press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 



غ

 

 

 

العقيدة الإسلامية عقيدة استعلاء على ما دونها من العقائد الباطلة ولا يصح ولا يجوز أن يستعلي عليها أحد من البشر ولا أي عقيدة من العقائد الباطلة ولا أي فكرة من الأفكار ولا أي نظام من الأنظمة.
وما دام الإنسان المسلم يحمل هذه العقيدة بكامل تشريعاتها وما انبثق عنها من أنظمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي ونظام العقوبات وأحكام البينات والنظام السياسي على الصعيد الداخلي والخارجي كان من الواجب عليه أن يقيم هذه الأنظمة في الواقع من خلال إيجاد دولة تطبق الإسلام بشكل عملي وكامل في الحياة لأنه لا يجوز للمسلم أن يكون عليه سلطاناً يحكمه بغير ما أنزل الله. قال تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).
وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستخلاف والتمكين في الأرض إذا ناصروا دين الله ورسالته. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). ونصرة دين الله تكون من خلال الإيمان بالله والالتزام بما شرعه وتنفيذ ما أمر به والابتعاد عما نهى عنه وأن نسعى إلى تمكين دين الله في الأرض كما أراد سبحانه ولا نحيد عنه قيد شعرة مبتغين رضاه وتوفيقه سبحانه.
قال تعالى: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ). فقد وعدنا الله بالتمكين والاستخلاف في الأرض ما دمنا مؤمنين به عاملين بشرعه من أجل نصرة دينه مبتغين رضاه، ووعدنا الله بالأمن والأمان والقوة والسيادة بعد الخوف والضعف وحذرنا من أن نشرك به غيره في التشريع والولاء والبراء. قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
التمكين في الأرض وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعني إقامة الدين بكامل تشريعاته على الوجه الذي يرضي الله رب العالمين ويجعل عدله وسلطانه ظاهراً في الأرض، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبا.

---------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق

 

491760817 122123336552719924 7371418269610105915 n

 
 

جواب سؤال

تركيا وكيان يهود والقواعد في سوريا

السؤال: نشرت ترك برس على موقعها في 14/4/2025 عن أسباب اعتراض كيان يهود على إقامة قاعدة جوية تركية في مطار "T4" داخل الأراضي السورية، وذكرت أن من بينها (السبب العسكري المتمثل في أن الوجود التركي سيقيد حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي فوق سوريا، ويفرض تنسيقاً أمنياً لا ترغب به تل أبيب حالياً..)، وكانت وول ستريت جورنال قد نشرت على موقعها في 12/4/2025 أن ترامب أشار إلى استعداده للوساطة خلال لقائه نتنياهو الأسبوع الماضي (مؤكداً ثقته في قدرته على حل الخلافات بشرط أن يتحلى الطرفان بالعقلانية)، فهل يعني ذلك أن دولة يهود تستطيع منع تركيا من أن يكون لها وجود عسكري في سوريا رغم الاتفاق التركي السوري؟ وهل لأمريكا دور في هذا الأمر يفسر استعداد ترامب للوساطة؟

الجواب: لكي يتضح الجواب نعود للوراء قليلاً ونستعرض الأمور التالية:

أولاً: خلال زيارة نتنياهو للمجر دعاه ترامب للمجيء إلى أمريكا وكانت دعوة لافتة للنظر:

1- كان نتنياهو في زيارة للمجر تبدأ في 2/4/2025 وتستمر لمدة أربعة أيام، وهي أول زيارة له لدولة أوروبية منذ صدور قرار الجنائية الدولية باعتقاله العام الماضي.

2- على نحو غير مألوف قام الرئيس الأمريكي ترامب بالاتصال بنتنياهو وأوربان (رئيس وزراء المجر) أثناء اجتماعهما في بودابست موجهاً دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض: (وكشف ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو أمس الخميس، وأنهما ناقشا قضايا سياسية دولية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يزور الولايات المتحدة قريباً. وأكد مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" أن ترامب وجه دعوة رسمية لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض، إلا أن موعد اللقاء لم يُحدد بعد، فيما أفاد مسؤول أمريكي بأن الزيارة قد تتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة. القاهرة الإخبارية، 4/4/2025)

3- تفاجأ كيان يهود بهذه الدعوة المستعجلة خاصة بعد رفض البيت الأبيض جعلها بعد أعياد اليهود: (يسود قلق في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حيال تشديد البيت الأبيض على عقد اللقاء بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونتنياهو غدا، الإثنين، وليس بعد عيد الفصح اليهودي، بعد أسبوعين، مثلما أراد مكتب نتنياهو. وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أمس، أنه "سيتوجه إلى واشنطن على إثر دعوة تلقاها من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وسيبحثان في مواضيع: الجمارك.. الجهود لإعادة مخطوفينا.. علاقات إسرائيل - تركيا.. التهديد الإيراني، والصراع ضد المحكمة الجنائية الدولية". ويتعالى القلق في مكتب نتنياهو بسبب إلحاح البيت الأبيض على عقد اللقاء غدا، واحتمال أن يفاجئ ترامب نتنياهو بموضوع أو مواضيع لا تتوقعها إسرائيل، حسبما ذكرت القناة 12 اليوم، الأحد..". عرب 48، 6/4/2025)

4- غادر نتنياهو المجر وتوجه منها مباشرةً إلى واشنطن دون أن يعود للكيان، في إشارة أخرى على الاستعجال!

ثانياً: كل هذا الترتيب الفوري يدل على أمر مستعجل، وبالتدقيق بين مواضيع البحث المعلنة لاجتماعهما فإن أمراً واحداً على الأقل كان الدافع الرئيسي لهذه الدعوة المستعجلة، وهو على الأرجح الأوضاع في سوريا وذلك للأسباب التالية:

1- بالتدقيق في أقوال الرئيس الأمريكي ترامب أمام عدد قليل من الصحفيين أثناء اجتماعه مع نتنياهو في 7/4/2025 بعد إلغاء البيت الأبيض المؤتمر الصحفي الذي كان مقرراً أن يعقده بعد الاجتماع برفقة نتنياهو نجد أن تصريحاته الخاصة بالساحة السورية والعلاقة مع تركيا كانت بإيجابية كبيرة عن علاقته برئيس تركيا أردوغان وعن اتصال بينهما، وقال:

("أبلغت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهانينا.. لقد فعلت ما عجز عن فعله الآخرون على مدى ألفي عام.. لقد أخذت سوريا مهما تعددت أسماؤها تاريخيا.. عبر وكلائك". وتابع ترامب: "قال أردوغان لا لا لا.. لم أكن أنا من أخذ سوريا، فقلت له.. لقد كنت أنت ولكن حسنا ليس عليك الإقرار بذلك، فقال حسنا ربما كنت أنا من أخذها". وأضاف ترامب: "أردوغان شخص قاس وذكي للغاية وأنجز شيئا لم يستطع أحد القيام به من قبل.. عليك التسليم بانتصاره". وتوجه ترامب إلى ضيفه بنيامين نتنياهو، بالقول: "أي مشكلة لديك مع تركيا أعتقد أنه بإمكاني حلها ما دمت منطقيا في طلباتك.. عليك أن تكون منطقيا.. علينا جميعا أن نكون منطقيين". ترك برس، 8/4/2025)، وطالب ترامب كيان يهود بالعقلانية في المسائل الخاصة بتركيا في سوريا.

2- ولم يكن أمام كيان يهود إلا الإذعان لهذا الطلب الأمريكي: (أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب لن تسمح باستخدام سوريا كقاعدة لشن هجمات ضدها، مشيرا إلى أن العلاقات مع تركيا كانت ودية لكنها «تدهورت» مؤخرا. وقال بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «تناولنا أيضاً الوضع في سوريا. كانت لدينا علاقات ودية مع تركيا تدهورت». وزاد: «لا نريد أن نرى وضعاً يستخدم فيه الآخرون، ومن بينهم تركيا، سوريا كقاعدة للهجوم على إسرائيل». وأضاف: «تحدثنا عن كيف يمكننا تجنب هذا الصراع وأعتقد أنه لا يوجد محور أفضل لهذا الهدف من رئيس الولايات المتحدة». القدس العربي، 8/4/2025).

3- وقد كان كيان يهود شن غارات جوية شديدة على مطارات سورية، ونقلت آر تي في 2/4/2025 عن بيان وزارة الخارجية السورية: (شنّت القوات الإسرائيلية غارات جوية على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين". واعتبرت الخارجية السورية أن "هذا التصعيد غير المبرر يشكل محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها".)، وهذه المطارات الواقعة وسط سوريا هي ما تخطط تركيا لإقامة قواعد لها فيها ضمن اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة:

(اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي تركيا بلعب "دور سلبي" في سوريا، وحذر الوزير الإسرائيلي رئيس الفترة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، من أنه "سيدفع ثمناً باهظاً للغاية" إذا سمح "للقوى المعادية" بدخول بلاده.. تتفاوض أنقرة حالياً على اتفاقية دفاع مشترك مع حكومة الشرع الجديدة، ووردت تقارير تفيد بأن تركيا بصدد نشر طائرات وأنظمة دفاع جوي في قاعدتي T4 وحلب الجويتين السوريتين.. قارن بعض المحللين بين الضربات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل على مطار حماة هذا الأسبوع، والغارات الأقل حدة التي استهدفت أطراف قاعدة T4، مما يشير إلى أن تركيا ربما قامت بنقل بعض معداتها إلى هناك بالفعل. بي بي سي، 5/4/2025). وراجت أخبار عن مقتل 3 مهندسين أتراك في مطار حماة نتيجة قصف كيان يهود، (كشفت مصادر عسكرية سورية، عن مقتل 3 مهندسين أتراك في القصف الإسرائيلي على مطار حماة العسكري يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن المهندسين كانوا يعملون على تركيب تجهيزات فنية في مطار حماة بينها دفاعات جوية استقدمتها تركيا إلى المطار. إرم نيوز، 4/4/2025).

4- والظاهر أن تركيا غضبت بشدة من كيان يهود بسبب غاراته الأخيرة خاصة على المطارات السورية، واتصلت بأمريكا بشكل عاجل لوضع حد لكيان يهود في سوريا خاصةً وأن تركيا تقوم بتنفيذ مهمة متفق عليها مع أمريكا في سوريا، لذلك كانت الدعوة العاجلة لرئيس وزراء كيان يهود لواشنطن، وطلب منه ترامب حل المشاكل بعقلانية مع تركيا.

ثالثاً: وما يشير إلى أن هذا الموضوع هو الأكثر إلحاحاً في ذلك الاجتماع الكثير من التصريحات الأخرى الدالة على ذلك:

1- قال وزير الخارجية التركي (إنه يتعين على الولايات المتحدة أن "تعيد ضبط" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن ترسم إطارا له. الأناضول، 9/4/2025)

2- تم الإعلان عن محادثات مباشرة فورية بين كيان يهود وتركيا، فعن وزير الخارجية التركي نقلت آر تي، في 9/4/2025 قوله: (وأفاد هاكان فيدان في تصريحاته بأنه ومن أجل منع "سوء الفهم" في سوريا، يقيمون "تواصلا مباشرا" مع إسرائيل. وأوضح فيدان أن إسرائيل حددت استراتيجية تتمثل في "عدم ترك أي شيء" للإدارة الجديدة في سوريا. وشدد وزير خارجية تركيا على ضرورة إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي السورية، والتوقف عن قصف بنيتها التحتية. وأشار إلى أن عدم الاستقرار في بلد جار لتركيا، سيؤثر عليها ويتسبب لها بأذى، محذرا من أن أنقرة "لا يمكنها البقاء صامتة إزاء ذلك"،..، لا نية لدينا بالدخول في أي اشتباك أو مواجهة مع أي دولة في المنطقة، ومن ضمنها إسرائيل،..، نحن نتعاون مع الإدارة السورية الجديدة في المجال الأمني وفي مكافحة الإرهاب).

3- (وكانت وكالة "رويترز" قد قالت الأسبوع الماضي إن فرقاً عسكرية تركية تفقدت ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا لنشر قوات تركية فيها في إطار اتفاق مزمع للدفاع المشترك قبل أن تستهدف إسرائيل المواقع بضربات جوية. وقال فيدان لقناة "سي. إن. إن. تورك" الأربعاء: "بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، يتعين أن يكون هناك آلية لتجنب صراع مع إسرائيل التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، على غرار الآليات التي لدينا مع الولايات المتحدة وروسيا". العربية، 10/4/2025)

4- (مصدر سوري مطلع يقول في تصريح لـ"إندبندنت عربية"، إنه "بالفعل يجري الحديث عن اتفاقية، هذه الاتفاقية هي اتفاقية عدم اشتباك وليس فض اشتباك، لأنه في الأصل لا يوجد اشتباك بين تركيا وإسرائيل في سوريا، بمعنى آخر فإن الاتفاقية لرسم حدود بحيث إنه إذا كان هناك طيران إسرائيلي في الأجواء السورية يتم الإبلاغ عن وجهته". إندبندنت عربية، 9/4/2025) أي على غرار الاتفاق التركي السابق مع روسيا لمنع الاشتباك بينهما في سوريا!

5- وكل هذا يتضح من تصريحات المسئولين في تركيا كما نقلته الشرق الأوسط في 13/4/2025:

[أكدت تركيا أنها ستواصل محادثاتها الفنية مع إسرائيل للتوصل إلى آلية لخفض التصعيد ووضع قواعد للاشتباك ومنع وقوع حوادث أو صدام على الأراضي السورية. وقال وزير الخارجية التركي، إن بلاده تريد تحقيق الاستقرار في سوريا والابتعاد عن أي استفزازات، وتعمل على عدم الدخول في أي صراع مع أي دولة داخل سوريا. وعقد وفدان (تركي وإسرائيلي) اجتماعاً في باكو عاصمة أذربيجان، الأربعاء الماضي، محادثات تهدف إلى تفادي وقوع حوادث أو صدام في سوريا، بعدما ارتفعت حدة التوتر في الأسبوعين الماضيين.. الشرق الأوسط 13/4/2025]

6- نقلت الجزيرة على موقعها في 14/4/2025 عن تقرير للكاتب أندريا موراتوري نشره موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي [أن تركيا تلعب دورا محورياً بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة كجسر لحل الكثير من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم، بعد سنوات من التوتر مع الإدارة السابقة.. وقال الكاتب في تقريره، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد مراراً وتكراراً إعجابه بشخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحنكته السياسية، وقد أرسل منذ بداية ولايته الثانية إشارات تودد واضحة تظهر رغبته في الاستعانة به في حسم عدد من الملفات... الجزيرة 14/4/2025]

وكل هذا يدل على أن أمريكا تتعامل مع كيان يهود العدو والنظام التركي كحليفين لها تدير الأمر بينهما بما يخدم مصالحها!

رابعاً: إنه لمن المؤلم أن الولايات المتحدة أصبحت تدير الأمور في بلادنا كما تشاء، جاعلة الأولوية في المنطقة لكيان يهود المغتصب للأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج، فلسطين، والحكام في بلاد المسلمين طوع بنان الولايات المتحدة، حتى إن أرض الخلافة في آخر دولة لها، الدولة العثمانية التي أراد اليهود أن يكون لهم موطئ قدم في الأرض المباركة مقابل أن يدفعوا ملايين النقود الذهبية، فردهم الخليفة رداً قاسياً بقوله:

(فلسطين ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه فليحتفظ اليهود بملايينهم وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فيستطيعون حينذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن..) وهذا ما كان!

تركيا هذه بعد زوال الخلافة العثمانية عنها يمنعها كيان يهود من أن تكون لها قاعدة عسكرية في سوريا، حتى بعد موافقة النظام السوري على ذلك..! هذا هو حال المسلمين بعد زوال الخلافة.. وهو أمر جلل!

إن قوة المسلمين وعزتهم هي بخلافتهم، وإن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يدعو أهل القوة في بلاد المسلمين لنصرته في استئناف الحياة الإسلامية في الأرض بإقامة الخلافة من جديد، ومن ثم تعود عزة المسلمين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

الثامن عشر من شوال 1446هـ

الموافق 16/4/2025م

 
 
 

WhatsApp Image 2025 04 15 at 12.59.31 PM

مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان: فتنة الفلول .. عبرٌ ودروس
عبد الحميد عبد الحميد
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

إن الحاضنة الثورية، كما رأيناها وكما هي حقيقتها، هي السند الطبيعي لمن يتوسد إدارة البلاد، إن كانت أفعاله متطابقة مع قيمها ومفاهيمها وعقيدتها، فيجب الاعتماد عليها بعد التوكل على الله وحده والاعتصام بحبله المتين. فلقد أثبت أهل ثورة الشام أنهم أهل جهاد، فلا بد من الاعتناء بهم والمحافظة عليهم والاعتماد عليهم وإبقاء السلاح في أيديهم، ليكونوا كما عهدناهم مجاهدين في خدمة دينهم وأهلهم وثائرين في وجه كل المخاطر والمؤامرات والأطماع. فلا يمكن لجهة واحدة مهما كانت أن تبني دولة أو تتصدى للمخاطر والمؤامرات العظيمة...
كما يجب جعل أهل الكفايات والخبرات من الحاضنة الثورية هم الوسط السياسي والعسكري الذي يُعتمد عليه، واستبعاد كل الأوساط التي كان لها علاقة بالنظام البائد.


 

 

222222222





بعد نجاح ثورة الشام بإسقاط الطاغية، فإن سوريا تواجه العديد من المشاكل والأزمات الداخلية والخارجية، لكن أهم معضلة تواجهها هي مجاورتها لكيان يهود الغاصب، الذي ما فتئ منذ سقوط الطاغية يقصف المواقع العسكرية السورية، وقد تخطت قواته خط فصل القوات لعام ١٩٧٤م، واحتلت قمة جبل الشيخ الاستراتيجية المشرفة بشكل مباشر على دمشق، وتقتحم آلياته العسكرية ما تشاء من الأراضي والقرى والبلدات المتاخمة للحدود متى تشاء، ويرغي قادته ويزبدون، ويهددون ويتوعدون، ويدّعون مناصرتهم لأهل السويداء، في ظل صمت عملي مطبق من حكومة دمشق، عدا بعض بيانات التنديد واستجداء النظام الدولي لأخذ موقف من هذه الاعتداءات.

فهل يحاول يهود بهذه الأعمال استرجاع شيء من هيبتهم التي تمرغت في وحل غزة، أمام بسالة مجاهديها وصمود أهلها الأسطوري؟! وهل يمكن أن يقودهم جنون العظمة الفارغة في ظل ظهور ضعف الحكومة السورية إلى محاولة احتلال جنوب سوريا وصولاً إلى دمشق واحتلالها؟! وهل نستبعد ذلك من قتلة الأنبياء وذوي الأطماع التوسعية وأصحاب الفكرة القديمة بالوصول إلى الفرات؟! وكيف نفهم اتفاق الحكومة السورية مع النظام التركي على استقدام الخبراء العسكريين الأتراك لتدريب الجيش السوري الجديد وبناء قاعدة عسكرية تركية سيادية وسط البلاد؟! فهل هي محاولة لمنع اليهود من التفكير باحتلال دمشق بتهديدهم بالصدام المباشر مع الجيش التركي والدولة التركية؟!

نقول: إذا كان ذلك ما يفكر فيه ويعمل له يهود فعلاً فهل من الصواب مقابلته بما يقوم به القائمون على الإدارة الحالية في دمشق من دفن رؤوسهم في الرمال وكأن ما يحدث من قصف وقتل وتوغل واحتلال في الجنوب لا يعنيهم، بل يعكفون على بناء جيشهم التطوعي (الاحترافي)، الذي لن تتعدى مهمته مهمة الجيش اللبناني في لبنان، ويهددون يهود بالنظام التركي عضو الناتو، فيمنحونه حق بناء القواعد التي ينتظرون منها أن تدخل في صراع مسلح مع كيان يهود وتسارع إلى الدفاع عن دمشق إذا لزم الأمر؟! نقول: هل من الصواب أن تركن الحكومة الحالية إلى النظام التركي وتتناسى مآسي أربعة عشر عاماً من القتل والإجرام قام بها نظام بشار بحق شعبنا أمام سمع وبصر الجيش والحكومة التركيين، الذين لم نحصل منهم سوى على الخيام والطعام والأكفان وأحياناً قتل الفارين بجلدهم على جدار الحدود؟! وإذا كنا ننوي أخذ وقتنا في بناء جيش قوي يحمي البلاد من عدوان المعتدين، أفلا يظهر للعيان حرص يهود على منع أي عمل وضرب أي حركة تصب في هذا السبيل من خلال قصفهم المستمر لأي تحرك محتمل في الجنوب؟! ثم هل سيسمح لنا النظام الدولي الذي ركنّا إليه ببناء هذا الجيش العتيد، وهو القائم على حماية ودعم كيان يهود منذ إنشائه وإلى اليوم؟!

نعتقد أننا في ظل عدم وجود جيش قوي حديث متطور، ولقناعتنا بأن يهود أولاً والعالم ثانياً لن يسمحوا لنا مهما طال الوقت ببناء هذا الجيش القوي، ولاعتقادنا بخطر الارتماء في أحضان النظام التركي الذي لا يجرؤ على محاربة قسد إلا بضوء أخضر من أمريكا، فمن باب أولى أنه لن يمتلك قرار الصدام مع يهود بدون إذنها، ففي هذه الحالة، وفي مواجهة خطر كبير كخطر يهود في هذه المرحلة، فإنه من الصواب بمكان تفعيل العشرات من الجماعات المجاهدة التي يجب أن تنتشر باتجاه الجنوب، وتغطي المناطق المتاخمة لحدود كيان يهود، وتقوم بالأعمال العسكرية المطلوبة دفاعاً وهجوماً على مبدأ حرب العصابات التي أسقطت النظام في دمشق قبل أن تصلها قوات الشمال المنظمة، ورأينا كيف فعلت فعلها في فلسطين، فأرهقت من خلالها جيش الكيان المجرم.

في حالة كوننا لا نملك جيشاً قوياً منظماً، ولن يسمح لنا النظام الدولي ببنائه، وفي ظل عدم ثقتنا بقدرة النظام التركي على تجاوز خطوط أمريكا الحمراء بخصوص الصدام العسكري مع يهود لحماية دمشق إذا لزم الأمر، فلا حل إسعافياً لنا لحماية دمشق من خطر الاحتلال سوى بتفعيل حرب العصابات في الجنوب، بالكر والفر على حدود الكيان، فهي طريقة عملية، دفاعية هجومية ومجربة، أثبتت نجاحها في إرهاق جيوش أعتى الدول، وتجعلها تنشغل بنفسها عن أي تفكير بالهجوم أو التوسع والاحتلال.


فإلى ثوار الشام ومجاهديها الحريصين على استمرار انتصار ثورتها، لقد قمنا بثورتنا ولم نؤجل الصدام مع النظام المجرم، ولم نتركه لأبنائنا كما تركه لنا آباؤنا، بل ثرنا عليه، وبفضل الله وحده أسقطناه، فهل نتخلى عن شرف الصراع التاريخي مع يهود المفروض علينا اليوم، ونؤجل تحرير الأقصى الشريف وكامل فلسطين أو نتركه لأبنائنا؟! إننا موعودون ومبشرون من نبينا الكريم ﷺ بالنصر والتسلّط على يهود عندما نقاتلهم «تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». فهيا إلى صون الحرمات والذود عن الأعراض، وتحرير المقدسات ونصرة المستضعفين، فنحن أولى من يستحق نوال هذا الشرف العظيم.

------------
بقلم: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 WhatsApp Image 2025 04 15 at 11.56.03 AM

 

 

ومضة:
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)


هذا هو دوماً حال عباد الله المخلصين الساعين الى التغيير الحقيقي، العاملين له، يسارعون إلى الله، تواقين للقائه، متطلعين ليأخذوا منه - بكل تسليم ورضا - تكاليفَ جديدة حتى ينفذوها بتسليم ويحملوها إلى الناس بجد و عزم لينقذوهم من الضلال الى الهدى و من الظلمات الى نور الإسلام و عدله و عزته.
يحملون دعوة ربهم بكل عزيمة و ثبات في الوقت الذي يندر أن يجدوا مستجيبا أو يلقوا لدعوتهم أنصارا، ليكونوا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يتكفلهم الله برعايته ويؤيدهم بجنوده ويكرمهم بفضله لصدقهم و ثباتهم على الحق بالفرج والنصر والتمكين.
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

---------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا