- التفاصيل
إن عدم تحصين المبدأ بالوعي السياسي الكافي من المخاطر والانزلاقات والمؤامرات التي قد تواجهه من قِبل العدو الذي يصل ليله بنهاره للقضاء عليه، فإن ذلك قد يؤدي إلى سقوطه وانهياره حتى ولو كانت حصون البلاد عظيمة ومتينة! فعلى مر التاريخ لم يُهزم المسلمون في معاركهم بسبب قلة في عدة أو عتاد أو ما شابه ذلك من الإمكانيات العسكرية أبدا، وإنما كانت جل هزائمهم بسبب غفلتهم وقلة وعيهم السياسي حيال ما حيك لهم من قبل أعدائهم وعدم تحصين مبدئهم وأفكارهم تحصينا يمكنهم من الثبات والنصر.
وقد أثبتت تجربة الغوطة ذلك، فعندما تسلط قادة الفصائل المرتبطون على قرار أهل الغوطة وغفل المجاهدون عن تحصين مبدئهم وثورتهم بالوعي اللازم للثبات، وعملوا على تحصين البلاد بسواتر وخنادق وأنفاق فقط، فقد أسهم ذلك في انهيارهم وسقوطهم وتهجيرهم من البلاد التي قهرت الروس والمجوس على أسوارها وبإمكانيات بسيطة حتى أصبحت جبهات الغوطة رعبا بالنسبة لهم.
المكر السياسي الذي يسعى أعداؤنا لتطبيقه علينا لا يزول إلا بوعي سياسي، وما الأعمال العسكرية والمادية التي نقوم بها إلا أساليب لفرض ما فهمناه ووعينا عليه.
وأخيرا:
• لا بد من تحصين ثورتنا من خلال فك ارتباط قرارها بقادة الفصائل التي تأتمر بأمر الدول الداعمة وأن تصبح الأمة هي صاحبة القرار.
• ولا بد من تحصين ثورتنا بتوضيح أهدافنا المنبثقة عن عقيدتنا و المتمثلة في إسقاط نظام الإجرام و إقامة حكم الإسلام والصدع بذلك بكل جرأة وصراحة.
• ولا بد من تحصين ثورتنا بأن يُوسد الأمر لأهله، فلكل ميدان أهله، وأهل ميدان الثورة قيادة سياسية واعية مخلصة تحمل مشروع الأمة الإسلامية، خلافة راشدة على منهاج النبوة، وعندها يكرمنا الله سبحانه بالنصر الموعود {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عبد الباسط أبو الفاروق
- التفاصيل
نظم شباب حزب التحرير/ ولاية سوريا مظاهرة احتجاجية يوم الجمعة في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي؛ وذلك على خلفية اعتقال أمنيّة هيئة تحرير الشام للأخ أحمد القاصر. وأكدت اللافتات المرفوعة: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس تهمة بل هو فرض، وأن الأمنيين يشوهون صورة المجاهدين بتسلطهم على رقاب الناس، وطالبت اللافتات المرفوعة بنقل المعركة إلى أرض النظام في الساحل، وعدّتها أولى خطوات النصر، محذرة من الهدن وقالت إنها هدر للتضحيات. ولنا أن نتساءل: لماذا المجاهد الصادق أحمد القاصر في سجون أمنيات هيئة تحرير الشام؟! تُرى هل باع أحمد القاصر حلب أم سلّم الغوطة؟! هل تخابر مع الدول أم أدخل جيش تركيا لسوريا؟! هل نصب الحواجز وقطع الطرقات على الناس أم أراق الدماء وانتهك الحرمات وأفسد في الأرض؟! أم كانت جريمته هي قول الحق وتحذير إخوانه المجاهدين من خيانات قادتهم المرتبطين بالدول وكشف مؤامراتها؟!
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
المصدر: https://bit.ly/2LyDU78
- التفاصيل
نظم شباب وأنصار حزب التحرير وقفة دعما للمجاهدين المخلصين والحث على فتح جبهة الساحل؛ وذلك في مدينة الدانا وقرية دير حسان بريف إدلب الشمالي، وحمل المشاركون في الوقفات لافتات قالت إحداها، "أيها المجاهدون المخلصون إننا نتابعكم ونغبطكم ونفرح لانتصاراتكم، يكفيكم أنكم تقفون بأسلحتكم الخفيفة ضد أعتى قوى الأرض"، فيما قالت أخرى "بإذن الله لن تتوقف انتصارات المجاهدين عند إدلب وحماة بل ستستمر حتى الساحل ودمشق"، فيما أكدت لافتة أخرى "أن الدور التركي أصبح واضحا كالشمس، ضامن على قتل النساء والشيوخ والأطفال"، وحذرت أخرى من الهدن والمفاوضات معتبرة أنها مضيعة للدماء والتضحيات.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
المصدر: https://bit.ly/2RzVLLW
- التفاصيل
رغم أن أثر المال السياسي أصبح ماثلا للعيان وخطره بات معلوما للجميع؛ ورغم كثرة الكتابات عن مخاطره، كان لا بد من التذكير والتحذير مرارا وتكرارا من الاستمرار في أخذ هذا المال مهما كانت الظروف لأنه لا زال يفتك بثورة الشام ويشل حركتها رغم مضي سنوات طوال على انطلاقتها؛ فمنذ بداية ثورة الشام المباركة، هذه الثورة اليتيمة التي خرجت على نظام بشار وانطلقت بعفوية وطهر متحدية كل المخاطر ومستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيل التخلص من الظلم والطغيان وإقامة حكم الإسلام العدل، استنفر الغرب كل طاقاته وإمكانياته للقضاء عليها؛ واتبع أساليب عدة لاحتوائها، وكان من أخطر هذه الأساليب على الإطلاق هو أسلوب المال السياسي القذر، الذي كان ولا يزال السبب الرئيس لكل مصائبنا والذي زاد في بلائنا وعقّد قضيتنا وأطال في عمر النظام المجرم ومنحه الوقت لترتيب أوراقه من جديد...
إن هذا الأسلوب ليس جديدا في معركة الحق مع الباطل، فقد استُخدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرف دعوته واحتوائها؛ فقد عرضت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم المال حيث قال عتبة بن ربيعة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيّا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نُبرئك منه؛ فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى منه، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: أفعل، قال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿حم تَنزِيلٌ مّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَبٌ فُصّلَتْ ءايَتُهُ قُرْءانا عَرَبِيّا لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرا وَنَذِيرا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾، ثم مضى رسول الله فيها يقرؤها عليه، فلما سمعها عتبة منه أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل كل العروض المغرية ولم يقع في فخ الترغيب القاتل، وما ذلك إلا تعليما لنا وتوجيها لمسارنا وتحديدا لما يجب أن تكون عليه مواقفنا في مثل هذه الحال...
وقد قيل قديما إذا أردت أن تفسد ثورة فأغرقها بالمال، وهذا ما حصل، فقد أغرقت ثورة الشام بالمال السياسي المسموم فكانت نتائجه كارثية على مسار الثورة فحرف بوصلتها وبدل وجهتها؛ فبدل أن تتوجه إلى العاصمة دمشق لتسقط النظام في عقر داره توجهت إلى مناطق بعيدة كل البعد عن إسقاط النظام ومعلوم أن إسقاط النظام هو ثابت من ثوابت الثورة، كما أن المال السياسي صادر قرارات الذين تصدروا المشهد العسكري من قيادات الفصائل حتى أصبحت الجبهات تفتح بأمر من الداعمين وتغلق بأمر منهم وسلمت مناطق كثيرة أهمها حلب والغوطة ودرعا فمن يملك المال يملك القرار!
ولا زال المال السياسي المسموم يفتك بجسد الثورة حتى هذه اللحظة، ولا أريد في هذا المقال أن أتوسع في تأثير المال السياسي على معظم مفاصل الحياة بكافة أشكالها السياسية والإعلامية والإغاثية، فدور هذا المال بات معروفا للجميع، فكان لا بد من العمل على استئصال هذه الورم الخبيث وتنقية جسد الثورة من سمومه والاعتماد على الذات بعد الله عز وجل؛ حتى نستطيع أن نسترد قرارنا ونستعيد سيادتنا على أنفسنا ونقرر نحن ما نريد وما يجب أن نفعله...
وقد يقول قائل من أين لنا أن نمول أعمالنا؟ فأقول: إن الذي يدرك جيدا خطر المال السياسي وأنه في النهاية سيقضي على كل التضحيات ويضيع دماء الشهداء ويعيدنا من جديد تحت الظلم والقهر والعبودية؛ لا بد له أن يقطع هذا الحبل الشيطاني، فنتائج التعلق فيه كارثية واضحة للعيان ولا يوجد أي مبرر للتمسك فيه ولا بد له أن يعتصم بحبل الله ولا يخشى على رزقه لأن الرزق بيد الله سبحانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «جعل رزقي تحت ظل رمحي»، فمن يعتصم بحبل الله بصدق سيكفيه الله سبحانه وتعالى من فضله وسينصره على أعدائه، كما أن أهل الخير كثر وعندما يرون صدق توجهنا واعتمادنا على الله عز وجل ثم أنفسنا لا شك أنهم سيبذلون لنا الغالي والنفيس، والأمثلة على ذلك كثيرة وليست آخرها التبرعات السخية التي قدمها أهل الشام، حتى الأطفال تبرعوا بما يملكون من ذهب يزين آذانهم. فالبدائل للمال السياسي المسموم متوفرة؛ فالغنائم كثيرة ولله الحمد وأهل الخير من المسلمين في الخارج والداخل كثر ولله الحمد، ولا ينقصنا سوى القرار الصحيح حتى نتحرر من هذا القيد الذي فرضته علينا الدول الداعمة، وحتى نتخلص من مكر أعدائنا...
قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ_ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾.
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://bit.ly/2Xy2Thg
- التفاصيل
لا تكاد تغيب شمس يوم على المسلمين إلا ولهم فيه قصة ومعتبَر، فها هي فاجعة أخرى يفجع بها المسلمون بأحد أبنائهم والذي قتل مظلوما مقهورا على يد فرعون مصر الحالي ليلحق بركب الآلاف الذين قتلوا ظلما وعدوانا، إعداما أو تحت أبشع أساليب التعذيب. ولقد استلزمت منا هذه الحادثة الأليمة أن نقف وقفة مع الحدث ونقرأه بشكل صحيح لفهم الدرس واستنباط العبر.
أولا: لقد جاءت هذه الحادثة لتؤكد المؤكد -الذي تغافل عنه الكثيرون- من أن الإسلام والكفر لا يمكن أن يجتمعا ولا مكان وسط للوقوف بينهما، وبالتالي لن يقبل أي منهما الآخر وأي وقوف في المنتصف سيُصنف أنه نفاق فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ثانيا: لقد كفر أصحاب الديمقراطية بها وأكلوا صنمها الذي صُنع من تمر الأوهام وتبين لكل ذي بصيرة أنها ما كانت إلا خدعة وهي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، يمارسها الرأسماليون على الناس ليبتزوا أموالهم ويستعبدوهم ولكن بنكهة الحرية! فهلّا أدرك دعاتها من أبناء أمتنا ذلك وتابوا إلى الله توبة نصوحا، وساروا بالطريق الذي أمرنا به الله وارتضاه لنا؟!
ثالثا: من لا يعرف أن الديمقراطية نظام كفر يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ويجعل التشريع للعباد دون رب العباد فهو جاهل على أقل تقدير، وقد بيّن أصحابُها أنها عقيدة ونظام، وهي دين يُعبد من دون الله مهما حاول البعض زركشتها وتزيينها وإعطاءها غير لونها، فليحذر من يدعو لها أو من يطبقها أن يندرج ضمن قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} أو {الفاسقون} أو {الظالمون}.
رابعا: فليحذر إخوتنا في جماعة الإخوان المسلمين من تقديم أي تنازل عن ثوابت الأمة بعد هذا الحدث الأليم، فقد تبادر لأسماعنا اجتماعاتٌ مضمونها المراجعات والتقويم، وقد رأينا أن المراجعات التي سبقت لم تكن إلا تنازلات ومسايرة للباطل وصولا للتماهي مع المشروع العلماني! في الوقت الذي يطلب فيه الإسلام المفاصلة مع الباطل، فلا أنصاف حلول ولا أنصاف ثورات: {قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون}.
خامسا: لقد ملّت الأمة من التجارب، وقدمت الغالي والنفيس في سبيل أي بصيص أمل تراه أو يريها إياه من زعم أن لديه خلاصها، بل وسارت وراء كل مدَّعٍ! فمن القومية إلى المشروع الوطني إلى التماهي مع الأنظمة الكفرية بدعوى التدرج، إلى المشروع الجهادي الذي لا يزال يقف بعيدا عن المشروع الحقيقي مع أنه حقق بعض النكاية بأعداء الله، ولكن سرعان ما يقطف ثمرة عمله أعداء الأمة بسبب غياب الرؤية السياسية الواضحة والمشروع الإسلامي الكامل. وقد آن للأمة بعد هذه التجارب والمشاريع غير المكتملة أن تسير بالطريق الصحيح الذي ينير دربها ويحقق لها خلاصها؛ فعلامَ التجريب وقد بين الله لها سبيل نجاتها ومنهج حياتها: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}.
سادسا: آن لأبناء الأمة ممن كان ينادي بالشرعية ودفع ثمنها غاليا أن يعلم أن الشرعية الحقيقية هي بقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله}؛ فليلزموا هذا وهو معلوم معروف، ولينبذوا أي حكم غير حكم الله مهما ظنوا به خيرا، فإن الظن لا يغني من الحق شيئا.
سابعا: إلى أبناء الأمة ممن هو في محل القوة في الجيش وغيره: اعلموا أن أهلكم يُقتلون بأيديكم وأن هذه الدماء ستكون عليكم لعنة في الدنيا قبل الآخرة إن لم تهجروا الباطل وتطلّقوه طلاقا لا رجعة بعده وتسيروا مع أمتكم؛ آن لكم ألا تقبلوا الرشوة على دينكم فما عند الله خير وأبقى، وآن أن تنقلبوا على فرعون مصر ورجالاته عبيد أمريكا وأن تسيروا بالمشروع الذي يرضي ربكم خلافة راشدة على منهاج النبوة وتضعوا أيديكم بأيدي إخوانكم في حزب التحرير فلديهم الرؤية والمشروع ويسيرون على خطى نبينا صلى الله عليه وسلم يحتذون حذوه متلمّسين وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، إن فعلتم ذلك فهو عزّكم في الدنيا والآخرة والأجر العظيم لكم ولكل من انتفع بعملكم: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عامر سالم أبو عبيدة