8