- التفاصيل
الخبر:
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية: "إنهم يزودون وحدات حماية الشعب (الكردي YPG) بالسلاح. وهذا ما لا تتسع له الصداقة. ما ننتظره من الإدارة الجديدة أن تضع حداً لهذا العار. ونحن لا نحمل الإدارة الجديدة مسؤولية هذا، فهي مسؤولية إدارة أوباما. هل يمكن الاعتماد على الإرهاب في ضرب الإرهاب؟!. اليوم هو يوم تمايز الصديق عن العدو". [الجزيرة2017/01/03 ].
التعليق:
في اللقاء الصحفي الذي جمعه بالرئيس الغيني ألفا كوندا في يوم 28 كانون الأول قال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان: "ما الذي كانت تقوله قوى التحالف في البداية؟! "سنتابع حربنا على تنظيم داعش الإرهابي حتى القضاء عليه تماماً". بل كانوا يتهموننا بدعم داعش. والآن غاب الجميع، بل بالعكس يقدمون الدعم لداعش ووحدات الحماية الشعبية YPG وقوات الحزب الديمقراطي PYD. فالأمر بين واضح. وكله مسجل لدينا وموثق بالصور وتسجيلات الفيديو". فهل هذه التصريحات اتهامات من أردوغان وبن علي يلدريم للدولة الأمريكية؟ أم هي إشارات منهما لإدارة أوباما التي تستعد للرحيل في مغازلة منهما لإدارة ترامب المقبلة؟
بل ويتساءل بعض المعلقين العرب عما إذا كان هناك تحول استراتيجي، أم هي مناورة سياسية للابتزاز؟ فالذين لا يرون خيانة تركيا لسوريا أو الذين لا يريدون أن يروها كذلك أصدروا حكمهم بأن هذه التصريحات ابتزاز تركيا (عضو الناتو والحليف الاستراتيجي لواشنطن) من خلال التقارب السريع باتجاه موسكو. والسبب الطبيعي في ذلك هو ظهور التحرك التركي الروسي المستقل عن أمريكا في الملف السوري.
والحقيقة هي أن كلا من روسيا وتركيا تتحركان في الأزمة السورية تبعاً لأمريكا، وتعملان نيابة عنها. فالتدخل الروسي في سوريا وقيام تركيا بعملية درع الفرات هو بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية ووفق تعليماتها. لأن تدخل أي دولة في دولة أخرى يحتاج إلى موافقة الأمم المتحدة التي تتحكم فيها أمريكا. وبدون موافقتها لا يمكن لأية دولة أن تسرح بخيولها في سوريا. وهنا نسأل رئيس الوزراء يلدريم، إن كان تزويد الـ YPG بالسلاح لا تتسع له الصداقة؛ فهل تتسع الصداقة للجلوس مع روسيا التي تقتل المسلمين ولا تترك حجراً على حجر في سوريا على الطاولة، وخطاب هذا العدو بالصديق؟.
ومرة أخرى نسأل: هل الولايات المتحدة الأمريكية صديق وأوباما عدو؟ يفهم من تصريحاتكم بأن أمريكا صديق، وأن أوباما الذي يستعد للرحيل في 20 كانون الثاني كان عدوا. حسناً، أين كنتم طوال ثمانية أعوام؟ هل كان صديقاً طوال هذه الأعوام وتحول فجأة إلى عدو في الشهر الأخير؟ الأشخاص يأتون ويرحلون والأنظمة أطول بقاءً، وإعلان أوباما عدواً أو كبش فداء لا يستر عمالتكم لأمريكا، وهجومكم على أوباما لا يعدو أن يكون وسيلة تملقٍ لترامب.
لتعلموا جيداً أن صب الاتهامات لأوباما عبث إن كانت قوات حماية الشعب (الكردي) YPG جزءاً من السياسة الأمريكية. ومن الحماقة السياسية توقع حملة ضدها من الإدارة الجديدة، وكونها جزءاً من السياسة الأمريكية واضح من الحوار الذي أجرته نيويورك تايمز مع ترامب في شهر تموز. فعندما قال ترامب: "إني شديد الإعجاب بالأكراد" سأله الصحفي: "لكن أردوغان ليس كذلك، فكيف ستتصرفون؟"، فأجاب ترامب قائلا: "الوضع المثالي أن نجمع بين الطرفين. وهذا ممكن. لكني شخصياً شديد الإعجاب بالقوات الكردية، وأعتقد بأنه من حيث الإمكانية ستكون لنا علاقات ناجحة جدياً مع تركيا. والجمع بين الطرفين بشكلٍ من الأشكال سيكون أمراً رائعاً". ومن السذاجة بالتالي عدم الإشارة إلى أمريكا وتحميلها المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في سوريا بما فيها تسليح الـ YPG.
أما تصريحات الرئيس أردوغان ورئيس الجمهورية يلدريم التي تتجاهل الأعراف الدبلوماسية في الأيام الأخيرة وهل هي انعطاف سياسي أم مناورة سياسية؟ فإنها لا تعدو كونها تأتي في سياق خداع الرأي العام وتضليله والتغطية على الجرائم المرتكبة.
نقول إنها لتضليل الرأي العام لأن تركيا تريد أن تعطي رسائل بأن حملتها على منبج والباب من أجل تنظيم الحزب الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الكردي) في سوريا، علماً أن الحقيقة عكس ذلك تماماً. فتركيا موجودة الآن في سوريا وفق الخطة الأمريكية لإضعاف جبهة حلب، وتأمين سقوطها، وهكذا حصل. والحزب الديمقراطي ووحدات حماية الشعب مطمئنان، وذكرهما لا يتجاوز زخرف القول، وليسا سبباً، بل ذريعة، والتفجيرات التي تجري هنا وهناك ليست سوى عمليات تهدف إلى حشد الرأي العام مع الحكومة التركية. وكون هذه التصريحات التي تأتي عشية التحضيرات لمؤتمر أستانة خيانة لأنها تحاول تمويه جريمة تسليم حلب وفق المخطط الأمريكي عند المجموعات الموجودة في الداخل السوري، لإقناعها بقبول تركيا كجهة ضامنة في مفاوضات أستانة.
وأخيراً، نقول لرئيس الوزراء يلدريم، إن اليوم ليس هو اليوم الذي يتمايز فيه العدو من الصديق، فهما متمايزان منذ زمن بعيد، منذ أربعة عشر قرناً، بل اليوم هو يوم الوقوف مع الصديق واتخاذه صديقاً، والوقوف في وجه العدو وإعلانه عدواً، فالمسلمون أصحابنا وإخواننا والكفار أعداؤنا، وهذا ما تعرفونه جيداً، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [النساء 101].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكينباش
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41451
- التفاصيل
الخبر:
تحدث الرئيس أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف. وتناولا موضوع وقف إطلاق النار الذي سيتم طرحه للتأثير هذه الليلة، وعملية أستانا. في البيان المحرز في هذا الموضوع قال المتحدث باسم الرئاسة، كالين: "إن وقف إطلاق النار، بطبيعة الحال، لا يشمل المجموعات التي ينظر مجلس الأمن إليها في الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية. هذا النظام يهدف إلى نشر وقف إطلاق النار المحافظ عليه في حلب إلى مناطق أخرى، لتأمين حركة الناس ولإحياء العملية السياسية".
التعليق:
لن أستعرض خيانة ورياء قادة تركيا لحلب، ولن أتناول الجبن والتردد من الجيش التركي. ولكنني سأستعرض وسائل الإعلام التركية المنزوعة الحساسية وغير المبدئية التي لا يوجد لديها أساس. وسوف أستعرض قصر نظر وتقلب المنظمات غير الحكومية والقادة أصحاب القرار في حلب. فللإعلام والمنظمات غير الحكومية وأصحاب القرار مسؤولية كبيرة لتقديم المسؤولين للمساءلة.
وسائل الإعلام في تركيا تروج للجمهور أخبارا كالتي ذكرتها للتو أعلاه ومشتقاتها لتحقيق أردوغان نصرا دبلوماسيا. وليس فقط وكالات الأنباء المملوكة للدولة أو الإعلامية المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان. فأيضا وسائل الإعلام اليسارية والعلمانية الكمالية مدحت أردوغان على الدبلوماسية التركية-الروسية في سوريا. وهو مشهد في الواقع نادر جدا في تركيا وهو توافق وكالات الأنباء المملوكة للدولة والإعلامية المقربة من الحكومة، مع وسائل الإعلام الكمالية العلمانية اليسارية. الآن وسائل الإعلام الكمالية العلمانية اليسارية ووسائل الإعلام المحافظة تستخدم اللغة نفسها بخصوص حلب و سوريا. هدفهم هو عدم الحصول على الأخبار ووصول الحقيقة إلى الناس. بل غرضهم الوحيد هو المشاركة بالاستمتاع ببطولة أردوغان الوهمية.
فهذا الإعلام أظهر أردوغان بطلا عندما أطلق النار على مقاتلة روسية فى تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، وعندما قال "ما هو شأن روسيا في سوريا"، والآن، يعلنونه بطلا أولا لأنه ترك حلب للنظام، والآن لأنه يدير العملية الدبلوماسية للتخلي عن كل سوريا للنظام. أعلن عن أردوغان بطلا عندما قال بأنه لن يسمح بمجزرة حماة أخرى، وقيل عنه أيضا بأنه بطل عندما صمت أذناه وعميت عيناه عن نداءات الاستغاثة من أهل حلب وسوريا. كما أنه كان بطلا عندما بدأت عملية درع الفرات وقال "لقد دخلنا جرابلس لأن الشعب المظلوم دعانا"، ولكن عندما دعاه أهل حلب، لم يتحرك بوصة واحدة، وأصبح بطلا مرة أخرى عندما دعا أهل حلب للمغادرة. في حين إن أردوغان لم يعط الأمر بإسقاط المقاتلة الروسية ولا هو يسيطر على الحركة الدبلوماسية السورية المشتركة بين روسيا وتركيا. ولا حتى قرار دخول جرابلس وإخلاء حلب ينتمي إلى أردوغان...
الآن دعونا نلقي نظرة على دور المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي في صناعة البطل. لقد حذر الرئيس أردوغان فتح الله غولن، عندما علق على قول أمريكا بأنه "كان ينبغي أخذ إذن من السلطات"، مبينة بأنه كان ينبغي أخذ الإذن من كيان يهود، بعد وقوع حادث مافي مرمرة وقال: "إذا كان هناك سلطة فهي نحن واتخذ الإذن منا". والآن، اسمح لي بأن أذكرك أيها الغاضب أردوغان، والكلمات التي تهدد بصراحة الـ IHH (مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية) والمنظمات غير الحكومية بعد بدء المفاوضات مع كيان يهود. قال لـ IHH التي اعترضت على شروط حادث مافي مرمرة في الاتفاق بين تركيا وكيان يهود، وإن كان ذلك بمهارة: "هل تنتظر حتى نسأل رئيس الوزراء في ذلك الوقت لشحن هذه الإغاثة الإنسانية؟" لاحظ، بأن كلا التصريحات تنتمي إلى أردوغان، لكنه تمت الإشادة به من قبل المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي بعد كل من تصريحاته على أي حال. لو تم جلب كلمات أردوغان هذه للحساب ذلك اليوم من قبل جميع قادة الرأي العام الإسلامي والمنظمات غير الحكومية، لما تركت دماء المسلمين على الأرض للعلاقات الدبلوماسية ولما سقطت حلب من خلال خيانة تركيا. أقول بأن حلب لم تكن لتسقط لولا المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي الذين لديهم دور في سلوك أردوغان المرتخي تجاه سوريا وحلب، وجلوسه على طاولة المفاوضات مع روسيا وإيران لخدمة خطة الولايات المتحدة في حل المشكلة وحتى ابتداؤه بلقاء النظام من خلال المؤسسات الحكومية. لأنها لم تأت لحساب أردوغان والحكم عليه. بقوا صامتين بقولهم بأن الرجل يعرف ما هو الأفضل. للأسف فهم لا يعرفون بأنه ليس هناك شهرة وسلطة وقدرة أكبر وأوسع من قوة الله وحكمته ورحمته.
دماء شهداء مافي مرمرة تركت على الأرض وعملهم الذي يعتبر من فعل الرجال أصبح شيئا من الماضي. فالأقنعة تتساقط والمسلمون الآن يرون الوجوه الحقيقية.
ربما سقطت حلب ولكن الحمد لله أقنعة القادة سقطت أيضا. فالمسلمون في البلاد الإسلامية من الآن فصاعدا، لن يذكروا أردوغان، إلا وسوف يتذكرون خيانته لحلب. فهم لن يتذكروا غضب أردوغان ضد بوتين. بل سيتذكرون غضبه ضد ضابط الشرطة مولود الذي أجج قلوب المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41435
- التفاصيل
الخبر:
اعتمد مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، قراراً، بالإجماع، من أجل وضع حد للعنف في سوريا وبدء عملية سياسية في البلاد.
القرار الجديد الصادر تحت رقم 2336، كانت قد تقدمت بمشروعه كل من روسيا وتركيا بعد عملية محادثات مطوّلة في العاصمة التركية أنقرة مع جماعات المعارضة السورية وبالتنسيق مع الحكومة السورية. ويؤكد القرار من جديد التزامه القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وبمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه. ويكرر دعوته الأطراف إلى أن تتيح للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول بسرعة وأمان ودون عراقيل إلى جميع أنحاء سوريا على النحو المنصوص عليه في قراراته ذات الصلة. كما يؤكد على أن الحل المستدام الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا إنما يكون بإجراء عملية سياسية جامعة بقيادة سوريّة استناداً إلى بيان جنيف المؤرخ 30 من حزيران/يونيو 2012 على النحو الذي أيده القرار 2118 (2013)، وإلى قراريه 2254 (2015) و2268 (2016)، والبيانات ذات الصلة الصادرة عن الفريق الدولي لدعم سوريا. وفيما أعرب مجلس الأمن عن تقديره لجهود الوساطة المبذولة من جانب الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا لتيسير إرساء وقف لإطلاق النار في الجمهورية العربية السورية، أعرب أيضاً عن تطلعه إلى الاجتماع المقرر عقده في أستانا بكازاخستان، بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة باعتباره جزءاً مهماً من العملية السياسية التي تقودها سوريا وخطوة هامة يتم القيام بها قبل استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من شباط/فبراير 2017. (المصدر: مركز أنباء الأمم المتحدة، 31 كانون الأول 2016)
التعليق:
استند المشروع التركي الروسي وقرار مجلس الأمن الأخير إلى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، الذي تعتبره أمريكا وأشياعها وأتباعها أساس ما يسمى بالعملية السياسية في سوريا. وللتذكير، فقد جاء في نص بيان جنيف ما يلي "إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وتمارس فيها هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن اﻟﻤﺠموعات الأخرى، ويجب أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة".
وجاء أيضاً "استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات. فمن الواجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادة سير عملها. ويشمل ذلك فيما يشمل قوات الجيش ودوائر الأمن".
وجاء كذلك "أن النزاع يجب أن يُحل بالحوار السلمي وعن طريق التفاوض حصراً".
نعم، هذه هي مرجعيات وسياقات الحل الذي فرضته أمريكا وتسير عليه تركيا وروسيا، وليس للفصائل سوى التوقيع والتنفيذ، وإن توهمّوا أو أوهموا غيرهم أن لهم كلمة مسموعة!
أما الحل الذي يرضي الله ورسوله، فهو - باختصار - نبذ المال السياسي الإقليمي القذر وما يستتبعه من ارتباط ميداني يقرر متى وأين تُفتح الجبهات!، والتوجه الجاد لاقتلاع رأس الأفعى في دمشق، وتجميع القوى الفاعلة نحو تبني وتنفيذ مشروع الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41408
- التفاصيل
الخبر:
علقت الغارديان في افتتاحيتها يوم الثلاثاء 2017/1/3 بأن هذا الشهر كانون الثاني/يناير يوافق مرور ست سنوات على بداية الربيع العربي، وما كانت فيه من أحداث متلاحقة انطلقت شرارتها من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، وكان من المفترض أن تكون نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسباب الكامنة وراء الثورة لم تتلاشَ، وأن الظروف اليوم في نواح كثيرة أسرع للاشتعال من عام 2011، ذلك أن الحالة العربية أصبحت في أزمة في كل مكان تقريبا، ورأت الصحيفة أن هناك أسبابا واضحة لدورة أخرى من الاحتجاجات؛ منها أن نخبة متوارثة هي التي تحتكر السلطة، وقطاع الأعمال "الواسطة" دعامته الأساسية، و الفساد الذي أدى إلى ضياع الموارد.
التعليق:
بدخول عام 2017م دخلت ثورات الربيع العربي عامها السابع، هذه الثورات التي انطلقت بشكل عفوي ضد الظلم والطغيان والجبروت الذي تمارسه الأنظمة العربية ضد شعوبها، فكسرت بها حاجز الصمت والخوف الذي كان يكبلها لسنوات، وفاجأت كل من كان يظن أن الشعوب العربية قد ماتت ولن تقوم لها قائمة أبدأ، وأن الدول الغربية قد تمكنت من بسط نفوذها على هذه البلاد وأحكمت سيطرتها واطمأنت على مصالحها.
ومع انطلاق هذه الثورات بدأت المحاولات للالتفاف عليها وحرف مسارها، وتقزيم مطالبها في تغيير الرئيس دون تغيير النظام، مع أن الشعوب خرجت إلى الميادين هاتفة "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما بدأ السعي لإبعاد الصبغة الإسلامية عنها خاصة ثورة الشام وإظهار مطالب الناس على أنها ديمقراطية و حرية و دولة مدنية.
والآن، وبعد مرور 6 سنوات على انطلاق الثورات فإن هذه الثورات لم تصل بعد إلى الهدف المنشود، فالذي تغير في مصر وليبيا وتونس واليمن هو رأس النظام ولكن النظام بقي كما هو، ولا زال أهل سوريا ينتظرون الخلاص من الطاغية ونظام حكمه البعثي، كما أن سياسة الحديد والنار التي ثار عليها الناس لا زالت مستمرة ومحاكم مصر وسجونها أكبر شاهد على ذلك، وكذلك أحوال الناس المعيشية لم تتحسن أيضاً؛ فالفقر و البطالة وغياب الرعاية الصحية وغيرها من المشاكل لا زالت موجودة، بل ظهرت مشاكل جديدة كالهجرة واللجوء، وقد خرج الناس إلى الشوارع مرة أخرى احتجاجاً على هذه الأوضاع المأساوية ولا سيما في مصر.
والأدهى والأمر أن بلاد الربيع العربي قد تحولت إلى ميدان صراع بين الدول الاستعمارية ولا سيما أمريكا وأوروبا وتحديداً فرنسا وبريطانيا، من أجل تثبيت نفوذها ورعاية مصالحها في هذه البلاد بعد ذهاب عملائها، وأصبحت دماء المسلمين الأبرياء تسفك في هذه البلاد خدمة لمصالح هذه الدول وللأسف أن ذلك يتم بأيدي العملاء من الحكام وزبانيتهم، كالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وكالحرب الدائرة في ليبيا، أما في شام العزة والإباء فإن سماءها باتت تحتاج إلى شرطي مرور لينظم حركة الطائرات التي ترمي حممها على أهل الشام الصامدين، والمؤلم أن تركيا تلعب دوراً رئيسياً في هذه الحرب وتقوم على تنفيذ مصالح ومخططات أمريكا فيها إلى جانب روسيا المجرمة، فتشارك في قتل أهل الشام وتدمير منازلهم وتفتح قواعدها للطائرات التي تقصفهم، وتتآمر عليهم فترعى الهدن و المفاوضات الخيانية.
لقد باتت الثورات تحتاج إلى ثورة على الثورة لتصحيح مسارها، ثورة تقتلع الأنظمة العلمانية من جذورها وتستبدل بها نظام الإسلام، ثورة يرفض أهلها المال السياسي القذر ويقطعون أي علاقة مع الدول الأجنبية وعملائها من بني جلدتنا، ثورة تكون مخلصة لله وحده تقودها قيادة مخلصة واعية، تجعل هدفها إرضاء الله ورسوله ثم مصلحة المسلمين، وليس إرضاء الكفار المجرمين، وتسير بالثائرين نحو إقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحينها فقط ينمو ربيع الثورات ويزهر.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41437
- التفاصيل
الخبر:
أعلن حاكم إسطنبول فجر الأحد عن سقوط 39 قتيلا بينهم أجانب وإصابة 69 آخرين بجروح في هجوم مسلح على ملهى ليلي أثناء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. وأفادت مصادر إعلامية ليل السبت إلى الأحد بأن مسلحا هاجم الملهى الليلي متخفيا في زي "بابا نويل". وقال وزير الداخلية أن البحث لا يزال مستمرا عن المهاجم (فرانس 24).
التعليق:
تعرّضت تركيا خلال السنة الماضية 2016 إلى عدّة هجمات لعلّ أبرزها وأسوأها الهجوم الذي استهدف مطار (أتاتورك) في 28 حزيران/يونيو وأدّى إلى مقتل 45 شخصا على الأقل من 9 جنسيات بخلاف التركية، وإصابة أكثر من 230 آخرين، في أكبر حصيلة من الضحايا تشهدها إسطنبول خلال هذا العام ممّا كشف خللا أمنيا كبيرا في البلاد وهو ما أثار استياء بين أهل تركيا سرعان ما تلاشى إثر محاولة الانقلاب الفاشلة على الرّئيس رجب طيب أردوغان والتي نفّذتها وحدات في الجيش التّركي.
شهدت تركيا أحداث تفجيرات عديدة نتيجة صراعات بين مصالح الدّول العظمى التي تسعى لبسط نفوذها في تركيا وتوظيف ذلك لفرض التّدخّل في حلّ الأزمة السورية - أولى قضايا العالم اليوم وأهمّها - فتواصلت هذه الصراعات باسم الحرب على (الإرهاب). فالأوضاع في تركيا حسب الأحداث الأخيرة متردّية وغير آمنة فما زالت الأعمال الإرهابية متواصلة ودماء الأبرياء تراق...
أعمال إرهابية تصنع أحداثها هذه الدّول لتمرّر أجنداتها وبرامجها الاستعمارية ولتفرض سيطرتها ثمّ بعد ذلك توجّه إصبع الاتّهام إلى الإرهاب "الإسلام" تلميحا وتصريحا.
لقد تجدّدت العمليّات الإرهابيّة ليلة رأس السّنة الميلاديّة في ملهى ليليّ في اسطنبول ما أسفر عن سقوط عشرات الضّحايا. ولعلّ ما يستوقفنا في الخبر مكان الهجوم وزمانه: ملهى ليلي ورأس السّنة الميلاديّة وهجوم مسلّح: معطيات يقصد منها توجيه إصبع الاتّهام مباشرة إلى مسلم والتأكيد أنّ منفّذ هذا الهجوم الإرهابيّ لا شكّ أنّه متشدّد يكره هذا المكان ويرفض هذا الزّمان!!
نزل الخبر عاجلا فجر يوم الأحد على النّحو التّالي "أفادت مصادر إعلاميّة تركية ليل السبت إلى الأحد بأنّ مسلّحين اثنين هاجما ملهى ليليا في إسطنبول ما أسفر عن سقوط قتيلين وأكثر من 20 جريحا. وأضافت قناة إن تي في التركية أن قوات خاصة من الشرطة تستعد لمداهمة الملهى". (فرانس24) ولكن ببزوغ الشمس... تبيّن أنّ المسلّحين مسلّح واحد وقد تمكّن من الفرار.
تكرّرت هذه السيناريوهات ولفّها سوء الإخراج وأيّا كان مؤلّفها، فهي تعكس شراسة هذه الدّول المتصارعة على النّفوذ والسّيطرة، فلا اعتبار لدماء الأبرياء عندها، بل كل ما يعنيها هو إحكام سيطرتها على العالم وفرض هيمنتها. كما أنّ هذه العملية هي بمثابة متنفّس لأردوغان حيث ستصرف أنظار أهل تركيا عن مواقفه المتخاذلة وتآمره على أهل حلب تحقيقا لمصلحة أمريكا في المنطقة.
فيا أهل تركيا! لا تكونوا عونا لعدوّ أمّتكم بصمتكم على ما رسّخه فيكم من مفاهيم علمانية وانفضوا عنكم غبارها وعفنها ولا تخذلوا إخوانكم الذين استنصروكم!! خذوا مواقعكم ولا يغرّنكم هؤلاء المتملّقون من حكّامكم الذين باعوا البلاد والعباد لإرضاء أسيادهم وأوليائهم من الغرب الكافر، وأعيدوا مجدكم ومجد أمّتكم ونفّذوا وصيّة شهيدكم البطل "مولود": "لا تنسوا حلب" واعملوا على نصرة أهلها ونادوا الجيوش لتكون معهم لا عليهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ ويقول عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41389