- التفاصيل
تتقاطر الأخبار عن تحركات الفلول هنا وهناك والتي بدأت في منطقة الساحل، حيث قتلت أكثر من ٢٠٠ عنصر من جهاز الأمن، منهم من تم حرقه في سيارته ومنهم من دفن في مقابر جماعية. واليوم يطلّ علينا رأس الفلول في دمشق، وذلك بهجومهم على حاجز بمنطقة المزة بدمشق.
لقد تمكن أهل الشام من أن يسقطوا طاغية الشام بفضل الله عز وجل و إصرار أهل الشام و جهادهم، بعد 54 سنة من القمع و الظلم والإجرام، الأمر الذي دق ناقوس الخطر عند كل المنطقة المحيط منها وغير المحيط، الأمر الذي دفع العالم كله ليتحرك وليضع الملف السوري على طاولته، وليخطط كيف ينهي حالة الانتصار التي حققها أهل الشام.
كانت ورقة الأقليات ورقة خبيثة استغلتها الدول المتآمرة، ليس حبا بالأقليات ولكن لجعلهم أدوات داخلية وخطرا عظيما يفتك بأهل الشام من الداخل.
إن الدول المتآمرة ومنذ اليوم الأول وهي تتحرك وتصل ليلها بنهارها لقطع الطريق على ما حققته ثورة الشام ولإفراغها من التأييد الشعبي الذي حصلت عليه.
يا أهلنا في ثورة الشام: إن ورقة الفلول هي ورقة بيد الدول تحركها بأي وقت كان حتى تسلبكم فرحة نصركم وحتى تكون حجر أساس لها في تحركاتها المضادة التي لن تتوقف حتى تحققها، وإننا اليوم أمام مفصل تاريخي والواجب علينا فيه اجتثاث الوسط السياسي والفكري والثقافي وكذلك العسكري الذي بناه النظام البائد ومن خلفه الدول المتآمرة عبر عقود من الزمن.
يا أهل الشام ، يامن أظهرتم أنكم أحرص الناس على ثورتكم، وذلك عندما تحركت جحافلكم ألوفا مؤلفة وخلال ساعات قليلة تعجز أن تتحرك خلالها الجيوش، أنتم صمام أمان الثورة وأنتم أكبر قوة في مواجهة تحركات الفلول والقضاء عليهم و رد كيدهم وكيد الدول التي تدعمهم وتؤيدهم، فكونوا دوما متيقظين ولو عملوا على لفت أنظاركم فالحذر الحذر.
إن أزمة الفلول كانت ستطل برأسها عاجلا كان أم آجلا، ومن تقادير الله أنها جاءت مبكرة، فالمواجهة محتومة، والدول لا تستطيع أن تبقى متفرجة، وأنتم تعيشون لحظات اجتثاثكم لعميلهم المجرم أسد.
إن أزمة الفلول ظهرت بشكل علني وواضح، والتعامل معها يجب أن يكون حازما لا هوادة فيه، فالتعامل مع الفلول مرتبط فيه مصير ثورة ونتائجها، ولنحذر أن نتغافل عن هذا الملف أو أن نؤجله فالأمر خطير والتهاون فيه قاتل، فوالله هؤلاء إن تمكنوا لن يرحموا الجنين في رحم أمه، و قد اكتوينا بحقدهم و إجرامهم.
إن دور المجاهدين و الحاضنة الثورية الحاسم الذي أظهرته الأيام الماضية يوجب عليها أن نعتني بأهل ثورتنا ونجعلهم في المقام الأول، لنكون معا في نصرة ديننا و الدفاع عن أهلنا وثوابت ثورتنا، لنحقق عزتنا بإقامة حكم الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
إن ما يحصل من تحرك لفلول النظام البائد مرة أخرى، ونصبهم الكمائن للمجاهدين، والغدر بهم، يؤكد لنا حقائق يجب أن نعيها جيدا..
أولا: إن الجهات الإقليمية والدولية التي تدعي أنها تقف مع سوريا بعد سقوط طاغيتها، هي نفسها التي كانت تدعم الطاغية وتسعى بكل قوتها ومكرها لتعويمه وتثبيته ومساندته والقضاء على الثورة، وهي نفسها اليوم تحرك الفلول وتخطط لهم وتساندهم في محاولات للإنتقام من أبناء الثورة وفرض نفوذهم في منطقة الساحل ثم غيرها. فوجب التعامل بحزم مع تلك الفلول، وهدم أوكارها وكل أوساطها، والمهم أيضا هو قطع أيدي تلك الدول التي لن تكف عن مكرها بأهل الشام. وبذلك نطمئن بأننا لن نلدغ من هذا الجحر مرة أخرى.
ثانيا: إن تحرك المجاهدين والحاضنة الثورية بأرتالها وجمعها وحشودها يبشر بخير كبير، ولو سمح الأمر لرأيت أضعاف ذلك من أبناء الثورة، كبيرها وصغيرها، يتجهون لقتال الفلول. فعلينا أن ندرك أن هؤلاء هم الحاضنة، والسند الحقيقي الواجب أن نعتمد عليهم، وليس الدول. وأنه سرعان ما تلتحم الأمة جميعها وتخرج كل خيراتها، وطاقاتها، فهي أمة الشام، أمة الخيرية كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا لا بد أن ندرك أن معية الله معنا إذا ما وسدنا أمرنا إليه وحده. فكما نصرنا على أكبر طاغية، فهو قادر على أن ينصرنا على بقايا فلول النظام، وكل الدول التي تكيد لنا وأن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يكرمنا كما أكرمنا بالنصر بتحكيم شرع الله في أرض الشام، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
قال تعالى: (وماالنصر إلا من عند الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
- التفاصيل
مقالة:
درعا في خطر ..
ودمشق على مرمى حجر
كيان يهود لم تقتصر جرائمه وغطرسته على أهلنا في فلسطين، بل تجاوزها ليصل الى سوريا، وبذلك فهو يستهين بكل سوري وكل ثائر وليس فقط بإدارة المرحلة الحالية.
وكما أن الواجب على الإدارة الجديدة أن تتخذ المواقف المبدئية ضد كيان يهود وأن تتخذ تجاهه المواقف الشرعية الحاسمة، كذلك فإنه لا يصح أن يبقى أهل الشام متفرجين لا يحركون ساكنا، فهذا لا يليق بأهل ثورة الشام الذين أكرمهم الله بعد سنوات المعاناة والتضحيات بإسقاط نظام الإجرام، فالتحرك ضد غطرسة كيان يهود لا يقتصر على جهة دون أخرى، لأنه اعتداء على حرمات المسلمين وإهانة لكل ثائر وليست إهانة لقيادة المرحلة الحالية فحسب.
و على أهل الشام أن يتحركوا شعبيا للضغط على القوة العسكرية لتحرير القرار العسكري من قيود الاحتفاظ بحق الرد وضبط النفس، ولتأكيد دعم القوة العسكرية الصادقة عند قيامها بواجبها، وهذه هي الخطوة الأولى للرد على كيان يهود ومن ثم يجب إعلان النفير العام كخطوة تالية.
أما من توسد أمر القيادة فيجب أن يكون أهلاً لذلك، وأهلاً لحمل الراية، وثورة الشام فيها آلاف الرجال الشرفاء، وهم أهل لحمل الأمانة ورفع الراية لإنجاز وعد ربنا عز وجل و تحقيق بشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم في قتال يهود.
أما من سيبرر ويرقّع بأننا ضعفاء فهو يكرر الأسطوانة نفسها التي قالها عن إسقاط النظام البائد قبل سقوطه، الذي لم يكن بحاجة سوى لضربة واحدة ولتحرير القرار العسكري. فلنكن مع الله وحده حتى يكون الله معنا.
قال تعالى: (إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳۤـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا).
--------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان
- التفاصيل
الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، أي كيان تنفيذي لثقافة المجتمع الذي يرعى فيه شؤون الناس، فكان لا بد للأنظمة التي تطبقها الدولة أن تعبر عن وجهة النظر للمجتمع. والقول إن الدولة لا هوية لها أو هي محايدة، فكرة وهمية ليس لها وجود في الواقع.
ومن هنا كانت أهمية المادة الأولى في مشروع دستور دولة الخلافة، الذي وضعه حزب التحرير بين أيدي المسلمين: "العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية" (مشروع دستور دولة الخلافة صفحة 3).
هذه المادة بينت الأساس الذي ستقوم عليه دولة الخلافة الراشدة الثانية، وهو العقيدة الإسلامية؛ فكل ما يطبق في الدولة إما منبثق عن العقيدة الإسلامية أو مبني عليها، مع نفيها أن تقوم دولة الخلافة على الانتماء للأرض أو العرق أو الجغرافيا أو القومية أو الوطنية. فتكون بحق دولة الأمة الإسلامية مهما تعددت ألوانها وأعراقها ولغاتها وبعدت المسافات بين ولاياتها، وهذا لا ينفي أن الدولة الإسلامية يكون من رعاياها غير المسلمين - ترعى شؤونهم وتطبق عليهم نظام الإسلام - مع تركهم على خصوصياتهم الدينية، قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٦].
أما لماذا لم يكتفِ في المادة بأن يقول: "دين الدولة الإسلام"، كما هو مدون في دساتير الدويلات القائمة في البلاد الإسلامية؟ فلأن "دين الدولة الإسلام" مصطلح خطير يراد به فصل الدين عن الحياة وعن الدولة، لذا وُضع في دساتير الدول العلمانية التي تحكم البلاد الإسلامية، وهو نص يضرب كل محاولة لتطبيق الإسلام كما حصل في مصر أثناء حكم محمد مرسي غفر الله له.
"دين الدولة الإسلام" يعني أن ما يتعلق بالدين من شعائر وأعياد في الدولة يكون من الإسلام، ولكن فيما لا يتعلق بالدين حسب المفهوم الغربي - الشعائر والأعياد والأحوال الشخصية - لا يؤخذ من الإسلام، وهذا منبثق عن عقيدة الغرب؛ فصل الدين عن الحياة، فهذه الدول التي نصت دساتيرها على أن "دين الدولة الإسلام!" لا تطبق أحكام فصل الخصومات في القضاء وأحكام الاقتصاد والتعليم والسياسة الخارجية والحكم، حسب أحكام الإسلام. أما في الدولة الإسلامية فلا خيار إلا بتطبيق الإسلام كاملا، وكل حكم يجب أن يكون فيها منبثقا عن العقيدة الإسلامية، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾. [الأحزاب: 36].
----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح
- التفاصيل
جريدة الراية:
بناء الدولة في سوريا يجب أن يكون أساسه الوحيد العقيدة الإسلامية
كانت ثقة أهل الشام بنصر الله لهم كبيرة جدا، فساروا في طريق الثورة المباركة لتغيير النظام رغم المخاطر العظيمة المحيطة بهم ورغم إدراكهم ارتباطات النظام البائد وامتداد جذوره في أرض الشام وخارجها، ورغم التدخل الإقليمي والدولي لصالح النظام وكتم أنفاس الثورة ومنع انتصارها وتحقيق أهدافها وعلى رأسها إسقاط النظام المجرم، إلا أن المخزون الإيماني تجسد بأبهى صوره فرزق الله أهل الشام الثبات وأكرمهم بالنصر رغم تزاحم الأعداء.
إن أي عمل يبدأ بفكرة وكل موقف هو نتاج فكرة، وإن الأفكار النابعة من العقيدة الإسلامية كانت السبب في ثبات أهل الشام، ولكن في الوقت نفسه هناك أفكار كثيرة ما زالت تعكّر صفو مسيرة التغيير ومن أهمها فكرة الوطنية التي سقطت في نفوس المسلمين ويحاول الأعداء عبر إعلامهم إعادة تلميعها. والأخطر من فكرة الوطنية هو فكرة مقيتة وهي فكرة السعي لنيل رضا النظام الدولي واعترافه بالدولة السورية الجديدة، وهي من أخطر الأفكار حيث يتم بناءً على هذا الاعتراف بث الأحلام الوردية بإعادة البناء والإعمار على حساب أهداف ثورة الشام وعقيدة أهلها، فأي دولة تقوم في العالم يجب أن تنال اعتراف شعبها لأنه صاحب السلطان؛ ولذلك فالسعي وراء الاعتراف الدولي يخيب أمل أهل الثورة لأنهم يدركون أنه سيكون على حسابهم وحساب تضحياتهم، دون أن ننسى أن هذه الدول التي يتم السعي خلفها للاعتراف بالدولة هي نفسها من كانت تحارب الثورة مع النظام البائد، ولن يضير أهل الشام عدم الاعتراف الدولي بدولتهم التي بذلوا الدماء لإقامتها على أنقاض النظام البائد.
أما فكرة بقاء الدولة هكذا بدون توجه واضح بهدف مغافلة الدول وكسب تأييدها ودعمها فهو في حقيقته مغافلة لأهل الثورة المباركة وتضييع للتضحيات التي بذلت رخيصة لإسقاط النظام وإقامة نظام الإسلام.
إنه بعد مرور أكثر من شهرين على سقوط الطاغية فإن طريقة سير إدارة المرحلة ما زال يعتريها الكثير من الشكوك ففي تصريح مع مجلة الإيكونوميست، صرح أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية: "إذا أقر الخبراء الشريعة فمن واجبي أن أطبقها، وإذا لم يقروها فمن واجبي أن أنفذ قرارهم"، وهذا التصريح يعطي صورة واضحة عن المستقبل. فربنا سبحانه وتعالى فرض علينا تطبيق الإسلام ولا ينتظر الأمر إقرارا من لجنة أو من أي أحد مهما كانت صفته، فالسيادة يجب أن تكون للشرع وحده، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، فالذريعة والحجة بأن بناء الدولة يحتاج للتملص من شرع الله قد دحضه رب العالمين بأن البناء يجب أن يبنى على تقوى من الله ورضوانه وليس مجاراةً لمطالب وحوش النظام الدولي التي فشلت في القضاء على الثورة وهي أفشل في مواجهة دولة تؤسس على تقوى الله ورضاه، على أمة تسعى بكل طاقتها لإرضائه وترى تطبيق شريعته مثالاً حياً للعبودية له وحده وتبذل التضحيات العظيمة للعيش في ظلال حكمه والتحرر الكامل غير المنقوص الذي لن يكون إلا بإقامة حكم الإسلام العادل في كل مناحي الحياة وفيه الحل الناجع لكل المشاكل التي تعترض سير المسلمين في الحياة، أما الرضا بالواقع والحدود المصطنعة والالتزام بها وبشرعة النظام الدولي الظالم الفاجر وتكريس التبعية له لنيل الاعتراف، فهو كما وصفه الله تعالى كمن يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، نسأل الله أن يُنجي قادة المرحلة وأتباعهم من المجاهدين والصادقين من نتائجه التي ستكون تبعاتها ليس عليهم فقط وإنما على المسلمين في سوريا والعالم بعامة.
أما فكرة أننا ضعفاء ولا نستطيع فهي فكرة باطلة أصلا وفرعا وشرعا، فالثورة التي مزقتها الولاءات الخارجية المتعددة لقادة فصائلها، قد انتصرت، وهذا دليل على أنها لم تكن ضعيفة، فمخزونها الإيماني والعقائدي بأن النصر من الله كان السبب في الثبات حتى أكرمنا الله بنصره، بينما النظر للمشكلات والتهديدات بمعزل عن الإيمان بالله فهو استسلام يقود للضعف ويدفع القائمين لاستجداء أعدائهم الذين يمرون بأضعف مراحلهم منذ توسدهم قيادة العالم وهذا واضح لكل ذي بصر وبصيرة.
إن المواقف المبدئية والتمسك بالأفكار الإسلامية وتنقيتها من الشوائب التي تعتريها وإبراز قوتها في معالجة ما يعترض المسلمين من عقبات فرض وواجب، حتى لا نقع في الوهن وحب الدنيا والتمسك بالسلطة على حساب العقيدة وأوامر الله ونواهيه، لأن في ذلك الخسران المبين، فأهل الشام الذين اندفعوا بكل قوتهم ووضعوا كل إمكاناتهم وقدموا أموالهم وفلذات أكبادهم لإسقاط النظام البائد وإقامة حكم الإسلام، لن يقبلوا بالتراخي في هذا الشأن لأن كل عمل يُطلب به رضا الناس سيكون على حساب مرضاة الله الذي سعى لأجلها الشهداء الذين قدموا دماءهم مدادا لفتح الطريق لإقامة حكم الله، ولتكون سوريا منطلقا للتحرير الحقيقي وكسر قيود الاستعمار والتبعية والنهوض مرة أخرى، وليس على أي أساس آخر، وما لم تكن الأنظمة والقوانين والأحكام منبثقة من الشريعة، والدستور في أسه وأساسه من العقيدة الإسلامية فإن الفجوة ستتوسع والمشاكل ستزداد.
إن خشيتنا على تضحيات أهل الشام وثوارها الأحرار ومجاهديها الشجعان تدفعنا لمتابعة العمل لاستكمال عملية التغيير وتحقيق كامل أهداف الثورة المباركة، فقد تحقق هدف إسقاط الطاغية، وما زالت هناك أهداف أخرى على رأسها التحرر من التبعية للدول الكافرة المستعمرة بعد أن منّ الله علينا بالنصر وفتح علينا البلاد وأورثنا حكمها ليرى ماذا نصنع ويرى التزامنا بالمواثيق الغليظة التي ألزمنا بها أنفسنا أمامه، فإن كنا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية فإننا سنرى من الله جل في علاه ما لا يتخيله عقل من نصر وتمكين وعزة وكرامة، وإن كان غير ذلك فإن أمامنا أياماً صعبة نصنعها بأيدينا في الدنيا ونخذل أنفسنا وينتظرنا حساب عسير في الآخرة.
فما علينا إلا التمسك بحبل الله ونبذ ما سواه، قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون﴾. فالأمة موعودة بالنصر بنا أو بغيرنا، والنصر الحقيقي هو تطبيق الإسلام عبر دولته الخلافة، نصر لا يعطيه الله إلا لمن صدقه وكفر بشرعة الغرب ومكره، وستبقى الشام عقر دار الإسلام كما وصفها حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه، عبر أفول الحكم الجبري وبزوغ فجر الخلافة الراشدة التي ستملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملأها شذاذ الآفاق ظلما وجورا، وإننا نرى وعد الله لعباده قد اقترب.
كتبه: الأستاذ أحمد معاز
المصدر: https://tinyurl.com/3zdjsn7h