- التفاصيل
الخبر:
الجزيرة نت 2016/6/30 – "قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع دبلوماسيين روس اليوم الخميس إن تركيا اعتذرت عن إسقاط طائرة حربية روسية العام الماضي، بينما قال مسؤولون في أنقرة في وقت سابق إنهم عبروا عن أسفهم لكنهم لم يصلوا إلى حد الاعتذار.
وكان بوتين أجرى أمس محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان هي الأولى بعد قطيعة استمرت شهورا إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ومن المقرر أن يعقد الزعيمان لقاء خلال قمة العشرين في الصين. وأعرب بوتين في المحادثة عن تعازيه للشعب التركي بعد الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول مساء الثلاثاء الماضي، وقال "نأسف ونتعاطف مع ضحايا العملية الإرهابية".
ووصفت الرئاسة التركية المحادثة بأنها في غاية الإيجابية، وقالت إنها تناولت أهمية تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن الرئيسين اتفقا على إعادة العلاقات إلى سابق عهدها والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وعقد اجتماع قريب بينهما".
التعليق:
لا يكاد يمر يوم إلا ويزداد المسلم فيه فهماً لمعنى "الرويبضات" في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، فروسيا جاءت إلى سوريا لتقتل المسلمين عرباً وتركماناً، ولا تزال قائمةً على هذه المهمة القذرة التي أوكلتها إليها أمريكا، وبدل أن يقوم الجيش التركي، وهو واحد من الجيوش الأقوى في العالم، بمقاومة الوجود الروسي، والتصدي لضرب روسيا للمسلمين، فإن الرئيس التركي أردوغان يقدم الاعتذار عن الحادثة الوحيدة التي ضرب بها الجيش التركي المقاتلة الروسية التي كانت في مهمة قصف للمسلمين. وفوق ذلك، فإن تركيا لم تسقط المقاتلة لأنها تقتل المسلمين التركمان شمال اللاذقية، وإنما كان المبرر أنها اخترقت الحدود التركية! وليس هذا فحسب، فقد كان أردوغان قد أعلن مراراً بأنه شخصياً لم يكن على علم بمسألة إسقاط المقاتلة الروسية قبل وقوعها، أي أنه لم يشترك في التخطيط لذلك.
الأمور مقلوبة بالكامل في عصر الرويبضات، فأي أمر يتوقعه السياسي المخلص، يحصل عسكه تماماً من هؤلاء الرويبضات. وقد اتصل بوتين متشفياً بعد هجوم مطار اسطنبول "ليعزي" أردوغان، ثم تظهر الأخبار أن منفذي الهجوم الثلاثة كانوا من روسيا وبلدان سوفييتية سابقة، أي أن لروسيا عليهم سلطاناً كبيراً، ولا يفكر الرئيس أردوغان بأن روسيا يحتمل أنها هي من خطط ونفذ هجوم المطار، فللمخابرات أساليب ووسائل شيطانية في دفع شباب ينقصهم الكثير من الوعي السياسي لتنفيذ هجمات ضد أبناء أمتهم، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً!
وصار لافتاً في الفترة الأخيرة أن تركيا-أردوغان متهالكة للمصالحة مع روسيا، مع أن أبسط قراءة سياسية للأزمة بين البلدين تشير إلى أن روسيا هي المتضرر الأكبر، وأنها هي من يجب عليها أن تبحث عن مخرج، لإعادة العلاقات مع تركيا إلى سابق عهدها، أي تجاوز الحساسية، وأن يتصرف أردوغان بوصفه الذي يجب أن يكون، حاكماً مسلماً يرعى شؤون المسلمين داخلياً وخارجياً، أن يقوم بمزيد من الضغط على روسيا، عسكرياً وسياسياً، وعندها سيصبح لبلاده شأن، وستنظر إليها روسيا بعين الخشية من التورط في حرب شاملة.
بدل كل ذلك، يتهالك أردوغان، ودونما اعتبار لمصالح المسلمين، إلى مصالحة روسيا وتقديم الاعتذار لها، والنقصان من بلده وسيادتها، على أمل أن تعود عاريات روسيا إلى سوق السياحة في تركيا، ويكسب بعض الدولارات من ذلك!!
وبموازاة ذلك يقوم أردوغان أيضاً، بالتهالك على مصالحة كيان يهود، رغم قتل الأخير لعشرة من أبناء تركيا على متن سفينة مرمرة سنة 2010، وفي ذلك الحين، لم يقم أردوغان حتى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان يهود، بل اكتفى وكحال الرويبضات، بسحب السفير فقط، والإبقاء على السفارة قائمةً عاملةً رغم كل ما يفعله كيان يهود بالمسلمين، وبالمسجد الأقصى، ورغم قتله لأهل تركيا على متن السفينة، لقاء ثمن بخس، دولارات معدودة، والغريب العجيب أن يقوم زعيم حركة إسلامية كخالد مشعل بشكر أردوغان بعد تواتر الأنباء عن المصالحة التركية اليهودية!!
صدقت يا رسول الله، فهذا عصر الرويبضات، فكل تافه متكلم، ينطق بأمر عامة المسلمين، ويتهالك على تقديم التنازلات لأعداء الله الروس و اليهود، ويظن أنه يحسن صنعاً، فكل إناءٍ بما فيه ينضح، وهذا هو إناء الرويبضات؛ خدمة أعداء الله، والبعد كل البعد عن خدمة أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
ونسأل الله أن يكون خلاصنا من هذا العصر، الذي يهتز بفعل الثورات، قريباً، آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38137.html
- التفاصيل
الخبر:
تردّدت أنباءٌ منذ صباح يوم الأربعاء 2016/6/29م، عبر وسائل إعلام عربية حول اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار أسد، ونُسب الخبر لصحيفة سعودية، والتي أعلنت فيما بعد أن موقعها تعرّض للاختراق.
التعليق:
كثيراً ما يتم نشر مثل هذه الأخبار ثم يظهر أنّها أخبار كاذبة لتُثير ضجة إعلامية وفي الوقت نفسه تُغطي جرائم الحكام الأفظع، التي يرتكبونها في حق الأمة.
نعم، إنه لم يثبت أن أردوغان تواصل مع أسد هاتفياً، لكن ما ثبت هو أنّ أردوغان قدّم اعتذاراً لروسيا حول إسقاط الطائرة التي كانت تقتل أهل الشام، وكذلك استعداد تركيا لتقديم تعويضات لروسيا بشأن الطائرة، وثبت أيضاً أن أردوغان طبّع العلاقات مع كيان يهود، حتى بدون شرط فكِّ الحصار عن غزة، ثبت أن أردوغان - وبالدليل القاطع - لا يحكم بما أنزل الله، وهي جريمة عظيمة لا يغفر لها سلة إغاثة أو خيمة في العراء يقدمها لأهل الشام المكلومين، نعم لقد ثبت أن أردوغان فتح قاعدة إنجرليك التركية لطيران التحالف الصليبي الذي يقصف أهل الشام بحجة محاربة الإرهاب، ثبت أيضاً أن أردوغان احتضن المعارضة العلمانية ودعمها، بينما بنى جداراً اسمنتياً على الحدود مع سوريا، وجنوده قتلوا واعتقلوا كل من حاول الهروب من جحيم إجرام نظام أسد.
كلّ هذا وغيره ثبت على النظام التركي ثم تأتي جوقة المُطبّلين ليقولوا أن هذا الخبر ملفّق ولا يمكن لتركيا أن تفعله!!... لقد فعل النظام التركي أفظع من هذا بكثير، ولكن أقول لهؤلاء ما قاله الله تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [النساء: 109].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38140.html
التسجيل المرئي:
- التفاصيل
الخبر:
في ضربة هي الأولى من نوعها... الجيش الأردني يقصف مناطق سيطرة فصيل تابع لتنظيم الدولة في درعا.
قالت صحيفة الحياة، إن مدفعية الجيش الأردني قصفت أول أمس مواقع تابعة لتنظيم مبايع لتنظيم الدولة في الجانب السوري من الحدود، في أول ضربة من نوعها منذ التفجير الذي استهدف بعربة مفخخة موقعاً للقوات الأردنية قرب مخيم للنازحين من سوريا على الحدود، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر أمن وجرح آخرين.
التعليق:
حدث ما كان متوقعاً من قبل حكومة الأردن الهزيلة، فمسرحية التفجير على الحدود الأردنية لم تنطلِ على طفل رضيع، وبدأ القول من حينها أن الأردن ستتحرك لضرب تنظيم الدولة في حوض اليرموك.
ألهذه الدرجة وصل حمق الحكومات أن يقدموا أبناء هذه الأمة قرابين لصالح دول الغرب الكافر؟!
وبعد ذلك يستغلون دماءهم لتكون أداة لضرب أهلهم...!!! أي حمق بل أي خيانة وصل إليها هؤلاء؟!
فبدل أن تتحرك جحافلهم لنصرة إخوانهم الذين ذاقوا شتى أنواع العذاب في شام رسول الله على يد سفاح العصر يجعلوا من أنفسهم دمى بيد الغرب الكافر ومنفذين مطواعين لما يريده!.
إن التاريخ سيكتب بأن أهل الشام خانهم كل العالم من قريب وبعيد، وأن أمثلهم طريقة قد وقف منهم موقف المتفرج المتشفي، وأنهم كانوا أداة لإجهاض ثورتهم ضد الظلم والقهر الذي يمارس عليهم، وسيكتب التاريخ عن عملاء رويبضات باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل وزائل، وسيكتب أنهم كانوا عونا للكافرين على المسلمين. ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.
ويا أهل الشام: إن صراعكم هو صراع بقاء وثبات على أمر الله، فاصبروا ولكم الجنة إن شاء الله، ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم.
فعليكم التمسك بإيمانكم الذي هو عدتكم وعتادكم، هو سلاح إخوانكم الذين سبقوكم بالإيمان وهو سبيلكم إلا رضوان الله وطاعته ونصره؛ فإن دول العالم تملأ جنباتها حالة خوف مما أنتم عليه فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلي أبو المنذر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38124.html
التسجيل المرئي:
- التفاصيل
الخبر:
الطائرات الروسية تمطر أهلسوريا المدنيين بالقنابل الفسفورية الحارقة وأخرى عنقودية محرّمة دوليا.
التعليق:
القتل الممنهج و التدمير و الإبادة و الحرق ضدّ أهل سوريا هي حرب من طرف واحد. حرب مشروعة وفق النظام الدولي على شعب ألبسوه تهمة الإرهاب لأنه أراد أن يتحرر ويعيش بنظام يستند إلى ما يعتقد، ولهذا سكت كل العالم على ما يجري في سوريا، بل بارك ذلك بما فيهم حكام المسلمين على أنها حرب على الإرهاب!
لقد استغلت الدول الاستعمارية الجبانة فرصة وجود الأمة الإسلامية بلا دولة فتمكّنت منها وفعلت بها الأفاعيل وأثخنتها بالجراح.
ومما زاد في وهن الأمة، وقوف الحكام إلى جانب هذه الدول الاستعمارية وحماية الجيوش لهؤلاء الحكام من غضب الأمة.
القوّة اليوم إلى جانب الرأسمالية التي تسود العالم، فهي قوّة متغطرسة لا تعرف قوانين (القوانين التي أقرّتها هي) ولا قيماً. فهي تسحق كل من يهدد مصالحها حتى ولو كان فردا.
إلا أن الأيام دُوَل، والأمة الإسلامية لم تفقد مناعة العقيدة. وها هي تنهض بفضل الله من كبوتها وتسترجع دولتها المفقودة وستحاسب قبل كل شيء مَن خانوها مِن أبنائها.
ستحاسب مَن بيدهم القوّة وسكتوا على ما يجري لها أو أعانوا الدول الكافرة الاستعمارية عليها.
ستحاسب علماءالسلاطين الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه إرضاء للحكام وزينوا لهم سوء أعمالهم.
ستحاسب الأوساط السياسية التي سارت مع الغرب في مخططاته ضدّ مصالحها.
ستحاسب الحكام الذين اتخذوها عدوّا لهم وتمترسوا بالجيوش ضدّها وسمحوا للغرب أن يفعل ما يشاء في بلاد المسلمين مقابل بقائهم في الحكم.
ستحاسب بعد ذلك حكام البلدان الغربية وساستَهم الذين استعمروا بلادنا وشنوا الحروب علينا وتلطخت أيديهم بدمائنا وأساؤوا إلى الإسلام.
إلا أن دولة المسلمين المفقودة ـ دولة الخلافةالراشدة على منهاج النبوة ـ منقذة المسلمين ومنقذة العالم من هذه الرأسمالية المتوحشة والتي هي تاج الفروض، لا تقوم بالتمني ولا بالدعاء، وإنما تقوم بالعمل وِفق الطريقة الشرعية طريقة رسول الله ﷺ. فلينظر كل منا هل وفّى هذا الفرض حقّه أم لا؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38125.html
- التفاصيل
الخبر:
يقوم الطيران الروسي منذ فترة باستعمال الفوسفور الأبيض و القنابل العنقودية في الشام، والفوسفور الأبيض هو سلاح يتمتع بقدرة بالغة على الحرق ويولد درجة حرارة كبيرة تؤدي إلى تفحم الأجسام والكائنات الحية المعرضة لها، ووفق خبراء فإن هذا السلاح شديد التدمير والمحرم دوليا يدمر كما أسلحة الدمار الشامل من غير إصدار إشعاعات، وأن بوسع القنابل الفوسفورية تدمير مساحات شائعة يحتاج تدميرها إلى عدد كبير من المدافع والصواريخ العادية.
التعليق:
لا يخفى على أحد حجم الانتصارات التي حققها المسلمون الأوائل في شهر رمضان المبارك يوم كان للمسلمين دولة همها الأوحد تطبيق الإسلام وحمله للعالم. ففي رمضان كان النصر المؤزر في غزوة بدر الكبرى، وفي رمضان كان الفتح المبين، فتح مكة، وفي رمضان كان النصر في معركة القادسية وحطين وعين جالوت وغيرها، وقد خَلَفَ من بعد ذلك حكام رويبضات عملاء لم ترَ الأمة في سنيّ حكمهم العجاف إلا الهزائم والمصائب. ففي رمضان تآمروا مع أمريكا يوم شنت حربا صليبية على العراق ودمرته، وفي رمضان تآمروا مع يهود في حربهم على غزة فدمروها، واليوم في رمضان يتآمرون مع أمريكا وروسيا في تدمير الشام، فتصول طائرات المجرم بوتين في سماء الشام وتمرح وتحرق الأخضر واليابس وجيوش المسلمين نائمة تعيش في عالم الواق الواق، مكتفية بحماية العروش وملء الكروش!!
أما الأعجب من ذلك فهو موقف المسلمين عامة في بلاد المسلمين القريبة من الشام مما يجري في الشام، فإخوانهم من أهل الشام محاصرون من قبل أعداء الأمة القريب منهم والبعيد ويُقتلون ويذبحون وتُفعل بهم الأفاعيل والمسلمون في الأردن وتركيا ودول الخليج يعيشون حياة طبيعية، وكأن ما يجري في الشام أصبح أمرا مألوفا عاديا! بتنا لا نرى أي موقف رجولي يشفي الصدور، وكأن الأمة أصابها الشلل، بل حتى الشجب والتنديد لم نعد نسمع به، فهل هذه هي أخوة الإسلام يا مسلمين؟!
أما الأغرب من كل ذلك فهو ما روته لنا كتب السيرة أنه عندما ضاقت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ذرعا، بعد أن رأت أن المؤمنين به يتزايدون يوما بعد يوم، عزمت على مقاطعة النبي وبني هاشم وبني عبد المطلب، وكتبت في ذلك صحيفة تتضمن ألا يزوجوهم ولا يتزوجوا منهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم شيئا، ولا يكلموهم، ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله، وعلقت هذه الصحيفة في جوف الكعبة، واستمرت المقاطعة مدة ثلاث سنين، عانى المسلمون خلالها معاناة شديدة، حتى إنهم أكلوا أوراق الشجر، إلا أن النخوة تحركت في خمسة رجال مشركين من أهل مكة، فكان الواحد منهم يسأل نفسه: كيف نأكل ونشرب وهؤلاء المُحاصَرون لا يأكلون ولا يشربون؟ كيف ينام أطفالنا شبعى وينام أطفال هؤلاء عطشى وجوعى؟ وكان بعضهم يحمل الطعام بنفسه سرا إلى حيث يُحاصَر النبي في شعب أبي طالب، وقرروا أخيرا نقض الصحيفة، وواجهوا أبا جهل مواجهة شديدة حتى قال: إن هذا أمر دبر بليل، وانتهى الحصار الظالم بعدما أعلمهم النبي أن الأرضة قد أكلت الصحيفة ولم تُبق إلا اسم الله عز وجل.
واليوم يُحاصَر الشام وأهله لأكثر من خمس سنين من قبل أتباع أبي جهل، ومن قبل دول الكفر، أُغلقوا الحدود دونهم، ومنعوا عنهم الطعام والشراب، وطائرات الروس والنظام تقصفهم دون رحمة، ولم تتحرك جيوش المسلمين بعدُ لنصرتهم، لم تخرج ولا حتى طائرة واحدة لمواجهة طائرات مَن يقصفون أهل الشام، أيُعقل هذا؟! أيُعقل أن تكون في قلوب أهل الشرك نخوة تجاه المسلمين وقلوبكم يا جيوش المسلمين خالية من أية نخوة؟! أيُعقل أن نكون في زمان يتمنى فيه المرء أن تكون أخلاقكم يا جيوش المسلمين كبعض أخلاق بعض الكافرين؟َ أولستم مسلمين؟! أوليس أهل الشام أيضا مسلمين؟! ألا تحرك الدماء التي تُسفك منذ سنين مشاعركم؟! ألا يحرك ذلك الدمار شيئا في نفوسكم؟! ألا يغلي الدم في عروقكم وأنتم ترون أجساد الشيوخ والنساء والأطفال مقطعة إلى أشلاء؟! إن لم تتحركوا الآن فمتى ستتحركون؟!
ألا فاحزموا أمركم يا جيوش المسلمين، واجعلوا من العشر الأواخر من شهر رمضان شهر الانتصارات بداية توبتكم إلى الله، واقلبوا الطاولة في وجوه حكامكم العملاء الذين ما ورَّثونا وورثوكم إلا الذل والهوان، وقِفوا مع إخوانكم في الشام وأسقطوا الطاغية، وشردوا به مَن خلفه، وأعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة يرضَ عنكم ربكم ويَتُبْ عليكم، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38123.html