press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1742019raya

 

للمرة الثالثة في هذا العام يلتقي الرئيسان التركي والروسي لبحث المسألة السورية أو ما يُسمونه أزمتهم في سوريا، حيث إن لقاءات كثيرة جمعت بينهما العام الماضي كان أبرزها اتفاق سوتشي في شهر أيلول الذي كان من المفترض تطبيق بنوده حتى نهاية العام.

جاءت هذه اللقاءات المُتكررة لبحث الآليات العملية لتطبيق الاتفاق المشؤوم بعد أن فشلت جهودهم في فرض الاتفاق بسبب رفض الناس لهذا الاتفاق وخروجهم بأعمال جماهيرية عدة عبرت عن رفضها لعمل نقاط المراقبة التركية وأكدت على رفضها القاطع لفتح الطرقات الدولية.

أهم ما جاء في اللقاء الأخير في الثامن من الشهر الجاري نيسان هو تسيير دوريات روسية مرافقة للدوريات التركية التي تم تسييرها في منطقة ما يُسمونه خفض التصعيد، كما نقلت صحيفة إندبندنت عربية ووكالات أخرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الاثنين "أن روسيا وتركيا ستسيّران دوريات مشتركة في محافظة إدلب السورية". وأضاف عقب محادثات مع نظيره التركي أردوغان في موسكو "سنسيّر بشكل أساسي دوريات مشتركة... من جهتين على الأقل".

ربما فهم البعض أن الدوريات ستكون مشتركة داخل المناطق المُحررة وهذا صحيح، لكن الكلام أيضاً يُحمل على تسيير الدوريات من جهتين وهذا يُراد منه إعطاء شرعية لوجود الدوريات التركية لدى الناس إذا ما كان القرار برفض دخول الدوريات الروسية إلى المناطق المُحررة.

وسواء أرادوا تسيير دوريات مشتركة أو منفصلة، في جهة واحدة أو جهتين فإن الاتفاق ليس لأجل تسيير دوريات فحسب وإنما لهدف يتم التجهيز له والتخطيط لتحقيقه، وهو إتمام العملية السياسية التي وضعت بنودها أمريكا في جنيف1 حيث صرح بذلك المجرم بوتين كما نقلت عنه روسيا اليوم "الآن، بعد دحر جل قوى (الإرهابيين)، صار من الأهمية بمكان التركيز على إعادة الوضع على الأرض إلى استقراره بشكل نهائي، والدفع بعملية التسوية السياسية بموجب قرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".

ورغم أن اتفاق سوتشي في أيلول نص على وقف إطلاق النار إلا أن النظام المجرم ومعه المليشيات الإيرانية والطيران الروسي وقواعده لم تهدأ مدافعها ولم تتوقف طائراتها عن قصف المناطق المُحررة وخاصة الواقعة على أطراف الطريق الدولي والمتفق على فتحه كأحد بنود اتفاق سوتشي.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد منتصف ليل 14 نيسان/أبريل الجاري، أنه رصد المزيد من الخروقات التي طالت مناطق سريان الهدنة الروسية - التركية، حيث استهدفت الطائرات الحربية بسلسلة غارات منطقة معترم في الريف الشمالي لأريحا، إذ رصد تناوب أربع طائرات روسية باستهداف حرش بسنقول وبلدة أورم الجوز في ريف إدلب الجنوبي، بأربع عشرة غارة جوية تسببت بوقوع إصابات في صفوف المدنيين، واشتعال حرائق في بعض البيوت السكنية، كما قصفت قوات النظام مناطق في محور تردين بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ما تسبب بقتل شخص. وبذلك فإنه يرتفع إلى 587 على الأقل عدد الذين استشهدوا خلال تطبيق اتفاق بوتين - أردوغان ووثقهم المرصد السوري.

ولقراءة المشهد كاملاً نجد أن هناك تناغما واضحا بين أدوات الحل السياسي الأمريكي فالاتفاق كان لمنع روسيا من السيطرة على إدلب عسكريا ولإكمال أدوات الحل السياسي وهذا ما يؤكد عليه الرئيسان التركي والروسي في كل لقاء بينهما، وهو حقيقة ما يسعون له عبر هذا الاتفاق وإن اختلفت الأساليب التنفيذية وتنوعت.

فقد أقرّ الرئيس التركي بصعوبة تنفيذ الاتفاق وشارك نظيره الروسي في وصف الثوار (بالإرهابيين) حيث قال "من الخطأ القول إن التزامنا لم يؤدِ إلى نتائج في إدلب"، متابعاً "بسبب وجود بعض الجماعات (الإرهابية) هناك، فإن عملنا، ويا للأسف، ليس سهلاً"، وهو أيضاً قد أعرب عن "تطابق الآراء مع روسيا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة بسوريا".

واضح أن المتربصين بالثورة وأهلها يُصرّون على المُضي قدما في تآمرهم ومكرهم بأهل الشام رغم الصعوبات التي تواجههم، وهذا يجب أن يكون دافعاً لأهل الشام أن يُدركوا أنهم قادرون على الوقوف في وجه هذه المُخططات وإفشالها وقلب الطاولة عليهم واستلام زمام قضيتهم بأيديهم بعد أن اختطفها الداعم والمُمول، ويجب أن يدفعهم شدة المكر إلى زيادة التمسك بالثورة وثوابتها، والالتفاف حول المشروع الإسلامي الجامع، والصدع بكلمة الحق أمام جموع المتآمرين.

إن المتتبع لتكرار اللقاءات بين الرئيسين التركي والروسي وتغييرهما للخطط والأساليب في تنفيذ اتفاق سوتشي ليُدرك أن الثورة ما زالت عصية على التطويع وما زالت روحها تعيش في أوساط الكثيرين رغم حبال الداعمين التي قطّعت الأواصر وصخور المرجفين التي ملأت الطريق، وإنها لقادرة بإذن الله على إفشال مخططاتهم ومنعهم من وأد الثورة، وقادرة على الاستمرار والثبات حتى تُسقط النظام وتقيم حكم الإسلام، فقط عندما تلجأ لله وحده وتقطع ما أمر الله بقطعه من صلة بغيره أو تعلّق بأحد سواه، وتتمسك بحبله المتين فتوحد الصف وتجمع الكلمة حول المشروع الإسلامي الواضح والقيادة الواعية المخلصة، فتسير نحو هدفها بثبات ووضوح وعزيمة وإصرار مستمد من إيمانها بربها وبنصره الموعود لعباده المؤمنين.

 

كتبه الأستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا

جريدة الراية: https://bit.ly/2GuX3El

 

1042019raya

 

ما زالت ثورة الشام تخوض معاركها الطاحنة وعلى كافة المستويات ولكنها أصعب مما مرّ عليها في السابق، فالمعركة السياسية الحالية هي معركة القضاء على الثورة نهائياً، ونقول ذلك لأن بعض أبنائها انحازوا إلى صف أعدائها بعلم وبدون علم لإجهاض ثورتنا العظيمة التي قدمت ما يبهر الأبصار حتى الآن في سبيل انعتاقها وتحررها... سيتساءل الكثيرون كيف ذلك؟ وما هي المعطيات التي لديك حتى تقول ذلك؟ ولماذا تمارس لغة التخوين على ثوار ثورة يتيمة تآمر عليها القريب والبعيد وتكالبت عليها الأمم؟

بداية لا بد لنا أن نعرف أين وصلت الثورة، وكيف وصلت، وما هو السبيل لاستمرارها ووصولها لهدفها؟ وكيف يكون ذلك واقعياً، خصوصاً أن البعض يتهمنا بعدم الواقعية وعدم العقلانية، فنقول وبالله التوفيق:

إن كشف الحقائق ليس تخويناً بل إن الخيانة ألّا نقول الحقيقة في وقتها، إن الثورة وصلت إلى حائط مسدود وذلك لأسباب كثيرة أُريد لها ذلك، وساعد بعض أبنائها بذلك، فالثورة التي انطلقت بالتكبير وحطمت قيود العبودية والذل لنظام مخابراتي طائفي مجرم، وحققت في بدايتها ما لا يمكن تصوره وهزمت النظام شر هزيمة تعاني اليوم أشد المعاناة، ويقف من تولى قيادتها عاجزاً عن الحركة بعد أن سلم مقاليد الثورة للدول ومنظوماتها وحوّل نفسه وقوته وقوة الثورة إلى أدوات بيد هذه الدول تحركه حسب مصالحها... هذا هو الواقع ويعرفه القاصي والداني، هذا هو الجواب على أول سؤال، أما السؤال الثاني وهو كيف وصلت إلى هنا، فجوابه هو كما سمعته من أحد ثوار الساحل ويدعى (مصطفى هدية): قال لي بالحرف الواحد إن ثورتنا انتهت مع الأحد عشر ألف ليرة سورية!! الجميع سيتساءل وما هو هذا المبلغ التافه وما هي قصته مع ثورة أعجزت نظام القتل والإجرام؟ طبعاً هو نفسه سيجيب وهو يتحدث لي عن معاركهم في الساحل وكيف أنهم كانوا قاب قوسين من أن يدخلوا اللاذقية وجبلة وبانياس وجميع مدن الساحل فاتحين في بداية عام 2013 وكيف كانت الخطط العسكرية قد وضعت لذلك الهدف الذي لو تحقق لكان النظام العفن قد انتهى ولكنا الآن نعيش حقبة جديدة من العزة والكرامة والحرية.

مصطفى هو أحد شباب الثورة كما غيره الكثير ممن يتجرعون الآن مرارة الخذلان لأهلهم في خان شيخون ومعرة النعمان والغاب وحتى الباغوز، وقصة الأحد عشر ألفاً بدأت عندما دخل رئيس الائتلاف حينها أحمد الجربا إلى جبهة الساحل وقدم الدعم المسموم الذي جلبه من مشغليه في تركيا والخليج لوقف زحف الثائرين إلى عقر حاضنة النظام، فاشترى ذمم بعض القادة وكان منها مبلغ مئة دولار وزعت على جميع المقاتلين في تلك الأثناء وكان الدولار في حينها يعادل 110 ليرات سورية، طبعاً مصطفى يرفض فكرة أن المال هو من الدول ويصرّ أن الجربا جلبها من النظام النصيري لوقف جبهة الساحل وهذا ما حصل فعلاً، حيث قام بعض قادة الفصائل بأخذ الدعم وبناء فصائل كبيرة هدفها منع من يريد الاستمرار في قتال النظام وفتح الجبهات وقتاله إذا أصرّ على ذلك، وهذا أيضاً ما حصل فقد توقفت أهم جبهة على النظام، بل تم لاحقاً تسليم مناطق محررة واسعة في الساحل بمعارك وهمية.. هذا القدر يجيب عن كثير من تساؤلات الناس في جبهات أخرى على كامل الأرض السورية فما حصل بالساحل ليس نشازاً، فهو نفسه ما حصل في حلب وحمص والغوطة ودرعا، وهو نفسه ما يراد لما تبقّى من محرر في إدلب.

أما السبيل لوقف ذلك واستعادة الثورة ممن تسلط على قيادتها ويقف الآن أمام الحائط ويبحث عند الدول عن حلول إن لم نقل ينتظر أن يسلم ما تبقى لينتهي دوره... نعم لينتهي دوره وتنتهي مهمته، ونقول ذلك ونحن نرى بأم أعيننا كيف تتم سرقة التضحيات وإهدارها بإنشاء حكومات وظيفية مجهولة الأهل والنسب إرضاءً للداعمين وبرامجهم، هؤلاء الداعمين الذين لا همّ لهم إلّا مصالح أسيادهم، وهنا لا أخفي معلوماً وأقصد تركيا التي كانت ولا زالت خنجراً مسموماً طُعنت به الثورة من الخلف ودخلت عليها بلباس الحمل الوديع، وما فعلته هي ومخابراتها في حماية النظام ومنعه من السقوط، وليس آخرها إدخالها نقاطها العسكرية بحجة خفض التصعيد وغايتها الوحيدة هي وقف الثورة ومنع الثائرين من استكمال ثورتهم القادرة على تحطيم النظام وجعله أثراً بعد عين... والسبيل لذلك يكون بتحرك الحاضنة الشعبية لوقف هذه المهزلة والالتفاف حول الواعين المخلصين لتغيير الواقع السيئ الذي أوصلنا إليه المرتبطون، وذلك يكون بتبني قيادة سياسية للثورة تحمل مشروعاً واضحاً من صميم عقيدتنا تمتلك الوعي السياسي الذي يحبط المؤامرات وتتولى اتخاذ أهم قرار في الثورة وهو قطع الارتباط مع الدول وتوحيد الوجهة والهدف وتوحيد القوة العسكرية على هدف الثورة وليس على أهداف شخصية أو أهداف الدول، والسير بهم جميعاً إلى الاستمرار بالثورة وإسقاط النظام وتحكيم الإسلام الذي هو أسمى الأهداف ونوال رضا الله وهو غاية الغايات.

هذه هي حقيقة الواقع الذي يجب علينا أن نعمل جميعاً لتغييره، وعلى سوئه وسوء الأوضاع إلّا أن بصيص الأمل ما زال ونحن نرى تحرك الحاضنة الشعبية وإدراكها لحقيقة الأعمال السياسية وأهميتها في إبطال المؤامرات التي تحاك للثورة، ما يبشر بمرحلة مهمة قادمة، بدأت تظهر تباشيرها بتحرك الناس لإسقاط مؤتمر سوتشي ومخرجاته، واليوم برفض ما بات يسمى بالمؤتمر السوري العام الذي تم تفصيله على مقاس قائد فصيل بعينه استناداً إلى قوته العسكرية والأمنية التي يحاول بها تهديد الناس والضغط عليهم للسير في ركابه وركاب داعميه، الذين يريدون أن تكون لهذا المؤتمر وما انبثق عنه من حكومة ممثلاً للثورة، وتجيزها فيما بعد للجلوس مع النظام وتنفيذ الحل السياسي الأمريكي.

إن نقدنا لهذه الخطوات التي تسير بها فصائل الثورة وتشكيل حكومات في هذا الوقت بالذات وعدم سماع أصوات أهلنا في الشام بل والضرب بها عرض الحائط، وتنفيذ أجندة الداعمين على حساب أهل الثورة والجهاد ينذر بشر كبير لا تحمد عواقبه، فإننا نرى حقيقة هذه المشاريع المشبوهة التي لا تمت لثورة الكرامة بأي صلة، وقد علمنا الإسلام وعلمتنا الثورة أن هذه الجهود هي إضاعة للبوصلة ودخول في نفق مظلم يخدم أعداء الثورة ولا يخدم حتى الفصيل الذي يعمل عليه، بل يحوله من الجهاد لإعلاء كلمة الله إلى فصيل وظيفي يسير في تثبيت أركان النظام، فالثورة التي تسير على الجمر ليست مكاناً للتجريب، وفي إسلامنا ما يغنينا عن التجريب، فاتباع الحكم الشرعي في كل قضية من القضايا هو الذي يوصلنا إلى بر الأمان ودونه الهلاك وغضب الله، وما زال هناك فسحة فاقطعوا ما أمر الله به أن يقطع من حبال مع أعداء الله وثبّتوا حبالكم مع الله، وعودوا إلى جهادكم وتوبوا إلى الله وسيروا على ما سار عليه نبينا صلى الله عليه وسلم ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

بقلم: الأستاذ أحمد معاز

جريدة الراية: https://bit.ly/2Up6RIt

 

1 4 2019 tasnef kher aumma

 

يُنسب إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله: "لو أن الناس كلما استصعبوا أمرًا تركوه ما قام للناس لا دنيا ولا دين". وفي ذات السياق يقول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

لعلهم حين قالوا قولهم هذا، ما ظنوا أن مثل قولهم يحتاجه إلا أفراد قد يصيب هممَهم تعبٌ أو شيء من خمول، لكنْ ما أحسب أحدًا منهم ظن أن هذا الخمول والتعايش مع دُنُوِّ المنزلة قد يصيب أمة لا إله إلا الله! وربما حين قالوا ذلك أرادوا تحريكًا لساكن و دفعًا لمتردد؛ لكن ما أظن أنه جال في خاطر أحدهم أن يكون البذلُ والتضحية حاضريْن لكن المطالب والمرامي قد صغُرتْ حتى تقزّمت!

تبيانًا مفصلًا لما أسلفت: حديثي عن جمهور واسع في الأمة ضاق أفق طموحه وأحاطت به أسوار من أوهام متنوعة، من أبرزها استحالةُ الخروج من قبضة الهيمنة الاستعمارية على بلادنا. وإذن سَلّم تسليمَ اليائس بحتمية تبعيتنا لأعدائنا وحتمية التعايش مع نماذجهم التشريعية في السياسة والاجتماع والاقتصاد! وخاصة أن بلاد المسلمين تصنّف في مصاف ما يُدعى بدول "العالم الثالث". ولما تراكم الإحساس بالظلم في الصدور وغلى، وزمجرت الشعوبُ ثوراتٍ مزلزلةً؛ استدرجها النظام الدولي إلى مصيدة عدوها بتقزيم المطالب وربْط شعور الظلم بممارسات وأشخاص هم جزء صغير من صورة كبيرة رسمها ساسة العالم لهذه الأمة وأقنعوها بأنها واقعها الذي لا فكاك منه.

كيف تقبل "خير أمة أخرجت للناس" أن تتخلى عن تصنيف رب العزة جل وعلا لها رائدةً وهاديةً للشعوب وتقنع بتصنيف شرار البشر لها على أنها من العالم الثالث؟!

من هانت عليه نفسه لا شك سيكون في عيون الأمم مهانًا؛ ونحن أمة عزيزة لديها من إمكانات العافية والريادة كنوزٌ في الفكر والمادة والروح. ومن أراد لأهله خلاصًا من أدنى الشرور فلا بد له من تقدير دقيق لوزن أمته عقديًا وسياسيًا، ولا بدّ له من ميزان يضبط به تلك المفاهيم؛ لا بد من ميزان المبدأ بعقيدته ونظامه ولا بد من تحطيم ميزان "الواقع" الذي رسمه أعداؤنا في أذهاننا سرابًا خدّاعًا.

هذا ليس إخفاءً لمشقة الطريق، فلا شك أننا في صراع تهشيم وتحطيم على كافة المستويات مع عدونا، لكننا وللأسف نخوض الصراع وحركتنا حركة التائه بلا مشروع و لا طموح؛ فنبذل دون مردود ونضحي بلا مكسب، وهذا هو التيه الذي صار تبديده واجبًا مستعجَلًا في أمة كلما ظن عدوها أنه أصابها في مقتل خاب ظنه فجدد سعيه لجولة أخرى من جولات التهشيم والتحطيم. فهل تتوحد الجهود مسرعة إلى درع يليق بنا نصنعه بأيدينا فيرد عن أمتنا وينتصر لها؟

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
حسن نور الدين

 

 

3 4 2019 ljnt dr3a almrkzya

 

بعد مرور ثمانية أشهر من سيطرة النظام المجرم على درعا والمنطقة الجنوبية، ليس بقوة ولا شجاعة منه بل عبر المؤامرات والمؤتمرات والهدن الآثمة، وبعد أن شارك في هذه الخيانة والتسليم قاداتُ فصائل سيضعهم التاريخ بقائمة العار، إذ باعوا دماءهم وأعراضهم وثورتهم لأعدائها؛ بعد ذلك كله، تجددت الأعمال المناهضة للنظام وبتنا نسمع كل يوم عن عمل ثوري هنا وهناك في أغلب مناطق درعا بعد أن رأى الثوار زيف وكذب ما يسمى بالمصالحات والتسويات والقائمين عليها.

وقد أصبح الثوار يكتشفون بأنفسهم أولًا بأول مدى ضعف النظام وهشاشته وهوانه وكذبة وجود قوة جبارة وجيش عرمرم بين يديه، اكتشفوا ذلك بعد أن خُدعِوا سابقًا بسبب عدم وجود قيادة سياسية واعية مبصرة تحفظ جهودهم.

واليوم ونحن نرى "حوران" جمرًا تحت الرماد ويشتعل في بعض المناطق شيئًا فشيئًا ليعود بالثورة لسيرتها الأولى، نرى بالمقابل ما يُطلَق عليها: "لجنة درعا المركزية" هذه اللجنة -التي تتواصل مع روسيا وتُوجَّه من حيث تشعر أو لا تشعر- قد قامت بكتابة بعض مطالب لا تسمن ولا تغني من جوع إذ التقت في دمشق مع مكتب الأمن القومي التابع للنظام، مطالب تتجه باتجاه امتصاص غضب الناس ومحاولة استيعابهم، تتركز هذه المطالب حول رفض سياسة الحزب الواحد وإخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري وإنهاء نفوذها، وإعادة عناصر قوات النظام إلى ثكناتهم العسكرية، ورفع القبضة الأمنية عن المحافظة وإيقاف الاعتقالات بشكل فوري، وتحسين الخدمات، وعزل محافظ درعا، وإطلاق سراح المعتقلين. بينما أصبحت قضية إسقاط النظام عند هؤلاء من الماضي! وإننا نتساءل هنا بأفواه ملؤها العجب: أيُّ ذلٍّ بعد هذا أيتها اللجنة؟!! لقد قُمْتِ بمنكر عظيم بتخذيل الناس وضبطهم ومنعهم من الخروج في ذكرى الثورة، وهي ذكرى عزيزة على قلوبهم وقلوبنا جميعًا بأوهام كاذبة خادعة، ومنعتيهم أن ينتفضوا في وجه قاتل أبنائهم وهادم مساجدهم ومنتهك حرماتهم ومُيتِّم أطفالهم.

لذلك، فإننا نخاطبكم يا أهل حوران العز والنخوة والكرامة، يامن لا تسكتون على ضيم وتردون الصاع صاعين على المجرمين، ها أنتم تدركون بأنفسكم هشاشة هذا النظام، ولديكم من القوة ما يَنقُص عدوَّكم ألا وهو الحق من الله والذي به تنتصرون. إلا أنكم تحتاجون كما يحتاج إخوانكم في باقي المناطق لقيادة سياسية واعية مخلصة تقودكم نحو هدفكم وتُخلِّصكم من هذا النظام المجرم الذي سام أهل الشام سوء العذاب. قيادة تُقصِّر عليكم المسافات وتختصر معاناتكم وتجنبكم الوقوع في فخ المكائد والمؤامرات من عدوكم، وترسم لكم الطريق الذي ينبغي أن تسلكوه وتجتمعوا عليه لتنتصروا به. كما أننا نوصيكم بثوابت ثورتكم العظيمة، لا تتنازلوا عنها وتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ:
- إسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه
- قطع علاقاتكم مع جميع الدول والتي بان لكم موقفها من ثورتكم العظيمة
- إقامة نظام يرضي ربكم ليكرمكم بالنصر والعز والتمكين وما ذلك على الله بعزيز.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
شادي العبود

 

24 3 2019 wakfa nyozelanda

 

لم يكن ذلك اليوم حدثًا عاديًا، ولكنه أيضًا لم يكن جديدًا! فمنذ أن غاب الراعي تكاثرت الذئاب على الرعية. أحدث هجوم نيوزيلندا جرحًا جديدًا يضاف لجروح الأمة الكثيرة في مشارق الأرض ومغاربها. ولا بد عند وقوفنا على هكذا خطب جلل أن نلفت الانتباه إلى عدة نقاط:

أولًا، إن خطاب الكراهية الذي تتبناه جمعيات وجماعات بل دول عبر إعلامها يُذكي روح العداوة والانتقام عند المتلقي، ويجعل المسلمين بالغالب في موقف ضعيف مترنح يدافعون فيه عن قيم دينهم من خلال القبول باتهامه أو النزول بفكرهم من فكر مبدئي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، إلى فكر وسطي يعني عند القائلين به التماهيَ مع الفكر الغربي –في عقيدته فصل الدين عن الحياة- والميوعة والتفريط.

ثانيًا، إنّ تصدُّر جماعات أساءت فهم الإسلام بشكل صحيح فتراوحت بين إفراط منفّر يصور الإسلام أنه دين القتل والذبح وظلم الناس وإرجاعهم لعقلية القرون الوسطى في أوروبا، وبين تفريط يفرغ الإسلام من محتواه ويجعله أشبه بالكهنوت ويحصره بالزوايا والتكايا متماهيًا مع الفكر الغربي؛ أقول: هذا التصدر ساهم في إضعاف تصور الناس عن الإسلام أنه المنقذ والمخلص للبشرية من براثن الرأسمالية المتوحشة التي أذاقت الناس الويلات.

ثالثًا، تَبيَّن أن حكام الأمة ما هُم إلا رويبضات نصّبهم الكافر حراسًا لمصالحه، دعاةً لفكره، أوفياءَ لسيدهم في الوقوف في وجه مشروع الأمة وانعتاقها من نير أعدائها، يتحقق فيهم قول الشاعر:
لا يُلام الذئبُ في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم

ونظرة لموقفهم من حادثة شارلي إيبدو وحادثة نيوزيلندا تظهر كم هم أذناب للغرب سائرون في ركابه.

رابعًا، برزت الحاجة الماسة لراعٍ يقول لو أن شاة عثرت في أرض العراق لخشيت أن يسألني عنها الله لِمَ لَمْ أُمهِّد لها الطريق، ذلك الإمام الجُنَّة الذي يُقاتل من ورائه ويُتقى به، الذي يسوس الناس بعدل الإسلام فلا يضطر مسلم ليهاجر بعيدًا عن بلده، وإن حصل وهاجر فيحسب له أعداؤه ألف حساب قبل أن يفكروا أن يؤذوه.

خامسًا، تَبيَّن من سلاح مجرم نيوزيلندا أنه قارئ للتاريخ بشكل جيد، ويحمل في مكنوناته آثار حروب صليبية تحطمت سفنها على صخرة هذه الأمة العظيمة حين كان لها دولة وسلطان، فليراجع دعاة حوار الأديان ومروجو العلمانية أنفسَهم ولْيقفوا على حقيقة الأحداث وإلا فَهُم عملاء للفكر الغربي وأعوانه في الحرب على الإسلام العظيم.

سادسًا وأخيرًا: يقول الشاعر:
لمَتَّْ الآلامُ منا شملَنا
ونَمَتْ ما بيننا من نَسَبِ

فلعل هذا الجرح يكون منبِّهًا لأمة نامت ردحًا من الزمن وآن أوان استفاقتها لتعود لدورها الريادي في قيادة الأمم. وهذا يذكّر كلَّ واحد منا تجاه هذا الفرض العظيم الذي وعدنا الله بتحقيقه إذ قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}؛ وبشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) رواه أحمد. فلنغذ السير قُدُمًا نحو مرضاة قيوم السماوات والأرض لنهنأ بعيشنا في ظلها وتُنزِل السماء خيرها وتخرج الأرض بركاتها، و لمثل هذا فليعمل العاملون.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عامر سالم أبو عبيدة